خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    ما يخص شهر رجب

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 10.08.08 11:49

    ما يخص شهر رجب 17032848gx8

    كم مرة اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم وحكم العمرة الرجبية؟ وهل يختص رجب بعبادات معينة؟

    دقيقة ونصف

    رابط تنزيل

    ما يخص شهر رجب Salaficast-128
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 14:48

    بدع رجب

    للشيخ العلامة

    صالح بن الفوزان الفوزان
    - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -
    حفظه الله وبارك في عمره وعلمه-

    قال حفظه الله:

    الحمد لله رب العالمين، أغنانا بكتابه المُبين و سُنَّة نَبِيِهِ الأمين عن ابتداعِ المُبتدِعِين، و قال و هو أصدق القائلين: (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) الأعراف:3.

    و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الزمر:67. وأشهد أنَّ محمداً عبده و رسوله، بَلَّغَ الرسالة و نَصَح الأُمة و تركها على البيضاء لا يَزِيغُ عنها إلا الهالكون صلى الله عليه و على آله و أصحابه الذين يَهدُون بالحقّ و به كانوا يَعدِلُون و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم يُبعَثُون.

    أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى و تَمَسَّكوا بكتاب ربكم و سُنة نبيكم، و احذروا البدع فإنها تُضِلُ عن الدِّين و تُبْعِدُ عن رَبِّ العالمين، و إنَّ مِن البدع ما أحدثه الناس في هذا الشهر – شهر رجب – من العبادات و الإحتفالات، و ما زَعَمُوهُ له من الفضائل و الكرامات التي توارثوها جيل بعد جيل، ابتداءًَ من عصر الجاهلية إلى وقتنا هذا: مِن تَخصيصِهِ بقِيامِ بعض لياليه و صيام بعض أيامه، أو تخصيصه بذبائح تُذبحُ فيه تقربا إلى الله تعالى، أو تَخصيصه بعمرة أو غير ذلك، و ما يَخُصونَ ليلة السابع والعشرين مِنه باحتفالٍ يُسَمُونه: الإحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج، و كل هذه الأمور بِدع مُحْدَثَة ما أنزل الله بها من سلطان، و ليس لشهر رجب خاصيّة على غيره من الشهور إلا أنه مِن الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فاتخاذه موسماً بحيث يُفرد بالصوم مكروه عند الإمام أحمد و غيره كما روي عن عمر بن الخطاب و أبي بكرة و غيرهما من الصحابة رضي الله عنهما. و مما أًحدث في هذا الشهر من البدع تعظيم يوم أول خميس منه و صلاة ليلة أول يوم جمعة منه، و هي الصلاة المُسَمَّاة بصلاة الرَغَائِب.

    قال شيخ الإسلام: فإنَّ تعظيم هذا اليوم و الليلة إنما أُحدِث في الإسلام بعد المائة الرابعة، و روي فيه حديث موضوع باتفاق العلماء، مضمونه: فضيلة صيام ذلك اليوم و فعل هذه الصلاة المُسماة عن الجاهلين بصلاة الرغائب... إلى أنْ قال: و الصواب الذي عليه المُحَقِقون من أهل العلم النَهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم، و عن هذه الصلاة المُحدَثَة، و عن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم، و صنعة الأطعمة، و إظهار الزينة و نحو ذلك، حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من الأيام و حتى لا يكون له مزية أصلاً.

    و قال الحافظ ابن حجر: لم يَرِد في فضل شهر رجب و لا في صيام شيء منه معين و لا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحُجَّة.

    و قال الحافظ ابن رجب: فأمَّا الصلاة فلم يَصِّح في شهر رجب صلاة مخصوصة تَخْتصُ بِهِ.
    و الأحاديث المَرْوِية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جُمعة من شهر رجب كَذِب و باطل لا تَصِح، و هذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء... إلى أن قال: و أما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، و لا عن أصحابه...انتهى.

    و قد اعتاد بعض الناس أداء العمرة في شهر رجب، و يظنون أنَّ للعمرة فيه مزية و فضيلة على العمرة في غيره من الشهور، و هذا خطأ، فإنَّ الوقت الفاضل لأداء العمرة أشهر الحج و شهر رمضان، و ما عداها من الشهور فهي سواء في ذلك. قال ابن سيرين: ما أحد من أهل العلم يشك أنَّ عمرة في أشهر الحج أفضل من عمرة في غير أشهر الحج.

    و لما ذَكر ابن القيم عدد العمر التي اعتمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أنها كلها في أشهر الحج، قال: وهذا دليل على أنَّ الإعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك.

    و أما المفاضلة بينَهُ، أيّ: الإعتمار في أشهر الحج – و بين الإعتمار في رمضان فَمَوضِعُ نَظَر. و قد صَحَّ أنَّه أَمَرَ أُمَّ مَعقل لَمَّا فاتَهَا الحجّ معه أن تَعتَمِر في رمضان، و أخبرها أنَّ عمرةً في رمضان تعدل حَجّة، و أيضا فقد إجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان و أفضل البقاع، و لكن الله لم يكن يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم في عمره إلا أولى الأوقات و أحقّها بها، فكانت العمرة في أشهر الحج نظير وقوع الحج في أشهره، و هذه الأشهر قد خّصَّها الله تعالى بهذه العبادة وجعلها وقتاً لها. و العمرة حجٌ أصغر، فأولى الأزمنة بها أشهر الحج...انتهى كلام ابن القيم رحمه الله. و معناه: أنَّ الوقت الفاضل لأداء العمرة حَسب الأدلة هو أشهر الحج وشهر رمضان، و ما عدا هذه الأشهر مِن بَقية السَنة فلا فضل لبعضه على بعض في أداء العمرة، لا في رجب و لا غيره، فلا داعي لِتَحَرِي العمرة في رجب دون غيره و تخصيصه من بين الشهور بالعمرة فيه فهو يحتاج إلى دليل: و لا دليل على ذلك.

    و مما أُحدِث في شهر رجب من البدع الإحتفال بمناسبة الإسراء و المعراج في ليلة السابع و العشرين منه، فيجتمعون في المساجد و يلقون الخطب و المحاضرات، و يضيئون المنارات و الشوارع بأنواع خاصة من الأنوار الكهربائية، و يُبَثُّ ما يجري في هذه الإحتفالات من خلال الإذاعات لتبليغها لمن لم يحضرها حتى يقتدي بهم غيرهم في ذلك، و لا شَكَّ أن الإسراء و المعراج آيتان عظيمتان و نِعمتان كبيرتان، قد نَوَّهَ الله بشأنهما في كتابه الكريم، فيجب علينا الإيمان بهما و شكر الله على ما أكرم به رسوله صلى الله عليه وسلم، و أراه من آياته في الإسراء و المعراج، و ما أكرم الله به أمته مِن فَرضِ الصلوات الخمس فيهما، و هي خمس صلوات في العمل و خمسون صلاة في الميزان و الأجر، لأن الحسنة بعشر أمثالها. فواجبنا أن نحمد الله و نشكره على ذلك، و ذلك بطاعته و طاعة رسوله و أداء فرائض الله.

    أما إقامة هذه الإحتفالات فهي كُفرٌ بهذه النِّعمَة، لأنها بدعة، ( و كل بدعة ضلالة )، و البدعة معصية لله و لرسوله تباعد عن الله و تَصُدُّ عن دِين الله.

    و الدليل على أنَّ ذلك بدعة أنه عمل لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا صحابته الكرام و لا القُرُون المُفَضلة في الإسلام، و إنما حَدَث هذا بَعدهم على أيدي الجهلة و الطغام. و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، و لأن هذه الليلة التي حصل فيها الإسراء و المعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تَعيينُها لا في رجب و لا غيره، و لم يهتم الصحابة و لا علماء الإسلام مِن بعدهم في البحث عن تَعيين هذه الليلة لأنها لا يتعلق بها حُكمٌ شرعي، فلا فائدة لنا في تعيينها، و قد اختلف المؤرخون في تعيينها و تعيين الشهر الذي حصلت فيه: فقيل هي في شهر ذي القعدة قبل الهجرة بستة عشر شهراً، و قيل في شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسَنَة.

    و أما كَون هذه الليلة في شهر رجب فهو لم يثبت كما ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله،و قال الإمام ابن القيم: ( لم يقم دليل على شهرها، و لا على عشرها، و لا على عَينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يُقطَعُ به، و لا شُرِّع للمسلمين تخصيص الليلة التي يُظنُ أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره...إلى أن قال: و لا يُعرف عن أحدٍ من المسلمين أنه جَعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها و لا كان الصحابة و لا التابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور و لا يذكرونها، و لهذا لا يُعرف أيّ ليلة كانت، و إن كان الإسراء من أعظم فضائله صلى الله عليه وسلم، و مع هذا فلم يُشَرِّع تخصيص ذلك الزمان و لا ذلك المكان بعبادة شرعية). انتهى كلامه رحمه الله.

    و لو ثَبَت تعيين ليلة الإسراء لم يَجُز للمسلمين أن يَخُصُّوها بشيء من العبادات و لم يجز لهم أن يحتفلوا فيها، و لأن النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا فيها و لم يخصوها بشيء، و لو كان الإحتفال فيها مشروعاً لَبَيَّنَهُ النبي صلى الله عليه وسلم للأُمَّة إما بالقول و إما بالفعل، و لو وَقَع شيء مِن ذلك عُرِفَ و اشتَهَر و نَقَلهُ الصحابة رضي الله عنهم إلينا. فالإحتفال فيها بدعة ليس مِن دِين الإسلام، فعلى مَن يَفعلُهُ مِن المسلمين أن يتركَهُ و على المسلم أن لا يَغترَّ بما يفعله المبتدعة من الإحتفال في هذه الليلة، و لا بما يُنقلُ في وسائل الإعلام من الصور المرئية أو الصوتية لتلك الإحتفالات البدعية، لأن هؤلاء قومٌ عاشوا في بدع و أَلِفُوها حتى صارت أحَبَّ إليهم مِن السُّنَن، و صار الدِّين عِندهم مُجَرد إقامة احتفالات و إحياء مُناسبات و ذِكريات، كفِعل النصارى في تتبع آثار الأنبياء أو تتبع الأزمنة التي جَرَت فيها أحداث لهم، و عمل أعياد و احتفالات لإحياء ذكرياتها أو التبرك بمناسباتها و قد نُهينا عن ذلك.

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: بل غار حِراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي و كان يَتَحَراه قبل النُبُوَّة لم يَقصدهُ هو و لا أحد من أصحابه بعد النُبوة مُدَّة مَقامِهِ بمكَّة، و لا خَصَّ اليوم الذي أًنزل عليه فيه الوحي بعبادة و لا غيرها، و لا خَصَّ المكان الذي ابتدأ فيه بالوحي و لا الزمان بشيء.

    و مَن خَصَّ الأمكنة و الأزمنة مِن عِندهِ بعبادات لأجل هذا و أمثاله كان مِن جِنسِ أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم و عبادات، كيوم الميلاد و يوم التعميد و غير ذلك من أحواله، و قد رآى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جماعةً يتبادرون مكان يصلون فيه، فقال: ما هذا؟ قالوا: مكان صلى في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتريدون أنْ تَتَخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك مَن كان قبلكم بهذا، فمن أدركته فيه الصلاة فليصلي و إلا فليمضي.

    فاتقوا الله عباد الله، و احذروا البِدع و أهلها و حذروا منها، فإنهما وباءٌ خطير على دِين المسلمين، و تمسكوا بكتاب ربكم و سُنة نبيكم ففيهما النجاة و الخير و الفلاح العاجل و الآجل. ( وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم.

    الحمد لله القائل: ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) الشورى:13.

    و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنَّ محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و سَلم تسليما كثيراً.

    أما بعد، أيها الناس اتقوا الله تعالى: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) آل عمران:103.

    و اعلموا أنه قد ثَبَتَ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم التحذير من البدع و التصريح بأنها ضلالة، فقد كان يقول ( إن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة ). و كان الصحابة يُحَذرون مِن البدع غاية التحذير، و ذلك لأن البِدع زيادة في الدِّين، و شرع ما لم يشرعه رب العالمين، و تشبه باليهود و النصارى في زيادتهم في دينهم، و في البدع تَنَقُصٌ للدِّين و اتهامه بعدم الكمال، و تكذيب لقوله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) المائدة:3.

    و في البدع إبعاد للمسلمين عن الدِّين الصحيح، و نَقلُهُم إلى الدِّين الباطل و هذا ما يريده الشيطان، فإنَّ المبتدع أحب إلى الشيطان من العاصي المرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، لأنَّ العاصي يعترف أنه عاص و يرجوا أن يتوب بخلاف المبتدع فإنه يَعتبرُ ما هو عليه مِن البدعة هو الدِّين و الطاعة فلا يتوب منه.

    فاتقوا الله و اشكروه على نعمة الإسلام و اقتدوا بنبيكم عليه أفضل الصلاة و السلام، و اعلموا أنَّ الله أَمَرَكم أن تُصلوا عليه على الدوام، فقال سبحانه: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب:65.


    منقول من شبكة سحاب السلفية
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية فتاوى رجب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 15:12

    فتاوى فضيلة الشيخ العلامة ابن باز – رحمه الله- :
    ما يخص شهر رجب W6w_w6w_20050424013730307f4443296

    1.السؤال: ماذاعلى الذي يصوم شهر رجب كاملاً، كما يصوم رمضان؟
    الجواب:صيام رجب مكروه، لأنه من سنة الجاهلية لا يصومه، صرح كثير من أهلالعلم بكراهته، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيام رجب، المقصود أنه سنة فيالجاهلية، لكن لو صام بعض الأيام يوم الاثنين يوم الخميس لا يضر، أو ثلاثة أيام منكل شهر لا بأس، أما إذا تعمد صيامه فهذا مكروه.
    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30

    2.السؤال: يخص بعض الناس شهر رجب ببعض العبادات، كصلاة الرغائب، وإحياء ليلة (27) منه، فهل ذلك أصل في الشرع؟ جزاكم الله خيراً.
    الجواب: تخصيص رجب بصلاة الرغائب أو الاحتفال بليلة (27) منه يزعمون أنها ليلة الإسراء والمعراج كل ذلك بدعة لا يجوز، وليس له أصل في الشرع، وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم، وقد كتبنا في ذلك غير مرة وأوضحنا للناس أن صلاة الرغائب بدعة، وهي ما يفعله بعض الناس في أول ليلة جمعة من رجب، وهكذا الاحتفال بليلة (27) اعتقادا أنها ليلة الإسراء والمعراج، كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع، وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها، ولو علمت لم يجز الاحتفال بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بها، وهكذا خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليها. والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). " سورة التوبة الآية 100"؛ وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته، وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه؛ ومعنى فهو رد: أي مردود على صاحبه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)). أخرجه مسلم في (الجمعة) برقم (1435). فالواجب على جميع المسلمين اتباع السنة والاستقامة عليها والتواصي بها والحذر من البدع كلها عملا بقول الله عز وجل: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) . " سورة المائدة الآية 2"؛ وقوله سبحانه: ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، " سورة العصر كاملة "، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)). أخرجه مسلم في صحيحه في (الإيمان) برقم (55). أما العمرة فلا بأس بها في رجب لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وكان السلف يعتمرون في رجب، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه: (اللطائف) عن عمر وابنه وعائشة رضي الله عنهم ونقل عن ابن سيرين أن السلف كانوا يفعلون ذلك. والله ولي التوفيق.

    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30

    3.السؤال: إذادخل أول خميس في شهر رجب، فإن الناس يذبحون ويغسلون الأولاد, وأثناء تغسيلهم للأولاديقولون: يا خميس أول رجب نجنا من الحصبة والجرب, ويسمون هذا اليوم: كرامة رجب, وجهونا في ضوء هذا السؤال؟
    الجواب: هذا منكر لا أصل له، بدعة، ولا يجوز، يا خميس! هذا دعاء غير الله, شرك أكبر، دعاء غير الله شرك أكبر، فالمقصود أن هذا بدعة لا يجوز. نسأل اللهالعافية.

    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30
    4.السؤال: لقدسمعت عن صيام شهر رجب كاملاً، فهل هذا بدعة، أو أنه من العمل الصحيح
    الجواب: ليس بمشروع، هذا من أعمال الجاهلية، فلا يشرع ... بالصيام، يكره ذلك،لكن إذا صام بعضه الاثنين و الخميس، أو أيام البيض طيب لا بأس بذلك، أما أنه يخصهبالصوم وحده فهذا مكروه.
    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30

    5.السؤال: إنهافي الخامسة والثلاثين من عمرها تصلي وتصوم أيام شهر شوال ورجب وشعبان، ولكن الدورةتمنعها من صيام هذه الأشهر الثلاثة، فهل يجب صيام الأشهر الثلاثة أم أيام منها فقط؟جزاكم الله خيراً.

    الجواب: أيام الدورة ما هي بمحل صيام لا في رمضان ولا في غيره فإذا صامتشعبان في أيام الدورة هذا واجب عليها تفطر أيام الدورة، وهكذا في رمضان عليها أنتفطر وتقضي بدل أيام رمضان، أما ما تركت من أيام شعبان أو رجب أو غير ذلك لا بأس،وإذا صامت رجب وشعبان فلا حرج وتفطر أيام الدورة، ولكن في رمضان إذا أفطرت أيامالدورة عليها أن تقضي، وإذا تعاطت ما يمنع الدورة في رمضان من حبوب أو غيرها فلابأس، أو تعاطت ذلك في أيام الحج فلا بأس، والأفضل عدم صيام رجب كله، أما إذا صامتالاثنين والخميس أو صامت أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر هذا كلهطيب في كل شهر، لكن يكره عند جمع من أهل العلم إفراد رجب وتخصه بالصوم، أما إذاصامته مع شعبان فلا حرج، وكذلك إذا صامت غير رجب صامت شهر محرم أو غيره من الشهورعلى حسب فراغها وحسب تيسرها لا حرج، لكن إذا كانت أيام الدورة تفطر لا تصوم لا فيرمضان ولا في غيره، لأن أيام الحيض ليست محل صيام، وهكذا أيام النفاس ليست محل صيام.
    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30
    فتاوى فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله-:
    ما يخص شهر رجب W6w_w6w_20050424013730307f4443296


    1-السؤال: طيب ربما يقال: ما الذي ينبغي للمسلم أن يفعله إذا وافق هذه الليلة مثلاً في أول الربيع، أو في رجب؟
    الجواب: لا ينبغي أن يفعل شيئاً، لأن من هم أحرص منا على الخير، وأشد منا تعظيماً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم الصحابة -رضي الله عنهم- ما كانوا يفعلون شيئاً عند مرورها، ولهذا لو كانت هذه الليلة مشهورة عندهم، ومعلومة لكانت مما ينقل نقلاً متواتراً لا يمتري فيه أحد، ولكانت لا يحصل فيها هذا الخلاف التاريخي الذي اختلف فيه الناس، واضطربوا فيه، ومن المعلوم أن المحققين قالوا: إنه لا أصل لهذه الليلة التي يزعم أنها ليلة المعراج، وهي ليلة السابع والعشرين ليس لها أصل شرعي، ولا تاريخي.
    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30

    2-السؤال: المستمع من جمهورية اليمن الشمالية يقول: عندنا في اليمن مسجد بني، ويسمى مسجد معاذ بن جبل المشهور بمسجد الجند، يأتون الناس لزيارته في الجمعة من شهر رجب من كل سنة، رجالاً، ونساء، هل هذا مسنون وما نصيحتكم لهؤلاء؟

    الجواب: هذا غير مسنون أولاً: لأنه لم يثبت أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، اختط مسجداً له هناك وإذا لم يثبت ذلك فإن دعوى أن هذا المسجد له دعوى بغير بينة، وكل دعوى بغير بينة فإنها غير مقبولة .
    ثانياً: لو ثبت أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- اختط مسجداً هناك فإنه لا يشرع إتيانه و شد الرحل إليه بل شد الرحل إلى مساجد غير المساجد الثلاثة منهي عنه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) .
    ثالثاً: أن تخصيص هذا العمل بشهر رجب بدعة أيضاً، لأن شهر رجب لم يخص بشيء من العبادات لا بصوم، ولا بصلاة، وإنما حكمه حكم الأشهر الحرم الأخرى، والأشهر الحرم هي رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم هذه هي الأشهر الحرم التي قال الله عنها في كتابه: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، لم يثبت أن شهر رجب خص من بينها بشيء لا بصيام، ولا بقيام، فإذا خص الإنسان هذا الشهر بشيء من العبادات من غير أن يثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مبتدعاً، وقول النبي "صلى الله عليه وسلم": (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة).
    فنصيحتي لإخوتي هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل بالحضور إلى المسجد الذي يزعم أنه مسجد معاذ في اليمن ألا يتعبوا أنفسهم، ويتلفوا أموالهم، ويضيعوها في هذا الأمر الذي لا يزيدهم من الله ألا بعداً، ونصيحتي لهم أن يصرفوا هممهم إلى ما ثبتت مشروعيته في كتاب الله، أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا كاف للمؤمن.
    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30

    3. السؤال: حفظكم الله، وسدد خطاكم يقول: السائل في سؤاله الثاني، ما حكم صيام الثامن من رجب، والسابع والعشرين من نفس الشهر؟

    الجواب: تخصيص هذه الأيام بالصوم بدعة، فما كان يصوم يوم الثامن، والسابع والعشرين، ولا أمر به، ولا أقره، فيكون من البدع، وقد يقول قائل: كل شيء عندكم بدعة؛ وجوابنا عليه -حاش والله-، إنما نقصد البدعة في الدين، وكل شيء تعبد الإنسان به لله عز وجل بدون دليل من الكتاب، والسنة، فهو بدعة، ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم": (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور). فالمراد البدعة في الدين الذي يتقرب به الإنسان لله عز وجل من عقيدة، أو قول، أو فعل، فهذا بدعة، وضلالة، أما البدع فيما يتعلق بأمور الدنيا، فكل شئ نافع من أمور الدنيا، وإن كان لم يكن موجوداً من قبل، فإننا لا نقول: إنه بدعة، بل نحث عليه إذا كان نافعاً، وننهى عنه إذا كان ضاراً.

    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30

    4-السؤال: بارك الله فيكم هذا المستمع آدم عثمان من السودان يقول أستفسر عن صوم الأيام التالية هل هو صحيح أول خميس من رجب؟

    الجواب: صوم أول خميس من رجب ليس له أصل، وتخصيص هذا اليوم بالصوم بدعة، وعلى هذا فلا يصمه الصائم.

    ( موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله- )

    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30
    ثالثاً: فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان :

    ما يخص شهر رجب W6w_w6w_20050424013730307f4443296


    1.السؤال: يقول فضيلة الشيخ -وفقكم الله-: يعتقد كثير من الناس أفضلية العبادة في رجب، وبناء عليه، فإنهم ينذرون في رجب أنواعا من الطاعات؛ فهل يلزم الوفاء على اعتبار أنهم يعتقدون اعتقادات جاهلية، أم يكون ذلك من نذر المعصية ؟


    الجواب: هذا بدعة، نذر العبادة في رجب خاصة، هذا بدعة ولا يجوز الوفاء بالبدعة؛ نعم، يدخل في نذر المحرم، لأن البدعة محرمة، ورجب لم يثبت ما يدل على خصوصية العمل فيه، وأن العمل فيها له فضيلة، ما كذب شي من هذا، لكن الخرافيون يحرصون على إلي ماله أصل، والي له أصل ما يلتفتون إليه، سبحان الله إلي له أصل صحيح ما يلتفتون إليه، والي ماله أصل يحرصون عليه، ويبحثون عنه، هذه من الفتنة.


    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30
    2.السؤال: رجل تعود أن يصوم شهري رجب، وشعبان كاملين في كل عام، فهل في فعله بأس ؟
    الجواب: شهر رجب لا يصام لأنه بدعة، لأن شهر رجب بدعة، أما صيام غالب شعبان، غير الصيام شعبان كله، لا يجوز، لكن الصيام أكثر شعبان مستحب، إذا صام أكثر شعبان فهو مستحب، لفعل النبي "صلى الله عليه وسلم"، فكان يكثر الصيام في شهر شعبان، لكن لا يصومه كاملاً.

    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30

    3.السؤال: عبارة: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"؛ هل هو حديث ؟
    الجواب : هذا حديث، لكن ما هو بصحيح حديث ضعيف


    ما يخص شهر رجب Www.uaekeys.com30
    4.السؤال: فضيلة الشيخ - وفقكم الله-: نويت أن أقوم بعمرة في هذا الأسبوع، وأشار علي البعض أن أتركها إلى شهر آخر، حتى لا يكون في عملي مشابهة لأهل البدع، الذين يعتمرون في السابع والعشرين من هذا الشهر رجب ؟

    الجواب : نعم، هو صحيح، أجل العمرة إلى أن تزول هذه الشبهة، لأن إلي يعتمرون رجب هم المبتدعة، فأنت اجتنب هذا، ولا تشاركهم، ولو كنت أنت ما قصدت هذا، لكن فيه

    مشاركة لهم، ومشابهة لهم، فأجل العمرة إلى غير رجب.

    نقلاً عن : شبكة المنهاج الإسلامية
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 15:16

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:


    فهذا رابط يحتوي على خطبة جمعة للشيخ
    أحمد بن حسن المعلم بعنوان " بدع رجب " وقد وفقني الله لتسجيلها على جهازي ورفعها للشبكة :

    من هنــــــــــــــا

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    منقول من هنــــــــا


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 12.08.08 16:11 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 17:30

    تصدق على نفسك - بدع رجب
    فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

    ما يخص شهر رجب W6w_200505201626245997a2369958


    الخطبة الأولى

    أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتقوا الله حقَّ التّقوى.

    عبادَ الله

    إنّ مِن رحمةِ الله بِهذه الأمّة أن نوّع لها طرَقَ الخيرَات، ويسّر لها ذَلك، ورتّب على هَذه الأعمالِ الصّالحَة ثوابًا عظيمًا في الدّنيا والآخرَة.

    أيّها المسلم

    فأنتَ عَلى خيرٍ في أقوالك وأعمالك الصّالحَة، بل أعمالُ القلوبِ تُثاب عليها، نُطقُ اللّسان عملُ الجوارحِ كلّ ذلك تثابُ عليه بأنواعٍ من الأعمال الصّالحة، لو عجزتَ عن نوعٍ قدرتَ على النوع الآخر، ومَن وفِّق لاستكمال الخير فذاك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

    يقول ربّنا جلّ وعلا: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج:77]، ويقول ربّنا جلّ وعلا: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ} [المائدة:48]، ويقول ربّنا جلّ وعلا: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاواتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133].

    أيّها المسلم

    فواجباتُ الإسلام سواء الواجباتُ العينيّة أو الكفائيّة أو الأمور المستحبّة كلُّ هذه الأعمالِ يُثاب العبد عليها على فعلِها مع النيّة الصالحة، وكلّما حسُنت النيّة وعظم القصدُ زاد الثواب من ربّنا جلّ وعلا: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160]، ذاك فضل الله على هذه الأمّة المحمّديّة، فاشكروا اللهَ على نعمتِه، وتسابَقوا لفعلِ الخير لعلّكم تفلحون.

    أيّها المسلم

    أركانُ الإسلام الخمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله وإقامُ الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحجّ بيت الله الحرام، هذه هي أركان الإسلام، دعائم الإسلام، لا يصحّ إسلام عبدٍ إلا باستكمالِ هذه الأركان كلّها.

    فأوّلها تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدًا رسول الله، كلمة التّوحيد: "لا إله إلا الله" هي أعلى شعَب الإيمان، كما قال : "الإيمانُ بِضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول: لا إله إلا الله"[1]. كلمةُ التّوحيد من قالها في يومٍ عشرَ مرّات كان كمَن أعتقَ أربعةً من ولد إسماعيل، من قالها في يومٍ مائةَ مرّة كان له عَدل عشرِ رِقاب وكُتِبت له مائة حسنة ورُفِعت له مائَة دَرجة وحطّت عنه مائة خطيئة. من صلّى على نبيّنا صلاةً واحِدة صلّى الله عليه بِها عشرًا.

    "الصلواتُ الخمس والجُمعة إلى الجمعة ورَمضان إلى رمضانَ كفّارة لما بينهنّ ما اجتُنبت الكبائر"[2]، في الحديث الآخَر: "مثَل الصلواتِ الخَمس كمثل نَهر غمرٍ بباب أحدِكم، يغتسل منه كلّ يوم خمسَ مرّات، هل يبقى من دَرَنه شيء؟" قالوا: لا يا رسول الله، قال: "فكذلك الصلوات الخمسُ، يمحو الله بهنّ الخطايا والسيئات"[3].

    أيّها المسلم

    أداؤك للزكاة ركنٌ من أركانِ دينك، ومع أدائِك لها فلك مِن الله الثوابُ العظيم، {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} [التوبة:103]، وما نَقص صدقةٌ مِن مال، بل تزِده بل تزده.

    صومُك لرمضان وقيامك لليلِه مِن أسباب تكفير الذّنوب ورفعِ الدّرجات، "من صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه"[4]، "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه"[5] ، "الصوم لي وأنا أجزي به"[6].

    حجُّك لبيت الله، "من حجَ البيتَ فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبِه كيوم ولدته أمّه"[7].

    أيّها المسلم

    وكلّ واجباتِ الإسلام فإنّها صدقة منك على نفسك وثوابٌ مدّخر لك يوم لقاء ربك.

    أمرُك بالمعروف ونهيُك عن المنكر صدقة منك على نفسك، كما قال : "وأمرُك بالمَعروف صدقة ونهيُك عن المنكر صدقة". برّك بوالديك وإحسانُك إليهما صدقةٌ منك على نفسك مع كونِه أمرًا شرعيًّا واجبًا عليك. صلتُك لرَحمِك عملٌ صالح وإحسانٌ منك إلى نفسك مع أنّه أمر مطلوب منك شرعًا، "من أحبّ أن ينسَأ له في أثره ويبسَط له في رزقه فليصِل ذا رحمِه"[8].

    أيّها المسلم

    تفريجُ كَرب المكروب وهمِّ المهموم وقضاؤك لحاجة أخيك كلُّها أعمال صالحة، صدقةٌ منك على نفسك، وثوابٌ مدَّخر لك يوم القيامة، "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربةً من كرَب الدّنيا فرَّج الله عنه كربةً من كُرب يومِ القيامة، ومن ستر مسلمًا في الدّنيا ستره الله في الدّنيا والآخرة"[9].

    أخي المسلم

    عيادتُك للمريض واتّباعك للجنازة ونصرُك للمظلوم وإفشاؤك السّلامَ وإجابة دعوة أخيك وإبرار قسمِه إن أقسَم أعمالٌ صالحة وهي حقوق للمسلم على المسلم، ولها ثوابٌ عند الله.

    أخي المسلم

    معاشرتُك لامرأتِك مع النيّة الصالحةِ عملٌ صالح وصدَقة منك على نفسك، ولذا يقول : "وفي بُضع أحدِكم صدقة"[10]، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكون له فيها أجر؟! قال: "أرأيتُم لو وضعَها في الحرام كان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر"[11].

    أخي المسلم

    شفاعتُك لأخيك عند احتياجِه إلى شفاعتِك عمل صالحٌ وصدقة منك على نفسك، {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مّنْهَا}[النساء:85]، وفي الحديثِ: "اشفَعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسانِ نبيِّه ما شاء"[12].

    أيّها المسلم

    كلُّ هذه الأعمالِ الصالحة متى عمِلتَها بنيّة صادقةٍ فأبشر مِن الله بالثّواب العظيم، إن عاجلاً أو آجلاً، وقد يجمَع الله لك بين ثوابَي الدّنيا والآخرة.

    أخي المسلم

    نفقتُك على البناتِ وإحسانك إليهنّ صدقةٌ منك على نفسك، "من عال جاريتَين حتّى تبلغَا كنتُ أنا وهو في الجنّة كهاتين"[13]. إكرامُك اليتيمَ وإحسانك إليه عملٌ صالح، وفي الحديثِ عنه : "أنا وكافِل اليتيمِ في الجنّة كهاتين"[14].

    أيّها المسلم

    نفقتُك على زوجتِك وعلى ولدِك مع النيّة الصالحةِ صدقةٌ منك على نفسِك، يقول لسعدِ بن أبي وقّاص: "إنّك لن تنفقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ الله إلاّ أجِرت عليها حتى ما تضع في فِي امرأتِك"[15]، وفي الحديث لمّا عدّ النبيّ الدنانيرَ ذكر أفضلها: "دينارًا أنفقَه المسلمُ على ولده"[16].

    أيّها المسلم

    تربيتُك للأولادِ وعنايتك بأخلاقِهم وأعمالِهم إلى أن يستقيموا على الخَير ويسلُكوا الطريق المستقيمَ صدقة منك على نفسك وعملٌ صالح يجري لك بعدَ موتِك، في الحديث: "إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلاّ من ثلاث: صدقةٍ جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالحٍ يدعو له"[17].

    أيّها المسلم

    إنفاقُك من مالك الطيّب مع النيّة الصالحة ثوابه عظيمٌ وإن قلّت النفقة، في الحديث عنه : "من تصدّق ولو بعَدل ثمرةٍ من كسبٍ طيّب، ولا يقبَل الله إلا الطيّب، فإنّ الله يتلقّاها بيمينه فيربِّيها لأحدِكم كما يربّي فلوَّه حتى تكونَ مثلَ الجبل العظيم"[18]، والله يقول: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261].

    أخي المسلم

    حلمُك على الجاهلِ وإعراضُك عن السّفيه وتحمُّل ذلك فيه ثواب عظيمٌ، {ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ} [فصلت:34، 35]، {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199].

    إماطتُك الأذى عن طريق المسلمين صدقةٌ منك على نفسِك كما في الحديث: "وتميط الأذى عن الطّريق صدقة"[19]. إصلاحُك بين الخصمَين ولا سيّما الأقرباء وسعيُك في التوفيق بينهم وتضييقِ شقّة الخِصام بينهم صدقةٌ منك على نفسك، وفي الحديث: "أن تعدلَ بينَ اثنين صدقة"[20].

    أيّها المسلم

    النبيّ لمّا ذكر فضلَ إعتاق الرّقاب ومن عجز عنها قال: "تعينُ صانعًا أو تصنع لأخرق"[21] فجعل إعانةَ المسلم العاجزِ عن بعض أموره صدقة منك على نفسك.

    أخي المسلم

    نيّتك الصادقةُ في قلبك تبلّغك مبلغَ الأعمال مبلغَ العاملين، يقول يومَ تبوك: "إنّ بالمدينةِ أقوامًا ما سِرتم مسيرًا ولا نَزلتم وادِيًا إلاّ كانوا معكم؛ حبَسهم العذر"[22]، ولذا قال الله: {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة:92]. ولمّا ذكر رسول الله مَن أعطاه الله المالَ والعلمَ فهو يعمَل في مالِه بعلمِه، يتّقي فيه ربَّه، ويصِل فيه رحمَه، ويعلم لله فيه حقًّا واجبَا، وأنّ هذا بأعلى المنازل، ذكرَ الآخرَ الذي أعطاه الله العلمَ ولم يعطِه المال، فهو يتمنّى مالَ الأوّل ليعمَل مثلَ عمله، قال النبي : "فهو بنيّتِه، فهما في الأجر سواء"[23].

    والله لا ينظر إلى صوَرِنا وأموالِنا ولكن ينظُر إلى قلوبِنا وأعمالِنا، فكم مِن قلبٍ متَّقِد بالخيرِ حريصٍ على كلّ خير لا يمنعُه سوى عجز ماليّ أو عجز بدنيّ، والله يعلم ما انطوَت عليه قلوبُ العباد، {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21].

    أيّها المسلم

    فميادينُ الخير كثيرة وطرُق الخير عديدة، فإيّاك أن تزهدَ في القليل، فمن أعطى القليلَ أعطى الكثير، في الحديثِ يقول : "لا تحقرِنَّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طليق"[24]، وقال: "كلّ معروفٍ صدقة"[25]، وفي الحديث عنه : "أربعون خصلةً، أعلاها مَنيحة العنز، من عمل بواحدةٍ منها تصديقًا لثوابها ورجاءً لمَوعدها لأدخله الله الجنَة"[26] ، "ولا يهلِك على الله إلا هالك"[27].

    فاستبِقوا الخيراتِ، وتنافسوا في الأعمالِ الصّالحات، وربُّنا يقول وهو أصدق القائلين: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:6-8].

    بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل مرّت بكلبٍ يلهَث عند بئر، فنزلت وملأت موقَيها من الماء، فأسقَت الكلبَ، فشكر الله لها فغَفر لها، قالوا: يا رسول الله، ألنا في البهائم من أجر؟ قال: "إنّ في كلّ كبدٍ رطبة أجر"[28].

    فسارِع إلى فعل الخير، واغتنِم أيَّ عمل صالح تقدِر عليه، فلن يضيعَ عند الله شيء، أعمالٌ صالحة مدَّخرة، فاحرِص على التزوّد من صالح العمل، أسأل اللهَ أن يعينَ الجميعَ على كلّ خير، وأن يهديَنا صراطه المستقيم، وأن ييسّر لنا فعلَ الخيرات، ويعينَنا عليها فضلاً منه وكرَمًا، والله ذو الفضل العظيم.

    أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 12.08.08 16:19 عدل 2 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 17:30

    الخطبة الثانية

    الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

    أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

    أيّها المسلم

    طرُق الخير عديدة والأعمال الصّالحة كثيرة، والموفَّق من وفّقه الله لفعل الخير.

    أخي المسلم


    وعندما تعجز عن الخير، وتضعُف نفسك عنه، إمّا عجزًا أو كسلاً، فاحرِص أن تكفَّ عن النّاس أذاك، احرِص على أن يسلمَ الناس من شرّ لسانك ومن شرّ يدك، احرص أن لا تكونَ عونًا للإجرام وأهله، فالنبيّ لمّا ذكر طرقَ الخيرِ لأحدِ الصّحابة ويبدِي عندَ كلّ طريقٍ عجزَه، قال: "تمسِك عن الشّرّ، فذاك صدقة منك على نفسِك"[29]، فإذا عجزتَ عن فعل الخيرات فلا تعجَز من أن تكفَّ عن فعلِ السيئات وتمتنع من أذى المسلمين، فـ"المسلِم من سلِم المسلمون من لسانه ويدِه، والمؤمن من أمِنه الناس على دمائهم وأموالهم"[30]

    فكفُّك الأذى وامتناعُك عن الأذى وإعراضك عن إلحاقِ الضّرر بالمسلمين صدقةٌ منك على نفسك، فإمّا خيرًا تفعله، وإمّا تكفّ عن الشرّ، وتترك الناسَ وشأنَهم، وتشتغِل بما ينفعُك، وتلهو بذلك عن تتبّع عيوبِ النّاس والاشتغال بما يضرّهم أو السّعي بينهم بالنّميمة أو اغتيابهم أو رميهم بما هم برآء منه، فأمسك لسانَك عمّا لا ينفع، "وهل يكبّ الناسَ في النار على وجوهِهم ـ أو قال: ـ على مناخِرهم إلا حصائدُ ألسنتهم"[31]. وكم كلمةٍ قالت لصاحبها: دعني، وكم من كلمة أوبَقت صاحبها في عذاب الله.

    أيّها المسلم

    هذا شهرُ رجب أحدُ الأشهر الحرم، هذا الشّهر هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة:36]، وقول النبيّ: "ورجبُ مضَر الذي بين جمادَى وشعبان"[32].

    ليس لهذا الشهر خصوصيّةٌ بعمرةٍ تؤدَّى فيه، ولا بصيامِ بعض أيّامه، ولا بإحياءِ بعض لياليه، ولا بصدقةٍ لأجل الشهر، كلّ هذه الأمور لا أصلَ لها في الشّرع، فلا يشرَع لنا أن نعتقدَ أنّ عمرةً في رجب لها مميّزات عن غيرها، ولا أن نعتقدَ أن صيامَ بعضه أو كلِّه أو أحد أيامه له فضل على غيره، ولا نعتقد أنّ قيامَ بعض ليالي الشّهر أو ليلة أو كلّ لياليه لها فضل، ولا أنّ صيامَ بعض أيامه له فضل، فلا صيامَ لأيّ يوم من رجب متميّز عن غيره، ولا قيام أي ليلة من ليالي رجب متميّزة عن غيرها من الليالي، ولا عمرة في رجب، ولا صدقة في رجب. كلّ هذه الأمور لا دليلَ عليها من كتاب الله ولا من سنّة رسول الله ، ولو كان خيرًا لسبقنا إليه محمّد وصحابتُه الكرام.

    إذًا فمن خصَّ رجب بعمرةٍ فيه أو خصَّه بصيام بعضِ أيامه أو خصَّه بإحياء بعض لياليه أو خصَّه بصدقةٍ فيه زاعمًا أنّ لها فضلاً عن سائر الشهور، فنقول: هذا من البِدع التي ما أنزل الله بها مِن سلطان.

    واعلَموا ـ رحمَكم الله ـ أنّ


    أحسَنَ الحديثِ كِتاب الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمّد ، وشرّ الأمورِ محدثاتُها، وكلّ بدعةٍ ضلالَة، وعَليكم بجمَاعة المسلمين، فإنّ يدَ الله على الجماعَة، ومن شذّ شذّ في النّار.

    وصَلّوا ـ رحِمكم الله ـ عَلى نبيّكم محمّد كمَا أمرَكم بذلك ربّكم، قالَ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].

    اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك عَلى عبدِك ورَسولِك مُحمّد, وارْضَ اللهمَّ عن خلفائِه الرّاشدين...


    ---------------------

    [1] أخرجه البخاري في الإيمان، باب: أمور الإيمان (9)، ومسلم في الإيمان، باب: بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها (35) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.

    [2] أخرجه مسلم في الطهارة (233) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

    [3] أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة، باب: الصلوات الخمس كفارة (528)، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا (667) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.

    [4] أخرجه البخاري في الإيمان، باب: صوم رمضان احتسابا من الإيمان (38)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (760) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [5] أخرجه البخاري في الإيمان، باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان (37)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (759) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [6] أخرجه البخاري في التوحيد، باب: قول الله تعالى: يريدون أن يبدلوا كلام الله (7492)، ومسلم في الصيام، باب: فضل الصيام (1151) عن أبي هريرة، وعند مسلم: عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.

    [7] أخرجه البخاري في الحج، باب: قول الله تعالى: فلا رفث (1819)، ومسلم في الحج، باب: في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (1350) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [8] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان (720) عن أبي ذر بنحوه.

    [9] أخرجه البخاري في الأدب، باب: من بسط له في الرزق بصلة الرحم (5986)، ومسلم في البر والصلة، باب: صلة الرحم (2557) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

    [10] أخرجه البخاري في المظالم، باب: لا يظلم المسلم المسلم (2442)، ومسلم في البر والصلة، باب تحريم الظلم (2580) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه.

    [11] أخرجه مسلم في الزكاة، باب: أن اسم الصدقة يقع على كل نوع (1006) عن أبي ذر رضي الله عنه نحوه.

    [12] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: التحريض على الصدقة والشفاعة فيها (1432)، ومسلم في البر والصلة، باب: استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام (2627) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

    [13] أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: فضل الإحسان إلى البنات (2631) عن أنس رضي الله عنه بنحوه.

    [14] أخرجه البخاري في الأدب، باب: فضل من يعول يتيما (6005) عن سهل بن سعد رضي الله عنه، ومسلم في الزهد والرقائق، باب: الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم (2983) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [15] أخرجه البخاري في الإيمان، باب: ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة (54)، ومسلم في الوصية، باب: الوصية بالثلث ( 1628) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

    [16] أخرجه مسلم في الزكاة، باب: فضل النفقة على العيال والمملوك (994) عن ثوبان رضي الله عنه بنحوه.

    [17] أخرجه مسلم في والوصية، باب: ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته (1631) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [18] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: الصدقة من كسب طيب (1410)، ومسلم في الزكاة، باب: قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها (1014) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [19] أخرجه البخاري في الجهاد، باب: من أخذ بالركاب ونحوه (2989)، ومسلم في الزكاة، باب: أن اسم الصدقة يقع على كل نوع (1009) واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [20] أخرجه البخاري في الجهاد، باب: من أخذ بالركاب ونحوه (2989)، ومسلم في الزكاة، باب: أن اسم الصدقة يقع على كل نوع (1009) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [21] أخرجه البخاري في العتق، باب: أي الرقاب أفضل؟ (2518)، ومسلم في الإيمان، باب: بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الإعمال (84) عن أبي ذر رضي الله عنه.

    [22] أخرجه البخاري في الجهاد والسير، باب: من حبسه العذر عن الغزو (2839) عن أنس رضي الله عنه، ومسلم في الإمارة، باب: ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر (1911) عن جابر رضي الله عنه.

    [23] أخرجه أحمد (4/230، 231)، والترمذي في الزهد، باب: ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر (2325)، وابن ماجه في الزهد، باب: النية (4228) من حديث أبي كبشة الأنصاري رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وهو في صحيح سنن الترمذي (1894).

    [24] أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء (2626) عن أبي ذر رضي الله عنه.

    [25] أخرجه البخاري في الأدب، باب: كل معروف صدقة (6021) عن جابر رضي الله عنه، ومسلم في الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع (1005) عن حذيفة رضي الله عنه.

    [26] أخرجه البخاري في الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب فضل المنيحة (2631) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

    [27] أخرجه مسلم في الإيمان، باب: إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة (131) عن ابن عباس رضي الله عنهما.

    [28] أخرجه البخاري في المساقاة، باب: فضل سقي الماء (2363)، ومسلم في السلام، باب: فضل سقي البهائم المحترمة وإطعامها (2244) عن أبي هريرة رضي الله عنه، لكن فيه أن رجلا بينا يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش... أما قصة البغي فليس قول النبي : ((إنّ في كلّ كبدٍ رطبة أجر))، وقد أخرجها البخاري في أحاديث الأنبياء (3467)، ومسلم في السلام (2245) من حديث أبي هريرة أيضا.

    [29] أخرجه البخاري في العتق (2518)، ومسلم في الإيمان (84) عن أبي ذر رضي الله عنه بنحوه.

    [30] أخرجه أحمد (2/379)، والترمذي في الإيمان (2627)، والنسائي في الإيمان (4995) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (180)، والحاكم (22)، وهو في صحيح سنن الترمذي (2118)، والجزء الأول منه في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو وأبي موسى وجابر رضي الله عنهم.

    [31] أخرجه أحمد (5/231)، والترمذي في الإيمان، باب: ما جاء في حرمة الصلاة (2616)، وابن ماجه في الفتن، باب: كف اللسان في الفتنة (3973) من حديث معاذ رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه الحاكم (2/447)، والألباني في صحيح سنن الترمذي (2110).

    [32] أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب: ما جاء في سبع أرضين (3197)، ومسلم في القسامة، باب: تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال (1679) عن أبي بكرة رضي الله عنه.


    منقول من هنـــــــــــــــا


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 12.08.08 16:21 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 17:34

    من بدع رجب
    للشيخ بن عثيمين رحمه الله

    الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فبيّن الحق وأوضحه وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين..

    أما بعد

    فإننا أيها المسلمون في شهر رجب أحد الأشهر الأربعة الحرم التي قال الله فيها ) مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )(التوبة: من الآية36) فلا تظلموا فيهن أنفسكم والتي حرّم الله تعالى فيها القتال إلا مدافعةً عن النفس هذه الأشهر التي أحدها رجب

    ليست مخصوصةً بشيءٍ معينٍ من العبادات إلا شهر المحرم فإن فيه فضلًا صيامه وشهر ذي الحجة فإن فيه أداءً النسك

    أما رجب فإنه فلم يرد في تخصيصه بصيامٍ ولا قيام لم يرد حديثٌ صحيحٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم كل الأحاديث الواردة في فضل الصلاة في رجب أو في فضل الصيام في رجب كلها أحاديث ضعيفة جداً بل قد قال بعض العلماء إنها موضوعةٌ ومكذوبةٌ على النبي صلى الله عليه وسلم

    فلا يحل لأحد أن يعتمد على هذه الأحاديث الضعيفة بل التي قيل إنها موضوعة لا يحل لأحد أن يعتمد عليها فيخص رجب بصيامٍ أو صلاة؟ لأن ذلك بدعة وقد النبي صلى الله عليه وسلم (كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار)

    ولقد سمعت أن بعض الأخوة الوافدين إلى بلادنا صاموا يوم أمس لأنه أول يومٍ من رجب وهؤلاء قد يكونون معذورين لكون هذا معروفاً عندهم في بلادهم ولكنني أقول لهم إن هذا بدعة وإنه لا يجوز لأحدٍ أن يخصّص زماناً أو مكاناً بعبادة لم يخصّصها الله ورسوله بها لأن نحن متعبدون بشريعة الله لا بأهوائنا ولا بميولنا وعواطفنا إن الواجب علينا أن نقول سمعنا وأطعنا نفعل ما أمر الله به ونترك ما نهى الله عنه ولا نشرّع لأنفسنا عباداتٍ لم يشرعها الله ورسوله إنني أقول لكم مبيناً الحق إن شهر رجب ليس له صلاةٌ تخصه لا في أول ليلة جمعة منه وليس له صيامٌ يخصه في أول يومٍ منه ولا في بقية الأيام وإنما هو كباقي الشهور فيما يتعلق بالعبادات وإن كان هو أحد الأشهر الأربعة الحرم

    وأنسوا ما قيل فيه من الأحاديث الضعيفة ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل شهر رجب: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ولكن هذا أيها الأخوة وأسمعوا ما أقول هذا حديثٌ ضعيفٌ منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء لأنه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما قلته لكم لأنه يوجد في بعض أحاديث الوعظ يوجد هذا الحديث فيها ولكنه حديثٌ لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم


    أيها المسلمون

    إن في ما جاء في كتاب الله وفي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة كفايةً عما جاء في أحاديث ضعيفة أو موضوعةٍ مكذوبةٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الإنسان إذا تعبّد لله بما ثبت أنه من شرع الله فقد عبد الله على بصيرة يرجو ثواب الله ويخشى عقابه

    اللهم إنا نسألك أن ترزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً ورزقاً طيباً واسعاً وذريةً طيبةً يا رب العالمين اللهم علّمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..

    منقول من هنــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما يخص شهر رجب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 18:35


    محبتي لكم وحرصي على نفع اخوتي والدعوة الى الله ونشر الخير بين الناس

    اهديكم هذه الروابط التي جمعتها لكم

    بدع في شهر رجب
    للشيخ عبدالعزيز بن باز .

    =========================================
    أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات
    عباس رحيم
    ========================================
    هل لشهر رجب مزية على غيره ؟
    عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


    ========================================

    عتيرة رجب مـا لـهـا ومـا عـلـيـهـا
    د/ خالد سعد النجار

    =======================================
    أحاديث صوم رجب ضعيفة ولا أصل لها
    الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد

    ========================================
    حكم تخصيص رجب بالصيام والاعتكاف والصمت فيه
    شيخ الإسلام أحمد بن تيمية

    ==========================================

    إفراد شهر رجب بعبادة أو خصوصية
    الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان

    ========================================

    حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

    =========================================
    العَجَبْ مما أَحْدَثَ النَّاسُ في رَجَبْ
    -خالد بن أحمد بابطين

    ========================================

    حول شهر رجب
    فضائل شهر رجب في الميزان
    فيصل بن علي البعداني


    ============================================

    البدع في رجب -

    عبد العزيز آل الشيخ
    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=6679

    ==============================================

    بدع رجب

    -سعيد عبد الباري بن عوض
    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=4599

    ==============================================

    الإسراء والمعراج

    -عاصم حكيم
    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=1165

    ==============================================

    التحذير من البدع / بدع شهر رجب -

    حسين آل الشيخ
    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...sp?mediaURL=775

    ==============================================

    وقفات مع الإسراء والمعراج
    عبدالمحسن القاضي
    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=1471

    ===============================================

    حكم الاحتفال بعيد رجب

    حسين بن محفوظ
    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=2628

    ===============================================

    اتبعوا ولا تبتدعوا / بدع شهر رجب

    سعود الشريم
    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=2932

    ================================================

    التمسك بالسنة . . تفريط الأمة / التحذير من بدع رجب

    عبد الرحمن السديس إمام الحرم

    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=3666

    ================================================

    الموت والتحذير من بدع رجب (

    حسين آل الشيخ )
    http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=5006

    ==============================================

    البداية الفلكية لشهور: رجب وشعبان ورمضان وشوال سنة1424هـ
    عبد الله بن سليمان بن منيع
    http://www.islamtoday.net/articles/...d=73&artid=2697

    ==============================================

    حرمة شهر رجب

    محمد بن صالح العثيمين
    http://www.islamway.com/bindex.php?...8&scholar_id=50

    ===============================================

    ما حكم تخصيص شهر رجب وشعبان بعمرة أو صيام ؟

    محمد بن صالح العثيمين
    http://www.islamway.com/bindex.php?...a&fatwa_id=2569

    ================================================

    هل يصح لخطباء الجُمع أن يذكروا الإسراء والمعراج في شهر رجب ؟

    محمد بن صالح العثيمين

    http://www.islamway.com/bindex.php?...a&fatwa_id=2905

    ===============================================

    صلاة التطوع في جماعة (مِنْ أَوَّلِ رَجَبٍ إلَى آخِرِ رَمَضَانَ ) –


    شيخ الاسلام ابن تيمية
    http://ibntaimiah.al-islam.com/Disp...br /> ###

    ==============================================

    شهر رجب
    المصدر/المؤلف: موقع الإسلام سؤال وجواب
    موقع كلمات :: كلمــة الأسبــوع

    ==============================================

    البدع المحدثة في شهر رجب
    Yuku Find - Community Find

    ===============================================

    شهر رجب
    Yuku Find - Community Find

    ==============================================

    زمن الإسراء، والأقوال فيه:
    الملف العلمي

    ==============================================

    شهر رجب
    Q8us.com - Hardcore *** Resources and Information. This website is for sale!

    ==============================================

    بين رجب وشعبان

    محمد بن سعد الشويعر
    بين رجب وشعبان(1 2)

    ============================================

    الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

    شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله-
    الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله)
    http://www.quransite.com/modules.ph...article&sid=177

    ===========================================

    هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر عمرة في شهر رجب؟
    عبد العزيز بن باز
    http://www.mknon.net/dawaamj/daawaftw/dawaft1664.htm

    =================================================

    بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان:المنهج - موقع الشيخ عثمان الخميس

    ================================================

    بدعة صلاة الرغائب في رجب:
    المنهج - موقع الشيخ عثمان الخميس

    ==================================================

    المحدثات في رجب -

    إبراهيم بن عبد العزيز
    http://www.asunnah.net/islamiat/par...it.php?file=194

    =================================================

    ليلة الإسراء والمعراج -

    الشيخ عبد العزيز بن باز
    الأثري نت - الموقع الرسمي لفضلية الشيخ محمد الحمود النجدي - الرئــيـسيـــــة

    ==================================================

    لاتنسوا الدعاء لاخيكم
    فيصل خريش


    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: ما يخص شهر رجب

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 12.08.08 9:17



    تنبيهات حول شهر رجب




    إبراهيم الحدادي

    TD< tr>


    قال الله-تعالى- : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار) ، والاختيار هو الاصطفاء.
    ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض ، وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى :
    {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }التوبة36 .
    وجاءت السُنة بذكر أسماءها :
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)) رواه البخاري ومسلم .
    وللأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر الحرم قال تعالى :
    ( يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ) .
    أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها فالنهي يشمل فعل القبيح ويشمل اعتقاده .
    وقال تعالى: ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) أي في هذه الأشهر المحرمة .
    فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديرا لما لها من حرمة ، ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله ؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه - أي ظلم النفس ويشمل المعاصي - يحرم في جميع الشهور .

    من البدع المحدثة في شهر رجب
    1— الصوم في رجب :
    لم يصح في فضل الصوم في رجب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه .
    وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور ، من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم ، وقد كان عمر رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية .
    قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:
    " لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا في صيام شئ منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة...والأحاديث الصريحة الواردة..تنقسم إلى قسمين: ضعيف وموضوع " !! ،
    وقد جمع-رحمه الله-الضعيف فكان 11 حديث ، والموضوع 21 حديث !!
    قال الإمام ابن القيم : " ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سردا ( أي رجب وشعبان ورمضان ) كما يفعله بعض الناس ولا صام رجبا قط ولا استحب صيامه " .
    وفي فتاوى اللجنة الدائمة : " أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في الشرع" .

    2- العمرة في رجب :

    لم تدل الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معيّن .

    قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه : أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع والحوادث وهو أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر غير ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ، ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة أو لأنّه تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك .

    3- صلاة الرغائب :
    وهذه الصلاة اختلقها بعض الكذابين وهي تقام في أول ليلة من رجب . قال عنها الإمام النووى: " هى بدعة قبيحة منكرة أشد إنكار، مشتملة على منكرات، فيتعين تركها والإعراض عنها، وإنكارها على فاعلها " ،
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين كمالك والشافعي وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي والليث وغيرهم والحديث المروي فيها كذب بإجماع لأهل المعرفة بالحديث . ا.هـ
    4-الاجتماع والاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين من رجب :
    لم يقم دليل على تعيين ليلته، ولا على شهره ، ولكن أختلف فى ذلك إختلافاً كبيراً والحقيقة مجهولة فوجب الإمساك عن التعيين . " ولم يأت فى الأحاديث الصحيحة تعيين هذه الليلة. فكل ما ورد فى تعينها غير صحيح ولا أصل له " - البداية والنهاية لابن كثير(2/107)، مجموع الفتاوى(25/298)-
    وتخصيص تلك الليلة بزيادة عبادة كقيام ليل أو صيام نهار ، أو ما يظهر فيها من الفرح والغبطة ، وما يقام من احتفالات تصاحبها المحرمات الصريحة كالاختلاط والأغاني والموسيقى وهذا كله لا يجوز في العيدين الشرعيين فضلا عن الأعياد المبتدعة ، أضف إلى ذلك أن هذا التاريخ لم يثبت جزما وقع الحادثة فيه ، ولو ثبت فلا يعد ذلك شرعا مبررا للاحتفال فيه لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم ولا عن السلف .
    5- تخصيص زيارة المقابر في رجب وهذه بدعة محدثة أيضا فالزيارة تكون في أي وقت من العام،
    6- تخصيص رجب بذبيحة وما شابهه :
    فقد كان أهل الجاهلية يخصونه بالذبح فنهاهم النبىصلى الله عليه وسلم ،
    قال الإمام ابن رجب: " ويشبه الذبح فى رجب اتخاذه موسماً وعيداً "

    E فنخلص أن المشروع والمطلوب فى هذا الشهر :
    ترك ظلم النفس والغير، وهو يقتضى الانكباب على الطاعات والاستزاده من فعل الخيرات وترك المحرمات والمنهيات، أى: التوبة النصوح والرجوع إلى الله والاستعداد لشهر رمضان لكى تكون من الفائزين فيه ومن عتقاء ليلة القدر ، فاستعد من الآن ودرب قلبك وبدنك على العبادة والطاعة والإنقياد والخضوع لله وأوامره .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
    * ملحوظة هذه التنبيها تصلح للنشر والتوزيع فهي صغيرة الحجم



      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 13:19