خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ما صحة ما ذكر حول ابن حبان وابن خزيمة واعتقادهما في هذا القبر ؟!

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ما صحة ما ذكر حول ابن حبان وابن خزيمة واعتقادهما في هذا القبر ؟!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.08 9:01


    ما صحة ما ذكر حول ابن حبان وابن خزيمة واعتقادهما في هذا القبر ؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ,,


    أخوتي الافاضل ,,

    قام احد الروافض في أحد المنتديات بوضع هذه الشبهة حول ابن حبان و ابن خزيمة رحمهما الله

    وانهما كانا من من يعتقد بتعظيم قبر الإمام الرضا و إجابة الدعاء عنده


    انقل اليكم ما كتب :-

    ينقل بن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة الإمام علي بن موسى الرضا ما يلي :

    قال (الحاكم النيسابوري ) وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع امام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضى بطوس ) ومشهده بها معروف يزار قال فرأيت من تعظيمه يعنى ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا "

    وابن حبان كذلك .....

    والعجيب أيضا ما يذكره ابن حبان في الثقات في ترجمة علي بن موسى الرضا :

    " وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شئ جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين "

    فما صحة ذلك بارك الله فيكم ؟!


    ========= جواب ===========


    حول الحكاية الأولى عن ابن خزيمة فسندها ضعيف ولاتثبت وكذلك في متنها نكارة
    فشيخ الحاكم في هذه الرواية هو محمد بن المؤمل الهمداني له ترجمة في سير أعلام النبلاء(16/330) قال عنه الخطيب (كان غير موثق عندهم).
    فتبين بهذا أن هذه الحكاية لاتصح عن الإمام ابن خزيمة رحمه الله .



    وأما ما جاء عن ابن حبان فقد ذكر ذلك في كتابه الثقات وهذه نص كلامه


    الثقات ج:8 ص:456
    (على بن موسى الرضا وهو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو الحسن من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم يجب أن يعتبر حديثه إذا روى عنه غير أولاده وشيعته وأبى الصلت خاصة فان الأخبار التي رويت عنه وتبين بواطيل إنما الذنب فيها لأبى الصلت ولأولاده وشيعته لأنه في نفسه كان أجل من أن يكذب ومات على بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته الله عليه وعليهم أجمعين )انتهى.


    وهذا الفعل من ابن حبان لايوافق عليه وليس من هدي علماء المسلمين المتبعين للأثر
    وابن حبان رحمه الله قد وقع في عدد من المخالفات العقدية فمنها تأويله للصفات كما يظهر من صنيعه في صحيحه ومنها أقوال له تشابه أقوال الفلاسفه طرد من بلده لأجلها وقد تأولها له بعض أهل العلم وغير ذلك
    والمقصود أن هذا الفعل ليس عليه دليل شرعي وإن فعله ابن حبان رحمه الله
    وأما استجابة الدعاء عند القبر فقد يكون بسبب الإخلاص والاضطرار وليس بسبب الدعاء عند القبر
    قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في إقتضاء الصراط المستقيم

    اقتضاء الصراط ج: 1 ص: 320
    (لكن الغرض أن نبين هذا القسم الأول وهو تعظيم الأمكنة التي لا خصيصة لها إما مع العلم بأنه لا خصيصة لها أو مع عدم العلم بأن لها خصيصة إذ العبادة والعمل بغير علم منهي عنه كما أن العبادة والعمل بما يخالف العلم منهي عنه ولو كان ضبط هذه الأمور من الدين لما أهمل ولما ضاع عن الأمة المحفوظ دينها المعصومة عن الخطأ
    وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين لها الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله
    وقد يحكى من الحكايات التي فيها تأثير مثل أن رجلا دعا عندها فاستجيب له أو نذر لها إن قضى الله حاجته فقضيت حاجته ونحو ذلك وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام فإن القوم كانوا أحيانا يخاطبون من الأوثان وربما تقضي حوائجهم إذا قصدوها ولذلك يجري لهم مثل ما يجري لأهل الأبداد من أهل الهند وغيرهم
    وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله كأنه يمينه والمساجد التي هي بيوته وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه ولا يأتي بخير فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع
    وأما إجابة الدعاء فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدق التجائه وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه وقد يكون له أسباب أخرى وإن كانت فتنة في حق الداعي فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم فيسقون وينصرون ويعافون)انتهى.



    عبدالرحمن بن عمر الفقيه
    gamdi11@gmail.com


    ============== تعليق ==============


    شيخنا الفاضل : عبد الرحمن الفقيه

    عفوا على التطفل والتعقيب :

    فشيخ الحاكم الذي في السند في حكاية ابن خزيمة ليس كما ترجمت له ، بل هو محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي وهو كما قال عنه الدهبي في السير ( 16 : 23 ) الإمام ، رئيس نيسابور أحد البلغاء الفصحاء

    والله تعالى أعلم وأحكم .



    ============= ردّ ===============


    أحسنت بارك الله فيك وجزاك خيرا ولم اتنبه لبقية اسم الراوي كما هو مذكور ورجعت إلى كتاب رجال المستدرك للشيخ مقبل(2/202) وفيه محمد بن المؤمل وكنيته أبو بكر
    فجزاك الله خيرا على هذا التنبيه ومحمد بن المؤمل شيخ الحاكم في هذه الرواية يظهر اهتمامه بالمحدثين والعلم ولكن لم أقف على كلام لأحد أهل العلم فيه من ناحية الجرح والتعديل.



    ============


    بارك الله في الجميع
    إذا علمنا أن الإمام ابن خزيمة وكذلك ابن حبان رحمهما الله ليسا بمعصومين وعلمنا كذلك أن فعلهما ليس بحجة بل الحجة ماجاء في كتاب ربنا وصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم زال الاستغراب .
    وهذه الفعل الذي وقع منهم على فرض ثبوته عن ابن خزيمة ليس من البدع المغلظة ، وليس من شرط العالم ألا يخطىء ، ونسال الله أن يغفر لنا ولهم ، ولكن الواجب الحذر من زلة العلماء واتباع الحق بالدليل من الكتاب والسنة، وأما ابن حبان فقد وقع في أمر أكبر من هذا وهو تأويل الصفات وكذلك ما نقل عنه من كلام في النبوة لايخلو من إشكال وقد أجاب عنه الإمام الذهبي.
    وايضا فمرتبة ابن خزيمة وابن حبان ليست مثل الأئمة الكبار مثل أحمد والشافعي وغيرهم، فالحجة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

    __________________


    لعل الحكم بأن تلك بدعة ظاهرة محل نظر، فإن الإمامين لم يشدا الرحل نحو القبر.

    أما ما وقع منهما فلعل له أسبابه التي تفسره، وهي قرب العهد بفوت رجل له محل في النفوس منهما، وهذا كأن يزور رجل من أهل السنة عاش في بعض البلاد التي كبت أهلها من أهل الإلحاد أو البدعة، ثم ييسر الله له زيارة بلد لطلب العلم فيقف فيه على قبر إمام من أئمة أهل السنة في هذا العصر، فمثله قد تعتري قلبه رقة وخضوع لله عزوجل يظهر في أفعاله، ومثل هذا الذي انكسر قلبه وصفت نفسه حري بدعوته أن تجاب ولاسيما إذا كان من أهل العلم والفضل مطعمه حلال ومركبه حلال وغذي بالحلال.

    فالأول وصف الحال التي اعترت إمام الأئمة رحمه الله ولايخلو أن يكون تعظيمه لتلك البقعة مشروعاً أو يكون ممنوعاً فالعبارة مجملة والظن بالإمام أن يكون تعظيمه لها التعظيم المشروع الذي يكفل للميت حرمته دون تجاوز، والثاني (ابن حبان) أخبر عن شيء وجده بنفسه لعل سببه هو ما أشير إليه، ولم ينص على أنه كلما حلت به شدة ذهب إلى القبر وقصد دعاء الله عنده، بل أخبر عن واقع الحال فما حلت به شدة فذهب إلى هناك ولايلزم منه أن يكون كلما ألمت به شدة ذهب، فإن كان الأمر كذلك فإن زيارة القبور من سنن الهدى، ولعل الصحيح مشروعية الدعاء عندها للميت وللنفس خاصة إن وجد المرء من قلبه رقة وإقبالاً على الله والدار الآخرة، فإن تلك مظنة إجابة، ولهذا قال الشيخ حافظ في منظومته:

    فإن نوى الزائر فيما أضمره * في نفسه تذكرة بالآخرة
    ثم الدعا (له) وللأموت * بالصفح والعفو عن الزلات
    ولم يكن شد الرحال نحوها * ولم يقل هجراً كقول السفها
    فتلك سنة أتت صريحة * مثبة في السنن الصحيحة

    وقد زار نبينا صلى الله عليه وسلم قبر أمه فرق لذلك وبكى وأبكى والحديث في الصحيح وهو معروف وقد جاء في بعض طرقه فلم نره باكياً أكثر من يوم إئذ، ولا أظن أن حال ابن خزيمة رحمه الله تجاوز حال نبينا صلى الله عليه وسلم وهديه.

    ونحو هذا الإشكال عند أهل البدع كثير فتراهم ينقلون أموراً مجملة فيحملونها على مايريدون ثم يحاكمون أهل السنة على حملهم الباطل المخالف للنصوص فلننتبه لهم.

    وفي الختام كما أشار شيخنا الفقيه عبدالرحمن لو ثبت أن الحمل على مرادهم صحيح فالعبرة بما دل عليه الكتاب والسنة وكل يؤخذ من قوله ويترك فكذلك فعله، والأئمة عند أهل السنة ليسوا معصومين كأئمة الرافضة عندهم وإنما يصح إلزامنا وفق أوهامهم في أئمتهم التي طغت على عقولهم فجعلتهم يبحثون عن مثل هذه الأحرف العجيبة ظناً منهم بأن تلك حجة ملزمة ونسوا أن أولئك الأخيار هم من علمنا التزام السنة ونبذ بدعة من حيث جاءت، والله أعلم.


    ==================



    أما بالنسبة لابن حبان فليس من أئمة أهل السنة، بل هو مذموم الاعتقاد عندهم كما أشار لذلك الشيخ الفقيه وفقه الله. وقد تكلم عليه شيخ الإسلام في مسألة اعتقاده. وقد سبب له سوء اعتقاده: طرده من بلده بل حتى اتهامه بالزندقة!

    قال أبو إسمعيل الاَنصاري شيخ الاِسلام : سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم بن حبان فقال : نحن أخرجناه من سجستان ، كان له علم كثير ، ولم يكن له كبير دين ، قدم علينا ، فأنكر الحد لله ، فأخرجناه .

    وقال أبو عمرو بن الصلاح في طبقات الشافعية : غلط ابن حبان الغلط الفاحش في تصرفاته




    ===================



    الشيخ محمد الأمين

    ألا ينبغي أن نتريث كثيرا في إطلاق أحكامنا على العلماء،

    وجدت أنه من السهل إخراج الحافظ الإمام العلامة أبي حاتم محمد بن حبان من أهل السنة والجماعة ومن غير تردد ؟؟

    لمجرد ما ذكره يحيى بن عمار من أنهم أخرجوه من سجستان من أجل إنكاره الحد لله.؟؟ وأين سند ذلك ؟ وما صحة نسبته له ؟ أو لأنه قال : النبوة : العلم والعمل، وهو القول باكتساب النبوة لمن فهم ذلك، ولكن هل هذا هو الذي قصده ؟؟ ألا يمكن أن نعتذر عن هذا القول لمشابهته قول النبي ما صحة ما ذكر حول ابن حبان وابن خزيمة واعتقادهما في هذا القبر ؟! Sallah "الحج عرفة" مع أن الحج له أركان أخرى وواجبات وسنن وآداب ؟؟ كما قال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/922)

    ألا ينبغي أن نحمل كلام العلماء على أحسن المحامل ؟؟


    وهل كل من تبنى رأيا في العقيدة في مسألة ما ليس عليها السلف يكون قد خرج من أهل السنة والجماعة، أم يكون من أهل السنة والجماعة في وافقهم فيه ويكون غير ذلك فيما خالفهم فيه ؟؟



    ===============


    رأي الذهبي في قصة إخرج ابن حبان من سجستان:

    قُلْتُ:إِنكَارُكُم عَلَيْهِ بدعَةٌ أَيْضاً، وَالخوضُ فِي ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يَأْذنْ بِهِ اللهُ، وَلاَ أَتَى نصٌّ بِإِثْبَاتِ ذَلِكَ وَلاَ بِنَفْيِهِ، وَ (مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ)، وَتَعَالَى اللهُ أَنْ يُحدَّ أَوْ يُوصفَ إِلاَّ بِمَا وَصفَ بِهِ نَفْسَهُ، أَوْ عَلَّمَهُ رُسلَهُ بِالمعنَى الَّذِي أَرَادَ بِلاَ مِثْل وَلاَ كَيْف{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ}[الشُّوْرَى:11].(16/98)


    يتبع




    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.08 9:03

    تأملوا هذا الكلام من شيخ الإسلام حقا ابن تيمية في من هو أجل وأعلم وأتقى من ابن حنبل والشافعي فضلا عن الخلال والقاضي :

    ( ولهذا لما اشتبه على كثير من العلماء جلسة الاستراحة هل فعلها استحبابا أو لحاجة عارضة تنازعوا فيها

    ومن هذا وضع ابن عمر يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم، وتعريف ابن عباس بالبصرة وعمرو بن حريث بالكوفة

    فإن هذا لما لم يكن مما يفعله سائر الصحابة ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم شرعه لأمته لم يمكن أن يقال هذا سنة مستحبة

    بل غايته أن يقال: هذا مما ساغ فيه اجتهاد الصحابة، أو مما لا ينكر على فاعله لأنه مما يسوغ فيه الاجتهاد، لا أنه سنة مستحبة سنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته!

    أو يقال في التعريف إنه لا بأس به أحيانا لعارض إذا لم يجعل سنة راتبة

    وهكذا يقول أئمة العلم في هذا وأمثاله، تارة يكرهونه وتارة يسوغون فيه الاجتهاد، وتارة يرخصون فيه إذا لم يتخذ سنة

    ولا يقول عالم بالسنة إن هذه سنة مشروعة للمسلمين، فإن ذلك إنما يقال فيما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ليس لغيره أن يسن ولا يشرع، وما سنه خلفاؤه الراشدون فإنما سنوه بأمره فهو من سننه، ولا يكون في الدين واجبا إلا ما أوجبه، ولا حراما إلا ما حرمه، ولا مستحبا إلا ما استحبه، ولا مكروها إلا ما كرهه، ولا مباحا إلا ما أباحه

    وهكذا في الإباحات، كما استباح أبو طلحة أكل البرد وهو صائم، واستباح حذيفة السحور بعد ظهور الضوء المنتشر حتى قيل هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع، وغيرهما من الصحابة لم يقل بذلك، وجب الرد إلى الكتاب والسنة.

    وكذلك الكراهية والتحريم، مثل كراهة عمر وابنه للطيب قبل الطواف بالبيت، وكراهة من كره من الصحابة فسخ الحج إلى التمتع أو التمتع مطلقا، أو رأى تقدير مسافة القصر بحد حده وأنه لا يقصر بدون ذلك، أو رأى أنه ليس للمسافر أن يصوم في السفر، ومن ذلك قول سلمان: إن الريق نجس، وقول ابن عمر: إن الكتابية لا يجوز نكاحها، وتوريث معاذ ومعاوية للمسلم من الكافر، ومنع عمر وابن مسعود للجنب أن يتيمم، وقول علي وزيد وابن عمر في المفوضة إنه لا مهر لها إذا مات الزوج، وقول علي وابن عباس في المتوفى عنها الحامل إنها تعتد أبعد الأجلين، وقول ابن عمر وغيره إن المحرم إذا مات بطل إحرامه وفعل به ما يفعل بالحلال، وقول ابن عمر وغيره: لا يجوز الاشتراط في الحج، وقول ابن عباس وغيره في المتوفى عنها زوجها: ليس عليها لزوم المنزل، وقول عمر وابن مسعود إن المبتوتة لها السكنى والنفقة.

    وأمثال ذلك مما تنازع فيه الصحابة، فإنه يجب فيه الرد إلى الله والرسول، ونظائر هذا كثيرة

    فلا يكون شريعة للأمة إلا ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ومن قال من العلماء إن قول الصحابي حجة فإنما قاله إذا لم يخالفه غيره من الصحابة ولا عرف نص يخالفه، ثم إذا اشتهر ولم ينكروه كان إقرارا على القول، فقد يقال هذا إجماع إقراري، إذا عرف أنهم اقروه لم ينكره أحد منهم، وهم لا يقرون على باطل.

    وأما إذا لم يشتهر فهذا إن عرف أن غيره لم يخالفه فقد يقال هو حجة

    وأما إذا عرف أنه خالفه فليس بحجة بالاتفاق

    وأما إذا لم يعرف هل وافقه غيره أو خالفه لم يجزم بأحدهما، ومتى كانت السنة تدل على خلافه كانت الحجة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فيما يخالفها بلا ريب عند أهل العلم )

    قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص204 - 210)



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.08 9:03

    براءة الإمام أبي بكر الخلال من بدع القبوريين...


    بسم الله الرحمن الرحيم


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله،

    وبعد ،

    وقد التبس على أخينا هذا اسم هذا الرجل باسم الإمام السلفي أحمد بن محمد بن هارون أبي بكر الخلال الحنبلي جامِعِ علم الإمام أحمد، صاحب الكتاب العظيم "السنَّة" ، و"الجامع" وغيرها من الكتب النافعة ، وهو من أئمة السنَّة كما ذكر الأخ أبو زيد.

    أمَّا صاحب هذه القصة التي تُشَمُّ منها رائحة القبورية ، والغلو في الأموات الصالحين، فهو رجل آخر اسمه : الحسن بن علي أبو علي الخلال المعروف بالحلواني ! وهو من طبقة متقدمة عن طبقة الأول، و له ترجمة في تاريخ الخطيب (5 / 112)، جاء في ثناياها ما يلي :

    قال الخطيب: أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن الحسن بن الخلال الذي يقال له الحلواني، فقال : ((ما أعرفه بطلب الحديث، وما رأيته يطلب الحديث!)) ، قلت: إنه يذْكُرُ أنَّه كان ملازما ليزيد بن هارون، قال : ((ما أعرفه إلا أنه جاءني إلى هنا يُسَلِّمُ عليَّ)) ولَمْ يَحْمَدْهُ أبي! ، ثم قال: (( يبلغني عنه أشياء أكرهها...!))

    كتبت هذا لأنني كنت قد عقَّبْتُ على هذا الموضوع ـ الذي حذفه المشرفون ـ ولم أنتبه إلى هذا الأمر حينئذ، فكتبت هذا بيانا للحق، وتبرئة لهذا الإمام السلفي الجليل مما قد يُظَنُّ به من بدعة وقبورية، وقطعا لدابر كل ملبس فتان يتعلق بهذه القصة للدعوة إلى الشرك والبدع.


    كتبت هذا حتى لا يلتبس على احد بين ابو علي الخلال وابو بكر الخلال
    والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



    =========== تعليق ============

    جزاك الله خيرا

    لكن ظلمت الحسن بن علي بن محمد الهذلي الخلال الحلواني ، وهو شيخ لأصحاب الكتب الستة عدا النسائي مترجم في التهذيب وغيره ، وليس هو المراد

    وإنما المراد اسمه : الحسن بن إبراهيم بن توبة أبو علي الخلال روى عن المروذي ، وروى عنه أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي .

    تاريخ بغداد 1/120و7/282.


    =============== ردّ ===============


    اخي عبد الرحمن السديس
    انا نقلت كلام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى


    ولزيادة العلم نقول


    قال الخطيب البغدادي فيه

    الحسن بن محمد بن الحسن بن علي أبو محمد الخلال وهو الحسن بن أبي طالب سمع أبا بكر بن مالك القطيعي ومحمد بن إسماعيل الوراق وأبا سعيد الحرقي وأبا عبد الله بن العسكري وعلي بن محمد بن لؤلؤ وأبا حفص بن الزيات ومحمد بن المظفر وأبا عمر بن حيويه والقاضي الجراحي وأبا بكر بن شاذان ومحمد بن عبد الله الأبهري ومن في طبقتهم ومن بعدهم كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة وتنبه وخرج المسند على الصحيحين وجمع أبوابا وتراجم كثيرة وسألته عن مولده فقال في صفر غداة يوم السبت من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ومات في ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ودفن يوم الثلاثاء في مقبرة باب حرب حضرة الصلاة عليه في جامع المدينة وكان يسكن بنهر القلايين ثم انتقل بأخرة إلى باب البصرة

    وقال المزي فيه

    قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبى عنه ، فقال : ما أعرفه بطلب الحديث ، و لا رأيته يطلب الحديث . قلت : إنه يذكر أنه كان ملازما ليزيد بن هارون . فقال : ما أعرفه إلا أنه جاءنى إلى ها هنا يسلم على . و لم يحمده أبى ، ثم قال : تبلغنى عنه أشياء أكرهه . و لم أر أبى يستخفه .
    و قال أبى مرة أخرى : أهل الثغر عنه غير راضين ، أو كلاما هذا معناه .
    و قال يعقوب بن شيبة : كان ثقة ، ثبتا ، متقنا .
    و قال أبو داود : كان لا ينتقد الرجال .
    و قال أيضا : كان عالما بالرجال ، و كان لا يستعمل علمه .
    و قال النسائى : ثقة .
    و قال داود بن الحسين البيهقى : بلغنى أن الحسن بن على الحلوانى ، قال : إنى لا أكفر من وقف القرآن ، فتركوا علمه .
    قال داود بن الحسين : سألت أبا سلمة بن شبيب عن علم الحلوانى ، فقال : يرمى فى الحش . قال ( أبو ) سلمة : من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر .
    و قال أبو بكر الخطيب : كان ثقة حافظا .
    و قال أيضا : فيما أخبرنا أبو العز بن المجاور ، عن أبى اليمن الكندى ، عن
    أبى منصور القزاز ، عنه ـ : حدثنا الحسن بن على الجوهرى إملاءا ، قال : حدثنا على بن محمد بن الفتح الأشنانى ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن البزورى ، قال : سألت الحسن بن على الحلوانى ، فقلت : إن الناس قد اختلفوا عندنا فى القرآن ، فما تقول ؟ قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ما نعرف غير هذا .
    قال أبو القاسم اللالكائى : توفى سنة اثنتين و أربعين و مئتين ، و زاد غيره : فى ذى الحجة بمكة . اهـ .


    وقال ابن حجر

    الحسن بن علي بن محمد الهذلي أبو علي الخلال الحلواني بضم المهملة نزيل مكة ثقة حافظ له تصانيف من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وأربعين


    وقال صاحب الكاشف
    الحسن بن علي الهذلي الحلواني الخلال الحافظ نزيل مكة عن أبي معاوية ووكيع وعنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة والسراج ثبت حجة توفي 242

    وقال صاحب الجرح والتعديل لمن خرج له البخاري
    الحسن بن علي أبو علي الخلال الهذلي الحلواني أخرج البخاري في الحج عنه عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد قال البخاري مات في ذي الحجة سنة ثنتين وأربعين ومائتين قاله البخاري قال أبو حاتم الرازي هو صدوق وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم يكنى أبا محمد

    وقال الذهبي الحلواني الحافظ الامام أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الخلال محدث مكة حدث عن أبي معاوية ووكيع بن الجراح ومعاذ بن هشام وخلق ورحل الى عبد الرزاق فأكثر وصنف وتعب في هذا العلم قال إبراهيم بن أورمة بقى اليوم في الدنيا ثلاثة الذهلي بخراسان وابن الفرات بأصبهان والحلوانى بمكة قلت حدث عنه الجماعة سوى النسائي وأبو بكر بن أبي عاصم وأبو العباس السراج ومحمد بن المجدر وخلق سواهم قال أبو داود كان عالما بالرجال ولا يستعمل عليه وقال يعقوب بن شيبة كان ثقة ثبتا متقنا مات الحلواني في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى قرأت على زينب بنت عمر ببعلبك عن عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر انا محمد بن عبد الرحمن انا محمد بن احمد الحيري نا محمد بن هارون بن حميد نا الحسن بن علي الحلواني ثنا عمر بن أبان نا مسلم عن إسماعيل بن أمية أخبرني أبو الزبير عن طاوس عن عكرمة عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة وهي شاكية فقال حجى واشترطى وقولى محلى حيث حبستنى أخبرنا أبو المعالي انا سلامة بن صدقة الفرضي انا بن شاقيل انا محمد بن عبد الباقى انا محمد بن أبي القاسم القرشي انا محمد بن إبراهيم الديرعاقولى انا عبد الله بن زيدان نا الحسن الحلواني نا نصر بن حماد


    وقال ابن عساكر
    الحسن بن علي أبو محمد ويقال أبو علي الخلال المعروف بالحلواني سمع بدمشق أبا النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الفراديسي وهشام بن عمار وبمصر أبا صالح عبد الغفار بن داود الحراني وبغيرها عبد الله بن نميروعبد الرزاق بن همام ويزيد بن هارون وعبد الملك بن إبراهيم الجدي ويحيى بن آدم وأبا اسامة حماد بن اسامة وزيد بن الحباب وأبا عاصم النبيل وعبد الصمد بن عبد الوارث التنوري وعفان بن مسلم الصفار ومحمد بن عيسى بن الطباع روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود ومحمد بن أبي عتاب الاعيني وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي وابراهيم بن إسحاق الحربي واحمد بن علي الابار وأبو العباس السراج وأبو علي الحسن بن أبي علي الخشاب النجار المعروف بحسيل وهو الحسن بن يزداد بن سيار وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وعبد الله بن صالح البخاري ومحمد بن هارون بن حميد بن المجدر اخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد الجنزرودي أنا الحاكم أبو احمد محمد بن محمد بن احمد بن إسحاق الحافظ أنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي نا محمد بن يحيى الذهلي والحسن بن علي الحلواني قالا نا عبد الرزاق أنا معمر ومالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزمة ويقول من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والأمر على ذلك يعني وكان الأمر على ذلك خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد وأبو المواهب احمد بن محمد بن عبد الملك الوراق قالا أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر أنا أبو احمد محمد بن احمد بن الغطريف العبدي بجرجان نا عبد الله بن صالح نا الحسن بن علي وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو القاسم إبراهيم بن احمد بن جعفر الخرقي الفريابي نا الحسن بن علي الحلواني أبو محمدبطرسوس سنة ست وثلاثين ومائتين نا يحيى بن آدم نا يزيد بن عبد العزيز عن رقبة عن يزيد بن أبي مريم عن انس أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يبدأ إذا افطر بالتمر وفي حديث الفريابي عن أنس بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان إذا افطر بدأ بالتمر أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا وأبو الحسن بن سعيد نا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن علي الصوري وقرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم أنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي قالا أنا الخصيب بن عبد الله أنا عبد الكريم بن احمد بن شعيب النسائي اخبرني أبي قال أبو محمد حسن بن علي الحلواني ثقة زاد الوائلي عن عبد الرزاق في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا عبد الرحمن بن محمد أنا حمد بن عبد الله اجازة قال وأنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال الحسن بن علي أبو محمد الحلواني عن عبد الرزاق ويزيد بن هارون كتب عنه أبي سمعت أبي يقول ذلك سئل أبي عنه فقال صدوق كتب الي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب وحدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد وأبو بكر محمد بن شجاع عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس الحسن بن علي الحلواني قدم مصر وحدث بها نحو سنة ثلاثين ومائتين بعد ذلك يحدث عن عبد الله بن نمير وطبقة نحوه حدث عنه احمد بن رشدين وغيره اخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا وأبو الحسن بن سعيد نا أبو بكر الخطيب قال الحسن بن علي أبو محمد زاد ابن خيرون وقيل أبو علي وقالا الخلال المعروف بالحلواني سمع يزيد بن هارون وعبد الرزاق بن همام وعبد الله بن نمير وأبا اسامة وزيد بن الحباب وأبا عاصم النبيل وعفان بن مسلم ومحمد بن عيسى بن الطباع زاد ابن خيرون وعبد الصمد بن عبد الوارث وقالا روى عنه محمد بن أبي عتاب الاعين ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي وابراهيم الحربي وأبو داود السجستاني واحمد بن علي الابار ومحمد بن هارون بن المجدر وكان ثقة حافظا وورد بغداد قال : وأنا هبة الله بن الحسن الطبري أنا محمد بن عبد الله بن القاسم أنا محمد يعني ابن احمد بن يعقوب بن شيبة نا يعقوب قال الحسن بن علي يعني الخلال كان ثقة ثبتا متقنا قال : وأنا الازهري أنا عبد الرحمن بن عمر نا محمد بن احمد بن يعقوب نا جدي قال الحسن بن علي الحلواني صاحب حديث متقن يتفقه
    قال وأنبأنا محمد بن احمد بن رزق أنا أبو علي بن الصواف نا عبد الله بن احمد بن حنبل قال سألت أبي عن الحسن بن الخلال الذي يقال له الحلواني قال ما اعرفه بطلب الحديث وما رأيته يطلب الحديث قلت انه يذكر انه كان ملازما ليزيد بن هارون فقال ما اعرفه إلا انه جاءني إلى ها هنا يسلم علي ولم يحمده أبي ثم قال يبلغني عنه اشياء اكرهها ولم اره يستخفه وقال أبي مرة أخرى وذكره فقال أهل الثغر عنه غير راضين أو كلاما هذا معناه قال وأنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن احمد الاسفرايني قال لكم أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي بلغني أن الحلواني الحسن بن علي قال أني لا اكفر من وقف في قرن فتركوا علمه قال أبو سليمان سألت أبا سلمة بن شبيب عن علم الحلواني فقال يرمى في الحش ثم قال أبو سلمة من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر قال ونا الحسن بن علي الجوهري إملاء نا علي بن محمد بن الفتح الاشناني نا احمد بن عبد الرحمن البزوري قال سألت الحسن بن علي الحلواني فقلت أن الناس قد اختلفوا عندنا في القرآن فما تقول قال القرآن كلام الله غير مخلوق وما نعرف غير هذا { وزاد المحقق : مات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومئتين قاله الذهبي في سير الاعلام }


    وبارك الله فيكم
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة ما ذكر حول ابن حبان وابن خزيمة واعتقادهما في هذا القبر ؟!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.08 9:22

    هذه القصة المذكورة عن ابن خزيمة، رحمة الله عليه، لا يشك ذو علم وإنصاف أنها مخالفة لطريقة الجم الغفير من أئمة السنة، فإيرداها لا يخلو من أن يكون على أحد وجهين:

    ـ الوجه الأول: أن تورد قصته:
    ـ لبيان عدم عصمة الإنسان من الغلط، ولو بلغ من العلم ما بالغ، فلا يجب من المتابعة للعالم إلا ما وافق فيه الحق، والحذر الحذر من هفوة العالم، ولله در من قال: (اتق زيغة الحكيم)، فإن فيها من الفتنة شيئا عظيما لصنفين من الناس: صنف يستدل بها على بدعته وينصبها في معارضة الشرع، وصنف يتعصب على صاحبها حتى ينكر فضله وحقه.
    ـ والاتعاظ بذلك، والضراعة إلى الله جل وعلى وسؤاله التوفيق والسداد، وإكثار الاستغفار، واحتقار طالب العلم نفسه وتنزهه عن العجب.
    ـ وللاستغفار لابن خزيمة رحمه الله تعالى، وغيره من الأفاضل الذين جاؤوا بما يخالف الشرع عن اجتهاد وتأول أو جهل، لإننا مأمورون بالاستغفار لمن سبقونا بالإيمان.
    ـ ولبيان أن أهل السنة يزنون الرجال بميزان العلم والعدل، ولهم في ذلك قاعدة مهمة: وهي أن الرجل قد يكون في مجمل حاله إماما في السنة، فلا يؤثر في إمامته أن تقع منه الزلة والزلتان، والهفوة والهفوتان، والعبرة بما غلب على حاله، والله يتجاوز عن الزلات.

    وهذه مقاصد جميلة جدا يحسن بالشخص أن يورد لأجلها هذه القصة وأمثالها.

    ونقول في الوجه الثاني:
    أما أن تورد تلك القصة:
    ـ لكي تجعل هذه الفعلة من ابن خزيمة حجة في وجه ما تواتر عن الجم الغفير من أعلام الأمة، نعارض بها مسلكهم، ونستهجن بها طريقتهم، وننسبهم إلى الغلط، فهذا منهج معكوس، وعقل صاحبه منكوس، لأن المنهج المتواتر عن الأئمة هو الذي ينبغي التمسك به، والتعويل عليه، لا ما شذ من فعل بعض أفرادهم، ولله در من قال: (الاستثناء يؤكد القاعدة)، فشذوذ ابن خزيمة، رحمه الله، ونحوه، بمثل هذا الفعل هو خير دال ومشير للطريقة المستقرة من عمل السلف الصالح رضوان الله عليهم.

    ـ والأدهى والأمر: أن تورد هذه القصة بغية نصب الخلاف بين مذهب ابن خزيمة وكلام الله ورسوله، شأن الرافضة الذين يوردون قصة فاطمة مع أبي بكر رضي الله عنهما، لا للالتماس العذر لفاطمة، وغير ذلك من المقاصد الحسنة التي ذكرناها آنفا، بل للطعن في صاحب الحق، أبي بكر رضي الله عنه، والتكذيب بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونصب العداوة للصديق، وهذا مسلك خطير يقع فيه المتعصبة من المذاهب المنحرفة، فلا يملك الإنسان إلا أن يقول عند ذلك: اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهداية.

    والحمد لله رب العالمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 5:50