خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الاعتزار لهم والتماس أحسن المخارج والأعذار لأقوالهم

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية الاعتزار لهم والتماس أحسن المخارج والأعذار لأقوالهم

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 7:58

    الاعتذار عنهم والتماس أحسن المخارج لأقوالهم



    قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى:
    "من قواعد الشرع والحكمة، أيضاً أن من كثرت حسناته وعظمت
    وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره
    ويعفي عنه ما لا يعفي عن غيره
    فإن المعصية خبث "والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث"
    بخلاف الماء القليل فإنه يحمل أدنى خبث
    ومن هذا قول النبيصلى الله تعالى عليه وآله وسلم-لعمر:
    "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"
    جزء من حديث رواه الإمام البخاري (6/143)برقم(3007)كتاب الجهاد"باب الجاسوس" وصحيح الإمام مسلم برقم (2494) كتاب فضائل الصحابة "باب من فضائل حاطب بن أبي بلتعة وأهل بدر رضي الله عنهم- من حديث علي بن أبي طالب-رضي الله عنه
    وهذا هو المانع له من قتل من حس عليه وعلى المسلمين، وارتكب مثل ذلك الذنب العظيم
    فأخبر أنه شهد بدراً، فدلّ على أن مقتضى عقوبته قائم
    لكن
    منع من ترتب أثره عليه ماله من المشهد العظيم
    فوقعت تلك السقطة العظيمة مغتفرة في جنب ماله من الحسنات .
    ولما حضّ النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-على الصدقة،
    فأخرج عثمان رضى الله تعالى عنه تلك الصدقة العظيمة
    قال
    "ما ضرّ عثمان ما عمل بعدها"
    رواه الترمذي وغيره ، وقال الشيخ الألباني حسن كما في "صحيح سنن الترمذي" (3/209) برقم (2920)
    وقال لطلحة-رضي الله تعالى عنه
    -لما تطاطأ للنبيصلى الله تعالى عليه وآله وسلم- حتى صعد على ظهره إلى الصخرة
    " أوجب طلحة"
    رواه الترمذي برقم (1692) وغيره وهو في "صحيح سنن الترمذي" (3/216) برقم (2939) وقال الشيخ الألباني: حسن.

    وهذا موسى كليم الرحمن - عزّ وجلّ-
    ألقى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه له، ألقاها على الأرض حتى تكسرت
    ولطم عين ملك الموت ففقأها
    وعاتب ربه ليلة الإسراء في النبي
    وقال شاب بعث بعدي يدخل الجنة من أمته اكثر مما يدخلها من أمتي
    وأخذ بلحية هارون وجرّه إليه وهو نبي الله
    وكل هذا لم ينقص من قدرة شيئاً عند ربه
    وربه تعالى يكرمه ويحبه
    فإن الأمر الذي قام به موسى والعدو الذي برز له والصبر الذي صبره والأذى الذي أوذيه في الله
    أمر
    لا تؤثر فيه أمثال هذه الأمور ولا تغير في وجهه ولا تخفض منزلته
    وهذا أمر معلوم عند الناس مستقر في فطرهم...

    وأيضاً
    فإن معه من معرفته بأمر الله وتصديقه بوعده ووعيده
    وخشيته منه وإزرائه على نفسه بارتكابه
    وإيمانه بأن الله حرمه، وان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به
    إلى غير ذلك من الأمور المحبوبة للرب ما يغمر الذنب ويضعف اقتضائه ويزيل أثره
    بخلاف الجاهل بذلك أو أكثره، فإنه ليس معه إلا ظلمة الخطيئة وقبحها وأثارها المردية
    فلا يستوي هذا وهذا
    وهذا فصل الخطاب في هذا الموضع 000
    وهذا دليل ظاهر على شرف العلم وفضله وبالله التوفيق""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/529-532) بتصرف


    نقلا عن كتاب
    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:27