لتعريف ببعض مصطلحات الصوفية لغة واصطلاحا على طبق من ذهب
اولا الكشف :
الكشف لغة
قال ابن منظور كشف الامر يكشف كشفا : أظهره . لسان العرب 12/102
و الكشف اصطلاحا :
عرفه الجرجانى بانه (( الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعانى الغيبية و الامور الحقيقية وجودا و شعورا )) التعريفات للجرجاني ص 237
و معنى الحجاب فى هذا التعريف ، هو كل ما يستر مطلوبك ، و هو عند الصوفية ((إنطباع الصور الكونية فى القلب المانعة لقبول تجلي الحق )) التعريفات للجرجانى ص 111
الرؤية :
يقصد بها الصوفية الرؤية البصرية للانبياء و الرسل و خاصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقظة و مجالسته و مصافحته
الرؤية لغة
قال ابن منظور (( الرؤية النظر بالعين و القلب)) لسان العرب 5/84
الرؤية اصطلاحا :
قال الجرجاني : هى " المشاهدة بالبصر حيث كان ، أى فى الدنيا و الاخرة )) التعريفات ص 151
الالهام :
الالهام لغة :
التلقين : تقول ألهمه الله الخير أي لقنه إياه . القاموس المحيط 4/80
قال ابن منظور " ما يلقي فى الروع " أو " أن يلقي الله فى النفس أمرا يبعثه على الفعل أو الترك " لسان العرب 12/346
الالهام اصطلاحا :
يطلق الإلهام " العلم اللدنّي" كما بين ذلك ابن القيم رحمه الله بقوله " و العلم الدني : هو العلم الذى يقذفه الله فى القلب إلهاما بلا سبب من العبد و استدلال و لهذا سمى لدنّيا " مدارج السلاكين 3/431
و عرفه الجرجاني بقوله " ما يلقى فى الروع ، بطريق الفيض "
او
" ما وقع فى القلب من علم يدعو إلى العمل من غير استدلال بآية و لا نظر فى حجة " التعريفات للجرجاني ص 51
و هذا الذى ذكره الجرجاني من عدم الرجوع الى الكتاب و السنة فى الحكم على الإلهام و هل هو إلهام رباني ام وسواس شيطاني اوقع الصوفية فى كثير من البدع و الشركيات .
بل جعل بعض الصوفية يعتقدون أنه لا فرق بين وحي الانبياء و إلهام الاولياء إلا ان النبي يرى الملك الذى يحمل الوحي و من هؤلاء الغزالي الذى قال : " و لم يفارق الوحى الالهام فى شئ بل فى مشاهدة الملك المفيد للعلم ، فإن العلم إنما يحصل فى قلوبنا بواسطة الملائكة " إحياء علوم الدين 3/21
فما الداعي الى ارسال الرسل ؟؟
بل جعل بعض الصوفية يفضلون الالهام على على وحي الرحمن فقال كبيرهم أبو يزيد البسطامي " أخذتم علمكم ميتا عن ميت - يعرض بالاسناد فى الدين - ، و أخذنا علمنا عن الحي الذى لا يموت ، يقول أمثالنا : حدثنى قلبي عن ربي ، و انتم تقولون : حدثنى فلان ، و أين فلان ؟ قالو مات . أين هو ؟ قالو مات " الفتوحات المكية لابن عربي 1/365
الذوق :
الذوق لغة
قال ابن فارس : " هو اختبار الشئ من جه الطعم " معجم مقاييس اللغة 2/364
الذوق اصطلاحا :
قال الحفني " هو نور عرفاني يقذفه الحق بتجليه فى قلوب اوليائه يفرقون به بين الحق و الباطل من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب أو غيره " معجم مصطلحات الصوفية للحفني ص 104
لاحظوا معى نهم الصوفية فى الابتعاد عن الكتاب و السنة دائما يحاولو ان لا يجعلو القرآن و السنة معيار لمصطلحاتهم و اعمالهم لانهم هم الخاسرين .
و قال ابن عربي " اعلم أن الذوق عند القوم ، أول مبادئ التجلي و هو حال يفجأ العبد فى قلبه "
و خلاصة الامر ان الذوق عندهم هو ما يستدلون به على تصحيح كثير من الاحوال عندهم لما يجدونه - بزعمهم - من آثار و لذه كمن يستدل على حل السماع الصوفي لما يذوقه من أثره على نفسه من تصحيح لحال أو تهيج لشوق إليه و نحو ذلك . انظر الاحياء 2/279
الحلول :
القول بالحلول و وحدة الوجود من البدع الاعتقادية عند كثير من الفرق و الطوائف المبتدعة و لا سيما الصوفية ، و هى من النظريات التى اولاها غلاة الصوفية اهتماما بالغا و ما أن تذكر هاتان النظريتان إلا و تذكر نظرية الاعتقاد بالاتحاد حتى اصبح ذلك يشكل عند الصوفية مثلثا إلحاديا .
الحلول لغة :
مصدر ، و عند العلماء : عبارة عن اتحاد الجسمين بحين تكون الاشارة إلى احدها إشارة إلى الاخر . المعجم الوسيط 1/194
و قال الفيروز آبادي :
"حل المكان و حل به و يحل حلا و حلولا إذا نزل به " القاموس المحيط 3/370
الحلول اصطلاحا :
عرفه الحفني بقوله " إن الله تعالى يحل فى العارفين " معجم مصطلحات الصوفية ص 82
و كلمة عارف هذه من بدع الصوفية ، وراءها الكيد للشريعة إذا أن الغاية عندهم المعرفة وحدها لا العبادة أما الغاية الحقة عند أهل السنة و الجماعة فهى العبادة و الايمان الصحيح و الخالص لله و حده .
و قسم الجرجاني الحلول إلى قسمين :
حلول جواري : عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفا للآخر كحلول الماء فى الكوز .
الحلول السريانى : عبارة عن إتحاد الجسمين بحيث تكون الاشارة إلى أحدها إشارة إلى الاخرة و مبدا الحلول هو ثاني المبادئ الصوفية و هو حلول العنصر الإلهي فى العنصر البشري . الموسوعة العربية العالمية
15/202
تعريف وحدة الوجود :
"هى مذهب فلسفي صوفي يوحد بين الله و العالم و لا يقر إلا بوجود واحد هو الله و كل ما عداه أعراض و تعيينات له " الموسوعة العربية الميسرة . 2/1945
و بصورة اوضح تعني " أنه ليس فى الوجود إلا واحد هو الله ، و كل ما يري هو أجزاء منه تتعين بأشكال مختلفة ، بما فى ذلك أنا ، و أنت و هو ، و هى ، و هما وهن و الارض و الشمس و القمر و النجوم و الملائكة و الجن ، بما فى ذلك الشياطين و الحيوانات و الحشرات تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا " الكشف عن حقيقة الصوفية لاول مرة فى التاريخ 259
الاتحاد :
الاتحاد لغة :
يقال : اتحد الشيئان اتحادا إذا صارا شيئا واحدا . المعجم الوسيط 2/1016
الاتحاد اصطلاحا :
عرفه الصوفية بأنه هو تصيير الذاتبين واحدة ، و هو شهود الوجود الحد الواحد المطلق و مثل الاتحاد : امتزاج الشيئين و اختلاطهما حتى يصيرا شيئا واحدا . التعريفات ص 22
و خلاصة معنى هذه النظرية عند الصوفية : أن العالم بكل ما فيه إنما هو تعيينات و تجليات لله فلا شئ إلا الله فالانسان و الحيوان و الجماد آلهة و أرباب مقدسة . انظر تقديس الاشخاص 1/471
الفناء .
إن مصطلح الفناء الذى استخدمه غلاة الصوفية مثار إنتباه و إستنكار علماء السلف سواء ود بهذا اللفظ أو بألفاظ مرادفة له ووسائط مؤدية له كالمجاهده و الغيبة و ترويض النفس و الغشى و الصعق و غيرها .
الفناء لغة : الفناء نقيض البقاء ، و العقل فنى يفنى . يقال فنى الشئ فناء و تفانوا أى : أفنى بعضهم بعضا في الحرب ، و تفانى القوم مثلا أفنى بعضهم بعضا ، و فنى يفنى فناء ً هرم و أشرف على الموت هرما . لسان العرب 10/338
الفناء اصطلاحا :
عرفه الكلاباذى بقوله " هو أن يفنى الشخص عن الحظوظ فلا يكون شئ من ذلك حظ و يسقط عنه التميز فناءً عن الاشياء كلها شغلا بما فنى به . التعرف لمذهب أهل التصوف ص 142
و عند الطوسي " الفناء هو فناء رؤيا العبد في أفعاله لأفعاله بقيام الله له في ذلك " اللمع ص 417
و بقى ان نعرف ان مفهوم الفناء الفاسد و ما جره عليهم من مظاهر الانحرافات العقدية دخيل على الاسلام و المسلمين من الديانات و الفلسفات الوثنية . يقول المستشرق نيكلسون " و يدل تعريف الصوفية للفناء من الناحية الخلقية بأنه محو الصفات الذميمية ، و التخلق بكل خلق حميد ، ووصفهم لوسائل قمع الهوى و الشهوات على وجود أثر الفلسفة البوذيه فيهم مما لا يدع مجالا للشك ، لان تعريفهم هذا يتفق تمام الاتفاق مع تعريف " النيرفنا " أو الفناء في عرف أصحاب وحدة الوجود فربما كان أشد إيصلا لفكرة الفيدانتا و ما ماثلها من الافكار الهندية . التصوف الاسلامى و تاريخه ص 75
الحال :
تعريف الحال لغة :
هو ما عليه الانسان من خير أو شر . منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل 1/625
الحال اصطلاحا:
عرفه الجر جاني قوله " معنىً يرد على القلب من غير تصنع و لا اجتلاب و لا اكتساب من طرب أو حزن أو قبض أو هيبة " التعريفات ص 110
و استعمل الصوفية هذه الكلمة للدلالة على ما يمر بالسالك من صفات متغيرة كالخوف و السكر .
نقلت هذا الموضوع عن أخي (( سلفي بكل فخر )) مشرف ملتقى أهل السنة والجماعة بالسودان لما له من أهمية.
والنقل
لطفـــــاً .. من هنــــــا