خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.12.08 8:16

    كتب الإمامين لا يستغني عنها؛ إلَّا من استغنى عن العلم !
    الشيخ/ عبد الكريم الخضير

    يقول:
    هل يجب على طالب العلم النَّظر في كُتب شيخ الإسلام وابن القيم -رحمهما الله تعالى-
    وإنْ كان الجواب بنعم، فبم تنصحون؟!

    أوَّلًا:
    بالنِّسبة للوُجُوب، يقول: هل يجب على طالب العلم النَّظر في كُتب شيخ الإسلام؟

    العلم جُملةً منه ما هو واجب، ومِمَّا لا يتمُّ الواجب إلا بمعرفتِهِ على المُكَلَّفْ، وباقيه نفل من أفضل الأعمال

    وهو بابٌ من أبواب الجهاد

    أمَّا كَوْنُهُ يجب فلا

    وتبعاً لذلك

    فالنَّظر في كتب شيخ الإسلام وابن القيم -رحمهما الله تعالى- من أولى ما ينبغي أنْ يُعْنَى به طالب العلم؛

    لأنَّها خير ما يُعين على فهم الكتاب والسُّنَّة.

    فبم تنصحون؟

    لا شكَّ أنَّ مُؤلَّفات الشيخين كُلُّها قَيِّمة، وكُلُّها نافِعة

    لكنْ
    منها ما يُناسب المُتوسِّطين

    ومنها
    ما لا يُدْرِكُهُ إلاَّ الكِبار

    ومنها
    ما لا يُدْرَكْ كُتب شيخ الإسلام على وجه الخُصُوص إلا القليل النَّادر جدًّا

    فكُتُب شيخ الإسلام -رحمهُ الله تعالى- مُتفاوته جدًّا، فيها تفاوُت

    وعلى كُلِّ حال

    الطَّالب المُبتدئ عليهِ أنْ يَلْزَمْ الجَادَّة، ويقرأ كتب المُبتدئين التِّي خَصَّصها أهلُ العلم لهم
    مع
    حفظ ما أمْكَنَ حِفظُهُ من كتاب الله -جلَّ وعلا-، وبَقِيَّةُ العُلُوم على التَّرتيب المعرُوف عند أهل العلم

    وكتب شيخ الإسلام بالنِّسبة للمُبتدئين تصعُب عليهم جدًّا

    المُتوسِّطين قد تناسبهم بعض كتب ابن القيم -رحمهُ الله-

    كتب ابن القيِّم أيضاً فيها نفائس

    و
    فيها فهمٌ عجيب للنُّصُوص
    و
    فيها توجيه
    و
    فيها عِلَاج لكثير من أمراض القُلُوب

    فلا يستغني عنها طالبُ علم

    لا يَسْتَغْنِي عنها إلا من اسْتَغْنَى عن العلم!

    فكتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم في غاية الأهمِّيََّة لطالب العلم

    لكنْ
    يَنْبَغي أنْ تُرَتَّبْ الأُمُور، منها ما يُمْكن أنْ يُفْهَمْ، ومنها ما لا يُفْهَمْ إلاَّ بالقراءة على الشُّيُوخ

    ومنها ما يُؤَجَّلْ، تُؤَجَّلْ قِراءَتُهُ حتَّى يُدْرِكَ الشَّخص، تكون لديه أهليَّة لفهم هذهِ الكتب

    فبعض الطُّلَاب يَسْمَع مَدْح بعض الكتب، وهذا شيء يُؤثِّر في الجميع إنَّ الشيخ يمدح كتاب؛ يذهب الطَّالب يقتنيه ويَنْظُر فيه!

    ثُمَّ بعد ذلك يُفَاجَئ أنَّهُ فوق مُستواه! فيملّ منهُ ويترك

    وكثير من الطُّلَّاب على هذه الشَّاكِلة،

    الشيخ المُتحدِّثْ أمَامَهُ فِئَات مُتفاوتة في الفهم، فهو يمدح الكتاب باعْتِبَارُهُ نافع؛

    لكنْ ما ينظر إلى أنَّ بعض من يحضر من المُبتدئين قد يصرفه هذا الكتاب عن تحصيل العلم!

    فإذا سَمِع طالب العلم المُبتدئ مثلًا مَدْح الحافظ ابن كثير لعلل الدارقطني أشَادَ بِهِ، والكتاب كذلك

    لكن هل يصلُح لِطُلَّاب مُبْتَدِئين أو حتَّى المُتوسِّطين؟! ما يصلُح؛ لأنَّ الطَّالب المُبتدئ وحتَّى المُتوسِّط قد لا يُدْرِك كثير مِمَّا يرمي إليهِ الدَّارقطني

    أو يسمع مَدْح ابن القيم -رحمهُ الله تعالى- لكتاب العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية:

    واقرأ كتاب العقل والنَّقل الذِّي *** ما في الوُجُود لهُ نَظِيرٌ ثاني

    ثُمَّ يذهب لِيَقْرَأ! يمُر عليه مائة صفحة مائتين صفحة مُجلد ما فهم منه شيء البتَّة، هذا حتَّى المُتوسِّطين حتى المُنتهين

    بل كثير من الشُّيُوخ لا يُدْرِك كثير من كلام شيخ الإسلام!

    في مثل هذه الكتاب أو نقض التَّأسِيس، يسمع كلام ابن القيم -رحمهُ الله-:

    وكذلك التَّأسِيسُ أصبح نَقْضُهُ *** أُعْجُوبةً للعالم الرَّبَّانِي
    ومن العَجِيبِ أنَّهُ بِسِلَاحِهم *** أَرْدَاهُمُ نحو الحَضِيَضِ الدَّانِي


    يعمُد لِشِراء هذا الكتاب، ثُمَّ يقرأ فيه كونُهُ يَقْتَنِيهْ، ويَجْعَلُهُ عندهُ ويدَّخِرُهُ في مَكتبتِهِ إلى أنْ يَتَأَهَّلْ لقراءتِهِ هذا طَيِّب

    لكنَّهُ يبدأ بمثلِ هذهِ الكتب؟!

    أتصوَّر إنّ طالب العلم قد يُصاب بِرَدَّة فِعل

    منهاج السُّنَّة لشيخ الإسلام ابن تيمية من أمْتَع كُتُبِهِ -رحمهُ الله-، منْ أيْسَرِها على أوْسَاط المُتعلِّمين

    لكنْ
    في المُجَلَّد الأوَّل ثلاثمائة صفحة لو ادَّبَّسْ مرَّة ما تُقْرَأ! وفي السَّادس مثله

    يعني كلام جزل صعب على كثير من المُتعلِّمين

    ومع ذلك كتب شيخ الإسلام وابن القيم من أنفع ما يُعين على فَهْم الكتاب والسُّنَّة

    إضافةً إلى ما كتبهُ الأئِمَّةُ المُحَقِّقُونْ مِنْ سَلَفِ هذهِ الأُمَّة وأئِمَّتِها.

    يَقْرَأ الطَّالب لا ابن القيم مثل الفوائد، ومثل إغاثة اللَّهفان، ومثل مفتاح دار السَّعادة، ومثل حادي الأرواح

    ثُمَّ بعد ذلك يطلع ويتأهَّل لإعلام المُوقِّعين، وقَبْلَهُ لزاد المعاد؛ كتب نافِعة في غاية الأهَمِّيَّة، كتب لا يُغني عنها شي

    فطالب العلم لا يَسْتَغْنِي عن كتب هذين الإمامين.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.12.08 8:23

    يقول ابن قاسم - رحمه الله تعالى - عن شيخ الإسلام
    - رفع الله درجاته في عليين :

    " قريعة الدهر. فارس العقول والمنقول .

    بل

    لم يرزق الإسلام والمسلمون عالماً صحيح النظر . نير البصيرة .

    متضلعاً من الكتاب والسنة وأقوال العلماء يضارعه من زمانه إلى يومنا هذا .

    ..... وله أكثر من ألف مصنف .

    يكتب الكراسة في المجلس الواحد .

    وإذا أطلق أكثر متأخري الأصحاب شيخ الإسلام أو الشيخ

    فمرادهم بذلك شيخ الإسلام أحمد بن تيمية قدس الله روحه .



    والسلف لا يطلقون شيخ الإسلام إلا على

    المتبع لكتاب الله وسنة رسوله .

    مع

    التبحر في العلوم من المعقول والمنقول .

    وعلو كعبه في ذلك مشهور .

    وكان الأصحاب قبل يلقبون الموفق .

    فلما جاء الله بهذا الحبر اعترف الكل له بهذا اللقب .

    حيث لم يوجد له نظير .

    وكثيراً ما نكتفي باختياره وترجيحه من الصحة ومساعدة الأدلة بمكان لا يخفى على المطلع المنصف .

    ولاندعي فيه العصمة .

    لكن الله خوله الحفظ والفهم ..."


    (حاشية الروض المربع 1/164)

    المصدر السابق
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.12.08 8:55


    من كتب شيخ الإسلام بن تيمية


    - قدّس الله روحه :

    =======

    دقائق التفسير
    ( دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية )
    رسالة في قنوت الأشياء
    ( جامع الرسائل )
    رسالة في قصة شعيب
    ( جامع الرسائل )

    رسالة في المعاني المستنبطة
    ( جامع الرسائل )
    رسالة في قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة
    ( جامع الرسائل )

    فصل في الدليل على فضل العرب
    ( جامع الرسائل )
    رسالة في تحقيق التوكل
    ( جامع الرسائل )
    رسالة في تحقيق مسألة علم الله
    ( جامع الرسائل )
    رسالة في معنى كون الرب عادلا
    ( جامع الرسائل )
    رسالة في تحقيق الشكر
    ( جامع الرسائل )

    رسالة في دخول الجنة
    ( جامع الرسائل )
    سؤال عمن يقول إن صفات
    ( جامع الرسائل )

    رسالة في الرد على ابن العربي
    ( جامع الرسائل )

    رسالة في التوبة
    ( جامع الرسائل )

    التحفة العراقية

    فصل في أن دين الأنبياء واحد
    ( جامع الرسائل )

    رسالة في لفظ السنة في القرآن
    ( جامع الرسائل )

    العقيدة الأصفهانية
    ( شرح العقيدة الأصفهانية )

    بغية المرتاد
    ( بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية )

    درء التعارض
    ( درء تعارض العقل والنقل)

    الرد على البكري
    ( تلخيص كتاب الاستغاثة )

    بيان تلبيس الجهمية
    ( بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية )

    النبوات

    السياسة الشرعية
    ( السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية)

    الاستقامة

    أمراض القلوب
    (أمراض القلوب وشفاؤها)

    زيارة القبور
    (زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور)

    العقيدة الواسطية

    الحسنة والسيئة

    الزهد والورع والعبادة

    الصفدية

    الجواب الصحيح
    ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح )

    اقتضاء الصراط
    ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم )

    شرح العمدة
    (شرح العمدة في الفقه)

    القواعد النورانية

    مجموع الفتاوى

    قاعدة في المحبة

    منهاج السنة النبوية

    الرد على المنطقيين

    الصارم المسلول
    (الصارم المسلول على شاتم الرسول)

    الفتاوى الكبرى
    [/b]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.12.08 9:07


    من كتب العلامة شمس الدين إبن القيم

    - رفع الله قدره في عليين :


    ========


    حاشية ابن القيم
    (حاشية ابن القيم على سنن أبي داود)

    الطب النبوي

    بدائع الفوائد

    زاد المهاجر
    (الرسالة التبوكية زاد المهاجر إلى ربه)

    تحفة المولود (
    تحفة المودود بأحكام المولود)

    طلاق الغضبان
    (إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان)

    زاد المعاد
    (زاد المعاد في هدي خير العباد)

    أحكام أهل الذمة

    جلاء الأفهام
    (جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام)

    هداية الحيارى
    (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى)

    الوابل الصيب
    (الوابل الصيب من الكلم الطيب)

    عدة الصابرين
    (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)

    الفوائد

    الصواعق المرسلة
    (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)

    إغاثة اللهفان
    (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)

    الروح
    (الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة و)

    إعلام الموقعين
    (إعلام الموقعين عن رب العالمين)

    عقيدة الفرقة الناجية
    (الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)

    شفاء العليل
    (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل)

    الأمثال في القرآن الكريم

    نقد المنقول
    (نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول)

    الجواب الكافي
    (كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الداء والدواء))

    الطرق الحكمية
    (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية)

    صيغ الحمد
    (جواب في صيغ الحمد)
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.12.08 9:16


    أخرى ذات صلة بعاليه :


    =======

    مؤلفات ابن تيمية
    (أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية)

    التبيان في أقسام القرآن

    اجتماع الجيوش الإسلامية
    (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)

    الرد الوافر

    الفروسية

    الصلاة وحكم تاركها
    (الصلاة وحكم تاركها وسياق صلاة النبي من حين كان يكبر إلى أن يفرغ منها)

    المنار المنيف
    (المنار المنيف في الصحيح والضعيف)

    حادي الأرواح
    (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح)

    روضة المحبين
    (روضة المحبين ونزهة المشتاقين)

    طريق الهجرتين
    (طريق الهجرتين وباب السعادتين )

    مدارج السالكين
    (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين)

    مفتاح دار السعادة
    (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة)

    رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه

    شرح قصيدة ابن القيم
    (توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم)


    ==========


    الكتب التي فيها ترجمة حياة شيخ الإسلام هي:

    العقود الدرية
    (العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية)

    ]الشهادة الزكية
    (الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية)

    الأعلام العلية
    (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية)

    الدرر الكامنة
    (ترجمة ابن تيمية من الدرر الكامنة)



    المصدر السابق
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.12.08 10:32

    من أجمل ما خط بنان الأمام القدوة ابن القيم - طيب الله ثراه - :

    ( فصل
    لما فصلت عير السير ، واستوطن المسافر دار الغربة ، وحيل بينه وبين مألوفة وعوائده والمتعلقة بالوطن ولوازمه ، أحدث له ذلك نظرا آخر ؛ فأجال فكره في أهم ما يقطع به منازل سفره إلي الله ، وينفق فيه بقية عمره ، فأرشده من بيده الرشد إلى أن أهم شيء يقصده إنما هو :
    الهجرة إلى الله ورسوله ، فإنما فرض عين على كل أحد في كل وقت ، وأنه لا انفكاك لأحد من وجوبها ، وهي مطلوب الله ومراده من العباد ، إذ الهجرة هجرتان :

    هجرة بالجسم من بلد إلى بلد : وهذه أحكامها معلومة ، وليس المراد الكلام فيها.
    والهجرة الثانية هجرة بالقلب إلى الله ورسوله : وهذه هي المقصودة هنا. وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقة ، وهي الأصل ، هجرة الجسد تابعة لها ، وهي هجرة تتضمن (من)، و(إلى):
    فيهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته.
    ومن عبودية غيره إلى عبوديته.
    ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه.
    ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له إلى دعاء ربه وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له .
    وهذا هو بعينه معنى الفرار إليه ،
    قال تعالى : كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Startفَفِرُّوا إِلَى اللَّهِكتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End (الذاريات:50)
    فالتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه).

    الرسالة التبوكية ( 1/28
    )


    ثم ذكر تمام الهجرة الثانية في قوله - نور الله ضريحه - :
    ( ولله على كل قلب هجرتان ، وهما فرض لازم له على الأنفاس :
    هجرة إلى الله - سبحانه - بالتوحيد ، والإخلاص ، والإنابة ، والحب ، والخوف ، والرجاء ، والعبودية.
    وهجرة إلى رسوله : بالتحكيم له ، والتسليم والتفويض والانقياد لحكمه ، وتلقي أحكام الظاهر والباطن من مشكاته ؛ فيكون تعبده به أعظم من تعبد الركب بالدليل الماهر في ظلم الليل ، ومتاهات الطريق .
    فما لم يكن لقلبه هاتان الهجرتان ؛ فليحث على رأسه الرماد ، وليراجع الإيمان من أصله ؛ فيرجع وراءه ليقتبس نورا قبل أن يحال بينه وبينه ، ويقال له ذلك على الصراط من وراء السور ،
    والله المستعان )
    مدارج السالكين (2/ 463).
    ===
    ومن أجمل ما خط بنان ابن القيم - رحمه الله - :


    ( فصل )

    من أعجب الأشياء :

    أن تعرفه ثم لا تحبه

    وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة

    وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعمل غيره

    وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له
    وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته

    وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته

    وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابه إليه

    وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه ، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب .

    الفوائد ( 1/47)
    ===

    قال الإمام القيم ابن القيم - نور الله ضريحه -:

    ( من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،
    ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز
    ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام
    ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة
    ومنه من يعرفه بالعزة والكبرياء
    ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف
    ومنهم من يعرفه بالقهر والملك
    ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته

    وأعم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه ؛ فإنه يعرف ربًا قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال
    منزه عن المثال
    برئ من النقائص والعيوب
    له كل اسم حسن، وكل وصف كمال
    فعال لما يريد
    فوق كل شيء ومع كل شيء
    وقادر على كل شيء، ومقيم لكل شيء
    آمر ناه
    متكلم بكلماته الدينية والكونية
    أكبر من كل شيء، وأجمل من كل شيء
    أرحم الراحمين، وأقدر القادرين، وأحكم الحاكمين
    فالقرآن أنزل لتعريف عباده به، وبصراطه الموصل إليه، وبحال السالكين بعد الوصول إليه) ا.هـ

    الفوائد" (صـ:180).
    ===
    قال ابن القيم - رحمه الله - :
    فإن تزكية النفوس مسلم إلى الرسل ، وإنما بعثهم الله لهذه التزكية ، وولاهم إياها ، وجعلها على أيديهم دعوة وتعليما وبيانا وإرشادا
    لا خلقا ولا إلهاما
    فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم .

    قال الله - تعالى - :
    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Start هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End
    ( الجمعة : 2 ).

    وقال - تعالى -
    :كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Start كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُون * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُون كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End (البقرة : 151 ، 152)
    وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد
    فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة التي لم يجىء بها الرسل = فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه
    وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب ؟!

    فالرسل أطباء القلوب ؛ فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم ، وعلى أيديهم ، وبمحض الانقياد ، والتسليم لهم ، والله المستعان )

    ا.هـ مدارج السالكين


    والنقل
    لطفــــــاً .. من هنــــــــا


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 04.12.08 11:30 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.12.08 11:21


    وقال
    – رحمه الله وطيب ثراه –

    في معرض الكلام عن العلم بالله
    - جل وعلا - :

    ( وإياك أن تظن أن بمجرد علم هذا الشأن قد صرت من أهله

    هيهات

    ما أظهر الفرق بين العلم بوجوه الغنى وهو فقير ، وبين الغني بالفعل ، وبين العالم بأسباب الصحة وحدودها وهو سقيم ، وبين الصحيح بالفعل

    فاسمع الآن وصف القوم ، وأحضر ذهنك لشأنهم العجيب ، وخرهم الجليل ، فإن وجدت من نفسك حركة وهمة إلى التشبه بهم ، فاحمد الله ، وادخل فالطريق واضح والباب مفتوح

    إذا أعجبتك خصال امرىء *** فكنه تكن مثل ما يعجبـك
    فليس على الجود والمكرما *** ت إذا جئتها حاجب يحجبك

    فنبأ القوم عجيب ، وأمرهم خفي إلا على من له مشاركة مع القوم ، فإنه يطلع من حالهم على ما يريه إياه القدر المشترك

    وجملة أمرهم أنهم قوم قد امتلأت قلوبهم من معرفة الله ، وغمرت بمحبته ، وخشيته ، وإجلاله ، ومراقبته ؛ فسرت المحبة في أجزائهم ؛ فلم يبق فليها عرق ولا مفصل إلا وقد دخله الحب

    قد أنساهم حبه ذكر غيره ، وأوحشهم أنسهم به ممن سواه

    قد فنا بحبه عن حب من سواه ، وبذكره عن ذكر من سواه ، وبخوفه ، ورجائه ، والرغبة إليه ، والرهبة منه ، والتوكل عليه ، والإنابة إليه ، والسكون إليه ، والتذلل ، والانكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره .

    فإذا وضع أحدهم جنبه على مضجعه ؛ صعدت أنفاسه إلى إلهه ومولاه ، واجتمع همه عليه متذكرًا صفاته العلى وأسماءه الحسنى

    ومشاهدًا له في اسمائه وصفاته قد تجلت على قلبه أنوارها ؛ فانصبغ قلبه بمعرفته ومحبته ، فبات جسمه في فراشه يتجافى عن مضجعه ، وقلبه قد أوى إلى مولاه وحبيبه ؛ فآواه إليه وأسجده بين يديه خاضعًا خاشعًا ذليلاً منكسرًا من كل جهة من جهاته ، فيا لها سجدة ما أشرفها من سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء .

    وقيل لبعض العارفين : أيسجد القلب بين يدي ربه ؟!

    قال : أي والله بسجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم القيامة .

    فشتان بين قلب يبيت عند ربه قد قطع في سفره إليه بيداء الأكوان ، وخرق حجب الطبيعة ، ولم يقف عند رسم ولا سكن إلى علم حتى دخل على ربه في داره ؛ فشاهد عز سلطانه ، وعظمة جلاله ، وعلو شأنه ، وبهاء كماله ، وهو مستو على عرشه ، يدبر أمر عباده ، وتصعد إليه شؤون العباد ، وتعرض عليه حوائجهم وأعمالهم ؛ فيأمر فيها بما يشاء ؛ فينزل الأمر من عنده نافذًا

    فيشاهد الملك الحق قيومًا بنفسه ، مقيما لكل ما سواه ، غنيا عن كل من سواه ، وكل من سواه فقير إليه ، يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ، يغفر ذنبًا ويفرج كربًا ، ويفك عانيًا ، وينصر ضعيفًا ، ويجبر كسيرًا ، ويغني فقيرًا ، ويميت ويحيي ، ويسعد ويشقي ، ويضل ويهدي ، وينعم على قوم ، ويسلب نعمته عن آخرين ، ويعز أقواما ، ويذل آخرين ، ويرفع أقواما ، ويضع آخرين

    ويشهده كما أخبر عنه أعلم الخلق به وأصدقهم في خبره حيث يقول في الحديث الصحيح : يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق ، فإنه لم يغض ما في يمينه ، وبيده الأخرى الميزان : يخفض ويرفع .

    فيشاهده كذلك يقسم الأرزاق ، ويجزل العطايا ، ويمن بفضله على من يشاء من عباده بيمينه ، وباليد الأخرى الميزان يخفض به من يشاء ، ويرفع به من يشاء عدلاً منه وحكمة ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم

    فيشهده وحده القيوم بأمر السموات والأرض ومن فيهن ، ليس له بواب فيستأذن ، ولا حاجب فيدخل عليه ، ولا وزير فيؤتى ، ولا ظهير فيستعان به ، ولا ولي من دونه فيشفع به إليه ، ولا نائب عنه فيعرفه حوائج عباده ، ولا معين له فيعاونه على قضائها

    أحاط - سبحانه - بها علمًا ، ووسعها قدرة ورحمة ، فلا تزيده كثرة الحاجات إلا جودًا وكرمًا ، ولا يشغله منها شأن عن شأن ، ولا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين

    لو اجتمع أول خلقه وآخرهم ، وإنسهم وجنهم ، وقاموا في صعيد واحد ، ثم سألوه فأعطى كلا منهم مسألته ما نقص ذلك مما عنده ذرة واحدة ، إلا كما ينقص المخيط البحر إذا غمس فيه ، ولو أن أولهم وآخرهم ، وإنسهم وجنهم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا

    ذلك بأنه الغني الجواد الماجد ، فعطاؤه كلام ، وعذابه من كلام ، كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Start إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End .

    ويشهده كما أخبر عنه أيضا الصادق المصدوق حيث يقول : إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه .

    وبالجملة

    فيشهده في كلامه فقد تجلى - سبحانه وتعالى - لعباده في كلامه ، وتراءى لهم فيه ، وتعرف إليهم فيه

    فبعدًا وتبًا للجاحدين والظالمين

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Start أفي الله شك فاطر السموات والأرض كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End

    لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) .

    ا. هـ (طريق الهجرتين)


    ==========

    ومن أجمل كلمات شيخ الإسلام ابن القيم

    - طيب الله ثراه - وكأنها الدرر

    قوله :

    ( وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس ، فلا يرى لنفسه حالا ، ولا مقاما ، ولا سببا يتعلق به ، ولا وسيلة منه يمن بها


    بل

    يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف ، والافلاس المحض ، دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع ، وشملته الكسرة من كل جهاته ، وشهد ضرورته إلى ربه عز و جل وكمال فاقته وفقره إليه ، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة ، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى ،

    وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك ، وخسر خسارة لا تجبر ، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته .

    ولا طريق إلى الله أقرب من العبودية ، ولا حجاب أغلظ من الدعوى !

    والعبودية مدارها على قاعدتين هما أصلها :

    حب كامل
    و
    ذل تام .


    ومنشأ هذين الأصلين عن ذينك الأصلين المتقدمين ، وهما :

    مشاهدة المنة التي تورث المحبة
    و
    مطالعة عيب النفس والعمل التي تورث الذل التام .

    وإذا كان العبد قد بنى سلوكه إلى الله تعالى على هذين الأصلين لم يظفر عدوه به إلا على غره وغفلة ، وما أسرع ما ينعشه الله عز و جل ويجبره ويتداركه برحمته . )

    الوابل الصيب (12، 13)



    =============
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.12.08 11:22

    فَأَعْظَمُ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ :

    التّوْحِيدُ ، وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ .




    قَالَ اللّهُ تَعَالَى :

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Startأَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبه ِكتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End
    [ الزّمَرُ 22 ] .



    وَقَالَ تَعَالَى :
    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Start فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقًا حَرَجًا كَأَنّمَا يَصّعّدُ فِي السّمَاءِ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End
    [ الْأَنْعَامُ 125 ]

    فَالْهُدَى وَالتّوْحِيدُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ

    وَالشّرْكُ وَالضّلَالُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصّدْرِ وَانْحِرَاجِهِ.



    وَمِنْهَا :

    النّورُ الّذِي يَقْذِفُهُ اللّهُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ ، وَهُوَ نُورُ الْإِيمَانِ فَإِنّهُ يَشْرَحُ الصّدْرَ وَيُوَسّعُهُ وَيُفْرِحُ الْقَلْبَ .

    فَإِذَا فُقِدَ هَذَا النّورُ مِنْ قَلْبِ الْعَبْدِ ضَاقَ وَحَرَجَ وَصَارَ فِي أَضْيَقِ سِجْنٍ وَأَصْعَبِهِ .

    وَقَدْ رَوَى التّرْمِذِيّ فِي " جَامِعِهِ " عَنْ النّبِيّ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Sallah أَنّهُ قَالَ : إذَا دَخَلَ النّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ وَانْشَرَحَ .


    قَالُوا : وَمَا عَلاَمَةُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟

    قَالَ : الْإِنَابَةُ إلَى دَارِ الْخُلُودِ ، وَالتّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ . (ا)

    فَيُصِيبُ الْعَبْدَ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِحَسْبِ نَصِيبِهِ مِنْ هَذَا النّورِ

    وَكَذَلِكَ النّورُ الْحِسّيّ وَالظّلْمَةُ الْحِسّيّةُ هَذِهِ تَشْرَحُ الصّدْرَ وَهَذِهِ تُضَيّقُهُ .

    وَمِنْهَا :


    الْعِلْمُ فَإِنّهُ يَشْرَحُ الصّدْرَ وَيُوَسّعُهُ حَتّى يَكُونَ أَوْسَعَ مِنْ الدّنْيَا

    وَالْجَهْلُ يُورِثُهُ الضّيقُ وَالْحَصْرُ وَالْحَبْسُ

    فَكُلّمَا اتّسَعَ عِلْمُ الْعَبْدِ انْشَرَحَ صَدْرُهُ وَاتّسَعَ


    وَلَيْسَ هَذَا لِكُلّ عِلْمٍ

    بَلْ

    لِلْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنْ الرّسُولِ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Sallah ؛

    وَهُوَ الْعِلْمُ النّافِعُ

    فَأَهْلُهُ أَشْرَحُ النّاسِ صَدْرًا ، وَأَوْسَعُهُمْ قُلُوبًا ، وَأَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا ، وَأَطْيَبُهُمْ عَيْشًا .



    وَمِنْهَا

    الْإِنَابَةُ إلَى اللّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَمَحَبّتُهُ بِكُلّ الْقَلْبِ ، وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ ، وَالتّنَعّمُ بِعِبَادَتِهِ.

    فَلَا شَيْءَ أَشْرَحُ لِصَدْرِ الْعَبْدِ مِنْ ذَلِكَ .

    حَتّى إنّهُ لَيَقُولُ أَحْيَانًا : إنْ كُنْتُ فِي الْجَنّةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَإِنّي إذًا فِي عَيْشٍ طَيّبٍ .


    وَلِلْمَحَبّةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصّدْرِ وَطِيبِ النّفْسِ وَنَعِيمُ الْقَلْبِ لَا يَعْرِفُهُ إلّا مَنْ لَهُ حِسّ بِهِ

    وَكُلّمَا كَانَتْ الْمَحَبّةُ أَقْوَى وَأَشَدّ كَانَ الصّدْرُ أَفْسَحَ وَأَشْرَحَ

    وَلَا يَضِيقُ إلّا عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَطّالِينَ الْفَارِغِينَ مِنْ هَذَا الشّأْنِ فَرُؤْيَتُهُمْ قَذَى عَيْنِهِ وَمُخَالَطَتُهُمْ حُمّى رُوحِهِ .


    وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصّدْرِ


    الْإِعْرَاضُ عَنْ اللّهِ تَعَالَى ، وَتَعَلّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ ، وَمَحَبّةُ سِوَاهُ فَإِنّ مَنْ أَحَبّ شَيْئًا غَيْرَ اللّهِ عُذّبَ بِهِ ، وَسُجِنَ قَلْبُهُ فِي مَحَبّةِ ذَلِكَ الْغَيْرِ

    فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْهُ ، وَلَا أَكْسَفَ بَالًا ، وَلَا أَنْكَدُ عَيْشًا ، وَلَا أَتْعَبُ قَلْبًا


    فَهُمَا مَحَبّتَانِ :

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Mid مَحَبّةٌ هِيَ جَنّةُ الدّنْيَا ، وَسُرُورُ النّفْسِ ، وَلَذّةُ الْقَلْبِ ، وَنَعِيمُ الرّوحِ وَغِذَاؤُهَا وَدَوَاؤُهَا بَلْ حَيَاتُهَا وَقُرّةُ عَيْنِهَا ، وَهِيَ مَحَبّةُ اللّهِ وَحْدَهُ بِكُلّ الْقَلْبِ ، وَانْجِذَابُ قُوَى الْمَيْلِ وَالْإِرَادَةُ وَالْمَحَبّةُ كُلّهَا إلَيْهِ .




    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Mid وَمَحَبّةٌ هِيَ عَذَابُ الرّوحِ ، وَغَمّ النّفْسِ ، وَسِجْنُ الْقَلْبِ ، وَضِيقُ الصّدْرِ ، وَهِيَ سَبَبُ الْأَلَمِ وَالنّكَدِ وَالْعَنَاءِ ، وَهِيَ مَحَبّةُ مَا سِوَاهُ سُبْحَانَهُ

    وَمِنْ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ :


    دَوَامُ ذِكْرِهِ عَلَى كُلّ حَالٍ ، وَفِي كُلّ مَوْطِنٍ


    فَلِلذّكْرِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصّدْرِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ

    وَلِلْغَفْلَةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي ضِيقِهِ وَحَبْسِهِ وَعَذَابِهِ .



    وَمِنْهَا :

    الْإِحْسَانُ إلَى الْخَلْقِ وَنَفْعُهُمْ بِمَا يُمْكِنُهُ مِنْ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالنّفْعِ بِالْبَدَنِ وَأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ ، فَإِنّ الْكَرِيمَ الْمُحْسِنَ أَشْرَحُ النّاسِ صَدْرًا وَأَطْيَبُهُمْ نَفْسًا وَأَنْعَمُهُمْ قَلْبا

    وَالْبَخِيلُ الّذِي لَيْسَ فِيهِ إحْسَانٌ أَضْيَقُ النّاسِ صَدْرًا وَأَنْكَدُهُمْ عَيْشًا وَأَعْظَمُهُمْ همّا وَغَمّا.


    وَقَدْ ضَرَبَ رَسُولُ اللّهِ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Sallah فِي الصّحِيحِ مَثَلًا لِلْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدّقِ ، كَمَثَلِ رَجُلَيُنِ عَلَيْهِمَا جُنّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ ، كُلّمَا هَمّ الْمُتَصَدّقُ بِصَدَقَةِ اتّسَعَتْ عَلَيْهِ وَانْبَسَطَتْ حَتّى يَجُرّ ثِيَابَهُ وَيُعْفِيَ أَثَرَهُ ، وَكُلّمَا هَمّ الْبَخِيلُ بِالصّدَقَةِ لَزِمَتْ كُلّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا وَلَمْ تَتّسِعْ عَلَيْهِ .


    فَهَذَا مَثَلُ انْشِرَاحِ صَدْرِ الْمُؤْمِنِ الْمُتَصَدّقِ وَانْفِسَاحِ قَلْبِهِ ، وَمَثَلُ ضِيقِ صَدْرِ الْبَخِيلِ وَانْحِصَارِ قَلْبِهِ


    وَمِنْهَا :


    الشّجَاعَةُ ، فَإِنّ الشّجَاعَ مُنْشَرِحُ الصّدْرِ وَاسِعُ الْبِطَان مُتّسِعُ الْقَلْبِ وَالْجَبَانُ أَضْيَقُ النّاسِ صَدْرًا وَأَحْصَرُهُمْ قَلْبًا ، لَا فَرْحَةٌ لَهُ وَلَا سُرُورٌ وَلَا لَذّةٌ لَهُ وَلَا نَعِيمٌ إلّا مِنْ جِنْسِ مَا لِلْحَيَوَانِ الْبَهِيمِيّ


    وَأَمّا سُرُورُ الرّوحِ وَلَذّتُهَا وَنَعِيمُهَا وَابْتِهَاجُهَا فَمُحَرّمٌ عَلَى كُلّ جَبَانٍ ، كَمَا هُوَ مُحَرّمٌ عَلَى كُلّ بَخِيلٍ ، وَعَلَى كُلّ مُعْرِضٍ عَنْ اللّهِ سُبْحَانَهُ غَافِلٍ عَنْ ذِكْرِهِ جَاهِلٍ بِهِ وَبِأَسْمَائِهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ وَدِينِهِ مُتَعَلّقِ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ .

    وَإِنّ هَذَا النّعِيمَ وَالسّرُورَ يَصِيرُ فِي الْقَبْرِ رِيَاضًا وَجَنّةً وَذَلِكَ الضّيقُ وَالْحَصْرُ يَنْقَلِبُ فِي الْقَبْرِ عَذَابًا وَسِجْنًا .

    فَحَالُ الْعَبْدِ فِي الْقَبْرِ كَحَالِ الْقَلْبِ فِي الصّدْرِ :

    نَعِيمًا وَعَذَابًا ، وَسِجْنًا وَانْطِلَاقًا

    وَلَا عِبْرَةَ بِانْشِرَاحِ صَدْرِ هَذَا لِعَارِضِ ، وَلَا بِضِيقِ صَدْرِ هَذَا لِعَارِضِ


    فَإِنّ الْعَوَارِضَ تَزُولُ بِزَوَالِ أَسْبَابِهَا


    وَإِنّمَا الْمُعَوّلُ عَلَى الصّفَةِ الّتِي قَامَتْ بِالْقَلْبِ تُوجِبُ انْشِرَاحَهُ وَحَبْسَهُ فَهِيَ الْمِيزَانُ . وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ .




    وَمِنْهَا بَلْ مِنْ أَعْظَمِهَا :

    إخْرَاجُ دَغَلِ القْلبِ مِنْ الصّفَاتِ الْمَذْمُومَةِ الّتِي تُوجِبُ ضِيقَهُ وَعَذَابَهُ ، وَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُصُولِ الْبُرْءِ ، فَإِنّ الْإِنْسَانَ إذَا أَتَى الْأَسْبَابَ الّتِي تَشْرَحُ صَدْرَهُ وَلَمْ يُخْرِجْ تِلْكَ الْأَوْصَافَ الْمَذْمُومَةَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَحْظَ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِطَائِلِ ، وَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَادّتَانِ تَعْتَوِرَانِ عَلَى قَلْبِهِ ، وَهُوَ لِلْمَادّةِ الْغَالِبَةِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا .

    وَمِنْهَا :

    تَرْكُ فُضُولِ النّظَرِ وَالْكَلَامِ وَالِاسْتِمَاعِ وَالْمُخَالَطَةِ وَالْأَكْلِ وَالنّوُمِ ، فَإِنّ هَذِهِ الْفُضُولَ تَسْتَحِيلُ آلَامًا وَغُمُومًا وَهُمُومًا فِي الْقَلْبِ تَحْصُرُهُ وَتَحْبِسُهُ وَتُضَيّقُهُ وَيَتَعَذّبُ بِهَا ، بَلْ غَالِبُ عَذَابِ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْهَا .

    فَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ مَا أَضْيَقَ صَدْرَ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلّ آفَةٍ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ بِسَهْمِ ، وَمَا أَنْكَدَ عَيْشَهُ وَمَا أَسْوَأَ حَالِهِ ، وَمَا أَشَدّ حَصْرِ قَلْبِهِ


    وَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ مَا أَنْعَمَ عَيْشِ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلّ خَصْلَةٍ مِنْ تِلْكَ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ بِسَهْمِ ، وَكَانَتْ هِمّتُهُ دَائِرَةً عَلَيْهَا حَائِمَةً حَوْلَهَا ، فَلِهَذَا نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Startإِنّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍكتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End

    [ الِانْفِطَارُ 13 ]

    وَلِذَلِكَ نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Start وَإِنّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيمٍ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End
    [ الِانْفِطَارُ 14 ]

    وَبَيْنَهُمَا مَرَاتِبُ مُتَفَاوِتَةٌ لَا يُحْصِيهَا إلّا اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .

    وَالْمَقْصُودُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Sallah كَانَ أَكْمَلَ الْخَلْقِ فِي كُلّ صِفَةٍ يَحْصُلُ بِهَا انْشِرَاحُ الصّدْرِ وَاتّسَاعُ الْقَلْبِ وَقُرّةُ الْعَيْنِ وَحَيَاةُ الرّوحِ

    فَهُوَ أَكْمَلُ الْخَلْقِ فِي هَذَا الشّرْحِ وَالْحَيَاةِ وَقُرّةِ الْعَيْنِ مَعَ مَا خُصّ بِهِ مِنْ الشّرْحِ الْحِسّيّ

    وَأَكْمَلُ الْخَلْقِ مُتَابَعَةً لَهُ أَكْمَلُهُمْ انْشِرَاحًا وَلَذّةً وَقُرّةَ عَيْنٍ

    وَعَلَى حَسَبِ مُتَابَعَتِهِ يَنَالُ الْعَبْدُ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ وَقُرّةِ عَيْنِهِ وَلَذّةِ رُوحِهِ مَا يَنَالُ ، فَهُوَ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Sallahَ فِي ذُرْوَةِ الْكَمَالِ مِنْ شَرْحِ الصّدْرِ وَرَفْعِ الذّكْرِ وَوَضْعِ الْوِزْرِ ، وَلِأَتْبَاعِهِ مِنْ ذَلِكَ بِحَسْبِ نَصِيبِهِمْ مِنْ اتّبَاعِهِ وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ .

    وَهَكَذَا لِأَتْبَاعِهِ نَصِيبٌ مِنْ حِفْظِ اللّهِ لَهُمْ وَعِصْمَتِهِ إيّاهُمْ وَدِفَاعِهِ عَنْهُمْ وَإِعْزَازِهِ لَهُمْ وَنَصْرِهِ لَهُمْ بِحَسْبِ نَصِيبِهِمْ مِنْ الْمُتَابَعَةِ فَمُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٌ .

    فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللّهَ .

    وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنّ إلّا نَفْسَهُ .» اهـ

    .......................
    (ا) قال محققه : لم يروه الترمذي كما ذكر المؤلف ، وقد أخرجه الطبري 8/27 من حديث ابن مسعود ، وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/44 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن أبي الدنيا ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، والحاكم ، والبيهقي في الشعب من طرق ، قال الحافظ ابن كثير 2/174 بعد أن ذكره عن عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن جرير ، فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة يشد بعضها بعضا .

    ( زاد المعاد) (2/23- 27)


    المصدر السابق
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.12.08 11:54

    كثيرة هي كلمات شيخ الإسلام ابن القيم التي حقها أن تكتب بماء العين ...

    قال
    – طيب الله ثراه - :

    ( ... المصالح ، والخيرات ، واللذات ، والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة ، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب .

    وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم

    وأن من آثر الراحة فاتته الراحة

    وأن بحسب ركوب الأهوال ، واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة .

    فلا فرحة لمن لا هم له

    ولا لذة لمن لا صبر له

    ولا نعيم لمن لا شقاء له

    ولا راحة لمن لا تعب له

    بل

    إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا

    وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد

    وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة

    والله المستعان ، ولا قوة إلا بالله ،،،


    وكلما كانت النفوس أشرف ، والهمة أعلا كان تعب البدن أوفر ، وحظه من الراحة أقل

    كما قال المتنبي :

    وإذا كانت النفـوسُ كبــارًا كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Mid تعبت في مرادهـا الأجسـام

    وقال ابن الرومي :
    قلب يظل على أفكاره ويَدُ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Mid تُمْضِي الأمورَ ونفسُ لهوها التعَبُ

    وقال مسلم في صحيحه ، قال يحيى بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة البدن .

    ولا ريب عند كل عاقل أن كمان الراحة بحسب التعب ، وكمال النعيم بحسب تحمل المشاق في طريقه

    وإنما تخلص الراحة واللذة والنعيم في دار السلام ، فأما في هذه الدار فكلا ولما . )

    مفتاح دار السعادة ( 2/ 15 - 16 ) .



    =========


    قال شيخ الإسلام ابن القيم
    - طيب الله ثراه - :

    " ... فكل من أحب شيئًا غير الله عُذبَ به ثلاث مرات
    في هذه الدار :
    فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل
    فاذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته والمتغيص (كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Mid) والتنكيد عليه ، وأنواع المعارضات
    فاذا سلبه اشتد عذابه عليه ... " .

    الجواب الكافي صـ 51 .



    =================


    قال شيخ الإسلام ابن القيم
    - رحمه الله - :

    ( قال - تعالى :
    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Start وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End

    ( فصلت : 33 ) .


    وقال - تعالى :

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Start
    قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي
    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! End

    ( يوسف : 108 )

    وسواء كان المعنى :


    أنا ومن اتبعني يدعو إلى الله على بصيرة


    أو كان الوقف عند قوله ( ادعو إلى الله )


    ثم يبتدئ ( على بصيرة انا ومن اتبعني )

    فالقولان متلازمان

    فإنه أمره - سبحانه - أن يخبر أن سبيله الدعوة إلى الله

    فمن دعا إلى الله - تعالى -

    فهو
    على سبيل رسوله

    وهو
    على بصيرة ، وهو من اتباعه

    ومن دعا إلى غير ذلك

    فليس على سبيله ، ولا هو على بصيرة ، ولا هو من اتباعه


    فالدعوة إلى الله - تعالى - هي وظيفة المرسلين واتباعهم


    وهم خلفاء الرسل في أممهم ، والناس تبع لهم

    والله - سبحانه - قد أمر رسوله أن يبلغ ما أُنْزِل إليه


    وضمن له حفظه وعصمته من الناس

    وهكذا

    المبلغون عنه من أمته لهم من حفظ الله وعصمته إياهم

    بحسب قيامهم بدينه ، وتبليغهم لهم


    وقد أمر النبي بالتبليغ عنه ولو آية

    ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا

    وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو

    لأن

    ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس

    وأما

    تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم .


    جعلنا الله - تعالى - منهم بمنه وكرمه ) ا . هـ


    " جلاء الأفهام " ( 1 / 415 ) .



    =================



    وقال
    - طيب الله ثراه -

    بعدما أظمأ الكبد ، وأجال الخاطر في استخراج الفوائد من كتاب الله - جل وعلا - :

    ( فما أشدها من حسرة ، وأعظمها من غَبْنة ، على من أفنى أوقاته في طلب العلم ، ثم يخرج من هذه الدنيا وما فهم حقائق القرآن ،
    ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه ، فالله المستعان ) ا.هـ


    " بدائع الفوائد " ( ص : 338 ) .




    ===========



    وقال الإمام العلم ابن القيم
    – طيب الله ثراه -

    وهي من أجمل ما خط بنانه


    ( وهل أوقع القدرية ، والمرجئة ، والخوارج ، والمعتزلة ، والجهمية ، والرافضة ، وسائر الطوائف أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله ؟!

    حتى صار الدين بأيدى أكثر الناس هو موجب هذه الإفهام !!

    والذى فهمه الصحابة ، ومن تبعهم عن الله ورسوله ؛ فمهجور لا يلتفت اليه ، ولا يرفع هؤلاء به رأسًا ... )
    ا.هـ
    الروح ( 1 / 63 )

    المصدر عاليه

    [/size]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.12.08 12:55

    الفائدة الثانية :
    قال ابن القيم : فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواءالقلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة , ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله .

    زادالمعاد 4/323.

    الفائدة الثالثة:
    من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه
    وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه.

    الفائدة الرابعة:
    ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل نت خدمته مع حاجته وفقره إليه
    أنما العجب من مالك يتحبب الى مملوكة بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع أحسانه مع غناه عنه.
    كفى بك عزا أنك له عبدا ::: وكفى بك فخرا أنه لك رب

    الفائدة الخامسة:
    الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل.

    الفائدة السادسة:
    مامضى من الدنيا أحلام ومابقي منها أماني والوقت ضائع بينهما.

    السابعة:
    من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان
    فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله.


    الثامنة:
    من عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسه.


    التاسعة:
    ليس للعبد مستراح إلا تحت شجرة طوبى
    ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد.



    العاشرة:
    لو تغذى القلب بالمحبة
    لذهبت عن بطنه الشهوات.



    الحادية عشرة:
    الجنة ترضى منك بأدا الفرائض
    والنار تندفع عنك بترك المعاصي



    الثانية عشرة:
    لاتدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا
    إلا كما يدخل الجمل في سم الأبرة.



    الثالثة عشرة:
    أذا أراد الله بعبد خير جعله معترفا بذنبه
    ممسكاً عن ذنب غيره جواد بما عنه زاهد
    فيما عند غيره محتملاً لأذى غيره
    وأن أراد به شراً عكس ذلك علية.



    الرابعة عشرة:
    مادمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك
    ومن يقرع باب الملك يفتح له.




    قال العلامة شمس الدين ابن القيم
    - رحمه الله تعالى :

    علو الهمة ؛ أن لا تقف دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ، ولا ترضى بغيره بدلاً منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به ، والفرح والسرور والابتهاج به ...

    فعلو همة المرء :

    عنوان فلاحه ، وسفول همته : عنوان حرمانه .

    وقال
    - رحمه الله تعالى :

    اعلم
    أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته ، لا ببدنه ، والتقوى في الحقيقة

    تقوى القلوب لا تقوى الجوارح .


    وقال
    - رفع الله درجاته في عليين :

    إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة , والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها


    وقال
    - قدس الله روحه :

    أفرض الجهاد : جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا...

    ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا

    "بدائع الفوائد"



    وقال ابن القيم :
    التقوى ثلاث مراتب :

    (1)
    حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
    (2)
    حميتها عن المكروهات .
    (3)
    الحمية عن الفضول وعما لا يعنى .



    وقال
    بيّض الله وجهه :

    لكل شيء جلاء

    وإن جلاء القلوب ذكر الله تعالى

    وقال
    - غفر الله تعالى ذنبه :

    القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة

    ويصدأ كما تصدأ ا لمرآة , و جلاؤه بالذكر

    ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى

    ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة

    (الفوائد)


    وقال
    - رحمه الله تعالى :

    من هداية الحمار - الذي هو أبلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله
    من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل


    فإذا خلى جاء اليه

    ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير

    فمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من الحمار


    وقال
    - رحمه الله تعالى :

    نور العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب .. فيتلمح البصير في ذلك عواقب الامور

    وقال
    - عفا الله تعالى عنه :

    الدنيـا مجــــاز والآخرة وطـــن

    والاوطار-أي الاماني والرغبات -انما تُطلب في الاوطان



    وقـال
    - أحسن الله تعالى إليه :

    قـدر السلعة يعـرف بقـدر مشتـريهـا, والثمن المبـذول فيهـا, والمنـادى عليهـا

    فـاذا كـان المشتـرى عظيمـا, والثـمـن خطيـرا, والمنادى جليلا

    كانت السلعة نفيسة.


    وقال
    - رحمه الله تعالى :

    وأشقى الخلق الذي لم تدركه رحمة الله التي وسعت كل شيئ!!!



    وقال
    - رفع الله تعالى قدره وأعلى منزلته :

    - للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس

    فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.

    - للعبد ربٌ هو ملاقيه

    وبيت هو ساكنه

    فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه

    ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.


    - الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة؛

    فكيف بغم العمر؟ !

    - محبوب اليوم يعقب المكروه غداً، ومكروه اليوم يعقب الراحة غداً.

    - أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها، وأنفع لها في معادها.

    - كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بشهوة ساعة؟ .

    - المخلوق إذا خفته استوحشت منه، وهربت منه، والرب - تعالى - إذا خفته أنست به، وقربت إليه.

    - لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله - سبحانه - أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين.

    - دافع الخطرة؛ فإن لم تفعل صارت شهوة وهمة؛ فإن لم تدافعها صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضده صار عادة؛ فيصعب عليك الانتقال عنها.

    - مَنْ عَظُم وقار الله في قلبه أن يعصيه - وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه.

    - مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها - كمثل نواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛
    فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه
    وكذلك تداعي المعاصي؛

    فليتدبر اللبيب هذا المثال؛
    فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.

    - ليس العجب من مملوك يتذلل لله، ولا يمل خدمته مع حاجته وفقره؛ فذلك هو الأصل
    إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه، ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.

    - إياك والمعاصي؛ فإنها أذلت عزَّ ( اسجدوا ) وأخرجت إقطاع ( اسكن ) .

    - الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل .

    - لو خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة له .

    - إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حربٍ؛ فاستتر منها بحجاب ** قل للمؤمنين }
    فقد سلمت من الأثر، وكفى الله المؤمنين القتال.

    - اشتر نفسك؛ فالسوق قائمة، والثمن موجود.

    - لا بد من سِنَةِ الغفلة، ورُقاد الهوى، ولكن كن خفيفَ النوم.


    ==========


    وقال
    - حشره الله تعالى في زمرة الصدقيين :

    إن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه
    بل
    يسأله عبده الحاجة فيقضيها له ، وفيها هلاكه وشقوته.
    ويكون قضاؤها له من هوانه عليه .

    ويكون منعه منها لكرامته ومحبته له
    فيمنعه حمايةً وصيانةً وحفظًا ، لا بخلاً

    مدارج السالكين 1/69


    لما سلم آدم أصل العبودية لم يقدح فيه الذنب
    لما علم السيد أن ذنب عبده لم يكن قصدا لمخالفته ولا قدحا في حكمته, علمه كيف يعتذر اليه:
    ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه )البقرة 37.

    لا بد من نفوذ القدر فاجنح للسلم.

    له ملك السموات للأرض, واستقرض منك حبة فبخلت بها
    وخلق سبعة أبحر وأحب منها دمعة فقحطت عينيك بها.

    اطلاق البصر ينفش في القلب صورة المنظور, والقلب كعبة, والمعبود لا يرضى بمزاحمة الأصنام.

    لذات الدنيا كسوداء وقد غلبت عليك, والحور العين يعجبن من سوء اختيارك عليهن
    غير أن زوبعة الهوى اذا ثارت سفت في عين البصيرة فخفيت الجادة.

    سبحان الله, تزينت الجنة للخطّاب فجدوا في تحصيل المهر
    وتعرّف رب العزة الى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء وأنت مشغول بالجيف.

    ليس للعابد مستراح الا تحت شجرة طوبى
    ولا للمحب قرار الا يوم المزيد. اشتغل به في الحياة يكفك ما بعد الموت.

    تالله ما عدا عليك العدو الا بعد أن تولى عنك الولي
    فلا تظن أن الشيطان غلب
    ولكن الحافظ أعرض.

    احذر نفسك, فما أصابك بلاء قط الا منها
    ولا تهادنها فوالله ما أكرمها من لم يهنها
    ولا أعزها من لم يذلها
    ولا جبرها من لم يكسرها
    ولا أراحها من لم يتعبها
    ولا أمنها من لم يخوفها
    ولا فرحها من لم يحزنها.

    ليس العجب من قوله يحبونه, انما العجب من قوله يحبهم.

    ليس العجب من فقير مسكين يحب محسنا اليه
    انما العجب من محسن يحب فقيرا مسكينا.

    من كتاب الفوائد


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !! Empty رد: كتب الإمامين لا يستغني عنها ، إلا من استغنى عن العلم !!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.12.08 12:55

    قيل لبعض العباد: إلى كم تتعب نفسك؟
    قال: راحَتها أريد.

    - القواطع محنٌ يتبين بها الصادق من الكاذب؛ فإذا خضتها انقلبت أعواناً لك، توصلك إلى المقصود.

    - الدنيا كامرأة بغيٍّ لا تثبت مع زوج، وإنما تخطب الأزواج؛ ليستحسنوا عليها؛ فلا ترضَ بالدياثة.

    - وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض، وفيما يبعدك عنه راغب.

    - لما رأى المتيقظون سطوةَ الدنيا بأهلها، وخداع الأمل لأربابه، وتملك الشيطان، وقياده النفوس،
    ورأوا الدولة للنفس الأمارة - لجئوا إلى حصن التعرض، والالتجاء كما يلتجأ العبد المذعور إلى حرم سيده.


    - العمل بغير إخلاص، ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله، ولا ينفعه.

    - إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها، ولا يوفيها علفها؛
    فما أسرع ما تقف به.

    قال ابن القيم -رحمه الله-:
    "لابد من سنة الغفلة، ورقاد الهوى
    ولكن كن خفيف النوم، فحراس البلد يصيحون: دنا الصباح"

    (الفوائد).


    ========

    من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر.

    - ألفتَ عجز العادة؛ فلو علت بك همتك ربا المعالي لاحت لك أنوار العزائم .

    - في الطبع شره، والحمية أوفق.

    - البخيل فقيره لا يؤجر على فقره.

    - الصبر على عطش الضر، ولا الشرب من شِرْعة منٍّ.

    - لا تسأل سوى مولاك فسؤال العبد غير سيده تشنيع عليه.

    - غرس الخلوة يثمر الأنس.

    - استوحش ممالا يدوم معك، واستأنس بمن لا يفارقك.

    - إذا خرجت من عدوك لفظة سفه فلا تُلْحِقْها بمثلها تُلْقِحها، ونسل الخصام مذموم.

    - أوثق غضبك بسلسلة الحلم؛ فإنه كلب إن أفلت أتلف.

    قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد :

    قال شقيق بن إبراهيم أُغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:

    اشتغالهم بالنعمة عن شكرها
    ورغبتهم في العلم وتركهم العمل
    والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة
    والاغترار بصحبة الصالحين وترك الإقتداء بفعالهم
    و إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها
    وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها. اهــ

    وقال رحمه الله :
    طالب النفوذ إلى الله والدار الآخرة بل وإلى كل علم وصناعة ورئاسة بحيث يكون رأسا في ذلك مقتدى به فيه

    يحتاج إن يكون شجاعا مقداما حاكما على وهمه غير مقهور تحت سلطان تخيله
    زاهدا في كل ما سوى مطلوبه عاشقا لما توجه إليه
    عارفا بطريق الوصول إليه والطرق القواطع عنه
    مقدام الهمة ثابت الجأش لا يثنيه عن مطلوبه لوم لأثم ولا عذل عاذل

    =======


    - يا مستفتحاً باب المعاش بغير إقليد التقوى!
    كيف توسع طريق الخطايا، وتشكو ضيق الرزق؟
    - لو وقفت عند مراد التقوى لم يفتك مراد.

    - المعاصي سد في باب الكسب
    وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

    - من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل، وبأي شغل يشغله.

    - الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها؛ فكيف تعدو خلفها.

    - الدنيا جيفة، والأسد لا يقف على الجيف.


    - قال زيد بن أسلم: كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا.

    وقال الثوري لابن أبي ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس
    وإن اتقيت الناس فلن يغنوا عنك من الله شيئاً.

    - قال سليمان بن داود: أوتينا مما أوتي الناس، ومما لم يؤتوا
    وعلِّمنا مما علِّم الناس ومما لم يعلموا
    فلم نجد شيئاً أفضل من تقوى الله في السر والعلانية
    والعدل في الغضب والرضا
    والقصد في الفقر والغنى.


    - جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين تقوى الله، وحسن الخلق؛ لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين الناس .

    قال
    - عفا الله تعالى عنه :

    " فوقت الإنسان هو عمره في الحقيقة
    وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم
    ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم
    وهو يمر أسرع من مر السحاب
    فما كان من وقته لله وبالله ، فهو حياته وعمره
    وغير ذلك ليس محسوباً في حياته ، وإن عاش فيه عاش عيش البهائم
    فإذا قطع وقته في الغفلة والشهوة والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم البطالة ، فموت هذا خير له من حياته.... "
    أ.هـ الجواب الكافي ، لابن القيم ص163


    وقال
    - رحمه الله تعالى :

    ( في القلب شعث لا يملِه إلا الإقبال على الله
    وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله
    وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته
    وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه
    وفيه ثلاث حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه
    وفيه فاقة لا يسدّها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص
    ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً )
    انتهى كلامه رحمه الله.



    وقال
    - رحمه الله تعالى .

    ـ من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس .
    من عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسه.



    - أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه
    بل
    أخسر منه من اشتغل بالناس عن نفسه.


    - ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، والبعد عن الله .

    - خلقت النار؛ لإذابة القلوب القاسية .

    - أبعد القلوب عن الله القلب القاسي .

    - إذا قسا القلب قحطت العين.

    - قسوة القلب من أربعة أشياء، إذا جاوزت قد الحاجة:
    الأكل، والنوم، والكلام، والمخالطة.

    - كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب
    فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ.

    - من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته .

    ليس للعبد شيء أنفع من الصدق مع ربه في جميع أموره
    مع صدق العزيمة
    فيصدقه في عزمه وفي فعله

    قال تعالى:
    " فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ}
    [محمد: 21]

    فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعال :
    فصدق العزيمة جمعها وجزمها وعدم التردد فيها

    بل
    تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوُّم.
    *فإذا صدقت عزيمته بقي عليه صدق الفعل:
    وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه، وأن لا يتخلَّف عنه بشيء من ظاهره وباطنه
    فعزيمة الصدق تمنعه من ضعف الإرادة والهمة
    وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور.

    ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره
    وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل،

    فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله.

    كتاب الفوائد



    قال الإمام ابن القيم

    - رحمه الله تعالى - في ( الوابل الصيب ) :
    ( فإنَّ للصَّدَقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت مِن فاجر أو مِن ظالِم ، بل من كافر !
    فإنَّ الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء
    وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم
    وأهل الأرض كلهم مُقرُّون بـه لأنهم جرَّبوه )
    انتهى


    القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.

    - القلوب آنية الله في أرضه، فأحبه إليه أرقها، وأصلبها، وأصفاها.

    - خرابُ القلب من الأمن والغفلة، وعمارتُه من الخشية والذكر.

    - من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق.

    - للقلب ستة مواطن يجول فيها لا سابع لها :

    ثلاثة سافلة، وثلاثة عالية

    فالسافلة :
    دنيا تتزين له، ونفس تحدثه، وعدوٌ يوسوس له
    فهذه مواطن الأرواح السافلة التي لا تزال تجول فيها.

    والثلاثة العالية :
    علم يتبين له، وعقل يرشده، وإله يعبده
    والقلوب جوالة في هذه المواطن.

    - إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله
    وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله
    وإذا أنِسُوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله.

    - الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة؛ فإنها
    إما
    أن توجب ألماً وعقوبةً
    وإما
    أن تقطع لذة أكمل منها
    وإما
    تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة
    وإما
    أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه
    وإما
    أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه
    وإما
    أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه
    وإما
    أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء الشهوة
    وإما
    أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك
    وإما
    أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة
    وإما
    أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة
    وإما
    أن تشمت عدواً، أو تحزن ولياً
    وإما
    أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة
    وإما
    أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات، والأخلاق.


    والنقل
    لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 9:08