إجماع أهل العلم على أن دعاء غير الله شرك أكبر
الشيخ / ماجد بن سليمان الرسي
بالرغم من عِظم مكانة الدعاء بـين سائر العبادات ، إلا أنه من أكثر العبادات التي شرّك الناس فيها بين الله وبين خلقه ، فإنك تجد - مع الأسف الشديد - كثيراً ممن ينتسب إلى الإسلام قد وقعوا في دعاء غير الله والاستغاثة به ، سواءً كانوا من الأنبـياء أو الصالحين ، كمن يقول: يا نبـي الله ، أو يا عبد القادر الجيلاني ، أو يا بدوي ، أشكو إليك ذنوبـي، أو نقص رزقي ، أو تسلط العدو علي ، أو أشكو إليك فلاناً الذي ظلمني ، أو يقول أنا نـزيلك ، أنا ضيفك ، أنا جارك ، أو أنت تجير من يستجير ، أو أنت خير معاذ يستعاذ به ، أو ارزقني الولد ، أو قول القائل إذا عثر : يا جاه محمد ، يا ست نفيسة ، أو يا سيدي الشيخ فلان ، ونحو ذلك من الأقوال التي فيها تعلق بغير الله ، وبعضهم يكتب على أوراق ويعلقها عند القبور ، أو يكتب محضر أنه استجار بفلان ثم يذهب إلى أحد المقبورين بذلك المحضر ليغيثه !
وقد وصف الله دعاء غيرِه بأنه باطل في موضعين من القرآن وهي قوله تعالى: " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِل " [الحج : 62] وقوله تعالى: " ذَ"لِكَ بِأَنَّ "للَّهَ هُوَ "لْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِل" [لقمان : 30], والقرآن والسنة يأمران بدعاء الله وحده خصوصاً ، وينهيان عن دعاء غير الله ، ومن ذلك قوله تعالى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً "(الأعراف : 55 ) ، وقال: " أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ " ( النمل : 62 ) ، وقال: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " ( البقرة : 186 ) وقال تعالى: " وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ "( النساء 32) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله :" وأما إفراد الله بالدعاء فذكره في نحو ثلاثمائة موضع منوعاً ، تارة على صيغة الأمر به، كقوله: " أدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " (غافر 60)، " وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ "( الأعراف 29) . وتارة يذكره بصيغة النهي كقوله: " فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً " ( الجن : 18 ) . وتارة يقرنه بالوعيد كقوله: " فَلاَ تَدْعُ مَعَ "للَّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ " (الشعراء 213).
وتارة بأنه هو المدعو(1) كقوله: " وَلاَ تَدْعُ مَعَ "للَّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ " [القصص 88]. وتارة في الخطاب بمعنى الإنكار على الداعي كقوله: " وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّك " ( يونس : 106 ). وتارة بمعنى الإخبار والاستخبار: "قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ "للَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ "لأٌّرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى السَّمَوَاتِ " [الأحقاف]. وتارة بالأمر الذي هو بصيغة النهي والإنكار " قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِى السَّمَـوَاتِ وَلاَ فِى الأٌّرْضِ " [سبأ 22].وتارة أن الدعاء هو العبادة ، وأن صرفَه لغير الله شرك " وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ " إلى قوله: "وكَانُوا بعبَادَتِهم كَافِريْن" ( الأحقاف : 5-6 )، " وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ " إلى قوله: " فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ " [مريم 48ـ49].
وفي الحديث : "الدعاء هو العبادة"(2). صححه الترمذي وغيره ، وقد أتى فيه بضمير الفصل، والخبر المعرَّف باللام ليدل على الحصر ، وأن العبادة ليست غير الدعاء ، وأنه مُعظم كل عبادة(3) ، كما في الصلاة, والصوم, والحج, وغيرها من سائر العبادات ، ونهى ألا يشرك معه أحد فيه ، حتى قال في حق نبيه " :" قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّى وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً " [الجن 20]، وأخبر أنه لا يَغفر أن يشرك به ."(4)
ومن أدلة وجوب إفراد الله بالدعاء حديث ابن عباس رضي الله عنه ، أن النبي " قال : إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله .(5)
قال ابن تيمية رحمـه الله معلقاً على هذا الحديث : "فلو جاز صرف ذلك(6) لغير الله لقال : واسألني واستعن بـي ، بل أتى " بمقام الإرشاد والإبلاغ والنصح لابن عمه بتجريد إخلاص السؤال والاستعانة على الله تعالى ، فأين ذهبت عقول هؤلاء الضلال عن هذه النصوص والله المستعان .(7)
وقال رحمه الله: " دلت النصوص على الأمر بمسألة الخالق ، والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع ، وكلما قوي طمع العبد في فضل الله قويت عبوديته له ، كما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له ، ويأسه يوجب غنى قلبه عنه ، وإعراض قلبه عن الطلب من الله يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله ، لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق ، وإذا ذاق طعم الإخلاص أنقهر له هواه بلا علاج" .(8)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله : "لا نعلم نوعاً من أنواع الكفر والردة ورد فيه من النصوص مثل ما ورد في دعاء غير الله ، من النهي والتحذير عن فعله ، وكُفر فاعله ، والوعيد عليه بالخلود في النار ، فما المانع من تحكيم الكتاب والسنة واتباع إجماع الأمة، وقد أُفردت هذه المسألة بالتصنيف، وحكى الإجماع عليها غير واحد من أهل العلم، وذكروا أنها من ضروريات الإسلام"؟(9).
قلت: وقد أجمع علماء المذاهب الأربعة وغيرهم على أن دعاء غير الله شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام ، وقد نصوا على ذلك في كتاب حكم المرتد في جميع كتب المذاهب ، وعلى أن إفراد الله بالعبادة عموماً، والدعاء خصوصاً من ضروريات الإسلام ، ولم يخالف في ذلك واحد منهم ، وإجماع المسلمين حجة شرعية كما قال الرسول r : "إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة" .(10)
وهذا طرف من كلام بعض علماء المذاهب ، ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتب المشار إليها في الحاشية .(11)
أما كلام الحنفية
فقال الشيخ قاسم في « شرح درر البحار » : "النذر الذي يقع من أكثر العوام ، بأن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء قائلاً : يا سيدي ؛ إن رُد غائبي ، أو عُوفي مريضي ، أو قُضيت حاجتي ؛ فلك من الذهب أو الطعام أو الشمع كذا وكذا ؛ باطل إجماعاً ، لوجوه منها : أن النذر للمخلوق لا يجوز" .
ومنها ، أنه ظن الميت يتصرف في الأمر ، واعتقاد هذا كفر ، إلى أن قال : "وقد ابتُـلي الناس بذلك ولا سيما في مولد الشيخ أحمد البدوي" .
وقال الإمام البزازي في « فتاويه » : "إذا رأى(12) رَقْصَ صوفية زماننا هذا في المساجد ، مختلطاً بهم جهال العوام ، الذين لا يعرفون القرآن والحلال والحرام ، بل لا يعرفون الإسلام والإيمان ، لهم نهيق يشبه نهيق الحمير ؛ يقول : هؤلاء لا محالة اتخذوا دينهم لهواً ولعباً ، فويل للقضاة والحكام حيث لا يغيرون هذا مع قدرتهم" .
قال الشيخ محمد عابد السندي الحنفي في كتابه « طوالع الأنوار شرح تـنوير الأبصار مع الدر المختار » ما نصه :"ولا يقول : "يا صاحب القبر، يا فلان؛ إقض حاجتي، أو سلها من الله، أو كن لي شفيعاً عند الله، بل يقول: يا من لا يشرك في حكمه أحداً اقض لي حاجتي هذه وحيداً كما خلقتني".
وقال الشيخ صنع الله بن صنع الله الحلبـي الحنفي رحمه الله ما نصه :
هذا وإنه قد ظهر الآن فيما بـين المسلمين جماعات يدَّعون أن للأولياء تصرفات في حياتهم وبعد مماتهم ، ويستغاث بهم في الشدائد والبليات ، وبهم تكشف المهمات ، فيأتون قبورهم وينادونهم في قضاء الحاجات ، مستدلين على أن ذلك منهم كرامات" !
وهذا الكلام فيه تفريط وإفراط ، بل فيه الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي ، لما فيه من روائح الشرك المحقق ، ومصادرة الكتاب العزيز المصدق ، ومخالف لعقائد الأئمة ، وما أجمعت الأمة ، وفي التـنـزيل ] وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً [ ( النساء : 115 ).(13)
وبهذا قال من أئمة الحنفية المتأخرين الإمام أحمد السرهندي ، والإمام أحمد الرومي ، والشيخ سجان بخش الهندي ، ومحمد بن علي التهانوي ، ومحمد إسماعيل الدهلوي ، والشيخ أبو الحسن الندوي وشدد في ذلك .(14)
وأما كلام المالكية
فقال أبو بكر الطرطوشي، في كـتاب « الحوادث والبدع »، لما ذكر حديث الشجرة، ذات أنواط: "فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس، ويُعظمون من شأنها ، ويرجون البُـرء والشفاء لمرضاهم من قبلها؛ فهي ذات أنواط ، فاقطعوها(15).
وأما كلام الشافعية
فقال ابن حجر الشافعي في « شرح الأربعين النووية » : من دعا غير الله فهو كافر.(16)
وقال الإمام محدث الشام أبو شامة في كتاب « الباعث على إنكار البدع والحوادث » :"لكن نبين من هذا القسم ما وقع فيه جماعة من جهال العوام ، المنابذين لشريعة الإسلام ، التاركين للاقتداء بأئمة الدين من الفقهاء ، وهو ما يفعله طوائف من المنتمين إلى الفقر ، الذي حقيقته الافتقار من الإيمان ، من مؤاخاة النساء الأجانب والخلوة بهن ، واعتقادهم في مشايخ لهم" .
وأطال رحمه الله الكلام إلى أن قال : " وبهذه الطرق وأمثالها كان مبادئ ظهور الكفر من عبادة الأصنام وغيرها ، ومن هذا القسم أيضاً ما قد عم الابتلاء به ؛ من تزيـين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعُمُد ، وسرج مواضع مخصوصة في كل بلد ، يحكِـي لهم حاكٍ أنه رأى في منامه بها أحداً ممن شُهِـر بالصلاح والولاية ، إلى أن يَعظُم وقع تلك الأماكن في قلوبهم ، ويعظمونها ، ويرجون الشفاء لمرضاهم ، وقضاء حوائجهم بالنذر لها، وهي ما بين عيون وشجر وحائط . وفي مدينة دمشق، صانها الله تعالى من ذلك ، مواضع متعددة" .
ثم ذكر – رحمه الله – الحديث الصحيح عن رسول الله " لما قاله له بعض من معه : "اجعل لنا ذات أنواط ، قال : الله أكبر ، قلتـم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى : "اجْعَل لناَ إلـ"هاً كَمَا لهَمُ آلهة"[ الأعراف 138] .(17) انتهى كلامه رحمه الله".(18)
وقال في: "إذا كان هذا كلامه " في مجرد قصد شجرة لتعليق الأسلحة والعكوف عندها ، فكيف بما هو أعظم منها : الشرك بعينه ، بالقبور ونحوها"؟(19)
وأما كلام الحنابلة
فقال الشيـخ تقي الدين رحمه الله لما ذكر حديث الخوارج : "فإذا كان في زمن النبي " وخلفائه ممن قد انتسب إلى الإسلام ؛ من مَرق(20) منه مع عبادته العظيمة ، فيُعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة قد يمرق أيضاً ، وذلك بأمور ، منها الغلو الذي ذمه الله تعالى ، كالغلو في بعض المشائخ ، كالشيخ عدي ، بل الغلو في علي بن أبي طالب ، بل الغلو في المسيح، ونحوه .
فكل من غلا في نبي أو رجل صالح ، وجعل فيه نوعاً من الإلـهية ، مثل أن يدعوه من دون الله ، بأن يـقول : (يا سيدي فلان أغثني ، أو أجرني ، أو أنت حسبي ، أو أنا في حسبك) ؛ فكل هذا شرك وضلال ، يستتاب صاحبه ، فإن تاب وإلا قتل ، فإن الله أرسل الرسل ليُـعبد وحده ، لا يُـجعل معه إلـه آخر ، والذين يجعلون مع الله آلهة أخرى ، مثل الملائكة أو المسيح أو العزير أو الصـالحين أو غيرهم ؛ لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق وترزق ، وإنما كانوا يدعونهم ، يقولون "هؤلاء شفعاؤنا عند الله" ، فبعث الله الرسل تنهى أن يُدعى أحد من دون الله ، لا دعاء عبادة ، ولا دعاء استغاثة.(21) انتهى .
وقال أيضاً : "لم يقل أحد من علماء المسلمين أنه يستغاث بشيء من المخلوقات في كل ما يستغاث فيه بالله تعالى ، لا بنبـي ولا بملك ولا بصالح ولا غير ذلك ، بل هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز إطلاقه"(22).
وقال أيضاً : "ومن قال إن ميتاً من الموتى نفيسة أو غيرها تجير الخائف وتخلص المحبوس وهي من باب الحوائج ؛ فهو ضال مشرك فإن الله سبحانه هو الذي يجير ولا يجار عليه ، وباب الحوائج إلى الله هو دعاؤه بصدق وإخلاص كما قال تعالى: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "
( البقرة : 186 ) "، والله أعلم.(23)
وقال أيضاً : "سؤال الميت والغائب - نبياً كان أو غيره - من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين، لم يأمر الله به ولا رسوله ، ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، ولا استحسنه أحد من أئمة المسلمين، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين المسلمين.(24)
وقال في « الإقناع » : إن من دعا ميتاً وإن كان من الخلفاء الراشدين فهو كافر ، وإن من شك في كفره فهو كافر".(25)
وقال أيضاً في أول باب حكم المرتد : "إن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم فهو كافر إجماعاً".
وقال الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي : "إن من يعظم القبور ويخاطب الموتى بقضاء الحوائج، ويقول : يا مولاي ويا سيدي عبد القادر : إفعل لي كذا ، هو كافر بهذه الأوضاع ، ومن دعا ميتاً وطلب قضاء الحوائج فهو كافر" .
وقال في « الفنون » : "لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام ؛ عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها ، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم ، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور ، وخطاب الموتى بالحوائج ، وكتب الرقاع فيها : يا مولاي ، افعل لي كذا وكذا ، أو إلقاء الخرق على الشجرة اقتداء بمن عبد اللات والعزى" .