خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.09.08 19:04

    الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا )
    بسم الله الرحمن الرحيم

    لما تبيّن لنا حقيقة غلاة المتصوفة من ادعائهم للغيب واطلاعهم على اللوح المحفوظ ومعرفتهم السعيد والشقي, لم يستطع هؤلاء إلا أن يقوموا ببعض تلبيساتهم لجعل الناس يظنون أن هذا موجود عند أهل السنة. وهذا عند التحقيق ليس سوى تدليس وتلبيس وإليك البيان.

    اقتباس:

    يقول ابن القيم في مدارج السالكين :
    ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام وأن كلب الجيش وحدته في الأموال : وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة . ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام : أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا فيقال له : قل إن شاء الله فيقول : إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا .

    وسمعته يقول ذلك قال : فلما أكثروا علي قلت : لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ : أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام قال : وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر . ولما طلب إلى الديار المصرية وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور وقلبت له الأمور : اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا : قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك فقال : والله لا يصلون إلى ذلك أبدا قالوا : أفتحبس قال : نعم ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس سمعته يقول ذلك . ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك وقالوا : الآن بلغ مراده منك فسجد لله شكرا وأطال فقيل له : ما سبب هذه السجدة فقال : هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن وقرب زوال أمره فقيل له : متى هذا فقال : لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته فوقع الأمر مثل ما أخبر به سمعت ذلك منه . وقال مرة : يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورالا أذكرها لهم فقلت له أو غيري : لو أخبرتهم ، فقال : أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة . وقلت له يوما : لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح ، فقال : لا تصبرون معي على ذلك جمعة أو قال : شهرا . وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته . انتهى
    كل ما ذكره ابن القيم لا يسعف المتصوفة في ما يريدون ...

    * فما أخبر به عن التتار ما هو إلا الوثوق بنصر الله لمّا تحقّقت شروط ودواعي استجلاب النصر كما نعرفه في الآيات:

    ومنها قوله تعالى {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (173) سورة الصافات
    ومنها قوله جلّ شأنه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (39) سورة الحـج
    وقوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} (14) سورة التوبة
    وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (7) سورة محمد

    فهذه الآيات فيها وعد الله للمؤمنين بالنصر إن هم أخذوا بأسبابه, ومن سياق التاريخ في تلك الفترة فإن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ... أخذ على عاتقه رفع همم الناس وعمل عملا عظيما فأخذ يجمع الجموع ويخطب فيهم ويرفع هممهم وأخذ يثبت الناس ويدعوهم إلى الثبات وعدم ترك دمشق بعد أن قام أكثر علماء دمشق بالرحيل مع عائلاتهم من هذا الهجوم الخطير للمغول, ودخل على السلطان في دمشق وحرّضه على القتال وأخذ يشجعه ويذكّره بموعود الله, وكان يذهب غلى معسكرات ا لجند في المدينة ويخطب بهم ويرفع هممهم ويمكث عندهم ويقوم على تشجيعهم, ورفع من همة الناس حتى غدا كل بيت أهله مجاهدون في سبيل الله تعالى...
    وبعد أن رأى رحمه الله الهمم قد ارتفعت وأن الإيمان في قلوب المسلمين قد ظهر وانتصب شامخا ورأى إقبالهم على الله وعلى الشهادة غير مدبرين.. وتم الاستعداد لذلك وعمل ما عليهم من استجلاب المساعدة من مصر, وبعد أن لجؤوا إلى الله بالدعاء...

    كان رحمه الله منه ما قال حين قال:
    اقتباس:

    ( أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا فيقال له : قل إن شاء الله فيقول : إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا .)
    فهذا إنما عرفه من الآيات ومن تحقق شروط النصر من الله عزّ وجل وكيف لا يقسم على الله بذلك ولأنه ذُكّر رحمه الله بأن يقول ( إن شاء الله ) تذكّر وأقرّ وقالها تحقيقا لا تعليقا.

    وأما قوله
    اقتباس:

    ( لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ : أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام )
    فهنا شيخ الإسلام لم يدّع أبدا أنه اطلع على اللوح المحفوظ ولم يقل أبدا أني رأيته وقرأت ما فيه, كما يفعل ويدّعي غلاة المتصوفة...

    وكل مافعله هو أنه لما فقه آيات الله وعلم وعد الله بالنصر ورأى شروطه قد تحققت بعد العناء والتعب والكدّ في تحقيقها, قال ذلك يقينا بالله تعالى وبوعده في القرآن..فأين ادعاء الغيب الذي يحاول المتصوفة الغلاة أن يلصقوه بشيخ الإسلام افتراءً وكذباً؟!!!

    أما قوله
    اقتباس:

    ( أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام )
    فشيخ الإٍسلام ليس مجرّد عالم علامة فقيه بل هو رجل أمّة يسبر الأخبار ويترصّد أخبار التتار ويستقرئ الحال والمقال ويرى أوضاع الناس وهممهم بل إن له مراسلات لملك قبرص ولملوك ورؤساء فهو الخبير بسياسة الدول والسياسة الإسلامية وله كتاب السياسة الشرعية بين الراعي والرعية.. فمثل هذا لما خبر الأوضاع نظر وقال إن التتار سيدخلون الشام وهذا ما يقرؤه من الواقع فهذه هي الفراسة,

    وابن القيم عندما قال أخبرنا بوقوع كذا وكذا... فهذا يقوله الإنسان عندما يكون في دراسة مع شيخه حول أوضاع المسلمين وينظرون في حالهم وأحوال العباد وما آلت إليه تحركات التتار في العراق.. فعرف شيخ الإسلام بأنهم قادمون .. فقال هم قادمون ومن الذي يشك في قدوم التتار إلى الشام بعد العراق؟! الحقيقة أن هذا يعلمه الناس بمجرد معرفة رغبة التتار في التوسع في الملك وحبهم للقتل,

    وحين عرف شيخ الإسلام رحمه الله ركون أهل الشام وتحزبهم وكل مدينة دولة وتناحر بين هذه الدويلات الضعيفة المفككة والفرق الباطنية والنصارى الحاقدين وما إلى ذلك من حالٍ يُرثى لها, عرف أنهم سيكسرون وقال بهذا فراسة... فكل ما قاله شيخ الإسلام استقراء وفراسة.. وليس مجرد ادعاء غيب..


    وأما قوله
    اقتباس:

    ( وقلبت له الأمور : اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا : قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك فقال : والله لا يصلون إلى ذلك أبدا قالوا : أفتحبس قال : نعم ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس سمعته يقول ذلك . ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك وقالوا : الآن بلغ مراده منك فسجد لله شكرا وأطال فقيل له : ما سبب هذه السجدة فقال : هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن وقرب زوال أمره فقيل له : متى هذا فقال : لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته فوقع الأمر مثل ما أخبر به سمعت ذلك منه )
    فكل هذا يقين بنصر الله تعالى له لأنه عرف صدق سريرته بينه وبين الله, وعرف صدق دعوته إلى الله تعالى, وعرف صدق دفاعه عن العقيدة والدين, عرف كل ذلك من القرآن في تثبيت عباد الله الصالحين وأنه سبحانه حسبهم وناصرهم, فأقسم على الله وهذا من يقينه رحمه الله فقال
    ( والله لا يصلون إلى ذلك أبدا قالوا ) أي قتله, وهذ ثقة بالله وإقسام عليه, ومن عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه.
    أما إخباره بأنه سوف يسجن فترة طويلة ومن ثم يخرج ويتحدث بالسنة على رؤوس الناس..فهذ ليس فيه ادعاء غيب بل فيه ثقة بنصر الله...
    وهذا كشخص واثق وشجاع وقوي يُسجن وهو صاحب حق ورسالة فيقول بإيمان ويقين نعم سيسجنوني وسيطول سجني ولكن النصر في النهاية للحق وسوف أصدح بالحق بين الناس و و و .. فهل يُقال إن هذا ادعى علم الغيب؟! أو أنه قرأفي اللوح المحفوظ!!!

    وأما اخبار ابن القيم ذلك على الصيغة التي قرأناها فلأنه رحمه الله عاينها ورآها تحققت فوصفها وذكرها في كتابه بعد تحققا على أنها من فراسة الشيخ...
    كما يحصل في كثير من الأحيان عندما يتكلم أحد العلماء على أوضاع المسلمين ثم بعد ذلك يقول مثلا ( ووالله لو بقي الحال على هذا فلتدخلن جيوش الكفار إلى عقر دارنا ولسوف كذا وكذا )
    فلما تحقق ذلك
    قال أحد تلاميذه ( لقد أخبرنا شيخنا بأن هذا سيحصل وأقسم بالله على ذلك... ) فهل يقال في هذا أنه ادعاء علم غيب؟!! كما أصحاب الشطحات؟!!

    وأما قوله
    اقتباس:

    ( وقال مرة : يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورالا أذكرها لهم )
    فهذه هي الفراسة... والتي ماعرف أمر أصحابه إلا بالنظر إلى وجوهمم... وهذا من خبرته بأمر وحال وأخبار أصحابه ومن ثم فراسته في نظرته إلى وجوههم.. فما علاقة هذا بالغيب وادعاء الغيب؟!!

    ومن جنس هذا ما قاله ابن القيم
    اقتباس:

    ( وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني)
    فهي خبرته بتلميذه ومعرفة أحواله وأخباره عن طريق المجالسة وإسرار التلميذ لشيخه بأحواله وأوضاعه, ومن ثم فراسته بالنظر إلى وجهه ومعرفته وخبرته بطريقة تفكير تلميذه من دوام المجالسة, وتوجه أفعاله وكيفية تصرفه حيال ما يريد, فيعرف بفراسته رحمه الله ما يمكن أن يفكر فيه

    فيكون الحوار بينهما وكأن شيخ الإسلام قال له.... لعلك تفعل كذا وكذا وتفكر بفعل كذا وكذا.. فيقول ابن القيم رحمه الله صدقت يا شيخ.. فهذه فراسة
    ولكن لما رأى ذلك ابن القيم أخبر بذلك على بصيغة ( أخبرني )

    ولعل قائل يفكر قائلا.. مالذي يجعلك تقول هذا وتجزم به...

    أقول هو استقراء منهج ا لشيخين... فلم يستطع هؤلاء أن يأتوا من كتب الشيخ ما يفيد ادعاء علم الغيب فذهبوا إلى مثل هذه القصص التي لابد وأن يكون حالها هو على ما وصفت لكم لمعرفتنا بأسلوب وأصول وآراء شيخ الإسلام وابن القيم في هذه المسألة...


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.09.08 19:05

    ولكن لندع الإخوة المتصوفة في المقابل أن يقوموا حيال الحقائق التي سننقلها لهم بمثل ما وصفناه لكم أيها الإخوة فيما نقلوه عن ابن القيم رحمه الله تعالى. وأن يخبرونا حيال هذه النقول وكيف يمكن النظر إليها...


    قال الزبيدي في ترجمة: محمد بن يعقوب المعروف بأبي حربة (طبقات الخواص صفحة: 276): ((صاحب الدعاء المشهور الذي قيل أنه كان يدعو به عند إنشائه وهو ينظر في اللوح المحفوظ))

    وذكر الزبيدي (صفحة: 102) في ترجمة إسماعيل الجبرتي: ((إن الشيخ حضرة مرة سماعاً ، فلما كان في أثناء السماع إذا به قد صرخ صرخات كثيرة ، وجعل يجري في الطابق وهو يقول: الجلبة ، الجلبة، ثم استقام وأخذ يشير بيده كالذي يمسك شيئاً ، ثم وقف ما شاء الله كذلك ، ثم رجع إلى السماع ، فلما كان بعد ليالٍ وصل الشيخ يعقوب المخاوي من السفر وأخبر أنه حصل عليهم في البحر ليلة كذا ريح عاصف وتغير البحر حتى أشرفوا على الهلاك ، وقال: فقلت: يا شيخ إسماعيل الغارة يا أهل يس ، قال: فرأيته والله بعيني وقد أقبل على وجه الماء كالطائر ، وأمسك الجلبة بيده حتى استقرت ، وسلمنا الله تعالى ببركته)).

    [motr1][align=center]كيف عرف الشيخ باستغاثة وشرك أصحابه به؟ فراسة؟!! الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا ) Smile[/align][/motr1]


    جاء في كتاب الطراز المعلم والسر الملهم المسمى "السلسلة القدوسية المتصلة بالخرقة العيدروسية المتعلقة بكبار أئمة الصوفية المتصلة إلى سيد البرية" في الصفحة: (276):
    ( قلت: ولا تستبعد ذلك منه رضي الله عنه ، إذ هو القائل لو أردت أن أنظر إلى مشارق الأرض ومغاربها من حلقة خاتمي هذا لفعلت ، ولو أردت أن أدخل في حلقة خاتمي هذا وأدخل في وسط كل حضرة لفعلت ، والقائل أيضاً: ما يخفى عليّ باطن أحد من الخلق وديارهم وغيرها ، وما يجتمع اثنان إلا وأنا ثالثهما)).

    من هو الذي ما يجتمع اثنين إلا كان ثالثهما؟!!
    قال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (7) سورة المجادلة

    فراسة هذه الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا ) Smile

    جاء في كتاب طبقات الشاذلية في ترجمة "الأستاذ تاج الدين النخال"عنه أنه كان يقول: ((إنّي لأعلم أزقة السموات السبع أكثر من أزقة الأرضين ، وما تركت فيهن بقعةً إلا ولي فيها ركعة.))

    وفي الكتاب أيضا لنفس ترجمة الشخص ( وكان رضي الله عنه يقول: إن حصلت لك شدة ، وكنتَ في أي جهة فتوجه إلى مصر وقل: يا شيخ تاج الدين يا نخال. فإن كنتُ في المشرق أو في المغرب آتيك بأسرع ما يمكن).


    كنوز السعادة الأبدية ، جمع وترتيب محسن بن عبد الله بن محسن بن علوي السقاف.
    جاء فيه (152) ما نصه: ((إن الشيخ عبد القادر الجيلاني رأى شخصاً يطوف بالكعبة على رجل واحدة ، فقال من هذا الطائف على رجل.؟ فقالت له أنا إمرأة من بغداد جئت أطوف بالبيت وتركت بنتي نائمة على الرجل الأخرى ، فتعجب من كونها في بغداد ولم يعلم بها ، فقال لها: أنا أتصفح اللوح المحفوظ كل يوم كذا كذا مرة ، وما رأيتك فيه.؟!! فقالت له: اللوح المحفوظ لك ولأمثالك وأما أنا فقبلك في أم الكتاب)).

    بعضهم اللوح المحفوظ والبعض (((((( أم الكتاب ))))))) فراسة؟!! أحقا هذه فراسة ؟!!! الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا ) Smile


    وجاء في الصفحة (128) ما نصه: ((كان الشيخ عبد العزيز يقول: إن تصريفي يصل حتى إلى الجنان ، وإن الحور لا يفعلن شيئاً إلا بأمر مني . وهو الذي قال مرة لمريده: إن كنت تعتقد أن البِس ـ يعني القط ـ في جميع أقطار الأرض يأكل الفأر بغير إذن مني ، فما أحسنت الأدب معي)).

    يعني أنه يحيط علما بكل أحوال الكائنات حتى القطط d: فراسة أليس كذلك؟!!


    غرر البهاء الضوي لمحمد بن علي باعلوي ، الطبعة الأولى ، طبعة أحفاد المؤلف.
    جاء فيه صفحة (373) أثناء كلامه عن مناقب الإمام علوي بن الفقيه المقدم.
    ((فإنه رضي الله عنه اجتمع هو والشيخ عبد الله بن محمد عباد بمسجد تريم ، فقال الشيخ عبد الله للشيخ علوي: أخبرني بما ظهر لك من الكرامات. فقال الشيخ علوي ظهر لي ثلاث خصال: أحيي وأميت بإذن الله ، وأقول للشيء كن فيكون بإذن الله ، وأعرف السعيد من الشقي بإذن الله)).

    معرفة الشقي والسعيد هل هذه فراسة يا إخوة؟ d:

    [align=center]استطراد:[/align]

    أما ما يذكرونه عن شيخ الإسلام من أنه قال
    اقتباس:

    ( وجاء في الأثر أطعني عبدي أجعلك تقول للشيء كن فيكون )
    فقد ناقش شيخ الإسلام هذا الأثر في أحوال المؤمنين في الآخرة.. أي في الجنة, ولا شك ان المؤمن إذا أراد شيئا في الجنة يكون له مباشرة كمن يقول للشيء كن فيكون

    كلام شيخ الإسلام رحمه الله كان في معرض إثباته تفضيل بني آدم على الملائكة, ومسألة الأثر الذي أورده أنه اعتبره من أحوال الآخرة وليس من أحوال الدنيا, فيكون معنى أن يقول للشيء كن فيكون ليس بمعنى الخلق بل بمعنى أن يجد مايريد ويحصل على ما يطلب وتعرف هذا من سياق كلام شيخ الإسلام

    ومن لا يصدق فهذا نص شيخ الإسلام:

    يقول رحمه الله في نفس الموضع:
    اقتباس:

    (هب ان هذا فى الدنيا فكيف تصنعون فى الآخرة وقد جاء فى الاثر ياعبدى أنا أقول للشىء كن فيكون أطعنى أجعلك تقول للشىء كن فيكون يا عبدى انا الحى الذى لا يموت أطعنى أجعلك حيا لا تموت وفى أثر أن المؤمن تأتيه التحف من الله من الحى الذى لا يموت الى الحى الذى لا يموت)
    ففي الآخرة ( تقول للشي كن فيكون ) ويراد فيها الحصول على كل ما يريد ابن آدم في الآخرة فيما لو أطاع الله سبحانه وتعالى فيكون كمن يطلب لشيء أن يكون فيكون..وهذا في الآخرة.

    وكذلك ( الحي الذي لا يموت ) وهذا معنى الخلود في الجنة فحياة ولا موت.. وهذا صالح في الآخرة,

    [motr1][align=center]أما غلاة الصوفية من أمثال الجفري فيستخدم هذا على أنه للأولياء في الدنيا, وهذا مما يقدح في العقيدة التي أساسها أنه سبحانه هو الخالق الذي يفعل ويصرّف ويقول للشيء كن فيكون. والله تعالى أعلم.[/align][/motr1]


    كتاب الإبريز
    يقول الإخوة في موقع الصوفية
    (من أشهر كتب الصوفية في بلاد الشام ، والمغرب ، وهو الكتاب الذي طبع عدة طبعات وحقق أكثر من تحقيق ، وقدمت له ثلة من كبار مشايخ التصوف في مصر والشام والمغرب، ولولا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أذكروا محاسن موتاكم)). لسميتهم ولعَرّفت بهم ، والله يغفر لضال المسلمين ومذنبهم ، والذي أردته من ذكر هذا أن الكتاب لم يطعن به أحد من مشايخ التصوف ، لكي لا يقال: مدسوس ، محرف ، مزاد.)
    وفي الكتاب النقل التالي:
    ((ومنها: أني جمعت بين زوجتيَّ ، ذات ليلة في مبيت واحد ، لعذر منع إحداهما من مبيتها بمسكنها ، فباتت كل واحدة منهما على فراش وحدها ، وبت أنا على فراش وحدي ، وبقي فراش رابع في البيت لم يبت عليه أحد ، ثم دعتني نفسي إلى وطء إحدى الزوجتين ، فوطئتها ، ظناً مني أن الأخرى نائمة ، ثم لما نمت شيئاً قليلا قمت وطئت الأخرى ، ظناً مني أن الأولى نائمة أيضاً ، ثم لما قدمت لزيارته ، جعل ذات يوم يمازحني ، حتى قال: ما تقولون في جمع المرأتين في مسكن واحد مع وطئهما.؟ فعلمت أنه أشار إلى ما وقع مني ، فقلت: سيدي وكيف علمت ذلك.؟ فقال: ومن نام على الفراش الرابع.؟؟؟؟؟)).

    هذه فراسة يا قلم d:

    جاء في كتاب الإبريز (1ـ84) المطبعة العلمية بدمشق ، الطبعة الأولى / 1404 هـ ما برويه المريد محمد بن أحمد بن حنين:
    ((ومنها ـ يعني من كرامات الشيخ عبد العزيز الدباغ ـ أنّي خلوت ذات ليلة بإحدى زوجاتي ، وكانت مستلقية ، فكنت أمازحها حتى حصل مني النظر إلى عورتها قصداً وعمداً ، فلما قدمت عليه للزيارة ، وكان بيني وبينه مرحلتان ، جعل يمازحني ، حتى قال: ما تقولون أنتم أيها العلماء في النظر إلى عورة المرأة.؟ فقلت له ما قالت العلماء ، فقال لي: وهل تفعله.؟ فقلت: لا ـ نسياناً لما وقع مني ـ فقال: حتى في الليلة الفلانية.؟)).

    شيخ الإ سلام لم يحدد وقتا فيما نقلتم عن ابن القيم وسبق البيان.. ولم يقل في الليلة الفلانية.. ولم يتحدث عن الأمور الزوجية الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا ) Smile
    هلا أخبرنا الأخ القلم الحائر ما هي طبيعة الفراسة وكيف هي معرفته وخبرته بتلاميذه حتى تفرّس ذلك؟

    وفي نفس الكتاب:
    يروي المريد علي بن عبد الله الصباغي من كرامات شيخه عبد العزيز الصباغ:

    ((ومنها أنه رضي الله عنه وصف لي زوجتي من رأسها إلى قدمها عضواً عضواً ، ما ظهر منها وما خفي ، وكانت كما وصفها رضي الله عنه ، لم يزد ولم ينقص ، حتى لو كلفت أنا بوصفها ما وصفتها كما وصف رضي الله عنه ، فلو حضرت والله بين يديه ما زاد فيها معرفة ، وكانت منه على مسيرة أربعة أيام ، ولم يرها قط)).

    يا سلام... هذا غيب ها .. وصف لعورات المؤمنات .. وفراسة أليس كذلك؟!

    وفي الصفحة (1ـ95):
    ((ومنها: أني كنت رجلاً كثير الملاعبة لزوجتي ، وأنوّع لها في الملاعبة أنواعاً ، فذكرت بعض ذلك لبعض الأخلاء من الإخوان ، فذكر ذلك للشيخ رضي الله عنه ، فضحك الشيخ رضي الله عنه وقال: إنما ذكر لك بعضَ ما يفعل ، وبقي مما يفعل ، أنه يفعل كيتَ وكيت ، حتى ذكر له كل ما أفعل ، وأنا أسمع ، ولا يقدر أحد يبوح به لأحد ، ولا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى)).

    فراسة أليس كذلك

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.09.08 19:07

    10ـ تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس
    هذا الكتاب لأبي الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن عطاء الله السكندري الشاذلي المالكي المتوفى بالقاهرة سنة (709 هـ)
    يقول ابن عطاء الله في كتابه تاج العروس (صفحة: 36) طبعة دار ابن القيم دمشق الطبعة الأولى سنة: (1999 م) ما نصه:
    ((كل من كان مراعياً لحق الله تعالى ، لا يُحدِثُ اللهُ حدثاً في المملكة إلا أعلمه. نظر بعضهم إلى جماعة فقال لهم: هل فيكم من إذا أحدث الله سبحانه وتعالى في المملكة حدثاً أعلمه.؟ قالوا: لا. فقال لهم: ابكوا على أنفسكم)).

    هل هذه فراسة يا قلم d:


    11ـ وجاء أيضاً في الطبقات للشعراني (2 ـ185):
    ((الشيخ شعبان المجذوب رضي الله عنه ، كان من أهل التصريف بمصر المحروسة ، وكان يخبر بوقائع الزمان المستقبل وأخبرني سيدي علي الخواص رضي الله عنه أن الله تعالى يطلع الشيخ شعبان على ما يقع في كل سنة من رؤية هلالها ، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوباً على العباد)).

    هل هذا من قبيل ما أخبر به ابن القيم عن شيخ الإسلام رحمهما الله؟! الرد المسدد على من يدّعي أن ابن القيم يرى أن شيخ الإسلام يعلم الغيب ( كذبوا ) Smile

    12ـ ومما جاء في كتب الصوفية:
    قول أبي العباس المرسي: ((ما من وليّ كان أو هو كائن إلا أطلعني الله عليه وعلى اسمه ونسبه وحظه من الله تعالى)). (معراج التشوف لابن عجيبة: صفحة: 88)


    وبهذا يتبين لنا الحق ونعرف ما هي حقيقة ادعاء الغيب عند الصوفية بما لا مجال فيه للشك ويتبين لنا أيضا أن ما يحاول هؤلاء التلبيس به على الناس ليس إلا كذب وبهتان وتلبيس ليقرّروا عقائدهم الفاسدة وضلالاتهم وانحرافاتهم العقدية.

    نسال الله لنا ولهم الهداية.

    ومن أراد الوثائق مصورة فليراجع:

    قسم كتب في الميزان على موقع الصوفية وهذا رابطه:
    http://www.alsoufia.com/s/articles.php?topic=13

    وليراجع قسم عقائد وعبادات صوفية في موضوع ضمنه عن ادعاء علم الغيب على هذا الرابط:
    http://www.alsoufia.com/s/articles.php?topic=16

    أبو عمر المقدسي

    والنقل
    لطفــــــاً .. من هنــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 5:57