بسم الله رب العالمين، و الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، و صلى الله على نبينا محمد خير البشر و على آل بيته و صحابته الطيبين و كل من اتبعهم برفق و إحسان إلى يوم الدين . و بعد :
مس الذكر لا ينقض الوضوء إلا إذا كان بشهوة ، و أما ما جاء في ذلك :
لحديث بسرة بنت صفوان رضي الله عنها عن النبي قال : (إذا مس أحدكم ذكره ، فليتوضأ ) أخرجه مالك و أحمد، و قال الترمذي حسن صحيح .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه و ليس بينهما ستر و لا حجاب ، فليتوضأ ) أخرج ابن حبان بسند جيد و هو في الصحيحة 1235
و عن طلق بن علي ، قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن مس الرجل ذكره بعدما يتوضأ ؟ قال : ( و هل هو إلا بضعة منه ) أخرجه أبو داود و غيره ( 167) ، و قال الترمذي : هو أحسن شيئ في هذا الباب . و قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في (المشكاة) 320 و سنده صحيح.
و جمع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين حديث بسرة و حديث طلق رضي الله عنهما يحمل الأول على المس و الآخر على المس بلا شهوة ، و قوله صلى الله عليه و سلم : ( هل هو إلا بضعة منك ) يشعر بهذا ، فحين يكون مس الفرج كأي جزء آخر من البدن ، فإنه لا ينقض الوضوء .
سئل العلامة محمد ابن عثيمين رحمه الله في لقاءالباب المفتوح المجلد ألاول ( صفحة 32 ) :
س 55 : ما رأيكم جزاكم الله خيرا ، سمعت أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يتوضأ ثم يستحم فإن وضوءه مجاز ، و لكن قد يتوضأ الشخص ثم يستحم في أثناء استحمامه يحدث أن تمس يده ذكره فيبطل وضوءه ؟
الجواب : مس الذكر لا ينقض الوضوء إلا إذا كان لشهوة ، أما لغير شهوة فإن الوضوء مستحب و ليس بواجب ، و على هذا فإذا استحم بعد الوضوء و مست يده ذكره بدون شهوة فوضوءه صحيح .
أخوكم أبو أمة الله علاءالدين بن أحمد معزوزي