أصُوُلُ السُنَّة
للإمام أبي بكر عبد الله بنْ الزبير الحميدي (ت 219 هـ )
للإمام أبي بكر عبد الله بنْ الزبير الحميدي (ت 219 هـ )
حدثنا بشر بن موسى قال حدثنا الحميدي قال :
1ـ السنة عندنا : أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن ذلك كله قضاء من الله ـ عزوجل ـ
2ـ وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ولا ينفع قول إلا بعمل ولا عمل وقول إلا بنية ، ولا قول وعمل ونية إلا بسنة .
3ـ والترحم على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم ، فإن الله ـ عزوجل ـ قال ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) [الحشر 10] فلم نؤمر إلا باستغفار لهم ، فمن سبهم أو تنقصهم أو أحداً منهم فليس على السنة ، وليس له في الفئ حق ، أخبرنا بذلك غير واحد عن مالك بن أنس أنه قال : " قسم الله ـ تعالى ـ الفئ فقال : ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم ) ـ ثم قال ـ : (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا ) الآية [الحشر 8ـ10 ) فمن لم يقل هذا لهم فليس ممن جعل له الفئ ".
4ـ والقرآن : كلام الله ، سمعت سفيان [ بن عيينة ] يقول :" القرآن كلام الله ، ومن قال مخلوق فهو مبتدع ، لم نسمع أحدا يقول هذا " .
ـ وسمعت سفيان يقول : الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص " .
فقال له اخوه إبراهيم بن عيينة :" يا أبا محمد ، لا تقل ينقص ". فغضب وقال :" اسكت يا صبي ، بلى حتى لا يبقى منه شئ " .
5ـ والإقرار بالرؤية بعد الموت .
6ـ وما نطق به القرآن والحديث مثل : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ) [ المائدة 64] ومثل ( والسموات مطويات بيمينه ) [الزمر :67] وما أشبه هذا في القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره ، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول ( الرحمن على العرش استوى ) [طه :5] ومن زعم غير هذا فهو معطل جهمي .
7ـ وأن لا نقول كما قالت الخوراج :" من أصاب كبيرة فقد كفر " .
ولا تكفير بشئ من الذنوب ، إنما الكفر في ترك الخمس التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت ".
*ـ فأما ثلاث منها فلا يناظر تاركه : من لم يتشهد ، ولم يصل ، ولم يصم لأنه لايؤخر من هذا شئ عن وقته ، ولا يجزئ من قضاه بعد تفريطه فيه عامداً عن وقته .
· فأما الزكاة فمتى ما أداها أجزأت عنه وكان آثماً في الحبس .
· ـ وأما الحج فمن وجب عليه ، ووجد السبيل إليه وجب عليه ولا يجب عليه في عامه ذلك حتى لا يكون له منه بد متى أداه كان مؤدياً ولم يكن آثماً في تأخيره إذا أداه كما كان آثماً في الزكاة ، لأن الزكاة حق لمسلمين مساكين حبسه عليهم فكان آثما حتى وصل إليهم وأما الحج فكان فيما بينه وبين ربه إذا أداه فقد أدى ، وإن هو مات وهو واجد مستطيع ولم يحج سأل الرجعة إلى الدنيا أن يحج ويجب على أهله أن يحجوا عنه ، ونرجو أن يكون ذلك مؤدياً عنه كما لو كان عليه دين فقضي عنه بعد موته .
[ تمت الرسالة والحمدلله رب العالمين ]