الحافظ ابن حجر رحمه الله يرد الإعتقاد بأن السلف آمنوا بمجرد الألفاظ دون فقه المعنى
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري
كتاب التوحيد
بَاب مَا جَاءَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
كتاب التوحيد
بَاب مَا جَاءَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
وَقَالَ غَيْره قَوْل مَنْ قَالَ طَرِيقَة السَّلَف أَسْلَمَ وَطَرِيقَة الْخَلَف أَحْكَم لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ ؛ لِأَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ طَرِيقَة السَّلَف مُجَرَّد الْإِيمَان بِأَلْفَاظِ الْقُرْآن وَالْحَدِيث مِنْ غَيْر فِقْه فِي ذَلِكَ ، وَأَنَّ طَرِيقَة الْخَلَف هِيَ اِسْتِخْرَاج مَعَانِي النُّصُوص الْمَصْرُوفَة عَنْ حَقَائِقهَا بِأَنْوَاعِ الْمَجَازَات ، فَجَمَعَ هَذَا الْقَائِل بَيْن الْجَهْل بِطَرِيقَةِ السَّلَف وَالدَّعْوَى فِي طَرِيقَة الْخَلَف ، وَلَيْسَ الْأَمْر كَمَا ظَنَّ ، بَلْ السَّلَف فِي غَايَة الْمَعْرِفَة بِمَا يَلِيق بِاَللَّهِ تَعَالَى ، وَفِي غَايَة التَّعْظِيم لَهُ وَالْخُضُوع لِأَمْرِهِ وَالتَّسْلِيم لِمُرَادِهِ ، وَلَيْسَ مَنْ سَلَكَ طَرِيق الْخَلَف وَاثِقًا بِأَنَّ الَّذِي يَتَأَوَّلهُ هُوَ الْمُرَاد وَلَا يُمْكِنهُ الْقَطْع بِصِحَّةِ تَأْوِيله ،
=======================
رحمه الله , و ايضا مال الى إثبات ان الله يتكلم بحرف و صوت حين ذكر قول الحنابلة و أتى بأدلتهم القوية في مقابل حجج الاشاعرة الضعيفة
و مما يُذكر انه روى كتاب ذم الكلام لشيخ الإسلام الهروي حيث سمع جزءا منه على احد شيوخه و ساق سنده الى الهروي في معحمه المؤسس
===========================
لا ينكر احد انه الحافظ رحمه الله فيه اشعرية بحكم البيئة التي عاش فيها , و لكنه لك يكن متعصبا لها ,و يظهر هذا جليّا عند نقله لبعض الحوادث و الامور مثل قصة الحريري المنصفي و غيرها
==========================
انظروا قوله فيما يتعلق بفوقية الله عز وجل
قال رحمه الله في الفتح:
كتاب المغازي
بَاب مَرْجِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَحْزَابِ وَمَخْرَجِهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ وَمُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ
الحديث الخامس
قَوْله : " مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ " مَعْنَاهُ أَنَّ الْحُكْمَ نَزَلَ مِنْ فَوْقِ ، قَالَ وَمِثْلُهُ قَوْل زَيْنَب بِنْت جَحْش " زَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " أَيْ نَزَلَ تَزْوِيجُهَا مِنْ فَوْقٍ ، قَالَ وَلَا يَسْتَحِيلُ وَصْفُهُ تَعَالَى بِالْفَوْقِ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَلِيقُ بِجَلَالِهِ لَا عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى الْوَهْمِ مِنْ التَّحْدِيدِ الَّذِي يُفْضِي إِلَى التَّشْبِيهِ ، .
وايضا قوله رحمه الله
في كتاب التوحيد
باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ }
شرح الحديث الثالث في الباب
قَوْله ( إِنَّمَا أَتَأَلَّفهُمْ )
فِي الرِّوَايَة الَّتِي فِي الْمَغَازِي " أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِين مَنْ فِي السَّمَاء " وَبِهَذَا تَظْهَر مُنَاسَبَة هَذَا الْحَدِيث لِلتَّرْجَمَةِ ؛ لَكِنَّهُ جَرَى عَلَى عَادَته فِي إِدْخَال الْحَدِيث فِي الْبَاب لِلَفْظَةِ " تَكُون " فِي بَعْض طُرُقه هِيَ الْمُنَاسِبَة لِذَلِكَ الْبَاب يُشِير إِلَيْهَا وَيُرِيد بِذَلِكَ شَحْذ الْأَذْهَان وَالْبَعْث عَلَى كَثْرَة الِاسْتِحْضَار ، وَقَدْ حَكَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي بَكْر الضُّبَعِيِّ قَالَ : الْعَرَب تَضَع " فِي " مَوْضِع " عَلَى " كَقَوْلِهِ ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْض ) وَقَوْله ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوع النَّخْل ) فَكَذَلِكَ قَوْله ( مَنْ فِي السَّمَاء ) أَيْ عَلَى الْعَرْش فَوْق السَّمَاء كَمَا صَحَّتْ الْأَخْبَار بِذَلِكَ .
فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 498)
يَكُون مَعْنَى " فَهُوَ عِنْده فَوْق الْعَرْش " أَيْ ذَكَرَهُ وَعَلِمَهُ وَكُلّ ذَلِكَ جَائِز فِي التَّخْرِيج ، عَلَى أَنَّ الْعَرْش خَلْق مَخْلُوق تَحْمِلهُ الْمَلَائِكَة ، فَلَا يَسْتَحِيل أَنْ يُمَاسُّوا الْعَرْش إِذَا حَمَلُوهُ ، وَإِنْ كَانَ حَامِل الْعَرْش وَحَامِل حَمَلَته هُوَ اللَّه ، وَلَيْسَ قَوْلنَا إِنَّ اللَّه عَلَى الْعَرْش أَيْ مُمَاسّ لَهُ أَوْ مُتَمَكِّن فِيهِ أَوْ مُتَحَيِّز فِي جِهَة مِنْ جِهَاته بَلْ هُوَ خَبَر جَاءَ بِهِ التَّوْقِيف ، فَقُلْنَا لَهُ بِهِ وَنَفَيْنَا عَنْهُ التَّكْيِيف إِذْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق
==============================
الحافظ ابن حجر رحمه الله موافق للأشاعرة في غالب أقواله كقوله في الإيمان و الصفات و التبرك و نفي حوادث لا أول لها وغيرها لكنه كان ينهي عن الخوض في مضايق المتكلمين
وأما عن الفوقية التي تكلم عليه الأخ العقيدة فهي الفوقية المطلقة (غير فوقية القهر والغلبة ) وهذه الفوقية المطلقة أثبتها بعض الأشاعرة قديما كالباقلاني و الغزالي وحديثا ككثير منهم
ويقولون هي فوقية لا تزيده تعالي قربا إلي السماء كما لا تزيده بعدا عن الثري فكما لا يشبه قربه قرب الأجسام فكذلك لا تشبه فوقيته فوقية الأجسام
وبالإضافة إلي النصوص التي ساقها الأخ العقيدة هناك نصان لابن حجر في الفتح تعرف منهما حقيقة الفوقية التي يعتقدها :
1- قال في حديث إن ربه بينه وبين القبلة : "وفيه الرد على من زعم أنه على العرش بذاته "
2-قال على حديث رقم ( 2994 – 2995): قال: "وقيل: مناسبة التسبيح في الأماكن المنخفضة من جهة أن التسبيح هو التنزيه، فناسب تنزيه الله عن صفات الانخفاض كما ناسب تكبيره عند الأماكن المرتفعة، ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله ألا يوصف بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي، ولم يرد ضد ذلك، وإن كان قد أحاط بكل شيء علمًا جل وعز".
فمن هذين النصين يعلم موافقة الحافظ ابن حجر للأشاعرة في الفوقية
والله تعالي أعلم
==============================
في كتاب منهج ابن حجر في العقيدة (من خلال كتابه فتح الباري ) عدة مواضع رد فيها ابن حجر على الأشاعرة
والنقل
لطفــــــــــاً .. من هنــــــــــــــــــا
لطفــــــــــاً .. من هنــــــــــــــــــا