خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    القبورية .. نشأتها .. آثارها وموقف العلماء منها

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية القبورية .. نشأتها .. آثارها وموقف العلماء منها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 9:34

    القبورية .. نشأتها .. آثارها وموقف العلماء منها
    [size=21]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    القبورية لغة:
    جمع قبوري، وهو مصدر صناعي صيغ بإضافة اسم مجموع >قبور< إلى ياء النسبة المردوفة بالتاء..
    وقد سوغ نسبته للجمع - مع أن له واحداً مستعملاً من لفظه - أنه صار جاريا مجرى العلم لاختصاصه بطائفة بأعيانهم.
    وبذلك يكون إطلاق هذا اللفظ على مقدسي القبور والغلاة فيها سائغاً، لأنه قد صار كالعلم عليهم، وأصل القبورية مأخوذ من >القبر< وهو مدفن الإنسان إذا مات، وجمعها قبور
    والمقبرة: موضع القبور، وجمعها مقابر، وقبرت الميت قبراً، إذا دفنته، وأقبرته >بالألف< أمرت أن يقبر أو جعلت له قبراً.

    أما في الاصطلاح
    فقد دأب العلماء - رحمهم الله تعالى - على إطلاق وصف >القبورية< على الغلاة في تعظيم القبور وتقديسها والاعتقاد فيها ما لا يجوز اعتقاده إلا في الله تعالى، وقصدها بأنواع العبادات والقربات ودعاء أربابها من دون الله تعالى.

    القبورية والشرك

    إن أعظم انحراف وقع في تاريخ البشرية هو الإشراك بالله، وعبادة غيره معه، ولذلك كانت أعظم غاية من إرسال الرسل هي إزالة الشرك، وإعادة الناس إلى التوحيد،

    قال تعالى: -ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت- النحل: 36، وقال تعالى: -وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون- الأنبياء: 2
    5

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : >بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبدالله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم"
    فهذه النصوص صريحة في أن أعظم غاية من إرسال الرسل هي إزالة الشرك، وإعادة الناس إلى التوحيد وماذاك إلا لقبح الشرك، وعظيم خطره على العباد في دنياهم وآخرتهم.
    مخاطر القبورية

    وتظهر تلك الخطورة من أوجه عدة:
    -

    الوجه الأول
    :

    أنه سبب هلاك كثير من الأمم في الدنيا كما قال تعالى: -قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين- >الروم: 42<، فقد ختمت الآية بقوله تعالى: -كان أكثرهم مشركين- لبيان السبب الذي أورد تلك الأمم هذه العاقبة السيئة.

    وقال ابن الجوزي:
    -كان أكثرهم مشركين- المعنى فأهلكوا بشركهم.

    - الوجه الثاني:
    أنه السبب في تردي الإنسان من منزلة التكريم إلى منزلة الإهانة والتحقير، وإلى الاتصاف بأخبث الأوصاف، وهو وصف النجس

    ،
    قال تعالى: -يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم- >التوبة: 28<.

    قال السيد رشيد رضا - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: أي ليس المشركون كما تعرفون من حالهم إلا أنجاسا فاسدي الاعتقاد، يشركون بالله ما لا ينفع ولا يضر، فيعبدون الرجس من الأوثان والأصنام ويدينون بالخرافات والأوهام ولا يتنزهون عن النجاسات ولا الأوثان، ويأكلون الميتة والدم من الأقذار الحسية، ويستحلون القمار والزنى من الأرجاس المعنوية ويستبيحون الأشهر الحرم، وقد تمكنت صفات النجس منهم حساً ومعنى، حتى كأنهم عينه وحقيقته، فلا تمكنوهم بعد العام أن يقربوا المسجد الحرام.. إلخ.
    [/b]
    [/b]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: القبورية .. نشأتها .. آثارها وموقف العلماء منها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 9:36

    الوجه الثالث:

    أنه يحبط الأعمال، قال تعالى:-ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون- الأنعام: 88

    لقد جاءت هذه الآية في سياق ذكر الأنبياء.
    والرسل الذين اجتباهم الله واصطفاهم، فبين أن تلك الهداية وذلك الاصطفاء إنما هو بتوفيق الله تعالى، ولو لم يصاحبهم ذلك التوفيق فوقعوا في الشرك لحبطت أعمالهم.

    قال ابن كثير - رحمه الله: ثم قال تعالى: -ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده- أي إنما حصل لهم ذلك بتوفيق الله، وهدايته لهم -ولو أشركوا لحبط عنهم ما كان يعملون- تشديداً لأمر الشرك وتغليظاً لشأنه وتعظيماً لملابسته.

    - الوجه الرابع:
    أنه يحول دون المغفرة، قال تعالى: -إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء- >النساء: 116.48.

    - الوجه الخامس:
    أنه يحرم العبد من الاستفادة من شفاعة الشافعين يوم القيامة، الشفاعة الموجبة للجنة والمنجية من النار

    ففي البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قلت يارسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: >لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه<، قال الحافظ: قوله: >من قال: لا إله إلا الله< احتراز من الشرك.

    - الوجه السادس:
    إنه أعظم الموانع من دخول الجنة وأعظم أسباب الخلود في النار، قال تعالى: -لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار- >المائدة: 2<.

    قال السيد رشيد رضا - رحمه الله:
    أمرهم - عليه السلام - بالتوحيد الخالص، وقفي عليه بالتحذير من الشرك، والوعيد عليه ببيان أن الحال والشأن الثابت عند الله تعالى هو أن كل من يشرك بالله شيئاً ما من ملك أو بشر أو كوكب أو حجر أو غير ذلك بأن يجعله نداً له أو متحداً به، أو يدعوه لجلب نفع أو دفع ضر، أو يزعم أنه يقربه إلى الله زلفى فيتخذه شفيعاً زاعماً أنه يؤثر في إرادة الله تعالى أو علمه فيحمله على شيء غير ما سبق به علمه وخصصته إرادته في الأول - من يشرك هذا الشرك ونحوه - فإن الله يحرم عليه الجنة في الآخرة
    بل هو قد حرمها عليه في سابق علمه وبمقتضى دينه الذي أوحاه إلى جميع رسله، فلا يكون له مأوى ولا ملجأ يأوي إليه إلا النار دار العذاب والهوان، وما لهؤلاء الظالمين لأنفسهم بالشرك من نصير ينصرهم ولا شفيع ينقذهم -من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه- >البقرة: 552<، -ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون- >الأنبياء: 28<، فالنافع رضاه: -ولا يرضى لعباده الكفر- >الزمر: 7<، وشر أنواعه الشرك..

    الوثنية هي الوعاء الذي يحوي الشرك:
    إذا عرفت الشرك وخطورته في الدنيا والآخرة، فاعلم أن الوثنية هي الوعاء الذي يحوي الشرك، والجسم الذي يتجسد وتسري فيه تلك الروح الخبيثة- الشرك - فالأصنام والأوثان والهياكل ما هي إلا مظاهر يتجسد فيها الشرك الذي يتعلق في الحقيقة بمخلوقات أخرى اعتقدها المشركون، وتعلقت بها قلوبهم ومنحوها صفات الآلهة
    يقول الفخر الرازي - رحمه الله تعالى - في تفسيره عند قوله تعالى في سورة يونس: -ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون- >18<..
    وأما النوع الثاني.. ما حكاه الله تعالى عنهم في هذه الآية، وهو قولهم: -هؤلاء شفعاؤنا عند الله- فاعلم أن من الناس من قال: إن أولئك الكفار توهموا أن عبادة الأصنام أشد في تعظيم الله من عبادة الله سبحانه وتعالى، فقالوا: ليست لنا أهلية أن نشتغل بعبادة الله تعالى، بل نحن نشتغل بعبادة هذه الأصنام، وأنها تكون شفعاء لما عند الله، ثم اختلفوا في أنهم كيف قالوا في الأصنام أنها شفعاؤنا عند الله؟ وذكروا فيه أقوالا كثيرة.



    الغلو في الصالحين هو أصل الوثنية
    إذا كان منهج القبورية هو الغلو في أرباب القبور الذين يظن أنهم أولياء لله ومقربون لديه، فإن ذلك المنهج هو نفسه أصل الوثنية وعبادة الأصنام

    كما جاء في البخاري في كتاب >التفسير< عند قوله تعالى: -وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا- >نوح: 23<
    ،

    قال ابن عباس - رضي الله عنهما: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت..
    والنقل
    لطفـــــــــاً .. من هنــــــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:41