خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!!

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.11.08 12:51

    من غرائب المسائل !! هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! قال ابن مفلح..

    كنت قبل عامين تقريبا مع أحد طلاب العلم وقال لي أن امرأة اتصلت عليه وأنها تقول أني أحس أن جني يأتيني !! يقول توقفت ولا أعلم ( بتصرف .. )
    علق هذا السؤال في ذهني وبينما كنت أقرأ أحد الشروح لزاد المستقنع وجدت هذه المسألة ذكرها قال :

    لو قالت امرأة بي جني يجامعني كالرجل .


    فذكر أبو المعالى الحنبلي : أنه لا غسل عليها لانعدام بييه وهو الإيلاج والاحتلام فهو كالنائم بغير إنزال

    قال ابن مفلح : وفيه نظر

    وقد قال ابن الجوزي في قوله "( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) الرحمن: ٧٤ دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي(
    [1]) .

    وقال الشبلي كلام أبي المعالي : وفيما قاله من التعليل نظر لأنها إذا كانت تعرف أنه يجامعها كالرجل فكيف تقول يجامعني ولا إيلاج ولا احتلام .

    وإذا انعدم السبب وهو الإيلاج والاحتلام فكيف يوجد الجماع أه([2]) .

    قال في الإنصاف : قلت والصواب وجوب الغسل ([3]).

    والله أعلم ...


    وهناك أيضا رسالة للسيوطي عن الجن ذكر هذه المسألة فمن أراد الاستزادة فليراجعها ... والله أعلم .

    -----

    ([1] ) الفروع 1/ 258

    ([2] ) آكام المرجان في أحكام الجان للشبلي ص 75 .

    ([3] ) الإنصاف 2/ 97 .


    ========


    قال أبو الثعالبي زعموا أن التناكح والتلاقح قد يقعان بين الجن والإنس !! :

    قال تعالى
    (وشاركهم في الأموال والأولاد )

    عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

    " لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا


    ========


    تفصيل القول في وقوع وحكم نكاح الجن للإنس والعكس

    سؤال:

    أحببت معرفة صحة زواج الإنس بالجان هل هو صحيح وإذا كان صحيحاً كما أسمع : فكيف يتم ؟

    الجواب:

    الحمد لله


    أولاً:
    امتنَّ الله تعالى علينا بأن خلق " الأنثى " من ذات جنسنا ، فكانت بشراً حتى يحصل سكن الرجل إليها ، ويحصل بينهما مودة ورحمة ، وحتى يتم إعمار الأرض بالذرية .
    قال تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) النحل/ من الآية 72 .
    وقال تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/ 21 .

    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :


    قوله تعالى :
    ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) الآية

    ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنَّه امتنَّ على بني آدم أعظم مِنَّة ، بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً ، من جنسهم وشكلهم

    ولو جعل الأزواج من نوع آخر : ما حصل الائتلاف ، والمودة ، والرحمة

    ولكن

    من رحمته خلق من بني آدم ذكوراً وإناثاً ، وجعل الإناث أزواجاً للذكور

    وهذا من أعظم المنن ، كما أنه من أعظم الآيات الدالة على أنه جل وعلا هو المستحق أن يعبد وحده .

    وأوضح في غير هذا الموضع أن هذه نعمة عظيمة ، وأنها من آياته جل وعلا


    كقوله :
    ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )

    وقوله :
    ( أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى )

    وقوله تعالى :
    ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) .
    " أضواء البيان " ( 2 / 412 ) .



    وأما بخصوص حكم التزاوج والنكاح بين الجن والإنس :

    فقد اختلف العلماء فيه إلى ثلاثة أقوال :


    القول الأول : التحريم

    وهو قول الإمام أحمد .


    والقول الثاني : الكراهة ،

    وممن كرهه : الإمام مالك ، وكذا كرهه الحكم بن عتيبة ، وقتادة ، والحسن ، وعقبة الأصم ، والحجاج بن أرطاة ، وإسحاق بن راهويه – وقد يكون معنى " الكراهة " عند بعضهم : التحريم - .
    وهو قول أكثر أهل العلم .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وكره أكثر العلماء مناكحة الجن . مجموع الفتاوى " ( 19 / 40 ) .


    والقول الثالث : الإباحة

    وهو قول لبعض الشافعية .


    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :


    اختلف العلماء في جواز المناكحة بين بني آدم والجن . فمنعها جماعة من أهل العلم ، وأباحها بعضهم .

    قال المناوي

    في " شرح الجامع الصغير "

    : ففي " الفتاوى السراجية " للحنفية : لا تجوز المناكحة بين الإنس والجن وإنسان الماء ؛ لاختلاف الجنس ، وفي " فتاوى البارزي " من الشافعية : لا يجوز التناكح بينهما ، ورجح ابن العماد جوازه .


    وقال الماوردي :

    وهذا مستنكر للعقول ؛ لتباين الجنسين ، واختلاف الطبعين

    إذ الآدمي جسماني ، والجني روحاني ، وهذا من صلصال كالفخار ، وذلك من مارج من نار ، والامتزاج مع هذا التباين مدفوع ، والتناسل مع هذا الاختلاف ممنوع اهـ .


    وقال ابن العربي المالكي :

    نكاحهم جائز عقلاً ، فإن صح نقلاً : فبها ونعمت .

    قال مقيده عفا الله عنه ( الشنقيطي ):


    لا أعلم في كتاب الله ولا في سنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم نصّاً يدل على جواز مناكحة الإنس الجن

    بل الذي يستروح من ظواهر الآيات عدم جوازه ،

    فقوله في هذه الآية الكريمة :

    ( والله جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً )
    النحل/ 72

    ممتنّاً على بني آدم بأن أزواجهم من نوعهم وجنسهم : يُفهم منه أنه ما جعل لهم أزواجاً تباينهم كمباينة الإنس والجن

    وهو ظاهر

    ويؤيده قوله تعالى :

    ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )
    الروم/ 21 .

    فقوله :

    ( أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجا )

    في معرض الامتنان : يدل على أنه ما خلق لهم أزواجاً من غير أنفسهم .
    " أضواء البيان " ( 3 / 43 ) .


    وقال الشيخ ولي زار بن شاهز الدين – حفظه الله - :


    أما القضية من حيث الواقع : فالكل قد جوز وقوعها

    وحيث إن النصوص ليست قاطعة في ذلك – جوازاً أو منعاً - : فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعاً ؛ لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في :

    1. وقوع الفواحش بين بني البشر ، ونسبة ذلك إلى عالم الجن ، إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه ، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها ودرء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح ، كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية .

    2. ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية - الأبناء لمن يكون نسبهم ؟ وكيف تكون خلقتهم ؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل ؟ - ...

    3. إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى ، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى .

    وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها ، وتستعصي على الحل


    أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض

    وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته ، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة .

    ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا ، وإن كان الوقوع محتملاً .

    وإذا حدث ذلك ، أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز : فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها ، ولا يفتح الباب في ذلك .


    " الجن في القرآن والسنة " ( ص 206 ) .


    الإسلام سؤال وجواب

    http://www.islam-qa.com/index.php?re...n=ara&txt=الجن



    ==========


    كلام الشيخ الالباني - رحمة الله


    السلام عليكم

    لنسمع كلام الشيخ في المسأله

    هل يمكن حصول زواج رجل بجنية .؟ وما حكمه .؟


    هل يمكن أن يطأ الجني إنسية إذا تمثل بالبشر مثل تمثله في حديث أبي هريرة عندما كان يحرس البيت.؟


    ما حكم امرأة تدعي أنها ولدت من جني.؟ وهل يمكن هذا.؟ و سئل عن كلام الإمام مالك - رحمه الله - في هذا .



    ================


    ولكن ما لم أفهمه بعد هل يمكن أن يكون هناك نسل من جماع حصل بين الإنس والجن ؟

    وهل هذا واقع في الحقيقة؟

    =========

    الذي يقول بجواز وقوع الجماع بين الانس والجن يلزمة الدليل وهذا مما لا دليل عليه

    والشيطان يشارك الانسان في أكله مثلاً اذا لم يسم ولكن مشاركة غير محسوسه

    وفي الحديث المتفق عليه

    عن ابن مسعود قال : ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل له مازال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة قال : " ذلك رجل بال الشيطان في أذنه " أو قال : " في أذنيه
    فهذا بالك الشيطان في اذنه ولكن بول غير محسوس


    وهكذا في كل الامور التي يشارك في الجن الانس

    فمشاركة الجن للرجل زوجته انما تكون غير محسوسه اذا لم يسم ولكنه يشاركة وهذا ثابت في السنه وفي القرآن


    ولا يعقل ان تكون هناك علاقة لان الجن خلق غير الانس

    ومن قال غير هذا لزمة الدليل

    هذا والله أعلم

    والنقل
    لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.11.08 13:02

    جاء في تفسير القرطبي ( 10/ 143 ) : "

    قوله تعالى:
    (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا)

    جعل بمعنى خلق وقد تقدم.
    " من أنفسكم أزواجا " يعنى آدم خلق منه حواء.


    وقيل:
    المعنى جعل لكم من أنفسكم، أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقتكم

    كما قال:
    " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " أي من الآدميين.

    وفى هذا رد على العرب التى كانت تعتقد أنها كانت تزوج الجن وتباضعها "


    ========


    عن ‏ابن عباس‏ ‏قال: ‏‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :
    "‏ ‏أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا".

    ( البخاري رقم5165 ـ في كتاب النكاح )

    قال الحافظ
    في الفتح(9/276) :

    ‏قوله ( لم يضره شيطان أبدا ) :‏
    ‏كذا بالتنكير , ومثله في رواية جرير , وفي رواية شعبة عند مسلم وأحمد " لم يسلط عليه الشيطان أو لم يضره الشيطان "


    وتقدم في بدء الخلق من رواية همام وكذا في رواية سفيان بن عيينة وإسرائيل وروح بن القاسم بلفظ "الشيطان " واللام للعهد المذكور في لفظ الدعاء , ولأحمد عن عبد العزيز العمي عن منصور: " لم يضر ذلك الولد الشيطان أبدا " وفي مرسل الحسن عن عبد الرزاق

    " إذا أتى الرجل أهله فليقل بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ولا تجعل للشيطان نصيبا فيما رزقتنا , فكان يرجى إن حملت أن يكون ولدا صالحا "

    واختلف في الضرر المنفي بعد الاتفاق على ما نقل عياض على عدم الحمل على العموم في أنواع الضرر , وإن كان ظاهرا في الحمل على عموم الأحوال من صيغة النفي مع التأبيد , وكان سبب ذلك ما تقدم في بدء الخلق "

    إن كل بني آدم يطعن الشيطان في بطنه حين يولد إلا من استثنى "

    فإن في هذا الطعن نوع ضرر في الجملة , مع أن ذلك سبب صراخه .

    ثم اختلفوا فقيل : المعنى لم يسلط عليه من أجل بركة التسمية , بل يكون من جملة العباد الذين قيل فيهم ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) ويؤيده مرسل الحسن المذكور

    وقيل المراد لم يطعن في بطنه , وهو بعيد لمنابذته ظاهر الحديث المتقدم , وليس تخصيصه بأولى من تخصيص هذا

    وقيل المراد لم يصرعه

    وقيل لم يضره في بدنه

    وقال ابن دقيق العيد : يحتمل أن لا يضره في دينه أيضا , ولكن يبعده انتفاء العصمة .

    وتعقب بأن اختصاص من خص بالعصمة بطريق الوجوب لا بطريق الجواز , فلا مانع أن يوجد من لا يصدر منه معصية عمدا وإن لم يكن ذلك واجبا له

    وقال الداودي معنى " لم يضره " أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر , وليس المراد عصمته منه عن المعصية ،

    وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد " أن الذي يجامع ولا يسمي يلتف الشيطان على إحليله فيجامع معه "

    ولعل هذا أقرب الأجوبة , ويتأيد الحمل على الأول بأن الكثير ممن يعرف هذا الفضل العظيم يذهل عنه عند إرادة المواقعة والقليل الذي قد يستحضره ويفعله لا يقع معه الحمل , فإذا كان ذلك نادرا لم يبعد .اهـ


    ============


    قال السيوطي في الأشباه والنظائرص (324):

    وَهَذِهِ فُرُوعٌ :

    الْأَوَّل : هَلْ يَجُوزُ لِلْإِنْسِيِّ نِكَاحَ الْجِنِّيَّةِ قَالَ الْعِمَادُ بْنُ يُونُسَ فِي شَرْحِ الْوَجِيزِ :

    نَعَمْ وَفِي الْمَسَائِلِ الَّتِي سَأَلَ الشَّيْخُ جَمَالُ الدِّينِ الْإِسْنَوِيُّ عَنْهَا قَاضِيَ الْقُضَاةِ شَرَفَ الدِّينِ الْبَارِزِيَّ إذَا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ مِنْ الْجِنِّ - عِنْدَ فَرْضِ إمْكَانِهِ - فَهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ أَوْ يُمْتَنَع

    فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ
    { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا }
    فَامْتَنَّ الْبَارِّي تَعَالَى بِأَنْ جَعَلَ ذَلِكَ مِنْ جِنْسِ مَا يُؤْلَفُ .

    فَإِنْ جَوَّزْنَا ذَلِكَ -

    وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي شَرْحِ الْوَجِيزِ لِابْنِ يُونُسَ

    فَهَلْ
    يُجْبِرُهَا عَلَى مُلَازَمَةِ الْمَسْكَن أَوْ لَا ؟

    وَهَلْ
    لَهُ مَنْعُهَا مِنْ التَّشَكُّلِ فِي غَيْرِ صُوَرِ الْآدَمِيِّينَ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ، لِأَنَّهُ قَدْ تَحْصُلُ النَّفْرَةُ أَوْ لَا ،

    وَهَلْ
    يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِشُرُوطِ صِحَّةِ النِّكَاحِ مِنْ أَمْرِ وَلِيّهَا وَخُلُوِّهَا عَنْ الْمَوَانِعِ أَوْ لَا

    وَهَلْ
    يَجُوزُ قَبُولُ ذَلِكَ مِنْ قَاضِيهمْ أَوْ لَا

    وَهَلْ
    إذَا رَآهَا فِي صُورَةٍ غَيْرِ الَّتِي أَلِفَهَا وَادَّعَتْ أَنَّهَا هِيَ ، فَهَلْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا وَيَجُوزُ لَهُ وَطْؤُهَا أَوْ لَا

    وَهَلْ
    يُكَلَّفُ الْإِتْيَانَ بِمَا يَأْلَفُونَهُ مِنْ قُوتِهِمْ ، كَالْعَظْمِ وَغَيْرِهِ إذَا أَمْكَنَ الِاقْتِيَاتُ بِغَيْرِهِ أَوْ لَا .

    فَأَجَابَ :

    لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ مِنْ الْجِنّ ، لِمَفْهُومِ الْآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْنِ

    قَوْله تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّحْلِ
    { وَاَللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا }

    وَقَوْلُهُ فِي سُورَةِ الرُّومِ
    { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا }

    قَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى الْآيَتَيْنِ
    { جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ }

    أَيْ مِنْ جِنْسِكُمْ وَنَوْعِكُمْ وَعَلَى خَلْقِكُمْ

    كَمَا قَالَ تَعَالَى
    { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ }

    أَيْ مِنْ الْآدَمِيِّينَ ؛ وَلِأَنَّ اللَّاتِي يَحِلّ نِكَاحُهُنَّ : بَنَاتُ الْعُمُومَةِ وَبَنَاتُ الْخُؤُولَةِ ، فَدَخَلَ فِي ذَلِكَ مَنْ هِيَ فِي نِهَايَةِ الْبُعْدِ

    كَمَا هُوَ الْمَفْهُوم مِنْ آيَةِ الْأَحْزَابِ
    { وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ }

    وَالْمُحَرَّمَاتُ غَيْرُهُنَّ ، وَهُنَّ الْأُصُولُ وَالْفُرُوعُ ، وَفُرُوعُ أَوَّلِ الْأُصُولِ وَأَوَّلُ الْفُرُوعِ مِنْ بَاقِي الْأُصُولِ ، كَمَا فِي آيَةِ التَّحْرِيمِ فِي النِّسَاءِ ، فَهَذَا كُلُّهُ فِي النَّسَبِ ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْآدَمِيِّينَ وَالْجِنِّ نَسَبٌ .

    هَذَا جَوَابُ الْبَارِزِيِّ .
    فَإِنْ قُلْت : مَا عَنْدك مِنْ ذَلِكَ .
    قُلْت : الَّذِي أَعْتَقِدُهُ التَّحْرِيمَ ، لِوُجُوهٍ :


    مِنْهَا :
    مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْآيَتَيْنِ .

    وَمِنْهَا :
    مَا رَوَى حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ فِي مَسَائِلِهِ عَنْ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ { : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِكَاحِ الْجِنِّ } وَالْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ مُرْسَلًا فَقَدْ اُعْتُضِدَ بِأَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ .

    فَرُوِيَ الْمَنْعُ مِنْهُ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَقَتَادَةَ ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ ، وَعُقْبَةَ الْأَصَمِّ .
    وَقَالَ الْجَمَّالُ السِّجِسْتَانِيُّ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ .


    فِي كِتَابِ " مُنْيَةِ الْمُفْتِي عَنْ الْفَتَاوَى السِّرَاجِيَّةِ " لَا يَجُوز الْمُنَاكَحَةُ بَيْن الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، وَإِنْسَانِ الْمَاءِ لِاخْتِلَافِ الْجِنْسِ .

    وَمِنْهَا :
    أَنَّ النِّكَاحَ شُرِعَ لِلْأُلْفَةِ ، وَالسُّكُونِ ، وَالِاسْتِئْنَاسِ ، وَالْمَوَدَّةِ ، وَذَلِكَ مَفْقُودٌ فِي الْجِنِّ ، بَلْ الْمَوْجُودُ فِيهِمْ ضِدُّ ذَلِكَ ، وَهُوَ الْعَدَاوَةُ الَّتِي لَا تَزُولُ .

    وَمِنْهَا :
    أَنَّهُ لَمْ يَرِدْ الْإِذْنُ مِنْ الشَّرْعِ فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاءِ } وَالنِّسَاءِ : اسْمٌ لَإِنَاثِ بَنِي آدَمَ خَاصَّةً ، فَبَقِيَ مَا عَدَاهُنَّ عَلَى التَّحْرِيمِ ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي الْأَبْضَاعِ الْحُرْمَةُ حَتَّى يَرِدَ دَلِيلٌ عَلَى الْحِلِّ .

    وَمِنْهَا : أَنَّهُ قَدْ مُنِعَ مِنْ نِكَاحِ الْحُرِّ لِلْأَمَةِ ؛ لِمَا يَحْصُلُ لِلْوَلَدِ مِنْ الضَّرَرِ بِالْإِرْقَاقِ ، وَلَا شَكَّ أَنَّ الضَّرَرَ بِكَوْنِهِ مِنْ جِنِّيَّةٍ وَفِيهِ شَائِبَةُ مِنْ الْجِنِّ خَلْقًا وَخُلُقًا ، وَلَهُ بِهِمْ اتِّصَالٌ وَمُخَالَطَةٌ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ الْإِرْقَاقِ الَّذِي هُوَ مَرْجُوُّ الزَّوَالِ بِكَثِيرٍ ، فَإِذَا مُنِعَ مِنْ نِكَاحِ الْأَمَةِ مَعَ الِاتِّحَادِ فِي الْجِنْسِ لِلِاخْتِلَافِ فِي النَّوْعِ ، فَلَأَنْ يُمْنَعَ مِنْ نِكَاحِ مَا لَيْسَ مِنْ الْجِنْسِ مِنْ بَابِ أَوْلَى .

    وَهَذَا تَخْرِيجٌ قَوِيٌّ ، لَمْ أَرَ مَنْ تَنَبَّهَ لَهُ .

    وَيُقَوِّيهِ أَيْضًا أَنَّهُ نَهَى عَنْ إنْزَاءِ الْحُمُرِ عَلَى الْخَيْلِ ، وَعِلَّةُ ذَلِكَ : اخْتِلَافُ الْجِنْسِ وَكَوْنِ الْمُتَوَلِّدِ مِنْهَا يَخْرُجُ عَنْ جِنْسِ الْخَيْلِ ، فَيَلْزَمُ مِنْهُ قِلَّتُهَا ، وَفِي حَدِيثِ النَّهْي { إنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } فَالْمَنْعُ مِنْ ذَلِكَ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ أَوْلَى .

    وَإِذَا تَقَرَّرَ الْمَنْعُ ، فَالْمَنْعُ مِنْ نِكَاحِ الْجِنِّيِّ الْإِنْسِيَّةَ أَوْلَى وَأَحْرَى

    لَكِنْ

    رَوَى أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيّ ، فِي كِتَابِ : الْإِلْهَامِ وَالْوَسْوَسَةِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُقَاتِلٌ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ دَاوُد الزُّبَيْدِيُّ قَالَ : كَتَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ إلَى مَالِكٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْ نِكَاحِ الْجِنِّ ، وَقَالُوا : إنَّ هَهُنَا رَجُلًا مِنْ الْجِنِّ يَخْطُبُ إلَيْنَا جَارِيَةً يَزْعُمُ أَنَّهُ يُرِيدُ الْحَلَالَ

    فَقَالَ " مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا فِي الدِّين وَلَكِنْ أَكْرَهُ إذَا وُجِدَتْ امْرَأَةٌ حَامِلٌ ، قِيلَ لَهَا : مَنْ زَوْجُك ؟
    قَالَتْ : مِنْ الْجِنِّ ، فَيَكْثُر الْفَسَادُ فِي الْإِسْلَامِ بِذَلِكَ "

    انْتَهَى .

    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنـــــــــــــا


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 30.11.08 13:05 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.11.08 13:04

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    أما بعدُ :

    فلمَّا كان الجنُّ يوافقون الإنسَ في التناكح والتناسل ، والمحبة والعشق والميل إلى بعضهم البعض .. قد يحدثُ نوعُ محبةٍ وعِشْقٍ من بعض الجنِّ للإنس .
    إلاَّ أنه لا يصح من الجنيِّ ، أو الجنيَّة - شَرعاً - نكاحٌ ولا عشقٌ للإنسي ، أو الإنسية .


    نعم ؛

    حدوثُ ذلك عقلاً وواقعاً على الصحيح ممكنٌ

    والحاكم في ذلك :

    دليل الشرع ، والحسّ والواقع والمشاهدة ؟! .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية
    - رحمه الله - في مجموع الفتاوى(19/39) :

    ( وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد ، وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن ) .

    واستُدِلَّ على إمكان الوقوعِ - عقلاً-

    بقوله تعالى :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End

    سورة الإسراء، الآية : 64 .

    وهذا الاستدلال من أوجه تفسير هذه الآية .

    نُقل ذلك عن مجاهد - رحمه الله - قال :
    ( إذا جامع الرجل أهله فلم يُسَمِّ انطوى الجان على إحليله فجامع معه

    فذلك قوله تعالى :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّهل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة الرحمن ، الآية: 56 (انظر : تفسير ابن جرير 27/151)


    قال الإمام القرطبي
    -رحمه الله -في تفسيره (17/181)
    مُبيِّناً وجه استدلال مجاهد :
    ( وذلك بأن الله تبارك وتعالى وصف الحور العين بأنه لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان : يعلمك أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان، وأن الحور العين قد برئن من هذا العيب ونُزِّهنَ ) .


    وقال الحافظ ابن حجر
    - رحمه الله - في فتح الباري (9/229) :

    عند شرحه لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما- ولفظ الحديث :
    ( لو أنَّ أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله ، فقال : باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ؛ فإنه إنْ يُقدَّر بينهما ولدٌ في ذلك لم يضره شيطان أبداً )

    متفق عليه .


    قال الحافظ - رحمه الله - :
    (وقيل : لم يضرُّه بمشاركة أبيه في جماعِ أمِّهِ كما جاء عن مجاهد: أنَّ الذي يجامع ولا يُسمِّي يلتفُّ الشيطان على إحليله فيجامع معه، ولعلَّ هذا أقرب الأجوبة ) .
    ومن الأدلة على إمكان حدوث الجماع والنكاح بين الجن للإنس


    قوله تعالى :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّهل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة الرحمن ، الآية:56 .


    ووجه الاستدلال بهذه الآية :
    أنَّ الله عزَّ وجلَّ نفى أن يكون قد واقع نساء الجنة قبل أزواجهن فيها أحدٌ من الإنس والجن في الدنيا ،مما يدل على إمكان حدوث جماع الجن لنساء الإنس ، أو جماع الإنس لنساء الجن .


    قال الإمام ابن جرير الطبري
    - رحمه الله- في تفسيره (27/150):

    ( وإنما عنى في هذا الموضع - أي بالطَّمْثِ ( الطَّمْثُ: إزالة البكارة عند أول جماع) - أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ) .

    ثم نَقَلَ -رحمه الله- جملةً من الآثار عن السلف -رحم الله الجميع :

    تدلُّ على حدوث الجماع بين الجن والإنس .


    وفي تفسير الإمام البغوي
    - رحمه الله - (4/275) :

    ( قال الزجاج : فيه دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي ) .


    وعند الإمام ابن الجوزي
    في تفسيره زاد المسير(8/122) :

    ( في الآية دليلٌ على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي ) .


    وقال الألوسي
    - رحمه الله - في تفسيره (27/119) :

    ( ونفي طمثهن عن الأنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن: قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى، فنفى هنا جميع المجامعين .

    وقيل :لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجنيِّ إنسيةً بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى ) .

    والفخر الرازي
    في تفسيره (29/130) يقول :

    ( ما الفائدة في ذكر الجان ، مع أنَّ الجانَّ لا يجامع ؟فنقول: ليس كذلك ، بل الجن لهم أولاد وذريات ، وإنما الخلاف في أنهم :
    هل يواقعون الإنس أم لا ؟


    والمشهور : أنهم يواقعون ،وإلا لما كان في الجِنَّةِ أحسابٌ ولا أنسابٌ ، فكان مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها )
    وانظر: تفسير القرطبي(17/181) وابن كثير(4/279) وغيرهما .
    .
    وكراهة كثيرٍ من العلماء مناكحة الجن - كما سيأتي ذِكْرُه بَعْدُ إن شاء الله تعالى - : دليلٌ على إمكانه

    لأنَّ غير الممكن لا يحكم عليه بجوازٍ ، ولا بعدمه في الشرع ؟! .
    انظر: آكام المرجان في أحكام الجان (ص66) .


    وحاصل ما تقدم ذِكْرُهُ :

    أنَّ نكاح الجن من الإنس : إنما صحته تكون في العقل والواقع ؛ فإذا كان يصح عقلاً ،فهل يصح شرعاً

    أو بمعنى آخر :

    هل يجوز في الشرع : زواجٌ بين الجن والإنس ؟ هذا ما سيأتي ذِكْرُهُ …



    وأمَّا صحة التناكح بين الجن ولإنس :


    فالمختارُ الذي تنصره الأدلة : أنَّه لا يجوز شرعاً ، ومن الأدلة على ذلك :

    أولاً :

    قوله تعالى :

    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة النحل،الآية:72 .

    وقال سبحانه :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَـوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة الروم،الآية:21.

    وقال جلا وعلا :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة الأعراف،الآية :189.



    قال أئمة التفسير والعلم - رحم الله جمعَهم الكريم- في تضاعيف مؤلفاتهم المباركة :
    ( امتنَّ الله سبحانه وتعالى على بني آدم أعظمَ مِنَّةٍ : بأنْ جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم، ولو جعل الأزواج من نوع آخر ما حصل الائتلاف والمودة والرحمة، ولكن من رحمته خلق من بني آدم ذكوراً وإناثاً، وجعل الإناث أزواجاً للذكور، ولم يجعل الجنَّ أزواجاً للإنس للتباين في الجنس والطبع .


    ويؤيد ذلك قوله تعالى : هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاًهل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة النحل،الآية:72 .

    فسياق الآية جاء في معرض الامتنان ، وقد تقرر في علم الأصول:
    أنَّ النكرة في سياق الامتنان تعمُّ


    فقوله:
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاًهل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    جمع مُنكَّرٌ في سياق الامتنان فهو يعمُّ ، وإذا عمَّ دلَّ ذلك : على حصرِ الأزواج لنا فيما هو من أنفسنا أي: من نوعنا وشكلنا .

    والجنُّ ليسوا من أنفسنا،فلم يُجعل منهم أزاوج لنا،فلا يكونون لنا أزواجاً لفوات المقصود من حلِّ النكاح من بني آدم

    وهو : سكون أحد الزوجين إلى الآخر، لأنَّ الله تعالى أخبر أنه جعل لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها .

    فالمانعُ الشرعيُّ حينئذ من جواز النكاح بين الإنس والجن : عَـدَمُ سكون أحـد الزوجين إلى الآخـــر .

    إلا أنْ يكون عن عشقٍ ، وهوى متبعٍ من الإنس والجن ، فيكون إقدام الإنسي على نكاح الجِنيَّةِ للخوف على نفسه ، وكذلك العكس؛
    إذ لو لم يقوموا على ذلك لآذوهم ، وربما أتلفوهم البتَّة .


    ومع هذا فلا يزال الإنسي في قَلَقٍ ، وعدمِ طمأنينة ، وهذا يعود على مقصود النكاح بالنقص .

    وأخبر الله تعالى أنه جعل بين الزوجين : مودة ورحمة ، وهذا منتف بين الإنس والجن ، لأنَّ العداوة بين الإنس والجن لا تزول

    بدليل قوله تعالى :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّهل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة البقرة ، الآية36.

    وثبت عـن النـبي هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Sallah من حــديث أبي مــوسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Sallah :
    ( فناء أمَّتي بالطعن والطاعون ، فقيل:يا رسول الله! هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال : وَخْزُ أعدائكم من الجن


    وفي رواية : طعن أعدائكم من الجن - وفي كلٍّ شهادة ) .

    وعن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه -رضي الله عنه- قال : ذُكِرَ الطاعون عند أبي موسى فقال : سألنا عنه رسول الله هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Sallah ؟
    فقال : ( وخزُ أعدائكم الجن،وهو لكم شهادة ) .

    فإذا انتفى المقصود من النكاح وهو سكون أحد الزوجين إلى الآخر ، وحصول المودة والرحمة بينهما : انتفى ما هو وسيلة إليه ، وهو : جواز النكاح ) .

    ثانياً :


    وممَّا يدلُّ على عدم الجواز : عدو حصول الإذن من الشرع ، فإنه لا يُعلم دليلٌ من الكتاب ولا من السنة الصحيحة جواز مناكحة الجن والإنس .

    وقد قال تعالى :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِهل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة النساء، الآية:3.

    والنساء : اسم للإناث من بنات آدم خاصة . والرجال إنما أُطلق على الجنِّ لأجل مقابلة اللفظ

    في قوله تعالى :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة الجـن،الآية:6 .

    وقال تعالى :
    هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! Start إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ هل يمكن أن يأتي الجني الإنسية ؟!! End
    سورة المؤمنون،الآية:6 .

    فأزواج بني آدم من الأزواج المخلوقات لهم من أنفسهم المأذون في نكاحهن ،وما عداهن فليسوا لنا بأزواج ، ولا مـأذون لنا في نكاحهنَّ .

    ثالثـاً :


    لو قال معترضٌ :قدمتَ قبلُ إمكانَ الوقوع ، أفلا يدل ذلك على حلِّ النكاح ؟! .

    قلنا : لا؛ هذا غير لازم ، فإنَّ الشيء قد يكون ممكناً ويتخلف لمانع ؛فإنَّ المجوسيات ، والوثنيات نكاحهن ممكن ، وذلك لا يحل لنا

    وكذلك المحارم ،ومن يحرم من الرضاع .

    وعلَّة النهي - كما قدمنا -: عدم حصول المقصود من النكاح الذي هو حصول المودة والرحمة والألفة ، وعدم إذن الشرع .

    رابعـاً :

    ما جاء عن السلف في كراهية ذلك والنهي عنه :

    نُقل عن كثيرٍ من السلفِ النهي عن نكاح الجن ، ومنهم : الحسن البصري ،وقتادة ،والحكم ، وإسحاق بن رهاوية ، وعقبة الأصم .. وغيرهم رحم الله الجميع .

    والمنع منقول عن الحنابلة ، كما ذكر ذلك ابن مفلح في كتابه الفروع ،والسفاريني في لوامع الأنوار .

    ومنقول عن الحنفية نقـله الشيخ جمـال الدين في كتابه : (منية المفتي ).

    وكذلك المنع منقول عن كثير من الشافعية ، نقل ذلك الأسنوي في جملة مسائله التي سأل بها الإمام البازري من أئمة الشافعية (1) .


    ومن لطائف الأخبار المنقولة

    ما ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال(7/288) والدميري في حياة الحيوان الكبرى(1/302) عن الطحاوي قال :
    ( حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال :قدم علينا يَغْنَمُ بن سالم مصر فجئته فسمعته يقول : تزوجت امرأة من الجن، فلم أرجع إليه ) .


    والله الموفق

    وكتب/ أبوعبدالرحمن .

    غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ..


    المصدر السابق

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 2:44