خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:19

    * الأمر الخامس من الشبهات في تكفير الدولة السعودية: كلامه في تكفير دولة التوحيد لأنها تحارب وتسجن الدعاة والمصلحين:

    تحدث المقدسي العنيد في كتابه تحت عنوان ( المعاهدة الأمنية المغربية السعودية ) أن هذه الدولة تسجن المجاهدين وتعين على سجنهم لا لشيء ، إلا لقولهم ربنا الله !! وجعل هذا من ردتها وكفرها .

    جعل المقدسي العنيد مناط الحكم ( أي سبب السجن ) هو قولهم " ربنا الله ، وأنهم مجاهدون " وهذه مكابرة تكفي في إقناع متمعنها بجهل وبغي وحسد هذا العنيد لدولة التوحيد ، فلا يعول على نقله ولا حكمه لأنه جمع بين سببي الضلال الجهل والظلم ، كما قال تعالى ) إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً( .

    والرد على كلامه من أوجه :

    1/ أن أكثر الذين ذهبوا إلى الجهاد وعادوا لم يسجنوا ولم يمسوا بسوء ، وخير برهان هو الواقع المشاهد الذي نعايشه ، وهو أوضح من أن يمثل عليه ، فلو كان هذا هو سبب السجن لما ترك هؤلاء[1] .

    2/ أن علماء السنة الكبار كالإمام ابن باز وابن عثيمين – رحمهما الله – كانوا يدعون ويحثون على الجهاد الأفغاني الأول ، ولو كان السبب ما تزعم لكانوا أولى بالسجن هم وطلابهم السائرون على طرقتهم .

    3/ أن الدولة السعودية – حماها الله – وقفت مع الجهاد الأفغاني الأول وقفة مشرفة وصدعت بالتأييد حتى في هيئة الأمم المتحدة ، وإليك مقتطفات من كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في هيئة الأمم المتحدة التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين بتاريخ 17/1/1406هـ في الجمعية العامة للأمم المتحدة: إننا من على هذا المنبر نعرب عن ارتياحنا لموقف الولايات المتحدة الأمريكية المؤيد للشعب الأفغاني في حقه في تقرير مصيره .. كما نعرب عن ارتياحنا لموقف الاتحاد السوفيتي المؤيد للشعب الفلسطيني في حقه في تقرير مصيره ، إلا أن مؤازرة الاتحاد السوفيتي للقضية العربية وتأييده للحق العربي في فلسطين لا يبرر إطلاق يده في أفغانستان واحتلالها عسكرياً وسلب الشعب الأفغاني استقلاله وكرامته .. كما أن معارضة الولايات المتحدة للاحتلال السوفيتي لأفغانستان ومطالبتها بمنح حق تقرير المصير للشعب الأفغاني لا يبرر دعمها غير المحدود وغير المشروط لإسرائيل وعدم تأييدها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وإقامة دولته على أرضه ويجب على الولايات المتحدة تأييد الحق والعدل والشرعية الدولية – ثم قال – إن مصداقية هذه المنظمة معرضة للاهتزاز إذا هي استمرت بالاكتفاء بإصدار القرارات والتوصيات ، لقد حثت الأمم المتحدة وأدانت بما فيه الكفاية ومع ذلك لم تتحقق التسوية الشاملة والعادلة لهذه القضية ( قضية فلسطين )، ونتساءل بعد ذلك هل بقي أمام الأمم المتحدة سوى دفع هذا الإجماع من مستوى الإدانة إلى مستوى الإجراء الملموس للوصول إلى تلك التسوية .

    إن هذه المنظمة لم يعد أمامها من خيار سوى استرجاع مصداقيتها والتأكيد عليها بإعطاء قراراتها صفة الجدية ولا جدية دون تنفيذ . – ثم قال – إن ما حدث في أفغانستان لهو مؤشر خطير لما يمكن أن يحدث في العالم ، والعالم الثالث بصفة خاصة ، إذا استمر هذا التوجه دون وقفة حاسمة من المجتمع الدولي . فمن يدافع عن شعوب دول العالم الثالث إزاء احتلال مباشر مماثل لما تعرضت له الشقيقة أفغانستان . لقد دخل التواجد السوفيتي في أفغانستان عامه السادس وما زال المجاهدون الأفغان يخوضون حرباًَ ضارية دفاعاً عن دينهم وبلادهم وحقوقهم . ولقد بذلت منظمة المؤتمر الإسلامي جهوداً مكثفة لإزالة مظاهر القهر والاحتلال التي تعرض لها الشعب الأفغاني ليتمكن من تحرير إرادته وتأمين حقه في الحرية والاستقلال ، كما بذلت منظمة الأمم المتحدة جهوداً مشكورة لإيجاد حل لهذه القضية .

    إن المملكة العربية السعودية إذ تؤيد تلك المساعي ، فإنها تلفت النظر إلى أن أية جهود تبذل في هذا الإطار لابد وأن تأخذ بعين الاعتبار حقوق المجاهدين الأفغان ومطالبهم ، وهي إذ تحيي أولئك المجاهدين ، فإنها تؤيد تأييداً كاملاً مطالب الشعب الأفغاني بالجلاء عن أراضيه وإقامة حكم يرتضيه لنفسه يحافظ به على حياده ويحفظ عقيدته ا.هـ[2]

    فبالله عليكم – أهل الإنصاف – هل يقال لمن هذا موقفهم إنهم يسجنون المجاهدين ، ولأنهم مجاهون يقولون: ربنا الله !!؟ إذاً بقي أن نتساءل لماذا سجنت دولة التوحيد – حماها الله – بعض القادمين من الجهاد الأفغاني ؟

    السبب هو أن كثيراً من الشباب الموحد لما جاء إلى أرض أفغانستان للجهاد والدفاع عن أرض المسلمين تلقفتهم أيدٍ تكفيرية مفسدة تسعى إلى إفساد أفكارهم والتلبيس عليهم تجاه علمائهم وولاتهم ، فتحاول إقناعهم بفساد علمائهم وكفر حكامهم ، والبعض يحاول إقناعهم حتى بكفر علمائهم ، وليس هذا تقولاً وافتراء بل هو ما أقر به مؤلف هذا الكتاب المقدسي العنيد .

    وإليك شيئاً من إقراره :

    قال – عليه من الله ما يستحق -: فها هم الشباب الذين سافروا بتذاكرها المخفضة وبتشجيعها وتلبيسها… قد أمسوا اليوم جنداً للتوحيد وحماة للعقيدة.. يتربّصون بمشركي آل سعود أن يصيبهم الله بعذاب من عنده أو بأيديهم.. فتربَّصوا إنا متربِّصون.. ولتعلمنَّ نبأه بعد حين… ا.هـ



    إذا عرفت ماذا صار حال بعض الشباب المشاركين في الجهاد بعد ذهابهم إلى أرض أفغانستان عرفت سبب سجن بلاد التوحيد لهم . وكما قيل: إذا عرف السبب بطل العجب . وبهذا تعرف أن اتهام بلاد الحرمين بأنها تسجن المجاهدين والدعاة وهي في الواقع إنما تسجن أصحاب الأفكار الفاسدة الشاذة من جنس إطلاق اللفظ المجمل ليتم لبس الحق بالباطل ، كما هو صنيع أهل البدع في كل زمان وحين ؛ لذا إذا سمع هذه المقولة من لا دراية له استقر في نفسه أن بلاد الحرمين عدوة للإسلام والمسلمين – قاتل الله الظالمين - .

    قال شيخنا محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – فيما تقدم: والدروس في المساجد قائم إلا من حصل منه مخالفة ، أو خشي منه فتنة ، فهنا لابد أن يمنع الشر أو ما هو من أسباب الشر ا.هـ[3]



    وبهذا تم بتوفيق الله وعونه الرد على شبهاته الخمس التي كفر بها دولة التوحيد المملكة العربية السعودية – حرسها الله - ، وتبين أنه ليس عنده ما يستند عليه في دعوى التكفير الآثمة .

    فيا رحمتاه لشباب غرهم فاتبعوه فأفسد عليهم دينهم ودنياهم ، ويا أسفاه على طاقات وأعمار وأموال وأنفس أهدرت وضيعت في سبيل سراب ظنه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ، وفي سبيل جهالات وظنون وحماسات مفرطة وإعجاب بالنفس وإعراض عن العلماء زينت في أعين ناظريها باسم الدين والجهاد وعداوة الكفار .

    فيا أيها الألباب المنصفون أفليس لشباب المسلمين عليكم حق أن تحذرهم من هذه الظلمات التي هي أشد من السم الزعاف لما انكشفت ، واتضح أنه ليس لديه مستند في دعواه بتكفير دولة التوحيد .




    الثالث / مناقشة بعض كلامه المنثور في كواشفه :



    لقد ذكر في ثنايا كتابه أموراً رأيت من المهم تكميل هذا الرد بمناقشة كثير منها لما أرى من اغترار بعض الناس بها ، أو أخشى على آخرين الاغترار بها لا سيما والحصول على كتابه الكواشف ميسور – وقى الله المسلمين شره – .

    1/ طعنه في الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله رحمة واسعة لأنه حليف للإنجليز، فقال تحت عنوان: تمهيد : " في ذلك الوقت كان الإنجليز (النَّصارى) أمثال فيلبي والكابتن شكسبير يفدون على (أخو نورة) حليفهم الوفي وهم يرتدون الكوفيات وأغطية الرأس العربية المعروفة… ولا يتجرّؤون على المجاهرة بارتداء أزيائهم وقبعاتهم الإنجليزية خوفاً من بأس الإخوان عليهم، ومراعاة لعبد العزيز وسياسته في التّلبيس والضّحك على الإخوان واستغلالهم… كيف لا!! وهو قد تربّى في الكويت في كنف مبارك الصباح وتعلّم منه أساليب المكر والكيد والغدر والخديعة، وشاهد بأمّ عينه كيف يتعامل الخونة مع أوليائهم، وكيف ينصر الإنكليز عملاءهم ا.هـ

    إن كون الملك عبدالعزيز حليفاً لبريطانيا ليس ذماً لذاته ؛ لأن معنى الحليف الذي بينه وبينهم معاقدة ومعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق ، لا سيما لمن عرف قوة ومكانة بريطانيا ذاك الوقت ، وقد حالف النبي صلى الله عليه وسلم بعض الكفار كخزاعة ، وما خبر صلح الحديبية ومعاهدة النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش عنا بخافٍ .

    فإن بريطانيا كانت ذاك الوقت مستعمرة ومسيطرة على دول الخليج ومنها الكويت والإمارات ، وأيضاً دخل تحت سيطرتها العراق وشرق الأردن ودول أخرى مجاورة خاصة بعد الحرب العالمية ، وكان لها قوة متقدمة ، فهي تملك الطائرات وكثيراً من الأسلحة المتقدمة وقتئذ .



    [1] قال الشيخ العلامة صالح الفوزان معلقاً: وإنما سجن من يحاولون التخريب والتفجير ، أو يلقنون أبناء المسلمين الأفكار المنحرفة .


    [2] مجلة الفيصل العدد (106) ربيع الآخر 1406هـ ص20 .


    [3] وانظر كلاماً مفيداً للشيخ عبد العزيز ابن باز في مجموع فتاواه (8/403) .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:20

    أما الملك عبدالعزيز ومن معه فكانوا يملكون البنادق القديمة ، وكان –رحمه الله – يخشى من بريطانيا والعثمانيين هذا من جهة الخارج ، أما من الداخل فكان بينه وبين الملك حسين ملك الحجاز وابن رشيد أمير حائل حروب وعداوة ، وكان يريد الاستيلاء على الأحساء[1] التابعة للدولة العثمانية؛ لذا حاول الملك أن يحالف بريطانيا ليأمن شرها إذا أراد حرب الملك حسين ، ولترد العثمانيين عنه إذا أراد الاستيلاء على الأحساء ومقاتلة الرشيد التابع لهم، وأيضاً ليرسلوا إليه الأسلحة المتقدمة والأموال ، لكن بريطانيا لم توافق وكرر هذا مراراً ، فلما اقتنع – رحمه الله – أنه لن يحصل على تأييد من بريطانيا بادر بإبرام اتفاق مع العثمانيين في 15 مايو1914هـ ، وبموجب هذا الاتفاق تم الاعتراف بسيادة العثمانيين على نجد مع تعيين الأمير عبدالعزيز حاكماً عليها مدى الحياة ، وأن يؤول ذلك إلى ورثته من بعده .. الخ . فلما استولى على الأحساء بدأت بريطانيا تعطي الملك عبدالعزيز بالاً وتعقد جلسات غير رسمية عن طريق شكسبير، ثم تطور الأمر عن طريق فلبي ، وأرسلت إليه أموالاً شهرية مع بعض الأسلحة لتضمن ميله إليها ، وحتى لا يؤثر على بعض مصالحها في دولة الخليج ما إن تمكن ، وكانت بريطانيا تؤثر البعد عن التدخل في أمور الجزيرة حتى لا يسوء أمرها مع الدولة العثمانية ، ومع مرور الأيام اعترفت بريطانيا بالملك عبدالعزيز حليفاً ، فاستطاع الملك بتوفيق الله أن يستفيد من الامبراطورية البريطانية في تحقيق أهدافه ومصالحه في توحيد البلاد حتى في التغلب على الملك حسين وتولي الحجاز وهكذا إلى أن اعترفت به وبحدود دولته[2] ، ولم يظهر العداء لها لأنه لم يكن يستطع ، ولو أظهر العداء فلعلها تقضي على دولته وهي لا تزال في أوائلها ومهدها – والعلم عند الله -.

    ومثل هذا الفعل من جلالة الملك المؤيد عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – ليدل على حكمته وبعد نظره واستفادته ممن يمكن استفادته منه حتى بريطانيا ، وإن هذا الذي جرى لجلالته – رحمه الله – تأييد من الله وتوفيق وإرادة منه سبحانه لإقامة دولة توحيد بعد غيابها قرون طويلة ؛ لذا كتبت المجلة البلجيكية : ريفيو بلج ": استطاع بدهائه العربي أن يتغلب حتى على بريطانيا ، وأن يصبح الآن أبرز شخصية من شخصيات العالم الإسلامي وموضع مجاملة الدول الغربية ا.هـ[3]

    فيتلخص من هذا أن حلف الملك عبدالعزيز – رحمه الله – مع بريطانيا عين الحكمة وأمر لا يخالف الشرع وهو من استغلال الفرص ومعرفة كيف التعامل مع القوى كما تقدم .



    وأما ما يدعيه طائفة من الضلال كمحمد المسعري الخائن في تهذيبه للكواشف الجلية وأسامة بن لادن الجائر في كلمة ألقاها في شهر ذي الحجة لعام 1423هـ من أن الملك عبدالعزيز كان عميلاً لبريطانيا وأنها هي التي أوجدته في الأصل ، فهذا كذب مردود من أوجه :

    أولاً: لا يستند ذلك إلى دليل ولا برهان ، ولا دلت عليه كتب التاريخ "ولو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء قوم وأموالهم ، وإنما البينة على المدعي " فأين البينة التاريخية ، وإن التحليلات العقلية بحسب ما يهواه المحلل لا يعجز عنها أحد لاسيما إذا لم يكن تقياً خائفاً من الظن الذي هو أكذب الحديث كما أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " .

    ثانياً: ما دونه المؤرخون ، ودلت عليه الوثائق خلاف هذا كما تقدمت الإشارة إليه والعزو إلى المصادر .

    ثالثاً : علماء الشرع المعاصرون له ، بل وغيرهم من الأدباء والمفكرين لم يذكروا هذا ، ولم ينكروه عليه ، بل كانوا مناصرين له غاية المناصرة ، وسيأتي – إن شاء الله - ذكر ثنائهم عليه وعلى ديانته ، وهل يصح لعاقل منصف أن يصدق بأن هؤلاء العلماء جميعاً وغيرهم لم يعرفوا حقيقة الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وهم معاصرون له ، وإنما اطلع عليها هؤلاء المغرضون المخالفون كالمسعري وابن لادن ، وبدون بينة ولا برهان ولا معاصرة ؟! لاسيما ونقلت هذه الفرية لا يصح الاعتماد على خبرهم لأنه خال من الدليل ، وهم – أيضاً - متهمون لعداوتهم .

    رابعاً: رفض الملك عبدالعزيز الخروج من خرمة وتسليمها للملك حسين لما طلبت ذلك بريطانيا ، و رفضه أيضاً الدخول في عصبة الأمم المتحدة مع طلبهم له ؛ لأنها كانت تقر نظام الانتداب وهو انتداب دولة للاستعمار على الدولة العربية ، ولما قامت هيئة الأمم المتحدة، وألغت هذا النظام دخل معها – رحمه الله – ليدل على أنه لم يكن تحت سيطرتها ولا عميلاً لها وإلا لفعل ما تريد .

    خامساً : أن للملك عبدالعزيز – رحمه الله – كلاماً معلناً قدحاً في دولة بريطانيا مثله لا يقوله عميل لها ، وهذا أحدها نشرته مجلة الدستور في لقاء تاريخي في المجلة وكان مما قال فيه: ولما اشتد الخصام بين سعود وعبدالله[4] آل سعود على الإمارة ، أرسل الأخير مندوباً إلى بغداد لمفاوضة واليها في مسألته مع أشقائه . وبقي ينتظر من الدولة إسعافه ونجدته ؛ لإخماد نار الفتنة المتأججة ، غير أن الدولة وجدت أن قد آن زمن الاحتلال ، فوضعت يدها من ذلك الوقت على الأحساء ، وأبعدت أمراءها عنها ، مع أنه لم تبدر منهم بادرة تستوجب ما أتته . وليت الدولة احتلت ما يداني الأحساء من البلدان كعمان وغيرها التي تركتها هملاً ، ومكنت الدول الأجنبية من أن تقذف فيها نار الفتن لتحصل على ما تنويه ا.هـ [5] فمثل هذا لا يقوله عميل بريطاني لا سيما والكلام معلن بإمكان أي أحد قراءته .

    سادساً : لنفرض – جدلاً – أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله – كان عميلاً لدولة بريطانيا ، وأن دولة بريطانيا هي التي أوجدت دولة التوحيد التي لم يوجد مثلها منذ قرون في القيام بالدين وترك الذنوب الشبهاتية والشهوانية ، فإنه يصدق على بريطانيا حينئذ ما أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " والعبرة بواقع الحال ، وهو ما نراه من دعوة إلى التوحيد الصافي بأنواعه الثلاث وتقريره في المدارس النظامية من أول مراحله حتى المراحل الجامعية لغير المتخصصين في الدراسات الشرعية فهل من عاقل منصف ؟ .

    وبهذه الأوجه الست يزداد يقين أولي الألباب والنهى ببطلان هذه الفرية العارية من دليل ، بل والأدلة التاريخية والعقلية تدل على خلافها .



    2/ من كلامه المنثور في الطعن في الدولة السعودية: مدح صاحب كتاب " الكواشف " للإخوان ( إخوان من طاع الله ) الذين خرجوا على الملك عبدالعزيز – رحمه الله - :

    في أوائل كتابه وفي تمهيده أثنى على الإخوان ( إخوان من طاع الله )، واستهل كلامه بقصة لا زمام لها ولا خطام فالله أعلم بثبوتها ،

    ولا زلت منذ أمد بعيد أسمع أناساً يرددون الثناء والتمجيد لهؤلاء الإخوان ( إخوان من طاع الله ) بشيء مزيد ، ويدعون إلى الاقتداء بهم والتأييد ، مع أنهم ما كانوا على طريق رشيد ، وكبار علماء السنة في زمانهم قالوا فيهم بقول شديد ووقفوا تجاههم وحذروهم من بعض الأخطاء التي تلبسوا بها بدافع الغلو في الدين على جهل وتشديد ، فلما لم يأبهوا بالعلماء وأصروا على ما عندهم من مخالفات شرعية حذر جهابذة علماء السنة السلفيين منهم ومما ينتحلون من طريقة ، ومن كلام هؤلاء العلماء المعاصرين تعرف شيئاً عن حال (إخوان من طاع الله )[6] الخارجين على الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وأنهم جمعوا عدة أمور مخالفة للشريعة منها:

    1- أنهم متحمسون للشريعة على جهل.

    2- أنهم متحمسون للجهاد من غير مراعاة لشروطه ومتى يشرع ، لا سيما شرط إذن ولي الأمر.

    3- أن عندهم غلواً مذموماً في عقيدة الولاء والبراء ، وإلا فإن القيام بهذه العقيدة واجب من واجبات الدين .

    4- أنهم يطعنون في العلماء والأمراء باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . أنهم يسيئون الظن بولاتهم وعلمائهم .



    [1] قبل هجوم الملك عبدالعزيز على الأحساء شاع تنازع الدولة العثمانية عن حقوقها في دول الخليج وسواحله لابتداء ضعفها ؛ لذا تشجع للاستيلاء عليها بعد أن كتب إليه أهلها من العلماء وغيرهم ، وقبل أن تستولي عليها الإنجليز ( بريطانيا ) . قال الملك عبدالعزيز – رحمه الله -: ثم جاءتني محاضر فيها تواقيع كثير من العلماء والوجوه قائلين: إن لم تسعفنا نضطر إلى ما لا تحمد عقباه . وفي تلك المطاوي سمعت أن الدولة تنازلت عن حقوقها في الخليج وسواحله ، فاستندت حينئذ إلى ما لي من الحقوق الشرعية في هذا القطر بمنزلة أساس ، فبادرت إلى تلبية طلب الأهالي ؛ ليكونوا في حرز حريز من فتك أرباب الفساد فيهم ، وإبعاد الأجانب عن ديارهم ا.هـ ( أجرى هذا الحديث التاريخي : الأستاذ إبراهيم عبالعزيز الدافع ، وذلك في مجلة الدستور في ذي القعدة 1331- اكتوبر 1913 . بواسطة كتاب السعوديون والحل الإسلامي لمحمد جلال كشك )


    [2] كتاب موقف بريطانيا من الوحدة العربية دراسة وثائقية ، وكتاب دراسات الوحدة العربية ، وكتاب العلاقة السعودية البريطانية ، وكتاب تاريخ المملكة العربية السعودية لابن عثيمين .


    [3] نقلتها إلى العربية جريدة الدفاع الفلسطينية ، أواخر محرم 1357هـ ،1938م ، قاله الزركلي في شبه الجزيرة العربية ج-3-4 ص1132-1133 .


    [4] قال الشيخ العلامة صالح الفوزان معلقاً: سعود الفيصل وأخيه عبدالله .


    [5] أجرى هذا الحديث التاريخي الأستاذ إبراهيم عبالعزيز الدافع ، وذلك في مجلة الدستور في ذي القعدة1331- اكتوبر1913 . بواسطة كتاب السعوديون والحل الإسلامي لمحمد جلال كشك ص452 .


    [6] لا أعني بهذا كل المسمين ( بإخوان من طاع الله )، بل المراد من خرج على الملك عبدالعزيز، وطعن في العلماء، وإلا فإن هناك طائفة من ( إخوان من طاع الله ) سائرون على جادة علمائهم قائمون بحقوق ولي أمرهم، فهؤلاء غير معنيين بالنقد ، بل هم على خير لالتزامهم ما عليه علماؤهم علماء السنة . وانظر الدرر (9/199) الطبعة الخامسة .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:20

    1- أن كثيراً من العامة اغتروا بهم ؛ لأنهم استمالوا قلوبهم بالغيرة على الدين .

    فإذا عرفت حالهم عرفت لِمَ يثني عليهم المقدسي العنيد ؟ وإذا عرف السبب بطل العجب .

    والجدير بالذكر أن للشيح سليمان بن سحمان كتاباً خاصاً فيهم عنوانه "منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع " أبان شيئاً مؤلماً من جهلهم وتسلطهم على المسلمين ، وتكفيرهم غيرهم بما لم يكفرهم الله به ، وافتياتهم على ولي أمرهم .



    وإليك مقتطفات من خطابات ورسائل أهل العلم إليهم:

    قال الشيخ محمد بن عبداللطيف وعبد الله بن عبدالعزيز العنقري - رحمهما الله - : أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى لما منّ على بادية نجد في آخر هذا الزمان بالإقبال على تعلم دين الإسلام والعمل به ، وكثر ذلك فيهم وانتشر ، ورأى الشيطان منهم قوة في ذلك وحرصاً على الخير يئس منهم أن يردهم على حالهم الأولى التي انتقلوا منها، فأخذ في فتح أبواب من أبواب الشر حسنها لهم وزينها وجعلها في قالب القوة والصلابة في الدين ، وأن من أخذ بها فهم المتمسكون بملة إبراهيم ، ومن تركها فقد ترك ملة إبراهيم وهذا هو المعهود من كيد اللعين – ثم قالا –

    ومما أدخل الشيطان على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة وسوء الظن بهم ، وعدم الأخذ عنهم ، وهذا سبب لحرمان العلم النافع ، والعلماء هم ورثة الأنبياء في كل زمان ومكان فلا يتلقى العلم إلا عنهم ، فمن زهد في الأخذ عنهم ولم يقبل ما نقلوه ، فقد زهد في ميراث سيد المرسلين واعتاض عنه بأقوال الجهلة الخابطين الذين لا دراية لهم بأحكام الشريعة ، والعلماء هم الأمناء على دين الله ، فواجب على كل مكلف أخذ الدين عن أهله ، كما قال بعض السلف: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. فأما من تعلق بظواهر ألفاظ من كلام العلماء المحققين ولم يعرضها على العلماء بل يعتمد على فهمه وربما قال: حجتنا مجموعة التوحيد أو كلام العالم الفلاني ، وهو لا يعرف مقصوده بذلك الكلام فإن هذا جهل وضلال ، ومن المعلوم أن أعظم الكلام وأصحه كلام الله العزيز فلو قال إنسان : ما نقبل إلا القرآن ، وتعلق بظاهر لفظ لا يعرف معناه، أو أوله على غير تأويله فقد ضاهى الخوارج المارقين .

    فإذا كان هذا حال من اكتفى بالقرآن عن السنة فكيف بمن تعلق بألفاظ الكتب وهو لا يعرف معناها ولا ما يراد بألفاظها ، والكتب أيضا فيها من الأحاديث الصحيح والضعيف والمطلق والمقيد والعام والخاص والناسخ والمنسوخ، فإذا لم يأخذ العامي عن العلماء النقاد الذين هم للحديث بمنزلة الصيارفة للذهب والفضة ، وخبط خبط عشوى وتاه في وادي جهالة عميا –ثم قال –

    إذا عرف هذا تبين أن الذي يدعي أنه يستغني بمجموعة التوحيد عن الأخذ عن علماء المسلمينمخطئ ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن سبب قبض العلم موت العلماء ، فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالاً وسألوهم وأخذوا بفتواهم ضلوا وأضلوا عياذاً بالله . ومما أدخل الشيطان أيضاً إساءة الظن بولي الأمر وعدم الطاعة له ، فإن هذا من أعظم المعاصي وهو من دين الجاهلية الذين لا يرون السمع والطاعة ديناً ، بل كل منهم يستبد برأيه ، وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة في وجوب السمع والطاعة لو لي الأمر في العسر واليسر والمنشط والمكره حتى قال " اسمع وأطع ، وإن أخذ مالك وضرب ظهرك " فتحرم معصيته والاعتراض عليه في ولايته وفي معاملته وفي معاقدته ومعاهدته ا.هـ[1] .

    وقال الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن في رسالة كتبها إلى فيصل بن دويش وسلطان بن بجاد : واشكروه أيضاً على ما منّ به في هذا الزمان من ولاية هذا الإمام الذي أسبغ الله عليكم على يديه من النعم العظيمة ودفع به عنكم من النقم الكثيرة وخولكم مما أعطاه الله وتابع عليكم إحسانه صغيركم وكبيركم، وقام بما أوجب الله عليه حسب الطاقة والإمكان ، ونظره في مصالح المسلمين وما يعود نفعه عليهم ، ودفع المضار عنهم وحسم مواد الشر أولى من نظركم، والكمال لم يحصل لمن هو أفضل منه، فالذي يطلب الأمور على الكمال وأن تكون على سيرة الخلفاء فهو طالب محالاً ، فاسمعوا له وأطيعوا وراعوا حقه وولايته عليكم واحذروا غرور الشيطان وتسويله وخدعه ومكره ، فإنه متكئ على شماله يدأب بين الأمة بإلقاء الشحناء والعداوة ، وتفريق الكلمة بين المسلمين عادة له مذ كان ولا يسلم من مَكْرِه إلا من راقب الله في سره وعلانيته ، ووقف عند أقواله وأعماله وحركاته وسكناته وتفكر في عاقبة ما يصير إليه في مآله ، وراجع أهل البصائر والمعرفة من أهل العلم الذين لهم قدم راسخ في المعرفة والفهم ، فإن كان أحد ممن يدعي العلم زين لكم ذلك وألقى عليكم التشكيكات والتشبيهات ، وحسن لكم طريقة أهل البدع والضلالات فاعلموا أنه منفاخ سوء يبدي لكم ما يخفيه كيره ويلبس عليكم دينكم ، فإن كان يدعي أن معه دليلاً من الكتاب والسنة في الطعن على الأئمة والولاة وعلمائهم ، فليبرز إلينا بما لديه فنحن له مقابلون ومناظرون بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء المهديين التي تجلو عن القلب عماه وترد المعارض عن انتكاسه ،

    فوالله ثم والله إنا لا نعلم على وجه الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً شخصاً أحق وأولى بالإمامة منه، ونعتقد صحة إمامته وثبوتها لأن إمامته إمامة إسلامية وولايته ولاية دينية، فلو نعلم أن عليه من المثالب والمطاعن شيئاً يوجب مخالفته ومنابذته لكنا أولى منكم بالنصح له وتحذيره ومراجعته ، فإنه ولله الحمد يقبل الحق ممن جاء به ولا يستنكف من الناصح ، ومقاماته ونصحه ومدافعته عن الإسلام وأهله وبذل إحسانه وعفوه وعدم انتقامه شهيرة بين الورى لا يجحدها إلا معاندٌ مماحلٌ ا.هـ[2]

    وكتب الشيخ سعد بن حمد بن عتيق – رحمه الله – إلى الإخوان من أهل الأرطاوية والغطغط وغيرهم من عتيبة ومطير وقحطان وغيرهم : ومما انتحله بعض هؤلاء الجهلة المغرورين الاستخفاف بولاية المسلمين والتساهل بمخالفة إمام المسلمين ، والخروج عن طاعته، والافتيات عليه بالغزو وغيره، وهذا من الجهل والسعي في الأرض بالفساد بمكان ، يعرف ذلك كل ذي عقل وإيمان ، وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة ، ولا جماعة إلا بإمامة ، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ، وإن الخروج عن طاعة ولي أمر المسلمين من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد والعدول عن سبيل الهدى والرشاد – ثم قال –

    ومن ذلك ما وقع من غلاة هؤلاء من اتهام أهل العلم والدين ، ونسبتهم إلى التقصير وترك القيام بما وجب عليهم من أمر الله سبحانه وتعالى ، وكتمان ما يعلمون من الحق ، ولم يدر هؤلاء أن اغتياب أهل العلم والدين والتفكه بأعراض المؤمنين سم قاتل وداء دفين وإثم واضح مبين ، قال الله تعالى ) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (

    أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا ا.هـ[3]

    وفي رسالة كتبها الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري : وقد بلغنا أن الذي أشكل عليكم أن مجرد مخالطة الكفار ومعاملتهم بمصالحة ونحوها وقدومهم على ولي الأمر ؛ لأجل ذلك أنها هي موالاة المشركين المنهي عنها في الآيات والأحاديث ، وربما فهمتم ذلك من الدلائل التي صنف الشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ، ومن سبيل النجاة للشيخ حمد بن عتيق .

    أولاً : نبين لكم سبب تصنيف الدلائل فإن الشيخ سليمان صنفها لما هجمت العساكر التركية على نجد في وقته وأرادوا اجتثاث الدين من أصله ، وساعدهم جماعة من أهل نجد من البادية والحاضرة وأحبوا ظهورهم ، وكذلك سبب تصنيف الشيخ حمد بن عتيق سبيل النجاة هو لما هجمت العساكر التركية على بلاد المسلمين وساعدهم من ساعدهم حتى استولوا على كثير من بلاد نجد ، فمعرفة سبب التصنيف مما يعين على فهم كلام العلماء ، فإنه بحمد الله ظاهر المعنى فإن المراد به موافقة الكفار على كفرهم ، وإظهار مودتهم ومعاونتهم على المسلمين، وتحسين أفعالهم وإظهار الطاعة والانقياد لهم على كفرهم ، والإمام وفقه الله لم يقع في شيء مما ذكر فإنه إمام المسلمين ، والناظر في مصالحهم ، ولابد له من التحفظ على رعاياه وولايته من الدول الأجانب، والمشايخ – رحمهم الله – كالشيخ سليمان بن عبدالله والشيخ عبداللطيف والشيخ حمد بن عتيق إذا ذكروا موالاة المشركينفسروها بالموافقة والنصرة والمعونة والرضى بأفعالهم، فأنتم وفقكم الله راجعوا كلامهم تجدوا ذلك كما ذكرنا،

    قال الشيخ حمد بن عتيق فيما نقله عن الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ – رحمهم الله – وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث " من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله " على ظاهره وهو أن الذي يدعي الإسلام ويكون مع المشركين في الاجتماع والنصرة والمنزل بحيث يعده المشركون منهم فهو كافر مثلهم وإن ادعى الإسلام إلا أن يكون يظهر دينه ولا يتولى المشركين انتهى ، فانظر وفقك الله إلى قوله في هذه العبارة، وكون المشركين يعدونه منهم يتبين لك أن هذا هو الذي أوجب كفره ، وأما مجرد الاجتماع معهم في المنزل فإن ذلك بدون إظهار الدين معصية – ثم قال – وأما أخذكم العلم من مجرد أفهامكم أو من الكتب فهذا غير نافع ، ولأن العلم لا يتلقى إلا من مظانه وأهله قال تعالى ) فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ( وقال تعالى ) وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ



    [1] الدرر السنية ، كتاب الجهاد ( الطبعة الثانية (7/ 294-298) ، الطبعة الخامسة (9/127-135)) .


    [2] الدرر السنية ( ط2 (7/ 282) ، ط5 (9/104)) .


    [3] المرجع السابق (ط2 (7/302) ، ط5 (9/139)) .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:21

    1- أن كثيراً من العامة اغتروا بهم ؛ لأنهم استمالوا قلوبهم بالغيرة على الدين .

    فإذا عرفت حالهم عرفت لِمَ يثني عليهم المقدسي العنيد ؟ وإذا عرف السبب بطل العجب .

    والجدير بالذكر أن للشيح سليمان بن سحمان كتاباً خاصاً فيهم عنوانه "منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع " أبان شيئاً مؤلماً من جهلهم وتسلطهم على المسلمين ، وتكفيرهم غيرهم بما لم يكفرهم الله به ، وافتياتهم على ولي أمرهم .



    وإليك مقتطفات من خطابات ورسائل أهل العلم إليهم:

    قال الشيخ محمد بن عبداللطيف وعبد الله بن عبدالعزيز العنقري - رحمهما الله - : أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى لما منّ على بادية نجد في آخر هذا الزمان بالإقبال على تعلم دين الإسلام والعمل به ، وكثر ذلك فيهم وانتشر ، ورأى الشيطان منهم قوة في ذلك وحرصاً على الخير يئس منهم أن يردهم على حالهم الأولى التي انتقلوا منها، فأخذ في فتح أبواب من أبواب الشر حسنها لهم وزينها وجعلها في قالب القوة والصلابة في الدين ، وأن من أخذ بها فهم المتمسكون بملة إبراهيم ، ومن تركها فقد ترك ملة إبراهيم وهذا هو المعهود من كيد اللعين – ثم قالا –

    ومما أدخل الشيطان على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة وسوء الظن بهم ، وعدم الأخذ عنهم ، وهذا سبب لحرمان العلم النافع ، والعلماء هم ورثة الأنبياء في كل زمان ومكان فلا يتلقى العلم إلا عنهم ، فمن زهد في الأخذ عنهم ولم يقبل ما نقلوه ، فقد زهد في ميراث سيد المرسلين واعتاض عنه بأقوال الجهلة الخابطين الذين لا دراية لهم بأحكام الشريعة ، والعلماء هم الأمناء على دين الله ، فواجب على كل مكلف أخذ الدين عن أهله ، كما قال بعض السلف: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. فأما من تعلق بظواهر ألفاظ من كلام العلماء المحققين ولم يعرضها على العلماء بل يعتمد على فهمه وربما قال: حجتنا مجموعة التوحيد أو كلام العالم الفلاني ، وهو لا يعرف مقصوده بذلك الكلام فإن هذا جهل وضلال ، ومن المعلوم أن أعظم الكلام وأصحه كلام الله العزيز فلو قال إنسان : ما نقبل إلا القرآن ، وتعلق بظاهر لفظ لا يعرف معناه، أو أوله على غير تأويله فقد ضاهى الخوارج المارقين .

    فإذا كان هذا حال من اكتفى بالقرآن عن السنة فكيف بمن تعلق بألفاظ الكتب وهو لا يعرف معناها ولا ما يراد بألفاظها ، والكتب أيضا فيها من الأحاديث الصحيح والضعيف والمطلق والمقيد والعام والخاص والناسخ والمنسوخ، فإذا لم يأخذ العامي عن العلماء النقاد الذين هم للحديث بمنزلة الصيارفة للذهب والفضة ، وخبط خبط عشوى وتاه في وادي جهالة عميا –ثم قال –

    إذا عرف هذا تبين أن الذي يدعي أنه يستغني بمجموعة التوحيد عن الأخذ عن علماء المسلمينمخطئ ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن سبب قبض العلم موت العلماء ، فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالاً وسألوهم وأخذوا بفتواهم ضلوا وأضلوا عياذاً بالله . ومما أدخل الشيطان أيضاً إساءة الظن بولي الأمر وعدم الطاعة له ، فإن هذا من أعظم المعاصي وهو من دين الجاهلية الذين لا يرون السمع والطاعة ديناً ، بل كل منهم يستبد برأيه ، وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة في وجوب السمع والطاعة لو لي الأمر في العسر واليسر والمنشط والمكره حتى قال " اسمع وأطع ، وإن أخذ مالك وضرب ظهرك " فتحرم معصيته والاعتراض عليه في ولايته وفي معاملته وفي معاقدته ومعاهدته ا.هـ[1] .

    وقال الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن في رسالة كتبها إلى فيصل بن دويش وسلطان بن بجاد : واشكروه أيضاً على ما منّ به في هذا الزمان من ولاية هذا الإمام الذي أسبغ الله عليكم على يديه من النعم العظيمة ودفع به عنكم من النقم الكثيرة وخولكم مما أعطاه الله وتابع عليكم إحسانه صغيركم وكبيركم، وقام بما أوجب الله عليه حسب الطاقة والإمكان ، ونظره في مصالح المسلمين وما يعود نفعه عليهم ، ودفع المضار عنهم وحسم مواد الشر أولى من نظركم، والكمال لم يحصل لمن هو أفضل منه، فالذي يطلب الأمور على الكمال وأن تكون على سيرة الخلفاء فهو طالب محالاً ، فاسمعوا له وأطيعوا وراعوا حقه وولايته عليكم واحذروا غرور الشيطان وتسويله وخدعه ومكره ، فإنه متكئ على شماله يدأب بين الأمة بإلقاء الشحناء والعداوة ، وتفريق الكلمة بين المسلمين عادة له مذ كان ولا يسلم من مَكْرِه إلا من راقب الله في سره وعلانيته ، ووقف عند أقواله وأعماله وحركاته وسكناته وتفكر في عاقبة ما يصير إليه في مآله ، وراجع أهل البصائر والمعرفة من أهل العلم الذين لهم قدم راسخ في المعرفة والفهم ، فإن كان أحد ممن يدعي العلم زين لكم ذلك وألقى عليكم التشكيكات والتشبيهات ، وحسن لكم طريقة أهل البدع والضلالات فاعلموا أنه منفاخ سوء يبدي لكم ما يخفيه كيره ويلبس عليكم دينكم ، فإن كان يدعي أن معه دليلاً من الكتاب والسنة في الطعن على الأئمة والولاة وعلمائهم ، فليبرز إلينا بما لديه فنحن له مقابلون ومناظرون بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء المهديين التي تجلو عن القلب عماه وترد المعارض عن انتكاسه ،

    فوالله ثم والله إنا لا نعلم على وجه الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً شخصاً أحق وأولى بالإمامة منه، ونعتقد صحة إمامته وثبوتها لأن إمامته إمامة إسلامية وولايته ولاية دينية، فلو نعلم أن عليه من المثالب والمطاعن شيئاً يوجب مخالفته ومنابذته لكنا أولى منكم بالنصح له وتحذيره ومراجعته ، فإنه ولله الحمد يقبل الحق ممن جاء به ولا يستنكف من الناصح ، ومقاماته ونصحه ومدافعته عن الإسلام وأهله وبذل إحسانه وعفوه وعدم انتقامه شهيرة بين الورى لا يجحدها إلا معاندٌ مماحلٌ ا.هـ[2]

    وكتب الشيخ سعد بن حمد بن عتيق – رحمه الله – إلى الإخوان من أهل الأرطاوية والغطغط وغيرهم من عتيبة ومطير وقحطان وغيرهم : ومما انتحله بعض هؤلاء الجهلة المغرورين الاستخفاف بولاية المسلمين والتساهل بمخالفة إمام المسلمين ، والخروج عن طاعته، والافتيات عليه بالغزو وغيره، وهذا من الجهل والسعي في الأرض بالفساد بمكان ، يعرف ذلك كل ذي عقل وإيمان ، وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة ، ولا جماعة إلا بإمامة ، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ، وإن الخروج عن طاعة ولي أمر المسلمين من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد والعدول عن سبيل الهدى والرشاد – ثم قال –

    ومن ذلك ما وقع من غلاة هؤلاء من اتهام أهل العلم والدين ، ونسبتهم إلى التقصير وترك القيام بما وجب عليهم من أمر الله سبحانه وتعالى ، وكتمان ما يعلمون من الحق ، ولم يدر هؤلاء أن اغتياب أهل العلم والدين والتفكه بأعراض المؤمنين سم قاتل وداء دفين وإثم واضح مبين ، قال الله تعالى ) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (

    أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا ا.هـ[3]

    وفي رسالة كتبها الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري : وقد بلغنا أن الذي أشكل عليكم أن مجرد مخالطة الكفار ومعاملتهم بمصالحة ونحوها وقدومهم على ولي الأمر ؛ لأجل ذلك أنها هي موالاة المشركين المنهي عنها في الآيات والأحاديث ، وربما فهمتم ذلك من الدلائل التي صنف الشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ، ومن سبيل النجاة للشيخ حمد بن عتيق .

    أولاً : نبين لكم سبب تصنيف الدلائل فإن الشيخ سليمان صنفها لما هجمت العساكر التركية على نجد في وقته وأرادوا اجتثاث الدين من أصله ، وساعدهم جماعة من أهل نجد من البادية والحاضرة وأحبوا ظهورهم ، وكذلك سبب تصنيف الشيخ حمد بن عتيق سبيل النجاة هو لما هجمت العساكر التركية على بلاد المسلمين وساعدهم من ساعدهم حتى استولوا على كثير من بلاد نجد ، فمعرفة سبب التصنيف مما يعين على فهم كلام العلماء ، فإنه بحمد الله ظاهر المعنى فإن المراد به موافقة الكفار على كفرهم ، وإظهار مودتهم ومعاونتهم على المسلمين، وتحسين أفعالهم وإظهار الطاعة والانقياد لهم على كفرهم ، والإمام وفقه الله لم يقع في شيء مما ذكر فإنه إمام المسلمين ، والناظر في مصالحهم ، ولابد له من التحفظ على رعاياه وولايته من الدول الأجانب، والمشايخ – رحمهم الله – كالشيخ سليمان بن عبدالله والشيخ عبداللطيف والشيخ حمد بن عتيق إذا ذكروا موالاة المشركينفسروها بالموافقة والنصرة والمعونة والرضى بأفعالهم، فأنتم وفقكم الله راجعوا كلامهم تجدوا ذلك كما ذكرنا،

    قال الشيخ حمد بن عتيق فيما نقله عن الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ – رحمهم الله – وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث " من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله " على ظاهره وهو أن الذي يدعي الإسلام ويكون مع المشركين في الاجتماع والنصرة والمنزل بحيث يعده المشركون منهم فهو كافر مثلهم وإن ادعى الإسلام إلا أن يكون يظهر دينه ولا يتولى المشركين انتهى ، فانظر وفقك الله إلى قوله في هذه العبارة، وكون المشركين يعدونه منهم يتبين لك أن هذا هو الذي أوجب كفره ، وأما مجرد الاجتماع معهم في المنزل فإن ذلك بدون إظهار الدين معصية – ثم قال – وأما أخذكم العلم من مجرد أفهامكم أو من الكتب فهذا غير نافع ، ولأن العلم لا يتلقى إلا من مظانه وأهله قال تعالى ) فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ( وقال تعالى ) وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ



    [1] الدرر السنية ، كتاب الجهاد ( الطبعة الثانية (7/ 294-298) ، الطبعة الخامسة (9/127-135)) .


    [2] الدرر السنية ( ط2 (7/ 282) ، ط5 (9/104)) .


    [3] المرجع السابق (ط2 (7/302) ، ط5 (9/139)) .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:22

    وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُم( وقال تعالى ) فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً(

    وقال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية – رحمه الله – في المنهاج بعد كلام سبق : ومن المعلوم أن الناس لا يصلحون إلا بالولاة ، وأنه لو تولى من هو دون هؤلاء من الملوك الظلمة يعني يزيد والحجاج ونحوهما؛ لكان ذلك خيراً من عدمهم كما يقال: ستون سنة مع إمام جائر خير من ليلة واحدة بلا إمام، ويروى عن علي – رضي الله عنه – أنه قال: لابد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة، قيل له: هذه البرة قد عرفناها فما بال الفاجرة ؟ قال: يأمن بها السبيل وتقام بها الحدود، ويجاهد بها العدو ، ويقسم بها الفيء. ذكره علي بن مهدي في كتاب الطاعة والمعصية، وقال فيه أيضاً : وأهل السنة يقولون أنه أي الإمام يعاون على البر والتقوى دون الإثم والعدوان، ويطاع في طاعة الله دون معصيته، ولا يخرج عليه بالسيف ، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إنما تدل على هذا ا.هـ[1]

    وفي رسالة كتبها مجموعة من العلماء من سعد بن حمد بن عتيق وسليمان بن سحمان وصالح بن عبدالعزيز وعبدالعزيز بن عبد اللطيف وعمر بن عبداللطيف وعبدالرحمن بن عبداللطيف ومحمد بن إبراهيم إلى فيصل الدويش وسلطان بن بجاد وذعار بن ربيعان وعايد البيهمة وهندي الذويبي وبندر بن جعيلان وعبدالمحسن بن جبرين وقعدان بن درويش وتركي الضيط – سلمهم الله من الأهواء – وألزمهم كلمة التقوى آمين ، وبعد ،

    فأشرفنا على كتابكم الذي أرسلتم إلى الإمام عبدالعزيز – سلمه الله تعالى - ذكرتم في آخره أنا لا نجتمع وإياك إن خالفت شيئاً مما ذكرنا إلا كما يجتمع الماء والنار، وهذه كلمة ذميمة وزلة وخيمة، تدل على أنكم أضمرتم شراً وعزمتم على الخروج على ولي أمر المسلمين، والتخلف عن سبيل أهل الهدى، وسلوك مسلك أهل الغي والردى ، ونحن نبرأ إلى الله من ذلك وممن فعله أو تسبب فيه أو أعان عليه، لأنا ما رأينا من الإمام عبدالعزيز ما يوجب خروجكم عليه ونزع اليد من طاعته، وإذا صدر منه شيء من المحرمات التي لا تسوغها الشريعة فحسب طالب الحق الدعاء له بالهداية وبذل النصيحة على الوجه المشروع، وأما الخروج ونزع اليد من طاعته فهذا لا يجوز ، وأنتم تزعمون أنكم على طريقة مشايخكم وأنكم ما تخالفونهم في شيء يرونه لكم ، ولا ندري من هؤلاء المشايخ أهم مشايخ المسلمين أم غيرهم ممن سلك غير سبيلهم ؟، ويريد فتح باب الفتن على الإسلام والمسلمين ، أين الخط الذي قد شرفتمونا عليه؟ أين السؤال الذي سألتمونا عنه وأفتيناكم فيه؟ أين الأمر الذي شاورتمونا عليه؟ حتى الخط الذي تدعون أنكم تنصحون الإمام عبدالعزيز عن أمور يفعلها أنتم مشايخ أنفسكم تحللون وتحرمون على أنفسكم ، ولا ترفعون لنا خبراً في شيء ، ودعواكم أنكم على طريقة المشايخ يكذبه ما صدر منكم، وقد علمتم حقيقة ما عندنا وما نعتقده من حين ما حدث منكم الخوض وكثرت منكم الخطوط والمراسلات للإمام، وعرفناكم بما عندنا، وما نعتقده وندين الله به، وهو وجوب السمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين، ومجانبة الوثوب عليه، ومحبة اجتماع المسلمين عليه، والبغض لمن رأى الخروج عليه ومعاداته، اتباعاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم "

    والذي نرى لكم التوبة إلى الله سبحانه والاستغفار وعدم التمادي والاسترسال مع دواعي الجهل والغي والضلال ، وأن تلتزموا ما أوجبه الله عليكم من القيام بالواجبات واجتناب المحرمات وملازمة طاعة من ولاه الله أمركم ، وانظروا وتفكروا في أحوالكم سابقاً ولاحقاً ، واعرفوا نعمة ربكم واشكروه عليها ،

    فإنكم كنتم أولاً في جاهلية عريضة وحالة عن الحق بعيدة ، رؤساؤكم أكثرهم طواغيت كبار، وعوامكم جفاة أشرار ، لا تعرفون حقائق دين الإسلام، ولا تعملون بالحق إلا بما تهوى نفوسكم مع ما كان بينكم من سفك الدماء ونهب الأموال وقطيعة الأرحام وتعدي حدود الله وغير ذلك من المحرمات وعظيم المنكرات ، ثم هداكم الله لمعرفة دينه والعمل بتوحيده ، وسلوك مسلك أهل الإسلام والتوحيد، وانتشرت بينكم كتب السنن والآثار ، ومصنفات علماء الإسلام ،

    ثم أنتم الآن انتقلت بكم الأحوال إلى أنكم تحاولون الخروج على الإمام ، ومنابذة أهل الإسلام ومفارقة جماعتهم ، فاتقوا الله عباد الله واذكروا قوله تعالى ) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(

    فما أشبه الليلة بالبارحة، وهذا الذي ذكرناه لكم وأشرنا به عليكم من السمع والطاعة للإمام وعدم نزع اليد من طاعته ، وعدم الشقاق والخلاف وترك أسباب التفرق والاختلاف ومجانبة سبل أهل الغي والضلال والاعتساف، هو اعتقادنا الذي نحن عليه مقيمون وله على مر الزمان معتقدون ، وبه مستمسكون ، وعليه موالون ومعادون ظاهراً وباطناً سراً وعلانية ، ومن نسب إلينا غيره فهو علينا من الكاذبين الظالمين ، وسيجزيه الله بما يجزي به الظالمين والمفترين ، فإن تبتم إلى ربكم ورجعتم عما عن لكم واستحسنته نفوسكم فالحمد لله رب العالمين ، والمنة لله في ذلك عليكم ، وإن أبيتم إلا الشقاق والعناد وسلكتم مسالك أهل الغي والفساد ، اعلموا أنا نبرأ إلى الله منكم ، ونشهد الله وملائكته وعباده المؤمنين على خطئكم وضلالكم ، إنكم قد خالفتم ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها وعلماء الملة والدين، وقد قال تعالى)وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً( وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"فنسأل الله أن يوفقنا وإياكم لسلوك صراطه المستقيم ، وأن يجنبنا جميعاً مواقع سخطه وعذابه الأليم ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين ا.هـ[2]



    أما المؤرخون فبسطوا حال هؤلاء الإخوان وشرحوه بالتفصيل ، فذكروا أشياء مخزية فيهم ومنها:

    - أن الملك عبدالعزيز عقد اتفاقية مع المفوض البريطاني في تحديد حدود الدولة السعودية مع العراق والأردن لأنهما كانتا تحت سيطرة بريطانيا، فلم يرض بهذا الإخوان ( إخوان من طاع الله ) فصاروا يفتاتون على الملك بالهجوم على هذه الجهات، وتوريطه مع قوة لا يطيقها الملك وهي بريطانيا .

    - أنهم بدأوا يعقدون التجمعات ويزداد نشاطهم فيما يدينون به من جهل، ومن ذلك أنهم اجتمعوا بين الزلفي وعنيزة يرسمون خططهم المستقبلية، وبدأت لهم نشاطات افتياتية على ولي أمرهم الملك عبدالعزيز – رحمه الله - .

    - أنهم صاروا يغيرون على فئات من القبائل التابعة للملك عبدالعزيز، بل إنهم صادروا إبلاً لتجار بريدة وقتلوا أصحابها، فلم يعد الملك يطيق صبراً على فعالهم التي تعدى ضررها على المسلمين، وبذلك اتضح أن جهادهم – المزعوم – لم يوجه إلى من هم خارج البلاد وحدهم كما كانوا يعلنون وإنما شمل الأبرياء من المسلمين أبناء البلاد أيضاً .

    - بعد فعالهم هذه من التقتيل للأبرياء، عزم الملك مفاوضتهم فإن لم يستجيبوا قاتلهم، فتجمع جيشه وجيش الإخوان في السبلة، فأرسل الملك إليهم الشيخ عبدالله العنقري ليقنعهم بالنزول على حكم الشرع لما قاموا به من اعتداءات، لكنه لم ينجح في ذلك، ثم قرب الملك جيشه إليهم فقدم إليه فيصل بن دويش وتناقش الملك وهؤلاء المشايخ معه فعاد إلى الإخوان واعداً أن يقنع ابن بجاد ورفقته، فإن اقتنع وإلا تركه. وقد أنذره الملك بأنه إن لم يتلق تلك الإجابة قبل الصباح، فإنه سيهاجمهم، لكن الدويش لم يحاول إقناع رفاقه من الإخوان، بل أغراهم بالحرب، فلما بزغ الصباح بدأ إطلاق النار بين الطرفين، ثم انتهت الحرب سريعاً بانتصار الملك عبدالعزيز ومن معه على الإخوان، وكان هذا في عام 1347هـ، وأصيب ابن دويش برصاصة في خاصرته.

    - بعد السبلة تقدم نساء من أسرة الدويش يشفعن فيه، فقبل شفاعتهن وأمر طبيبه الخاص أن يعالج ابن دويش، فلما رآه الملك وبخه على تمرده فطلب منه العفو، فعفا عنه، وطمع ابن بجاد أن الملك يعفو عنه كما عفا عن ابن دويش فقدم مع كبار قومه، لكن الملك لم يعف عنه بل سجنه في الرياض لما رأى من عظيم جرمه. وما إن ذهبت الأيام إلا وأعاد الإخوان نشاطهم في شمال شرق الجزيرة، وشفي ابن دويش فتبعهم، ثم عادوا للغارات على القبائل التابعة للملك، فأرسل إليهم جيشاً لا قبل لهم به فلما علم بذلك أتباع ابن دويش تركه كثير منهم وطلبوا من الملك الأمان، فمنحهم ثم انضموا إليه، أما ابن دويش فذهب إلى الجهراء (الكويت) وسلم نفسه للسلطات البريطانية فنقلوه إلى سفينة بريطانية في شط العرب، ثم حدثت مفاوضات بين الملك وبريطانيا في تسليمه فسلموه فسجنه الملك في سجن الرياض. وبهذا انتهت مشكلتهم [3].



    لفتة نظر: تلحظ أنه يجتمع في كثير ممن يخرجون على السلطان سواء كانوا من الخوارج أو البغاة أمور :

    1/ أنهم يستميلون الناس فيتبعهم كثير منهم لاسيما إذا تكلموا باسم الدين والظلم وأخذ الحقوق .



    [1] المرجع السابق ( ط2 (7/ 309) ، ط5 (9/157)) .


    [2] المرجع السابق ( ط2 (7/ 321) ، ط5 (9/183)) .


    [3] النجم اللامع لمحمد العلي العبيد ، شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز للزركلي ، تاريخ المملكة العربية السعودية لعبدالله الصالح العثيمين .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:23

    2/ أن شوكتهم تقوى أول الأمر حتى يخيل للناس أن الدولة لهم ، لكن ما إن تلبث إلا وتنكسر وتكون الدولة عليهم .

    3/ أن كثيراً من رؤوس الخارجين على السلطان تعود الدائرة عليهم وتصير عاقبة أمرهم خسراً، فانظر حال ابن الأشعث لما خرج على واليه، وكيف أنه طلب النجدة من الكفار ودخل تحت ولايتهم. وهكذا تمر القرون حتى تعود الكرة نفسها ويحصل لابن دويش ما حصل لابن الأشعث[1] وفي زماننا المعاصر انظر إلى حال المسعري والفقيه المفتونين، وكيف أنهما أفسدا على أنفسهما الدنيا والدين[2]، ولا يبعد أن تكون نهايتهما كنهاية ابن الأشعث وابن دويش!!



    3/ شنع على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين – لما لبس الصليب في بريطانيا بمرأى ومسمع من الناس كلهم .

    ذكره في أوائل كتابه وأعاده في مواضع حتى في أواخره وجعله ردة وكفراً . وقد أكثر المغرضون المتربصون بدولة التوحيد الدوائر من ترداد هذا الأمر ما بين حين وآخر على أنك تجد قادات بعض الجماعات والحركات الإسلامية تلبسوا بما هو أشد وهم يعدونهم قدوات وعلماء في الشريعة ، ومع ذلك لا نسمع منكراً إلا من رحم الله وأكتفي بذكر مثال واحد وهو أن المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين كان يحضر الموالد – كما أفاده أخوه – ويقول أبياتاً يرددها هو ومن معه :

    هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا

    وسامح الكل فيما قد مضى وجرى [3]

    فهذا القول شرك صريح في توحيد الألوهية لأنه لا يغفر الذنوب إلا الله فأين تشنيعهم عليه ؟ وتحذيرهم من هذا الصنيع الشركي المشين ؟ علماً أني لا أكفره لأنه قد يكون جاهلاً .

    فهذا مما يدلك على أن الدافع ليس دينياً بحتاً ، وإلا لماذا يتركون الكلام حول هؤلاء ولو أحياناً ، بل ويدافعون عنهم ؟



    وبعد هذا أرجع إلى حكم لبس الصليب وأنه على أحوال:

    الحالة الأولى / أن يلبسه مع علمه للحرمة وأنه شعار النصارى وأنه يدل على رضاه بانتسابه إليهم والرضا بما هم عليه ، فهذا كفر وردة .

    سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال التالي[4]:

    اختلفنا في المسلم الذي يلبس الصليب شعار النصارى ، فبعضنا حكم بكفره بدون مناقشة ، والبعض الآخر قال: لا نحكم بكفره حتى نناقشة ونبين له تحريم ذلك ، وأنه شعار النصارى فإن أصر على حمله حكمنا بكفره ؟

    الجواب/ التفصيل في هذا الأمر وأمثاله هو الواجب ، فإذا بيّن له حكم لبس الصليب وأنه شعار النصارى ، ودليل على أن لابسه راض بانتسابه إليهم والرضا بما هم عليه وأصر على ذلك حكم بكفره ؛ لقوله عز وجل ) وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( والظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر .

    وفيه أيضاً إظهار لموافقة النصارى على ما زعموه من قتل عيسى – عليه الصلاة والسلام – والله سبحانه قد نفى ذلك وأبطله في كتابه الكريم حيث قال عز وجل ) وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ( الآية . وبالله التوفيق

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم



    سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز في الجامع الكبير بالرياض بعد تعليقه على ندوة في الولاء والبراء[5]:

    يحدث أحياناً أن يحضر بعض المسلمين إلى بلدٍ يدين أهله بدينٍ غير الإسلام إمّا للزيارة أو لمناسبة ما ، ويقوم الكفار بتقليد أحد المسلمين بقلادة على هيئة صليب أو عليها صور الصليب كتكريم منهم لهذا المسلم ويتقبلها هذا المسلم مجاملة لهم ، ويعتبره من حسن المعاملة . فهل فعل هذا المسلم يعتبر من موالاة الكافرين؟ وهل يصل ذلك إلى مرتبة الكفر ؟

    فأجاب: لا ، هذه أمور عادية ، هذه أمور عادية مثل ما تقدم ، هذه أمور عادية ينظر فيها ولي الأمر بما تقتضيه المصلحة ، فإذا كان من المصلحة الإسلامية قبول هذه المجاملة أو هذه الهدية كان ذلك جائزاً من باب دفع الشر وجلب الخير ، كما يقبل هداياهم التي يهدون إليه إذا رأى المصلحة في ذلك ، وإذا رأى المصلحة في ردها ردها . هكذا ما يتوج السلاطين والملوك في قلائد يصنعها الكفار ، أو يقدمها المسلم لهم ، إذا رأى في هذا المصلحة الإسلامية وكفاً لشرهم وجلباً لخيرهم فلا مشاحة في ذلك وليس هذا من الموالاة . نعم –

    س/ فيها صليب يا شيخ !!؟

    ج/ ولو فيها صليب ، ولو فيها صليب . يأخذه ثم يلقيه .

    س/ يلبسه يا شيخ ، يلبسه لباس ، يضعه على رقبته !؟

    ج/ بعدين يزيله ، بعدين يزيله .[6]



    الحالة الثانية / أن يلبسه مع علمه بأنه صليب، لكنه غير راغب لذلك، وإنما لدافع آخر من درء مفسدة أو جلب مصلحة، فليس هذا كفراً ، بل قد يكون محرماً أو جائزاً بحسب المصلحة، والسبب في عدم كونه كفراً أنه لا يستلزم الرضا بدلالة أنه لولا درء المفسدة أو جلب المصلحة في اللبس لما فعل، بل لعله يحطمه .

    الحالة الثالثة / أن يلبسه مع عدم علمه بأنه صليب ، فهذا لا يؤاخذ عليه لجهله بأنه صليب.

    قال ابن مفلح: وفي الانتصار: من تزيا بزي كفر من لبس غيار وشد زنار وتعليق صليب بصدره حرم ولم يكفر . – ثم قال – وفي الفصول: إن شهد عليه بأنه كان يعظم الصليب مثل أن يقبله ويتقرب بقربانات أهل الكفر ويكثر من بيعهم وبيوت عباداتهم احتمل أنه ردة ؛ لأن هذه أفعال تفعل اعتقاداً ، ويحتمل أن لا يكون اعتقاداً ، لأنه قد يفعل ذلك تودداً أو تقية لغرض الحياة الدنيا ، والأول أرجح لأن المستهزئ بالكفر يكفر ، وإن كان على ظاهر يمنع القصد ، فأولى أن يكون الفاعل لأفعال من خصائص الكفر مع عدم ظاهر يدل على عدم القصد ، بل الظاهر أنه قصد ا.هـ[7]

    فابن مفلح رجح القول الأول الذي ذكر في الفصول ، وأنه كفر لأنها تفعل في مثل هذه الحالة اعتقاداً ، وفرق بين القاصد وغيره ، وآخرون من العلماء فصلوا ، وأنهم لم يطلقوا التكفير ؛ لذلك اختلفوا في حكم من صلى وفي ثوبه صليب ، ولم يحكموا بالكفر مطلقاً .

    فإذا كانت المسألة على هذا التفصيل فإن الصليب الذي ألبس الملك كان صغيراً وبوغت بإلباسه ، فأين للمكفر الجزم بأن خادم الحرمين كان عالماً بأنه صليب ولبسه مع ذلك ؟ لا سيما وكان هذا علانية بمرأى ومسمع العالم كله ، وهذا المقدسي العنيد يذكر في كتابه مراراً وتكراراً أن الدولة السعودية بنت سياستها على إظهار التمسك بالإسلام نفاقاً ، فمن كان حاله كذلك هل يلبس الصليب أمام الناس كلهم ؟! أين ما بنى عليه سياسته من إظهار التمسك بالإسلام؟ كما تزعم .

    والخلاصة أن لبس خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله وأدامه ناصراً للتوحيد- للصليب محتمل لأحد الاحتمالات الثلاث: الاحتمال الأول كفري والاثنان الباقيان ليسا كفريين، ومن قواعد التكفير التي ذكرها العلماء أنه لا يكفر أحد بالأمور المحتملة – وتقدم بيان هذا -، فكيف – إذاً – وهناك مرجحات ترجح الاحتمالات غير الكفرية، وهي صغر الصليب وإلباسه إياه على بغتة، وأنه علانية وهذا يخالف السياسة المدعاة من لدن المقدسي وأمثاله.

    وقد نقل غير واحد عن شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله - أنه كان يقرر عدم علم الملك بالصليب لصغره وعدم وضوحه .



    4/ قوله في أوائل كتابه : والباطل والكفر عم وطم .. ( يعني في دولة التوحيد ) .

    وهذه نفثة صدر حاسد يكفي لردها أن راية الشرك الأكبر لم تكسر إلا في هذه الدولة المباركة، والتوحيد بأنواعه الثلاث لا يعلم رسمياً عاماً في المدارس والكليات والجامعات إلا في هذه الدولة، وأن المتاجر والأسواق لا تغلق بعد الأذان إلا في هذه الدولة .. إلى آخر واقعها الإسلامي المشاهد مع الاعتراف بأن النقص والخلل موجود نسأل الله إكمال النقص وسد الخلل .



    5/ قال تحت عنوان ( السعودية إخوة الطواغيت العربية ) في أحد الحواشي: من اليسير جداً التأكد من هذا بمراجعة بعض كتب المرحلة الابتدائية… فقد تم توحيد بعض المناهج وهم جادون في الباقي.. بالتدرج تمشياً مع سياسة التلبيس.. ومن يراجع تلك المناهج التي وُحدت يجد العلمانية والماسونية صارخة في جنباتها. ا.هـ



    [1] قال الشيخ العلامة صالح الفوزان معلقاً: واستنجد بالكفار ولجأ إليهم .


    [2] قال الشيخ العلامة صالح الفوزان معلقاً: ولجأ إلى الكفار .


    [3] انظر كتاب "حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه " ص(71-72) تأليف جابر رزق – بواسطة كتاب الإخوان المسلمين في ميزان الإسلام ص 66 - .


    [4] فتاوى اللجنة (2/ 119) . برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز وعضوية الشيخ عبدالرزاق عفيفي والشيخ عبدالله الغديان والشيخ عبدالله بن قعود .


    [5] أشرطة الجامع الكبير رقم (114) المجموعة الثانية رقم (29) الوجه الثاني . إنتاج تسجيلات التقوى .


    [6] يشكك بعضهم في صحة كلام الإمام ابن باز – رحمه الله – هذا ؛ لأن له كلاماً في نفي القول بجواز لبس الصليب وهذا التشكيك لهذا الكلام بمثل هذا لا يصح ألبته لأن الشيخ ابن باز في هذا المنقول عنه لم يجوز لبس الصليب أصلاً بل جوزه بقيد المصلحة إذن هو يرى التحريم ، وإنما جاز للمصلحة الراجحة وهذا شأن أكثر المحرمات ، ثم إن كلامه في تجويز لبس الصليب للمصلحة الراجحة لا يمكن تكذيبه لأنه من مسجلات جامع الديرة الذي كان يعلق فيه على الندوة الأسبوعية .


    [7] الفروع (6/168) .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:23

    حقاً إن هذه الأحرف من كاتبها تصرخ بأعلى صوتها مبرهنة حسده وبغيه وطمسه لمعالم الحق الظاهرة، راجعوا مناهجنا فقد درست أكثر المواد الشرعية في جميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية باعتباري معلماً، ففيها تدريس القرآن حفظاً وتلاوة، والتوحيد منذ أول سنة دراسية حتى آخر الثانوية بتخصصيها الطبيعي والشرعي، فلا يخرج الطالب إلا بعد معرفة لأنواع التوحيد الثلاث وما يخالفها، ومثله الفقه والحديث، وفيها التحذير من الأفكار الهدامة كالعلمنة والصهيونية وهكذا. أسأل الله أن يديم هذه النعمة ويزيدها ويجزي ولاتنا وعلماءنا عنا خيراً.

    ثم اعلموا أن هذا الكلام من كاتبها قبل حرب الخليج بسنة تقريباً ، وقد وافقت كلماته قصداً أو بغير قصد كلمات آخرين من الحماسيين المحسوبين على الدعاة إلى الله، لكن ما إن انكشفت حرب الخليج ورد الله كيد المعتدين إلا وتغيرت المناهج الدينية إلى ما هو أحسن بمراحل، فقد كان التوحيد المقرر في الصف الأول ثانوي كتاباً لمحمد قطب يبدئ ويعيد في توحيد الربوبية الذي أقر به حتى كفار قريش فغير هذا الكتاب، ووضع الكتاب المقرر الآن وهو كتاب مفيد للغاية ألفه شيخنا صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله - ، فخابت تخرصات وظنون هذا العنيد والحزبيين الذين يصطادون في الماء العكر، فهل من مدكر شاكر ؟

    تنبيه / تذمر وتسخط كثيرون لما حذفت كثير من مواضيع الولاء والبراء والحكم بما أنزل الله من المقررات الدراسية في هذا العام ، وحق لهم هذا فإن هذين الموضوعين من المهمات العقدية التي يجب على المسلم اعتقادها والعمل بمقتضاها ، لكن لابد أن يعرفوا سبب هذا الحذف حتى يعودوا على المتسبب باللوم ، وإن من أعظم الأسباب الغلو في هذين الموضوعين من لدن طائفة ، مما أدخل الدولة السعودية في ورطة مع الدول الخارجية القوية كأمريكا حيث صار هؤلاء الغالون يرددون هذين الموضوعين ويزعمون أن مقتضى العمل بعقيدة البراء أن يفجر الكفار ولو في بلاد المسلمين من غير تفريق بين معاهد وغيره، ولو ترتب هذا على هذا التفجير قتل بعض المسلمين وإهلاكهم وتوريطهم فيما لا يستطيعونه .

    وأيضاً جرهم غلوهم في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله أن كفروا حكام المسلمين. كما ترى الغلو جلياً في تصريحات ابن لادن التي تقدمت الإشارة إلى طرف منها، وخير شاهد على هذا واقعنا الذي نعايشه حيث لا يزال القبض مستمراً ما بين حين وآخر على المفسدين الذين بحوزتهم مفجرات هائلة في أماكن مختلفة من الدولة السعودية، حتى إن الحرمين لم يسلما. فماذا يا ترى يصنعون بهذه المتفجرات في بلاد الحرمين وليس بها أحد من الكفار الأمريكان ولا غيرهم ؟!

    فبسبب هذا الغلو في هذين الموضوعين رأت الدولة حذفهما لسد باب الغلو والفكاك من الورطات الخارجية، ولعلهم بحول الله وقوته متى ما انكشفت هذه الكربة عادوا لتقريرهما بصورة معتدلة تتضمن الرد على الغلاة والجفاة[1] .



    6/ قال تحت عنوان ( السعودية وفتنة الحرم ) : والذي يجب أن يعرفه كل مسلم هنا، أن (البغاة): هم شرعاً، المعتدون الخارجون على إمامة إمام حق عادل بتأويل خاطئ أو للدنيا والرئاسة.ا.هـ

    معنى هذا أن الحاكم غير العادل ( الفاسق ) يجوز الخروج عليه، وهذا مخالف للإجماع وصريح النصوص من السنة النبوية، وسيأتي ذكر النصوص عند الكلام على حقوق ولاة الأمر .

    قال النووي : أما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين ، وإن كانوا فسقة ظالمين . وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق. وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل ، وحكى عن المعتزلة أيضاً، فغلط من قائله مخالف للإجماع ا.هـ[2]

    وقال ابن تيمية: ولهذا كان مذهب ( أهل الحديث ): ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح بر ، أو يستراح من فاجر ا.هـ[3]

    وقال علي بن المديني وهو يذكر عقيدته وعقيدة من أدرك من جماعة السلف: ثم السمع والطاعة للأئمة وأمراء المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة بإجماع الناس ورضاهم . لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلة إلا وعليه إمام براً كان أو فاجراً فهو أمير المؤمنين . والغزو مع الأمراء ماض إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك . – ثم قال –

    ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد اجتمع عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأي وجه كانت ، برضا أو بغلبة ، فهو شاق هذا الخارج عليه العصا وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن عمل ذلك فهو مبتدع على غير السنة ا.هـ[4]

    وقال أبو عثمان الصابوني ( المتوفى 449هـ) في عقيدة السلف وأصحاب الحديث: ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا العدول عن العدل إلى الجور والحيف ا.هـ .

    وبهذا تدرك جهل هذا المقدسي بالنصوص الشرعية وعقيدة علماء سلف الأمة ، وأنه داعية فتنة – والعياذ بالله – يريد السيف أن يوضع في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، واعلموا – رحمكم الله – أن سيف السلطان مسلول كما قال الإمام أحمد فإذا وضع هاجت الفتنة نسأل الله السلامة .



    7/ تحت عنوان ( السعودية واللجنة الأفغانية ) أخذ يطعن في الشيخ جميل الرحمن ، وأنه استعبد بأخذ الأموال ، ولقد حرصت على إبراز كلامه في الشيخ الموحد جميل الرحمن – رحمه الله -، ليعلم السلفيون الحال التي بلغت بهذا المقدسي العنيد من عداوة كل موحد سدي ، والطعن فيه – والعياذ بالله - .

    إن كل موحد غيور زار أرض أفغانستان ليعلم أن القائد الوحيد القائم بالتوحيد والداعي إليه هو الشيخ جميل الرحمن، ويعلم أنه من أقل القادة إعانة ودعماً بسبب التشويه الذي يذيعه المغرضون حول الشيخ جميل الرحمن – رحمه الله رحمة واسعة -، فلو لم يكن من دلائل صدق هذا الرجل أن أمر أفغانستان بعد مقتله صارت في سفال وانحدار .



    8/ قال تحت عنوان ( السعودية واللجنة الإفغانية ) : دفعت السعودية الملايين والملايين لكسب ولاء قادة الأحزاب الأفغانية.. وما زالت تدفع وتدفع.. وكل أحد يعرف هذا… ولكن لأي شيء تدفع.. أتراها تدفع لنصرة الحق الذي تخرج عنه وتعق وتسجّن أهله في أرضها وتقتلهم وتصدّهم عنه؟؟ أتراها تقتل الحق في أرضها ثم تنصره في الخارج؟؟ إنها تدفع وتدفع لعدد من الفوائد من أهمّها.- ثم قال - وتدفع أيضاً لأن هذه الحرب قد صبغها أهلها صبغة جهادية دينية، إذن فلابد من كسب ولاء أهلها وقادتها وإشباعهم منذ الآن، خوفاً من أن تكون خلافة إسلامية حقيقية، تدك أعناق آل سعود وغيرهم من الطّغاة المتمسّحين بالإسلام زوراً وبهتاناً، وخوفاً من أن تفضحهم وتعريهم..ا.هـ

    لا أطيل في الرد عليه ، لكن أشير إلى أنه بنى كلامه على دليل باطل، وما بني على باطل فهو باطل، والباطل الذي بنى كلامه عليه أن السعودية لو كانت تدفع للجهاد فلماذا تسجن المجاهدين ؟ وتقدم تفنيد هذه الكذبة، وأنه من لبس الحق بالباطل .

    ثم يزعم أن السعودية إنما دعمت الجهاد الأفغاني لأن أمريكا راضية بهذا ولا تمانع منه ، وهذا الزعم لو صح فإنه – أيضاً من مناقب دولة التوحيد (السعودية )، وذلك أن إعانة إخواننا المسلمين واجبة عند الاستطاعة والقدرة، والسعودية راغبة في أن تقوم بهذا الواجب ، فلما فتح لها المجال استغلته وبادرت بالقيام به تحقيقاً لما أمر الله به من التعاون على البر والتقوى ونصر المظلومين لا سيما من ملحدين يريدون اغتصاب أراضي مسلمين ، ولا يصح لها أن تدع هذا الواجب لأن غيرها منتفع بقيامها به، بل المسلم يعمل ما يرضي الله وينفع إخوانه المسلمين بنية صالحة معرضاً عن نيات ومقاصد غيره بما أن الأمر مرض لله .

    وتجدر الإشارة إلى أن بعضهم جعل من أدلته ومبادئه في العمل للإسلام أنه ينظر ما يسخط عدوه فيفعله، وإن كان يضره، وينظر ما يفرح عدوه فيدعه وإن كان ينفعه، وهذا خطأ مخالف للكتاب والسنة والإجماع .

    أما الكتاب: فإن الله أمر بالهجرة من بلاد الكفار إذا كان المسلم لا يستطيع إظهار دينه حفظاً لدين المسلم ودمه ، وإن كانت الهجرة تسر وتنفع الكفار كما قال ) إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً( .

    أما السنة ما خرجه البخاري من حديث المسور بن مخرمة ومسلم من حديث أنس وغيرهما من قصة صلح الحديبية ، فقد وافق النبي صلى الله عليه وسلم على شروط مفرحة لكفار قريش ؛ لأن فيها مصلحة له وللمسلمين ولم يمتنع لكونها نافعة لهم .

    أما الإجماع: فقد أجمع العلماء على جواز البيع والشراء مع الكفار ، ولم تحرمه الشريعة لأن فيه منفعة لهم ، بل أكدت ذلك بما أخرجه الشيخان عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي في صاع من الشعير اشتراه منه .



    [1] قال الشيخ العلامة صالح الفوزان معلقاً: وهذه المسائل لو حذفت من مقررات المدارس لسبب ملجئ فإنها والحمد لله تدرس في المساجد والمحاضرات والندوات وتوزع في الكتب ولم تمنع .


    [2] شرح مسلم (12/229) .


    [3] مجموع الفتاوى (4/444) .


    [4] شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ص167 .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:24

    فإذا تقرر واتضح هذا ، فإن دولة التوحيد لما فتح لها المجال وصار لها قدرة لإعانة إخوانها بأرض أفغانستان بادرت مهتبلة الفرصة ، دون نظر إلى من المنتفع بما أن هذا العمل ينفع المسلمين ويرضي رب العالمين .

    فإن قيل: لماذا لم تكرر هذا العمل في أحداث لاحقة ؟

    فيقال: لأن المجال لم يفتح لها وليست لها القدرة . وكل أحكام الشريعة معلقة بالقدرة ، وقد تقدم بيان هذا عند الحديث عن الجهاد .



    9/ تحت عنوان ( السعودية والقانون الدولي ) نقل كلمة الملك فيصل – رحمه الله – التي ألقاها في هيئة الأمم المتحدة ، ونسب إلى الملك فيصل أنه قال: التي قام بها المرحوم فرانكلين ديلانو ..

    ووضع بعد كلمة المرحوم علامتين من علامات التعجب (!!) يشير إلى أنها كلمة شنيعة من قوادح التوحيد ، وهذا حق لأن الكافر لا يطلق عليه مرحوم فإن مصيره النار والجنة عليهم حرام ، لكن هل تلفظ بهذه الكلمة الملك الموحد فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله - ؟

    نشرت مجلة الفيصل هذه الكلمة فقالت : ولأن هذا الخطاب وثيقة تاريخية فإننا ننشر نصه فيما يلي: ثم نقلت قوله: التي قام بها الرئيس الراحل فرانكلين ديلانو .. [1]. فبدل كلمة ( المرحوم ) ( الراحل ) وإطلاق لفظة (الراحل ) على الكافر لا شيء فيه ، فإنه حقاً رحل من الحياة الدنيا .






    الرابع / الموقف الشرعي من الحكام :

    إن شريعة الإسلام كاملة لم تدع شيئاً ينفع في الآخرة إلا دلت عليه ولا شيئاً يضر في الآخرة إلا حذرت منه، ومما بينته الشريعة بجلاء موقف المحكوم من الحاكم وحقوق الحكام حتى ولو كانوا ظلمه فسقة فما عسى المؤمن إذا عرفها إلا أن يستجيب ويقوم بها طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى ) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً( وعجباً لأقوام يستجيبون لأمر الله في عقيدة الولاء والبراء وفي جهاد الكفار وفي الدعوة إلى الله ، وهذا خير بشرط أن يضبط بالضوابط الشرعية، ولكنهم لا يستجيبون لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في القيام بحق ولاة أمورهم، وكان المفترض عليهم أن يبادروا بالاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما يجب عليهم تجاه ولاة أمورهم لا سيما إذا علموها بالدليل الشرعي وأقوال علماء السنة ،

    وإليك بعض حقوق الحكام على المحكومين مدعمة بالأدلة الشرعية وأقوال علماء السنة وهي تتلخص فيما يلي:

    1-اعتقاد البيعة لهم في أعناقنا كما روى الإمام مسلم عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" ونحوه في الصحيحين عن ابن عباس .

    2-عدم الخروج على الولاة وإن فسقوا وجاروا: أخرج مسلم عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له".

    قال ابن كثير في البداية والنهاية: ولما خرج أهل المدينة عن طاعته أي: يزيد وولوا عليهم ابن مطيع وابن حنظلة، لم يذكروا عنه وهم أشد الناس عداوة له إلا ما ذكروه عنه من شرب الخمر، وإتيانه بعض القاذورات بل قد كان فاسقاً، والفاسق لا يجوز خلعه، لأجل ما يثور بسبب ذلك من الفتنة ووقوع الهرج كما وقع في زمن الحرة - . وقد كان عبدالله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد، ولا بايع أحداً بعد بيعته ليزيد، كما قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل ابن علية: حدثني صخر بن جويرية عن نافع قال: لما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله ثم تشهد ثم قال: أما بعد فإننا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال:" هذا غدرة فلان ". وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الإشراك بالله- أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله وبيع رسوله، ثم ينكث بيعته، فلا يخلعن أحد منكم يزيد، ولا يسرفن أحد منكم في هذا الأمر، فيكون الفيصل بيني وبينه . وقد رواه مسلم والترمذي من حديث صخر بن جويرية وقال الترمذي: حسن صحيح ا.هـ



    والنصوص في تحريم الخروج متواترة من الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة، وإليك طرفاً منها مختصراً :

    أ / كل نص يدل على السمع والطاعة لولاة الأمر كقوله ) أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ( يدل على حرمة الخروج ، ومن ذلك ما روى مسلم عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسمع وأطع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع " وما روى مسلم أيضاً عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له " وأخرج الآجري بإسناد صحيح عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر بن الخطاب " لعلك أن تخلف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشياً، وإن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر منقصة في دنياك فقل: سمعاً وطاعة دمي دون ديني "[2] وفي رواية أخرى " وإن ظلمك فاصبر " فهذا إمام ظالم يأخذ الأموال ويضرب ويدعو لما فيه منقصة الدين، ومع ذلك أمرنا بالصبر والسمع والطاعة له في غير ما حرم الله . كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة ".

    ب / عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعنّ يداً من طاعة " رواه مسلم. وهذا نص صريح في تحريم الخروج على الحاكم الفاسق لأنه أمرنا بكره المعصية وعدم نزع اليد من طاعة الله .

    ج/ وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن سلمة بن يزيد الجعفي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فماذا تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله، فأعرض عنه ثم سأله، فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله صلى االله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ماحملتم " وهذا نص صريح في السمع والطاعة للحاكم الذي يمنع حقوق الناس المالية وغيرها من أمور الدنيا، وصريح – أيضاً – في عدم الخروج عليه لأن عليه ما حمل وعليكم ما حملتم .

    وقد انعقد إجماع السلف على عدم الخروج على السلطان واستقر مذهبهم على هذا ودونكم كتب عقائد أهل السنة فانظروها تجدوا التأكيد على هذا الأمر ،

    قال ابن تيمية : ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم – ثم قال – ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته ا.هـ[3]

    قال ابن حجر: وقولهم " كان يرى السيف " يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور، وهذا مذهب للسلف قديم، لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه في وقت الحرة، ووقعة ابن الأشعث وغيرهما ، عظة لمن تدبر ا.هـ [4]

    وقد حكى النووي الإجماع على حرمة الخروج على الحاكم الفاسق – كما تقدم - .



    3- أن أمر الجهاد مناط بولاة الأمر لا بغيرهم، فلا يشرع الجهاد إلا بإذنهم، ويدل لذلك ما يلي:

    أ – ما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله r قال:" إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر، وإن يأمر بغيره كان عليه منه" فهذا خبر بمعنى الأمر وهو نص في المسألة .

    قال النووي: " الإمام جنة" أي كالستر؛ لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويمنع الناس بعضهم من بعض، ويحمي بيضة الإسلام، ويتقيه الناس، ويخافون سطوته، ومعنى يقاتل من ورائه: أي يقاتل معه الكفار والبغاة والخوارج وسائر أهل الفساد والظلم ا.هـ[5]

    وقال ابن حجر: لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويكف أذى بعضهم عن بعض، والمراد بالإمام كل قائم بأمور الناس ا.هـ[6] . ب- ما روى الشيخان أن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال:" تلزم جماعة



    [1] العدد (106) ص17 . ومثله موجود في كتاب " المملكة العربية السعودية والمنظمات الدولية تأليف طلال محمد نور عطار ص155 .


    [2] انظر شرح الآجري لهذا الأثر في كتاب الشريعة (1/3810382).


    [3] منهاج السنة (3/391) .


    [4] ترجمة الحسن بن صالح بن حي في تهذيب التهذيب .


    [5] شرح مسلم (12/ 230) .


    [6] فتح الباري (6/ 136) .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:25

    المسلمين وإمامهم " فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ، قال:" فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك"

    وجه الدلالة: أنه مأمور بالتزام جماعة المسلمين وإمامهم وألا يفارقهم. فإن قيل: الذي يذهب – الآن – إلى الجهاد هو ينتقل من جماعة مسلمين وإمامهم إلى جماعة مسلمين آخرين وإمامهم، فهو إذاً ملازم لجماعة المسلمين وإمامهم. قيل: هذا لا يجوز وهو عين الغدر الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، يقال: هذا غدرة فلان" وقد استدل به ابن عمر على حرمة خلع البيعة من يزيد إلى ابن مطيع وابن حنظلة – كما مر آنفاً - .

    ومن الأدلة – أيضاً – على حرمة مثل هذا ما خرجه مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له".

    جـ - ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فهذه القاعدة دليل على تعليق أمر الجهاد بولي الأمر وإلا لصار الأمر فوضى ، ولتنازع الناس فيما بينهم ، بل لعل بعضهم يقتل بعضاً، فهذا لا يرى الجهاد مناسباً، والآخر يقاتله لتصوره أنه ينكر شرعيته، وآخرون يقاتلون طائفة مسلمة ابتداء لظنهم كفرهم وهكذا...

    هذا كله فيما إذا لم يمنع ولي الأمر أما إذا رأى ولي الأمر المنع من الجهاد لمصلحة ظهرت له، فالدليل على عدم جواز الجهاد حين ذلك هو كل دليل يدل على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في غير ما حرم الله.



    4- جمع الناس عليهم وإبراز محاسنهم وعدم سبهم بما فيهم فضلاً عما ليس فيهم ومما لم يتثبت منه، ويدل على هذا ما يلي:

    أ – كل دليل دال على السمع والطاعة لهم لأنهم يأمرون بجمع الناس عليهم وعدم سبهم.

    ب- كل دليل دال على حرمة الخروج ؛ لأن سبهم يؤدي إلى الخروج عليهم فإن كل خروج فعلي مسبوق بخروج قولي.

    جـ- أخرج الترمذي عن زياد بن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق- فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبو بكرة: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من أهان السلطان في الأرض أهانه الله" ا.هـ حسنه الإمام الألباني.

    وقال صالح بن عبدالعزيز العثيمين : فإذا كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهراً والتشهير به من إهانته التي توعد الله فاعلها بإهانته، فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرناه لمن استطاع نصيحتهم من العلماء الذين يغشونهم ويخالطونهم، وينتفعون بنصيحتهم دون غيرهم – إلى أن قال – فإن مخالفة السلطان فيما ليس من ضروريات الدين علناً، وإنكار ذلك عليه في المحافل والمساجد والصحف ومواضع الوعظ وغير ذلك، ليس من باب النصيحة في شيء، فلا تغتر بمن يفعل ذلك، وإن كان عن حسن نية، فإنه خلاف ما عليه السلف الصالح المقتدى بهم والله يتولى هداك ا.هـ[1]



    وإليك بعض كلمات السلف والعلماء على ما نحن بصدده :

    أخرج البخاري ومسلم عن أبي وائل قال قيل لأسامة بن زيد: لو أتيت عثمان فكلمته، قال: إنكم لتـُرَوْنَ أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر، دون أن أقتح باباً لا أكون أول من فتحه.

    وأخرج ابن أبي شيبة وغيره عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: آمر إمامي بالمعروف ؟ قال ابن عباس: إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه ، ولا تغتب إمامك" وهذا الأثر الثابت عن ابن عباس صريح في كيفية نصح الولاة وعدم غيبتهم .

    وثبت عن حكيم بن حزام -فيما أخرج ابن أبي شيبة وغيره – أنه قال: لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان " فيقال له : يا أبا معبد أو أعنت على دمه ؟ فيقول : إني أعد ذكر مساويه عوناً على دمه .

    وأخرج ابن عبدالبر في التمهيد عن أبي إسحاق السبيعي أنه قال: ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره.

    وثبت فيما أخرج ابن زنجويه عن أبي مجلز أنه قال: سب الإمام الحالقة، لا أقول: حالقة الشعر ولكن حالقة الدين.

    وأخرج ابن عساكر عن ابن المبارك أنه قال: من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته .

    قال ابن جماعة عاداً حقوق ولاة الأمر: رد القلوب النافرة عنه إليه، وجمع محبة الناس عليه؛ لما في ذلك من مصالح الأمة، وانتظام أمور الملة. والذب عنه بالقول والفعل، وبالمال والنفس والأهل في الظاهر والباطن والسر والعلانية ا.هـ[2]



    5- النصح لهم والتعاون معهم على الخير:

    إن نصيحة الناس عامة دين يحبه الله فكيف بأئمة المسلمين كما جاء ذلك في حديث " الدين النصيحة " ، لكن نصيحة الولاة مغايرة لنصيحة غيرهم للمنزلة التي جعلها الله لهم، وقد تقدم - قريباً – قول ابن عباس لسعيد بن جبير: فإن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه ولا تغتب إمامك "

    وإليك كلاماً مفيداً لمجموعة من أئمة الدعوة منهم الشيخ محمد بن إبراهيم وسعد بن عتيق – رحمهم الله رحمة واسعة – قالوا: وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر، والخروج من الإسلام، فالواجب فيها: مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا غلط فاحش، وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا، كما يعرف ذلك من نور الله قلبه ، وعرف طريقة السلف الصالح ، وأئمة الدين ا.هـ[3]

    وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله -: والجامع لهذا كله: أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية ما يشترف أحد، فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية، فإن لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهراً، إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق، واستلحق عليه ولا وافق، فيرفع الأمر إلينا خفية ا.هـ[4]

    وقال الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – كلاماً نافعاً - لخص فيه منهج الكتاب والسنة وسلف الأمة في نصيحة السلطان، قال – رحمه الله –: ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع. ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل، فينكر الزنى، وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها، لا حاكم ولا غير حاكم. ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان قال بعض الناس لأسامة بن زيد – رضي الله عنه – ألا تنكر على عثمان؟ قال: أأنكر عليه عند الناس؟ لكن أنكر عليه بيني وبينه، ولا أفتح باب شر على الناس. ولما فتحوا الشر في زمن عثمان – رضي الله عنه -، وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك، وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً، حتى أبغض الناس وليّ أمرهم، وحتى قتلوه. نسأل الله العافية ا.هـ[5]

    وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -: فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس، وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور، فهذا عين المفسدة، وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس. كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى. وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها. فإذا حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر: ضاع الشرع والأمن. لأن الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم، وإن تكلم الأمراء تمردوا على كلامهم فحصل الشر والفساد.

    فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان، وأن يضبط الإنسان نفسه وأن يعرف العواقب. وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال، بل العبرة بالحكمة …ا.هـ[6]



    6-الدعاء لهم بالخير والتوفيق /لما كان ذكر مساوئهم من غيبتهم – كما تقدم – والخروج عليهم مما لا يحبه الله، وكان جمع الناس عليهم وإبراز محاسنهم مما يحبه الله كان الدعاء لهم بالصلاح والتوفيق منهجاً لأهل السنة؛ لأن في صلاحهم عز الإسلام والمسلمين . وقد بين علماء السنة أن من



    [1] مقاصد الإسلام ص393 .


    [2] تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام ص 64 .


    [3] الدرر السنية ط5 (9/119) .


    [4] الدرر السنية ط5 (9/121) .


    [5] من فتوى للشيخ مطبوعة في آخر رسالة " حقوق الراعي والرعية " لابن عثيمين ص277-28 .


    [6] كتاب حقوق الراعي والرعية .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:26

    معتقدهم ومنهجهم الدعاء للسلطان، فمن أراد النجاة فليسلك سبيلهم فلا طريق موصل إلى الله إلا سبيلهم .

    قال أبو عثمان الصابوني: ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح، وبسط العدل في الرعية ا.هـ

    وقال الإمام البربهاري في شرح السنة: فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نؤمر أن ندعو عليهم، وإن ظلموا وجاروا؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين ا.هـ

    وقال أبو بكر الإسماعيلي في كتابه اعتقاد أهل السنة: ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إلى العدل ا.هـ

    وروى أبو نعيم بإسناد صحيح عن الفضيل بن عياض أنه قال: لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام. قيل: وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال: متى صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام – يعني: عمّت -، فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد … فقبل ابن المبارك جبهته وقال: يا معلم الخير! من يحسن هذا غيرك ؟ ا.هـ

    وأخرج الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح عن الإمام أحمد أنه قال: وإني لأدعو له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار والتأييد، وأرى ذلك واجباً عليّ ا.هـ

    وقال الطحاوي في عقيدته : ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ا.هـ



    فإن قيل: إنه لا يصح اعتقاد البيعة في أعناقنا ؛ لأن هؤلاء الحكام الموجودين أخذوا الحكم غلبة وقوة لا اختياراً، فليست كل شروط الإمامة متوافرة فيهم ومنها شرط تواترت السنة بذكره وأجمع عليه أهل العلم، وهو كون الإمام (ولي الأمر) قرشياً .

    فيقال: إن من أخذ الحكم غلبة استقر الحكم له وصار أميراً وحاكماً يسمع له ويطاع ، ويدعى له بالخير من غير نظر لأي شرط مادام مسلماً، وعلى هذا أجمع أهل العلم.

    قال الحافظ ابن حجر: وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ا.هـ[1]

    وقال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله-: الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء ا.هـ[2]

    وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ – رحم الله الجميع -: وأهل العلم … متفقون على طاعة من تغلب عليهم في المعروف يرون نفوذ أحكامه، وصحة إمامته، لا يختلف في ذلك اثنان، ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف وتفريق الأمة ، وإن كان الأئمة فسقة ما لم يروا كفراً بواحاً. ونصوصهم في ذلك موجودة عن الأئمة الأربعة وغيرهم وأمثالهم ونظرائهم ا.هـ[3] وثبت في البخاري عن عبدالله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبدالملك قال: كتب: إني أقر بالسمع والطاعة لعبدالله عبدالملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وإن بنيّ قد أقروا بمثل ذلك ا.هـ ومن كلمات الإمام أحمد – رحمه الله -: ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً براً كان أو فاجراً ا.هـ[4]



    فإن قيل: إن بيعتهم لا تلزمني لأني لم أبايعهم بنفسي .

    فيقال: إن مبايعة كل رجل شخصياً للإمام بالحكم ليس شرطاً وإنما الواجب اعتقاد أن لهم بيعة في أعناقنا حتى لا نموت ميتة جاهلية فنسمع ونطيع لهم، ومن المعلوم أن عامة الناس تبع لأهل الحل والعقد منهم ، فإذا بايع أهل الحل والعقد دخل عامة الناس تبعاً ، كما نص على ذلك شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - [5].



    * إنكار المقدسي على علمائنا ما ليس منكراً في ذاته وهو الدخول على السلطان :

    وبعد أن علمت ما تقدم فلا زال هذا العنيد المقدسي يكرر الإنكار على علمائنا بما ليس منكراً، ومن ذلك إنكاره عليهم دخولهم على السلطان ، وأكتفي بنقل واحد وهو قوله – كفى الله المسلمين شره – في أواخر كتابه : ومن المعلوم أن تضليل الأمة وتضليلها بالتلبيس عليها وفتنتها عن توحيدها الحق الكامل… أعظم وأشدّ من قتلها وقتالها… } ) وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ){، وقد عرف هؤلاء الطّغاة كيف يسخرون شعوبهم ويقودنهم ويجعلون منهم شياه وأنعاماً أليفة مطيعة بهذا الستار الكثيف الذي اتّخذوه من هؤلاء الأحبار والرهبان ليجعلوا من بلدهم بلد التوحيد وبلد العلم والعلماء، تأمّلوا، المشايخ في كلّ مكان، هذا الشيخ ابن باز. وذاك ابن عثيمين وهناك غيره وغيره كلّهم مع الدولة، ويعملون عند الدولة ويدافعون عن الدولة… فماذا تريدون إنّه الإسلام والتوحيد…!!! وهكذا تُضلل الشعوب - ثم قال –

    بقي أن يعرف الموحد الموقف من هؤلاء العلماء الضالّين المجادلين عن الحكومات النائمين في أحضانها والراضعين من ألبانها… فاسمع هداك الله للحق الذي نعتقده وندين الله به ولا يهمّنا معه لومة لائم أو طعن طاعن أو كذب مفتري… الحق أن يُهجروا ولا يطلب العلم عندهم ولا يستفتون ابتداءً، لأن هذا العلم كما يقول بعض السّلف: دين، فانظروا عمّن تأخذون دينكم، بل الواجب وعظهم وهجرهم حتى يرتدعوا ويقلعوا عن مداهنة السلاطين والركون إليهم والجدال عنهم… - ثم قال –

    أمّا إذا أصرّوا وبقوا على حالهم الممسوخ الممقوت ذاك، فالواجب هجرهم، وعدم التعامل معهم، أو استفتائهم، خصوصاً في مسائل السياسة الشرعية وقضايا الجهاد والحكام، وهذا ليس بدعاً من القول… فهذه طريقة السّلف… إذ كم تكلّموا في رواية من كان يقبل جوائز السلطان أو يفد على السلطان، وكم طعنوا وجرحوا من تولّى ولاية عند السلطان… وأي السلاطين؟؟… سلاطين الجور فقط… فكيف بسلاطين الكفر والشرك والإلحاد؟؟… ا.هـ

    إن السباب والطعن في علماء السنة بلا بينة ولا برهان من أعظم صفات هذا المقدسي كما تقرأ هذا الكلام في كتابه الذي ألفه عام 1410هـ حتى جاء عام 1418هـ فصرح بتكفيرهم – كما تقدم – وصدق أئمة السنة إن البدعة تبدأ صغيرة ثم تتعاظم حتى تكون كبيرة.

    يا ظلوم أتظن الناس لا يميزون ولا يعقلون حتى تتجاسر بمثل هذا القول الإفك ؟ يا جهول أيترك الناس علماء سنة لهم قدم صدق في تعليمها ودعوة الناس إليها إلى من لم يعرف إلى هذه الساعة بعلم ولا دين ؟ يا غافل أما آن لك اليقظة وتذكر المعاد والحساب والصراط ومعرفة فيمن تقدح ؟

    تعالوا يا أهل الإنصاف والعقل لنرى ما جرح وعاب به علماءنا – علماء أهل السنة – من الدخول على السلطان هل هو في ميزان العلم الحق عيب وجرح على الإطلاق أم أن فيه تفصيلاً وقد يكون من المحامد والمناقب ، وهذا التفصيل لا يدريه هذا الجهول ؛ لذا ما إن رأى ما يظنه ممسكاً للطعن في علماء التوحيد والسنة إلا وأغلق عليه فرحُه الشديد التأملَ والنظر السديد لأنه – في زعمه – قد وجد ما يبرر له تجريحهم وإسقاطهم ، لكن أنى له ذلك فقد افتضح في هذه كما افتضح كثيراً من قبل ومن بعد ، وبان لدى أهل العلم أنه نقد وجرح بما لم يصح شرعاً ، ومن لم يتبين له بعد فإليه الأدلة وأقوال أهل العلم في حكم الدخول على السلطان وحكم أخذ الأموال منهم .

    روى ابن أبي حاتم عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس أنه قيل له: إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون ؟ فقال:" يرحمك الله فأين المتكلم بالحق "[6]

    وسئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه ؟ فقال: أنا أسأل عنه ، إنما ينبغي أن يسأل إسحاق عني ! فقيل: يا أبا عبد الله لم أرد به في الحديث إنما أردت دخوله على السلاطين وأخذه أموالهم . فقال أحمد: نعم، يدخل عليهم ويأخذ أموالهم ويدعوهم إلى السنن ويعلمهم إياها، فربما يثنى على واحد حتى يولى على مدينة ، فيدعو الناس إلى السنة ، فيكون الأجر كله لإسحاق .[7]

    قال ابن الوزير: "وأما من خالط الملوك أو كاتبهم أو قبل عطاياهم فهم السواد الأعظم من المتقدمين والمتأخرين والصحابة والتابعين "[8]

    وقال الشوكاني:" ولا يمكن حصر عدد من يتصل من أهل العلم والفضل بسلاطين قرن من القرون بل بسلاطين بعض القرن في جميع الأرض "[9] . وقال الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن – رحمه الله -: وأما طعنكم على الشيخ المكرم بأنه قبل جوائز ابن ثنيان وأنه بنى بيت الشيخ من أموال محرمة – ثم قال – فلو سلم تسليماً صناعياً أن قصدكم الأموال المغصوبة فوجودها في بيت المال لا يقتضي التحريم على من لم يعلم عين ذلك ولم يميز لديه والمسئول



    [1] فتح الباري (13/ 7) .


    [2] الدرر السنية في الأجوبة النجدية (7/239) .


    [3] مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (3/168) .


    [4] الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص 23 .


    [5] شريط " أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام علماء الحرمين " .


    [6] الجرح والتعديل (1/30) .


    [7] أخرجه سبط ابن الجوزي في الجليس الصالح ص204 .


    [8] العواصم والقواصم (7/ 206) .


    [9] رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين ص 85 علماً أن لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين شرحاً مفيداً مسموعاً على هذا الكتاب .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:27

    عن التخليط ولي الأمر لا من أخذ منه إذا لم يعلم عين المغصوب وقد ذكر ذلك أئمتكم من الشافعية وغيرهم من أهل العلم بل ذكر ابن عبدالبر إمام المالكية في وقته أنه لا يعرف تحريم أموال السلاطين عن أحد ممن يعتد به من أهل العلم . وقال في رسالته لمن أنكر عليه ذلك :

    قــل لمـن ينكـر أكـلي لطعام الأمراء

    أنت من جهلك عندي بمحل السفهـاء

    فإن الاقتداء بالسلف الماضين هو ملاك الدين. ثم قال بعد ذلك: ومن حكي عنه أنه تركها كأحمد وابن المبارك وسفيان وأمثالهم ، فذاك من باب الزهد في المباحات وهجر التوسعات ، لا لاعتقاد التحريم – إلى أن قال – وقد قال عثمان – رضي الله عنه-: جوائز السلطان لحم ضبي ذكي ، وقد قال ابن مسعود لما سئل عن طعام من لا يجتنب الربا في مكسبه، قال: لك المهنا وعليه المأثم، ما لم تعلم الشيء بعينه حراماً .

    وحكي عن أحمد – رحمه الله -: جوائز السلطان أحب إلينا من صلة الإخوان لأن الإخوان يمنون والسلطان لا يمن. قال: وكان ابن عمر يقبل جوائز صهره المختار ، وكان المختار غير مختار. حكى هذا عنه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وناهيك به حفظاً وأمانة – عند الكلام على حديث :" إذا دخل أحدكم بيت أخيه فأطعمه من طعامه أو سقاه من شرابه فليأكل من طعامه وليشرب من شرابه ولا يسأل عنه " والحديث معروف في السنن. قال الحافظ الذهبي: قيل لعبدالله بن عثمان بن خيثم: ما كان من معاش عطاء؟ قال: صلة الإخوان ، ونيل السلطان. وهذا مشهور بين أهل العلم، وقد قال صالح بن أحمد لأبيه لما ترك الأكل مما بيد ولده من أموال الخلفاء: أحرام هي يا أبت؟ قال: متى بلغك أن أباك حرمها ؟. وأما إذا علم الإنسان عين المال المحرم لغصب أو غيره فلا يحل له الأكل بالاتفاق ، والمشتبه الذي ندب إلى تركه هو ما لم يعلم حله ولا تحريمه، وأما إذا امتاز بحال وعرف الحكم فهو لاحق بالبين لا الاشتباه ، وفي دخول أموال السلاطين في المشتبه بحث جيد لا يخاطب به إلا من سلمت في السلف الصالح سريرته، وحسنت في المسلمين عقيدته ، والمرتاب يصان عنه العلم ولا يخاطب إلا بما يزجره ويردعه ، وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدايا من المقوقس وصاحب دومة الجندل وغيرها، وهو صلى الله عليه وسلم لا يقبل إلا طيباً ولا يأكل إلا طيباً .

    وأموال الكفار لا يبيحها الغصب لمثل المقوقس ، وإنما تباح وتملك بالقهر والغلبة والاستيلاء للمسلمين . وهذا كله منا على سبيل التنزل والمجاراة وإلا فنحن نعلم أنكم لا تذكرون هذا إلا على سبيل العيب والمذمة والغيبة لا عن ورع فيكم ولا تحر للصواب وطلب للفقه لديكم ، بل أنتم كما قال تعالى في أهل الكتاب ) وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(

    وقد اشتهر أنكم في المزاحمة على الأموال المحرمة أحمق من نعجة على حوض ، وغالب ما في أيديكم من الأوقاف ، والريع والمآكل إنما وصل إليكم من جهة من لا يعرف الدعوة الإسلامية ، وليست لهم ولاية شرعية – ثم قال – فكيف تلمزون بأمراء المسلمين وهذا حالكم وهذه مآلكم ؟ ا.هـ[1]

    وبعد ما رأيت من أقاويل وأفاعيل أهل العلم الماضين من جواز الدخول على السلطان وأخذ الأموال منه ، يتضح لك جهل المقدسي بما عليه أهل العلم في هذه المسألة، بل إن قدحه -أيضاً- ليشملهم . نسأل الله العافية .



    ثم إليك الأدلة الدالة على جواز الدخول عليهم .

    وأكتفي بذكر أدلة ثلاثة تدل على أصل جواز الدخول على السلطان :

    الأول/ عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما بعث الله من نبي ، ولا استخلف من خليفة ، إلا كان له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، فالمعصوم من عصم الله تعالى " أخرجه البخاري .

    وجه الدلالة : معلوم أن هذه البطانة التي تأمره بالخير لابد وأن تجالسه وتدخل عليه .

    الثاني / عن أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ، ومن أنكر فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع " قالوا: يا رسول الله ألا نقاتلهم ؟ قال:" لا ما صلوا " أخرجه مسلم .

    وقد استدل الشوكاني بهذا الحديث على جواز الدخول على الحكام ولو كانوا ظلمة بشرط ألا يحصل الرضا والمتابعة [2]، وهذا الاستدلال وجيه لأن الذم إنما في حق من رضي وتابع ، أما من دخل ولم يرض ويتابع على الإثم فليس داخلاً في الذم والنهي بل هو على أصل الإباحة .

    الثالث / أخرج الحاكم وغيره عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه وقتله " صححه الإمام الألباني[3] ، فهذا من الأدلة الدالة على جواز الدخول على السلطان الجائر ، وللإحاطة فإن المقدسي العنيد ممن استدل بهذا الحديث ، فسبحان من حجب عن هذا العنيد فقه ما استدل به، ثم أمهله حتى صار يطعن في أوليائه كبار علماء السنة حتى يأخذه – بحوله وقوته – أخذ عزيز مقتدر، إن كان في علمه ألا يهديه .



    أيها الألباء/ من المتقرر في الشريعة المطهرة أن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح وإن العقل البشري يؤكد ما تقدم ذكره من النصوص الدالة على جواز الدخول على السلطان لأن في هذا إعانته على الخير وإرشاده إليه ، وإلا لو كان الأمراء في معزل عن العلماء والعلماء في معزل عن الأمراء لساءت كثير من الأمور ، وإن من أعظم أسباب النعم الدينية التي نعيشها في هذه الدولة المباركة ( السعودية ) أنها قامت على أساس عظيم وهو تعاون العلماء مع الأمراء لتحقيق الدين .



























    [1] مجموعة الرسائل والمسائل ( 3/229) .


    [2] كتاب رفع الأساطين ص74 وأقره الشيخ العلامة محمد الصالح العثيمين في شرحه لهذا الكتاب .


    [3] السلسلة الصحيحة رقم (374) .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:34

    الخامس / موقف علماء السنة وبعض المفكرين من الدولة السعودية وحكامها :الخامس / موقف علماء السنة وبعض المفكرين من الدولة السعودية وحكامها :



    تم بحمد الله وتوفيقه بيان أنه لا دليل معتمد عند المقدسي العنيد في تكفيره لدولة التوحيد ، وأنه لم يحسن معرفة الحكم الشرعي فيما طرح ، ولا تشخيص الواقع كما هو فصار حكمه جائراً خاطئاً لا يعول عليه منصف ذو عقل بله ذو علم .

    وبعد هذا كله إليك معرفة كلام أهل العلم المعاصرين في هذه الدولة ومؤسسها وأبنائه – غفر الله لميتهم وسدد للحق أحياءهم – وأهل العلم هؤلاء هم الذين أمرنا بالرجوع إليهم كما قال تعالى )وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ( ، ويجمع أهل العلم هؤلاء المعتقد السلفي وأنهم أئمة أهل السنة في هذا العصر وإن كانوا مختلفين فمنهم من هو من أهل هذا الدولة ولادة ومنشأ ، ومنهم من هو نزيل ، ومنهم من ليس من أهلها ولا نزيلاً فيها . ثم أتبعت كلام هؤلاء الأئمة بكلمات لأدباء ومفكرين اعتضاداً لا اعتماداً ، بل وبكلام كفار معاصرين ، وهذا من باب " والحق ما شهدت به الأعداء " .

    فلا أظنك بعد الوقوف على كلامهم إلا وتضرب بكلام المقدسي في دولة التوحيد ومؤسسها وأبنائه عرض الحائط وتعرض عنه صفحاً[1] .



    قال الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن في رسالة كتبها إلى فيصل بن دويش وسلطان بن بجاد :

    واشكروه أيضاً على ما منّ به في هذا الزمان من ولاية هذا الإمام الذي أسبغ الله عليكم على يديه من النعم العظيمة ودفع به عنكم من النقم الكثيرة وخولكم مما أعطاه الله وتابع عليكم إحسانه صغيركم وكبيركم، وقام بما أوجب الله عليه حسب الطاقة والإمكان ، ونظره في مصالح المسلمين وما يعود نفعه عليهم ، ودفع المضار عنهم وحسم مواد الشر أولى من نظركم، والكمال لم يحصل لمن هو أفضل منه، فالذي يطلب الأمور على الكمال وأن تكون على سيرة الخلفاء فهو طالب محالاً – ثم قال -

    فوالله ثم والله إنا لا نعلم على وجه الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً شخصاً أحق وأولى بالإمامة منه ، ونعتقد صحة إمامته وثبوتها لأن إمامته إمامة إسلامية وولايته ولاية دينية ، فلو نعلم أن عليه من المثالب والمطاعن شيئاً يوجب مخالفته ومنابذته لكنا أولى منكم بالنصح له وتحذيره ومراجعته ، فإنه ولله الحمد يقبل الحق ممن جاء به ولا يستنكف من الناصح ، ومقاماته ونصحه ومدافعته عن الإسلام وأهله وبذل إحسانه وعفوه وعدم انتقامه شهيرة بين الورى لا يجحدها إلا معاندٌ مماحلٌ ا.هـ[2]



    قال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان: إلى حضرة محبنا وفاضلنا ذي السعادة والسيادة ، الشيخ المفضل والرئيس المبجل الإمام عبدالعزيز بن الإمام المكرم: عبدالرحمن آل فيصل ، أمده الله بالتوفيق والتسديد ، وخذل كل عدو له وللإسلام من قريب أو بعيد ، وأزاح عنه علل الشكوك ، ورزقه الإيقان والسلوك ، وألبسه لباس العز والتمكين ، ونصر به شريعة سيد المرسلين ، آمين ، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأزكى وأشرف تحياته . – ثم قال - وأنت – من فضل الله وكرمه – عوائد ربك ومننه عليك لا تحصى ، كم نالك من وصمة ، وشدة وكربة ، ورد الله لك الكرة المرة بعد المرة؟ وباء عدوك بالخزي والعار والمذلة ، فلله الحمد لا نحصي ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه ، فجلت عظمته ، وعزت قدرته . – ثم قال –

    ونحن لما سمعنا ما أجرى الله ضاقت بنا الأرض بما رحبت ، ووددنا أن نفديك بأنفسنا ، ومن تحت أيدينا ، ولكن الكربة انفرجت في آن قريب ، فلما سمعنا بسلامتك وعافيتك ، اطمأنت نفوسنا ونفوس المسلمين ، وظهر فيما بينهم الفرح والسرور . ونرجو من الكريم المنان: أن يديم لهم وجودك وسلامتك ، وهدايتك لما فيه صلاح العباد والبلاد ؛ لينتفع بك أقوام ، ويضر بك آخرون ، وإلا فالدنيا لا بد فيها من الافتراق ، ولابد لها من الزوال ، والله ولي الهداية والتوفيق ، وصلى الله على محمد ا.هـ[3]



    قال فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد أل عبدالمحسن من علماء أهل القصيم في بريدة في ضمن كلام له عن الدولة ومؤسسها:

    وتأسيس هذه المملكة السلفية العظمى التي بها علا دين الإسلام ونصر ، وقضي بها على البدع والخرافات ، وعبادة الأوثان ، والتمسح بحجر الأولياء والصالحين ، وناهيك بهذه النهضة التي قام بها ، فلو أنها توفرت في زمن الأمويين والعباسيين للهجت بها الألسن وملئت بها التواريخ ... ويكفي شرفاًُ له قوله في بعض خطبه: يقولون إننا وهابية والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا نتبع كتاب الله وسنة رسوله ، وليس بيننا وبين المسلمين إلا كتاب الله وسنة رسوله ا.هـ[4]






    [1]وانظر العدد الخامس من مجلة السلفية بعنوان مصلح القرن الداعية السلفي عبدالعزبز بن عبدالرحمن آل سعود رؤية دعوية إصلاحية


    [2] الدرر السنية ( ط2 (7/ 282) ، ط5 (9/104)) .


    [3] الدرر السنية في الأجوبة النجدية (14/ 540) .


    [4] كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الواحد الديان وذكر حوادث الزمان (4/290-291) .) .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:38

    قال الشيخ العلامة عبدالقادر ابن بدران الدمشقي – رحمه الله - : ولما تفتحت ورود الأصول من روضته الناضرة ، ومال تحقيق قواعدها إلى جنات المفاخرة بالمناظرة ، وفتحت لمريد الجدل الأبواب ، وتسهلت لمبتغيه الأسباب ، وغنى هزار الاختتام ، على أدواحه فوق زهرة البسام ، وعبق طيب التدقيق من رنده والبشام ، رفعته هدية لمقام تحسد النجوم علاه ، ويحمد كل سار عند صباح الملتقى سراه :

    لقد حسنت بك الأوقات حتى كأنك في فم الدهر ابتسام

    مقام جامع للسيف والقلم ، وماحي ظلام البدع بعدما عم بحرها وطم ، بينما تراه يحيي مآثر ما اندرس من السلف الكرام ، إذا به يقوم في نصرة الحق بالرأي والسنان ، وبينما تجده تتفجر ينابيع العلم والحكمة من لسانه إذا به:

    يقوم مقام الجيش تقطيب وجهه ويستغرق الألفاظ من لفظة حرف

    سليل العرب أولي البلاغة واللسن ، ومحبوب آل قحطان وعدنان بفعله الحسن:

    تفكره علم ومنطقه حلم وباطنه دين وظاهره ظرف

    الملك المفدى بالأرواح ، الباذل نفسه في إرضاء فالق الإصباح : الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود

    تلقاه يقطر سيفه وسنانه وبنان راحته ندى ونجيعاً

    لا زالت الليالي تبتسم بوجوده ، والعدل مرفوع العماد بمنطقه وبجوده ، والشريعة المحمدية تحقق بأنه المجدد لها ، والمذهب الأحمدي به يرتفع فوق السها ، والكتاب والسنة يحمدان فعاله ، والنصر من الله تعالى يلازم صوارمه ونصاله ، ولا زالت قبته تضرب على التوفيق وحسن الحظ ، وللمجد روحاً ولغيره النطق باللفظ ، ما أقيمت الصلوات في المساجد ، وسبح الله تعالى الراكع والساجد . .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:42



    ملـك لـــه في الـــقلـب أكــــرم مـنزل


    لم يحــص ما أوتــيه فضـل تخيلـــي

    مـــاذا أقــول بــمـــدح من أحيا بـــه


    رب العـــلا شـــرع النبي المــــــرسل

    ( عــبد العزيز ) إمام كل فضــيلة


    أنعـــم بــــه للحق أكرم ( فيصل)

    وبــه تفاخـرت الجــــزيــــرة وانـثــنت


    تختال تــــــيهـــاً في ثـــياب تفضـــل

    يا معشر العرب الكرام عــزيزكــــم


    يحيــــــــي مآثـــركم بـــعــــز أكـــــــمـــل

    ملأت مهابته القلوب وأخضعت


    عزماتــــه في الــــحرب ذروة يذبل

    وأحــــل أهل الحــق تـحــــت لـــوائـــه


    يتـــمتــــعــــــون بأجـــمــل الــمتــأمــل

    وغــدا الأبــاعد مــنه تــخطب وده


    وترى الــجهالة في كـــلام الـــعذل

    لا در درك يــــا حســــــود كـــمـــالـــــه


    فلقد حرمت بذاك عذب المنهل

    فـي ســيرة العمــرين ساس بلاده


    وبــمــا تــلاه في الـــكتـــــاب المنـــزل

    فالنصـــر لا ريـــب خويــدم جيشه


    قد كان حقاً قول مـــولانا العلـــي

    إن عد أهل المكرمات من الأولى


    مدحــوا تـــراه فـــي الــطــــراز الأول

    سعدت به أهل التقى ولقد غدا


    لـلســـنــة الــــغـــراء أعــــظـــم مـــوئــــل

    لا زالـــت الأيــام تشـــــكــر فضــلـــه


    بـــمديـــح عـــز مــــجمــــل ومـــفصل

    ما قــام في جــنح الدياجــي عــابد


    لله ، والـــــقـــرآن في الدنـــيا تـــلـــي


    ا..هـ [1]
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:43

    قال الشيخ العلامة المجاهد حمود بن عبدالله التويجري – رحمه الله -: إن الكاتب قد اقتصر على ذكر اليسير من مآثر الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – وهو السعي في توحيد الجزيرة العربية وإزالة ما كان بين أهلها من النزاع والقتال والنهب والسلب والأحقاد والثارات حتى يسر الله ذلك له وأتمه على يديه ، ولاشك أن هذه أعمال جليلة ينبغي أن يشكر الساعي فيها ، وقد أعرض الكاتب عن ذكر المآثر التي لها علاقة بالدين فلم يذكر منها شيئاً . وهي مآثر هامة جداً ، فمنها هدم القباب والأبنية التي كانت على بعض القبور في الحرمين الشريفين وفي غير ذلك من بلاد الحجاز وما يليه من اليمن . وقطع الأشجار التي قد افتتن بها بعض الجهال وإزالة ما كان يفعل عندها وعند بعض القبور والأحجار من الشرك ووسائل الشرك ، ومنها إزالة البدع التي كانت تفعل في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من البلاد المجاورة لهما .

    ومن أعظمها شراً بدع الصوفية وما يكون منهم من التلاعب بذكر الله تعالى واتخاذه هزواً وسخرية ، ومنها بدعة الاحتفال بالمولد النبوي واتخاذه عيداً، ومنها بدعة الاحتفال بالمآتم وإقامة الولائم فيها ، ومنها تفرق المصلين في صلاة الجماعة على أربعة أئمة ، كل أهل مذهب لهم إمام منهم إلى غير ذلك من البدع التي قد يسر الله إزالتها على يد الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى .

    ومما يسر الله تعالى على يديه أيضاً إزالة المنكرات الظاهرة والحث على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة وإبطال الضرائب التي كانت تؤخذ من الحجاج وإقامة الحدود على الوجه المشروع إلى غير ذلك مما يسره الله تعالى وأتمه على يديه ، وله ولأبنائه من الأعمال الجليلة في الحرمين الشريفين خاصة وفي غيرهما من بلاد المملكة العربية عامة ما يشق إحصاؤه ولا يتسع المقام لذكره . فرحم الله الأموات منهم وسدد الأحياء ووفقهم للعمل بما يحبه ويرضاه، وجنبهم كل ما يسخط ويدعو إلى غضبه وأليم عقابه ، وحماهم من الفتن وحفظهم من كيد الأعداء من المشركين وأهل النفاق والشقاق ونصر بهم دينه وأعلى كلمته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . – ثم قال –

    وأما إساءته الأدب مع ولي الأمر – حفظه الله -، فهو ظاهر من جراءته على نشر أباطيله في جريدة الندوة وغيرها ، وعدم مبالاته بما يسوء ولي الأمر وجميع أهل السنة والجماعة من إظهار البدع والمجاهرة بنصرها والدفاع عنها بالشبه والأباطيل ، أما علم الكاتب أن ولي الأمر – وفقه الله تعالى- كان يحذو حذو والده الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – في المنع من إظهار البدع وقمع أهلها ومن يريد إظهارها في مملكته .

    أما علم الكاتب أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى- فد منع من الاحتفال بالمولد النبوي وولائم المآتم وغيرها من المحدثات في الإسلام من حين استولى على بلاد الحجاز ، وإنما فعل ذلك امتثالاً لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من التحذير من البدع على وجه العموم والأمر بردها . ولم يبلغني عن أحد من علماء مكة ولا من كتابها أنه اعترض على أمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – بمنع الاحتفال بالمولد النبوي والمآتم ، بل كانوا يحترمون أمره غاية الاحترام ، ويحترمون العلماء والخطباء في زمانه غاية الاحترام ، ويعاملونهم بما يليق بهم من التوقير والإكرام .

    وهذا بخلاف ما كان عليه الكاتب وأشباه له من أهل بلده من عدم احترامهم لولي الأمر ، وعدم احترامهم لأكبر العلماء في المملكة العربية ولخطباء المسجد الحرام ، وفي عدم احترامهم لهؤلاء دليل على عدم احترامهم لولي الأمر الذي قد وثق بعلمهم وجعلهم في المناصب الدينية الهامة ا.هـ[1]



    قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله - : وهذه الدولة السعودية دولة إسلامية والحمد لله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتأمر بتحكيم الشرع وتحكمه بين المسلمين ا.هـ[2]

    وقال : آل سعود كذلك جزاهم الله خيراً نصروا هذه الدعوة كالإمام محمد – رحمه الله – وابنه عبدالعزيز وحفيده سعود ثم حفيده عبدالله بن سعود ثم تركي بن عبدالرحمن – رحمة الله عليهم – ثم فيصل بن تركي ثم عبدالله وسعود ثم من بعدهم عبدالعزيز حفيدهم – رحمهم الله – ثم أبناؤه لهم اليد الطولى في نصرة هذا الحق جزاهم الله خيراً ساعدوا ونصروا ،

    فالواجب محبتهم في الله والدعاء لهم بالتوفيق ومحبتهم في الله محبة الشيخ محمد وأنصاره من آل سعود وغيرهم والدعاء لهم بالهداية والتوفيق ومناصحتهم والدعاء لأسلافهم بالخير والهدى والمغفرة والرحمة وهكذا . وكذا الحاضرون يدعى لهم بالتوفيق والإعانة مع التوجيه ، الناس بحاجة إلى الدعوة بحاجة إلى المساعدة والمناصرة ، في حاجة إلى النصيحة ، من فعل الخير يجب الدعاء له ، ويجب الاعتراف بفضله ، ويجب أن يساعد في طريق الخير وطريق الحق سواء كانوا من آل سعود أو غيرهم .. – ثم قال –

    وأن يحذر الناس نشر المعايب ونشر الشر الذي يسبب الفرقة والاختلاف ، من ذا الذي يسلم ، وأي دولة تسلم من النقص ، كل فيه نقص ، وبسبب تتبع النقائص تتبع العيوب ونشرها وقعت الفتن في عهد عثمان وعهد علي .. - ثم قال فالعداء لهذه الدولة عداء للحق عداء للتوحيد أي دولة تقوم بالتوحيد الآن، أي دولة من حولنا من جيراننا مصر الشام العراق والشام ، من الذي يدعو للتوحيد الآن ويحكم شرع الله ، ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ؟ من وأين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة غير هذه الدولة .

    نسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ، ونسأل الله أن يوفقها لإزالة كل شر وكل نقص . علينا أن ندعو لها بالتوفيق والإعانة والتسديد وأن ننصح لها في كل حال .. ا.هـ[3]

    وقال: مما جعل بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول إن التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد إلتزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودفعت بها . ولا تزال هذه البلاد والحمد لله تنعم بثمرات هذه الدعوة أمناً واستقراراً ورغداً في العيش ، وبعداً عن البدع والخرافات التي أضرت بكثير من البلاد الإسلامية حيث انتشرت فيها . والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله ، ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد ا.هـ[4]



    قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : وأخيراً فإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين ، وأن يحفظ دولة التوحيد برعاية خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز ، وأن يطيل في عمره في طاعة وسداد أمر وتوفيق موصول .

    وإني لأشكر لمؤسسة الملك فيصل الخيرية على ما تبذله من خير وجهد وتكريم للعلم وللعلماء ، وهي بذلك إنما تؤدي شيئاً من حق الملك فيصل – رحمه الله – عليها ، وهو شيء من معنى قوله سبحانه )وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ( والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ا.هـ [5]

    وقال في كلام له عن هذه الدولة: يا جماعة اتقوا الله ، هذه فرية يبطلها واقع هؤلاء الجماعة بحيث لا يمكن أن يقال هؤلاء في بلادهم يداهنون الساكنين خارج بلادهم ، إنما هذا نابع من قلوبهم ، الإيمان بلا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، والسير على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون زيادة ولا أقول دون نقص ، لأن هذا النقص طبيعة الإنسان لا يستطيع الإنسان أن ينهض ، لكن من حيث العقيدة دون زيادة ودون نقصان ، من حيث العبادة دون زيادة ، قد يكون هناك نقصان ، مثلاً بعضهم قد لا يقوم الليل والناس نيام ، وهذا نقص ، لكن هذا نقص لا يخدش في عقيدته ، لا يخدش في إسلامه ، فهذه الكلمة حتى اليوم فيها اتهام للجماعة بما هم بريئون منه كما يقال( براءة الذئب من دم ابن يعقوب ) ا.هـ[6]



    قال الشيخ العلامة المحدث حماد محمد الأنصاري – رحمه الله - : من أواخر الدولة العباسية إلى زمن قريب والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة ، ولهذا نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس ا.هـ [7]

    وقال: كل الدول اليوم أعداء للدعوة السلفية في هذه الدولة السعودية ا.هـ[8]وقال في كتاب " حياة الشيخ محمد بن عبدالله المدني " : وأما ما سواها من الدول آنذاك فأكثرها خرافات عاتية وبدع كثيرة فاشية



    [1] كتاب " الرد على الكاتب المفتون " ص195 .


    [2] مسجل في شريط بعنوان " أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام وعلماء بلاد الحرمين . أصدرته تسجيلات منهاج السنة بالرياض حي السويدي .


    [3] المرجع السابق .


    [4] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (1/384) .


    [5] كلمة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله الفائز بجائزة الملك فيصل عام 1419هـ .


    [6] شريط بعنوان " اقتران العلم بالسيف " الوجه الأول ، رقم ( 1/ 291 )


    [7] المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ص495 .


    [8] المرجع السابق ص485 .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:44

    ، فمن ثم آثرنا إليها الانضمام لنكون تحت راية الإسلام ، فوصلنا إليها في حياة مؤسسها الثاني الذي يهنئ المهاجرين بأحسن التهاني ألا وهو جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود – أيد الله دولته رغماً عن أنف أي عدو وحسود - ، ثم توالت زمن المهاجرين من الصحراء الكبرى أفواجاً ، فوصلت إلى البلاد المقدسة الجماعة الثانية برئاسة الأمير محمد علي بن الطاهر الأنصاري . ثم الفوج الثالث مع الأخ إسماعيل الأنصاري وغيره ، ثم جماعة الشيخ ناجي بن إبراهيم الهاشمي . – ثم قال –

    ثم ما زالت أفواج المهاجرين يردون من الصحراء الكبرى إلى الحكومة السعودية من شتى القبائل المختلفة منهاجاً من سنة 1379هـ إلى كتابة هذه العجالة ، وذلك كله بسبب ما أخبرهم به الشيخ محمد عبدالله المدني المؤسس الثاني للهجرة من الصحراء بعد أبيه المحمود مع نشره للعقيدة السلفية الصرفة القحة في تلك الصحراء لما أخبرهم به من أنه لم يبق على البسيطة حكومة إسلامية إلا الحكومة السعودية ، فقد صادفوا ما أخبرهم به كما أخبرهم لم ينقص ولم يزد . ونرجو من الله أن تكون الحكومة هي المعنية بالحديث المعروف:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى يوم القيامة " ا.هـ[1]



    قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -: أما فيما يتعلق بهذه الحكومة - ولله الحمد - فالبلاد كما تعلمون بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية ، والقضاة لا يحكمون إلا بالشريعة الإسلامية ، والصيام قائم ، والحج قائم ، والدروس في المساجد قائمة إلا من حصل منه مخالفة ، أو خشي منه فتنة ، فهنا لابد أن يمنع الشر أو ما هو من أسباب الشر[2] ،

    ثم إذا نظرنا والحمد لله إلى بلادنا وإذا هي ليس هناك بناء على القبور ولا طواف في القبور ، ولا بدع صوفية أو غيرها ظاهرة ، قد يكون عند الناس بدع صوفية أو ما أشبه ذلك خفية .. كل مجتمع لابد أن يكون فيه شيء من الفساد ، إذا نظرنا إلى هذا وقارنا والحمد لله هذه المملكة والبلاد الأخرى القريبة منا وجدنا الفرق العظيم ، يوجد في بعض البلاد القريبة منا جرار الخمر علناً في بعض الأسواق تباع ، والمطاعم تفتح نهار رمضان يأكل الإنسان ويشرب على ما يريد ، بل يوجد البغاياً علناً حتى حدثني بعض الناس الذين يأتون إلى بعض البلاد للسياحة من حين ما ينزل من المطار يجد عنده فتيات وفتيان - والعياذ بالله – يقول: ماذا تختار أفتى أم فتاة ؟

    سبحان الله الإنسان يجب أن ينظر إلى واقع حكومته وواقع بلاده ولا يذهب ينشر المساوي التي قد يكون الحاكم فيها معذوراً لسبب أو غيره ، ثم يعمى عن المصالح والمنافع عماية تامة ولا كأن الحكومة عندها شيء من الخير إطلاقاً ، هذا ليس من العدل يقول الله عز وجل ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى( ا.هـ[3]



    قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: ندعو جميع شباب المسلمين وخصوصاً في هذه البلاد أن يرجعوا عن الخطأ ، وأن ينضموا إلى جماعة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المتمثلة في زماننا هذا - ولله الحمد – فيما كان عليه أهل هذه البلاد من علمائها وقادتها وعامتها ، كلهم نشأوا على التوحيد، وساروا على الجادة الصحيحة ، فنحن على بينة من أمرنا ننصح شبابنا أن يسيروا على هذه الدعوة وعلى هذه الجماعة وعلى هذه الأمة التي تسير على المنهج الصحيح ، ولا تلتفت إلى الفرق وإلى الجماعات وإلى الحزبيات وإلى المخالفات ؛ لأن هذا يسلب هذه النعمة عن بلادنا ، ويشتت جماعتنا ، ويفرق بين قلوبنا ، كما هو حاصل الآن التعادي بين الشباب الآن وبين كثير من المنتسبين إلى الدعوة في هذه البلاد الآن ، هذا إنما نشأ من النظر إلى هذه الجماعات والاغترار بها وترويج أفكارها ، هذا هو الذي سبب هذا التعادي بين شبابنا وبين بعض طلبة العلم منا .

    أما لو أنهم شكروا نعمة الله عليهم وتمسكوا بما أعطاهم الله من البصيرة والدعوة إلى الله عز وجل التي قادها وأقامها في هذه البلاد المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبالوهاب – رحمه الله – على بينة وعلى بصيرة ، ونجحت ، الآن كم لها ؟ الآن لها أكثر من مائتي سنة وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد وتسير على الطريق الصحيح ، دولة قائمة على الكتاب والسنة ، دعوة ناجحة لاشك في ذلك حتى اعترف الأعداء في ذلك ، الأعداء الآن يعترفون بأن هذه البلاد تعيش – ولله الحمد – أرقى أنواع الأمن في العالم والاستقرار والسلامة من الأفكار ، كل يعرف هذا . فلماذا نتبدل هذه النعمة ونتطلع إلى أفكار الآخرين التي ما نفعت في بلادها .. ا.هـ [4]



    قال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله -: الحمد لله رب العالمين ... أما بعد ، قد كنت متردداً من زمان في الكلام في هذا الموضوع الذي سأتكلم فيه ، ثم بعد ذلك قوي العزم ، وإن كنت مريضاً فإنني أخشى أن أموت ولم أبرئ ذمتي في هذا – ثم قال –

    بعد هذا – حفظكم الله تعالى – أعجبت عند أن نقلت إلى مكة ، كنت باليمن عند الباب نحو أربعة حراس، ومع هذا فلسنا آمنين في بيتنا لا ليلاً ولا نهاراً ، وأنا في فندق دار الأزهر بمكة بعض الليالي لا يأتيني نوم ، وأخرج إلى الحرم نصف الليل وحدي أشعر بنعمة وراحة ولذة ليس لها نظير! ليس لها نظير! أخرج وحدي والحمد لله ، وأذهب وأطوف وأصلي وأبقى ما استطعت ، ثم رجعت إلى البيت ، فهذا الأمن الذي ما شاهدته في بلد إن سببه هو الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المسؤولين ، ومن كثير من أهل البلد ، وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب ) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ( ويقول سبحانه وتعالى ) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ( ويقول سبحانه وتعالى ) وَقَالُوا ( أي في شأن قريش ) إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا( فقال الله سبحانه وتعالى ) أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا( وقال سبحانه وتعالى )أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ( ورب العزة يقول في كتابه الكريم أيضاً ) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً( وصدق ربنا عز وجل الذي يقول في كتابه ) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا( ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ) لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْف ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ، الَّذِري أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ(

    فالأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى ، نعمة عظيمة من الله ، سببه الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فالأمر أن الاستقامة .. لما استقامت هذه البلاد – وبحمد الله – مكن الله لهم مع أننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة ، وأن يعيذهم من جلساء السوء الذين يزينون الباطل ، وأن يحرصوا على مجالسة أهل الخير والفضل ، وحتى لو أتوا من الكلام ما يخشن عليهم فإنه كما يقال: صديقك من صَدَقكَ ، لا من صدّقك ، وعدوك من صدَّقك .

    فينبغي أن نحمد الله سبحانه وتعالى كما أنه يجب على أهل هذا البلد أن يحمدوا الله سبحانه وتعالى فإن فيها أناساً ربما يكونون شهوانيين يطالبون بأشياء من الإباحية وغيرها ، ولكن جزى الله المسؤولين خيراً فقد رأيت في جريدةٍ الأمير نايفاً – حفظه الله تعالى – طلب منه ترشيح المرأة فقال ( أتريدون أن يبقى الرجل هو في بيته وهي تخرج؟ لا! هذا أمر لا تحاولوا فيه ) وطلب منه الانتخابات فقال ( رأيناها ليست ناجحة في البلدان المجاورة ، فإن الذي ينجح فيها هم أهل النفوذ وأهل الأموال ) . وصدق ثم بعد ذلك أيضاً هي واردة من قبل أعداء الإسلام . جمعية حقوق الإنسان استقبلها كثير من الناس على ما فيها من الأباطيل لماذا؟ لأنه معناه: الحدود وحشية ، ومعناه يعني تعطيل الكتاب والسنة وإدخال الأنظمة من قبل أعداء الإسلام .

    الحكومة السعودية – وفقها الله لكل خير – استقبلتها بشرط أن تكون خاضعة للإسلام وللكتاب والسنة هكذا أيضاً إقامة الحدود وإقامة الحدود كما يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم )وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ( نعم ! القتل قليل في هذه البلاد ، وكذلك السرقة تضع سيارتك عند المسجد أو عند باب بيتك ولا يأتيها السارق ولا شيء ، ثم بعد ذلك في بلدان أخرى تضعها وتخرج ولا تراها ، بل ربما ينهبونها على الشخص وهو في سيارته ، فهذا هو بسبب إقامة الحدود ، فجزاهم الله خيراً ، وكما سمعتم قبل قول الله عز وجل )وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ( فهكذا السارق إذا علم أنها ستقطع يده يكف عن سرقته ، والزاني إذا علم أنه سيجلد إذا كان بكراً أو يرمى إذا كان محصناً خف ذلك ، لا أقول: إنه لا يوجد ، لكنه يخف ذلك . من ذلك أيضاً تمكين هيئة الأمر بالمعروف والنهي والمنكر ، فقد رأينا في جريدة أن الملك فهداً – حفظه الله تعالى – أعطى للهيئة



    [1] ضمن المجموع في ترجمته ص646 .


    [2] فبهذا يعلم أن منع بعض الدعاة ليس لكونهم دعاة ، بل لكونهم يسببون شراً – كما سيأتي - .


    [3] مسجل في شريط بعنوان " أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام وعلماء بلاد الحرمين.


    [4] المرجع السابق .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:44

    نحو (300) سيارة ، وقال لهم: أنتم هيئة أمر بالمعروف ، ونحن هيئة ضبط ، وأنتم المسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى ، فجزاهم الله خيراً ، نعم! أحسنوا في هذا إلى بلدهم وإلى أم وإلى دولتهم ، إنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ولو بالكلمة الطيبة ، فإن أعداءها كثير من الداخل ومن الخارج . ونعم! هناك شهوانيون إباحيون من الداخل ، ولكن الله كبتهم بتمكين هذه الدولة المباركة والحمد لله ، فيجب على كل مسلم أن يتعاون مع هذه الحكومة .

    القصاص أو غير ذلك من الحدود نعمة من الله سبحانه وتعالى على المجتمع، يعيبون علينا إذا أقمنا حداً من حدود الله وهم يسحقون الشعوب سحقاً! وهذه الحدود مصلحتها للفرد والمجتمع ، فهي للفرد كفارة ، كما في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – وهي للمجتمع محافظة على أموالهم ودمائهم وأعراضهم . نعم! تخرج إلى الشاطئ أو إلى غيره أو إلى أي مكان ترى الرجل وامرأته لا يخشى على نفسه من أحد .

    هذه الحدود مصلحة لما عطلت في كثير من البلاد الإسلامية عجز أهلها عن مكافحة السرقة ، وعجز أهلها عن مكافحة الجريمة ، وعجز أهلها عن مكافحة المسكرات والمخدرات ، والسبب في هذا هو عدم إقامة الحدود ، والله المستعان. وبعد هذا أيضاً : البناء ، بناء المساجد في البلاد الإسلامية وفي غيرها إلا أننا ننصحهم أنهم إذا بنوا مسجداً أن يسلموه لأهل السنة ، فهم إذا سلموه لصوفي سيسبهم ويخطب الجمعة في سبهم ، وهم إذا سلموه لحزبي أيضاً سيستغله للحزبية ، فننصحهم أن يسلموا هذه المساجد لأهل السنة المحبين لهذه الحكومة وللقائمين عليها . – ثم قال –

    أنا أقول هذا لم يدفعني إليه أحد ، ولم يلزمني أحد بأن أقوله ، بل من نفسي أرى أنه يلزمني براءة لذمتي . – ثم قال –

    أيضاً اهتمامهم بأمر الحجيج وتوسعة الحرمين والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" من بنى لله مسجداً بنى الله له مثله في الجنة " اهتمامهم بأمر الحجيج والمحافظة على أمنهم التفتيش في أبواب الحرم ، وكذلك أيضاً لما كثر الحريق أتوا بخيام لا تؤثر فيها النار ، فجزاهم الله خيراً ، في غاية الاهتمام : الطائرة – ونحن في منى – تمشي على منى من أجل المحافظة على الحجيج ، فجزاهم الله خيراً على هذا الاهتمام. وأنا أقول: إنك إذا قرأت في كتب المتقدمين وتواريخ مكة ترى ناب طاهر القرمطي قد قتل في الحرم نحو .. وفي مكة وضواحيها في الكل نحو ثلاثين ألفاً ، وإنك تجد في بعض الأعوام منع الحجيج المصري ، وفي بعض الأحوال منع الحجيج العراقي ، وفي بعض الأحوال منع الحجيج اليمني . ولكن عند أن تمكنت الحكومة السعودية بحمد الله ، محافظون على العدو والصديق ، ويعتبرونهم ضيوف الرحمن ، ثم ضيوفهم ، فجزاهم الله خيراً .

    وإنهم ليشكرون على ذلك ، وما يستطيع أحد من الحكومات كلها أن يعني يرجع ما يستطيع أحدنا أن يقوم بهذا ، لكن هم – فجزاهم الله خيراً – قائمون، العساكر مبثوثون ، المسؤولون أيضاً مبثوثون فجزاهم الله خيراً ، والحمد لله منهم من هو لابس لباساً رسمياً ، ومنهم من هو لابس لباساً غير رسمي من أجل ملاحظة أحوال الناس والحمد لله ، هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى على هؤلاء الحكام . وقد نقلت شيئاً في كتابي ( الإلحاد الخميني في أرض الحرمين ) نقلت شيئاً من هذا أعني في قلقلة أمور الحجيج فيما تقدم ، فقد أرسل الحاكم بأمر الله العبيدي الباطني أرسل عبداً له ، وطعن الحجر بالدبوس، ثم بعد ذلك قام حول الحجر يقتل من عارضه ومن يريد أن يقبض عليه ، وهو يقول: لا محمد ولا علي!! حتى قتله رجلان من أهل اليمن .

    فكما تقدم قبل أنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم ) وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ( ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " متفق عليه من حديث أبي موسى ، ويقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "

    ومن ذلك أيضاً تكريمهم للعلماء ، وقد أوصاهم والدهم عبدالعزيز – رحمه الله – بذلك ، فهم يجلون العلماء ويقدرونهم غاية التقدير ، ولكن هناك علماء السوء يتكلمون في الحكومة السعودية ، وربما يكفرونها ، فينبغي التمييز بين أهل العلم من كان على عقيدتهم أي على عقيدة التوحيد ، فينبغي أن يكرم، ومن كان على العقائد البدعية أو الحزبية ، هؤلاء الحزبيون – يا إخوان – شر، هم يهيؤون أنفسهم للوثوب على الدولة متى ما تمكنوا ، فينبغي ألا يمكنوا من شيء ، وألا يساعدوهم على باطلهم ، اللهم إذا كان من باب التأليف إذا علم أنهم سيرجعون . إن إكرامهم لأهل العلم يعتبر منقبة لهم وإحساناً إلى دولتهم وإلى والدهم تنفيذاً لوصيته رحمه الله تعالى ، فجزاهم الله خيراً ، لقد استقبلونا غاية الاستقبال ، وأكرمونا غاية الإكرام ، وقاموا بإذن الله تعالى بكل مهمة تهمنا في علاجنا ، وفيما نحتاج إليه ، فجزاهم الله عنا خيراً ،

    وأسأل الله أن يبارك لهم ويحفظ دولتهم وأن يمكن لهم وأن يصلحهم أيضاً ، ويرزقهم البطانة الصالحة ، نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة ، فإن الله عز وجل يقول ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ( نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة ، وأن يقيهم جلساء السوء ، فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة " ولسنا بصدد ذكر الآيات والأحاديث في ضرر جلساء السوء ، وفي فضل الجلساء الصالحين ، ولكن ننصحهم بالحرص على الجلساء الصالحين الذين يريدون لهم الخير وللبلاد الإسلامية ، فإن هذه البلاد تعتبر معقل المسلمين وملجاً للمسلمين . وإني أحمد الله فقد فتحوا صدورهم لكثير من الآتين من بلدان شتى ، فنحمد الله سبحانه وتعالى ، والله المستعان .

    إننا كما قلنا: الحامل لنا على هذه الكلمة هو أنه نرى أنه واجب علينا أن نقول الحق ، هذا هو الواجب ، وإلا – فوالله – لم تدفعني مادة ، ولم يدفعني أحد إلى ذلك , وأيضاً أنا – بحمد الله – لست ممن يغتر بالأقوال ، ولكن أنا أتأثر من الأفعال ، رأيت أفعالاً حميدة مجيدة ، جزاهم الله خيراً ، هذا الذي أتأثر به ، والله المستعان . هذا ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى . وقد كثر السؤال : هل أنت قد تراجعت عن كلامك على الحكومات ؟ تراجعت عن كلامي عن الحكومة السعودية ، فجزاهم الله خيراً ، أما ما عداها فلا .

    وفي الشريط نفسه بعض الأسئلة طرحت على فضيلة الشيخ:

    س1: يا شيخ يوجد مقولة أنكم قدمتم لكتاب في تكفير الدولة للمقدسي، وأنكم ذكرتم هذا في المقدمة له ، يا شيخ ما صحة هذا ؟

    الجواب: هذا كذب ، فأنا إذ كنت بالمدينة ، وبعد سجني في المدينة وفي الرياض ، خرجت وأنا لا أكفر الحكومة السعودية ، كيف أكفرها؟‍‍ فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" من قال لأخيه ( يا كافر ) فقد باء بها أحدهما " فلا يجوز لنا أن نكفرها ، وهي دولة مسلمة ، والله المستعان .

    س2: يا شيخ يوجد سؤال بارك الله فيكم ، نريد أن نعرف رأيكم ، يا شيخ في المدعو أبو محمد المقدسي نبغي رأيكم فيه ، هل هو من أهل العلم ؟

    الجواب: هذا الرجل يكتب كتابات ، وكتبه كثيرة الأخطاء ذات مرة أرسل لنا بكتاب لعله – والله أعلم – " إعداد الفوارس بترك المدارس " هو أو غيره ، وليس بالكتاب " الكواشف الجلية " فإنه كان لا يعترف بأنه له ، فأعطاني أنظره وأنا ما لدي وقت ، فأعطيته للأخ الناقد البصير عبدالعزيز البرعي ، وبين ما فيه من الأخطاء نصحاً لله سبحانه وتعالى ، فوصلت إليه فإذا هو يريد أن يرد على عبدالعزيز البرعي ، فقلت له: هذا رجل جاهل مكابر، اتركه ولا ينبغي أننا نشتغل به ، لا ينبغي أننا نشتغل به ، والله المستعان . ولكن الناس من رأوا عنده حماسة ظنوا أنه من أهل العلم ، وما أكثر الذين يظنونهم من أهل العلم وليسوا من أهل العلم ، فهذا الرجل ليس من أهل العلم . نسينا شيئاً: وهو ما جاء في بعض الجرائد أن الأمير سلمان – حفظه الله تعالى- أعلن وقال ( إنه جلد أربع من البريطانيين ) وقال ( سنطبق شرع الله ، وغضب من غضب ) لله دره ‍‍‍‍‍‍‍! وأيضاً درهم على هذا الإقدام في حين إن كثيراً من الحكومات تخاف من إذاعة لندن ، ويقولون: إذاعة عالمية، وتخاف من جريدة الحياة ويقولون: جريدة عالمية وهؤلاء - جزاهم الله خيراً – يقيمون شرع الله ، فأسأل الله أن يحفظهم وأن يحفظ بلادهم . شيء آخر أيضاً نسيناه: وهو مسألة المستشفيات، فقد رأينا ما يسرنا في المستشفيات – بحمد الله – في كل دور مسجد ، وربما يكون مسجد للرجال ومسجد للنساء ، فيشكرون على هذا الاهتمام وجزاهم الله خيراً ، ثم بعد ذلك أيضاً: بناء المستشفيات في بلدان شتى ، فقد بني في بلادنا اليمن مستشفى كبير في صعدة اسمه ( مستشفى السلام ) ، وبني بعده مستشفى آخر اسمه .. ما أذكر اسمه ، وهو بحجة .. العلاج مجاناً والأشعات أيضاً كذلك ، والعمليات فيشكرون على هذا ، والله يجزيهم خيراً على هذا العمل الجليل الذي
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:45

    يقومون به والله المستعان ، وبهذا ننتهي ، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وإذا حصل أخطاء فالمريض قد يعذر ، والله المستعان ا.هـ[1]



    قال بهجت البيطار: لقد أسعدني الحظ والتوفيق فزرت الجزيرة العربية حواضرها وبواديها ، وسلكت المفاوز ، ومررت بالمراكز التي يشرفها جلالة الملك حينما يمر بها متنقلاً متفقداً شؤون رعيته فماذا رأيت ؟

    أما البادية: فقد سرنا فيها ليالي وأياماً آمنين ، وقد كنا نرى القوافل والرجال والنساء والأموال والأطفال تسير من الخليج – أو شط العرب – حتى تبلغ البحر الأحمر فلا يتعرض أحد لها بسوء ، وبحثت عن السر بإمعان فلم أجد إلا في قول الله عز وجل ) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ( فهذا الأمن الكامل والشامل الذي أظهره الله على يديه الكريمتين في القرن العشرين كان حجة لله على عباده في أمن الأمة وسلامتها ، وفي حفظ شريعتها وتنفيذ أحكامها ، وقد كسر العدل الإلهي الذي أتبعه كل شوكة للإلحاد القائلة بأن (لا حياة لأحكام الإسلام الخالدة في عصر القوانين الرائجة ) .- ثم قال –

    ولما قابلت الملك وأبديت إعجابي في ذلك وأبديت إعجابي لجلالته بما رأيت وما سمعت ، تبرأ من كل حول وقوة وتلا قوله تعالى ) وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى( فتلوت قوله تعالى) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ( . ا.هـ[2]



    قال أحمد بن حسن الزيات: عاهل الجزيرة من بوادي نجد منبت العرار والخزامى ، ومهب الصبا ومسرى النعامى فاحت عطور الإسلام والعروبة من جديد ، وباحت الرمال الصامتة بسرها المكنون منذ بعيد ، وهبت نفحات الرسول على آل الشيخ وآل سعود فجددوا ما رث من حبل الدين ، وجمعوا ما شت من شمل العرب . وتهيأت الفرصة مرة أخرى لشريعة الله لتري الناس كيف بسطت ظلال السلام والوئام والأمن على أشد بقاع الأرض ضلالة وجهالة وفتنة . وتجلت في طويل العمر عبدالعزيز فضائل العرب الأصيلة ، فمثل شاعريتها في رهافة حسه ، وأريحيتها في سماحة نفسه ، وحميتها في صرامة بأسه . فهو في دينه النقي الخالص ، وفي خلقه السري الصالح دليل ناهض على أن الجزيرة العربية لم تعقم من بعدما أنجبت أنصار الدعوة وأبطال الفتح . ولا يضيرها أن تتباعد فترات الإنجاب مادامت تنجب في القرن الأول ابن الخطاب ، وفي القرن الأخير ابن سعود ! والملك عبدالعزيز كالخليفة عمر من المصطفين الذين صنعهم الله على عينه وأمدهم بسلطانه وعونه ، ليؤيدوا رسالة أو يجددوا دعوة أو يوحدوا أمة. وقد اصطفاه الله من آل سعود ليكشف على يديه ما ادخر في الأرض المقدسة المجهولة من ثراء وقوة ، وليعود العرب بنعمة الله عليهم وعليه أمة واحدة ذات عزة وسطوة ، والعرب والمسلمون على اختلاف المذاهب وتباين الأجناس وتنائي الديار ، يولون وجوههم كل يوم خمس مرات شطر المملكة السعودية ؛ لأنها صلتهم بالسماء ورابطتهم في الأرض ، ومناراتهم في الحياة ! وابن سعود هو ملك الوطن المشترك ، وإمام القبلة الجامعة ، لذلك أوتي محاب القلوب وطواعية النفوس ، فله في صدر كل عربي مكانة ، وفي عنق كل مسلم ذمة ! – ثم قال –

    فعلى الرحب والسعة يا مجدد التوحيد والوحدة ، ومقيم ملكه الأشم على الحمية والنجدة ، وعلى الرحب والسعة يا حامي الحرمين ، وثمال القريتين ، وباعث الجزيرة الهامدة إلى عصر جديد سعيد يقوم أمر الله فيه على سيف علي، ومصحف عثمان ، ودرة عمر ، وعزيمة الصديق !! ا.هـ[3]



    كتب أمين الرافعي بعنوان " ساعة مع جلالة الملك عبدالعزيز بن السعود " : أخذ جلالته يتحدث إلينا في مختلف الشؤون ، وهو جهوري الصوت يهش في وجوه المتحدثين معه وينتقل بسرعة من موضوع إلى آخر ، يستدل في أقواله بالآيات الكريمة والأقوال النبوية ، والأبيات الشعرية ، وإذا ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم قرنه بالصلاة والتسليم ولو تكرر ذلك مرات .

    بدأ جلالة الملك حديثه بإظهار ارتياحه لاتجاه أفكار المسلمين إلى إيجاد رابطة تربطهم ، وسره كل السرور من اجتماع الوفود في مكة المكرمة ، ومن التعرف إليهم . ثم انتقل إلى الكلام في شؤون الدين ، فقال: إن أساس سعادة المسلمين قائمة على التمسك بدينهم ؛ لأن هذا الدين ضمن لهم سعادة الدارين، والقرآن الكريم فيه كل ما يريده من يقصد الوصول إلى السعادة ، فهو قد حثنا على التعلم ، وحثنا على الجهاد ، وحثنا على تدبير شؤوننا الدنيوية المختلفة ، ونحن نحمد الله على ما تفضل به علينا من نعمة التمسك بالدين ، فنحن كلنا نحرص على الدين كل الحرص ، ونضحي في سبيل ذلك بكل ما نملك ، ونفديه بأرواحنا وأنفسنا ودمائنا . إن خصومنا يشنعون علينا أموراً غير حقيقة ، ويسمونها بأسماء لا حقيقة لها . إنهم يسموننا بالوهابين ، ويزعمون أن لنا مذهباً هو الوهابية ، في حين أن هذا غير صحيح ، إذ أننا مسلمون لا نعرف في أصول الدين غير الكتاب والسنة ، ونقلد سيدي أحمد بن حنبل في الفروع ، وكل ما يقال غير ذلك لا يقصد به سوى التشهير بنا .

    ثم استمر جلالته يتكلم عن فضائل الإسلام وضرورة تمسك المسلمين بهذه الفضائل والعمل على توحيد كلمتهم . وبعد أن أتم الكلام في هذا الموضوع ، قلنا لجلالته: إن المسلمين كانوا يبحثون منذ زمن بعيد عن وسيلة لتوثيق رابطتهم ، فلما ظهرت فكرة المؤتمر الإسلامي ارتاح لها زعماء المسلمين وهرعوا لتنفيذها ، ولما كان جلالته هو صاحب تلك الفكرة والداعي إلى تحقيقها فهو جدير بشكر العالم الإسلامي ، والذي نرجوه الآن هو أن يكون المؤتمر هو الطريق العملي الموصل لما ينشده كل مسلم في جميع أنحاء العالم في رفعة شأن المسلمين وإصلاح أمورهم وتوطيد كلمتهم وتسهيل طرق الحج وتنظيم شؤونه والنهوض بالحجاز والأراضي المقدسة .

    فأجابنا جلالته بأن هذه أمنيته ، ثم أردف ذلك بقوله: إننا ما حضرنا إلى هذه البلاد تحت تأثير مطامع ذاتية ، أو تعلقاً بالملك والملكية ، وإنما جئنا لننقذ حرم الله المقدس من الأذى الذي لحقه ولحق أهله . ولقد جئنا لنعمل لخير الحجاز والحجازيين ، ونحن قد جعلنا أنفسنا فداء للإسلام والمسلمين ، ننزل عن كل شيء نملكه ، ولكننا لا نسلم في شيئين مطلقاً: الأول: كتاب الله وسنة رسوله ، فنحن نعض عليهما بالنواجذ . الثاني: شرف عروبتنا ، فنحن نتمسك به ونذود عنه ؛ لأنه أساس نجدتنا وسر حياتنا .

    ثم انتقل الحديث إلى حالة المسلمين اليوم ، فقلنا لجلالته: إن النكبات التي انتابت العالم الإسلامي في الأزمنة الغابرة والتي لا تزال في العصور الحاضرة يجب أن تكون درساً نتعلم منه كيف نزيل كل خلاف فيما بيننا . فأجابنا جلالته قائلاً: إن هذا حق ، فإن عدونا الحقيقي فينا وليس أجنبياً عنا، ونحن لا نخاف من الأوروبيين ، وإنما نخاف من أنفسنا ، فإذا خلصت نيتنا نحو أنفسنا وطهرنا قلوبنا من أدران العداء ، أصبحنا أقوياء ، وأمنا على أنفسنا، ولكن إذا دامت الشحناء فيما بيننا ، فإن هؤلاء الذين يتسببون في الشحناء يجعلون سبيلاً لتدخل إصبع الأجنبي ، فالأجنبي لا يقوى على التدخل بنفسه وإنما هو يستعين بمن يساعدونه منا .

    ثم تحدثنا مع جلالته في الأمن العام ، فقال جلالته: إن من فضل الله ما نشاهده من توطيد الأمن في كل الجهات ، وها أنذا قد غادرت نجداً وليس فيها الآن أحد من أبنائي ، فهم قد حضروا لأداء فريضة الحج ، وكذلك سيدي الوالد ، ولم أترك هناك سوى شخص من أتباعي خولته أن يفصل فيما عساه يعرض عليه من الشؤون إذا احتاج الأمر لذلك ، فالحالة تدعو للاطمئنان التام ا.هـ [4]



    قال عباس بن محمود العقاد: إذا عرفت الملك عبدالعزيز ثلاثة أيام فكأنك قد عرفته ثلاث سنوات أو لازمته في أطول الأوقات – ثم قال - ومواعيده في النوم واليقظة منتظمة في جميع المواسم والأوقات ، فيستيقظ قبل الفجر ، ويقضي نحو ساعة في التهجد وقراءة القرآن ، ويصلي الفجر حاضراً ، ثم يستقبل بعض خاصته لإطلاعه على مهام الأمور التي تتطلب التعجيل ، ثم يغفي قليلاً ويخرج للناس . ومن عاداته بعد العشاء أن يصغي إلى فصول من كتب التفسير والحديث أو كتب الأدب والتاريخ ، ثم تتلى عليه أخبار الإذاعة التي يتلقاها الموظف المنوط بها من أهم المحطات الغربية والشرقية ، فيعقب عليها أحياناً تعقيباً موجزاً يدل على بعد النظر وتتبع الأحوال السياسية في مشارق الأرض ومغاربها . والملك عبدالعزيز محدث طلق الحديث ، يرسل أحاديثه على السجية بغير كلفة ويعرب عن رأيه الصراح بغير مداراة . ومن صراحته المستحبة أنه يحث على الاقتداء بالأوروبيين في الأمور النافعة والعلوم الحديثة ، وفي المجال السياسي أيضاً ، ويقول: إنهم



    [1] شريط بعنوان " مشاهداتي في المملكة العربية السعودية " .


    [2] بهجت البيطار داعية كبير من علماء السنة والسلفية في سوريا . جريدة أم القرى عدد (1036) في 21 محرم يوم الجمعة 1364هـ


    [3] من كتاب وحي الرسالة ج 3 ، القاهرة ، نهضة مصر 1964م ص256-260 .


    [4] عن مجلة الرسالة عدد 17 صفر 1365هـ 21 يناير 1946م ص88 .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:46

    يمكرون ونحن أمكر منهم ) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ( . وتدور أحاديث جلالته عن الذكريات التاريخية والمواعظ الدينية والتعقيب على الحوادث الهامة والمسائل العالمية ، ويستشهد بالآيات القرآنية في مواضعها ، ويروي الأحاديث النبوية في مناسبتها ، وقد يروي الأبيات من الشعر ويسوق العبر من النوادر والأمثال ا.هـ[1]



    وبعد كلام العلماء وغيرهم من المعاصرين ، إليك كلام طائفة من الغربيين في حق الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله رحمة واسعة –:

    كتبت المجلة البلجيكية " ريفيو بلج " : سيد جزيرة العرب الملك عبدالعزيز مسلم ورع ، اتصل عن طريق الزواج بجميع الأسر النبيلة ، وربط أواصر صداقته مع القبائل ، وأصبحت لديه وسائل ميكانيكية نظامية مزودة بمدافع لويس الرشاشة وبمدافع الميدان . ولديه قوة جوية ومحطات ناقلة للراديو . وهو يتحلى بصفات السياسي المحنك . استطاع بدهائه العربي أن يتغلب حتى على بريطانيا، وأن يصبح الآن أبرز شخصية من شخصيات العالم الإسلامي وموضع مجاملة الدول الغربية ا.هـ[2]



    كتبت مجلة VU الفرنسية مقالاً بعنوان " نابليون العرب " : ابن سعود ، وهو يحكم منطقة تعادل المناطق المجاورة له جميعها ، ويملك جيشاً كبيراً مجهزاً بالأسلحة الحديثة ، ويستمتع بشهرة عظيمة بين الممالك الإسلامية بمقدرته على حماية الأماكن المقدسة ، سيكون له تأثير ونفوذ دائم على الشرق الأدنى ، لذلك يلجأ إليه كل من تحدثه نفسه بالشؤون السياسية في تلك البلاد . وهو رجل قوي رزين لا يطلع أحداً على أسراره ، حتى أخص أصدقائه ومعاونيه أمثال عبدالله الفادي وحافظ وهبة . وابن السعود مسلم محافظ يحكم بالقرآن وتعاليمه . وهو لا يشرب الخمر ولا يدخن ، ويؤدي فروضه الدينية خمس مرات في اليوم ، ويزيد طوله قدماً على المستوى المألوف في الرجال ، جميل الطلعة ذو لحية وأنف طويل ، وفم عريض يدل على القوة والمرح ، وقد مرض مرضاً طويلاً أصاب إحدى عينيه حتى لا يكاد يبصر بها. أما فيما عدا هذا فهو قوي صحيح لم يؤثر فيه الكفاح بحال من الأحوال . وهو رجل ثابت كالطود يطيل التفكير فيما يعرض عليه ، ويتكتم أموره عن كل إنسان حتى ليتساءل الناس ماذا عسى أن تكون نياته في مشكلة فلسطين . ومن المعروف عن قوله " إنني مسلم أولاً وعربي ثانياً " .

    وحياة ابن السعود جهاد مستمر في توجيه قوى العرب نحو المصلحة العامة. وهو يعمل بجد لإزالة العراقيل التي يضعها الشيوخ في سبيل تنفيذ مبدأ ضم الدول الصغيرة في الشرق الأدنى . ويبلغ الملك ابن السعود الآن الثامنة والخمسين من عمره ، وينحدر من سلالة سعود العظيم الذي أحرز ملك العرب في أواخر القرن الثامن عشر ا.هـ[3]



    وبعد أن رأيت حكم العلماء الراسخين من أهل هذه الدولة - وهم أعلم الناس بها – وغيرهم في دولة التوحيد ومؤسسها فلا يسوغ لك أن تدع تقليدهم وهم الأعلم والأكثر والأتقى إلى تقليد هذا العنيد الذي لم يعرف بعلم ولا دراسة على علماء وإلا كنت صاحب هوى وداؤك حينئذ تذكر المعاد وما إليه مصير العباد قال تعالى ) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى( ، ولا تنس ما شهدت به الأعداء .










    السادس / الخاتمة :



    إن المعارضين لهذه الدولة والمناوئين أصناف :

    الصنف الأول/ كفار يعادونها لتمسكها بالإسلام . فهؤلاء لا يستغرب عداؤهم للاختلاف الديني وهو المتوقع منهم ، ولن يرضوا حتى ندع ديننا كما قال تعالى )وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ(.

    الصنف الثاني/ أهل بدع كالصوفية والشيعة وغيرهما، وهؤلاء – أيضاً – لا يستغرب عداؤهم لكونهم مبتدعة ، وأهل البدع أعداء لأهل السنة السلفيين ، فكيف إذا كانت دولة نشيطة في نشر السنة وقمع البدعة ، فعداؤها يكون أشد لكن حيلهم خاسرة لنصر الله من نصر دينه .

    الصنف الثالث / حساد وأهل بغي . وإني لأظن للمقدسي نصيباً كبيراً من هذا ومن المعلوم أنه لا يعول على حكم حاسد باغٍ لأنه يحاول قلب المحاسن مساوئ ، والمحامد مذام ، ويجعل النعم نقماً ، وهذا وإن انطلى على سذج مغفلين فإن العقلاء الفاهمين له كاشفون ومنه متعجبون .

    قال ابن القيم – رحمه الله – في نونيته - :

    أو حاسـد قد بـــــــــــات يغـلي صـدره بعـداوتـي كالمـرجـــــــــــــــل المـلآن

    لو قـلت: هـذا الـبحر قـال مكـــذباً هذا السـراب يكـون بالـقـيعـــــان

    أو قلت: هذي الشمس قال مباهتــاً الشـمس لم تطـلع إلـــــــــى ذا الآن

    أو قـلـت قـال الله قـــــــــــــال رسـولــه غضب الخبيث وجاء بالكتمان

    ومن أعظم صور حسد هذا العنيد لدولة التوحيد أنه يحاول دائماً تتبع عثراتها وأخطائها – مرة يصيب ومرة يخطئ - وإذا أحاطت به محاسن هذه الدولة من كل جانب حاول جاهداً إخفاء ما استطاع، وما لم يستطع إخفاءه زعم أن هذه الدولة لم تفعله إلا على وجه النفاق والتلبيس ، فمن ذلك أنه أقر بأن دولة التوحيد تطبع و توزع الكتب والمؤلفات التي تحرم التحاكم إلى القوانين الوضعية – كما في مقدمة كتابه – لكن زعم أن هذا من تلبيسها وخبثها ، بل صرح في موضع تحت عنوان (وافق شن طبقة) أن هذه الدولة أخبث الدول . نسأل الله العافية .



    أيها المنصفون / هل تساوى دولة تتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتنص على هذا في النظام الأساسي للحكم حتى إن أعداءها الكفار أقروا لها بذلك – كما تقدم - ، لكنها قد تزيغ عن هذا لشهوة أو تأويل، فهي ليست معصومة، هل تساوى هذه الدولة بدول لا تذكر التحاكم إلى الشرع لا من قريب ولا من بعيد، أليس هذا من الحسد والبغي ؟ فكيف بمن زعم أن هذه الدولة بهذه الصفة أشد خبثاً من غيرها .

    ففي النظام الأساسي للحكم في المبادئ العامة تنص المادة الأولى: أن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ، ذات سيادة تامة ، دينها الإسلام ، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولغتها هي اللغة العربية ، وعاصمتها مدينة الرياض .

    وتنص المادة السادسة على : أن المواطنين يبايعون الملك على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره .

    وتنص المادة السابعة: أن الحكم في المملكة العربية السعودية يستمد سلطته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة .



    [1] مجلة المصور تحت عنوان " مع الملك عبدالعزيز في البحر .


    [2] نقلتها إلى العربية جريدة الدفاع الفلسطينية ، أواخر محرم 1357هـ ،1938م ، قاله الزركلي في شبه الجزيرة العربية ج-3-4 ص1132-1133


    [3] نشرت في الرسالة ، العدد (312) ، 8 جمادى الأولى 1358هـ .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:46

    وهكذا لا تكاد تجد – بحمد الله – مادة إلا وفيها الإشارة إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم .

    ومن جهل هذا العنيد وبغضه أن يعيب على الدولة انضمامها إلى هيئة الأمم المتحدة ، بل ويكفرها بذلك –كما تقدم- ، لأن بهيئة الأمم أنظمة محرمة، وأنه يجب عليها ألا ترضى بما يخالف الشرع وهكذا ... فإن وقف على عدم موافقة دولة التوحيد لبعض أنظمة هيئة الأمم المتحدة لأنها تخالف الشريعة – كما أقر هو – جعل هذا من نفاقها وخبثها وتلبيسها ، وإن وافقت الدولة على بعض ما يراه محرماً تسلط عليها بالشنائع والذم ، وعلى كلا الحالتين هو ذام و قادح كما هو صنيع الحساد الحاقدين.

    والكلام في بيان بغي وحقد هذا العنيد ( أبي محمد المقدسي ) يطول لكن في الإشارة كفاية لمن أراد الله له الهداية .



    الصنف الرابع/ أهل حماسة واندفاع مغرر بهم . فلعل هؤلاء إذا وقفوا على ما في هذا الكتاب من رد شبهات الحماسيين الغالين ارتدعوا وللحق رجعوا فإنهم ما بين أن يكونوا طلاب علم ذوي قدرة على الاجتهاد والتمييز بين الحق والباطل بالأدلة الشرعية ، وهم الأقل ، أو أن يكونوا دون ذلك وهم الأكثر ، فإن كانوا طلاب علم فقد جمعت لهم ما تيسر من الأدلة الشرعية العلمية ، فإن الأصل في طلاب العلم أنهم متى ما رأوا الدليل اتبعوه ضاربين بالجمهور وعواطفهم عرض الحائط ، وإن كانوا دون ذلك فقد جمعت لهم ما تيسر من أقوال علماء الأمة المعاصرين الذين أمرنا بالرجوع إليهم والصدور عن أقوالهم قال تعالى ) فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( وقال )وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ(.

    ومما يطمئن كثيرين ويفتح باب الفأل أمامهم أن يستشعروا النعم الدينية التي تنفرد بها دولة التوحيد من بين دول العالم ، بل لم يوجد مثلها منذ قرون، وإني مذكر بشيء من ذلك حمداً وشكراً لله على النعمة ، واعترافاً بالجميل والمنحة ، وإخماداً لحماسة المفرطين المهلكة . مبتدئاً في ذلك بالتوحيد ، وأبغض الذنوب إلى الله على الإطلاق ألا وهو الشرك الأكبر فإنه الذنب الذي لا يغفر ويحبط العمل كله وأول الرسل بل الرسل كلهم أرسلوا من أجل تطهير البشرية منه وهكذا كلما وقع أرسل الله رسولاً إلى أن أرسل خاتمهم محمداً صلى الله عليه وسلم لما وقع الشرك في جزيرة العرب .

    وإنه لمن المؤسف قد صار ذنب الشرك طاغياً في العالم الإسلامي منذ قرون طوال وتتبناه دول ودويلات إسلامية ، ولم تسلم من ذلك حتى الدولة العثمانية . وفي الواقع المعاصر كل الدول الإسلامية إلا من رحم الله ، قد شُيّدت فيها الأضرحة ورفعت رايات الشرك ونادى إليها أصحابها من كل جانب باسم تعظيم الأولياء ومعرفة حقهم ، فلا يعلم إلا الله كم يفد الناس إلى هذه المعابد زرافات ووحداناً ، ولا يعلم إلا الله كم يتقرب فيها إلى غير الله بالذبح والنذر والطواف .

    أما بلاد التوحيد ( السعودية ) ، فأبرز محاسنها – وهي أعظم المحاسن الدينية – حرب الشرك ، والدعوة إلى التوحيد ، فإن أتيت إلى مدارسها من الابتدائية إلى الجامعية تراها تربي نشأها على التوحيد الصافي بأنواعه الثلاثة وهذا ما لا يوجد في أي دولة من دول العالم ، وترى المواد الشرعية قد أخذت حصصاً كثيرة وهي تتفاوت من مرحلة إلى أخرى ، بل إن هذه الدولة من أعظم الدول المصدرة لكتب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد والموزعة له شرقاً وغرباً ، ودعاتها منتشرون في أرجائها الواسعة ، بل وتعدوا إلى دول أخرى إسلامية وغير إسلامية يدعون الناس إلى التوحيد الصافي ، وهكذا تجد قنواتها التلفازية وإذاعاتها المسموعة تدعو إلى التوحيد وحرب الشرك ووسائله .

    فوالله لو لم يكن من محاسنها إلا هذا لكفانا لنصرتها والذب عنها [1]، فكيف وهي أرض السنة وقمع البدعة ، واعتبر ذلك بمولد النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحتفل به أهل البدع ، فإن قنوات وإذاعات العالم الإسلامي يحتفلون بيوم المولد ويدعون إليه إلا هذه الدولة المباركة – حرسها الله – ، بل ترى تلفازها وإذاعتها يحذرون من هذا الاحتفال البدعي ويدعون إلى التمسك بالسنة النبوية. فبالله عليكم ألا تستحق دولة كهذه النصرة والتأييد والشكر والتثبيت .

    أما ما عدا السنة والتوحيد من الأمور الدينية فهي – أيضاً – شاهرة ظاهرة في هذه الدولة المباركة، فنبئوني في أي دول العالم يتحجبن النساء ويلزمن به لأن الشريعة أمرت به، أم في أي دول العالم يوجد رجال الحسبة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ويلزم الناس بإغلاق متاجرهم بعد الأذان للصلوات، خبروني ما الدولة التي تمنع النساء من قيادة السيارات، وتفصل بين الأولاد الذكور والبنات في المراحل الدراسية كلها ، إلى آخر محاسن هذه الدولة المباركة من طباعة الكتب والمراجع العلمية، فإن من أشهر من اشتهرت به طباعة المراجع العلمية التي بها يحفظ الدين ، فإن كثيراً منها لم يطبع إلا لما قامت هذه الدولة من وقت الإمام المصلح الملك عبدالعزيز إلى يومنا هذا ككتاب " المغني " لابن قدامة و" جامع الأصول " لابن الأثير ، كما أشار لطرف من هذا الشيخ الداعية إلى الله / سعد الحصين في لفاء أجرته معه تسجيلات البينة السلفية[2] . فإذا كان حال الدولة هكذا فهذه نعمة عظيمة تستوجب الشكر ، والحفاظ عليها ؛ وذلك بأن نضع أيدينا بأيدي ولاتنا وعلمائنا ، ونكون صفاً واحداً ضد أي مفسد سواء كان من الداخل أو الخارج لا سيما ولهذه الدولة أعداء وحساد دينيون ودنيويون .



    إخواني شباب السنة والتوحيد / إن أرض التوحيد ( السعودية ) أرضكم وعليها تغارون وعنها تدافعون ، ولو لم ينالكم من نعمائها شيء ، وهي ليست أرض كل بدعي عنيد ، ولو تقلب في نعيمها صباح مساء؛ لأن كل بدعي يتمنى زوالها لكونها أرض سنة .

    وأهل البدع أعداء لأهل السنة أما أهل السنة فيتمنون بقاءها ودوامها لما يرون من ظهور التوحيد والسنة بها فتراهم يألمون لمصابها ، ويدعون الله لها ولعلمائها وولاتها ، فهم يرون قوتها قوة للسنة .



    إخواني القراء / بان بفضل الله وتوفيقه أن المقدسي مفلس من كل حجة في تكفيره لدولة التوحيد ، وأنه يصدق على كتابه ( نسمع جعجعة ولا نرى طحناً ) وأنه مما يبني الشواهق على لا شيء ، وأنه من الباطل الذي إذا قذف عليه الحق دمغه ) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ( .

    ولكن واأسفاه على شباب الإسلام والتوحيد الغر الذي لمع عنده هذا الكتاب فأقبل عليه بنفس مسلّمة ، فسقط في شباك شبهات أحاطت به من كل جانب ، ومما زاد إحكامها عليه حماسته وعاطفته المفرطة مع قلة وعي وعلم شرعي ، فبهذا ساء ظنه بعلمائه – علماء السنة - ، فطائفة منهم كفرت العلماء ، وأخرى ضللتهم ، وثالثة أحسنت الظن بهم ، لكنها اعتقدت أنه مغرر بهم بسبب جهلهم – في زعمهم – بفقه الواقع المبتدع إلى آخر تلبيسات الشيطان وخدائعه .

    أما آن لكم يا شباب الإسلام أن تفيقوا وتعتبروا بما جرى ويجري حولكم ، أما آن لكم أن تتفكروا ماذا جرّت الحماسات شرقاً وغرباً على الإسلام والمسلمين ، أما آن لكم أن تدركوا صحة ما عليه العلماء الربانيون كابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان وآل الشيخ والعباد – رحم الله حيهم وميتهم - وهذا ليس غريباً فهم علماء ، والعلماء أعلم الناس بما يرضي الله ، ويرون بنوره.



    وأؤكد أن دفاعي عن دولة التوحيد ليس معناه أنها كاملة لا نقص فيها ، كلا . فإن النقص موجود ، لكن الناصح حقاً ، ومبتغي الخير صدقاً ، يكمل النقص ويسد الخلل ، ويعرف لهذه الدولة المباركة مكانتها وأنها خير موجود ، بل ولم يوجد مثلها في نصرة التوحيد والسنة منذ قرون .









    [1] يردد شباب ذو حماسة مفرطة: أن هذه الدولة تقر الشرك ، فبهذا تكون دولة شركية ، بدلالة أنك تجد بعض الوافدين إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالشرك ، بل ويباشرون ذلك عند مقبرة البقيع أحياناً .

    وهذا الذي يردده بعض ذوي الحماسة المفرطة بهتان ومن الجناية بمكان ، وذلك أنه لا يلزم من السكوت على من يفعل الشركيات الرضا بالشرك لاسيما ولابد أن يراعى في باب الإنكار المصالح والمفاسد ، فهذا رأس المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول يقول كلاماً سباً صريحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونها كفراً أكبر بالإجماع ، وذلك أنه قال ) لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلّ ( وإنما كان إعراض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه لمصلحة شرعية ، فإنه لو كفره علانية وقتله لحصلت مفاسد تغلب على مصلحة قتله.

    ومما يؤكد أن دولة التوحيد رعت في هذا الباب المصالح والمفاسد ما يلي:

    1- أنها تحارب الشرك في مدارسها وإعلامها وتطبع الكتب والأشرطة المحذرة منه.

    2- أن هذا لم يسمح إلا مؤخراً لما ظهرت قوة الدولة المتبنية سب الصحابة وسقطت دولة العراق التي كانت تحد من قوتها .

    3- أن التيارات الأخرى المتبنية للشرك والغلو في الصالحين لم تمكن لأنه لا مفسدة في قمعها ، فلو كانت ترضى بالشرك لأذنت للجميع .

    فسبحان الله ما أبطل هذه الفرية ، وعجباً للشيطان كيف مررها على شبابنا المتحمس .

    فالله الله يا شباب التوحيد أن نعقل الأمور وأن نضع أيدينا في أيدي ولاة الأمور ولا نحرجهم بما يعود علينا وعليهم بالسوء ، بل نحسن الظن وندعو لهم بالتوفيق لنصرة التوحيد والسنة .


    [2] أجرى هذا اللقاء تسجيلات البينة بالتعاون مع مؤسسة أهل الأثر وهي بالرياض وبالتحديد بالسويدي أمام المعهد العلمي .
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 11:49

    أسأله الله أن يجعل هذا الكتاب نصراً للتوحيد والسنة بنصر دولتهم ، ويجعله درعاً لصد شبهات البدع عن الموحدين ، وسهماً لتفنيد شبهات الضالين المغلضين ، كما أسأله أن يتقبله ويجعله سبباً لرضاه .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 45
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 20.05.08 17:53

    ماشاء الله الكتاب غني جدا بالادلة و العلم و يكفينا احتراما ان نقرء اسماء الشيوخ مقدمين الكتاب حفظهم الله تعالى

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 6:03