بسم الله الرحمن الرحيم
ما تكلم في هذا أحد !
الحمد لله العليم العظيم، والصلاة والسلام على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد، وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن للعلم الشرعي مكانة عظيمة رفيعة، لأنه علم يعنى بالوحيين العزيزين: كتاب
الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفقه الصحابة رضي الله عنهم.
وإن للعلماء مكانة عظيمة رفيعة، لما هم عليه من حملهم لميراث النبوة، وسير
علمائنا - رحمهم الله - وأخبارهم مليئة بما فيه الدروس والعبر بما يجب أن
يكون عليه طالب العلم.
ومن
هذه الصور المشرفة الوقوف عند حدود العلم في الجواب وعدم التردد في قول لا
أدري إذا سئل عن شيء لا يعلمه، يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله :
"وما أحصي ما سمعت أحمد يسأل عن كثير مما فيه اختلاف من العلم فيقول لا أدري".
ومنها: عدم القول بمسألة ليس له فيها إمام وسلف، ولقد قيل للإمام أحمد
رحمه الله: ما يقول في الحقنة باللبن قال: "وما الحقنة؟" قيل: يحقن الصبي
باللبن قال: "ما تكلم في هذا أحد".
وأوصى الإمام أحمد الميموني فقال له إياك أن تقول في مسألة ليس لها فيها إمام، وكان في المحنة يقول : كيف أقول ما لم يقل ؟
وإذا كان هذا القول صادراً من الإمام المبجل أحمد بن حنبل – رحمه الله - إمام أهل السنة فما بالنا نحن!.
ولذلك لأن التفرد مظنة الخطأ ويخشى على صاحبه إن قال قولاً يخالف المسلمين أن يدخل ضمن قوله تعالى:
(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
ولذا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (21/291 ) : كل قول ينفرد
به المتأخر عن المتقدمين ، ولم يسبقه إليه أحد منهم ، فإنه يكون خطأ.
ومن
رام البسط في سمات طالب العلم وآدابه فلينظر "مقدمة المجموع" للإمام
النووي رحمه الله، و"حلية طالب العلم" للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله.
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ورزقنا الإخلاص في أعمالنا كلها، وجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر
والحمد لله أولاً وآخراً
الكاتب/ الدكتور عاصم القريوتي
ما تكلم في هذا أحد !
الحمد لله العليم العظيم، والصلاة والسلام على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد، وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن للعلم الشرعي مكانة عظيمة رفيعة، لأنه علم يعنى بالوحيين العزيزين: كتاب
الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفقه الصحابة رضي الله عنهم.
وإن للعلماء مكانة عظيمة رفيعة، لما هم عليه من حملهم لميراث النبوة، وسير
علمائنا - رحمهم الله - وأخبارهم مليئة بما فيه الدروس والعبر بما يجب أن
يكون عليه طالب العلم.
ومن
هذه الصور المشرفة الوقوف عند حدود العلم في الجواب وعدم التردد في قول لا
أدري إذا سئل عن شيء لا يعلمه، يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله :
"وما أحصي ما سمعت أحمد يسأل عن كثير مما فيه اختلاف من العلم فيقول لا أدري".
ومنها: عدم القول بمسألة ليس له فيها إمام وسلف، ولقد قيل للإمام أحمد
رحمه الله: ما يقول في الحقنة باللبن قال: "وما الحقنة؟" قيل: يحقن الصبي
باللبن قال: "ما تكلم في هذا أحد".
وأوصى الإمام أحمد الميموني فقال له إياك أن تقول في مسألة ليس لها فيها إمام، وكان في المحنة يقول : كيف أقول ما لم يقل ؟
وإذا كان هذا القول صادراً من الإمام المبجل أحمد بن حنبل – رحمه الله - إمام أهل السنة فما بالنا نحن!.
ولذلك لأن التفرد مظنة الخطأ ويخشى على صاحبه إن قال قولاً يخالف المسلمين أن يدخل ضمن قوله تعالى:
(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
ولذا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (21/291 ) : كل قول ينفرد
به المتأخر عن المتقدمين ، ولم يسبقه إليه أحد منهم ، فإنه يكون خطأ.
ومن
رام البسط في سمات طالب العلم وآدابه فلينظر "مقدمة المجموع" للإمام
النووي رحمه الله، و"حلية طالب العلم" للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله.
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ورزقنا الإخلاص في أعمالنا كلها، وجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر
والحمد لله أولاً وآخراً
الكاتب/ الدكتور عاصم القريوتي