خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات Empty الدلائل البينات في تحريم المظاهرات

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 13:18

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات
    الخطبة الأولى


    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

     يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 
     يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً 
     يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً  .

    أما بعد :

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثهٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلاله ، وكل ضلالة في النار .

    أيها الناس يقول الله سبحانه وتعالى في الآية التي قرأت آنفاً التي قبلها :  يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً  وهذا نهي من ربنا سبحانه لجميع المؤمنين أن يكونا كأولئك الذي آذوا موسى ثم أمرهم أن يتقوا الله ويوقوا قولاً سديداً وأن القول السديد هو سبب لصلاح أقوالهم وأعمالهم  يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم  وأيضاً هو سببٌ لفوزهم كما قال سبحانه :  فقد فاز فوزاً عظيماً 
    ويقول الله سبحانه وتعالى :  كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضت كالذي خاضوا  خضتم كالخوض الذي خاضوه ،
    ويقول الله سبحانه وتعالى :  ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تَفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذابٌ عظيم 
    ويقول الله سبحانه وتعالى :  ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون 

    في هذه الآيات بَيانٌ جلٌ من رب العالمين سبحانه وتعالى لمن ألقَ السمع وهو شهيد لجميع البرية أن يَنتهوا من متابعة أولئك في الفعل أو في القول أو المعاملات أو أي شيءٍ مما يعملونه في هذه الدنيا ويريدون به القربى إلى الله سبحانه وتعالى

    وروى الشيخان في " صحيحيهما " عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه ) قالوا يا رسول اليهود والنصارى أو قال فارس والروم ؟ قال : ( فمن القوم إلا أولئك )
    وهذا من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام إذ يخبر أنه سيكون في هذه الأمة من يُتابع أُولئك حتى لو دخلوا جحر ضب على ما فيه من الصعوبة والملفات يُتابعونهم على خير وشر وبعضهم بقناعة ورضا وأنى لأفعال أولئك الخير فكل خير هو في دين الله

    وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن مُتابعتهم حالاً وقالاً بل الله سبحانه وتعالى يقول :  يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا أنظرنا واسمعوا وللكافرين عذابٌ أليم 
    وقد كان اليهود يستعملون هذه الكلمة للسخرية فنهاهم ربنا سبحانه وتعالى أن يقولوا هذه الكلمة ابتعاداً عن فعل الكافرين وعدم التشبه بهم ، ولما قالوا يا رسول الله نَزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها  لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله  قالوا : كُلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد في سبيل الله
    ونزلت هذه الآية ولا نطيقها ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( تريدون أن تقولوا مثل ما قال أهل الكتابين سمعنا وعصينا فقولوا سمعنا وأطعنا ) فقالوا سمعنا وأطعنا ولما قرأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله سبحانه وتعالى التخفيف في إثرها  آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسوله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير 

    والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : اللهم نعم والحديث عند مسلم عن أبي هريرة  ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى 

    مفهوم الآية على أن من قلد الكافرين وتشبه بالكافرين وأرتضى أفعال الكافرين وأعرض عن ذكر الله كان خارماً للعروة الوثقى ، وكان أيضاً مرتضياً لأفعال الطواغيت من يهود ونصارى وكل ما خالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتجاوز به العبد حده هو طاغوت اليهود والنصارى من أين هم إلا من الطاغوت

     يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل 

    هذه الآية نزلت في صحابي بدري هذه الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وهو من أهل بدر لما سمع سراً من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يكن له يدٌ بين قريش فكتب إليهم أن محمداً بسره ذاك الذي علمه من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبرهم بما أعلمهم من السر وأنه سيقدم عليهم وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعلي بن أبي طالب وفلان وفلان من أصحابه أذهبوا إلى روضة خاخ فإن فيها امرأة تحمل كتاباً إلى قريش وأتوها وأخذوا الكتاب وقال : ( ما حملك يا حاطب على ما فعلت ) قال : والله يا رسول إني أحب الله ورسوله لكن ما منا من أحدٍ إلا وله يد عند قريش وإن لي بينهم أهلاً ومالاً فأريد أن تكون يد تحمي أهلي ومالي

    يعني من القرابة أو من التزلف إليهم والله يعلم أن حاطب بن أبي بلتعة مؤمن وقد زكاه في هذه السورة أنه مؤمن  يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم في بالمودة 

    ولو كان في الظاهر فإن هذا كما وصفه الله  ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل  فحكم الله على هذا الفعل الظاهر دون الباطن أنه ضلال سواء السبيل وأدب حاطب بن أبي بلتعة على ذلك أما قول الله سبحانه :  لا يتخذ الله المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة  فهذا كقول الله عز وجل :  من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان 

    يعني عند الاضطرار والخوف من القتل وما إلى ذلك له أن يظهر أما أن يكون آمناً أما أن يكون لا اضطرار في ذلك ويعمل ما يعمل ظاهراً كان أو باطناً فتالله إن هذا لضلالٌ مبين كما حكم ربنا سبحانه .

    عباد الله إنها مسألة خطيرة بين المسلمين صارت بين المسلمين تسري وفي أوساطهم تهرول وتجري وهي التشبه بالكافرين في أقوالهم وأفعالهم ومعتقداتهم وفي غير ذلك مما هم فيه الآن حتى لقد صار في بلدنا وغيرها الآن ما تسمعون وتشاهدون ممن يندى له جبين المؤمن

    من خروج المسلمين كالأغنام زعموا ينصرون دين الله في تلك المظاهرات وهي تشبه بالكافرين وليس لها أصلٌ في ديننا البتة

    إنما ديننا يأمر بالصبر إنما ديننا يأمر بالدعاء ، فقد روى الشيخان في " صحيحيهما " من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( إنكم ستعرفون منها وتنكرون فاصبروا ) قالوا فماذا تأمرنا يا رسول الله ؟ قالوا : ( تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم )

    ومن حديث أبي هريرة في " الصحيحين " أنه قال : ( إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبيائهم كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وإنه سيكون أمراء فيكثرون ) قالوا فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : ( تؤدون الحق الذي عليكم وتسألوا الحق الذي لكم فإن سائلهم عما إستراعاهم ) ومن حديث أبي هريرة ووائل بن حجر أنهم قالوا يا رسول الله أرأيت إن كانوا علينا أمراء يأخذون حقنا ويمنعونا حكهم ؟ قال لهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أدوا الحق الذي عليكم واسألوا الله الحق الذي لكم )

    وجاء عن أسيد بن حضير ( اصبروا حتى تلقون على الحوض ) تكون عليكم أثرة استغلال المال والأثرة به والانفراد به عن من له حقٌ فيه هذه إرشادات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالصبر

    ولقد بقي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم محاصراً بجانب الكعبة لم يدخلوها وعنده من الناس ما عندهم القدرة على القتال والصياح ومع ذلك رجع رسول الله منتظراً لفرج الله  أم حسبتم أن تَدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب 

    ينتظر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نصر الله وقد أصيبوا بالفقر وأصيبوا بالجوع وما كان منهم يوماً ما أن خرجوا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا على أمير من الأمراء

    فقد ثبت في " مسند أحمد " من حديث أنس أن الأنصار أتعبهم إخراج الماء من جوف الأرض وقالوا كم نبقى ننزع الماء بالدلو لسقي الأراضي لو أتينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فطلبنا منه أن يدعو لنا الله فيفجر الأرض لنا أنهاراً فأتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما رآهم قال : ( مرحباً بالأنصار ما جاء بكم اليوم إلا حاجة لا تسألون اليوم شيئاً إلا أعطيتموه ولا أسأل ربي شيئاً إلا أعطانيه ) فالتفت بعضهم إلى بعضٍ فقالوا : الدنيا تريدون سلوا رسول الله أن يستغفر لكم فقالوا يا رسول الله استغفر لنا ؟ قال : ( اللهم أغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار )

    هذا ديننا قائمٌ على مخالفة الكافرين في أقوالهم ومعتقداتهم وإلى غير ذلك
    [/b]


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 30.08.08 13:36 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات Empty رد: الدلائل البينات في تحريم المظاهرات

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 13:29

    هذا ديننا قائمٌ على مخالفة الكافرين في أقوالهم ومعتقداتهم وإلى غير ذلك
    كما
    في " الصحيحين " من حديث أبي سفيان رضي الله عنه أن هرقل لما سأل أبا سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يأمركم ؟ قال : يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، واتركوا ما يقول آباءكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة
    وروى أحمد في " مسنده " من حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه لتعلموا عباد الله أن هذه الأفعال كلها التي تذكر هي نتيجة أفعال الجاهلية من قديم وحديث من يهود ونصارى يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أرسل الله إلى يحيى بن زكرياء أن أمر قومك بخمسٍ أن يعملوا بهن ويأمروا بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، قال فأبطئ يحيى على قومه فقال عيسى إما أن تبلغهم وإما أن أبلغهم ، قال إني أخشى إن بلغتهم أن يُخسف بي أو أعذب فدعا بني إسرائيل وجمعهم حتى جلسوا في بيت المقدس وجلسوا على الشُرف ثم قال : إن الله أمرني أن آمركم بخمسٍ أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً فإن مثل من أشرك بالله شيئاً كمثل رجل أشترى عبداً من خالص ماله بذهبٍ أو ورق ثم قال هذا داري وذاك مالي فاعمل في مالي وأدي إلى داري فذهب يعمل ويؤدي إلى غيره أيكم يرضى أن يكون عبده كذلك ، وآمروكم بالصلاة فإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه قبل وجهه المصلي ، وآمركم بالصيام فإن مثل الصائم كمثل رجل في قومٍ وعند ذلك الرجل صرة من مسلك كلهم يجد ريها وإن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجلٍ أسره العدو فأوثقوه فقال أفتدي نفسي بالكثير والقليل فافتدى نفسه بالعدو بالكثير والقليل ، وآمركم بالذكر فإن مثل ذلك كثمل رجلٍ طلبة العدو سِراعاً فهرب منهم حتى تحصن في حصن حصين وإن الإنسان ليتحصن بذكر الله الشيطان ) الحديث قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( وأنا آمركم بخمسٍ : الجماعة والطاعة فإن من فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية فإنه من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثي جهنم )

    هذه المظاهرات التي يقيمونها الآن ليست من ديننا هي من أمور الجاهلية وهي من كان على ذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثي جهنم )

    روى مسلم في " صحيحه " عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة أبغض الناس إلى الله : ملحدٌ في الحرم ، ومبتغٍ دم امرئ في الإسلام ليريق دمه مسلم ليريق دمه بغير حق ، ومدعي في الإسلام بدعوى الجاهلية أو قال مستن بالإسلام بالسنة الجاهلية )

    هذا من أبغض الناس إلى الله عز وجل كما في " صحيح مسلم " ، ودخل أبي بكر على أمراءه حجت وكانت مصمته فقال لها تكلمي فإن هذا لا يحل لك إن هذا من أمور الجاهلية

    خطر عظيم على المسلمين الآن وربي أن يكونوا على هذا الحال من الاغترار بأنفسهم فيخرجون على ما ترون من تلك الحالة المزرية ويزعمون أنهم يحسنون صنعاً هذا غرور

    والنبي عليه الصلاة والسلام بل الله سبحانه قد أبان أن الغرور سبب الهزيمة  ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تَروها  الآية

    وفي " الصحيح " من حديث ابن عباس أنه قال : ( لم يبقَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم إلا العباس وسفيان بن الحارث أحدهما يمسك بزمام بغلته والآخر بركابها وفروا من عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إن رسول الله لم يبقَ معه أحد وهو يركض بغلته إلى العدو ويقول : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) وعندئذٍ قال : ( نادي في أصحاب الشجرة ) فقال يا أصحاب الشجرة فانعطفوا على الكافرين وتجالدوا معهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي عليهم الحصى ويقول : ( انهزموا ورب الكعبة ) قال فا هو إلا إني رأيت والله إن حدهم كليل وأمرهم مدبراً ،


    أمر الكافرين إنما أرد الله عز وجل أن يري المسلمين عواقب الغرور وعدم التميز في القول وإن كان شيئاً من بعضهم ليس منهم جميعاً حصل من البعض أنهم اغتروا بالكثرة

    ما بالك بهذه الهمجية وبهذه البدعة المحدثة في ديننا ( ومن أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد ) ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ( ألا إن كل بدعةٍ ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) 

    إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين 
     والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة 

    أنى لك النصر يا أخي أنت الآن تعرض نفسك لإهانت رب العالمين في تلك الصخب والصياح ، المظاهرات فيها أذية للمسلمين والله سبحانه وتعالى يقول :  والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وأثماً مبيناً 

    أذية لهم في أسواقهم
    أذية لهم في متاجرهم
    أذية لهم في بيوتهم
    في مستشفياتهم إلى آخر ذلك كما يفعل أعداء الإسلام

    وهؤلاء عندهم دين من رب العالمين ولكنهم أبوا إلا الهرولة خلف أولئك ،

    النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة من شجرة قطعها من طريق المسلمين كانت تؤذيهم ) رواه مسلم في " صحيحه " من حديث أبي هريرة

    سبب دخول ذلك الرجل في الجنة إبعاد الأذى عن المسلمين وأنت يا أيها الجاهل تتسبب في أذية المسلمين في طرقهم وحجز شوارعهم وتكسير سياراتهم ودفع متاجرهم وأذيتهم في بيوتهم

    هذه أذية  إن الذي فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق 
     والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وأثماً مبيناً 
     يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى 

    وهي أيضاً تعتبر خروجاً عن نطاق الكتاب والسنة أعني على أنها ليس موجودة في الإسلام فهي بدعة ضلالة ،

    أذية للمسلمين وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لا ينهزه إلا الصلاة لم يحط خطوة إلا رفعه الله بها درجه وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه الصلاة والملائكة يصلون على أحدكم مادام في مصلاه ما لم يؤذي فيه ما لم يحدث فيه )

    ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التناجي بين أثنين قال فإن ذلك يؤذيه قال : ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى أثنان دون الثالث فإن ذلك يؤذيه )

    وهكذا يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( يا أبا بكر إن كنت آذيتهم فقد آذيت ربك ) يعني سعد بن أبي وقاص ومن معه حين قال لهم : لعلكم قلتم كذا في شيخ قريش وكبيرهم والحديث في " الصحيح "

    وهكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في المسجد لمن أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً قال : ( فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم


    ألا تتقي الله أيها الإنسان الذي تؤذي غيرك على حساب تقليد الكفار وإرضائهم ، هذه همجية

    يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( قبل الساعة سنوات خداعة يُخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة ) الرويبضة أصحاب الشارع الهمجية ينطقون بالنصر يزعمون قالوا وما الرويبضة ؟ قال : ( السفية يتكلم بأمر العامة )

    هذا سوء أدبٍ ، نعم والله فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه عن وصية لقمان :  يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور * وأقصد في مشيك وأغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير 

    صوت الحمير أبشع الأصوات فرفع الصوت كما يفعل أولئك الهمجية ليس مشروعاً إنما يُشرع رفع الصوت في الآذان والنداء للصلاة وما استثناه الشرع

    أما أن يخرج إلى الشارع مثل المعزة ويلوي بعمامته كما يفعل أولئك ، أين النصر هذا هذه إهانة للإسلام يا أيها الغبي هذه إهانة للإسلام هذا إظهار لوهن الإسلام لضعف المسلمين لأنهم يزعمون أو يعتقدون أو يتيقنون أنه ليس عند المسلمين إلا هذا الذي تصنعه عجوز فضلاً عن غيرها

    نعم والله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين  من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعاً 

    أو ما عند المسلمين فقط إلا الخروج مثل المعزة في الشوارع يصيحون كما تصيح عجائز الغرب هذه ضلالة أي والله غفلة عن ذكر الله يخرجون يَصخبون بالأصوات على خلاف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ومن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يذكر الله في صفته : سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخابٍ في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ،

    وأولئك يصخبون في الأسواق بذلك الكلام الكذب والإعجاب بذلك الكلام وإظهار الغضب بما ليس فيه حتى على مستوى البنات والعجائز يا سبحان الله

    والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول بل الله ربنا يقول :  وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله  ، هو يقول :  وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن 

    ما بالك بتلك الشابة أو تلك المرأة التي صاحبها زوجها وليها أعتقده ديوثاً حيت يُخرج بأبنته إلى الشارع تصيح بصوتها الناعم وتلوي بمصر رأسها وما إلى ذلك زعم أنه نصر للإسلام

    يا أيها الجاهل المرأة ما عليها جهاد حتى بالسيف فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( عليكن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة )

    وأنت تريدها تجاهد بصوتها تريدها أن تصيح بالشارع تُسمع الشارع وذاك ينظر من بعيد وذاك من قريب

    أين الغيرة على دين الله ؟
    أين الاستمساك بكلام الله ؟

    صارت تضحية بالإسلام من أجل إرضاء الغربيين من أجل أن يقولوا عندهم ديمقراطية حقه

    نعم والله إن هذا الفعل من أفعالهم ليعتبر غفلة كيف إذا أتى الموت في تلك الحالة على أناس يصيحون ويصرخون بغير ذلك

    الله سبحانه وتعالى ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كالحي والميت )
     إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون * فإذا قضيت الصلاة  فانتشروا للمظاهرة لا  وإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون د
     إن المسلمين والمسلمان والمؤمنين والمؤمنان  إلى قوله :  والذاكرين الله كثيراً والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً 
     يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً   أقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم محدثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون * لا هية قلوبهم  د

    هذه البلوى التي أصيب بها المسلمون الآن بلوى المظاهرات بحجة نصر الإسلام هي والله من أعظم الوسائل ومن أكبر الوسائل لهزيمة المسلمين والإسلام .

    نسأل الله السلامة والعافية .
    [/size]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات Empty رد: الدلائل البينات في تحريم المظاهرات

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 13:34


    الخطبة الثانية

    الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين جاعل الباطل ذليلاً وحقيراً وهو للحق مؤيداً ونصيراً يقول الله سبحانه وتعالى :  ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز  . أيها الناس عباد الله إن هذه المسألة مع ما فيها أيضاً مما تقدم ذكره هي تعتبر اعتراضاً على أقدار الله ، تعتبر اعتراضاً على أقدار الله من حيث الرزق فلربى غلت بعض الأسعار أو ارتفعت بعض الأشياء فترى المسلمين لجهلهم بدين الله يخرجون يصيحون وفي ذلك يسبون ويشتمون ويلعنون وهم في ذلك أيضاً يكذبون ويغترون ويعجبون ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في " سنن أبي داود " من حديث أنس حين أن قالوا يا رسول الله غلت الأسعار سعر لنا قال : ( إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق ، وإني أخشى أن ألقى الله وأحد يطالبني بدمٍ أو مال ) وهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم ، وهكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لما أن افتقر أهل الصفة وكانوا يجوعون وأحدهم ربما ما عنده رداء ما عنده إلا كساء إلا غطى به سوأته ما بقى من ظهره شيء وإن غطى به ظهره لم يبقى عليه شيء وإنما يربطونه على أعناقهم ويجعلونه يتدلى إلى الأسفل حتى إن أحدهم إذا صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم يخر من قامته من الجوع والخصاصة ومع ذلك يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة ويقول : ( لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة عند الله ) وبعض المصلين مع النبي صلى الله عليه وسلم من الأعراب يقولون هؤلاء مجانين يسقطون من قامتهم لماذا وما يظنون أنه من الجوع ، وأبو هريرة رضي الله عنه كان يسقط ما بين منبر رسول الله وحجرة عائشة من الجوع يأتي الآتي فيظن أن به جنون مس فيضع رجله على رقبته قال والله ما بي إلا الجوع ، ولقد تعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأبي بكر فسأله ثم عمر فسأله وكلٌ يجيبه ثم ينصرف ثم لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : ( ألحق بي يا أبا هر ) وأتي إلى بيته وليس في بيته شيء قال : ( أنى لنا هذا اللبن ) وجد لبناً قالوا يا رسول الله لبنٌ أهداه لك بعض جيرانك فقال : ( يا أبا هريرة أدعو أصحاب الصفة ) فدعا أصحاب الصفة قال لو تركنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أصيب من ذلك اللبن شيئاً وما عسى هذا اللبن أن يصيب أهل الصفة نحو سبعين أو الثمانين شيء في القدح ما عسى أن يكفيهم فدعاهم وأخذوا مجالسهم وجعل أبو هريرة يعطيهم فيشربوا ثم يعطي الواحد فيشرب حتى انتهى إلى آخرهم وبقي في القدح لبن قال : ( أجلس يا أبا هريرة فاشرب ) قال فشربت ، قال : ( اجلس وسم وأشرب ) قال : فشربت ثم قال والله يا رسول الله لا أجد له مسلكاً فجلس رسول الله صلى الله عليه وسمَ وشرب الفضلة ، الشاهد من هذا أن تلك الحالات التي حصلت لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم أيضاً للخلفاء الراشدين بعده ثم أيضاً لعام الرمادة لعلكم تذكرون عام الرمادة الذي حصل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الجوع والقحط ، ما حصل منهم أن فعلوا ما فعلوا هؤلاء العمي هؤلاء الجهال هؤلاء الذين لم يتضلعوا من الكتاب والسنة ولم يرجعوا إلى أهل العلم إنما إلى الغوغاء من جهلتهم والله سبحانه وتعالى قد قال :  فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون  فأين هذا . غاية ما عند القوم وما يدندنون به قصةٌ موضوعة فقد ذكر أبو نعيم في " الحلية " وذكره أيضاً في " صفة الصفوة " والذهبي في " تأريخ الإسلام " وهكذا في " الدلائل " لأبي نعيم من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك ومن طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة وهو كذاب قد كذبه جماعة من أهل الحديث أن عمر بن الخطاب قال له ابن عباس ما سبب تسميتك بالفاروق قال : سبب تسميتي بالفاروق أني لما أسلمت وكان سبب إسلامي أني أتيت إلى أختي فذكرها فوجدتها قد أسلمت فذكر أنه ضربها وأنه آذاها ثم بعد ذلك ندم وأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جبذه وقال له : ( أما آن لك يا ابن الخطاب أن تسلم ) قال فأسلمت وعند أن أسلمت قلت يا رسول الله أنحن على الحق أم ليس على الحق قال : ( بلى نحن على الحق ) قال : فما ينبغي لنا أن نسكت فخرجت أنا في صف وحمزة في صف ويُسمع لنا قديد كقديد الطحين معنى زجله وخرج ، وأنت قد علمت أيها المسلم أن هذه القصة قد نزه الله بها عمر بن الخطاب وقد نزه الله عنها حمزة وقد نزه الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يخرجوا مثل المعزة في الشوارع أبداً لأنها ضعيبفة فيها متروك وكذاب ولو صحت تلك الفعلة لكانت حادثة عين فضلاً من أن تكون تشريع على جميع الأمم أو أعني أنها تسري على جميع الملة وفي كل زمان ما فُعلت تلك الحالة الحاصل من هذا أنه ليس عند القوم ما يحتجوا به من كتاب ولا سنة غير ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم خذ القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه فأنى يكون للناس النصر وأنى يكون لهم الفلاح وأنى يكون لهم الخير وقد رغبوا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) أعني أنه إذا ارتضى أفعال الكفار ورآها أنها أهدى من فعل الله ورسوله ومن كلام الله وفعل رسوله صلى الله عليه وسلم يكون قد رغب من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعوذ بالله . نسأل الله السلامة والعافية . عباد الله إن المخارج من الفتن كثيرة منها الدعاء فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد كان يدعوا يوم بدرٍ يدعو حتى يسقط رداءه ويقول له أبو بكر يا رسول الله كفاك مناشدة ربك قد ألححت على ربك ، وهكذا لما قُتل بعض القراء رفع يديه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يدعو لناس يقول : ( اللهم أنج فلان ابن فلان اللهم أنج فلان ابن فلان ) ولقد مكث شهراً يدعو لأناسٍ هذه سبل من سبل أيضاً النصر الدعاء وانتظار الفرج والصبر  ومن يتق الله يجعل له مخرجاً  ، والابتعاد عن الظلم فإننا إذا كنا ظالمين عاصين لسنا منصورين لأن الله سبحانه وتعالى إنما ينصر رسوله  إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد  وهكذا من أسباب النصر الابتعاد عن التشبه بالكفار إما التشبه بهم فقد تقدم قليل من ذلك .

    والحمد لله رب العالمين

    نقلاً عن
    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات Albaidha1

    لطفــــــــاً .. من هنـــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات Empty رد: الدلائل البينات في تحريم المظاهرات

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.08 12:08

    المظاهرات والاعتصامات وتجمعات السفهاء
    .(سلطان العيد )

    بسم الله والحمد لله

    وبعد :


    أعد فضيلة الشيخ سلطان العيد إمام وخطيب جامع خالد بن الوليد في الرياض بحثا علميا قيما بعنوان:

    " ليس من الجهاد في شيء "

    جمع فيه النصوص الشرعية والفتاوى العلمية المتعلقة ببعض الشبه التي يثيرها أتباع الجماعات المتطرفة، خصوصا ما يختص بأحكام الجهاد في الإسلام.

    وبيّن فضيلته في هذا البحث الغاية من الجهاد في الإسلام والوسائل المشروعة لإبلاغ دعوته


    كما فند بالحجة والبرهان كل الأباطيل والشبه التي تعلق في أذهان بعض المتحمسين من الشباب.

    " الدعوة "

    تنشر البحث كاملا في هذا العدد مؤملة أن يكون فيه نفع وفائدة للقارئ.

    إن الإسلام الذي رضيه الله لنا دينا، وبعث به خاتم النبيين محمدا صلى الله عليه وسلم ، إنه والله لدين الوفاء والأمانة، دين العدل والصدق، دين البر والصلة


    قال الله تعالى :
    {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}
    [الإسراء: 34]

    وقال تعالى :
    {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}
    [المائدة: 8]

    وقال تعالى :
    {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}
    [التوبة: 119]

    وقال تعالى :
    { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا··}
    [النساء: 36]

    وقال تعالى :
    { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ·· }
    [الرعد: 21]

    والآيات في ذلك كثيرة بحمد الله·

    وإن دين الإسلام كما يأمر بالأخلاق الفاضلة والآداب العادلة، فإنه يحارب الغدر والجور، والكذب والخيانة، والعقوق والقطيعة·

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :
    إذا حدث كذب
    وإذا أؤتمن خان
    وإذا عاهد غدر
    وإذا خاصم فجر " ·

    وقال صلى الله عليه وسلم :

    " لا يدخل الجنة قاطع "
    يعني قاطع رحم.

    وقال صلى الله عليه وسلم :
    " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " ·

    إن الوفاء بالعهد من أخلاق الإسلام الفاضل، التي أمر الله بها وحث عليها ورغب فيها، وإن الغدر والخيانة من الأخلاق الذميمة التي حرمتها الشرائع، وتنفر منها الطبائع، وإن من أعظم الغدر: قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق·

    الأنفس المحرمة

    وليست النفس المحرمة هي نفس المؤمن فقط، بل النفوس التي حرمها الله، وحرم قتلها أربع أنفس:

    نفس المسلم
    ونفس الكافر الذمي
    ونفس الكافر المعاهد
    ونفس الكافر المستأمن·

    هذه الأنفس كلها محترمة في كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ·

    حرمة نفس المسلم

    أما نفس المسلم فظاهر احترامها، وهو من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فمن أظهر لنا إسلامه فنفسه محرمة، وإن عمل ما عمل من المعاصي التي لم يدل القرآن والسنة على أنها تبيح قتله


    قال تعالى :
    { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}
    [النساء: 93]·

    وقال تعالى :

    { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا"
    (69) إلا من تاب ..(70) }
    [الفرقان].


    وأما تحريم قتل الذمي والمعاهد،

    فلما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما "
    رواه البخاري " 1366" ·

    وقال

    : " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما "
    خرجه البخاري "6862" ·


    وأما المستأمن

    فقد قال الله في كتابه :
    { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ··}
    [التوبة: 6]
    أي اجعله في حماية منك حتى يبلغ المكان الآمن من بلده·

    وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :

    " ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل "
    متفق عليه(1)·

    ومعنى الحديث :

    " أن المسلم إذا أمن إنسانا، وجعله في عهده، فإن ذمته ذمة للمسلمين جميعا، من أخفرها وغدر بالذي أعطي الأمان من مسلم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وإننا نلعن من لعنه الله ورسوله وملائكته، ونصدق خبره " أنه لا يقبل منه صرف ولا عدل·

    ============

    خطورة التفجيرات

    وبذلك تعرف خطأ عملية التفجير التي وقعت في عاصمة بلاد الحرمين، في مكان آهل بالسكان، المعصومين في دمائهم وأموالهم، والذي حصل من جرائه إزهاق للأنفس وسفك للدماء المعصومة، فقتل وأصيب أكثر من مئتين، منهم المسلمون والأطفال والشيوخ والكهول والشباب، وتلف من جراء ذلك أموال ومساكن كثيرة·

    ولا شك أن هذه العملية لا يقرها شرع ولا عقل ولا فطرة·

    الأدلة الشرعية على حرمة التفجيرات

    أما الشرع فقد تقدمت النصوص من الكتاب والسنة الدالة على احترام المسلمين في دمائهم وأموالهم، وكذلك الكفار الذين لهم ذمة أو عهد أو أمان

    وأن احترامهم من محاسن دين الإسلام: دين العدل والأمانة والوفاء
    ولا يلزم من ذلك محبة ولا موالاة
    ولكنه الوفاء بالعهد إن العهد كان مسئولا·


    الأدلة الفعلية

    وأما العقل، فلا يقرها أيضا، لأن العاقل لا يأتي أمرا محرما، لأنه يعلم سواء عاقبته في الدنيا والآخرة، ولا شك أن هذه الفعلة الشنيعة لا خير فيها، بل يترتب عليها من المفاسد ما سيأتي ذكره قريبا·


    مخالفته للفطرة

    وأما مخالفة هذه الجريمة للفطرة، فلأن كل ذي فطرة سليمة يكره العدوان وظلم الخلق، فماذ ذنب القتلى والمصابين بهذا الحادث من المسلمين، وما ذنب الآمنين على قرشهم في بيوتهم، وما ذنب المصابين من المعاهدين والمستأمنين، وما ذنب الأطفال والشيوخ والعجائز، إنه لحادث منكر، لا مبرر له، وإنه انجراف فكري، وثمرة من ثمار الجماعات الدعوية الحزبية الوافدة إلى بلاد الحرمين، فقد صرفت بعض شبابنا عن دعوتنا السلفية دعوة الإمام المجدد إلى دعوات حركية بدعية، عمادها التكفير والعداء.

    =========

    وأما مفاسد هذه التفجيرات فكثيرة منها:

    أولا:
    إنها معصية لله ورسوله، وانتهاك لحرمات الله، وتعرض للعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وألا يقبل من فاعله صرف ولا عدل.

    ثانيا:
    من مفاسده تشويه سمعة الإسلام، فإن أعداء الدين سوف يستغلون هذا الحدث للطعن في الإسلام وتنفير الناس عنه، مع أن الإسلام بريء من ذلك، فأخلاق الإسلام: صدق وبر ووفاء، ودين الإسلام يحذر من هذا العدوان وأمثاله أشد التحذير.

    ثالثا:
    من مفاسد هذه الفعلة القبيحة أعني التفجير في الرياض: أنها توجب الفوضى في هذه البلاد التي ينبغي أن تكون أقوى بلاد العالم في الأمن والاستقرار، لأن فيها بيت الله الحرام، الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، ولأن فيها الكعبة التي جعلها الله قياما للناس، تقدم بها مصالح دينهم ودنياهم، قال تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ..} [المائدة: 97].

    ومن المعلوم أن الناس لن يصلوا إلى هذا البيت إلا عن طريق المرور بهذه البلاد جميعها من إحدى الجهات، فحسبنا الله على من سعى في زعزعة أمن بلاد الحرمين·

    رابعا:
    من المفاسد ما حصل بهذه الفعلة من تلف النفوس والأموال، وما حصل للمعصومين من رعب وفزع وخوف، كما شاهد الناس ذلك في وسائل الإعلام، ووالله إن القلوب لتحزن وإن الأعين لتدمع حين يشاهد الإنسان الأطفال والعجائز وهم يخرجون من تحت الأنقاض قتلى، أو على سرر التمريض ما بين مصاب بعينه أو رأسه أو قد بترت يده ورجله، تدور أعينهم فيمن يعودهم، ولا يملكون رفعا لما وقع ولا دفعا لما يتوقع، فهل أحد يقر بهذا أو يرضى به؟

    ووالله لا ندري ماذا يراد من هذه الفعلة: أيراد الإصلاح؟

    إن الإصلاح لا يأتي بمثل هذا، وإن السيئة لا تأتي بحسنة، ولن تكون الوسائل المحرمة طريقا للإصلاح أبدا·

    ثم إن أهل العدل والإنصاف يقرون أن بلاد الحرمين خير بلاد المسلمين اليوم، في الحكم بما أنزل الله، واجتناب سفاسف الأمور ورديء الأخلاق .

    ليس في بلادنا ولله الحمد قبور يطاف بها وتعبد .
    وليس فيها خمور تباع وتشرب .
    وليس فيها كنائس يعبد فيها غير الله .
    وليس فيها مما هو معلوم في كثير من بلاد المسلمين اليوم .
    مع ما ننعم به من أمن وعدل واجتماع كلمة .

    فهل يليق بناصح لله ورسوله والمؤمنين، هل يليق به أن ينقل الفتن إلى بلادنا

    {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}
    [الحشر: 18]·

    ============

    لماذا فعلوها؟

    من أسباب تلك الفعلة الشنيعة:

    ما ألصق بالجهاد مما ليس منه، فالجهاد ذروة سنام الإسلام، فيه الوفاء والصدق والعدل، وهو بريء من أفعال أولئك الجهال: فليس من الجهاد في شيء: القيام بالاختطاف والتفجيرات والاغتيالات، قال الله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} [المائدة: 33]· وقال رسوله الله صلى الله عليه وسلم : " أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه " خرجه البخاري " 6488 " ·

    وقال صلى الله عليه وسلم :
    " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دما حراما "
    خرجه البخاري " 6862 " ·
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات Empty رد: الدلائل البينات في تحريم المظاهرات

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.08 12:20

    من أقوال العلماء في حكم التفجيرات

    وقد تواترت آراء وفتاوى العلماء على تحريم هذه الأفعال فقد جاء في بيان هيئة كبار العلماء حول هذه التفجيرات ما نصه:

    إن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، علمت ما حدث من التفجير الذي وقع في حي العليا بمدينة الرياض، وأنه قد ذهب ضحيته نفوس معصومة، وجرح بسببه آخرون، وروع آمنون، وأخيف عبار السبيل، ولذا فإن الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس والأموال، والأمن والاستقرار، ولا يفعله إلا نفس فاجرة، مشبعة بالغدر والخيانة، والحسد والبغي والعدوان، وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في تحريمه، ولا في بشاعة جرمه وعظيم إثمه(2).

    وصدر عن هيئة كبار العلماء أيضا بيان في استنكار التفجير الذي وقع في مدينة الخبر قبل عدة سنوات، ومما جاء فيه:

    أن مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، إذ يبين تحريم هذا العمل الإجرامي في الشرع المطهر، فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا العمل، وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه، وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف، وعقيدة ضالة، فهو يحمل إثمه وجرمه، فلا يحتسب عمله على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام، المعتصمين بالكتاب والسنة، والمتمسكين بحبل الله المتين، وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة (3).

    وقال الشيخ ابن عثيمين في حادث تفجير الخبر:

    لا شك أن هذا العمل لا يرضاه أحد، كل عاقل، فضلا عن المؤمن، لأنه خلاف الكتاب والسنة، ولأن فيه إساءة للإسلام في الداخل والخارج.. ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم، ولكن بحول الله إنه لا يفلح الظالمون، سوف يعثر عليهم إن شاء الله، ويأخذون جزاءهم، ولكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث، منهج الخوارج الذي استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين " (4) ا·هـ·

    قال العلامة ابن باز ـ غفر الله له ـ:
    " لا يجوز قتل الكافر المستأمن أدخلته الدولة آمنا، ولا قتل العصاة ولا التعدي عليهم " (5).

    ومما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ، في التحذير من إيذاء المعاهدين أو ظلمهم: قوله صلى الله عليه وسلم : " ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة " رواه أبو داود وصححه الألباني (6).

    وسئل العلامة ابن باز (7) غفر الله له، عن حكم الاعتداء على الأجانب السياح والزوار في البلاد الإسلامية؟ فأجاب بقوله: هذا لا يجوز، الاعتداء لا يجوز على أي أحد، سواء كانوا سياحا أو عمالا، لأنهم مستأمنون، دخلوا بالأمان فلا يجوز الاعتداء عليهم " ا·هـ·

    وقال العلامة ابن عثيمين غفر الله له(8): " إن من أعظم الغدر: قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وليست النفس المحرمة هي نفس المؤمن فقط، بل النفوس التي حرمها الله وحرم قتلها: أربع أنفس: نفس المؤمن، ونفس الكافر الذمي، ونفس الكافر المعاهد، ونفس الكافر المستأمن " ا·هـ·

    قتل النفس في العمليات الانتحارية

    وقد حذر العلماء دوما من قتل النفس حتى ولو بنية الشهادة، فقد سئل العلامة ابن باز غفر الله له (9): عن حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود؟ فأجاب بقوله: نبهنا غير مرة أن هذا لا يصح، لأنه قتل للنفس، والله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم} [النساء: 29]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة " ا·هـ·

    وقال الشيخ الألباني غفر الله له (10): " العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة وكلها محرمة·· وقال: هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقا " ·

    وقال الشيخ ابن عثيمين غفر الله له(11): " أما ما يفعله بعض الناس من الانتحار، بحيث يحمل آلات متفجرة، ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله·

    فهذه فتاوى علماء الدنيا الثلاثة ابن باز، والألباني وابن عثيمين، فمن الناس بعدهم·

    ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالد مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " خرجه الإمام مسلم في الصحيح " 109 " ·

    إن الخروج على ولي الأمر، وقتل رجال الأمن المسلمين من كبائر الذنوب، وليس من الجهاد في سبيل الله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حمل علينا السلاح فليس منا " ، رواه مسلم " 98 ـ99 " · وقال صلى الله عليه وسلم : " من أتاكم وأمركم جميعا على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه " وفي رواية: " فاضربوه بالسيف كائنا من كان " رواه مسلم " 1852 " ·

    ولما قيل للعلامة ابن باز: إن الجماعة الإسلامية تقول إنكم تؤيدون ما تقوم به من اغتيالات للشرطة وحمل السلاح عموما، هل هذا صحيح؟ وما حكم فعلهم؟ فأجاب ـ رحمه الله ـ بقوله:

    إن كان أحد من الدعاة في الجزائر قال عني، إني قلت لهم يغتالون الشرطة، أو يستعملون السلاح في الدعوة إلى الله، فهذا غلط، ليس بصحيح، بل هو كذب، إنما تكون الدعوة بالأسلوب الحسن··· أما الدعوة بالاغتيالات أو بالقتل أو بالضرب فليس هذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا من سنة أصحابه صلى الله عليه وسلم (12). ا.هـ.

    والتنظيمات السرية والتدريبات المشبوهة

    إن طريق أهل البدع: السرية والخفاء في دعوتهم، كما قال عمر بن عبدالعزيز: إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة·

    فالحذر الحذر من الاجتماعات السرية، التنظيمات الخفية والتدريبات المريبة، وأشرطة ومنشورات الفتنة والخوارج فاحذروها، ولو كانت باسم الدعوة والجهاد.

    الافتيات على الإمام والجهاد دون إذنه

    يشترط للجهاد أن يكون تحت راية بقاتل من ورائها، يقودها إمام المسلمين وهو السلطان، أو من ينبيه، ومن الأدلة على ذلك:

    1ـ ما خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ·· إنما الإمام جنة، يقاتل من ورائه ويتقى به " .

    قال النووي في قوله صلى الله عليه وسلم : " الإمام جنة " أي: كالستر؛ لأنه منع العدو من أذى المسلمين، ويمنع الناس بعضهم من بعض، ويحمي بيضة الإسلام، ويتقيه الناس ويخافون سطوته· ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : " يقاتل من ورائه " : أي يقاتل معه الكفار والبغاة والخوارج وسائر أهل الفساد والظلم مطلقا " ا·هـ·

    ومن الأدلة قوله صلى الله عليه وسلم: " الغزو غزوان، فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة، وعصى الإمام وأفسد في الأرض، فإنه لم يرجع بالكفاف " رواه أبو داود " 2155 " وحسنه الألباني.

    ومن الأدلة ما رواه عبدالله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم· قال: ففيهما فجاهد " ، رواه البخاري " 3004" · فهذا الرجل جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فدل على أنه لا بد من إذن الإمام في الجهاد·

    قال الإمام أحمد بن حنبل في أصول السنة: و " الغزو ماض من الأمراء إلى يوم القيامة، البر والفاجر لا يترك " (13)· وقال أبو داود: " قلت للإمام أحمد: إذا قال الإمام ـ يعني السلطان ـ: لا يغزون أحد من أهل عين زربة؟ قال أحمد: فلا يغزون أحد منها " (14).

    وقال الموفق ابن قدامة في كتابه المغنى (15): " وأمر الجهاد موكول إلى الإمام واجتهاده، ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك " ·

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: " والجهاد لا يقوم به إلا ولاة الأمور " (16)·

    وحذر أئمة الدعوة السلفية كما في السنية، ممن يفتاتون على السلطان في أمور الجهاد فقالوا: " رأينا أمرا يوجب الخلل على أهل الإسلام، ودخول التفرق في دولتهم، وهو: الاستبداد دون إمامهم، بزعمهم أنه بنية الجهاد، ولم يعلموا أن حقيقة الجهاد ومصالحة العدو، وبذل الذمة للعامة، وإقامة الحدود: إنها مختصة بالإمام، ومتعلقة به، وليس لأحد من الرعية دخل في ذلك إلا بولايته·· " (17) ا·هـ·

    وقال الشيخ سعد بن عتيق: " ومما انتحله بعض هؤلاء الجهلة المغررين: الاستخفاف بولاية المسلمين، والتساهل بمخالفة إمام المسلمين، والخروج عن طاعته، والافتيات عليه بالغزو وغيره، وهذا من الجهل والسعي في الأرض بالفساد بمكان، يعرف ذلك كل ذي عقل وإيمان " (18) انتهى من الدرر السنية في الأجوبة النجدية·

    وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: " لا بد له ـ أي الجهاد ـ من شروط، منها: أن يكونوا تحت راية إمام يجاهدون بأمره " (19) ا·هـ·

    وسئل الشيخ الفوزان عن حكم الذهاب للجهاد دون موافقة ولي الأمر مع أنه يغفر للمجاهد من أول قطرة من دمه؟ فأجاب حفظه الله بقوله: لا يكون مجاهدا، إذا عصى ولي الأمر وعصى والديه لا يكون مجاهدا، يكون عاصيا " (20)·

    إذن الوالدين

    ولا بد للجهاد من استئذان الوالدين، فلا يجوز لمؤمن أن يعصيهما في ذلك، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، فقال: هل لك أحد باليمن؟ قال: أبواي· قال: أذنا لك؟ قال: لا· فقال صلى الله عليه وسلم : " ارجع إليهما فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما " رواه أبو داود وصححه الألباني (21)·

    وعن معاوية بن جاهمة السلمي، أن جاهمة ـ رضي الله عنه ـ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت استشيرك· فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم· فقال صلى الله عليه وسلم : " فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها " رواه النسائي، وصححه الألباني (22).

    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قال جمهور العلماء يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين؛ لأن برهما فرض عين، والجهاد فرض كفاية " (23) ا·هـ·

    وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (24): أن محمد بن طلحة أراد الغزو، فأتت أمه عمر ـ رضي الله عنه ـ، فأمره أن يقيم، فلما ولي عثمان ـ رضي الله عنه ـ، أراد الغزو، فأتت أمه عثمان فأمره أن يقيم.

    وفي المصنف أيضا (25)، أن رجلا أتى ابن عباس ـ رضي الله عنهما فقال: إني أردت أن أغزو وإن أبوي يمنعاني فقال ابن عباس، أطع أبويك واجلس، فإن الروم ستجد من يغزوها غيرك.

    وعن الحسن البصري قال: " إذا أذنت لك أمك في الجهاد، وأنت تعلم أن هداها عندك في الجلوس فاجلس " (26).

    وقال الإمام أحمد: " إن أذنت من غير أن يكون في قلبها لطخ وإلا فلا تغز " (27).

    وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن بازـ رحمه الله ـ: لا يجوز الذهاب للجهاد إلا بإذن الوالدين ورضاهما بذلك، لأن طاعتهما واجبة ومقدمة على غيرها بعد طاعة الله " (28). ورد الشيخ أحمد النجمي على من يخص الاستئذان بوحيد والديه: بأن هذا رد للنصوص بالرأي، ثم إن البر واجب على جميع الأبناء كل بعينه لا يقوم به أحدهم عن الآخر والمقصود من جلوسه عند والديه دفع أذى الغيبة والفراق (29)، فاتقوا الله معاشر الأبناء.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات Empty رد: الدلائل البينات في تحريم المظاهرات

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.08 12:23


    تنحية فتاوى العلماء الربانيين

    إن الجهاد عبادة والذي يفتي في هذه العبادة هم الذين يفتون في غيرها من العبادات كالصلاة والزكاة والحج، هم العلماء العارفون بالكتاب والسنة، فهم أعلم الناس بأحكام الجهاد وشروطه وضوابطه، وأما ما يدعيه بعضهم: من أنه لا يعلم الجهاد وأحكامه إلا أهل الثغور ومن ذهب إلى ساحات القتال: فهذا القول باطل، الغرض منه تهميش فتاوى العلماء، وتصدير بعض الجهال·

    وقال الشيخ الألباني في رده على هذه الشبهة: " صحيح أن الألباني أو ابن باز يمكن ما يعرفان حمل السلاح، لكن ألا يعرفان أحكام الجهاد؟؟ ما معنى هذا الكلام؟ هذا من توسيل الشيطان لهم، تزيينه لفتاواهم المخالفة للكتاب والسنة " ا.هـ.

    فالواجب على من يجهل أحكام الجهاد، أن يتقي الله في الدماء، ولا يتكلم في دين الله بلا علم، قال تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} [النحل: 116].

    وكم جر هؤلاء الجهلة على الأمة من المصائب بفتاواهم، فضلوا وأضلوا، وأقحموا الأمة في نزاعات ومصادمات لا فائدة منها، بل الضرر والشر والتضييق على أهل الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا يتنزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " خرجه البخاري "100" · وفي رواية: " فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون " " البخاري 7307" ·

    غاية الجهاد

    ليس من الجهاد في شيء سفك دماء الكفار بدون حق، بل الغاية من الجهاد في الإسلام هو إقامة دين الله في الأرض، وتحكيم شرعه وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، قال الله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} [الأنفال: 39].

    قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسير هذه الآية: " ذكر تعالى المقصود من القتال في سبيله، وأنه ليس المقصود به سفك دماء الكفار وأخذ أموالهم، ولكن المقصود به أن يكون الدين لله تعالى، فيظهر دين الله على سائر الأديان، ويدفع كل ما يعارضه من الشرك وغيره، وهو المراد بالفتنة، فإذا حصل المقصود فلا قتل ولا قتال " انتهى " تفسير ابن سعدي ص 98 ط·الرسالة " ·

    وفي الصحيحين (30) من حديث أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " .

    ولذلك، فإن من قاتل نصرة لمذهب أو رجل أو جماعة إسلامية حزبية ليست على منهاج النبوة وما كان عليه السلف الصالح فإن ذلك ليس من الجهاد في سبيل، ولا من القتال لإعلاء كلمة الله.

    المظاهرات

    وليس من الجهاد في شيء: القيام بالمظاهرات والاعتصامات وتجمعات السفهاء·

    فقد سئل الشيخ ابن باز ـ غفر الله له ـ (31): عن المظاهرات والاعتصامات، هل هي من الجهاد؟ فقال: لا· هذا غلط غلط، هذا فتنة، وشر لا يصلح.

    وسئل ـ رحمه الله ـ عن المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة، وهل تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة، وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله؟

    فأجاب بقوله (32): لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكن أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي بغير حق، ولكن الأسباب الشرعية: المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق الشرعية... بالمكاتبة والمشافهة مع المخطئ ومع الأمير ومع السلطان... دون التشهير على المنابر بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان. انتهى.

    وقال العلامة ابن عثيمين ـ غفر الله له ـ (33): " لا نؤيد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيدها إطلاقا، ويمكن الإصلاح بدونها " ·

    وقال الشيخ الفوزان ـ حفظه الله ورعاه ـ (34): المظاهرات ليست من أعمال المسلمين، وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ورحمة وانضباط، لا فوضى فيه ولا تشويش ولا إثارة فتن.. والحقوق يتوصل إليها بغير هذه الطريقة بالطرق الشرعية.. والمظاهرات تحدث فتنا وسفك دماء، وتخريب أموال ولا تجوز هذه الأمور. ا.هـ.

    التكليف مناط بالقدرة

    وليس من الجهاد في شيء: إقحام أمة الإسلام في حروب لا طاقة لها بها·

    فإن من فضل الله ورحمته بعباده أنه لم يكلفهم إلا ما يطيقون، قال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها··} [البقرة: 286]، وقال صلى الله عليه وسلم : " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " متفق عليه " البخاري 8827، مسلم 7313 " .

    ولذلك فإن للمسلمين ألا يقاتلوا عدوهم إذا كان يفوقهم عددا وعدة، حقنا لدماء أهل الإسلام، وصيانة للأعراض، وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك:

    فإن الله لم يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقت الضعف في مكة بقتال قريش؛ لعدم قدرتهم على ذلك.

    وهذا موسى نبي الله عليه الصلاة والسلام، يأمره ربه بالخروج هو ومن معه لما أراد فرعون قتلهم ولم يأمرهم بالجهاد لضعفهم، قال تعالى: {فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون} [الدخان: 23].

    وفي صحيح مسلم (35) من حديث النواس بن سمعان ـ رضي الله عنه ـ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر خروج الدجال وقتل عيسى له ثم قال: فبينما هو كذلك، إذا أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور فأمره الله بالتحرز والتحصن ولم يأمره بالقتال.

    قال الله تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم} [الأنفال: 16].

    قال الحافظ ابن كثير: " إن كان العدو كثيفا فإنه يجوز مهادنتهم، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة، وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية " ا·هـ.

    قال الشيخ ابن عثيمين (36): " لا بد فيه ـ أي الجهاد ـ من شرط، وهو أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال، فإن لم يكن لديهم قدرة، فإن إقحام أنفسهم في القتال: إلقاء بأنفسهم إلى التهلكة " ا·هـ.

    وقال ـ رحمه الله ـ فيمن يوجب على المسلمين قتال الدول الكافرة التي هي أقوى من المسلمين بكثير: علق ـ رحمه الله ـ على ذلك بقوله: إنه من الحمق·· كيف نقاتل، هذا تأباه حكمة الله ويأباه شرعه " (37)·

    احترام العهود

    وليس من الجهاد أن يعتدي المسلمون على من كان بينهم وبينه عهود ومواثيق·

    قال تعالى: {··وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير} [الأنفال: 72].

    قال الحافظ ابن كثير ـ غفر الله له ـ: يقول الله تعالى: وإن استنصروكم هؤلاء الأعراب الذين لم يهاجروا، في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم، فإنه واجب عليكم نصرهم، لأنهم إخوانكم في الدين، إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار بينكم وبينهم ميثاق، أي: مهادنة إلى مدة، فلا تخفروا ذمتكم، ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم، وهذا مروي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ·ا·هـ·

    وقال الشيخ السعدي في تفسيره: قوله تعالى : {إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق}، أي: عهد بترك القتال، فإنهم إذا أراد المؤمنون المتميزون الذين لم يهاجروا قتالهم فلا تعينوهم عليهم، لأجل ما بينكم وبينهم من الميثاق "(38)·
    واليكم الرابط
    مـــــــــن هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
    avatar
    أم عبد الله السلفية
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 232
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالبة علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 07/05/2008

    الدلائل البينات في تحريم المظاهرات Empty رد: الدلائل البينات في تحريم المظاهرات

    مُساهمة من طرف أم عبد الله السلفية 16.01.09 21:12

    Crying or Very sad


    سماحة الإمام ابن باز

    سماحة الإمام ابن باز

    الإمام ابن باز والإمام ابن عثيمين
    العلاّمة عبد العزيز آل الشيخ
    العلاّمة الشيخ صالح الفوزان
    العلاّمة الشيخ صالح الفوزان
    العلاّمة الشيخ صالح الفوزان
    العلاّمة الشيخ صالح اللحيدان
    العلاّمة الشيخ صالح آل الشيخ
    العلاّمة عبد العزيز الراجحي
    العلاّمة عبد العزيز الراجحي
    العلاّمة الشيخ عبيد الجابري
    العلاّمة الشيخ عبد المحسن العبيكان

    سماحة الإمام ابن باز

    سماحة الإمام ابن باز

    الإمام ابن باز والإمام ابن عثيمين
    العلاّمة عبد العزيز آل الشيخ
    العلاّمة الشيخ صالح الفوزان
    العلاّمة الشيخ صالح الفوزان
    العلاّمة الشيخ صالح الفوزان
    العلاّمة الشيخ صالح اللحيدان
    العلاّمة الشيخ صالح آل الشيخ
    العلاّمة عبد العزيز الراجحي
    العلاّمة عبد العزيز الراجحي
    العلاّمة الشيخ عبيد الجابري
    العلاّمة الشيخ عبد المحسن العبيكان


      الوقت/التاريخ الآن هو 23.11.24 18:51