الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً , ونصب الدلالة على صحته برهاناً مبيناً , وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً, ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً كريماً ..
والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله , وصفوته من خلقه , وأمينه على وحيه , الذي بشرت به الكتب السالفة وأخبرت به الرسل الماضية , وجرى ذكره في الأعصار وفي القرى والأمصار , وضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر ..
أما بعد :
فالإسلام
دينٌ عظيم جليل كالبناء الجميل من أي الجهات نظرت إليه ظهر لك حسنه وجماله ..
وعقيدة التوحيد
هي أعظم وأجمل ما في هذا الدين ..
فما هي محاسن العقيدة الإسلامية ؟
كان هذا هو الإجمال .. وسنأتي بالتفصيل _ إن شاء الله
إنه يعرف للحياة طعماً .. وعرف لها هدفاً .. إنه بناءٌ صلبٌ وعقلٌ ذكيٌ وقلبٌ قويٌ
هذه هي العقول يا أصحاب العقول ِ{ أيحسب الإنسان أن يُترك سدىً } { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون } { وأن إلى ربك المُنتهى }
بعد أن بيّنا أن عقيدتنا المباركة تخاطب العقل .. نقول :
ينبغي لأهل التوحيد أن يرفعوا رؤوسهم , ويعتزوا بعقيدتهم , ويجهروا بها للعالم كله .
وهذا المثال الذي ضربناه هو واحد من أمثلة هذه العقيدة المباركة المؤيدة بالحجج العقلية .. وإلا فكل مسائل
العقيدة من هذا القبيل, والقرآن ملىء بذلك وكذلك السنة وكذلك كتب أهل العلم التي كتبوها في مسائل العقيدة مثل مسائلة إثبات البعث وإثبات الرسالات .....الخ فالحمد لله على نعمة التوحيد .
وكذلك كل من تمسك بشبهة يُناقض بها العقيدة الإسلامية نستطيع - بعون الله - أن نرد عليه رداً عقلياً يُخرصه !!
مع العلم أن هذه الحجج العقلية مأخوذة من القرآن .. مما يدل على أنه من عند حكيم خبير .
وكون هذه العقيدة لا تصادم العقل البشري فإن هذا يدل على أنها حق من عند الله الذي خلق هذا الإنسان وهو كذلك - سبحانه - الذي أنزل هذه العقيدة التي توافقت مع عقله .
فالإنسان من خلقه والعقيدة من شرعه - سبحانه - .
فأرونا عقيدة كهذه العقيدة تقارع الحجة بالحجة وتثبت أمام الشبهات .. هيهات هيهات !!
إنه الحق يدمغ الباطل في أمّ رأسه . فتأمل .
وبهذا نكون قد بينا - باختصار شديد - أن من ميزات عقيدتنا أنها تخاطب العقل
الميزة الثانية لعقيدتنا المباركة :
-------------------
أنها عقيدة حية نابضة تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتريح الضمير
ولا بد أن نوضح أمرين نبني عليهما كلامنا :
أولهما :
أن السعادة والراحة هدف منشود يسعى إليه البر والفاجر , والمؤمن والكافر .
الثاني :
السعادة الحقيقة هي التي تنبع من داخل الإنسان .
فإذا قررنا هذين الأمرين
فإننا نقولها عالية مدوية :
لاسعادة إلا في عقيدتنا أيتها البشرية .. ونتحدى ! ...
إنني لا أتخيل الحياة بدون الإيمان ، بل والله نحن أحوج ما نكون إلى العقيدة فى زماننا الذي يطحن الناس بفتنه ! ...
ولنضرب مثالاً لنرى كيف أن عقيدتنا حية نابضة في الحياة كنبض الدم في العروق :
إن الإيمان بالقدر وفهمه على الوجه الصحيح يسعد البشرية ويحل مشاكلها ؛ فالعبد في هذا الكون ضعيف والأحداث المؤلمة التي تقع رغماً عنه لا حيلة له في دفعها !
ولكن من الناس من ينهار بسبب هذه الأحداث !
أما المؤمن فهو يعلم أن هذا الذي وقع إنما هو بقدر من الله الحكيم الخبير الذي لا يُقدّر الأشياء عبثاً
فهو يرى أن ما حصل حصل لحكمة وإن جهلها هو لقصور نظرته وضعف عقله .
والمؤمن يعلم كذلك أن ما وقع كان لا بد من وقوعه لامحالة ، وهو يعلم كذلك أنه لا حيلة له في رفعه وتغييره إلا أن يشاء ربه ومولاه .
فإذا استقرت هذه المعاني في نفس المؤمن فلن يكون ساعتها إلا الصبر بل والرضا والتسليم والشكر.
إن المؤمن بالقدر يُعجل له ثوابه في الدنيا قبل الآخرة ؛ فالسكينة تغمره ، وقلبه ممتلىء بالراحة ، وجوارحه ساكنة !
وقلبه متحرر من عبودية غير الله فلا يخاف سواه ولا يرجو إلا إياه ولا يتعلق إلا به فما أسعده من إنسان
وعلى العكس من ذلك فأنا والله لا أتخيل الحياة بدون الإيمان بالقدر إلا حياة ضائعة مملؤة بالشقاء والغم .
يتجرع صاحبها الحسرة ، ويتذوق الألم .. ولن يتغير من الأمر شيئاً !! وهذا ضياع الدنيا وعقوبة الآخرة !!
ومن أوضح ما يبين أثر هذه العقيدة المباركة : المقارنة بين حال المؤمن والكافر خاصة في زماننا ، فمثلاً الكتب التي تتكلم عن طرق الوصول إلى السعادة تملؤ الغرب ومن نظر فيها وجد كثيراً مما كُتب فيها ما هو إلا بعض ما في عقيدتنا المباركة مما يدل على موافقتها للفطرة السليمة .
هذا مثال واحد يوضح أثر هذه العقيدة في حياة الإنسان , وإنما ذكرت مثالاً واحداً لأن المقام ليس مقام تفصيل وإلا فكل جزئية في عقيدتنا لها آثارها المباركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً , ونصب الدلالة على صحته برهاناً مبيناً , وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً, ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً كريماً ..
والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله , وصفوته من خلقه , وأمينه على وحيه , الذي بشرت به الكتب السالفة وأخبرت به الرسل الماضية , وجرى ذكره في الأعصار وفي القرى والأمصار , وضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر ..
أما بعد :
فالإسلام
دينٌ عظيم جليل كالبناء الجميل من أي الجهات نظرت إليه ظهر لك حسنه وجماله ..
وعقيدة التوحيد
هي أعظم وأجمل ما في هذا الدين ..
فما هي البراهين على هذه الحقيقة الفاصلة ..
هيا لنجيب عن هذا السؤال ..
هيا لنجيب عن هذا السؤال ..
لكي نستمتع ونتذوق جمال هذه العقيدة ..
لكي نبني للحق صرحاً في قلوبنا ..
لكي ندحر الباطل في جحوره العفنة التي يُريد أن يُدخل البشرية فيها..
فما هي محاسن العقيدة الإسلامية ؟
لنبدأ الكلام عن محاسن العقيدة الإسلامية المباركة :
أولاً :
أولاً :
هي عقيدة ظاهرة الحجة والبرهان , تخاطب العقل ولا تُصادمه .
ثانياً :
ثانياً :
هي عقيدة حية نابضة , تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتُريح الضمير .
ثالثاً :
ثالثاً :
هي عقيدة سهلة واضحة , يعرفها الجميع .
ونتحدى أن تُوجد عقيدة في هذا الوجود اتسمت بسمات هذه العقيدة المباركة !
ونتحدى أن تُوجد عقيدة في هذا الوجود اتسمت بسمات هذه العقيدة المباركة !
كان هذا هو الإجمال .. وسنأتي بالتفصيل _ إن شاء الله
أما كون عقيدتنا المباركة تخاطب العقل فهذا ظاهر من وجهين :
أولهما :
أولهما :
أن هذه العقيدة المباركة أجابت العقول عن تساؤلات لطالما حيرت البشرية وجعلتها تتخبط في الظلمات!! وتتردى في الجهالات .. وذلك عندما ابتغوا الجواب بعيداً عن خالق الحياة _ سبحانه _ وأنى لهم الهُدى؟؟!!
ومن هذه التساؤلات :
ومن هذه التساؤلات :
من أين جئنا ؟
ولماذا جئنا ؟
وإلى أين المصير ؟
إن الحياة لامعنى لها إذا لم يستطع العقل أن يُجيب عن هذه التساؤلات!!!
إن الحياة _ بدون وضوح هذه الرؤية _ ضياع .. وجري وراء السراب .. وهروب إلي الهروب ..
إن الحياة لامعنى لها إذا لم يستطع العقل أن يُجيب عن هذه التساؤلات!!!
إن الحياة _ بدون وضوح هذه الرؤية _ ضياع .. وجري وراء السراب .. وهروب إلي الهروب ..
إن الحياة حينئذٍ شقاء وخواء عقلي وروحي ..
إن الحياة حينئذٍ ستصير أُكذوبة كبرى لا معنى لها !!!
قارن هذا بحال المؤمن صاحب العقيدة الذي يعلم من أين جاء .. ولماذا جاء .. وإلى أين مصيره .
قارن هذا بحال المؤمن صاحب العقيدة الذي يعلم من أين جاء .. ولماذا جاء .. وإلى أين مصيره .
إنه يعرف للحياة طعماً .. وعرف لها هدفاً .. إنه بناءٌ صلبٌ وعقلٌ ذكيٌ وقلبٌ قويٌ
هذه هي العقول يا أصحاب العقول ِ{ أيحسب الإنسان أن يُترك سدىً } { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون } { وأن إلى ربك المُنتهى }
الوجه الثاني
_ الذي يدل على أنها عقيدة تُخاطب العقل بالحجة _ :
أن الجواب عن هذه الأسئلة _ من أين جئت ولماذا وإلى أين _ وغيرها من الأسئلة مبني على حجج عقلية واضحة
قوية تقبلها وتُقر بها العقول الصحيحة؛فهي عبارة عن مقدمات ونتائج,ومناظرات وتحديات, وواقع مشهود محسوس
فليس الجواب عن هذه الأسئلة قهراً للعقول , أو إجابات لا تُقنع .
وحتى الأمور التي يأمر الإسلامُ فيها العقلَ بالتوقف عند حدود , والتصديق بها, والقبول لها.. فإن العقل يُقر في هذه الأمور بالتوقف .. لأن العقل له حدوداً يقف عندها كأي جارحة ؛ ولأن التفكير ينبني على المعرفة وهناك أمور كثيرة يجهلها العقل !
فلا يصح حينئذٍ الاعتراض من العقل القاصر ؛ ولأن العقل إذا اعترض على كل شىء فلا معنى للعبودية حينئذٍ!
وهذه كلها أمور يُقرها العقلاء ..
أن الجواب عن هذه الأسئلة _ من أين جئت ولماذا وإلى أين _ وغيرها من الأسئلة مبني على حجج عقلية واضحة
قوية تقبلها وتُقر بها العقول الصحيحة؛فهي عبارة عن مقدمات ونتائج,ومناظرات وتحديات, وواقع مشهود محسوس
فليس الجواب عن هذه الأسئلة قهراً للعقول , أو إجابات لا تُقنع .
وحتى الأمور التي يأمر الإسلامُ فيها العقلَ بالتوقف عند حدود , والتصديق بها, والقبول لها.. فإن العقل يُقر في هذه الأمور بالتوقف .. لأن العقل له حدوداً يقف عندها كأي جارحة ؛ ولأن التفكير ينبني على المعرفة وهناك أمور كثيرة يجهلها العقل !
فلا يصح حينئذٍ الاعتراض من العقل القاصر ؛ ولأن العقل إذا اعترض على كل شىء فلا معنى للعبودية حينئذٍ!
وهذه كلها أمور يُقرها العقلاء ..
ومن أمثلة ذلك :
بعض مسائل القدر التي تُشكل على بعض العقول , وكذلك قضية إثبات بعض الغيبيات , فإذا نزلنا ما سبق من كلام على هذه المسائل وأشباهها فلا إشكال حينئذٍ .
ولنرجع إلى قضية الحجج العقلية في إثبات العقيدة , ولنضرب على ذلك مثالاً .. فبالمثال يتضح المقال .
ولنضرب مثالاً على مخاطبة عقيدتنا للعقول السليمة :
وهذا المثال على أعظم قضية وعليها قطب رحى العقيدة .. ألا وهي قضية الرب المعبود_جل جلاله وعز سلطانه _
بداية من إثبات وجوده ثم الدليل على ربوبيته لجميع الخلق ثم تنزيهه عن النقائص وإثبات الكمالات له سبحانه
حتى ننتهي إلى أخطر قضية ألا وهي استحقاقه _ سبحانه _ وحده للعبادة دون من سواه , فنقول وبالله التوفيق :
هذه القضية قد تظاهرت البراهين على إثباتها بحجج عقلية واضحة ؛ فبداية نقول :
ولنرجع إلى قضية الحجج العقلية في إثبات العقيدة , ولنضرب على ذلك مثالاً .. فبالمثال يتضح المقال .
ولنضرب مثالاً على مخاطبة عقيدتنا للعقول السليمة :
وهذا المثال على أعظم قضية وعليها قطب رحى العقيدة .. ألا وهي قضية الرب المعبود_جل جلاله وعز سلطانه _
بداية من إثبات وجوده ثم الدليل على ربوبيته لجميع الخلق ثم تنزيهه عن النقائص وإثبات الكمالات له سبحانه
حتى ننتهي إلى أخطر قضية ألا وهي استحقاقه _ سبحانه _ وحده للعبادة دون من سواه , فنقول وبالله التوفيق :
هذه القضية قد تظاهرت البراهين على إثباتها بحجج عقلية واضحة ؛ فبداية نقول :
إن الكون لم يُوجد بدون موجد ، فهذا مرفوض عقلاً
وكذلك الكون لم يُوجِد نفسه بنفسه لأنه قبل وجوده كان عدماً والعدم لا يخلق
فلا بد إذن من خالق لهذا الكون العجيب المنتظم
ولم يدعِ هذا أحدٌ لنفسه إلا الخالق سبحانه ...
والقرآن يلخص ما قلناه في وضوح تامٍ وحجة قاطعة قال تعالى :{ أم خُلقوا من غير شىء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون}
فإذا كان هو الخالق فإنه لابد أن يكون قادراً سميعاً بصيراً منزهاً عن النقائص له كل كمال وجلال فأفعاله سبحانه
تدور بين العدل والفضل وأسمائه كلها حُسنى وصفاته كلها عليا.
وأنت ترى العلماء أطالوا النفس في قضية ضوابط فهم نصوص الأسماء والصفات ووضعوا لذلك قواعد كثيرة ؛ الهدف منها هو تنزيه الرب سبحانه عن كل نقص .
هذا هو ( الرب ) سبحانه في عقيدتنا .. وهذا هو المقبول عقلاً .. و إلا فكيف يكون رباً هذا الذي يُوصف بالجهل أو الفقر أو الضعف؟؟ !!... الخ هذه العقائد الظاهرة البطلان !!
إن رباً كهذا الموصوف في العقائد الباطلة حريٌ بأن لا يُطاع !
إذا أثبتنا أن الله سبحانه موجود , وأنه وحده هو الخالق , وأن له سبحانه كل كمال .. كان لا بد أن يُفرد بالعبادة وحده دون من سواه .
هذه هي أعظم قضية ( التوحيد ) ثبتت بكل قوة ووضوح وسهولة .
وعلى الرغم من ذلك ضل من ضل وخالف العقل الصريح بدون أدنى حجة عقلية مقبولة , بل وأنكروا على أهل التوحيد الحق ! وهم _ والله _ أولى بالإنكار !!
فأي عقلٍ يقبل أن يكون لإله الكون شريكاً ؟!
والقرآن يلخص ما قلناه في وضوح تامٍ وحجة قاطعة قال تعالى :{ أم خُلقوا من غير شىء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون}
فإذا كان هو الخالق فإنه لابد أن يكون قادراً سميعاً بصيراً منزهاً عن النقائص له كل كمال وجلال فأفعاله سبحانه
تدور بين العدل والفضل وأسمائه كلها حُسنى وصفاته كلها عليا.
وأنت ترى العلماء أطالوا النفس في قضية ضوابط فهم نصوص الأسماء والصفات ووضعوا لذلك قواعد كثيرة ؛ الهدف منها هو تنزيه الرب سبحانه عن كل نقص .
هذا هو ( الرب ) سبحانه في عقيدتنا .. وهذا هو المقبول عقلاً .. و إلا فكيف يكون رباً هذا الذي يُوصف بالجهل أو الفقر أو الضعف؟؟ !!... الخ هذه العقائد الظاهرة البطلان !!
إن رباً كهذا الموصوف في العقائد الباطلة حريٌ بأن لا يُطاع !
إذا أثبتنا أن الله سبحانه موجود , وأنه وحده هو الخالق , وأن له سبحانه كل كمال .. كان لا بد أن يُفرد بالعبادة وحده دون من سواه .
هذه هي أعظم قضية ( التوحيد ) ثبتت بكل قوة ووضوح وسهولة .
وعلى الرغم من ذلك ضل من ضل وخالف العقل الصريح بدون أدنى حجة عقلية مقبولة , بل وأنكروا على أهل التوحيد الحق ! وهم _ والله _ أولى بالإنكار !!
فأي عقلٍ يقبل أن يكون لإله الكون شريكاً ؟!
إن هذا مستحيل الحدوث ! لأنه لابد أن يقهر أحدهما الآخر !!
وأي عقلٍ يقبل أن يكون هذا الإله ضعيفاً يحتاج إلى ولدٍ يُساعده ؟ !!
وأي عقلٍ يقبل أن يُصلب الإله ويُقتل ويُدفن ؟!!!
وأي عقلٍ يقبل أن يكون إلهه الذي يعبده بقرة أو شمساً أو ميتاً ؟!!
فأين هي مؤهلات هذه الآلهة كي تُعبد ؟!
إنها حقاً عقول سخيفة وسفيهة جديرة بالسخرية والامتهان !
والله حُق لهذه العقول أن تخجل وتختبىء بهذه العقائد العفنة !!!
وأي عقلٍ يقبل أن يكون هذا الإله ضعيفاً يحتاج إلى ولدٍ يُساعده ؟ !!
وأي عقلٍ يقبل أن يُصلب الإله ويُقتل ويُدفن ؟!!!
وأي عقلٍ يقبل أن يكون إلهه الذي يعبده بقرة أو شمساً أو ميتاً ؟!!
فأين هي مؤهلات هذه الآلهة كي تُعبد ؟!
إنها حقاً عقول سخيفة وسفيهة جديرة بالسخرية والامتهان !
والله حُق لهذه العقول أن تخجل وتختبىء بهذه العقائد العفنة !!!
بعد أن بيّنا أن عقيدتنا المباركة تخاطب العقل .. نقول :
ينبغي لأهل التوحيد أن يرفعوا رؤوسهم , ويعتزوا بعقيدتهم , ويجهروا بها للعالم كله .
وهذا المثال الذي ضربناه هو واحد من أمثلة هذه العقيدة المباركة المؤيدة بالحجج العقلية .. وإلا فكل مسائل
العقيدة من هذا القبيل, والقرآن ملىء بذلك وكذلك السنة وكذلك كتب أهل العلم التي كتبوها في مسائل العقيدة مثل مسائلة إثبات البعث وإثبات الرسالات .....الخ فالحمد لله على نعمة التوحيد .
وكذلك كل من تمسك بشبهة يُناقض بها العقيدة الإسلامية نستطيع - بعون الله - أن نرد عليه رداً عقلياً يُخرصه !!
مع العلم أن هذه الحجج العقلية مأخوذة من القرآن .. مما يدل على أنه من عند حكيم خبير .
وكون هذه العقيدة لا تصادم العقل البشري فإن هذا يدل على أنها حق من عند الله الذي خلق هذا الإنسان وهو كذلك - سبحانه - الذي أنزل هذه العقيدة التي توافقت مع عقله .
فالإنسان من خلقه والعقيدة من شرعه - سبحانه - .
فأرونا عقيدة كهذه العقيدة تقارع الحجة بالحجة وتثبت أمام الشبهات .. هيهات هيهات !!
إنه الحق يدمغ الباطل في أمّ رأسه . فتأمل .
وبهذا نكون قد بينا - باختصار شديد - أن من ميزات عقيدتنا أنها تخاطب العقل
الميزة الثانية لعقيدتنا المباركة :
-------------------
أنها عقيدة حية نابضة تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتريح الضمير
ولا بد أن نوضح أمرين نبني عليهما كلامنا :
أولهما :
أن السعادة والراحة هدف منشود يسعى إليه البر والفاجر , والمؤمن والكافر .
الثاني :
السعادة الحقيقة هي التي تنبع من داخل الإنسان .
فإذا قررنا هذين الأمرين
فإننا نقولها عالية مدوية :
لاسعادة إلا في عقيدتنا أيتها البشرية .. ونتحدى ! ...
إنني لا أتخيل الحياة بدون الإيمان ، بل والله نحن أحوج ما نكون إلى العقيدة فى زماننا الذي يطحن الناس بفتنه ! ...
ولنضرب مثالاً لنرى كيف أن عقيدتنا حية نابضة في الحياة كنبض الدم في العروق :
إن الإيمان بالقدر وفهمه على الوجه الصحيح يسعد البشرية ويحل مشاكلها ؛ فالعبد في هذا الكون ضعيف والأحداث المؤلمة التي تقع رغماً عنه لا حيلة له في دفعها !
ولكن من الناس من ينهار بسبب هذه الأحداث !
أما المؤمن فهو يعلم أن هذا الذي وقع إنما هو بقدر من الله الحكيم الخبير الذي لا يُقدّر الأشياء عبثاً
فهو يرى أن ما حصل حصل لحكمة وإن جهلها هو لقصور نظرته وضعف عقله .
والمؤمن يعلم كذلك أن ما وقع كان لا بد من وقوعه لامحالة ، وهو يعلم كذلك أنه لا حيلة له في رفعه وتغييره إلا أن يشاء ربه ومولاه .
فإذا استقرت هذه المعاني في نفس المؤمن فلن يكون ساعتها إلا الصبر بل والرضا والتسليم والشكر.
إن المؤمن بالقدر يُعجل له ثوابه في الدنيا قبل الآخرة ؛ فالسكينة تغمره ، وقلبه ممتلىء بالراحة ، وجوارحه ساكنة !
وقلبه متحرر من عبودية غير الله فلا يخاف سواه ولا يرجو إلا إياه ولا يتعلق إلا به فما أسعده من إنسان
وعلى العكس من ذلك فأنا والله لا أتخيل الحياة بدون الإيمان بالقدر إلا حياة ضائعة مملؤة بالشقاء والغم .
يتجرع صاحبها الحسرة ، ويتذوق الألم .. ولن يتغير من الأمر شيئاً !! وهذا ضياع الدنيا وعقوبة الآخرة !!
ومن أوضح ما يبين أثر هذه العقيدة المباركة : المقارنة بين حال المؤمن والكافر خاصة في زماننا ، فمثلاً الكتب التي تتكلم عن طرق الوصول إلى السعادة تملؤ الغرب ومن نظر فيها وجد كثيراً مما كُتب فيها ما هو إلا بعض ما في عقيدتنا المباركة مما يدل على موافقتها للفطرة السليمة .
هذا مثال واحد يوضح أثر هذه العقيدة في حياة الإنسان , وإنما ذكرت مثالاً واحداً لأن المقام ليس مقام تفصيل وإلا فكل جزئية في عقيدتنا لها آثارها المباركة
عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 25.09.08 14:33 عدل 2 مرات