مذهب السلف وما قرره شيخ الإسلام في كثير من كتبه
قال الإمام الهمام شيخ الإسلام ابن تيمة في كتابه منهاج السنة النبوية:
وهؤلاء الرافضة يرمون أزواج الأنبياء عائشة وامرأة نوح بالفاحشة فيؤذون نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء من الأذى بما هو من جنس أذى المنافقين المكذبين للرسل ثم ينكرون على طلحة والزبير أخذهما لعائشة معهما لما سافرا معها من مكة إلى البصرة ولم يكن في ذلك ريبة فاحشة بوجه من الوجوه فهل هؤلاء إلا من أعظم الناس جهلا وتناقضا وأما أهل السنة فعندهم أنه ما بغت امرأة نبي قط
= = = = == = = = =
وقال الإمام الهمام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه إقامة الدليل على إبطال التحليل:
ثُمَّ الْمُسْلِمُونَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَمِّ الدِّيَاثَةِ , وَمَنْ تَزَوَّجَ بَغِيًّا كَانَ دَيُّوثًا بِالِاتِّفَاقِ , وَفِي الْحَدِيثِ : { لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ , وَلَا كَذَّابٌ وَلَا دَيُّوثٌ } " . قَالَ تَعَالَى : { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ } أَيْ الرِّجَالُ الطَّيِّبُونَ لِلنِّسَاءِ الطَّيِّبَاتِ , وَالرِّجَالُ الْخَبِيثُونَ لِلنِّسَاءِ الْخَبِيثَاتِ .
وَكَذَلِكَ فِي النِّسَاءِ , فَإِذَا كَانَتْ الْمَرْأَةُ خَبِيثَةً كَانَ قَرِينُهَا خَبِيثًا , وَإِذَا كَانَ قَرِينُهَا خَبِيثًا كَانَتْ خَبِيثَةً ,
وَبِهَذَا عَظُمَ الْقَوْلُ فِيمَنْ قَذَفَ عَائِشَةَ وَنَحْوَهَا مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ , وَلَوْلَا مَا عَلَى الزَّوْجِ فِي ذَلِكَ مِنْ الْعَيْبِ مَا حَصَلَ هَذَا التَّغْلِيظُ , وَلِهَذَا قَالَ السَّلَفُ مَا بَغَتْ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطُّ , وَلَوْ كَانَ تَزَوُّجُ الْبَغِيِّ جَائِزًا لَوَجَبَ تَنْزِيهُ الْأَنْبِيَاءِ عَمَّا يُبَاحُ , كَيْفَ وَفِي نِسَاءِ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ هِيَ كَافِرَةٌ , كَمَا فِي أَزْوَاجِ الْمُؤْمِنَاتِ مَنْ هُوَ كَافِرٌ ,
كَمَا قَالَ تَعَالَى : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ اُدْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَك بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } . وَأَمَّا الْبَغَايَا فَلَيْسَ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَلَا الصَّالِحِينَ مَنْ تَزَوَّجَ بَغِيًّا , لِأَنَّ الْبِغَاءَ يُفْسِدُ فِرَاشَهُ , وَلِهَذَا أُبِيحَ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْكِتَابِيَّةَ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ , إذَا كَانَ مُحْصَنًا غَيْرَ مُسَافِحٍ وَلَا مُتَّخِذِ خِدْنٍ , فَعُلِمَ أَنَّ تَزَوُّجَ الْكَافِرَةِ قَدْ يَجُوزُ , وَتَزَوُّجَ الْبَغِيِّ لَا يَجُوزُ , لِأَنَّ ضَرَرَ دِينِهَا لَا يَتَعَدَّى إلَيْهِ , وَأَمَّا ضَرَرُ بَغَاهَا فَيَتَعَدَّى إلَيْهِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
= = = = == = = = =
وفي كتاب روضة المحبين لابن قيم الجوزية
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فخانتاهما قال والله ما زنتا ولا بغت امرأة نبي قط فقيل له فما كانت خيانة امرأة نوح وامرأة لوط فقال أما امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون وأما امرأة لوط فإنها كانت تدل على الضيف
= = = = == = = = =
وقال ابن تيمية في كتابه: الصارم المسلول على شاتم الرسول:
وقال في أول السورة {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} الآية فرتب الجلد ورد الشهادة والفسق على مجرد قذف المحصنات فلا بد أن تكون المحصنات الغافلات المؤمنات لهن مزية على مجرد المحصنات وذلك والله أعلم
لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مشهود لهن بالإيمان لأنهن أمهات المؤمنين وهن أزواج نبيه في الدنيا والآخرة وعوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر الإيمان ولأن الله سبحانه قال في قصة عائشة: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فتخصيصه بتولي كبره دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم
وقال: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فعلم أن العذاب العظيم لا يمس كل من قذف وإنما يمس متولي كبره فقط
وقال هنا {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فعلم أنه الذي رمى أمهات المؤمنين ويعيب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى كبر الإفك وهذه صفة المنافق ابن أبي.
وأعلم أنه على هذا القول تكون هذه الآية حجة أيضا موافقة لتلك الآية لأنه لما كان رمي أمهات المؤمنين أذى للنبي صلى الله عليه وسلم لعن صاحبه في الدنيا والآخرة
ولهذا قال ابن عباس: "ليس فيها توبة" لأن مؤذي النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسلاما جديدا
وعلى هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي صلى الله عليه وسلم أو أذاهن بعد العلم بأنهن أزواجه في الآخرة فإنه ما بغت امرأة نبي قط.
= = = = == = = = =
وهذا سؤال وجه لمركز الفتوى
في إحدى المناقشات في ساحة المسجد تساءلنا قد يبتلى العبد الصالح في عرضه أهل بيته "بخيانة الزوجة" وكيف نفسر بأن الطيبين للطيبات وإذا ما استشهدنا بما ذكر في القرآن الكريم بخيانة زوجتي نوح ولوط عليهما السلام كانتا في الدين وليس العرض، يرجى الإيضاح وجزاكم الله عنا خيراً، ونسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة؟
الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقول الله تعالى: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ {النور:26}، جاء تعقيباً على قصة الإفك، ومعناه -والله تعالى أعلم- أن المعتاد واللائق بكل واحد من هؤلاء هو ما يشابهه، أي أن شأن الخبيثات أن ينكحن الخبيثين، وشأن الطيبات أن ينكحن الطيبين، وربما تغير هذا فتزوج طيب من خبيثة أو العكس، وراجع في هذا الموضوع فتوانا رقم: 3
وأما الأنبياء فمعصومون من نكاح البغايا، وخيانة امرأتي نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام كانت في الدين ولم تكن في الفراش، ذكر ذلك العلماء وأهل التفسير، قال ابن كثير: فخانتاهما أي في الإيمان، لم يوافقاهما على الإيمان ولا صدقاهما في الرسالة...
وفي أحكام القرآن لابن العربي، قال ابن عباس لما قرأ الآية: .... والله ما بغت امرأة نبي قط، ولكنهما كفرتا. ومثل هذا لا يقال بالرأي.
وقال الطبري في تفسيره: فخانتاهما قال: أما إنه لم يكن الزنا، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون، وكانت هذه تدل على الأضياف.
والله أعلم.
========
جزاك الله خيرا أخانا أبا سلمى المغربي
و لكن الذي يظهرُ لي ـ و الله أعلم ـ أن ما تفضلت بذكرهِ ليس بجواب للسؤال ، فسؤال الأخ كان عن العصمة هل هن معصومات ؟؟
أما هل فعلن الفاحشة فمعاذ الله أن نظنّ ذلك بزوجات الأنبياء و هذا هو الذي ذكرته وفّقك الله
و ليس عدمُ فعل الفاحشة هو العصمة ؟
فأكثرُ نساء المسلمين عفيفات لم يقارفن الفاحشة قط من لدنّ الصحابة إلى يوم الناس هذا ، و ليس في ذلك ما يدلُّ على عصمتهن
و أما جعل ما ذكرهُ الأخُ من الحديث بمعنى ما جاء في الآية فلا أراهُ صوابا ، و ذلك أن النبي عليه الصلاة و السلام ، كان منه تغيّرٌ في معاملة عائشة ـ رضي الله عنها ـ و استشار في فراقها أصحابه ، و في قول علي ـ رضي الله عنه ـ ( و إن تسأل الجارية تصدقك) ما يبقي سؤال الأخ قائما .
و عليه فها هنا مسألتان:
الأولى : هل زوجات الأنبياء معصومات من الزنا أم لا ؟
الثانية : هل وقع منهن زنا؟
فأجبت عن الثانية ، فهل تتكرّمُ أيها الكريم بجواب الأولى؟
==========
هذه المسألة كانت سبب خلاف بين الشيخين : ( الألباني ) و ( نسيب الرفاعي ) - رحمهما الله - .
وكلاهما متفقان على أنه لم يصدر منهن ذلك - ولله الحمد - . ( وعلى هذا معتقد أهل السنة ) .
لكن الشيخ الرفاعي يرى هذا بسبب " العصمة " .
والشيخ الألباني يخالفه في السبب .
والصواب - في نظري - مع الشيخ الألباني . مع أن هذا قد يخالف " عواطف " البعض .
وهي شبيهة بمسألة : هل يمكن أن يكون النبي على دين قومه قبل نبوته .. وأمثال هذه المسائل التي ينبغي أن تُخاض - إذا اضطر المرء لذلك - بعلم .
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى ..
والنقل
لطفـــــاً .. من هنــــــــــا
لطفـــــاً .. من هنــــــــــا