تعريفُ الرُّقى :
لغةً : الرُّقية العَوذَة ، قال رؤبة([1]) :فما تَرَكا من عَوذَةٍ يَعرفانها ولا رُقيَة إلا بِها رَقَياني
والجَمْعُ رُقى، وَتَقول : استَرقَيتُه فَرَقاني رُقيَةً فَهوَ راقٍ([2]).
والرُّقى نَوعانِ : رُقيةٌ مَشروعةٌ ، ورُقيةٌ مَمنوعَةٌ .
أما الرُّقيةُ المشروعةُ فَتَعريفُها اصطلاحاً : هي القراءةُ والنَّفثُ طَلَباً للشفاءِ والعافيةِ والبرءِ من الأسقامِ، سَواء كانت مِن القرآنِ الكريمِ أو مِن الأدعيةِ النبويَّةِ المأثورَةِ .
والأدلَّةُ على جَوازِها كَثيرةٌ :منها : عَن عوفِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ : كنا نَرْقِي في الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى في ذلك؟ فَقال:( اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ؛ لا بَأْسَ بِالرُّقَى ما لَم يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ) ([3]).
عن أَنَسٍ قال: ( رَخَّصَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الرُّقْيَةِ من الْعَيْنِ وَالْحُمَةِ([4]) وَالنَّمْلَةِ([5]) )([6]).
عن جَابِربن عبد اللَّهِ قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ )([7]).
عَن عائِشةَ رضي الله عَنها قَالَت : (كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتعوَّذُ بِهذِهِ الكلماتِ: أذهِبِ البأسَ ربَّ الناسِ واشفِ وأنتَ الشافي لا شِفاءَ إلا شفاؤكَ شفاءً لا يغادِرُ سَقَماً، قالت: فلمَّا ثقُلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مرضِهِ الذي ماتَ فيهِ ، أخذتُ بيدِهِ فجعلتُ أمسحُها وأقولُها، قالت : فنَزَعَ يدهُ من يدي وقالَ : اللهم اغفِر لي وألحِقني بالرفيقِ الأعلى ، قالت: فكانَ هذا آخرُ ما سمعتُ مِن كلامِهِ)([8]).
قالَ الشيخُ الألبانيُّ معلِّقاً على هذا الحديثِ :(( وفي الحديثِ مَشروعيَّةُ تَرقِيَةِ المريضِ بِهذا الدُّعاءِ الشريفِ ، وذلكَ مِن العملِ بِقولِهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ )([9]). ))([10]).
وقد ذَكرَ الشيخُ الألبانيُّ – رحمه الله – حديثَ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَامْرَأَةٌ تُعَالِجُهَا أَوْ تَرْقِيهَا فَقَالَ : ( عَالِجِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ )([11])، فقالَ عَقِبَهُ:((وفي الحديثِ مَشروعيَّةُ الترقِيَةِ بِكتابِ الله تعالى ، وَنَحوه مِمَّا ثَبتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرُّقى،وأما غَيرُ ذلكَ مِن الرُّقى فلا تُشرَع ، لا سيَّما ما كانَ مِنها مكتوباً بالحروفِ المقطَّعةِ ، والرُّموزِ المغلَقَةِ ، التي لَيسَ لها مَعنى سَليمٌ ظاهرٌ ))([12]).
ويُشتَرطُ لجوازِ الرُّقيَةِ شُروطٌ ثَلاثةٌ([13]) : الأولُ : أن لا يُعتَقَدَ أنَها تَنفعُ لِذاتـِها مِن دونِ الله، لأنَّ ذلك اعتقادٌ مُحرَّمٌ، بل هو شِركٌ، فالصحيحُ أن يُعْتَقَدَ أنَّها سَبَبٌ لا تَنفَعُ إلا بإذنِِ الله .
الثاني:أن لا تَكونَ فِيها مخالفةٌ شَرعيةٌ،كما لو كانَ فيها دُعاءُ غيرِ الله،أو استغاثةٌ بالجنِّ، فإنَّ ذلكَ حَرامٌ،بَل هوشِركٌ .
الثالثُ : أن تَكونَ مَفهومةً مَعلومةً، فإن كانت مِن جِنسِ الطلاسِمِ والشعوذَةِ وما لا يُفهَمُ فإنَّها لا تَجوزُ.
وأما الرُّقيةُ الممنوعةُ : فهي كُلُّ رُقيَةٍ لم تَتوفَّر فيها الشُّروطُ السَّابِقةُ ، فإنَّها مُحرَّمةٌ مَمنوعةٌ.
لغةً : الرُّقية العَوذَة ، قال رؤبة([1]) :فما تَرَكا من عَوذَةٍ يَعرفانها ولا رُقيَة إلا بِها رَقَياني
والجَمْعُ رُقى، وَتَقول : استَرقَيتُه فَرَقاني رُقيَةً فَهوَ راقٍ([2]).
والرُّقى نَوعانِ : رُقيةٌ مَشروعةٌ ، ورُقيةٌ مَمنوعَةٌ .
أما الرُّقيةُ المشروعةُ فَتَعريفُها اصطلاحاً : هي القراءةُ والنَّفثُ طَلَباً للشفاءِ والعافيةِ والبرءِ من الأسقامِ، سَواء كانت مِن القرآنِ الكريمِ أو مِن الأدعيةِ النبويَّةِ المأثورَةِ .
والأدلَّةُ على جَوازِها كَثيرةٌ :منها : عَن عوفِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ : كنا نَرْقِي في الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى في ذلك؟ فَقال:( اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ؛ لا بَأْسَ بِالرُّقَى ما لَم يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ) ([3]).
عن أَنَسٍ قال: ( رَخَّصَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الرُّقْيَةِ من الْعَيْنِ وَالْحُمَةِ([4]) وَالنَّمْلَةِ([5]) )([6]).
عن جَابِربن عبد اللَّهِ قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ )([7]).
عَن عائِشةَ رضي الله عَنها قَالَت : (كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتعوَّذُ بِهذِهِ الكلماتِ: أذهِبِ البأسَ ربَّ الناسِ واشفِ وأنتَ الشافي لا شِفاءَ إلا شفاؤكَ شفاءً لا يغادِرُ سَقَماً، قالت: فلمَّا ثقُلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مرضِهِ الذي ماتَ فيهِ ، أخذتُ بيدِهِ فجعلتُ أمسحُها وأقولُها، قالت : فنَزَعَ يدهُ من يدي وقالَ : اللهم اغفِر لي وألحِقني بالرفيقِ الأعلى ، قالت: فكانَ هذا آخرُ ما سمعتُ مِن كلامِهِ)([8]).
قالَ الشيخُ الألبانيُّ معلِّقاً على هذا الحديثِ :(( وفي الحديثِ مَشروعيَّةُ تَرقِيَةِ المريضِ بِهذا الدُّعاءِ الشريفِ ، وذلكَ مِن العملِ بِقولِهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ )([9]). ))([10]).
وقد ذَكرَ الشيخُ الألبانيُّ – رحمه الله – حديثَ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَامْرَأَةٌ تُعَالِجُهَا أَوْ تَرْقِيهَا فَقَالَ : ( عَالِجِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ )([11])، فقالَ عَقِبَهُ:((وفي الحديثِ مَشروعيَّةُ الترقِيَةِ بِكتابِ الله تعالى ، وَنَحوه مِمَّا ثَبتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرُّقى،وأما غَيرُ ذلكَ مِن الرُّقى فلا تُشرَع ، لا سيَّما ما كانَ مِنها مكتوباً بالحروفِ المقطَّعةِ ، والرُّموزِ المغلَقَةِ ، التي لَيسَ لها مَعنى سَليمٌ ظاهرٌ ))([12]).
ويُشتَرطُ لجوازِ الرُّقيَةِ شُروطٌ ثَلاثةٌ([13]) : الأولُ : أن لا يُعتَقَدَ أنَها تَنفعُ لِذاتـِها مِن دونِ الله، لأنَّ ذلك اعتقادٌ مُحرَّمٌ، بل هو شِركٌ، فالصحيحُ أن يُعْتَقَدَ أنَّها سَبَبٌ لا تَنفَعُ إلا بإذنِِ الله .
الثاني:أن لا تَكونَ فِيها مخالفةٌ شَرعيةٌ،كما لو كانَ فيها دُعاءُ غيرِ الله،أو استغاثةٌ بالجنِّ، فإنَّ ذلكَ حَرامٌ،بَل هوشِركٌ .
الثالثُ : أن تَكونَ مَفهومةً مَعلومةً، فإن كانت مِن جِنسِ الطلاسِمِ والشعوذَةِ وما لا يُفهَمُ فإنَّها لا تَجوزُ.
وأما الرُّقيةُ الممنوعةُ : فهي كُلُّ رُقيَةٍ لم تَتوفَّر فيها الشُّروطُ السَّابِقةُ ، فإنَّها مُحرَّمةٌ مَمنوعةٌ.