آثار وأقول في وضع الأصبعين في الأذن حال الأذان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وآله ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد كنت بحثت هذه المسألة قديما (1) وتبين لي أنه لم يصح فيها حديث، وإن كان بعض العلماء صححه، إلا أنه قد ورد في ذلك بعض الآثار، ونسب العمل به لأهل العلم .
قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي جحيفة حديث حسن صحيح ، وعليه العمل عند أهل العلم يستحبون أن يدخل المؤذن إصبعيه في أذنيه في الأذان.. الجامع رقم (197)
وقال الحاكم في المستدرك 1/202: وهما سنتان مسنونتان .
وقال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الجراح العدل بمرو ثنا يحيى بن ساسويه ثنا عبد الكريم بن محمد السكري قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: كان عبد الله بن المبارك إذا رأى المؤذن لا يدخل إصبعيه في أذنيه يصيح به: أنفست بكوش أنفست بكوش.اهـ
قلت: لعلها كلمة فارسية تفيد الإنكار ، والله أعلم.
وقال عبد الرزاق في المصنف 1/468:
عن هشام بن حسان عن الحسن ، وابن سيرين: أن المؤذن يضع سبابته في أذنيه .
وقال: عن الحسن بن عمارة عن طلحة بن مصرف عن سويد بن غفلة قال: كان بلال ، وأبو محذورة يجعلون أصابعهما في آذانهما بالأذان.
قلت:الحسن بن عمارة متروك.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين في كتاب الصلاة ص169:
حدثنا سفيان عن أبي سنان عن سهل أبي أسد قال: من السنة أن تدخل إصبعيك في أذنيك.
حدثنا حسن بن صالح عن أبي سعد قال: رأيت سويد بن غفلة يدخل إصبعيه في أذنيه .
حدثنا حبان عن مجالد عن الشعبي قال: قلت: أضع أصبعي في أذني إذا أذنت ؟ قال : نعم كلاهما أو إحداهما يجزئك.
حبان ومجالد ضعيفان.
حدثنا مندل عن جعفر بن أبي المغيرة قال : سعيد بن جبير إذا أذن جعل أصبعيه في أذنيه أو على أذنيه.
مندل ضعيف.
سمعت شريكا قيل له: يجعل المؤذن أصبعيه في أذنيه ؟ قال: نعم . اهـ
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 1/191:
نا ابن مبارك عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: إذا أذن المؤذن استقبل القبلة ووضع إصبعيه في أذنيه .
نا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال: كان الأذان أن يقول: الله أكبر الله أكبر ،ثم يجعل إصبعيه في أذنيه ، وأول من ترك إحدى إصبعيه في أذنيه ابن الأصم .
نا أبو أسامة عن هشام عن ابن سيرين: أنه كان إذا أذن استقبل القبلة فأرسل يديه ، فإذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح أدخل إصبعيه في أذنيه.
نا وكيع عن سفيان عن نسير قال: رأيت ابن عمر يؤذن على بعير ، قال سفيان: قلت له: رأيته يجعل إصبعيه في أذنيه ؟ قال: لا . اهـ
وأخرج البخاري تعليقا: ويذكر عن بلال أنه جعل إصبعيه في أذنيه ، وكان ابن عمر لا يجعل إصبعيه في أذنيه. الصحيح 1/227 .
قال ابن رجب في الفتح 5/381: وظاهر كلام البخاري يدل على أنه غير مستحب؛ لأنه حكى تركه عن ابن عمر .اهـ
إلا أنه قد يجاب : بأن ابن عمر رضي الله عنه لم يضع إصبعه؛ لأنه ممسك بخطام الناقة.
والله أعلم.
في المدونة الكبرى 1/59:
وقال مالك: في وضع المؤذن إصبعيه في أذنيه في الأذان ، قال: ذلك واسع ، إن شاء فعل ، وإن شاء ترك .
وقال ابن القاسم: ورأيت المؤذنين بالمدينة لا يجعلون أصابعهم في آذانهم.
قلت: لابن القاسم: هل الإقامة عند مالك في وضع اليدين في الأذنين بمنزلة الأذان ؟ قال: لا أحفظ منه شيئا ، وهو عندي مثله . اهـ
وقال عبد الله بن أحمد ـ مسائله ص 204ـ :
رأيت أبي يؤذن، فرأيته يجعل إصبعيه في أذنيه.
وقال : رأيت أبي يؤذن في مسجده ،ويجعل إصبعيه في أذنيه .
وقال ابن هانئ ـ مسائله1/40 ـ : رأيت أبا عبد الله إذا أذن يضع إصبعه في أذنيه.
وقال إسحاق بن منصور ـ جزء فيه المسائل التي حلف عليها أحمد ص64 ـ :
قلت لأحمد: المؤذن يجعل أصبعيه في أذنيه ؟
قال : إي والله.
وفي النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر 1/ 37 ، و فتح الباري لابن رجب 5/383 :
وقال في رواية أبي طالب: أحب أن يجعل يديه على أذنيه على حديث أبي محذورة ، وضم أصابعه الأربع ووضع على أذنيه .
وفي الفتح الباري أيضا : قال أبو طالب قلت لأحمد: يدخل إصبعه في الأذان ؟
قال : ليس هذا في الحديث.
وقال في المغني: المشهور عن أحمد أنه يجعل إصبعيه في أذنيه ، وعليه العمل عند أهل العلم يستحبون أن يجعل المؤذن إصبعيه في أذنيه.
1/253 .
وكذلك قال ابن رجب ـ الفتح 5/382 ـ: وأكثر العلماء على أن ذلك مستحب.
ولا بد من مراجعة فتح الباري لابن رجب 5/374 – 384 ففيه نفائس لا بد منها في التخريج والحكم والنقول والفقه.
هذه نقول مقتطفة والمسألة تحتمل بحثا أو سع ونقلا أكثر، لكن المقصود أن أكثر أهل العلم على استحباب وضع الأصبعين حال الأذان .
والله أعلم .
***************
هذا ما تيسر على عجل وللزيادة يراجع:
التاريخ الكبير 5/259 و7/15 ومسند أبي يعلى 2/191والمعجم الكبير 6/39 و22/101و105و106و114 والصغير 2/281 ومسند الشاميين 2/277 و283 والكامل لابن عدي 4/313 ومسند أبي عوانة 1/274 والبيهقي في الكبرى 1/395 وتاريخ دمشق 64/368 والمبسوط1/291 ونصب الراية 1/287 ومجمع الزوائد 1/334 ومصباح الزجاجة 1/90 والتلخيص 1/199 وفتح الباري لابن حجر 2/115 وتغليق التعليق 2/268 وإرواء الغليل 1/248 والمسند الجامع 15/710 وشرح الدارمي 6/54.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
منقول
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2756
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وآله ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد كنت بحثت هذه المسألة قديما (1) وتبين لي أنه لم يصح فيها حديث، وإن كان بعض العلماء صححه، إلا أنه قد ورد في ذلك بعض الآثار، ونسب العمل به لأهل العلم .
قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي جحيفة حديث حسن صحيح ، وعليه العمل عند أهل العلم يستحبون أن يدخل المؤذن إصبعيه في أذنيه في الأذان.. الجامع رقم (197)
وقال الحاكم في المستدرك 1/202: وهما سنتان مسنونتان .
وقال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الجراح العدل بمرو ثنا يحيى بن ساسويه ثنا عبد الكريم بن محمد السكري قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: كان عبد الله بن المبارك إذا رأى المؤذن لا يدخل إصبعيه في أذنيه يصيح به: أنفست بكوش أنفست بكوش.اهـ
قلت: لعلها كلمة فارسية تفيد الإنكار ، والله أعلم.
وقال عبد الرزاق في المصنف 1/468:
عن هشام بن حسان عن الحسن ، وابن سيرين: أن المؤذن يضع سبابته في أذنيه .
وقال: عن الحسن بن عمارة عن طلحة بن مصرف عن سويد بن غفلة قال: كان بلال ، وأبو محذورة يجعلون أصابعهما في آذانهما بالأذان.
قلت:الحسن بن عمارة متروك.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين في كتاب الصلاة ص169:
حدثنا سفيان عن أبي سنان عن سهل أبي أسد قال: من السنة أن تدخل إصبعيك في أذنيك.
حدثنا حسن بن صالح عن أبي سعد قال: رأيت سويد بن غفلة يدخل إصبعيه في أذنيه .
حدثنا حبان عن مجالد عن الشعبي قال: قلت: أضع أصبعي في أذني إذا أذنت ؟ قال : نعم كلاهما أو إحداهما يجزئك.
حبان ومجالد ضعيفان.
حدثنا مندل عن جعفر بن أبي المغيرة قال : سعيد بن جبير إذا أذن جعل أصبعيه في أذنيه أو على أذنيه.
مندل ضعيف.
سمعت شريكا قيل له: يجعل المؤذن أصبعيه في أذنيه ؟ قال: نعم . اهـ
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 1/191:
نا ابن مبارك عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: إذا أذن المؤذن استقبل القبلة ووضع إصبعيه في أذنيه .
نا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال: كان الأذان أن يقول: الله أكبر الله أكبر ،ثم يجعل إصبعيه في أذنيه ، وأول من ترك إحدى إصبعيه في أذنيه ابن الأصم .
نا أبو أسامة عن هشام عن ابن سيرين: أنه كان إذا أذن استقبل القبلة فأرسل يديه ، فإذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح أدخل إصبعيه في أذنيه.
نا وكيع عن سفيان عن نسير قال: رأيت ابن عمر يؤذن على بعير ، قال سفيان: قلت له: رأيته يجعل إصبعيه في أذنيه ؟ قال: لا . اهـ
وأخرج البخاري تعليقا: ويذكر عن بلال أنه جعل إصبعيه في أذنيه ، وكان ابن عمر لا يجعل إصبعيه في أذنيه. الصحيح 1/227 .
قال ابن رجب في الفتح 5/381: وظاهر كلام البخاري يدل على أنه غير مستحب؛ لأنه حكى تركه عن ابن عمر .اهـ
إلا أنه قد يجاب : بأن ابن عمر رضي الله عنه لم يضع إصبعه؛ لأنه ممسك بخطام الناقة.
والله أعلم.
في المدونة الكبرى 1/59:
وقال مالك: في وضع المؤذن إصبعيه في أذنيه في الأذان ، قال: ذلك واسع ، إن شاء فعل ، وإن شاء ترك .
وقال ابن القاسم: ورأيت المؤذنين بالمدينة لا يجعلون أصابعهم في آذانهم.
قلت: لابن القاسم: هل الإقامة عند مالك في وضع اليدين في الأذنين بمنزلة الأذان ؟ قال: لا أحفظ منه شيئا ، وهو عندي مثله . اهـ
وقال عبد الله بن أحمد ـ مسائله ص 204ـ :
رأيت أبي يؤذن، فرأيته يجعل إصبعيه في أذنيه.
وقال : رأيت أبي يؤذن في مسجده ،ويجعل إصبعيه في أذنيه .
وقال ابن هانئ ـ مسائله1/40 ـ : رأيت أبا عبد الله إذا أذن يضع إصبعه في أذنيه.
وقال إسحاق بن منصور ـ جزء فيه المسائل التي حلف عليها أحمد ص64 ـ :
قلت لأحمد: المؤذن يجعل أصبعيه في أذنيه ؟
قال : إي والله.
وفي النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر 1/ 37 ، و فتح الباري لابن رجب 5/383 :
وقال في رواية أبي طالب: أحب أن يجعل يديه على أذنيه على حديث أبي محذورة ، وضم أصابعه الأربع ووضع على أذنيه .
وفي الفتح الباري أيضا : قال أبو طالب قلت لأحمد: يدخل إصبعه في الأذان ؟
قال : ليس هذا في الحديث.
وقال في المغني: المشهور عن أحمد أنه يجعل إصبعيه في أذنيه ، وعليه العمل عند أهل العلم يستحبون أن يجعل المؤذن إصبعيه في أذنيه.
1/253 .
وكذلك قال ابن رجب ـ الفتح 5/382 ـ: وأكثر العلماء على أن ذلك مستحب.
ولا بد من مراجعة فتح الباري لابن رجب 5/374 – 384 ففيه نفائس لا بد منها في التخريج والحكم والنقول والفقه.
هذه نقول مقتطفة والمسألة تحتمل بحثا أو سع ونقلا أكثر، لكن المقصود أن أكثر أهل العلم على استحباب وضع الأصبعين حال الأذان .
والله أعلم .
***************
هذا ما تيسر على عجل وللزيادة يراجع:
التاريخ الكبير 5/259 و7/15 ومسند أبي يعلى 2/191والمعجم الكبير 6/39 و22/101و105و106و114 والصغير 2/281 ومسند الشاميين 2/277 و283 والكامل لابن عدي 4/313 ومسند أبي عوانة 1/274 والبيهقي في الكبرى 1/395 وتاريخ دمشق 64/368 والمبسوط1/291 ونصب الراية 1/287 ومجمع الزوائد 1/334 ومصباح الزجاجة 1/90 والتلخيص 1/199 وفتح الباري لابن حجر 2/115 وتغليق التعليق 2/268 وإرواء الغليل 1/248 والمسند الجامع 15/710 وشرح الدارمي 6/54.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
منقول
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2756