ابتسم معي وتعلم الفصاحة
وقفت أثناء مطالعتي على قصصٍ مدهشة مضحكة، تأخذ باللُّبِّ باسمة، حتى تحطَّ به على عتبة الفصاحة والبلاغة، فتثري اللسان بسحر البيان...
يصوغها صاحبها بألفاظ أشهى من العسل، وألذِّ الثريد، فيغمر القارئ الفرحُ ولا يدري من أين جاءه انشراح صدره؟! أهو من جزالة وعذوبة ألفاظها، أم مما جرى لأصحابها؟!! فدونك... فابتسم معي وتعلم الفصاحة ...
وقفت أثناء مطالعتي على قصصٍ مدهشة مضحكة، تأخذ باللُّبِّ باسمة، حتى تحطَّ به على عتبة الفصاحة والبلاغة، فتثري اللسان بسحر البيان...
يصوغها صاحبها بألفاظ أشهى من العسل، وألذِّ الثريد، فيغمر القارئ الفرحُ ولا يدري من أين جاءه انشراح صدره؟! أهو من جزالة وعذوبة ألفاظها، أم مما جرى لأصحابها؟!! فدونك... فابتسم معي وتعلم الفصاحة ...
الحلقة الأولى : ( حلَّاق القرية )
قال المازني:
( وقعت لي هذه الحادثة في الريف منذ سنواتٍ، قبل أن تَتَغَلْغَلَ المدنيةُ إلى أنأى قراه، وكنت أنا الجاني على نفسي فيها، فقد عرض عليَّ، مُضيفي أن أستعمل موساه، فأبيت، وأصررتُ على أن يجيء حلَّاق القرية
فجاء بعد ساعات يحمل ما ظننته في أول الأمر مخلاة شعيرٍ، وبعد لأيٍ أخرج منها مقصاً كبيراً جداً، فسألته: (هل في القرية فيل) ؟
فقال : ( ولماذا ؟ ) فأشرت إلى المقص
فضحك وقال : (هذا مقص حمير ولا مؤاخذة )!
فقلت : ( لماذا لم تجئني إلا بمقص الحمير، أحماراً تراني ) ؟
فلم يعتذر، ولم يعبأ بسؤالي، ثم أخرج موسى من طراز المقص، وأقبل عليَّ قائلاً : ( تفضل، اجلس على الأرض ).
فقلت : ( ألا يمكن أن تحلق وأنا جالس على الكرسي)؟
فأجاب : ( وأنا ) ؟
قلت في سرّي: ( وأنت تذهب إلى جهنم، وبئس المصير).
جلستُ، فجذب رأسي وأهوى بموساه على وجهي، فسلخ قطعة من جلدي، فردَّني الألم إلى الحياة، وآتاني القوة الكافية للصراخ، ووثبت أريد الباب، فأرجعني بقوة، وجلست بين يديه، مسلِّماً أمري إلى الله) اهـ.
جلستُ، فجذب رأسي وأهوى بموساه على وجهي، فسلخ قطعة من جلدي، فردَّني الألم إلى الحياة، وآتاني القوة الكافية للصراخ، ووثبت أريد الباب، فأرجعني بقوة، وجلست بين يديه، مسلِّماً أمري إلى الله) اهـ.
(المعجم المفصل في الإملاء) [ص:160].
=================
الحلقة الثانية :
(موعد في السِّجن)
(موعد في السِّجن)
( قابلني في الطريق شُوَيْعِرٌ يحمل في يده صحيفة، وكنت ذاهباً إلى موعدٍ لا بُدَّ لي من الوفاء به، وعرضَ عليَّ أن يُسمعني قصيدةً من طريف شعره.
كاشفته بأمري فأبى.
فانتحى بي ناحيةً، وأنشأ يَتَرَنَّم بأبيات القصيدة، وأنا أشعر كأنما يُجَرِّعُنِي قطرات من السُّمِّ، وكان ينظر إلى وجهي كلَّما انتهى من البيت ليعرف وقْعَ شعره في نفسي، حتى أَنْشَدَ خمسين بيتاً، ثم وقف وقال: هذا هو القسم الأول.
قلت : وكم عدد أقسامها يرحمك الله ؟
قال : عشرة .
قلت : أتأذن لي أن أقول الصِّدق؟
قال : تفضل .
قلت : إنَّ شعرك قبيح، وأقبح منه طولُهُ، وأقبح من هذا وذاك هذا الصوت الخشن الأجشّ، فهل تعتقد أنَّني من سخافة الرأي بحيثُ يُعجبني شعرك، ويسهل علي فوات الغَرَضِ الذي من أجله خرجت؟
فتلقاني بضربة في صدري، وتلقيته بمثلها، وما زالت أكفُّنا تأخذ مأخذها حتى كلَّت، فرفعت عصاي، وضربته على رأسه، فسقط مَغْمِيٌّ عليه، وكان الشُّرطي قد وصل إلينا فاحتَمَلَنا إلى السجن حيث قضيت ليلتي). اهـ
(الرائد في الإملاء)
عن
(المعجم المفصل في الإملاء)
[ص: 197، 198].
والنقل
لطفـــــــاً .. من هنــــــــا
عن
(المعجم المفصل في الإملاء)
[ص: 197، 198].
والنقل
لطفـــــــاً .. من هنــــــــا