متى تقال أذكار الصباح والمساء
قد جاء في أحاديث كثيرة الحث على بعض الأذكار إذا أصبح وإذا أمسى ، فما المراد بهذين الوقتين اللذين تقال فيهما تلك الأذكار ؟
1- أما أذكار الصباح فإنها تقال بين طلوع الفجر الصادق ( الذي هو أول وقت صلاة الفجر ) ، وطلوع الشمس ، لأن الصباح والصبح هو الفجر على المشهور كما يفيده كلام أصحاب المعاجم ، وهو أول النهار . (انظر لسان العرب2/502 ، والمصباح المنير 1/331 ، والقاموس المحيط ص 291.
2- وأما أذكار المساء ، فللعلماء فيها قولان مشهوران :
الأول :
أنها تقال بين العصر والمغرب ، واستدل أصحاب هذا القول بمثل قول الله عزوجل : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا وسبحوه بكرة وأصيلا كثيرا )
والأصيل هو الوقت بعد العصر إلى المغرب ، والبكرة هي أول النهار ، وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) ، والإبكار هو : أول النهار ، والعشي آخره.
وقال تعالى : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) ، وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) .
ومن أصحاب هذا القول ابن القيم ، وهو ظاهر كلام النووي – رحمهما الله تعالى –(انظر الوابل الصيب ص 121 ، والأذكار ص 106) .
القول الثاني :
أن أذكار المساء تقال من الغروب إلى الفجر ، لأن المساء هو المغرب على المشهور كما يفيده كلام أصحاب المعاجم .( انظر لسان العرب 15/280 ، والقاموس المحيط ص 1720).
واستدل أصحاب هذا القول بأن المساء يقابل الصباح ، والصباح هو أول النهار ، فيكون المساء هو أول الليل .
ومن أصحاب هذا القول : ابن الجزري ، والشوكاني - رحمهما الله تعالى – ( انظر تحفة الذاكرين ص 95).
والذي يظهر أن هذا القول هو الراجح لما ذُكر ، ولما جاء في بعض الأحاديث مما يدل عليه كقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( ما من عبد يقول في صباح كل يومٍ ومساء كل ليلة : " باسم الله ...) الحديث أخرجه أبوداود والترمذي وابن ماجه والحديث في "صحيح أبي داود" (4244).
وقوله – صلى الله عليه وسلم – ( أمسينا وأمسى الملك لله ..) الحديث ، وفيه " رب أسألك خير ما في هذه الليلة .." أخرجه مسلم وغيره.
وأما ما ذكره أصحاب القول الأول من الآيات التي تدل على استحباب الذكر في " العشي " أو " الأصيل " ، فهو لا ينافي أن يكون المراد من الأحاديث التي فيها ذكر المساء ، الليلَ ، فكلا الوقتين محل للذكر .
والله تعالى أعلم .
انتهى
من ( من جوامع الأدعية المأثورة )
الشيخ
عبد الرؤوف الكمالي.
========
وسُئلت اللجنة الدائمة :
هل أذكار المساء تكون بعد صلاة العصر
أو بعد غروب الشمس ؟ أي بعد صلاة المغرب .
الحمد لله
"أذكار المساء تبتدئ من زوال الشمس (أول وقت صلاة الظهر) إلى غروبها ، وفي أول الليل ، وأذكار الصباح تبتدئ من طلوع الفجر إلى زوال الشمس
قال تعالى : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) طه /130
وقال سبحانه : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) الأعراف /105
والأصال جمع أصيل ، وهو : ما بين العصر والمغرب .
وقال سبحانه : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) الروم/17، 18.
وبالله التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"
انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/178) .
وينظر للفائدة سؤال رقم (22765) .
والنقل
لطفــــــــاً .. من هنـــــــــــــــا
لطفــــــــاً .. من هنـــــــــــــــا