( سبع قواعد منهجية باطلة )
يردها فضيلة الشيخ : زيد المدخلي
-حفظه الله تعالى-
س : ... عندنا بعض الأسئلة إذا تفضلتم – حفظكم الله – بالإجابة عليها
وهي عبارة عن قواعد نريد طرحها عليكم كي تبينوا لنا وجه الصواب فيها :
القاعدة الأولى تقول : ( نصحح ولا نجرح )
فما هو قولكم بارك الله فيكم في هذه القاعدة ؟... هذه القاعدة ليست من قواعد العلماء الربانيين الذين يعتد بعلمهم
وإنما قواعد العلماء العارفين بشرع الله المطهر سابقًا ولا حقًا ( التصحيح لما يستحق التصحيح والتعديل لمن هو أهل للتعديل والتجريح لمن يستحق التجريح على ضوء القواعد المتعلقة بهذا الموضوع الخطير )
وعلى هذا مشى أهل السنة والجماعة ، السلف الصالح وأتباعهم إلى يوم الدين
وما كتب الجرح والتعديل عن الأذهان ببعيد وهذه القاعدة فيها تلبيس على من قل نصيبه من العلم الشرعي ووسائله ...
القاعدة الثانية تقول : ( إذا حكمت حوكمت وإذا دعوت أجرت )
فما هو تعليقكم على هذا الكلام ؟
قوله : ( إذا حكمت حوكمت ) :
هذه أيضًا قاعدة خاطئة باطلة قد يكون المراد منها الترهيب لمن يتصدى لرد الخطأ وبيانه للناسبأن لا يرتكس فيه من يجهلهوترهيب لمن ينصر السنة وينشرها وحقًا إنه لا يتم نصر السنة ونشرها على الوجه الأكمل إلا بدحض البدع التي تحارب السنن وتريد أن تحل محلها ...
وأما قوله : ( وإذا دعوت أجرت ) :
فكلام حق إذا كانت الدعوة على منهاج الرسل الكرام والأنبياء العظام وأتباعهم من الأئمة السلفيين الأعلام
أما إذا كانت الدعوة إلى خطوط التيه والانحراف فأنى يكون فيها الأجر بل هي وزر يحمله صاحبه ..
القاعدة الثالثة تقول : ( يجوز التخطئة ويحرم الطعن )
ومثل لها فقال :( لماذا لا يلام الإمام أحمد رحمه الله في تكفيره لتارك الصلاة ويلام سيد قطب إذا صدر منه بعض العبارات ... ) فما هو تعليق فضيلتكم حفظكم الله
هذه القاعدة وما فيها من المراوغة والتلبيس وبذر الشكوك في فقه إمام أهل السنة أحمد بن محمد بن حبل الشيباني
الذي أعز الله به السنة مدة حياته لا سيما يوم المحنة المشهور لدى طلاب العلم كسابقتها قاعدة محدثة مبتكرة
فإن الخطأ يجب أن يصحح وأما الطعن فلا بد فيه من التفصيل : فطعن الأبرياء يحرمولا يجوز لأحد أن يطعن في الأبرياء لا بتجريحهم ولا بتخطأتهم ولا بالحط من أقدارهم
وأما المدان الذي يقع في الخطأ ويبين له فيصر عليه والذي يقع في البدعة وينصرها وينشرها ويدافع عنها وتقام عليه الحجة بأدلة الكتاب والسنة ثم هو يراوغ أو يمانع فهذا ينبغي أن يبين حاله ، وأن ينشر خطأه ، وأن يحذر الناس منه فهو من دعاة السوء والضلالة لا من دعاة الخير والإصلاح
وأما الاستدلال بأن الإمام أحمد رحمه الله كفر في بعض فتاواه تارك الصلاة ...فمعه أدلته التي يتفق معه فيها المحققون من أهل العلم عليها استنادًا إلى نصوص من كتاب الله عز وجلجــاء الحكم فيها بكفر تارك الصلاة بدون تفصيل سواء كان الترك بالجحد لوجوبها أو كان الترك تكاسلاً وتساهلاً وتهاونًا بحقها ...فالإمام أحمد رحمه الله من أهل الاجتهاد يملك مقومات الاجتهاد ومسوغاته فإن أصاب فيما أفتى به وقرره وقعده فله الأجر مرتين
وإن أخطأ فخطأه معفوٌ عنه فيه وله أجر فهو بين أجر وأجرين والخطأ واللوم مرفوع عنه بنص الكتاب والسنة
أما من لم يعرف بالعلم الشرعي وبلوغ رتبة الاجتهاد فيه كسيد قطب ومن كان في مستواه وعلى نهجه وشاكلته
فهذا لا يقال فيه إن اجتهد فأخطأ فهو مأجور ومعذور لأنه لا يصنف مع العلماء المجتهدين الذين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر وخطأهم معفوٌ عنه فيه فقد وقع رحمه الله في ضلالات وارتكس في خطأ وفي بدع متعددة ومتنوعة ينقدها طلاب العلم الذين من خلقهم الإنصاف ...فلا يقال في أخطاء وضلالات سيد قطب
أنها اجتهادات مقبولة أو معقولة بل مردودة مرفوضة ولا يجوز أن يقارن سيد قطب الموصوف بالجهل عند من حسنوا به الظن بالإمام أحمد الذي أجمعت الأمة على إمامته وشهد العدول بغزارة علمه وسلامة عقيدته ومنهجه ...
القاعدة الرابعة تقول :
( قضايا العقيدة تنتهي بكلمة وكلمتين وثلاث لماذا ؟ لأنها تقعد وتأصل وليست محلاً للاجتهاد )
العقيدة الإسلامية السلفية هي أصل الدين وقاعدته
وأنتم تعرفون - بارك الله فيكم – بأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى تصحيح الاعتقاد ثلاث عشرة سنة
لم يدعُ معها إلى غيرها بأمر ربه وهذا هو الزمن المكي ثم أيضًا لم يترك الدعوة إلى تصحيح الاعتقاد طيلة حياته ... وحمل لواءها من بعده أصحابه الكرام وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الأمناء والعلماء الأعلام ومن تبعهم من علماء الإسلام فكيف يقال إنها تنتهي بكلمة أو كلمتين ... العقيدة هي الأساس ... فكونها تنتهي بكلمة أو كلمتين هذه قاعدة ما عرفناها عن السلف الصالح الذين كانوا يهتمون بشأن العقيدة وهكذا أتباعهم إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين
ونعوذ بالله من التثبيط عن التفقه في أصول الدين
القاعدة الخامسة قوله : ( بعد عشر سنوات لا نحتاج إلى دراسة كتب العقيدة مثل الطحاوية والواسطية والحموية والتدمرية (( وجوهرة التوحيد )) فما قول فضيلتكم في هذا ؟
أقول وأعوذ بالله من اللغو في القول
هذا قول باطل فيه صد للناس عن هذه الكتب الثمينة
فإن كان من قاله جاهلاً فقد ظلم نفسه وإن كان عنده شيء من العلم فإن علمه ما نفعه أما أهل السنة والجماعة وأتباعهم فإنهم يرشدون الناس إلى التوسع في دراسة كتب العقيدة بصفة دائمة مستمرة لأنها هي الأساس وكم من آيات قرآنية في كتاب الله عز وجل من القرآن المكي والقرآن المدني نزلت في تبيان العقيدة وإيضاحها ...
كتب العقيدة هي زبدة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لأحد أن يُهوّن من شأنها ولا يجوز لأحد أن يصد الناس عن التوسع في العقيدة وتتبع الكتب التي دونت في إيضاحها وتبيانها ... ونحن نبحث في العقيدة وتفاصيلها
وفيما يؤيدها وينصرها وبيان ما يناوئها على اختلاف أنواعه ما استطعنا أن نحيط بذلك على وجه الكمال ولكن الشأن كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم لنا ( سددوا وقاربوا وأبشروا )
فهذه القواعد – بارك الله فيكم - التي ذكرتموها قواعد باطلة وصاحبها يجهل العلوم الشرعية ... ولا ينبغي لطالب علم أن يأخذ عنه العلم ولا يجوز أن يسمع منه العلم إذا كانت هذه قواعده وما أشبهها
وأما جوهرة التوحيد فإن إدراجه لها مع كتب أئمة السلف خطأ الباعث عليه أما الجهل المركب وإما الخداع المضلل ... وكلاهما شر
القاعدة السادسة قوله :
( لا أعلم أحدًا على وجه الأرض تكلم في قضايا المنهاج بمثل ما تكلم بها سيد قطب )
فسئل عن قوله هذا ( كلمة المنهاج ) فقال : أنا أقصد بها قضايا التغيير يعني الانتخابات والاغتيالات والمظاهرات
وقال : أقصد في زمانه أي في الخمسينيات ... فما هو تعليق فضيلتكم على هذه المقالة ؟
هذه المقالة يا أخي تدل على تعصب قائلها لفكر سيد قطب رحمه الله الذي أخطأ في كثير من مقالاته التي ملئت الدنيا ... وكم فيها من بدع وأخطاء وضلال ولعلكم تعلمون أن الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله تتبع كتابًا واحدًا من كتب سيد وهو: ( الظلال ) فخطأه في مئة وإحدى وثمانين مسألة منها ما يتعلق بالاعتقاد ومنها ما يتعلق بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها ما يتعلق بمنهج الجهاد والدعوة ومنها ما يتعلق بشأن التكفير
فقول هذا القائل بأنه لم يوضح أحدٌ من الناس العقيدة والمنهج إلا سيد قطب قول باطل ومغالطة منكرة ينمان عن تعصبه لما قرره وقعده سيد قطب من الأخطاء والبدع والضلالاتفاحذروا هذا الفكر ...
القاعدة السابعة قوله : ( إن من الإنصاف عند تنزيل الأحكام على الأعيان وفي مجال الترجمة للأشخاص أن نرى حسنات المخالف وسيئات الموافق من أهل المنهج الواحد ومن العمى والإجحاف ألا نرى للمخالف حسنة ولا للموافق سيئة )
فما قول فضيلتكم في هذه العبارة حفظكم الله ورعاكم ؟
قضية الموازنات – بارك الله فيكم –
قال بها هذا الرجل الذي قعد هذه القواعد الخاطئة وقال بها غيره ممن هو على شاكلته
قالوا :إنه لا بد من الموازنة أي : أنك إذا ذكرت أخطاء شخص أو بدعه وضلالهفإنه من الإنصاف ومن العدل أن تذكر محاسنه وهذه دعوة مبتكرة ما عرفت في نصوص الكتاب والسنة ولا عن سلف الأمة فكم في القرآن الكريم من آيات ذكرت مساوئ المنحرفين ولم تذكر بجانبها شيئًا من حسناتهم لأن الغرض إنما هو بيان الخطأ والضلال والبدعة فطريقة أهل العلم الذين رسخت أقدامهم في العلم بيان الخطأ ... يقتصرون على ذلك وكم من نصوص في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها الاقتصار على بيان الخطأ ممن له حسنات لا يستطاع حصرهاولكن ليس الغرض هو المدح والثناء على أصحاب البدع عند الرد عليهم ...
فهذه مغالطة لأنك إذا ذكرت بدعة المبتدع وأدحضتها بنصوص الكتاب والسنة ثم ذكرت محاسنه من إسلام وإ يمان وصدقة وصوم وحج ونحو ذلك فهذه تعتبر دعاية للناس ليقبلوا منه فلا يردوا عليه ولا يعاملوه معاملة المبتدعين الذين عاملهم السلف الصالح بالبغض بقدر بدعتهم وأخطائهم وهجرهم ...
إذن : قضية الموازنات هذه قضية باطلة ودعوى لا يستند أصحابها على دليل يجوز الاستدلال به
وأما القائلون بعدم الموازنات فإنهم يملكون الأدلة الكثيرة من كتاب الله عز وجل وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح ما لا يعد ولا يحصى
وفي الأيام الماضية وقعت في يدي ورقات من مجلة تسمى ( مجلة البصائر ) فوجدت فيها عنوانًا هكذا ( فقدان العدل ونسيان الإنصاف ) بقلم عدنان آل عرعوراورد تحت هذا العنوان بعض الآيات التي يستدل بها كل منادي بمنهج وجوب الموازنات ... من تلكم الآيات قول الله عز وجل : ( ولا تبخسوا الناس أشيائهم )ومنها قوله عز وجل : ( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤديه إليك ) ومنها قوله عز وجل : ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) ويظن ... أنه يستفاد من هذه النصوص أن الله أمرنا بالعدل والإنصافوحرم علينا الظلم والإجحاف مع كل قريب وبعيد وعدو وصديق هذا فقهه من هذه النصوص هو ومن كان على شاكلته ولا شك أنهم يريدون من هذا الاستدلال والتعليل أن من رد على صاحب بدعة وهوى وانحراف وخطأ أن يعد محاسنه حتى لا يُظلم ...
وأقول :
إن هذا الابتكار لهذا المنهج يعارض نصوص الكتاب والسنة بفهم العلماء السابقين واللاحقين السائرين على الحق المبين من هذه الأمة ... هذا ما استطعت أن أقوله فأحمد الله وأشكره على الصواب وأستغفره من الخطأ
الجزء الأول من العقد المنضد الجديد في الإجابة عن مسائل في الفقه والمنهاج والتوحيد( باختصار )
أجاب عليها فضيلة الشيخ / زيد بن محمد بن هادي المدخلي، جمعها وأعدها / فواز بن علي المدخلي
نقلته لكم من هنا
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=168
يردها فضيلة الشيخ : زيد المدخلي
-حفظه الله تعالى-
س : ... عندنا بعض الأسئلة إذا تفضلتم – حفظكم الله – بالإجابة عليها
وهي عبارة عن قواعد نريد طرحها عليكم كي تبينوا لنا وجه الصواب فيها :
القاعدة الأولى تقول : ( نصحح ولا نجرح )
فما هو قولكم بارك الله فيكم في هذه القاعدة ؟... هذه القاعدة ليست من قواعد العلماء الربانيين الذين يعتد بعلمهم
وإنما قواعد العلماء العارفين بشرع الله المطهر سابقًا ولا حقًا ( التصحيح لما يستحق التصحيح والتعديل لمن هو أهل للتعديل والتجريح لمن يستحق التجريح على ضوء القواعد المتعلقة بهذا الموضوع الخطير )
وعلى هذا مشى أهل السنة والجماعة ، السلف الصالح وأتباعهم إلى يوم الدين
وما كتب الجرح والتعديل عن الأذهان ببعيد وهذه القاعدة فيها تلبيس على من قل نصيبه من العلم الشرعي ووسائله ...
القاعدة الثانية تقول : ( إذا حكمت حوكمت وإذا دعوت أجرت )
فما هو تعليقكم على هذا الكلام ؟
قوله : ( إذا حكمت حوكمت ) :
هذه أيضًا قاعدة خاطئة باطلة قد يكون المراد منها الترهيب لمن يتصدى لرد الخطأ وبيانه للناسبأن لا يرتكس فيه من يجهلهوترهيب لمن ينصر السنة وينشرها وحقًا إنه لا يتم نصر السنة ونشرها على الوجه الأكمل إلا بدحض البدع التي تحارب السنن وتريد أن تحل محلها ...
وأما قوله : ( وإذا دعوت أجرت ) :
فكلام حق إذا كانت الدعوة على منهاج الرسل الكرام والأنبياء العظام وأتباعهم من الأئمة السلفيين الأعلام
أما إذا كانت الدعوة إلى خطوط التيه والانحراف فأنى يكون فيها الأجر بل هي وزر يحمله صاحبه ..
القاعدة الثالثة تقول : ( يجوز التخطئة ويحرم الطعن )
ومثل لها فقال :( لماذا لا يلام الإمام أحمد رحمه الله في تكفيره لتارك الصلاة ويلام سيد قطب إذا صدر منه بعض العبارات ... ) فما هو تعليق فضيلتكم حفظكم الله
هذه القاعدة وما فيها من المراوغة والتلبيس وبذر الشكوك في فقه إمام أهل السنة أحمد بن محمد بن حبل الشيباني
الذي أعز الله به السنة مدة حياته لا سيما يوم المحنة المشهور لدى طلاب العلم كسابقتها قاعدة محدثة مبتكرة
فإن الخطأ يجب أن يصحح وأما الطعن فلا بد فيه من التفصيل : فطعن الأبرياء يحرمولا يجوز لأحد أن يطعن في الأبرياء لا بتجريحهم ولا بتخطأتهم ولا بالحط من أقدارهم
وأما المدان الذي يقع في الخطأ ويبين له فيصر عليه والذي يقع في البدعة وينصرها وينشرها ويدافع عنها وتقام عليه الحجة بأدلة الكتاب والسنة ثم هو يراوغ أو يمانع فهذا ينبغي أن يبين حاله ، وأن ينشر خطأه ، وأن يحذر الناس منه فهو من دعاة السوء والضلالة لا من دعاة الخير والإصلاح
وأما الاستدلال بأن الإمام أحمد رحمه الله كفر في بعض فتاواه تارك الصلاة ...فمعه أدلته التي يتفق معه فيها المحققون من أهل العلم عليها استنادًا إلى نصوص من كتاب الله عز وجلجــاء الحكم فيها بكفر تارك الصلاة بدون تفصيل سواء كان الترك بالجحد لوجوبها أو كان الترك تكاسلاً وتساهلاً وتهاونًا بحقها ...فالإمام أحمد رحمه الله من أهل الاجتهاد يملك مقومات الاجتهاد ومسوغاته فإن أصاب فيما أفتى به وقرره وقعده فله الأجر مرتين
وإن أخطأ فخطأه معفوٌ عنه فيه وله أجر فهو بين أجر وأجرين والخطأ واللوم مرفوع عنه بنص الكتاب والسنة
أما من لم يعرف بالعلم الشرعي وبلوغ رتبة الاجتهاد فيه كسيد قطب ومن كان في مستواه وعلى نهجه وشاكلته
فهذا لا يقال فيه إن اجتهد فأخطأ فهو مأجور ومعذور لأنه لا يصنف مع العلماء المجتهدين الذين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر وخطأهم معفوٌ عنه فيه فقد وقع رحمه الله في ضلالات وارتكس في خطأ وفي بدع متعددة ومتنوعة ينقدها طلاب العلم الذين من خلقهم الإنصاف ...فلا يقال في أخطاء وضلالات سيد قطب
أنها اجتهادات مقبولة أو معقولة بل مردودة مرفوضة ولا يجوز أن يقارن سيد قطب الموصوف بالجهل عند من حسنوا به الظن بالإمام أحمد الذي أجمعت الأمة على إمامته وشهد العدول بغزارة علمه وسلامة عقيدته ومنهجه ...
القاعدة الرابعة تقول :
( قضايا العقيدة تنتهي بكلمة وكلمتين وثلاث لماذا ؟ لأنها تقعد وتأصل وليست محلاً للاجتهاد )
العقيدة الإسلامية السلفية هي أصل الدين وقاعدته
وأنتم تعرفون - بارك الله فيكم – بأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى تصحيح الاعتقاد ثلاث عشرة سنة
لم يدعُ معها إلى غيرها بأمر ربه وهذا هو الزمن المكي ثم أيضًا لم يترك الدعوة إلى تصحيح الاعتقاد طيلة حياته ... وحمل لواءها من بعده أصحابه الكرام وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الأمناء والعلماء الأعلام ومن تبعهم من علماء الإسلام فكيف يقال إنها تنتهي بكلمة أو كلمتين ... العقيدة هي الأساس ... فكونها تنتهي بكلمة أو كلمتين هذه قاعدة ما عرفناها عن السلف الصالح الذين كانوا يهتمون بشأن العقيدة وهكذا أتباعهم إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين
ونعوذ بالله من التثبيط عن التفقه في أصول الدين
القاعدة الخامسة قوله : ( بعد عشر سنوات لا نحتاج إلى دراسة كتب العقيدة مثل الطحاوية والواسطية والحموية والتدمرية (( وجوهرة التوحيد )) فما قول فضيلتكم في هذا ؟
أقول وأعوذ بالله من اللغو في القول
هذا قول باطل فيه صد للناس عن هذه الكتب الثمينة
فإن كان من قاله جاهلاً فقد ظلم نفسه وإن كان عنده شيء من العلم فإن علمه ما نفعه أما أهل السنة والجماعة وأتباعهم فإنهم يرشدون الناس إلى التوسع في دراسة كتب العقيدة بصفة دائمة مستمرة لأنها هي الأساس وكم من آيات قرآنية في كتاب الله عز وجل من القرآن المكي والقرآن المدني نزلت في تبيان العقيدة وإيضاحها ...
كتب العقيدة هي زبدة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لأحد أن يُهوّن من شأنها ولا يجوز لأحد أن يصد الناس عن التوسع في العقيدة وتتبع الكتب التي دونت في إيضاحها وتبيانها ... ونحن نبحث في العقيدة وتفاصيلها
وفيما يؤيدها وينصرها وبيان ما يناوئها على اختلاف أنواعه ما استطعنا أن نحيط بذلك على وجه الكمال ولكن الشأن كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم لنا ( سددوا وقاربوا وأبشروا )
فهذه القواعد – بارك الله فيكم - التي ذكرتموها قواعد باطلة وصاحبها يجهل العلوم الشرعية ... ولا ينبغي لطالب علم أن يأخذ عنه العلم ولا يجوز أن يسمع منه العلم إذا كانت هذه قواعده وما أشبهها
وأما جوهرة التوحيد فإن إدراجه لها مع كتب أئمة السلف خطأ الباعث عليه أما الجهل المركب وإما الخداع المضلل ... وكلاهما شر
القاعدة السادسة قوله :
( لا أعلم أحدًا على وجه الأرض تكلم في قضايا المنهاج بمثل ما تكلم بها سيد قطب )
فسئل عن قوله هذا ( كلمة المنهاج ) فقال : أنا أقصد بها قضايا التغيير يعني الانتخابات والاغتيالات والمظاهرات
وقال : أقصد في زمانه أي في الخمسينيات ... فما هو تعليق فضيلتكم على هذه المقالة ؟
هذه المقالة يا أخي تدل على تعصب قائلها لفكر سيد قطب رحمه الله الذي أخطأ في كثير من مقالاته التي ملئت الدنيا ... وكم فيها من بدع وأخطاء وضلال ولعلكم تعلمون أن الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله تتبع كتابًا واحدًا من كتب سيد وهو: ( الظلال ) فخطأه في مئة وإحدى وثمانين مسألة منها ما يتعلق بالاعتقاد ومنها ما يتعلق بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها ما يتعلق بمنهج الجهاد والدعوة ومنها ما يتعلق بشأن التكفير
فقول هذا القائل بأنه لم يوضح أحدٌ من الناس العقيدة والمنهج إلا سيد قطب قول باطل ومغالطة منكرة ينمان عن تعصبه لما قرره وقعده سيد قطب من الأخطاء والبدع والضلالاتفاحذروا هذا الفكر ...
القاعدة السابعة قوله : ( إن من الإنصاف عند تنزيل الأحكام على الأعيان وفي مجال الترجمة للأشخاص أن نرى حسنات المخالف وسيئات الموافق من أهل المنهج الواحد ومن العمى والإجحاف ألا نرى للمخالف حسنة ولا للموافق سيئة )
فما قول فضيلتكم في هذه العبارة حفظكم الله ورعاكم ؟
قضية الموازنات – بارك الله فيكم –
قال بها هذا الرجل الذي قعد هذه القواعد الخاطئة وقال بها غيره ممن هو على شاكلته
قالوا :إنه لا بد من الموازنة أي : أنك إذا ذكرت أخطاء شخص أو بدعه وضلالهفإنه من الإنصاف ومن العدل أن تذكر محاسنه وهذه دعوة مبتكرة ما عرفت في نصوص الكتاب والسنة ولا عن سلف الأمة فكم في القرآن الكريم من آيات ذكرت مساوئ المنحرفين ولم تذكر بجانبها شيئًا من حسناتهم لأن الغرض إنما هو بيان الخطأ والضلال والبدعة فطريقة أهل العلم الذين رسخت أقدامهم في العلم بيان الخطأ ... يقتصرون على ذلك وكم من نصوص في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها الاقتصار على بيان الخطأ ممن له حسنات لا يستطاع حصرهاولكن ليس الغرض هو المدح والثناء على أصحاب البدع عند الرد عليهم ...
فهذه مغالطة لأنك إذا ذكرت بدعة المبتدع وأدحضتها بنصوص الكتاب والسنة ثم ذكرت محاسنه من إسلام وإ يمان وصدقة وصوم وحج ونحو ذلك فهذه تعتبر دعاية للناس ليقبلوا منه فلا يردوا عليه ولا يعاملوه معاملة المبتدعين الذين عاملهم السلف الصالح بالبغض بقدر بدعتهم وأخطائهم وهجرهم ...
إذن : قضية الموازنات هذه قضية باطلة ودعوى لا يستند أصحابها على دليل يجوز الاستدلال به
وأما القائلون بعدم الموازنات فإنهم يملكون الأدلة الكثيرة من كتاب الله عز وجل وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح ما لا يعد ولا يحصى
وفي الأيام الماضية وقعت في يدي ورقات من مجلة تسمى ( مجلة البصائر ) فوجدت فيها عنوانًا هكذا ( فقدان العدل ونسيان الإنصاف ) بقلم عدنان آل عرعوراورد تحت هذا العنوان بعض الآيات التي يستدل بها كل منادي بمنهج وجوب الموازنات ... من تلكم الآيات قول الله عز وجل : ( ولا تبخسوا الناس أشيائهم )ومنها قوله عز وجل : ( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤديه إليك ) ومنها قوله عز وجل : ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) ويظن ... أنه يستفاد من هذه النصوص أن الله أمرنا بالعدل والإنصافوحرم علينا الظلم والإجحاف مع كل قريب وبعيد وعدو وصديق هذا فقهه من هذه النصوص هو ومن كان على شاكلته ولا شك أنهم يريدون من هذا الاستدلال والتعليل أن من رد على صاحب بدعة وهوى وانحراف وخطأ أن يعد محاسنه حتى لا يُظلم ...
وأقول :
إن هذا الابتكار لهذا المنهج يعارض نصوص الكتاب والسنة بفهم العلماء السابقين واللاحقين السائرين على الحق المبين من هذه الأمة ... هذا ما استطعت أن أقوله فأحمد الله وأشكره على الصواب وأستغفره من الخطأ
الجزء الأول من العقد المنضد الجديد في الإجابة عن مسائل في الفقه والمنهاج والتوحيد( باختصار )
أجاب عليها فضيلة الشيخ / زيد بن محمد بن هادي المدخلي، جمعها وأعدها / فواز بن علي المدخلي
نقلته لكم من هنا
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=168