الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد:
فلقد
أطلعني ذات يوم أخ على ورقة مصورة مكتوب عليه عقوبة تارك الصلاة ، وذكر
فيها حديثاً طويلاً في عقوبة تارك الصلاة أو "المتهاون فيها بأن الله
يعاقبه بخمس عشرة عقوبة...".
ولقد سألني الأخ المشار إليه عن صحة
الحديث ودرجته ، ثم لما رأيت أن الحديث قد ازداد انتشاراً وعلق من بعض
فاعلي الخير في جهات مختلفة رأيت أنه من واجبي أن أبين شيئاً مما يتعلق
بالكلام على الحديث ذباً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلم من
خطورة رواية الأحاديث المكذوبة والموضوعة والسكوت عنها ،إذ يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم : "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". لقد
كان الواجب على ناشري هذا الحديث ومن ساهم في ذلك سؤال أهل العلم أهل
الاختصاص بذلك إذ يقول ربنا تبارك وتعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون)"سورة النحل: 43" ولا يتوهم أحد أن التساهل في هذا الحديث لا حرج
فيه لكونه من فضائل الأعمال وقد تساهل بعض العلماء أجازوا روايته في
الفضائل متفقون على أن الحديث الضعيف جداً أو المكذوب أو المختلف أو
الموضوع لا يندرج في ذلك مع شروط أخرى ذكرت في كتب المصطلح فلذا لا يحل
لأحد أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما يجد دون تثبت بحجة
أن هذا من فضائل الأعمال كما أنه لو تبنينا هذا الرأي لكان الواجب مراعاة
الشروط التي وضعها أولئك العلماء ولهذا لا يكون إلا بسؤال أهل الاختصاص عن
أقوال الجهابذة الذين سخرهم الله للدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم تحقيقا لوعد الله سبحانه وتعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون) "سورة الحجر:9" .
وإليك أخي القارئ نص الحديث أولا ثم الكلام عليه إن شاء الله تعالى :
-
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم "من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة
عشر عقوبة منها ستة في الدنيا وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة
عند خروجه" .
* أما الستة التي تصيبه في الدنيا فهي كالآتي :
1- ينزع الله البركة من عمره .
2- يمسح الله اسم الصالحين من وجهه .
3- كل عمل لا يؤجر من الله .
4- لا يرفع له دعاء إلى السماء .
5- تمقته الخلائق في الدنيا .
6- ليس له حظ في دعاء الصالحين .
* أما الثلاثة التي تصيبه عند الموت :
1- أن يموت ذليلا .
2- أنه يموت جائعا .
3- أنه يموت عطشان ولو سقى مياه بحار الدنيا ما روى من عطشه .
* أما الثلاثة التي تصيبه في قبره فهي :
1- يضيق الله عليه ويعصره حتى تختلف ضلوعه .
2- يوقد الله عليه في قبره نارا في جمرها .
3-
يسلط الله عليه ثعبانا يسمى " الشجاع الأقرع " يضربه على ترك صلاة الصبح
من الصبح إلى الظهر وعلى تضييع صلى الظهر من الظهر إلى العصر وهكذا...
كلما ضربه يغوض في الأرض سبعين ذراعا .
* أما الثلاثة التي تصيبه يوم القيامة :
1- يسلط الله عليه من يسحبه إلى نار جهنم على جمر بوجه.
2- ينظر الله تعالى إليه بعين الغضب وقت الحساب فيقع لحم وجهه .
3- يحاسبه الله عز وجل حسابا شديدا ما عليه من مؤيد ويأمر به إلى النار وبئس القرار .
قلت :
روى الحديث ابن النجار كما في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة" (ج2/ص113-114) .
وعلة
الحديث محمد بن علي بن العباس البغدادي إذ اتهم بتركيب الحديث قال الحافظ
الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/653) في تردمة محمد المذكور .
" ركب على
أبي بكر بن زياد النيابوري حديثا باطلا في تارك الصلاة . وقال الحفظ ابن
حجر العسقلاني في " لسان الميزان " (5/295-296) : " زعم المذكور (أي محمد
بن علي) أن ابن زياد أخذه عن الربيع عن الشافعي عن مالك عن سمى عن أبي
صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه : "من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس
عشرة خصلة" الحديث وهذا ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية " .
وقد ذكر
محمد ا المذكور من حملة الوضاعين والكذابين في الحديث الحافظ برهان الدين
الحلبي في " الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث " (ص39) .
أقول :
إن تركيب الاسناد من علامات الوضع ولذا حكم الحافظ ابن حجر على الحديث
بأنه ظاهر البطلان وأنه من الأحاديث الطرقية . وانظر " الوضع في الحديث "
للدكتور عمر فلاتة (ج2/ص46 فما بعدها ) حول تركيب الحديث .
وأود أن أذكر بأهمية الصلاة وخطر تركها وأن ما في كتاب الله وما في الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه غنية ومن ذلك :
يقول
الله تبارك وتعالى: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
فسوف يلقون غيا )"سورة مريم: 59" وقال تعالى: ( كل نفس بما كسب رهينة إلا
أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك
من المصلين )" سورة المدثر: 38-43" .
وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه مسلم وغيره وقال أيضا :
"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" رواه أحمد والنسائي
وغيرهما .
وقال صلى الله عليه وسلم :"أول ما يحاسب به العبد يوم
القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله" رواه
الطبراني في ألوسط وغيره .
"ولقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة" رواه الترمذي والحاكم وغيرهما .
إلى غير ذلك من الأدلة الثابتة في خطورة تركها نسأل الله السلامة والسداد .
وفي الختام أوصي نفسي ومن يقرأ وسمع بوجوب التثبت في حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخطورة التساهل في ذلك والله سبحانه وتعالى أسأل أن يوفقنا
لخدمة دينه والعمل به والذب عن شريعته إنه سميع مجيب .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
الكاتب/ الدكتور عاصم القريوتي
فلقد
أطلعني ذات يوم أخ على ورقة مصورة مكتوب عليه عقوبة تارك الصلاة ، وذكر
فيها حديثاً طويلاً في عقوبة تارك الصلاة أو "المتهاون فيها بأن الله
يعاقبه بخمس عشرة عقوبة...".
ولقد سألني الأخ المشار إليه عن صحة
الحديث ودرجته ، ثم لما رأيت أن الحديث قد ازداد انتشاراً وعلق من بعض
فاعلي الخير في جهات مختلفة رأيت أنه من واجبي أن أبين شيئاً مما يتعلق
بالكلام على الحديث ذباً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلم من
خطورة رواية الأحاديث المكذوبة والموضوعة والسكوت عنها ،إذ يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم : "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". لقد
كان الواجب على ناشري هذا الحديث ومن ساهم في ذلك سؤال أهل العلم أهل
الاختصاص بذلك إذ يقول ربنا تبارك وتعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون)"سورة النحل: 43" ولا يتوهم أحد أن التساهل في هذا الحديث لا حرج
فيه لكونه من فضائل الأعمال وقد تساهل بعض العلماء أجازوا روايته في
الفضائل متفقون على أن الحديث الضعيف جداً أو المكذوب أو المختلف أو
الموضوع لا يندرج في ذلك مع شروط أخرى ذكرت في كتب المصطلح فلذا لا يحل
لأحد أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما يجد دون تثبت بحجة
أن هذا من فضائل الأعمال كما أنه لو تبنينا هذا الرأي لكان الواجب مراعاة
الشروط التي وضعها أولئك العلماء ولهذا لا يكون إلا بسؤال أهل الاختصاص عن
أقوال الجهابذة الذين سخرهم الله للدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم تحقيقا لوعد الله سبحانه وتعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون) "سورة الحجر:9" .
وإليك أخي القارئ نص الحديث أولا ثم الكلام عليه إن شاء الله تعالى :
-
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم "من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة
عشر عقوبة منها ستة في الدنيا وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة
عند خروجه" .
* أما الستة التي تصيبه في الدنيا فهي كالآتي :
1- ينزع الله البركة من عمره .
2- يمسح الله اسم الصالحين من وجهه .
3- كل عمل لا يؤجر من الله .
4- لا يرفع له دعاء إلى السماء .
5- تمقته الخلائق في الدنيا .
6- ليس له حظ في دعاء الصالحين .
* أما الثلاثة التي تصيبه عند الموت :
1- أن يموت ذليلا .
2- أنه يموت جائعا .
3- أنه يموت عطشان ولو سقى مياه بحار الدنيا ما روى من عطشه .
* أما الثلاثة التي تصيبه في قبره فهي :
1- يضيق الله عليه ويعصره حتى تختلف ضلوعه .
2- يوقد الله عليه في قبره نارا في جمرها .
3-
يسلط الله عليه ثعبانا يسمى " الشجاع الأقرع " يضربه على ترك صلاة الصبح
من الصبح إلى الظهر وعلى تضييع صلى الظهر من الظهر إلى العصر وهكذا...
كلما ضربه يغوض في الأرض سبعين ذراعا .
* أما الثلاثة التي تصيبه يوم القيامة :
1- يسلط الله عليه من يسحبه إلى نار جهنم على جمر بوجه.
2- ينظر الله تعالى إليه بعين الغضب وقت الحساب فيقع لحم وجهه .
3- يحاسبه الله عز وجل حسابا شديدا ما عليه من مؤيد ويأمر به إلى النار وبئس القرار .
قلت :
روى الحديث ابن النجار كما في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة" (ج2/ص113-114) .
وعلة
الحديث محمد بن علي بن العباس البغدادي إذ اتهم بتركيب الحديث قال الحافظ
الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/653) في تردمة محمد المذكور .
" ركب على
أبي بكر بن زياد النيابوري حديثا باطلا في تارك الصلاة . وقال الحفظ ابن
حجر العسقلاني في " لسان الميزان " (5/295-296) : " زعم المذكور (أي محمد
بن علي) أن ابن زياد أخذه عن الربيع عن الشافعي عن مالك عن سمى عن أبي
صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه : "من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس
عشرة خصلة" الحديث وهذا ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية " .
وقد ذكر
محمد ا المذكور من حملة الوضاعين والكذابين في الحديث الحافظ برهان الدين
الحلبي في " الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث " (ص39) .
أقول :
إن تركيب الاسناد من علامات الوضع ولذا حكم الحافظ ابن حجر على الحديث
بأنه ظاهر البطلان وأنه من الأحاديث الطرقية . وانظر " الوضع في الحديث "
للدكتور عمر فلاتة (ج2/ص46 فما بعدها ) حول تركيب الحديث .
وأود أن أذكر بأهمية الصلاة وخطر تركها وأن ما في كتاب الله وما في الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه غنية ومن ذلك :
يقول
الله تبارك وتعالى: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
فسوف يلقون غيا )"سورة مريم: 59" وقال تعالى: ( كل نفس بما كسب رهينة إلا
أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك
من المصلين )" سورة المدثر: 38-43" .
وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه مسلم وغيره وقال أيضا :
"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" رواه أحمد والنسائي
وغيرهما .
وقال صلى الله عليه وسلم :"أول ما يحاسب به العبد يوم
القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله" رواه
الطبراني في ألوسط وغيره .
"ولقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة" رواه الترمذي والحاكم وغيرهما .
إلى غير ذلك من الأدلة الثابتة في خطورة تركها نسأل الله السلامة والسداد .
وفي الختام أوصي نفسي ومن يقرأ وسمع بوجوب التثبت في حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخطورة التساهل في ذلك والله سبحانه وتعالى أسأل أن يوفقنا
لخدمة دينه والعمل به والذب عن شريعته إنه سميع مجيب .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
الكاتب/ الدكتور عاصم القريوتي