الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
[والنقل
لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــــــا
أما بعد
فإن القول على رسول الله صلى الله عليه و سلم و السلف رضوان الله عليهم بأنهم لم بفقهوا معان بعض آيات من القرآن الذي أنزله إليهم ربهم ليدبروه بل آيات هي أعظم ما في القرآن كيف لا و هي التي فيها صفات رب العالمين القول بهذا إنما هو إفك و بهتان عظيم
و قد أدى هذا القول بأصحابه أو بأكثرهم إلى القول بأن منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم ..... و لا يخفى بطلان هذا القول
لقد ظن أصحاب هذا القول أنهم بهذا يفرون من التشبيه إلى التنزيه
لكن الحق أن قلوبهم قد امتلأت بالتشبيه ففروا من التشبيه إلى التعطيل
كيف يقال أن الكتاب العربي المبين الذي أنزله ربنا من أجل أن يعرفنا بنفسه لو فهمناه كما يفهم العرب الأقحاح كلامهم لوقعنا في الضلال المبين
إن كتابا هذه صفته لحري به أن يكون كتابا للحيارى و الغاوين
تعالى كلام ربنا عن ذلك علوا كبيرا
بل هو كما وصفه رب العالمين
الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ "
أما الشبهة الباطلة التي يفرح بها المبطلون أن السلف لم يفسروا آيات الصفات
فهذا باطل
فقد ورد الكثير من الأخبار التي فيها تفسير لصفات الله
أذكر منها حديثا واحدا
و هو قوله عليه الصلاة و السلام كما في مسلم
اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَىْءٌ
فهذا تفسير صريح منه صلى الله عليه و سلم لقوله تعالى
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
أما بالنسبة لصفات كصفة اليد أو صفة الوجه
فهذه ألفاظ تفسيرها النطق بها
تماما كمثل لفظ " الماء "
هل يوجد تفسير للفظ الماء في أي معجم من المعاجم ؟
غاية ما تجده في المعاجم قولهم " الماء معروف "
فأنا أتحدى أن يأتينا أحد بلفظة تفسر لفظة الماء
و مشهور قولهم " فسر الماء بعد الجهد بالماء "
و بالرغم من أن لفظة الماء تستخدم عند العرب ككناية عن معان كثيرة جدا
كماء الرجل " أي منيّه " أو " ماء كذا " أي قبيلة كذا نسبة للبئر و ماء السماء أي المطر و غير هذا الكثير
لكن عند الإطلاق لا تحتمل إلا معنا واحد لا يحتمل التفسير
فهل و رد أن فسر السلف معنى كلمة الماء التي لا تحتمل إلا معنا واحد كقوله " فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا " ؟
بالطبع لم يفسروها
فهل يقال أنهم لم يعلموا هنا معنى كلمة الماء فلم يفسروها ؟
حاشاهم
لكنهم فسروا " ماء السماء " بأنه المطر
و فسروا " الماء الدافق " بأنه المنيّ
نفس الكلام يقال بالنسبة لكلمة " اليد "
]فلا يوجد في اللغة لفظة مرادفة للفظة اليك
فهي لا تحتمل التفسير لأنها معروفة
و معلوم أن اليد تطلق و قد يراد بها كناية عن معان أخرى كثيرة يفهم هذا من سياق الكلام
لكن لما ترد اليد هكذا بإطلاق لا يفهم منها إلا معنا ً واحد
]و هو " اليد " اللفظة التي لا مرادف لها
فبالمثل
هل يقال أنهم لم يعلموا معنى كلمة اليد فلم يفسروها ؟
فما سكتوا عنه لم يكن سكوت عن جهل حاشاهم
إنما سكتوا عما لا يحتمل التفسير
فهم الذين شهد الله لهم أنه رضي عنهم
فهم أعلم الناس به تعالى بعد الأنبياء
فاللهم ارزقنا حسن اتباعهم
و ارضى اللهم عنا كما رضيت عنهم
[والنقل
لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــــــا