محمد صلى الله عليه وسلم نبي صادق بمعايير الكتاب المقدس - محمد ارموش
لسنا في ريب من صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم , ولا نحتاج لمعايير من الكتاب المقدس لنثبت أنه نبي الله حقاً , ولكن فقط لإقامة الحُجة على المسيحي , وإحقاقاً للحق , وليعلم كل مسيحي , بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الله , بأي مقياس , وبأي معايير , وبأي شكل من الأشكال , لا يمكن ان تستنتج إلا شئ واحد , محمد رسول الله .
{ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } الأنفال8
التفسير الميسر : ليعزَّ الله الإسلام وأهله, ويذهب الشرك وأهله, ولو كره المشركون ذلك.
{ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } الإسراء81
التفسير الميسر : وقل -أيها الرسول- للمشركين: جاء الإسلام وذهب الشرك، إن الباطل لا بقاء له ولا ثبات، والحق هو الثابت الباقي الذي لا يزول.
{ قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } سبأ49
التفسير الميسر : قل -أيها الرسول-: جاء الحق والشرع العظيم من الله, وذهب الباطل واضمحلَّ سلطانه, فلم يبق للباطل شيء يبدؤه ويعيده.
فكرة هذه المقالة جائت لي وأنا أقرأ الآية التاسعة من سورة الأنفال من مصحف بهامش , زبدة التفسير من فتح القدير , ولكن قبل أن أعرض عليكم الآية والتفسير , سوف أقوم بعرض قصة من الكتاب المقدس في العهد القديم , لنبي الله إيليا , طبعاً سوف أقوم بعرض النصوص من الكتاب مع التفسيرات المسيحية للنصوص وبعض التعليقات البسيطة مني في فهم القصة :
1Ki 18:17 وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: [أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟]
1Ki 18:18 فَقَالَ: [لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ.
1Ki 18:19 فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ].
1Ki 18:20 فَأَرْسَلَ أَخْآبُ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَمَعَ الأَنْبِيَاءَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ.
التفسير التطبيقي : لقد عبد أخآب وزوجته إيزابل، البعل أشهر آلهة الكنعانيين، عوضا عن عبادة الله الحقيقي. وكانت تماثيل البعل، عادة، على شكل ثور كمثال للقوة والخصوبة، ويعكس الشهوة للقوة واللذة الجنسية. جاء أخآب بثمانمائة وخمسين نبيا وثنيا إلى جبل الكرمل، لمباراة إيليا في الحيل والقوة، وكان أولئك الأنبياء يسمون كهنة لأنهم كانوا مسئولين عن العبادة الوثنية. وكان الملوك الأشرار يبغضون أنبياء الله، لأنهم كانوا يشجبون خطيتهم ووثنيتهم، ويزعزعون سلطتهم على الشعب. وبتشجيع من الملوك الأشرار، ظهر أنبياء وثنيون كثيرون لمقاومة أقوال أنبياء الله، ولكن إيليا أثبت للشعب، أنه لا يكفي أن ينطق أحدهم بنبوة، إذ تلزمه قوة الله الحي لإتمامها.
تعليقي الشخصي على النصوص : كان هناك أنبياء كذبة , يضلون الناس , ويرشدوهم إلى عبادة إله باطل غير الإله الحقيقي , وكان إيليا نبي الله لا يعجبه هذا الكلام , وقرر أن يثبت للناس من هو النبي الحقيقي وأي إله يجب أن يعبدوه , وقرر ان يجتمع إيليا نبي الله , مع أنبياء البعل ( الإله الغير حقيقي ) وجمع الشعب ليرو من هو النبي الحقيقي من عند الإله الحقيقي المستحق للعبادة , ومن منهم النبي الكاذب المبعوث من الإله الغير حقيقي الغير مستحق للعبادة .
1Ki 18:21 فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ وَقَالَ: [حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللَّهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ]. فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ.
التفسير التطبيقي : تحدى إيليا الشعب أن يحدد موقفه، وأن يتبعوا من يثبت أنه الإله الحقيقي، فلماذا يعرج كثيرون من الناس بين الخيارين؟ ربما لم يكن البعض على يقين، ولكن الكثيرين كانوا يعرفون أن الرب هو الله، ولكنهم كانوا يستمتعون باللذات الشريرة وغيرها من المنافع التي تتاح لهم من السير وراء أخآب وعبادته الوثنية. ولكن من المهم جدا أن نتخذ موقفنا مع الرب، فإذا انحرفنا وراء ما هو لذيذ وسهل، فلابد أن نكتشف يوما ما أننا كنا نعبد إلها كاذبا، ذواتنا.
1Ki 18:22 ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: [أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً.
1Ki 18:23 فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْراً وَاحِداً وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلَكِنْ لاَ يَضَعُوا نَاراً. وَأَنَا أُقَرِّبُ الثَّوْرَ الآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلَكِنْ لاَ أَضَعُ نَاراً.
1Ki 18:24 ثُمَّ تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالإِلَهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللَّهُ]. فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: [الْكَلاَمُ حَسَنٌ].
1Ki 18:25 فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ: [اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْراً وَاحِداً وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلَكِنْ لاَ تَضَعُوا نَاراً].
تعليقي الشخصي على النصوص : قرر نبي الله إيليا أن يضع شرطاً للنبي الصادق لكي يتبع الشعب الإله الذي يدعوا له هذا النبي , والشرط بكل بساطة , هو إستجابة الدعاء من النبي , لو استجاب الله لـ إيليا لكان إيليا هو نبي الله , ولو إستجاب الله لـ أنبياء البعل لكانوا هم أنبياء الله , وكان الدعاء لقبول المحرقة أو القربان , فقال نبي الله إيليا للشعب ان كل منا سوف يأخذ ثور , وكل فريق منا ( نبي الله إيليا - أنبياء البعل ) سوف يقرب قربانا لله عز وجل , وندعوا من الله عز وجل ان يرسل من السماء ناراً تحرق هذه الذبيحة , فأى فريق منا يستجيب له الله عز وجل ويقبل ذبيحته وينزل عليها ناراً من السماء , سوف يكون هو النبي الحقيقي , وسوف نعبد الإله الذي يدعوا له , فإن كان إيليا هو النبي الحقيقي , لعبدنا الله عز وجل , ولو كان أنبياء البعل هم الأنبياء الحقيقيين , سوف نعبد البعل الوثني والعياذ بالله , فوافق الجميع على هذا الكلام , وقال إيليا لأنبياء البعل أن يعدوا ذبيحتهم أولاً ويدعوا بإسم آلهتهم الباطلة الغير مستحقة للعبادة , وننظر هل ستنزل نار من السماء لتحرق هذه الذبيحة ؟
1Ki 18:26 فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ: [يَا بَعْلُ أَجِبْنَا]. فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ الْمَذْبَحِ الَّذِي عُمِلَ.
1Ki 18:27 وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: [ادْعُوا بِصَوْتٍ عَالٍ لأَنَّهُ إِلَهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ، أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!]
1Ki 18:28 فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ.
1Ki 18:29 وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ،
التفسير التطبيقي : مع أن أنبياء البعل ظلوا يهذون طوال العصر "من غير أن يكون هناك صوت أو مجيب"، كان إلههم صامتا لأنه لم يكن إلها حقا. والآلهة التي قد نجرب باتباعها، ليست أصناما من خشب أو حجر، ومع ذلك فهي ليست أقل بطلا وخطورة، لأنها تجعلنا نتكل على غير الله. ويمكن أن تصبح قوتنا أو مركزنا أو مظهرنا أو ممتلكاتنا المادية آلهة لنا إن كرسنا حياتنا لها. ولكن عندما نصل إلى أوقات الأزمات، ونصرخ في يأس إلى هذه الآلهة، فلن نجد سوى الصمت، فليس لديها إجابة حقيقية ولا إرشاد ولا حكمة.
1Ki 18:30 قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: [تَقَدَّمُوا إِلَيَّ]. فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ.
1Ki 18:31 ثُمَّ أَخَذَ إِيلِيَّا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً، بِعَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي يَعْقُوبَ (الَّذِي كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [إِسْرَائِيلَ يَكُونُ اسْمُكَ])
1Ki 18:32 وَبَنَى الْحِجَارَةَ مَذْبَحاً بِاسْمِ الرَّبِّ، وَعَمِلَ قَنَاةً حَوْلَ الْمَذْبَحِ تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ مِنَ الْبِزْرِ.
1Ki 18:33 ثُمَّ رَتَّبَ الْحَطَبَ وَقَطَّعَ الثَّوْرَ وَوَضَعَهُ عَلَى الْحَطَبِ وَقَالَ: [امْلَأُوا أَرْبَعَ جَرَّاتٍ مَاءً وَصُبُّوا عَلَى الْمُحْرَقَةِ وَعَلَى الْحَطَبِ].
1Ki 18:34 ثُمَّ قَالَ: [ثَنُّوا] فَثَنَّوْا. وَقَالَ: [ثَلِّثُوا فَثَلَّثُوا.
1Ki 18:35 فَجَرَى الْمَاءُ حَوْلَ الْمَذْبَحِ وَامْتَلَأَتِ الْقَنَاةُ أَيْضاً مَاءً.
تعليقي الشخصي على النصوص : بعد خذل الله عز وجل أنبياء البعل ( وهذا أمر طبيعي ) إذ ان الله عز وجل لو كان استجاب لأنبياء البعل وقبل ذبيحتهم وخذل نبيه لكان بهاذا ضلالاً كبيراً ولكفر جميع الشعب بالله عز وجل وعبدوا البعل , فلا يمكن ان يتقبل الله عز وجل الدعاء من أنبياء كذبة , بل الله عز وجل يخذلهم ويحقر من شأنهم حتي يحق الحق ويبطل الباطل . بدأ نبي الله إيلي أن يعد ذبيحته التي سوف يقوم بتقربتها إلى الله عز وجل , وتحدياً لأنبياء البعل , قد قام بإغراق الذبيحة في الماء ليوضح لهم انها إذا احترق بنار فإنها ستكون ناراً عظيمة من الله عز وجل , وهذه ثقة من نبي الله إيليا في الله عز وجل , وإيماناً منه ان الله عز وجل سوف ينصره على أنبياء البعل , ولكي يثبت قلوب الشعب الذين ينظرون له ويترقبونه .
1Ki 18:36 وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ أَنَّ إِيلِيَّا النَّبِيَّ تَقَدَّمَ وَقَالَ: [أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ.
1Ki 18:37 اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هَذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلَهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعاً].
1Ki 18:38 فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ.
1Ki 18:39 فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ ذَلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: [الرَّبُّ هُوَ اللَّهُ! الرَّبُّ هُوَ اللَّهُ!].