ما معنى هذا الحديث
[ قوم يدخلون الجنة في السلاسل ]
[ قوم يدخلون الجنة في السلاسل ]
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الجهاد والسير - باب الْأُسَارَى فِي السَّلَاسِلِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ ".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح :
قلت : المراد بكون السلاسل في أعناقهم مقيد بحالة الدنيا ، فلا مانع من حمله على حقيقته ، والتقدير يدخلون الجنة ، وكانوا قبل أن يسلموا في السلاسل ، وسيأتي في تفسير آل عمران من وجه آخر عن أبي هريرة في قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) قال " خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام" .
قال ابن الجوزي : معناه أنهم أسروا وقيدوا ، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعا فدخلوا الجنة ، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول ، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل ، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب .
وقال الطيبي : ويحتمل أن يكون المراد بالسلسلة الجذب الذي يجذبه الحق من خلص عباده من الضلالة إلى الهدى ومن الهبوط في مهاوي الطبيعة إلى العروج للدرجات ، لكن الحديث في تفسير آل عمران يدل على أنه على الحقيقة .
ونحوه ما أخرجه من طريق أبي الطفيل رفعه " رأيت ناسا من أمتي يساقون إلى الجنة في السلاسل كرها. قلت: يا رسول الله من هم؟ قال : "قوم من العجم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم في الإسلام مكرهين " .
وأما إبراهيم الحربي فمنع حمله على حقيقة التقييد وقال : المعنى يقادون إلى الإسلام مكرهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة، وليس المراد أن ثم سلسلة.
وقال غيره : يحتمل أن يكون المراد المسلمين المأسورين عند أهل الكفر يموتون على ذلك أو يقتلون فيحشرون كذلك، وعبر عن الحشر بدخول الجنة لثبوت دخولهم عقبه.
والله أعلم.
والنقل
لطفــــــــاً .. من هنـــــــــــــــا
لطفــــــــاً .. من هنـــــــــــــــا