بسم الله الرحمن الرحيم
[64] فائدة من كتاب
( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ) للشيخ العلامة الدكتور
محمد تقي الدين الهلالي
رحمه الله تعالى
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و والاه، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد المنتقاة جمعتها أثناء القراءة – في رمضان - من كتاب ( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ) للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي المغربي - رحمه الله تعالى وأجزل له الثواب – أنقلها للإخوة الكرام عسى الله - تعالى - أن ينفعني بها و القاري، وقد اعتمدت فيها على الطبعة الأولى للدار الأثرية بالأردن سنة1427هـ-2006م، بتعليق وتقديم الشيخ مشهور حسن سلمان – سدده الله-، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والله ولي التوفيق.
-----
فائدة/01
قال الشيخ مشهور حسن سلمان في حاشية 2: للهلالي تقريظ لهذا الكتاب [يقصد كتاب (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير)]منشور في أوله ، ومما قال فيه عن مؤلفه شيخنا الرفاعي – رحمه الله تعالى - : ((أخونا العالم السلفي المحقق الأستاذ الشيخ محمد نسيب الرفاعي، رفع الله في الدارين درجته، وأجزل فيها مثوبته)). وقال عن (اختصاره): ((جاء (اختصاره) طبق ما يؤمله كل طالب علم، موزونا بقسطاس مستقيم )). (سبيل الرشاد:1/16-17)
فائدة/02
((كنت أظن أن ابن الأثير سلفي العقيدة بريء من التعطيل والتجهم لأني رأيت من المتأخرين من المشتغلين ينقلون من كتابه شرح غريب الحديث، لوما رأيت شرحه لأسماء الله الحسنى وجدته من شرار الجهمية المعطلة،...)). (6/269)
فائدة/03
((ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان عموم الجهل و التقليد فيهم، وسيرهم على صراط معوج؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المزيفة، التي يحصل عليها كثير من الدواب، فيتسلمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صم بكم عمي،..)) .(3/18-19)
فائدة/04
(( لما حصر الفرنسيون مدينة فاس في عهد السلطان عبد الحفيظ، استنصر الجهال بالإمام إدريس بن عبد الله رحمه الله، فعاقب الله جميع المغاربة بالخذلان و الهزيمة، وانتصر عليهم الفرنسيون، وحكموا بلادهم ثلاثا و أربعين سنة، وهذا جزاء من يستنصر بغير الله )).(2/202)
فائدة/05
((من سوء حظنا في هذا الزمان اننا نرى أوثانا لها بيوت و أفنية يذبح لها و يطاف بها، وتقبل ويتمسح بها بقصد التبرك أكثر مما كان عند العرب، ونحن عاجزون عن هدمها، لأن عبادها لا يزال عددهم كثيرا، ولكن نستطيع القضاء عليها إذا وفقنا الله بدعوة الناس إلى هجرها والكفر بها، فيطول عليها الزمان فتتهدم من تلقاء نفسها، ويستريح الناس من شرحها)). (2/311)
فائدة/06
(( إن الذبح بقصد التعظيم عبادة، فمن ذبح على قبة، أو قبر ، أو شجرة، أو حجر، أو عين ماء، أو ذبح للجنية عائشة قندشية، أو زميلتها مسعودة، أو للشيخ جمعة –وهو اسم جني يعبده جهال مصريين-، أو لميمون بن شمهروش-وهو من معبودات المغاربة-، أو ذبح للجن بدون تعيين بعد نهاية بناء دار لئلا يؤذوه، أو ذبح على أهل بيت ليزوجوه ابنتهم، كل ذلك شرك و كفر، وأكل تلك الذبيحة حرام؛ لأن كل ذلك مما أهل به لغير الله وإن ذكر اسم الله عليه؛ لأن الأعمال إنما بالنيات وهم قصدوا تعظيم تلك البقعة بالذبح )). (1/47)
فائدة/07
((و الجهال من أهل هذا الزمان بالأبسط على الأسهل، و الببسيط عن السهل أو القليل، ويزيدون على ذلك جهلا فيقولون: بسّط الشيء- بتشديد السين-، بمعنى سهّله! ويقولون: قواعد النحو المبّسطة، وكل ذلك ضلال، فإن (بسّط) – بالتشديد-معناه: كثرة التوسيع، كقتل وقتّل-بالتشديد-)). (1/502-505)
فائدة/08
(( الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم في هذا الزمان، أصناف:
أولهم : المرتدون الذين كفروا بالله تقليدا لدعاية كاذبة خاطئة وهذه الدعاية شائعة في البلدان التي كان أهلها متمسكين بالإسلام في الأزمنة الغابرة في آسية و إفريقية، وحاصلها أن الإسلام إن كان صالحا في الزمن الماضي لترقية الشعوب وأخذ نصيبها من القوة المادية و تحصيل المعيشة السعيدة ، والسيادة الكاملة ، فإنه في هذا الزمان لا يتفق مع الأخذ بأسباب الحضارة و الرقي...
وثانيهم: المدَّعون للإسلام بألسنتهم مع عدم تطبيقه لا عقيدة ولا عبادة ولا حكما فهؤلاء يدعون الإسلام بأقوال مجردة: والدعاوي ما لم يقيموا عليه..بينات أبناءها أدعياء.
وثالثهم: الأعداء الخارجيون وهم الأعداء من النصارى في أروبا و أمريكا، والمتعصبون من الوثنين في الهند و غيرها من الأمم الوثنية، ونجن نسمع المذابح التي تجري على في أنحاء الهند وفي الفليبين وفي إيريتيا.
رابعهم: علماء السوء الذين باعوا دينهم بدين غيرهم، وكتموا الحق وغشوا شعوبهم جريا وراء الحطام، فضيعوا الدين و لم يدركوا الدنيا، وهذه الأصناف تبذل جهودها لإطفاء ما بقي من نور الإسلام، وليس الإسلام بملوم؛ لأنه قد اسعد من تمسك به وخلف كنوزا عظيمة من الآثار و العلم و المعرفة التي لا يجحدها إلا من يجحد الشمس المشرقة في يوم الصحو ومضى حميدا.
تلك آثارنا تدل علينا..فانظروا بعدنا إلى الآثار )). (2/331-332)
فائدة/09
(( والمسلمون في هذا الزمان هم أكبر مانع لغيرهم من الدخول في الإسلام، لعدم تمسكهم بالإسلام، وانحرافهم عن جادتهم، وبعدهم عن أخلاقه.. )). (1/236)
فائدة/10
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان عن دفاع الشيخ محمد تقي الدين الهلالي عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ولشاعرنا الهلالي قصيدة مهم في هذا الباب، مطلعها:
نسبوا إلى الوهاب خير عبادة..يا حبذا نسبي على الوهاب
الله أنطقهم بحق واضح..وهم أهالي فرية و كذاب
أكرم بها من فرقة سلفية..سلكت محجة سنة وكتاب
وهي التي قصد النبي بقوله..هي ما عليه أنا وكل صحابي
قد غاظ عباد القبور و رهطهم..توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ..فزعوا لسرد شتائم و سباب)). (1/66)
فائدة/11
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان: ويجعل الهلالي سر وعزّ سؤدد المسلمين: التوحيد و الإتباع، وذكر في كتابنا (3/132-133) قصة وقعت لعمر بن عبد العزيز، وأنه قضى فيها على حال، وبلغه عروة بن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم قضى فيها بشيء آخر، فرجع إلى قضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: "في هذه القصة فائدة جليلة وهي أن ملوك المسلمين في ذلك الزمان كانوا يذعنون للحق و يفرحون به و ينفذونه، ولم يكن العلماء يهابونهم إذا أخطؤوا في الحكم أن يعلموهم بخطئهم ". وقال على إثر ذلك(3/134): " وهذا يفسر لنا ما أدركه المسلمون في ذلك الزمان من العزة والسؤدد، فأين هي الديموقراطية التي يتبجح بها أهل هذا الزمان؟ لا جرم لو أن قاضيا من قضاة العصور المتأخرة حكم بحكم، فجاءه عالم، وأخبره بخطئه، لكان نصيب ذلك العالم أن يسمع منه ما يكره، هذا إذا لم يأمر بحبسه، وهذا إذا اعترض على قاض فقط، فكيف بمن هو فوقه من الرؤساء، كوزير العدل؟!فضلا عن رئيس الدولة؟!")). (1/67)
فائدة/12
((..النصر لا يأتي إلا من الله، ولا ينبغي للمؤمن أن يطلبه إلا من الله، فإن طلبه من غير خاب وخسر، ولم يظفر به أبدا، ولهذا ترى المشركين في هذا الزمان يتعلقون بالأروبيين ويطلبون منهم السلاح، ويتعلمون استعماله منهم، ويظنون أن ذلك كل شيء، ولم ينفعهم ذلك شيئا، ولن ينصروا أبدا، إلا إذا رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم، وحكّموا شريعة الله، وقد مضت عليهم مئات السنين وهم يجربون طريقهم العقيم، فما حصدوا إلا الخيبة و الخسران، ولو جربوا طريق الحق سنة واحدة لطلع عليه فجر السعادة، وذهب نحسهم وظهر سعدهم {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم})). (1/446)
فائدة/13
((اعلم – وفقني الله و إياك لمعرفة الحق و التمسك به-أن لا إله إلا الله لا تنفع أحدا إلا إذا قالها وهو عالم بمعناها عامل بمقتضاها)). (1/449)
فائدة/14
((قول النبي صلى الله عليه و سلم: (ما من عبد قال: لاإله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة) يجب أن يقيد بما دلت عليه الأدلة الأخرى، ويفهم منها شروط ثلاثة: أولها:أن يقولها بلسانه ، إن كان قادرا. ثانيها:أن يعرف معناها و يعتقده بقلبه.ثالثها: أن يعمل بمقتضاها. أما قولها بدون مراعاة هذه الشروط، فلا تنفع صاحبها شيئا )). (1/283-284)
فائدة/15
((..فالدعوة إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ممنوعة في المساجد في المغرب و الجزائر، إلا بإذن من حاكم البلد، وكم من شاب و كهل من الصالحين الدعاة إلى الله منع منها!!
وفي هذه الأيام كتب إلي أحد تلامذتي وهو عبد الواحد بادو، يقول: إنه فضل أن يكون معلما في قرية ليبعد عما في المدن من الفجور، وأخذ يلقي دروسا في مسجد القرية يعلم الناس فيها توحيد الله، فمنعه أمير القرية الذي يسمونه القائد، فجاءه العزل عقابا من الله له لمنعه مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعيه في خرابها يترك الناس في البدع و الشرك، قال: فلما عزلت عدت إلى الوعظ في المسجد فمنعني نائب الأمير الذي يسمى عندهم الخليفة، فكتب إليه: اختر دكانا واحدا من الذين استجابوا لك واجعله مكانا للدعوة، واقصد السواق مع بعض إخوانك ودور القهوة واتخذها مكانا للدعوة، ولو أن أولئك الحكام يراقبون الداعي فإذا رأوه يدعوا إلى فتنة أو ثورة منعوه، وإذا رأوه يدعوا إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أعانوه و نصروه أو على الأقل كفوه شرهم فلا يناله منهم خير ولا شر، لعذرناهم ولكنهم يتركون الدجاجلة يسرحون و يمرحون و ينشرون الشرك و البدع ، ولا يتعرضون لهم بسوء، وإنما يمنعون دعاة التوحيد و السنة، فلا حول ولا قوة إلا بالله )). (1/472-473)
فائدة/16
((فالتحليل و التحريم و الإيجاب و الاستحباب و الكراهة إذا قيدها المتعصب بالمذهب، ولم يبالي بمخالفة الدليل عن النبي صلى الله عليه و سلم، فقد اتخذ ذلك المذهب وثنا معنويا يعبده من دون الله؛ لأن المذهب مجموعة أراء رجال المذهب، وليس بقبة ولا شجر ولا حجر، ولكن لما جعل معيارا للحكم صار وثنا معنويا، يدرك بالعقل، وهكذا يقال فيمن أطاع حزبه في معصية الله، أو ترك الفرائض التي شرعها الله، فذلك الحزب وثن يعبده، والحاصل: أن الحكم لا يكون إلا لله، ومن جعله لغير الله فقد أشرك. )). (1/480)
فائدة/17
((..المشركين الأولين كانوا إذا مسهم الضر وحدوا الله تعالى فلم يدعوا غيره، وإذا كانوا في وقت الرخاء أشركوا به، وعبدوا غيره، أما مشركوا هذا الزمان، فإنهم أجهل و أضل؛ لأنهم مشركون بالله في الشدة وفي الرخاء، ولا يكادون يوحدون الله تعالى في كل حال، فالحمد لله الذي أنقذنا و أخرجنا من الظلمات على النور، نسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه، حتى نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين ولا فاتنين ولا مفتونين)). (1/511)
فائدة/18
((الرِّبـيُّ في اللغة العبرانية : هو الفقيه العالم التقي )). (1/526)
فائدة/19
(( أفكار المشركين و أقوالهم متشابهة في كل زمان ومكان)). (1/542)
فائدة/20
((..عبّاد القبور و الأضرحة و القباب المزخرفة، شر من عبّاد العجل، لأن العجل له خوار ، وتلك الأضرحة ليس لها خوار، والفريقان كلاهما مشرك بالله، وعبّاد القبور و عباد عجل السامري شر من الوثنيين من أهل الهند الذين يعبدون البقرة الأنثى ، لأن البقرة فيها حياة حقيقة وينتفع الناس بلبنها وأولادها، وكل من عبد غير الله محروم من نعمة العقل)). (1/550)
فائدة/21
((ينبغي للداعي إلى التوحيد إذا جاء قوما مشركين في هذا الزمان ، أن يتلطف في الدعوة فيقيم لهم الدليل تلو الدليل ، على أن ما هم عليه شرك، فإن قالوا له: قد جعلتنا كفارا يقول لهم:أنا أدعوكم إلى ترك هذا العمل الذي عرفتكم حقيقته، ولا أريد أن أسبكم، ولا أن أتنقصكم، فإن تركتم هذه الأعمال أطعتم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و حققتم التوحيد، وغفر الله لكم ما تقدم منها، فمن أصر على الشرك بعد بيان الدليل فلا حرج عليه أن يسميه مشركا إذا رأى المصلحة تقتضي ذلك، وقد جربت هذه الطريقة في بلدان مختلفة فنجحت )). (1/585-586)
فائدة/22
((يحكى أن راعي غنم من أهل البادية في الجزائر، جاءه رجل وهو راجع بغنمه إلى الخيمة قبل غروب الشمس، فقال له: باللغة الجزائرية (( أضياف ربي)) ومعنى ذلك، أنا ضيف الله عندك، فلم يجد بدا من قبوله وكانت أمه من أبخل الناس، فلما أقبل بالغنم على الخيمة رأت أمه معه رجلا آخر، فقالت له: من هذا الرجل الذي معك؟ فقال: ضيف، فغضبت غضبا شديدا، وقالت له: ((يا خاليها يا طاويها)) وعنى ذلك يا أيها المبذر المتلاف الذي سيخلي هذه الخيمة حتى تطوى ولا تنصب، أخوك جاءني بضيف في السنة الماضية، ورأيت ما صنعت به من التنكيل، وإذا بك تأتيني أنت في هذه السنة بضيف آخر، والله لا تأكله لا أنت ولا هو، فتحير الراعي في أمره كيف يطرد هذا الضيف بعدما وصل على الخيمة، فقال الراعي للضيف: كيف تطأ على برنسي بنعليك فقال: ما وطئت عليه، قال: أتكذبني؟ والله لا أكلت طعامي، فهذا الضيف عاجز لا يملك شيئا، والراعي مثله، ضعف الطالب و المطلوب، فهذا مثل يضرب لمن ينزل حاجته بالمخلوق العاجز الفقير )). (1/602-603)
[64] فائدة من كتاب
( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ) للشيخ العلامة الدكتور
محمد تقي الدين الهلالي
رحمه الله تعالى
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و والاه، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد المنتقاة جمعتها أثناء القراءة – في رمضان - من كتاب ( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ) للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي المغربي - رحمه الله تعالى وأجزل له الثواب – أنقلها للإخوة الكرام عسى الله - تعالى - أن ينفعني بها و القاري، وقد اعتمدت فيها على الطبعة الأولى للدار الأثرية بالأردن سنة1427هـ-2006م، بتعليق وتقديم الشيخ مشهور حسن سلمان – سدده الله-، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والله ولي التوفيق.
-----
فائدة/01
قال الشيخ مشهور حسن سلمان في حاشية 2: للهلالي تقريظ لهذا الكتاب [يقصد كتاب (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير)]منشور في أوله ، ومما قال فيه عن مؤلفه شيخنا الرفاعي – رحمه الله تعالى - : ((أخونا العالم السلفي المحقق الأستاذ الشيخ محمد نسيب الرفاعي، رفع الله في الدارين درجته، وأجزل فيها مثوبته)). وقال عن (اختصاره): ((جاء (اختصاره) طبق ما يؤمله كل طالب علم، موزونا بقسطاس مستقيم )). (سبيل الرشاد:1/16-17)
فائدة/02
((كنت أظن أن ابن الأثير سلفي العقيدة بريء من التعطيل والتجهم لأني رأيت من المتأخرين من المشتغلين ينقلون من كتابه شرح غريب الحديث، لوما رأيت شرحه لأسماء الله الحسنى وجدته من شرار الجهمية المعطلة،...)). (6/269)
فائدة/03
((ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان عموم الجهل و التقليد فيهم، وسيرهم على صراط معوج؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المزيفة، التي يحصل عليها كثير من الدواب، فيتسلمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صم بكم عمي،..)) .(3/18-19)
فائدة/04
(( لما حصر الفرنسيون مدينة فاس في عهد السلطان عبد الحفيظ، استنصر الجهال بالإمام إدريس بن عبد الله رحمه الله، فعاقب الله جميع المغاربة بالخذلان و الهزيمة، وانتصر عليهم الفرنسيون، وحكموا بلادهم ثلاثا و أربعين سنة، وهذا جزاء من يستنصر بغير الله )).(2/202)
فائدة/05
((من سوء حظنا في هذا الزمان اننا نرى أوثانا لها بيوت و أفنية يذبح لها و يطاف بها، وتقبل ويتمسح بها بقصد التبرك أكثر مما كان عند العرب، ونحن عاجزون عن هدمها، لأن عبادها لا يزال عددهم كثيرا، ولكن نستطيع القضاء عليها إذا وفقنا الله بدعوة الناس إلى هجرها والكفر بها، فيطول عليها الزمان فتتهدم من تلقاء نفسها، ويستريح الناس من شرحها)). (2/311)
فائدة/06
(( إن الذبح بقصد التعظيم عبادة، فمن ذبح على قبة، أو قبر ، أو شجرة، أو حجر، أو عين ماء، أو ذبح للجنية عائشة قندشية، أو زميلتها مسعودة، أو للشيخ جمعة –وهو اسم جني يعبده جهال مصريين-، أو لميمون بن شمهروش-وهو من معبودات المغاربة-، أو ذبح للجن بدون تعيين بعد نهاية بناء دار لئلا يؤذوه، أو ذبح على أهل بيت ليزوجوه ابنتهم، كل ذلك شرك و كفر، وأكل تلك الذبيحة حرام؛ لأن كل ذلك مما أهل به لغير الله وإن ذكر اسم الله عليه؛ لأن الأعمال إنما بالنيات وهم قصدوا تعظيم تلك البقعة بالذبح )). (1/47)
فائدة/07
((و الجهال من أهل هذا الزمان بالأبسط على الأسهل، و الببسيط عن السهل أو القليل، ويزيدون على ذلك جهلا فيقولون: بسّط الشيء- بتشديد السين-، بمعنى سهّله! ويقولون: قواعد النحو المبّسطة، وكل ذلك ضلال، فإن (بسّط) – بالتشديد-معناه: كثرة التوسيع، كقتل وقتّل-بالتشديد-)). (1/502-505)
فائدة/08
(( الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم في هذا الزمان، أصناف:
أولهم : المرتدون الذين كفروا بالله تقليدا لدعاية كاذبة خاطئة وهذه الدعاية شائعة في البلدان التي كان أهلها متمسكين بالإسلام في الأزمنة الغابرة في آسية و إفريقية، وحاصلها أن الإسلام إن كان صالحا في الزمن الماضي لترقية الشعوب وأخذ نصيبها من القوة المادية و تحصيل المعيشة السعيدة ، والسيادة الكاملة ، فإنه في هذا الزمان لا يتفق مع الأخذ بأسباب الحضارة و الرقي...
وثانيهم: المدَّعون للإسلام بألسنتهم مع عدم تطبيقه لا عقيدة ولا عبادة ولا حكما فهؤلاء يدعون الإسلام بأقوال مجردة: والدعاوي ما لم يقيموا عليه..بينات أبناءها أدعياء.
وثالثهم: الأعداء الخارجيون وهم الأعداء من النصارى في أروبا و أمريكا، والمتعصبون من الوثنين في الهند و غيرها من الأمم الوثنية، ونجن نسمع المذابح التي تجري على في أنحاء الهند وفي الفليبين وفي إيريتيا.
رابعهم: علماء السوء الذين باعوا دينهم بدين غيرهم، وكتموا الحق وغشوا شعوبهم جريا وراء الحطام، فضيعوا الدين و لم يدركوا الدنيا، وهذه الأصناف تبذل جهودها لإطفاء ما بقي من نور الإسلام، وليس الإسلام بملوم؛ لأنه قد اسعد من تمسك به وخلف كنوزا عظيمة من الآثار و العلم و المعرفة التي لا يجحدها إلا من يجحد الشمس المشرقة في يوم الصحو ومضى حميدا.
تلك آثارنا تدل علينا..فانظروا بعدنا إلى الآثار )). (2/331-332)
فائدة/09
(( والمسلمون في هذا الزمان هم أكبر مانع لغيرهم من الدخول في الإسلام، لعدم تمسكهم بالإسلام، وانحرافهم عن جادتهم، وبعدهم عن أخلاقه.. )). (1/236)
فائدة/10
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان عن دفاع الشيخ محمد تقي الدين الهلالي عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ولشاعرنا الهلالي قصيدة مهم في هذا الباب، مطلعها:
نسبوا إلى الوهاب خير عبادة..يا حبذا نسبي على الوهاب
الله أنطقهم بحق واضح..وهم أهالي فرية و كذاب
أكرم بها من فرقة سلفية..سلكت محجة سنة وكتاب
وهي التي قصد النبي بقوله..هي ما عليه أنا وكل صحابي
قد غاظ عباد القبور و رهطهم..توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ..فزعوا لسرد شتائم و سباب)). (1/66)
فائدة/11
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان: ويجعل الهلالي سر وعزّ سؤدد المسلمين: التوحيد و الإتباع، وذكر في كتابنا (3/132-133) قصة وقعت لعمر بن عبد العزيز، وأنه قضى فيها على حال، وبلغه عروة بن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم قضى فيها بشيء آخر، فرجع إلى قضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: "في هذه القصة فائدة جليلة وهي أن ملوك المسلمين في ذلك الزمان كانوا يذعنون للحق و يفرحون به و ينفذونه، ولم يكن العلماء يهابونهم إذا أخطؤوا في الحكم أن يعلموهم بخطئهم ". وقال على إثر ذلك(3/134): " وهذا يفسر لنا ما أدركه المسلمون في ذلك الزمان من العزة والسؤدد، فأين هي الديموقراطية التي يتبجح بها أهل هذا الزمان؟ لا جرم لو أن قاضيا من قضاة العصور المتأخرة حكم بحكم، فجاءه عالم، وأخبره بخطئه، لكان نصيب ذلك العالم أن يسمع منه ما يكره، هذا إذا لم يأمر بحبسه، وهذا إذا اعترض على قاض فقط، فكيف بمن هو فوقه من الرؤساء، كوزير العدل؟!فضلا عن رئيس الدولة؟!")). (1/67)
فائدة/12
((..النصر لا يأتي إلا من الله، ولا ينبغي للمؤمن أن يطلبه إلا من الله، فإن طلبه من غير خاب وخسر، ولم يظفر به أبدا، ولهذا ترى المشركين في هذا الزمان يتعلقون بالأروبيين ويطلبون منهم السلاح، ويتعلمون استعماله منهم، ويظنون أن ذلك كل شيء، ولم ينفعهم ذلك شيئا، ولن ينصروا أبدا، إلا إذا رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم، وحكّموا شريعة الله، وقد مضت عليهم مئات السنين وهم يجربون طريقهم العقيم، فما حصدوا إلا الخيبة و الخسران، ولو جربوا طريق الحق سنة واحدة لطلع عليه فجر السعادة، وذهب نحسهم وظهر سعدهم {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم})). (1/446)
فائدة/13
((اعلم – وفقني الله و إياك لمعرفة الحق و التمسك به-أن لا إله إلا الله لا تنفع أحدا إلا إذا قالها وهو عالم بمعناها عامل بمقتضاها)). (1/449)
فائدة/14
((قول النبي صلى الله عليه و سلم: (ما من عبد قال: لاإله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة) يجب أن يقيد بما دلت عليه الأدلة الأخرى، ويفهم منها شروط ثلاثة: أولها:أن يقولها بلسانه ، إن كان قادرا. ثانيها:أن يعرف معناها و يعتقده بقلبه.ثالثها: أن يعمل بمقتضاها. أما قولها بدون مراعاة هذه الشروط، فلا تنفع صاحبها شيئا )). (1/283-284)
فائدة/15
((..فالدعوة إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ممنوعة في المساجد في المغرب و الجزائر، إلا بإذن من حاكم البلد، وكم من شاب و كهل من الصالحين الدعاة إلى الله منع منها!!
وفي هذه الأيام كتب إلي أحد تلامذتي وهو عبد الواحد بادو، يقول: إنه فضل أن يكون معلما في قرية ليبعد عما في المدن من الفجور، وأخذ يلقي دروسا في مسجد القرية يعلم الناس فيها توحيد الله، فمنعه أمير القرية الذي يسمونه القائد، فجاءه العزل عقابا من الله له لمنعه مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعيه في خرابها يترك الناس في البدع و الشرك، قال: فلما عزلت عدت إلى الوعظ في المسجد فمنعني نائب الأمير الذي يسمى عندهم الخليفة، فكتب إليه: اختر دكانا واحدا من الذين استجابوا لك واجعله مكانا للدعوة، واقصد السواق مع بعض إخوانك ودور القهوة واتخذها مكانا للدعوة، ولو أن أولئك الحكام يراقبون الداعي فإذا رأوه يدعوا إلى فتنة أو ثورة منعوه، وإذا رأوه يدعوا إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أعانوه و نصروه أو على الأقل كفوه شرهم فلا يناله منهم خير ولا شر، لعذرناهم ولكنهم يتركون الدجاجلة يسرحون و يمرحون و ينشرون الشرك و البدع ، ولا يتعرضون لهم بسوء، وإنما يمنعون دعاة التوحيد و السنة، فلا حول ولا قوة إلا بالله )). (1/472-473)
فائدة/16
((فالتحليل و التحريم و الإيجاب و الاستحباب و الكراهة إذا قيدها المتعصب بالمذهب، ولم يبالي بمخالفة الدليل عن النبي صلى الله عليه و سلم، فقد اتخذ ذلك المذهب وثنا معنويا يعبده من دون الله؛ لأن المذهب مجموعة أراء رجال المذهب، وليس بقبة ولا شجر ولا حجر، ولكن لما جعل معيارا للحكم صار وثنا معنويا، يدرك بالعقل، وهكذا يقال فيمن أطاع حزبه في معصية الله، أو ترك الفرائض التي شرعها الله، فذلك الحزب وثن يعبده، والحاصل: أن الحكم لا يكون إلا لله، ومن جعله لغير الله فقد أشرك. )). (1/480)
فائدة/17
((..المشركين الأولين كانوا إذا مسهم الضر وحدوا الله تعالى فلم يدعوا غيره، وإذا كانوا في وقت الرخاء أشركوا به، وعبدوا غيره، أما مشركوا هذا الزمان، فإنهم أجهل و أضل؛ لأنهم مشركون بالله في الشدة وفي الرخاء، ولا يكادون يوحدون الله تعالى في كل حال، فالحمد لله الذي أنقذنا و أخرجنا من الظلمات على النور، نسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه، حتى نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين ولا فاتنين ولا مفتونين)). (1/511)
فائدة/18
((الرِّبـيُّ في اللغة العبرانية : هو الفقيه العالم التقي )). (1/526)
فائدة/19
(( أفكار المشركين و أقوالهم متشابهة في كل زمان ومكان)). (1/542)
فائدة/20
((..عبّاد القبور و الأضرحة و القباب المزخرفة، شر من عبّاد العجل، لأن العجل له خوار ، وتلك الأضرحة ليس لها خوار، والفريقان كلاهما مشرك بالله، وعبّاد القبور و عباد عجل السامري شر من الوثنيين من أهل الهند الذين يعبدون البقرة الأنثى ، لأن البقرة فيها حياة حقيقة وينتفع الناس بلبنها وأولادها، وكل من عبد غير الله محروم من نعمة العقل)). (1/550)
فائدة/21
((ينبغي للداعي إلى التوحيد إذا جاء قوما مشركين في هذا الزمان ، أن يتلطف في الدعوة فيقيم لهم الدليل تلو الدليل ، على أن ما هم عليه شرك، فإن قالوا له: قد جعلتنا كفارا يقول لهم:أنا أدعوكم إلى ترك هذا العمل الذي عرفتكم حقيقته، ولا أريد أن أسبكم، ولا أن أتنقصكم، فإن تركتم هذه الأعمال أطعتم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و حققتم التوحيد، وغفر الله لكم ما تقدم منها، فمن أصر على الشرك بعد بيان الدليل فلا حرج عليه أن يسميه مشركا إذا رأى المصلحة تقتضي ذلك، وقد جربت هذه الطريقة في بلدان مختلفة فنجحت )). (1/585-586)
فائدة/22
((يحكى أن راعي غنم من أهل البادية في الجزائر، جاءه رجل وهو راجع بغنمه إلى الخيمة قبل غروب الشمس، فقال له: باللغة الجزائرية (( أضياف ربي)) ومعنى ذلك، أنا ضيف الله عندك، فلم يجد بدا من قبوله وكانت أمه من أبخل الناس، فلما أقبل بالغنم على الخيمة رأت أمه معه رجلا آخر، فقالت له: من هذا الرجل الذي معك؟ فقال: ضيف، فغضبت غضبا شديدا، وقالت له: ((يا خاليها يا طاويها)) وعنى ذلك يا أيها المبذر المتلاف الذي سيخلي هذه الخيمة حتى تطوى ولا تنصب، أخوك جاءني بضيف في السنة الماضية، ورأيت ما صنعت به من التنكيل، وإذا بك تأتيني أنت في هذه السنة بضيف آخر، والله لا تأكله لا أنت ولا هو، فتحير الراعي في أمره كيف يطرد هذا الضيف بعدما وصل على الخيمة، فقال الراعي للضيف: كيف تطأ على برنسي بنعليك فقال: ما وطئت عليه، قال: أتكذبني؟ والله لا أكلت طعامي، فهذا الضيف عاجز لا يملك شيئا، والراعي مثله، ضعف الطالب و المطلوب، فهذا مثل يضرب لمن ينزل حاجته بالمخلوق العاجز الفقير )). (1/602-603)