[size=28]الليبرالية : مذهب هدام يدمِّر العقيدة ويؤيد التفجير والتكفير والفساد
الليبرالية : مذهب هدام يدمِّر العقيدة ويؤيد التفجير والتكفير والفساد
الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:
فما زال الخير والشر في صراع منذ خلق الله الإنس والجن ، وما للخير أنصاره وللشر دعاته ..
والوحي من الله تعالى لأنبيائه ورسله –عليهم الصلاة والسلام- هو أساس كل خير ..
والشيطان وما يلبس به على الخلق ، وما يوحي به إلى أوليائه هو أساس كل شر ومادته..
فبالوحي تحصل الهداية والسعادة ، ويحصل الأمن والاستقرار في الدنيا والآخرة ..
قال تعالى: { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {81} الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}
وقال تعالى مبيناً أن اتباع الوحي السماوي يضيء الطريق لسالكه فلا يضل ولا يشقى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
وقال تعالى: { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123} وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124}
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً {125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى {126} وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى}
وعبادة الله وتوحيده والتوكل عليه ومحبته وإخلاص العمل له سبب لبقاء الأمن ..
فالإيمان والأمن لا ينفكان ولا ينفصلان ..
قال تعالى: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وأما اتباع وحي الشيطان ففيه الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}.
فالسعادة في اتباع شريعة الله ودين محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، والشقاوة في اتباع الشيطان والتنكب عن الصراط المستقيم..
قال تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً {19} كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً {20} انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً {21} لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً}
وقال تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ}.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الليبرالية ووحي الشيطان
وإن من المذاهب الباطلة ، والمعتقدات الفاسدة ما يسمى بـ"الليبرالية" ذاك المذهب الهدام ، الذي يفتح الشر على مصراعيه ، ويسمح لكل داع للفساد والإفساد بأن يأخذ حيِّزه من المجتمع ، وأن يكون له مكان يشنُّ في الغارات على الإسلام والمسلمين مع وافر الحب والتقدير!!!!
هذا المذهب الذي صرنا نسمع من بعض بني جلدتنا وممن ينتسب إلى الإسلام من يدعو إليه ، ويفتخر بالانتساب إلى هذا المذهب الفاسد..
ولا أدري ما الذي دهاهم ؟ وبأي شيء يفرحون؟!!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
ما هي الليبرالية؟
الليبرالية : مذهب رأسمالي ، علماني ، يدعو إلى الحرية المطلقة في الفكر والاقتصاد والسياسية بل في جميع ميادين الحياة ..
فالليبرالية تبيح للشخص أن ينتسب إلى أي دين ، وإلى أي مذهب دون أن يعاب أو ينكر عليه ..
فمن أراد أن يكون مسلماً فليكن ، ومن أراد أن يكون يهودياً فليكن ، ومن أراد أن يكون نصرانياً فليكن ، ومن أراد أن يكون عابداً للبقرة فليكن!!
وكذلك من كان مسلماً فله أن يكون خارجياً سفاكاً للدماء ، وله أن يكون مرجئاً جهمياً متفلتاً من الأمر والنهي ، وله أن يكون رافضياً يسب خيار الأمة وفضلاءها !!
فالليبرالي حرُّ حريةً مطلقة لا قيود ولا ضوابط إلا في معاملته مع غيره يكون بالمثل!!
وقد دل الكتاب والسنة وأجمع المسلمون على وجوب اتباع دين الإسلام الحق ، وأن من لم يتبع دين الإسلام فهو كافر شقي في الدنيا لا ينعم بأمن ولا أمان ، ولا يسعد ، وهو في الآخرة من الأخسرين الخالدين في الجحيم..
قال تعالى: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)).
والمقصود بهذه الأمة : أمة الدعوة ، وهي جميع الثقلين الإنس والجن بعد بعثة النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- إلى قيام الساعة..
والسماع يراد به ما تقوم به الحجة الرسالية..
والأدلة على هذا المعنى كثيرة ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الليبرالية والتناقض الصارخ
في الحين الذي نجد فيه الليبرالية تدعو إلى الحرية المطلقة ، وتدعو إلى الرأسمالية ، وإلى التعددية الحزبية ، وإلى الديمقراطية نجدها تنكر التفجيرات التي حصلت من الخوارج وأشباههم ، ونجدهم ينددون بها ، ويصفون من قام بها بأبشع الأوصاف !!
فكيف يلتقي إنكارهم هذا مع إباحة التعددية الأيديولوجية والحزبية؟
فإذا كنت تبيح للناس الكفر والفسوق وجميع المذاهب المندرجة تحتهما فلماذا تقيِّد أصحاب تلك الأديان والمذاهب؟
فالحرية المطْلَقة هي الحرية المطْلَقة وإلا ينبغي أن تكون مطَلَّقة-من الطلاق-!!
فالليبرالي لما تبين له قاعدة الموالاة والمعاداة الشرعية البعيدة عن الغلو والتفريط اعترض عليك بأن هذا يتعارض مع الحرية الدينية!!
فإذا عرضت عليه ما يفعله الخوارج من سفك للدماء ، وما يفعله اليهود من ذبح المسلمين في فلسطين ، وما يفعله النصارى من ذبح المسلمين في الفلبين وغيرها وأن هذا مما يندرج تحت الحرية التي ينادي به الليبراليون لم يجد جوابا إلا جواباً يناقض فيه مبدأه وما يدعو إليه ..
فإذا كانت الليبرالية تحارب قتل الأبرياء وتدمير أملاك الناس فقد خالفت عقيدتها ومبدأها إذ حجبت حرية أولئك وحدَّت من إطلاقها وانطلاقها ..
فالحرية لابد أن تكون منضبطة .. لها أصولها وقواعدها ..
فإذا أقر الليبرالي بأن الحرية لابد من ضبطها وانضباطها وعدم تفلتها قلنا له ما يلي:
]
أولاً: قد رجعت أيها الليبرالي عن مذهبك وكفرت بالليبرالية التي تدعو إليها إذ لم تتماشى مع أصول مذهبك..
ثانياً: إذا كنت تقيد حرية اليهود ولا تبيح لهم قتل المسلمين فمن باب أولى أن تحرم عليهم بقاءهم على دينهم المحرف المبدل الذي يرى جميع البشر ما عدا اليهود كالحمير ، ويدعو إلى أكل أموال غير اليهود بالباطل ، ..
وتطالبهم بالدخول في الإسلام وإلا لن يكون سعيداً لا في الدنيا ولا في الآخرة ..
ثالثاً: إذا كنت تقيد حريات الخوارج التي لا تتعايش إلا مع سفك الدماء والدمار والفساد فمن باب أولى أن تطالبهم بترك مذهبهم الذي أسس على الإرهاب والدمار ..
رابعاً: إذا كنت تقيد حريات الرافضة التي لا تعيش إلا على لعن الأخيار والفضلاء ، وسبهم وشتمهم ، وقلة الأدب معهم ، فمن باب أولى أن تطالبهم بترك رفضهم والدخول في الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه حتى يكونوا سعداء في الدنيا والآخرة..
خامساً: إذا كنت تحدد حريات الناس في الاقتصاد فتمنع الغش والتدليس والكذب في البيع والشراء فمن باب أولى أن تحرم الربا وأكل أموال الناس بالباطل ..
إلى غير ذلك من الأمور التي يُلْزم بها الليبراليون والتي توجب عليهم ترك مذهبهم والعودة إلى جادة الطريق وإلى الصراط المستقيم وإلى النور الإلهي ..
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً {174} فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً}.
فأدعو جميع الليبراليين ومن يحسن الظن بهم أن يتوبوا إلى الله وأن يعودوا إلى الصراط المستقيم وأن يقفوا بجانب ولاة أمرهم من العلماء والأمراء ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
شبهات ليبرالية!!
1- الشبهة الأولى : قد يقول قائل من الليبراليين : إن الله -عزَّ وجلَّ- أراد من عباده أن يختلفوا ، ومحاولة جمعهم مخالف لما أراد الله ..
الـــــجــــــواب:
نظر الليبراليون إلى البشريةِ وحالِها بمنظار واحد ألا وهو منظار الإرادة الكونية والمشيئة العامة لله -عزَّ وجلَّ- ، وأغفلوا الإرادة الشرعية.
فإرادة الله تنقسم إلى قسمين: الأولى: إرادة كونية يلزم منها وقوع المراد ، ولا يلزم منها محبة الله ورضاه عما أراده كوناً . قال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجاً كأنما يصعد في السماء}، وقال -عزَّ وجلَّ- {فعال لما يريد} ، {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
فالله أراد خلق إبليس وهو لا يحبه ولا يرضاه .وإنما خلقه لحكم عظيمة منها ابتلاء الناس ، وبيان المصلح من المفسد.
والقسم الثاني من الإرادة: إرادة شرعية يلزم منها محبة الله للمراد ورضاه عنه ، ولا يلزم منها وقوع المراد. {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} ، {والله يريد أن يتوب عليكم}.
فالله يريد من عباده جميعاً أن يوحده ويعبدوه ويحب ذلك منهم ، ولكن لا يلزم أن يؤمن الناس جميعاً بل منهم المؤمن ومنهم الكافر.
وما ضلال الطوائف في باب القدر إلا لخلطهم بين الإرادتين ومشاهدتهم لأحد القسمين دون الآخر.
فالقدرية شاهدوا الإرادة الشرعية فرأوا أن الناس يفعلون ما لا يريده الله شرعاً من الكفر والفسوق والعصيان ، فأنكروا خلق الله لأفعال العباد والله يقول : {والله خلقكم وما تعملون}.
والجبرية شاهدوا الإرادة الكونية فقالوا العبد مجبور على فعله ، وصححوا عبادة المشركين واليهود والنصارى وزعموا أن الله يحبها ويرضاها وهذا باطل فالله يقول: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم}.
ولذلك حرم الجبرية قتال الكافرين والمشركين ، ولم يفهموا الجهاد في سبيل الله وأنه فُرِضَ وشُرِعَ {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} والفتنة: الشرك.
ولذلك دعا الجبرية إلى وحدة الأديان وأباحوا الردة عن الإسلام لأنهم ظنوا أن الله جبر العباد على الشرك والإيمان وهو -عزَّ وجلَّ- يحب ذلك كله !!
وهم ضالون بذلك مخالفون للكتاب والسنة والإجماع.
ونقول لهم أيضاً: إن الله أراد كونا وقدرا من الخوارج أن يسفكوا الدماء ويقتلوا المسلمين ، وأنتم استنكرتم التفجير والقتل فهل نقول : إنكم عارضتم إرادة الله ؟
لا .
لأن إرادة الله الشرعية تحرم ذلك وتمنعه ، ونحن متعبدون أمراً ونهياً بالشرع وبما يريده الله شرعا ودينا ..
أما ما أراده كونا فهو لحكم بالغة منها بيان خطر وشر الخوارج إذ حصل منهم قتل وفساد ، فإن الناس لو لم يروا ذلك لما عرفوا خطرهم..
###############################
الليبرالية : مذهب هدام يدمِّر العقيدة ويؤيد التفجير والتكفير والفساد
الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:
فما زال الخير والشر في صراع منذ خلق الله الإنس والجن ، وما للخير أنصاره وللشر دعاته ..
والوحي من الله تعالى لأنبيائه ورسله –عليهم الصلاة والسلام- هو أساس كل خير ..
والشيطان وما يلبس به على الخلق ، وما يوحي به إلى أوليائه هو أساس كل شر ومادته..
فبالوحي تحصل الهداية والسعادة ، ويحصل الأمن والاستقرار في الدنيا والآخرة ..
قال تعالى: { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {81} الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}
وقال تعالى مبيناً أن اتباع الوحي السماوي يضيء الطريق لسالكه فلا يضل ولا يشقى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
وقال تعالى: { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123} وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124}
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً {125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى {126} وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى}
وعبادة الله وتوحيده والتوكل عليه ومحبته وإخلاص العمل له سبب لبقاء الأمن ..
فالإيمان والأمن لا ينفكان ولا ينفصلان ..
قال تعالى: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وأما اتباع وحي الشيطان ففيه الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}.
فالسعادة في اتباع شريعة الله ودين محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، والشقاوة في اتباع الشيطان والتنكب عن الصراط المستقيم..
قال تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً {19} كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً {20} انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً {21} لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً}
وقال تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ}.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الليبرالية ووحي الشيطان
وإن من المذاهب الباطلة ، والمعتقدات الفاسدة ما يسمى بـ"الليبرالية" ذاك المذهب الهدام ، الذي يفتح الشر على مصراعيه ، ويسمح لكل داع للفساد والإفساد بأن يأخذ حيِّزه من المجتمع ، وأن يكون له مكان يشنُّ في الغارات على الإسلام والمسلمين مع وافر الحب والتقدير!!!!
هذا المذهب الذي صرنا نسمع من بعض بني جلدتنا وممن ينتسب إلى الإسلام من يدعو إليه ، ويفتخر بالانتساب إلى هذا المذهب الفاسد..
ولا أدري ما الذي دهاهم ؟ وبأي شيء يفرحون؟!!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
ما هي الليبرالية؟
الليبرالية : مذهب رأسمالي ، علماني ، يدعو إلى الحرية المطلقة في الفكر والاقتصاد والسياسية بل في جميع ميادين الحياة ..
فالليبرالية تبيح للشخص أن ينتسب إلى أي دين ، وإلى أي مذهب دون أن يعاب أو ينكر عليه ..
فمن أراد أن يكون مسلماً فليكن ، ومن أراد أن يكون يهودياً فليكن ، ومن أراد أن يكون نصرانياً فليكن ، ومن أراد أن يكون عابداً للبقرة فليكن!!
وكذلك من كان مسلماً فله أن يكون خارجياً سفاكاً للدماء ، وله أن يكون مرجئاً جهمياً متفلتاً من الأمر والنهي ، وله أن يكون رافضياً يسب خيار الأمة وفضلاءها !!
فالليبرالي حرُّ حريةً مطلقة لا قيود ولا ضوابط إلا في معاملته مع غيره يكون بالمثل!!
وقد دل الكتاب والسنة وأجمع المسلمون على وجوب اتباع دين الإسلام الحق ، وأن من لم يتبع دين الإسلام فهو كافر شقي في الدنيا لا ينعم بأمن ولا أمان ، ولا يسعد ، وهو في الآخرة من الأخسرين الخالدين في الجحيم..
قال تعالى: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)).
والمقصود بهذه الأمة : أمة الدعوة ، وهي جميع الثقلين الإنس والجن بعد بعثة النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- إلى قيام الساعة..
والسماع يراد به ما تقوم به الحجة الرسالية..
والأدلة على هذا المعنى كثيرة ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الليبرالية والتناقض الصارخ
في الحين الذي نجد فيه الليبرالية تدعو إلى الحرية المطلقة ، وتدعو إلى الرأسمالية ، وإلى التعددية الحزبية ، وإلى الديمقراطية نجدها تنكر التفجيرات التي حصلت من الخوارج وأشباههم ، ونجدهم ينددون بها ، ويصفون من قام بها بأبشع الأوصاف !!
فكيف يلتقي إنكارهم هذا مع إباحة التعددية الأيديولوجية والحزبية؟
فإذا كنت تبيح للناس الكفر والفسوق وجميع المذاهب المندرجة تحتهما فلماذا تقيِّد أصحاب تلك الأديان والمذاهب؟
فالحرية المطْلَقة هي الحرية المطْلَقة وإلا ينبغي أن تكون مطَلَّقة-من الطلاق-!!
فالليبرالي لما تبين له قاعدة الموالاة والمعاداة الشرعية البعيدة عن الغلو والتفريط اعترض عليك بأن هذا يتعارض مع الحرية الدينية!!
فإذا عرضت عليه ما يفعله الخوارج من سفك للدماء ، وما يفعله اليهود من ذبح المسلمين في فلسطين ، وما يفعله النصارى من ذبح المسلمين في الفلبين وغيرها وأن هذا مما يندرج تحت الحرية التي ينادي به الليبراليون لم يجد جوابا إلا جواباً يناقض فيه مبدأه وما يدعو إليه ..
فإذا كانت الليبرالية تحارب قتل الأبرياء وتدمير أملاك الناس فقد خالفت عقيدتها ومبدأها إذ حجبت حرية أولئك وحدَّت من إطلاقها وانطلاقها ..
فالحرية لابد أن تكون منضبطة .. لها أصولها وقواعدها ..
فإذا أقر الليبرالي بأن الحرية لابد من ضبطها وانضباطها وعدم تفلتها قلنا له ما يلي:
]
أولاً: قد رجعت أيها الليبرالي عن مذهبك وكفرت بالليبرالية التي تدعو إليها إذ لم تتماشى مع أصول مذهبك..
ثانياً: إذا كنت تقيد حرية اليهود ولا تبيح لهم قتل المسلمين فمن باب أولى أن تحرم عليهم بقاءهم على دينهم المحرف المبدل الذي يرى جميع البشر ما عدا اليهود كالحمير ، ويدعو إلى أكل أموال غير اليهود بالباطل ، ..
وتطالبهم بالدخول في الإسلام وإلا لن يكون سعيداً لا في الدنيا ولا في الآخرة ..
ثالثاً: إذا كنت تقيد حريات الخوارج التي لا تتعايش إلا مع سفك الدماء والدمار والفساد فمن باب أولى أن تطالبهم بترك مذهبهم الذي أسس على الإرهاب والدمار ..
رابعاً: إذا كنت تقيد حريات الرافضة التي لا تعيش إلا على لعن الأخيار والفضلاء ، وسبهم وشتمهم ، وقلة الأدب معهم ، فمن باب أولى أن تطالبهم بترك رفضهم والدخول في الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه حتى يكونوا سعداء في الدنيا والآخرة..
خامساً: إذا كنت تحدد حريات الناس في الاقتصاد فتمنع الغش والتدليس والكذب في البيع والشراء فمن باب أولى أن تحرم الربا وأكل أموال الناس بالباطل ..
إلى غير ذلك من الأمور التي يُلْزم بها الليبراليون والتي توجب عليهم ترك مذهبهم والعودة إلى جادة الطريق وإلى الصراط المستقيم وإلى النور الإلهي ..
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً {174} فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً}.
فأدعو جميع الليبراليين ومن يحسن الظن بهم أن يتوبوا إلى الله وأن يعودوا إلى الصراط المستقيم وأن يقفوا بجانب ولاة أمرهم من العلماء والأمراء ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
شبهات ليبرالية!!
1- الشبهة الأولى : قد يقول قائل من الليبراليين : إن الله -عزَّ وجلَّ- أراد من عباده أن يختلفوا ، ومحاولة جمعهم مخالف لما أراد الله ..
الـــــجــــــواب:
نظر الليبراليون إلى البشريةِ وحالِها بمنظار واحد ألا وهو منظار الإرادة الكونية والمشيئة العامة لله -عزَّ وجلَّ- ، وأغفلوا الإرادة الشرعية.
فإرادة الله تنقسم إلى قسمين: الأولى: إرادة كونية يلزم منها وقوع المراد ، ولا يلزم منها محبة الله ورضاه عما أراده كوناً . قال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجاً كأنما يصعد في السماء}، وقال -عزَّ وجلَّ- {فعال لما يريد} ، {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
فالله أراد خلق إبليس وهو لا يحبه ولا يرضاه .وإنما خلقه لحكم عظيمة منها ابتلاء الناس ، وبيان المصلح من المفسد.
والقسم الثاني من الإرادة: إرادة شرعية يلزم منها محبة الله للمراد ورضاه عنه ، ولا يلزم منها وقوع المراد. {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} ، {والله يريد أن يتوب عليكم}.
فالله يريد من عباده جميعاً أن يوحده ويعبدوه ويحب ذلك منهم ، ولكن لا يلزم أن يؤمن الناس جميعاً بل منهم المؤمن ومنهم الكافر.
وما ضلال الطوائف في باب القدر إلا لخلطهم بين الإرادتين ومشاهدتهم لأحد القسمين دون الآخر.
فالقدرية شاهدوا الإرادة الشرعية فرأوا أن الناس يفعلون ما لا يريده الله شرعاً من الكفر والفسوق والعصيان ، فأنكروا خلق الله لأفعال العباد والله يقول : {والله خلقكم وما تعملون}.
والجبرية شاهدوا الإرادة الكونية فقالوا العبد مجبور على فعله ، وصححوا عبادة المشركين واليهود والنصارى وزعموا أن الله يحبها ويرضاها وهذا باطل فالله يقول: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم}.
ولذلك حرم الجبرية قتال الكافرين والمشركين ، ولم يفهموا الجهاد في سبيل الله وأنه فُرِضَ وشُرِعَ {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} والفتنة: الشرك.
ولذلك دعا الجبرية إلى وحدة الأديان وأباحوا الردة عن الإسلام لأنهم ظنوا أن الله جبر العباد على الشرك والإيمان وهو -عزَّ وجلَّ- يحب ذلك كله !!
وهم ضالون بذلك مخالفون للكتاب والسنة والإجماع.
ونقول لهم أيضاً: إن الله أراد كونا وقدرا من الخوارج أن يسفكوا الدماء ويقتلوا المسلمين ، وأنتم استنكرتم التفجير والقتل فهل نقول : إنكم عارضتم إرادة الله ؟
لا .
لأن إرادة الله الشرعية تحرم ذلك وتمنعه ، ونحن متعبدون أمراً ونهياً بالشرع وبما يريده الله شرعا ودينا ..
أما ما أراده كونا فهو لحكم بالغة منها بيان خطر وشر الخوارج إذ حصل منهم قتل وفساد ، فإن الناس لو لم يروا ذلك لما عرفوا خطرهم..
###############################