منهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه التدمرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين ، نبينا محمد وآلــه وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ....
أما بعد :
فهذا بحث مختصر لدراسة منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم الرسالة التدمرية اسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعني بها وإخواني ... وأهدي هذا البحث لمشرفي وأعضاء ورواد هذا الملتقى المبارك .
ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية :
1ـ اسمه ونسبه :
هو شيخ الإسلام ، تقي الدين ، أبو العباس ، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن الخضر بن على بن تيمية النميري، الحراني ثم الدمشقي . [1]
وتيمية يقال : إنها أم جده ،وكانت واعظة ، فـنسـب إليها ، وعرف بها ، ولهذا أطلق على هذه الأسرة ( آل تيمية ) [2]
2ـ مولده وموطنه :
ولد شيخ الإسلام في السنة الحادية والستين بعد الستمائة 661 هـ في شهر ربيع الأول في اليوم العاشر أو الثاني عشر منه ، في حران . [3]
ثم انتقل مع والده وإخوته إلى دمشق في السنة السابعة والستين بعد الستمائة 667هـ ، بعد أن هـجـم التتـار على بلده وعاثوا فيها فسادا ً .
3ـ مكـانـته العلميـة :
من الصعب بمكان أن نتكلم في سطور عن علم هذا الإمام ، فقد بلغ في العلم مبلغاً قلّ من بلغه في أمة الإسلام ،وقد فتح الله على شيخ الإسلام ابن تيمية في فنون كثيرة نبغ فيها حتى وصل إلى الاجتهاد ، قال الحافظ أبو الفتح اليعمري يصف علم شيخ الإسلام : ( إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته ، وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته ، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته ، أو حاضر بالنِّحل والملل لم يُرَ أوسع من نحلته ، ولا أرفع من درايته ، برز في كل فن على أبناء جنسه ) .[4] وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ عن شيخ الإسلام : ( وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه ، وله المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ، ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر ، وفسّـَر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدره في أيام الجمع ، وكان يتوقد ذكاءً ، وسماعاته من الحديث كثيرة ، وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ، ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى ، وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه ، فما يلحق فيه ، وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين ـ فضلا ً عن المذاهب الأربعة ـ فليس له فيه نظير ، وأما معرفته بالملل والنحل ، والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيراً ...)
وقال أيضاً : ( كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك ، رأسا ً في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف ، بحراً في النقليات ...) إلى أن قال : ( فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه ،وإن عـُدّ الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق ، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا، وسرد وأُبلسوا، واستغنى وأفلسوا ، وإن سمي المتكلمون فهو فردهم ، وإليه مرجعهم .... وله يد طولى في معرفته بالعربية والصرف واللغة .
وهو أعظم من أن يصفه كلمي ، أو ينبه على شأوه قلمي ...) [5]
4 ـ وفــاتــه :
توفي شيخ الإسلام ابن تيمية ليلة الأثنين في العشرين من شهر ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة 728 هـ ، مسجوناً بالقلعة في دمشق [6] بعد أن خلّف تراثا ً علميا ً عظيماً نفع الله به الإسلام والمسلمين ، فرحمه الله رحمة واسعة . [7]
سبب تأليف الكتاب :
أبان شيخ الإسلام رحمه الله عن سبب تأليف الكتاب في مقدمته ، فقال: ( أما بعد فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس ، من الكلام في التوحيد والصفات ، وفي الشرع والقدر ،لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين ، وكثرة الاضطراب فيهما ، فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ، ومع أن أهل النظر والعلم ، والإرادة والعبادة ، لا بد أن يخطر لهم ي ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال ، لاسيما من كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة ،وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي يوقعها في أنواع الضلالات . [8]
ومن هذا يتضح أن سبب تأليفه للرسالة في الأسباب التالية :
1ـ إجابة على سؤال .
2ـ مسيس الحاجة إلى تحقيق الأصلين : التوحيد والصفات ، والشرع والقدر .
3 ـ كثرة الاضطراب في هذين الأصلين ،حيث خاض كثير من الناس في الحق تارة،
وفي الباطل تارات .
4 ـ أن الطوائف المختلفة ـ أهل النظر ، والعلم والإرادة والعبادة ـ لهم من الأقوال والأصول في هذين الأصلين ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال .
5 ـ ما يعتري القلوب من الشبه والخواطر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين ، نبينا محمد وآلــه وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ....
أما بعد :
فهذا بحث مختصر لدراسة منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم الرسالة التدمرية اسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعني بها وإخواني ... وأهدي هذا البحث لمشرفي وأعضاء ورواد هذا الملتقى المبارك .
ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية :
1ـ اسمه ونسبه :
هو شيخ الإسلام ، تقي الدين ، أبو العباس ، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن الخضر بن على بن تيمية النميري، الحراني ثم الدمشقي . [1]
وتيمية يقال : إنها أم جده ،وكانت واعظة ، فـنسـب إليها ، وعرف بها ، ولهذا أطلق على هذه الأسرة ( آل تيمية ) [2]
2ـ مولده وموطنه :
ولد شيخ الإسلام في السنة الحادية والستين بعد الستمائة 661 هـ في شهر ربيع الأول في اليوم العاشر أو الثاني عشر منه ، في حران . [3]
ثم انتقل مع والده وإخوته إلى دمشق في السنة السابعة والستين بعد الستمائة 667هـ ، بعد أن هـجـم التتـار على بلده وعاثوا فيها فسادا ً .
3ـ مكـانـته العلميـة :
من الصعب بمكان أن نتكلم في سطور عن علم هذا الإمام ، فقد بلغ في العلم مبلغاً قلّ من بلغه في أمة الإسلام ،وقد فتح الله على شيخ الإسلام ابن تيمية في فنون كثيرة نبغ فيها حتى وصل إلى الاجتهاد ، قال الحافظ أبو الفتح اليعمري يصف علم شيخ الإسلام : ( إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته ، وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته ، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته ، أو حاضر بالنِّحل والملل لم يُرَ أوسع من نحلته ، ولا أرفع من درايته ، برز في كل فن على أبناء جنسه ) .[4] وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ عن شيخ الإسلام : ( وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه ، وله المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ، ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر ، وفسّـَر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدره في أيام الجمع ، وكان يتوقد ذكاءً ، وسماعاته من الحديث كثيرة ، وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ، ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى ، وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه ، فما يلحق فيه ، وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين ـ فضلا ً عن المذاهب الأربعة ـ فليس له فيه نظير ، وأما معرفته بالملل والنحل ، والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيراً ...)
وقال أيضاً : ( كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك ، رأسا ً في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف ، بحراً في النقليات ...) إلى أن قال : ( فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه ،وإن عـُدّ الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق ، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا، وسرد وأُبلسوا، واستغنى وأفلسوا ، وإن سمي المتكلمون فهو فردهم ، وإليه مرجعهم .... وله يد طولى في معرفته بالعربية والصرف واللغة .
وهو أعظم من أن يصفه كلمي ، أو ينبه على شأوه قلمي ...) [5]
4 ـ وفــاتــه :
توفي شيخ الإسلام ابن تيمية ليلة الأثنين في العشرين من شهر ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة 728 هـ ، مسجوناً بالقلعة في دمشق [6] بعد أن خلّف تراثا ً علميا ً عظيماً نفع الله به الإسلام والمسلمين ، فرحمه الله رحمة واسعة . [7]
سبب تأليف الكتاب :
أبان شيخ الإسلام رحمه الله عن سبب تأليف الكتاب في مقدمته ، فقال: ( أما بعد فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس ، من الكلام في التوحيد والصفات ، وفي الشرع والقدر ،لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين ، وكثرة الاضطراب فيهما ، فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ، ومع أن أهل النظر والعلم ، والإرادة والعبادة ، لا بد أن يخطر لهم ي ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال ، لاسيما من كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة ،وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي يوقعها في أنواع الضلالات . [8]
ومن هذا يتضح أن سبب تأليفه للرسالة في الأسباب التالية :
1ـ إجابة على سؤال .
2ـ مسيس الحاجة إلى تحقيق الأصلين : التوحيد والصفات ، والشرع والقدر .
3 ـ كثرة الاضطراب في هذين الأصلين ،حيث خاض كثير من الناس في الحق تارة،
وفي الباطل تارات .
4 ـ أن الطوائف المختلفة ـ أهل النظر ، والعلم والإرادة والعبادة ـ لهم من الأقوال والأصول في هذين الأصلين ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال .
5 ـ ما يعتري القلوب من الشبه والخواطر.