المقدّمـــة | ||
الحمد لله، وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيِّه محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. أمَّا بعد، فهذه كلماتٌ ألقيتُها على منبر مسجد إبراهيم الخليل بدبي التابع لجمعية دار البر وذلك يوم الجمعة 21 شعبان 1421هـ. وقد قام الإخوة القائمون على مشروع نشر العلم بالمسجد بنسخ الخطبة وطبع عشرين ألف نسخة منها، ثمَّ توزيعها توزيعاً خيرياً، فجزاهم الله خيراً. ثمَّ رأيتُ أن أُضيف إليها كلماتٍ أخرى تناسبها، واللهَ أسأل أن يسدِّدني ويرزقني الإخلاص، وأن ينفع بها الخلقَ إنَّ ربِّي قريبٌ مجيبٌ. وكتب عبد المـالك رمضـانيالمدينة في 8 شوال 1421هـ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70 - 71]. أمّا بعد، فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأحسنَ الهدي هدي محمّد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النّار. معشرَ المسلمين، لا يخفى عليكم ما يعيشه المسلمونَ اليومَ من مِحَنٍ، وما تعترِضُهم من عَقباتٍ، وما يصيبُهم من نَكَباتٍ. إنَّ لهم أعداءً لا يرحمونهم، ولا يغفلون عنهم، وتلك سنَّةُ اللهِ في خلقه، أن يمتحنَ الطيِّبَ بالخبيث، ليستخلصَ من صفِّ المسلمين صفوَتَه، وليجتبيَ منه خيرَتَه؛ ذلك لأنهَّ بالامتحان يعرف من يستحقُّ الإكرامَ ممّن يستحقُّ الامتهانَ، قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]. ومِمّا يعقدُ المؤمنُ قلبه عليه أنَّ النَّصر حليفُ أهل الإيمان؛ لأنَّ الله يقول: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]. ومِمّا يعقدُ المؤمنُ قلبَه عليه أيضاً أنَّ اللهَ تعالى يعِدُ ولا يُخلفُ؛ لأنَّ الله يقول: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ} [التوبة: 111]. ولا ريبَ أنَّ مدَّةَ الامتحان قد طالت، والمسلمونَ همُ المسلمونَ، وضعفُهم هو ضعفُهم، وذلُّهم هو ذلُّهم، إلَّا ما شاء اللهُ. ولا يَحسُنُ بي أن أقفَ بكم طويلاً للبكاء على الأطلالِ، لأن ذلك لا يرمِّمُها، ولا لَتعدادِ مآسي المسلمينَ؛ لأنَّ ذلك لا يعالجُها، والبكاء على الأطلال هو منهجُ الحركِّيين الذي يُزمْجرون على المنابر لتهييج عواطف المسلمين وتوعيتهم بما لدى عدوِّهم توعيةً صوريَّةً، مِمَّا يبعثُ اليأسَ في نفوسهم؛ لأنَّهم لا يسمعون إلَّا الحديثَ عن قوَّةِ العدوِّ وكيدِه وتفوُّقه الحضاريِّ، والحديثَ عن ضعف المسلمين ونكباتِهم، وتُقابل هذه من أصحاب الوّعْيِ الفارغ بالنَّفخ الكاذب الذي سرعان ما يتلاشى، وبدلاً من أن يُقدِّموا لهم العلاجَ الذي يُصحِّحُ لهم دينَهم حتى يوصلهم بالله ليتولَّاهم، فإنَّهم لا يزيدون على حكايةِ الواقع المُرِّ الذي يعيشونه، والذي لا يستفيدون من اجتِزار حكاياته التي لا تخفى لقراءة تتمة البحث تفضل بالتحميل من هنا. |
"السبيل إلى العز والتميكين" لفضيلة الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضان -كان الله تعالى له
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
» "السبيل إلى الغزو ةالتمكين" لفضيلة الشيخ عبد المالك الرمضاني - زاده الله تعالى توفيقا .
» "إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان" لفضيلة الشيخ الفوزان -رحمه الله تعالى
» شرح حديث "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" لفضيلة الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله تعالى -
» "شرح مقدمة أصول التفسير" لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله تعالى
» "إصلاح الأرض بالتوحيد " لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ - نفع الله تعالى به .
» "إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان" لفضيلة الشيخ الفوزان -رحمه الله تعالى
» شرح حديث "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" لفضيلة الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله تعالى -
» "شرح مقدمة أصول التفسير" لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله تعالى
» "إصلاح الأرض بالتوحيد " لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ - نفع الله تعالى به .