خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( ظاهر النصوص هل هو مراد ؟ )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( ظاهر النصوص هل هو مراد ؟ )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.09.08 13:33

    قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية - رحمه الله تعالى :


    إذا قال القائل‏:


    ‏ ظاهر النصوص مراد، أو ظاهرها ليس بمراد

    فإنه يقال‏:‏

    لفظ الظاهر فيه إجمال واشتراك .

    فإن كان القائل يعتقد أن ظاهرها التمثيل بصفات المخلوقين

    أو

    ما هو من خصائصهم

    فلا ريب أن هذا غير مراد

    ولكن

    السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرها

    ولا يرتضون أن يكون ظاهر القرآن والحديث كفرًا وباطلًا

    والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر منه إلا ما هو كفر، أو ضلال .

    والذين يجعلون ظاهرها ذلك، يغلطون من وجهين‏:

    تارة

    يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ، حتى يجعلوه محتاجًا إلى تأويل يخالف الظاهر ولا يكون كذلك

    وتارة

    يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم أنه باطل

    فالأول كما قالوا في قوله ‏:‏ ‏(‏عبدي جعت فلم تطعمني‏)‏ الحديث

    وفي الأثر الآخر‏:‏ ‏(‏الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه أو قبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه‏)‏

    وقوله‏:‏ ‏(‏قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن‏)‏

    فقالوا‏:‏
    قد علم أن ليس في قلوبنا أصابع الحق‏.‏
    فيقال لهم‏:
    لو أعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم أنها لم تدل إلا على حق
    أما الواحد فقوله‏ :‏ ‏(‏الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه‏)‏ صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة لله، ولا هو نفس يمينه، لأنه قال‏:‏ ‏(‏يمين الله في الأرض‏)‏ وقال‏:‏ ‏(‏فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه‏)‏
    ومعلوم أن المشبه ليس هو المشبه به، ففي نفس الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحًا لله، وأنه ليس هو نفس يمينه فكيف يجعل ظاهره كفرًا لأنه محتاج إلى التأويل‏.‏
    مع أن هذا الحديث إنما يعرف عن ابن عباس‏؟‏
    وأما الحديث الآخر‏:‏
    فهو في الصحيح مفسرًا‏:‏ ‏(‏يقول الله عبدي جعت فلم تطعمنى فيقول‏:‏ رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين‏؟‏ فيقول‏:‏ أما علمت أن عبدي فلانًا جاع، فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي‏.‏ عبدي مرضت فلم تعدني، فيقول‏:‏ رب كيف أعودك وأنت رب العالمين‏؟‏ فيقول‏:‏ أما علمت أن عبدي فلانًا مرض، فلو عدته لوجدتني عنده‏)‏
    وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض، ولا يجع، ولكن مرض عبده وجوع عبده فجعل جوعه جوعه، ومرضه مرضه، مفسرًا ذلك بأنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، ولو عدته لوجدتني عنده، فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل
    وأما قوله
    ‏(‏قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن‏)‏
    فإنه ليس في ظاهره أن القلب متصل بالأصابع، ولا مماس لها، ولا أنها في جوفه، ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه
    وإذا قيل‏:‏
    السحاب المسخر بين السماء والأرض، لم يقتض أن يكون مماسًا للسماء والأرض
    ونظائر هذا كثيرة .
    والنقل

    لطفـــــــــاً .. من هنــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( ظاهر النصوص هل هو مراد ؟ )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.09.08 13:47

    و هذا تعليق للشيخ المدقق صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على هذا الكلام هاكموه فإنه نفيس :

    الملفات المرفقة
    : كلام مهم للشيخ صالح في الصفات.pdf‏ : 183.5 كيلوبايت : pdf ( ظاهر النصوص هل هو مراد ؟ ) Pdf : 73 : اضغط هنا



    [الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- و الظاهر المراد من نصوص الأسماء و الصفات]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه

    أما بعد:

    قال الشيخ عبد الحميد بن باديس في (العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية:ص59/دار الفتح-الشارقة):" نثبت له ما أثبته لنفسه على لسان رسوله من ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وننتهي عند ذلك ولا نزيد عليه وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته ونثبت الاستواء و النزول و نحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، وبـأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " .اهـ

    أقول وبالله العون و التوفيق:


    إن الله جل وعلا خاطب العباد في كتابه العزيز بما يفهمون من حيث أصل المعنى، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته وصفاته[1] .

    فصرف كتاب الله عن ظاهره المتبادر منه لا يجوز إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم – [2] .

    قال الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر- رحمه الله تعالى - [3] :
    " واعلم أن كثيراً من المتأخرين، يقولون: هذا مذهب السلف، في آيات الصفات، وأحاديثها، إقرارها على ما جاءت، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد، وهذا لفظ مجمل، فإن قول القائل: ظاهرها غير مراد، يحتمل أنه أراد بالظاهر، نعوت المخلوقين، وصفات المحدثين، فلا شك: أن هذا غير مراد؛
    ومن قال: هذا، فقد أصاب، لكن أخطأ في إطلاق القول أن هذا ظاهر النصوص، فإن هذا ليس هو الظاهر، فإن إيماننا بما ثبت من نعوته، كإيماننا بالذات المقدسة، إذ الصفات تابعة للموصوف، فنعقل وجود الباري، وننزه ذاته المقدسة عن الأشباه، من غير أن نتعقل الماهية؛
    فكذلك القول في صفاته: نؤمن بها ،ونعقل وجودها، ونعلمها في الجملة، من غير أن نتعقلها، أو نشبهها، أو نكيفها، أو نمثلها بصفات خلقه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ... ومن ظن أن نصوص الصفات، لا يعقل معناها، ولا يدري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن يقرؤها ألفاظاً لا معاني لها، ويعلم أن لها تأويلاً، لا يعلمه إلا الله، وأنها بمنزلة (كهيعص، حم، عسق، الَمص) وظن أن هذه طريقة السلف، وأنهم لم يكونوا يعرفون حقائق الأسماء؛ والصفات، ولا يعلمون حقيقة قولـه: (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه) وقـوله (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) وقـوله: (الرحمن على العرش استوى) ونحو ذلك،
    فهذا الظان من أجهل الناس بعقيدة السلف.
    وهذا الظن يتضمن استجهال السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، وسائر الصحابة، وأنهم كانوا يقرؤون هذه الآيات، ويروون حديث النزول، وأمثاله، ولا يعرفون معنى ذلك، ولا ما أريد به
    ولازم هذا الظن: أن الرسول –صلى الله عليه و سلم- كان يتكلم بذلك، ولا يعرف معناه، فمن ظن أن هذه عقيدة السلف، فقد أخطأ في ذلك خطأ بيناً؛ بل السلف رضي الله عنهم أثبتوا لله حقائق الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات
    فكان مذهبهم مذهباً بين مذهبين، وهدى بين ضلالين، خرج من مذهب المعطلين والمشبهين، كما خرج اللبن: (من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين) ".اهـ

    وبناء على ذلك
    فقول بن باديس عن صفة الاستواء و النزول ونحوهما.. بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد يحتمل معنيين باطل و آخر حق [4] :

    - فالمعنى الباطل:
    نفي المعنى الظاهر الذي يليق بذي الجلال والإكرام؛ فمثلا : الاستواء معلوم المعنى في لغة العرب، فاستوى هنا عديَت بـ : (على) فهي هنا بمعنى : ( علا وارتفع ) ، وهكذا الأمر في سائر نصوص الصفات، فإن معانيها معروفة في لغة العرب، وليست مجهولة [5] ، فنفي هذا المعنى الظاهر من نصوص الاستواء تعطيل وإلحاد في صفاته
    [6] ، وهكذا باقي صفات الرحمن -جل وعلا-.

    - أما المعنى الحق:
    فهو نفي الظاهر الذي يليق بالمخلوقين ويختص بهم، بمعنى أن صفات المخلوقين غير مرادة.

    وعبارة الشيخ ابن باديس –رحمه الله تعالى –: " ..وبـأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " . باطلة ومحمولة على المعنى الأول و بيان ذلك من وجوه:

    - الوجه الأول:
    أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها، لكل مسلم راجع عقله، هي مخالفة صفات الله لصفات خلقه [7] .
    فقول الشيخ :".. وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته .." يكفي في نفي التشبيه بخلقه وإثبات المعنى الظاهر المراد ، فلا داعي إذن لقوله" وبـأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " إلاَّ إذا كان مقصوده المعنى الباطل؛ وهو صرف نصوص الصفات عن ظاهرها المراد وهذا واضح الفساد
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- [8] : " ومن قال‏:‏ إن ظاهر شيء من أسمائه وصفاته غير مراد فقد أخطأ؛ لأنه ما من اسم يسمى الله تعالى به إلا والظاهر الذي يستحقه المخلوق غير مراد به، فكان قول هذا القائل يقتضي أن يكون جميع أسمائه وصفاته قد أريد بها ما يخالف ظاهرها، ولا يخفى ما في هذا الكلام من الفساد‏".‏

    وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله تعالى- [9] :"والواقع في نفس الأمر أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها ، لكل مسلم راجع عقله ، هي مخالفة صفات الله لصفات خلقه .

    ولا بد أن نتساءل هنا فنقول:

    أليس الظاهر المتبادر مخالفة الخالق للمخلوق، في الذات والصفات والأفعال؟

    والجواب الذي لا جواب غيره: بلى.

    وهل تشابهت صفات الله مع صفات خلقه حتى يقال إن اللفظ الدال على صفته تعالى ظاهره المتبادر منه تشبيهه بصفة الخلق؟

    والجواب الذي لا جواب غيره: لا.

    فبأي وجه يتصور عاقل أن لفظاً أنزله الله في كتابه، مثلاً دالاً على صفة من صفات الله أثنى بها تعالى على نفسه، يكون ظاهره المتبادر منه، مشابهته لصفة الخلق؟ ( سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) .

    فالخالق والمخلوق متخالفان كل التخالف وصفاتهما متخالفة كل التخالف. فبأي وجه يعقل دخول صفة المخلوق في اللفظ الدال على صفة الخالق؟ أو دخول صفة الخالق في اللفظ الدال على صفة المخلوق مع كمال المنافقاة بين الخالق والمخلوق؟

    فكل لفظ دل على صفة الخالق ظاهره المتبادر منه أن يكون لائقاً بالخالق منزهاً عن مشابهة صفات المخلوق. وكذلك اللفظ الدال على صفة المخلوق لا يعقل أن تدخل فيه صفة الخالق ".اهـ

    -الوجه الثاني:
    إن قول الشيخ ابن باديس عن صفة الاستواء و النزول ونحوهما.. : " وبـأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " خطأ وإن أراد به المعنى الحق -وهو مستبعد كما تقدم- لأنه يوهم البدعة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- [10] :" ..من قال‏:‏ إن الظاهر غير مراد، بمعنى‏:‏ أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له‏:‏ أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول‏:‏ تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه‏.‏

    ومن قال‏:‏ الظاهر غير مراد بالتفسير الثاني وهو مراد الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم فقد أخطأ‏".

    ‏ وعليه
    فلو ذكر ابن باديس عبارته مقيدة-مثلا- بقوله " والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله".دون قوله :" ..أو مشابهة شيء من مخلوقاته " لكان قوله مقبولا صوابا موافقا لعقيدة السلف الصالح محمولا على المعنى الحق كما قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ: " وأمّا قوله تعالى ( ثمّ استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها وإنّما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل.
    والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله؛ فإنّ الله لا يُشبهه شيء من خلقه و( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
    بل
    الأمر كما قال الأئمة ، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر. وليس فيما وصف الله به نفسه، ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى" .اهـ.[11]

    -الوجه الثالث:
    إن كلام الشيخ بن باديس حول بعض الصفات وصرف معانيها عن ظاهرها المراد و تفسيرها بآثارها كصفة "الرحمة" حيث قال:" الرحمن: المنعم الذي تتجدد نعمه في كل آن" [12] ، وقوله عن صفة "الإعراض" بأنها حرمان الثواب ، و صفة "الحياء" بترك العقاب..الخ [13] .
    لم يدع مجالا لحمل كلامه على المعنى الحق الحسن، مما يدل دلالة واضحة أن عبارته –السابقة- قصد بها المعنى الفاسد الباطل وهو نفي الظاهر المراد عند السَّلف الصالح الذي يليق بجلال الله و عظمته
    والله أعلم.

    وبهذا يُعلم أن الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه الله تعالى- قد أخطأ في عبارته تلك خطأ يتعلق بتوحيد الله - جل وعلا - في أسمائه و صفاته، فلا يجوز متابعته فيه، والواجب التنبيه والتحذير من الخطأ، خاصة مع انتشار الكتاب ووجود من يروج له، والظن الحسن ببعض المشايخ السَّلفيين الذين شرحوا الكتاب أو علقوا عليه أن يُحذروا طلبة العلم فضلا عن العامة من زلات العلماء ومنها عبارة الشيخ ابن باديس السابقة
    والله الموفق.

    نسأل الله - جل في علاه - أن يحفظنا من سيئي الاعتقاد و يجنبنا قبيح الانتقاد
    والله أعلم.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    كتبه
    الفقير إلى الله تعالى
    عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
    بتاريخ:5/جمادى الأولى/1429هـ
    ــــــــــ

    الحواشي :

    [1] : ينظر:( شرح أصول الإيمان ) لشيخنا محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله تعالى-.
    [2] : ينظر: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-.
    [3] : ينظر: (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) جمع الشيخ العلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي-رحمه الله تعالى-.
    [4] : ينظر: (فتح الباري) للحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله تعالى -.
    [5] : ينظر: (مدارج السالكين) لإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى-.
    [6] : الإلحاد في أسماء الله -جل وعلا- هو العدول بها و بجهاتها و معانيها عن الحق الثابت لها، وهو مأخوذ من الميل، كما يدل عليه مادة (لحد) ومنه اللحد، وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط. والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع منها: إلحاد أهل التعطيل الذين عطلوا الأسماء الحسنى من معانيها، وجحدوا حقائقها. ينظر: (توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام بن القيم، تأليف الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى -رحمه الله-.
    [7] : ينظر: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-
    [8] : (الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات) ضمن "مجموع الفتاوى".
    [9] : (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-.
    [10] (الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات) ضمن "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-.
    [11] : (تفسير القرآن العظيم ) للحافظ ابن كثير.
    [12] ينظر: (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى-.
    [13] ينظر: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى-.
    [/b][/center]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( ظاهر النصوص هل هو مراد ؟ )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.09.08 14:21

    ========== تعليق =========

    الشيخ رحمه الله ذكر كلمتين تبين مقصوده بالظاهر المنفي وهي

    1. نؤمن بحقيقتهما
    2. ظاهرها المتعارف في حقنا

    هاتان الكلمتان تكفيان لتبيين أن الظاهر الذي نفاه عن الله عز وجل هو المماثلة مع صفات المخلوقين
    فهذه القرائن تبين انه يقصد المعنى الحق وليس المعنى الباطل


    فقوله: "حقيقتها" يخرج المجاز والتأويل = يثبتها على ظاهرها وحقيقتها
    ونفيه الظاهر "المتعارف في حقنا" = ينفي التمثيل بصفات المخلوقين



    =========== الردّ ===========


    لعلك لم تتدبري المقال ففيه نقض الشبهة التي سطرتيها ،ومع ذلك فإن عبارة الشيخ ابن باديس خطأ سواء قصد المعنى الحق أو الباطل كما بين ذلك شيخ الإسلام في قوله :" ..من قال‏:‏ إن الظاهر غير مراد، بمعنى‏:‏ أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له‏:‏ أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول‏:‏ تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه‏.‏ ..".

    وبالله التوفيق.



    =========== الردّ على الردّ =============

    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحق آل أحمد ( ظاهر النصوص هل هو مراد ؟ ) Viewpost
    لعلك لم تتدبري المقال ففيه نقض الشبهة التي سطرتيها ،ومع ذلك فإن عبارة الشيخ ابن باديس خطأ سواء قصد المعنى الحق أو الباطل كما بين ذلك شيخ الإسلام في قوله :" ..من قال‏:‏ إن الظاهر غير مراد، بمعنى‏:‏ أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له‏:‏ أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول‏:‏ تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه‏.‏ ..".
    وبالله التوفيق.
    كيف يتوهم منه البدعة وهو قال "نؤمن بحقيقتهما"

    وما الفرق بين "الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهة" وبين "الظاهر المتعارف في حقنا" ؟

    هو لم يقول "ظاهر" بدون اي قرينة
    وأقوى قرينة في كلامه هو قوله "حقيقتهما"

    وقد ذكر الذهبي رحمه الله في أن هناك ظاهران:


    قلت:

    قد صار الظاهر اليوم ظاهرين:

    أحدهما :
    حق .

    والثاني :
    باطل .

    فالحق

    أن يقول: إنه سميع بصير، مريد متكلم، حي عليم، كل شئ هالك إلا وجهه، خلق آدم بيده، وكلم موسى تكليما، واتخذ إبراهيم خليلا، وأمثال ذلك، فنمره على ما جاء، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى، ولا نقول: له تأويل يخالف ذلك.

    والظاهر الآخر وهو الباطل، والضلال:
    أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد، وتمثل البارئ بخلقه، تعالى الله عن ذلك، بل صفاته كذاته، فلا عدل له، ولا ضد له، ولا نظير له، ولا مثل له، ولا شبيه له، وليس كمثله شئ، لا في ذاته، ولا في صفاته، وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي،

    والله أعلم.
    (سير أعلام النبلاء)



    وقال في كتابه العلو:
    المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالة مولدة ما علمت أحدا سبقهم بها

    قالوا هذه الصفات تمر كما جاءت ولا تأول مع إعتقاد أن ظاهرها غير مراد فتفرع من هذا أن الظاهر يعني به أمران :

    أحدهما
    أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب كما قال السلف الإستواء معلوم وكما قال سفيان وغيره قراءتها تفسيرها يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف

    وهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم

    أيضا

    أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته



    الثاني :
    أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة كما يتشكل في الذهن من وصف البشر فهذا غير مرادفإن الله تعالى فرد صمد ليس له نظير وإن تعددت صفاته فإنها حق


    ========= الردّ ========

    سؤال للأخت الفاضلة الكريمة : "العقيدة" بها يتضح أن نقولاتك عن الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - حجة عليك لا لك:
    السؤال : هل الظاهر المراد من صفات الله - جل وعلا - لكل مسلم عاقل راجع عقله التشبيه ؟


    ========== تعليق آخر ========

    الجواب عن قولك : وما الفرق بين "الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهة" وبين "الظاهر المتعارف في حقنا" ؟ هو:
    القول الأول للحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فيه نفي كيفية الإتصاف المتبادرة لأذهان المشبهين ، و هو حق .
    أما القول الثاني لإبن باديس - رحمه الله تعالى - فيه نفي أصل المعنى و هو ظاهر مراد..وهذا باطل ، قال فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز - نفعنا الله بعلمه - كما في (شرح الطحاوية):"..وصفات الرب - حل وعلا - ظاهرها مشتمل على أصل المعنى الذي نفهمه من اللغة، وأما كمال المعنى و تمامه و كيفية الإتصاف فهذا ليس ظاهرا في معنى الصفات و الأمور الغيبية، ولما توهموه أن الظاهر هو معرفة الكيفية و كمال المعنى صرفوا اللفظ عن ظاهره لهذا التوهم،...".اهـ
    وبهذا يتضح الفرق وأن لفظة الشيخ ابن باديس-رحمه الله تعالى-غلط من عدة وجوه. والله أعلم.



    ========

    عفوا أخي الفاضل
    ولكن كيف يكون كلام الشيخ ابن باديس رحمه الله نافيا لأصل المعنى ؟؟
    فهو قال اولا "نؤمن بحقيقتهما" وإلى الآن لم تخبرني كيف يكون نافيا لظاهر النص بمعنى أصل المعنى وهو يؤمن بحقيقتها ؟

    اما قوله "الظاهر المتعارف في حقنا" فالذي فهمته منه كيفية صفاتنا .. فالمتعارف في حقنا فيما يتعلق باليد انه لحم وعظم وشعر ..الخ
    اما اصل المعنى فلا... وقوله "حقيقتهما" دليل واضح جدا في أنه يثبت اصل المعنى
    لم يقل المتعارف عندنا ولكن قال المتعارف في حقنا
    مع ضعف لغتي فهمت من كلمة "حقنا" انه يقصد الوصف والكيفية

    فإذا كان هذا الفهم مني خاطئا فأرجو تصويبي.


    ===

    المصدر عاليه

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:35