هل نحن بحاجة لبرمجة التفاؤل؟
سؤال سألته إحدى الصديقات لي، فهل نحن بحاجة بالفعل لبرمجة التفاؤل؟
نعم بحاجة لذلك؛ لأن الباحثين أثبتوا أن معظم الناس يعانون (برمجة الإخفاق والإحباط)، أي أن هناك كمًّا هائلاً من الرسائل السلبية التي تلقوها منذ طفولتهم والتي تصدر عن الآباء والأمهات والأساتذة أو المعلمات؛ مثل:
- أنت أحمق!
- أنت فاشل!
- أنت لن تفهم بعمرك الرياضيات!
- أنت مُتعِب!
- أنت لست مثل أخيك!
وعندما نصل إلى سن الرشد ونبدأ في حياتنا العملية نتعرض للكثير من الانتقادات السلبية أي نتلقى مزيداً من الرسائل السلبية التي تؤثر في معنوياتنا وتشل تفكيرنا الإيجابي، وتشحننا بطاقة سلبية... أمثلة:
- إنك تزعجني بمشاكلك الدائمة...
- لم لا تعرض نفسك على إخصائي نفسي...
- أنت المخطئ وتستحق ما أصابك...
والسؤال المطروح:
هل نستطيع مسح الرسائل السلبية واستبدال رسائل إيجابية بها؟
الجواب: نعم، نستطيع ذلك إذا أردنا ذلك (أي نؤمن إيمانا يقينيا أننا نريد التفاؤل، وبأن في قدرتنا أن نتفاءل، وبقدرتنا أن نكون متفائلين، حتى أننا سنكون مثالا يحتذى بنا للتفاؤل).
لنبدأ بتعريف التفاؤل؟
التفاؤل هو ركيزة أساسية للنجاح والتقدم، ونهج يتسم بالثقة والإيجابية.
التفاؤل هو القدرة على السعي وراء الأهداف التي من شأنها أن تؤدي بك لتحقيق أحلامك وأهدافك وتبعث في نفسك الشعور بالرضا والسعادة والنجاح.
التفاؤل من الله، أما التشاؤم فيولد في دماغ الإنسان.
وتذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لم تكن شدةٌ إلا جعل الله بعدها فرجا, ولن يغلب عسر يسرين).
أما تعريف المتفائل: فهو من يجعل الصعاب فرصا تغتنم.
وسائل مقترحة وخطوات تطبق لتصبح متفائلاً:
الخطوة الأولى: (معرفة أفكارك السلبية، أو مشاعرك السلبية)
وذلك بالطريقة التالية:
1- اكتب جميع ما يخطر ويعلق بذهنك من مشاعر وأفكار سلبية مثل (كسول، أحمق،...) أو مشاعر سلبية مررت بها مثل (قلق، ضجر، حزن...)، مررت بها بمرحلة الطفولة ثم بمرحلة الشباب ثم بمكان العمل.
2- اكتب خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية جميع ما يحيط بك من أفكار سلبية أو مشاعر سلبية.
3- اكتب بجانب كل فكرة سلبية ومشاعر سلبية جواب السؤالين التالين:
- كيف أؤذي نفسي بتملك هذه المشاعر السلبية؟
- ماذا سيحصل لي لو استمررت لعامين آخرين بنفس المشاعر السلبية والأفكار السلبية؟
4- صارح نفسك: هل تريد التخلص من جميع هذه الأفكار السلبية والمشاعر السلبية؟ (إذا أجبت لا: فلا تكمل القراءة واستمتع بسلبيتك، وإذا قلت نعم فأهنئك لأنك اخترت طريق الناجحين، فأكمل ما بدأت به).
الخطوة الثانية: (التخلص من الرسائل والمشاعر السلبية التي تملكها)
وذلك بالطريقة التالية:
1- أغمض عينيك واسترخِ
2- خذ نفساً عميقاً، وعندما تزفره ستبدأ في الشعوب باسترخاء جسدك، وكرر هذا الفعل سبعَ مرات أو عشرًا... حتى تشعر بأن جسمك مسترخ تماماً.
3- تخيل صندوق قمامة، أو مكنسة كهربائية تلتقط بها جميع أفكارك ومشاعرك السلبية.
4- لاحظ عقلك وهو يسترخي، وهو يتخلص من سلبيته، واستمتع بهذا الشعور.
الخطوة الثالثة: (رؤية الجانب الإيجابي في الأشياء)
والحقيقة أن كل شيء له جانب إيجابي؛ فمثلا:
شخص يريد امتلاك فيلا، المتشائم والسلبي يقول: هذا مستحيل... أنا لا أستأهل... إلى ما هنالك من كلمات أو مشاعر سلبية.
أما الشخص المتفائل يقول: سأشعر بأمان، ستفرح أسرتي، سيرسم في ذهنه صورة المنزل، سيرسم في ذهنه صورة أولاده وزوجته كم هم سعداء... إلى ما هنالك من مشاعر وأفكار متفائلة.
هل تريد أن ترسم وترى صورة الجانب الإيجابي، فقم بتنفيذ الخطوات التالية:
1- أغمض عينيك واسترخِ
2- خذ نفساً عميقاً، وعندما تزفره ستبدأ في الشعوب باسترخاء، وكرر هذا الفعل سبعَ مرات أو عشرًا... حتى تشعر بأن جسمك مسترخٍ تماماً.
3- تخيل بالفعل أن لديك ما تريد، أو بأنك تقوم بما تريد تحقيقه، وضع مشاعر إيجابية لما تتخيله، وكذلك إن أحببت يمكنك إضافة مؤثرات صوتية مثل (ضحك، فرح، تصفيق...).
4- استمتع بهذه الصورة وتفاعل معها.
الخطوة الرابعة: (حدث نفسك دوما بإيجابية)
فالحديث الإيجابي للنفس مهم جداً، واعلم أن الخطأ وارد من البشر، وبأنك تستطيع النهوض والتفاؤل دوماً.
فإذا أخفقت في شيء فحدث نفسك حديثاً إيجابياً:
مثال1:
عوضاً عن تقول (لقد فشلت) قل (الآن لدي فرصة لفعل هذا الأمر بصورة أفضل).
مثال2:
عوضا عن كلمة (خائف) استخدم كلمة (مهتم).
عوضا عن كلمة (مشكلة) استخدم كلمة (فرصة).
عوضا عن كلمة (مجهد) استخدم كلمة (أشحذ همتي ونشاطي) وهكذا....
أي استبدل بمصطلحات أفكارك السلبية أفكارًا ومشاعرَ متفائلة.
وبانتظار تجاربكم في التفاؤل ومشاركاتكم المتفائلة.
ودمتم بحفظ الله ورعايته.
برمجة التفاؤل / م. غانية شوكت داغستاني
منقول
http://www.alukah.net/articles/3/1907.aspx?cid=57