بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
هذه رسالة أوجهها إلى كل من طعن في السلفية وسماها بالجامية !!
رسالة أوجهها إلى كل من طعن في الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله !!
رسالة أوجهها إلى كل من أعرض عن أقوال العلماء في الشيخ رحمه الله !!
رسالة أوجهها إلى كل من عاب على السلفيين ردهم على أهل البدع !!
رسالة أوجهها إلى من لم يعرف حقيقة دعوة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله !!
يا من تزعمت ذم الشيخ محمد أمان الجامي : تقليداً ، أو تعصباً ، أو على
أحسن حال اتباعاً لمن يظن صلاحه : أريد منك لحظة حوار نطلب الحق فيها
وإياك ، لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، بعيداً عن المهاترات التي يعمي
غبارها الأبصار عن رؤية نور الحق .
أخي الكريم قبل أن تشرع في قراءة هذه الرسالة، أرجو منك أن تدعوا الله
مخلصاً : أن يريك الحق حقاً ويرزقك إتباعه، وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك
اجتنابه.
أرجو منك أخي الكريم أن تتأمل هذه الكلمات بتجرد، وأن تبعد عنك العواطف، وأراء الرجال.
أقول بعد هذه المقدمة وبالله التوفيق:
أولاً: اعلم وفقنا الله وإياك أنه لابد علينا : أن نخلص الدعاء إلى الله
ليرينا الحق من الباطل ومن الرجوع إلى العلماء في المسائل العظيمة، لمعرفة
الحق من الباطل ، لكي نتبع الحق ونجتنب الباطل.
ثانياً: أن الواجب على الناقد أن يتقي الله عز وجلّ في كل ما يقول ويكتب ،
والله تعالى يقول : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد
كل أولئك كان عنه مسئولا } .
ثالثاً: الجامي محمد أمان – رحمه الله - له كتب وأشرطة ، ودرس في الجامعة
الإسلامية منذ ما يقارب أربعين سنة ، فهلاّ أسندت أخي الكريم من شنيع
مقاله ولو مرّة واحدة !!!
واذكروا عباد الله ، أن الله تعالى يقول لكم في مثل هذا : { والذين يؤذون
المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا } .
وقال : { ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبينا } .
وغداً ، غداً يوم القيامة في محكمة العدل ، والله لتقف أنت وهو بين يدي
الحكم العدل وينشر بينكم كتاب لا يغادر صغيرة قبل الكبيرة إلاّ أحصاها ،
والميزان منصوب بينكم ، والجنة والنار تلوح أمام نواظركم ، فجهّز يا أخي
الكريم لذلك المقام مقالاً و : { وقد خاب من افترى } ، و { قد خاب من حمل
ظلما } .
رابعاً: أدعياء السلفية وأهل السنة والجماعة والإخوان والتبليغ والجهاد
!!! ، كثير جداً في هذا الزمان ، ولكن المحق هو من وافق السلف قلباً
وقالباً ، وأحبهم وشرف بالانتساب لهم، وهم أهل الحديث ، والطائفة المنصورة
، والفرقة الناجية ، وأهل الأثر ، لا ينتسبون إلى أي حزب من تلك الأحزاب
التي أسسها مؤسس غير النبي صلى الله عليه وسلم .
خامساً: فعلى هذا يجب على كلّ منصف أن لا ينجرّ خلف الأسماء ولينظر في
حقائق الرجال بأعمالها وأقوالها ، فما أسر عبد سريرة إلاّ أخرجها الله
تعالى على تقاسيم وجهه وفلتات لسانه .
ولا يجوز أن يوصف من هبّ ودبّ بأنه صاحب سنةّ حتى يظهر منه ما يثبت ذلك -
والأصل في الناس السلامة – ولكن لما ظهرت الفرق والجماعات وجب أن يمتحن
الناس في دين الله وينظر في دينهم .
سادساً: جرت عادة أهل البدع تسمية أهل السنة بنقيض ما يعتقدون !!! ، وأنت
يا أخي الكريم جريت على خطاهم ، وعقيدة الشيخ محمد أمان الجامي تنقض كل ما
ينسب إليه من الأكاذيب والتهاويل التي طالما تناقلها أقوام وهم لا يعقلون
، وكأن الله غفل عن حروف وكلمات سرت من أفواههم ولا حافظ ولا رقيب عليها
؟! .
سابعاً: إن مما عرف عن الشيخ – محمد أمان الجامي رحمه الله – من خلال
تدريسه في المسجد النبوي ، والجامعة الإسلامية ، هو موقفه الصلب ضد أكبر
المنكرات من الشركيات والبدع المضلّة وسائر المنكرات من تحكيم غير شرع
الله ، والدعوة إلى تحرير المرأة ، وله من نقد الأديان المنحرفة و الفرق
الضالة ، اليد الطولى ومن قرأ ما سجّله الشيخ – رحمه الله تعالى – في
مجموع رسائله من بحوث ، يجد فيها موقفه الثابت من هذه المسائل .
وإليك أخي الكريم من كلام من يزعم البعض أنه ( المؤسس ) لهذه الفرقة (
الجامية !! ) ، ما يوضح وقوفه ضد سائر المنكرات فإن كان له أتباع فهم على
معتقده : فيقول في ردّه على الشطي الكويتي : ( إن السلفيين حريصون على
تصحيح مفاهيم كثيرة للعوام ، وأشباه العوام ، في باب العقيدة والعبادة
وغيرهما ، و يدخرون وسعاً في ذلك ، نصحاً منهم لعباد الله ، والنصح واجب
لأن من عرف الله حق المعرفة وسلمت عقيدته من التعلّق بغير الله ، وآمن
بأسمائه الحسنى وصفاته العليا دون إلحاد أو تحريف فحقق العبودية لله تعالى
، سهل عليه القيام بالواجبات والفرائض الأخرى في الإسلام ، لأنه وضع حجر
الأساس لسيره إلى الله ومن لا فلا ) من مجموع مؤلفات الشيخ ( صحيفة :
360-361 )
تاسعاً: الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله - ، وأهل السنة قبله ، وبعده
، عندما ينتسبون إلى السلف ، يتعصب أرباب الحزبية ، ويظنون أن هذا على
شاكلة أحزابهم ، وحزب يقابل أحزابهم من تأصيل وتقعيد المؤسسين لهذا الحزب
، وما علموا أن أهل السنة وأتباع السلف الصالح ليس لهم إمام يقتدون به
إلاّ محمد صلى الله عليه وسلم ، وليست لهم أصول يمشون عليها إلاّ أصول أهل
السنة التي استنبطوها من الأدلة الشرعية لمقاصد شرعية ، لا كأصول الفرق
الضالة الأخرى التي لا تنبني على أدلة شرعية ، وإن استندوا لأدلة شرعية
فمقاصدهم غير شرعية !! .
ولهم الشرف بأن إمامتهم ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما شرف
غيرهم باتباع أصول البنا ( العشرين ) ، وأصول الكاندهلوي ( الستة ) ،
ونحوها !!! .
ودعوى أن هذا لتغرير العامة !! ، وأن هذه طريقة أهل البدع والأهواء !! ،
هم أولى بها لا أهل السنة السلفيين ، فهم الذين يتعلّقون ببعض مقالات
الأئمة التي فيها نصرة لبعض مقالاتهم ، ويعرضون عن سائر مقالاتهم الأخرى
التي تنقض أصولهم ، وتبطل مقاصدهم الدسيسة ، كما قال الله تعالى عن أرباب
الضلالة من اليهود والنصارى والمشركين : {وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه
مذعنين} .
فأخذهم ما يروق لمذهبهم من متشابه كلام أهل العلم وطرحهم ما لا يروق
لمذهبهم من كلام أئمة الدين ، من محض الهوى الذي سبق إليه الكفار من قبلهم
.
ولهذا تجد أنهم يتعلّقون بكلام بعض الأئمة لجلالاتهم عند الناس كشيخ
الإسلام بن تيمية ، ومحمد بن عبدالوهاب ، وابن باز ، والألباني ، وابن
عثيمين – عليهم رحمة الله عز وجلّ – ويعرضون عن الكثير من مقالاتهم .
فهؤلاء العلماء كلهم ينتمون إلى أهل السنة ، والسلفية ، ويناصرونها ، فلماذا لم يستنوا بهم، إن كانوا هم أتباعهم حقاً .
وهؤلاء العلماء من دعاة رفض التحزب ، وتعدد الفرق ، والتعلّق بتقليد
الرجال ، ويحثون على تجريد الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم وحده .
فلماذا هم يؤيدون تعدد الجماعات ، ويقرون لكل طائفة صنيعها مع ما فيها من الباطل ؟!
وهؤلاء العلماء هم الذين يدعون إلى لزوم جماعة المسلمين عامة ، ونبذ
التفرق والتحزب والأهواء ، ولزوم إمام المسلمين والسمع له والطاعة .
فلماذا هم يدعون إلى الفرقة ، ويحثون الناس على إتّباع إمام معيّن ،
ويلزمونه أحياناً بالبيعة !! ، ويوغرون قلوب العامة ضد الحكام ، ويسعون
إلى تخريب الأمم ، وإثارة التناحر بالسب إلى القتل في المجتمعات !! ،
ويضيعون الطريقة المثلى لإقامة دولة الإسلام وإصلاح الشعوب ، فما دين الله
بآتٍ براياتهم وشعاراتهم ومظاهراتهم ومنشوراتهم ، وإنكارهم العلني على
السلاطين الذي أعقبهم كل ذلٍ وبلية .
وهؤلاء هم الذي أفنوا أعمارهم في نصرة التوحيد ، وتقرير السنة ، وتعليمها
للناس ، والحرص على كتب أهل السنة المتقدمين وتقريرها ، فلماذا هم يعتنون
العناية الفائقة بالكتب : ( الحركية !! ) و : ( الروحية !! ) ، ككتب سيد
قطب ، ومحمد قطب ، وأحمد الراشد ، وفتحي يكن ، والصاوي ، والغزالي ،
والقرضاوي ، وغيرهم من أئمة الضلال ، حتى إنهم يفرضون على أتباعهم إدمان
النظر في هذه الكتب لمقاصد هم يريدونها !! .
وهؤلاء العلماء ، من أشهر الناس تحذيراً من أهل البدع وهتك أستارهم ، فابن
تيمية – رحمه الله تعالى – جبهة متحركة نشطة ضد كل صاحب بدعة ومذهب باطل ،
كاليهود والنصارى والعقلانيين والرافضة والجهمية و الأشاعرة والمتصوفة
وطوائف عدّة .
فلماذ لم يهتموا هم بذلك ويستنوا بابن تيمية ، أم يخافون أن تظهر الفضيحة أمام العموم بعقائد قاداتهم !! .
عاشراً: ولي عدة ملاحظات على نسبة الجامية للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله:
انتساب ( هذه الفرقة بزعمك ) إلى الشيخ العلاّمة محمد أمان الجامي - رحمه
الله تعالى -، وهذا من أبطل الباطل ، فإن الشيخ محمد أمان الجامي - عليه
رحمة الله - فردٌ من أفرادها، وعالم من علمائها ، ولم يجئ بما ينفرد به عن
غيره من الأئمة الأجلاّء كالشيخ عبدالعزيز بن باز والألباني والوادعي -
عليهم رحمة الله تعالى - ، وهم في الطريقة والمنهج سواء ، ومن أثبت خلاف
ذلك فعليه بالدليل المثبت لهذا الاختلاف ، ودونه ودون ذلك تقبيل المرفقين
!! .
فلماذا تخصص النسبة إليه ، من دون هؤلاء ، وهم في العقيدة والطريقة سواء ، أليس التفريق بين المتفقات من محض الافتراء والهراء ؟! .
ولا أجد سبباً لتصنيفك للشيخ محمد أمان الجامي بهذا التصنيف الجديد إلاّ لأنه تكلم في قاداتكم ، كسفر الحوالي ومن على شاكلته .
وهذه أحوال أهل الضلالة مع المتقدمين والمتأخرين من أهل السنة ، فقالوا عن
أتباع شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله – : ( أنتم تيميون !! ) ، فما ضرّ
أهل السنة.
ثم لمّا جاء شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – بدعوة
التوحيد ، أراد خصوم دعوته كابن جرجيس وعلوي الحداد وغيرهم فصله عن شيخ
الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى - ، ونقلوا من كلام ابن تيمية ما يوهم
بأنه يوافقهم ، وأن الشيخ محمد يخالفه فيه !! ، وقالوا عنه بأنه مؤسس
لطريقة جديدة ، وسموا أتباعه بـ ( الوهابية !! ) .
والشيخ محمد لم يخالف شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة واحدة من مسائل
الاعتقاد ، وغالب مسائل الفروع ، بل يصرّح دائما بفضله عليه ، وأنه نشأ
وتتلمذ على كتبه ، فلماذا يقال عنهم بأنهم ( وهابية !! ) ولم يقولوا : (
تيمية !! ) ، وهكذا : لماذا لم يقولوا عن الشيخ محمد أمان الجامي بأنه : (
وهابي !! ) أو ( تيمي !! ) ، فهو من أكثر أهل العلم عناية بكتب أولئك
الأئمة وتأثراً بما فيها !! .
وهكذا هي عادتهم مع المتأخرين ، ففي اليمن عندما تكلم الوادعي في عبد
المجيد الزنداني والريمي وغيرهم ، جعلوه وطلابه أدعياء للسلفية ، ونسبوهم
إليه وأعلنوا عليه النكير ، وقالوا عن طريقته بأنها : ( سلفية جديدة !! )
، وقالوا : ( أنتم وادعيّون !! ) .
وفي الشام عندما تكلّم الشيخ الألباني في حسن السقاف وقادات فرقة الإخوان
هناك ، ذمّوه ، وجعلوه دعياً للسلفية !! ، ونسبوا طلابه إليه !! ، وقالوا
: ( هذه سلفية جديدة ) وقالوا عنهم : ( أنتم ألبانيّون !! ) .
وهكذا لم يسلم من الطعن في الخفاء والتلميح بذلك شيخنا الإمام عبدالعزيز
بن باز - رحمه الله تعالى - ولولا ما جعل له من المهابة والإجلال في قلوب
العامة قبل الخاصة لصرخوا بذلك في كلّ محفل أمام كلّ أحد .
فغمزوا فيه عندما أفتى بجواز الاستعانة بالأمريكان في حرب الخليج !! .
وغمزوا فيه عندما أفتى بجواز الصلح مع اليهود !! .
وغمزوا فيه عندما أمر بإيقاف ( دعاة صحوتهم ) قبل سنوات !! .
وغير ذلك من المغامز التي يتكلمون بها في ( نواديهم !! ) و ( مراكزهم !! )
و (ومخيماتهم!!) ، وقالوا عنه وعن علماء الحديث والفقه : ( علماء حيض
ونفاس ) وقالوا : ( لا يفقهون الواقع ) ، وأنهم : ( لا يعدون مرجعية علمية
صحيحة للناس !! ) .
فما هو سبب تخصيص الشيخ محمد أمان الجامي بهذه النسبة إذن ؟!! .
تعال معي أخي الكريم لنأخذ نظره لمؤلفات ودروس الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله:
بعض مؤلفاته - رحمه الله تعالى - :
1- كتاب { الصفات الإلهية في الكتاب و السنة النبوية في ضوء الإثبات و
التنزيه } . وهو من أنفع كتبه رحمه الله ، و هو من مطبوعات المجلس العلمي
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، الطبعة الأولى سنة 1408هـ.
2- كتاب { أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام } ط2 ،المكتب الإسلامي سنة
1399 هـ . و يحتوي هذا الكتاب عدة محاضرات و ندوات في مواضيع في تقرير
العقيدة السلفية أو عرض للدعوة في أفريقيا ، أو ذكر لمشاكل الدعوة و
الدعاة في العصر الحديث مع وضع الحلول المناسبة لتلك المشاكل ، أو رد على
الصوفية .
3- كتاب {مجموع رسائل الجامي في العقيدة و السنة } الناشر دار ابن رجب ط1 ،9- سنة 1414هـ .
4- رسالة بعنوان { المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية } و هي في الأصل
محاضرة ألقاها في السودان سنة 1383هـ و رد فيها على الملحد محمود محمد طه
،11- و هي من مطبوعات رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
5- رسالة بعنوان { حقيقة الديموقراطية و أنها ليست من الإسلام } ن دار ابن
رجب ط1 سنة 1413هـ و قد طبعت قبل سنة 1413هـ بعنوان { للجزيرة العربية
خصوصية فلا تنبت الديموقراطية }. و هي في الأصل محاضرة ألقاها سنة 1412هـ
.
6- رسالة بعنوان { حقيقة الشورى في الإسلام } ن دار ابن رجب ط1 سنة 1413هـ .
7- رسالة بعنوان { العقيدة الإسلامية و تاريخها } ن دار ابن رجب ط1 سنة 1414هـ .
بعض دروسه رحمه الله تعالى:
1- شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.
2- الواسطية.
3- الفتوى الحموية الكبرى.
4- التدمرية.
5- الإيمان.
6- ثلاثة الأصول.
7- فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد.
8- قرة عيون الموحدين.
9- الأصول الستة.
10- الواجبات المتحتمات.
11- القواعد المثلى.
12- تجريد التوحيد للمقريزي.
13- رده على أهل البدع كالأشاعرة والصوفية والشيعة الروافض.
فماذا قدموا لنا دعاة الصحوة، فأين شروحاتهم؟ فأين نصرتهم للعقيدة ؟ فأين
نشرهم للسنة ومحاربتهم للبدعة ؟ فأين دفاعهم عن علماء السنة والتوحيد ؟
لماذا يا أخي الكريم يذم دعاة الصحوة وكتاب المنتديات، الشيخ محمد أمان
الجامي رحمه الله، وينتقصون من قدره ويشوهون صورته، في حين علماء السنة
والتوحيد يثنون عليه.
تعال معي أخي الكريم ولنقرأ ما قاله العلماء عن الشيخ محمد الجامي رحمه الله:
1/ الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
ففي كتاب سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الإمام عبد العزيز بن
باز رحمه الله رقم (64/في 9/1418هـ قال عن الشيخ محمد أمان :
{معروف لدي بالعلم والفضل وحسن العقيدة ، والنشاط في الدعوة إلى الله
سبحانه والتحذير من البدع والخرافات غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وأصلح
ذريته وجمعنا وإياكم وإياه في دار كرامته إنه سميع قريب}.
2/ الشيخ عمر فلاته رحمه الله:
و كتب فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاته المدرس بالمسجد النبوي و مدير شعبة
دار الحديث رحمه الله في كتابه المؤرخ في 8/2/1417هـ فمما جاء فيه :
{ وبالجملة فلقد كان رحمه الله صادق اللهجة عظيم الانتماء لمذهب أهل السنة
، قوي الإرادة داعياً إلى الله بقوله وعمله ولسانه ، عف اللسان قوي البيان
سريع الغضب عند انتهاك حرمات الله ، تتحدث عنه مجالسه في المسجد النبوي
الشريف التي أداها وقام بها تآليفه التي نشرها ورحلاته التي قام بها ،
ولقد رافقته في السفر فكان نعم الصديق ورافق هو فضيلة الشيخ العلامة محمد
الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان وغيره – فكان له أيضاً نعم
الرفيق – والسفر هو الذي يظهر الرجال على حقيقتهم .
لا يجامل و لا ينافق ولا يماري ولا يجادل ، إن كان معه الدليل صدع به ،
وإن ظهر له خلاف ما هو عليه قال به ورجع إليه و هذا هو دأب المؤمنين كما
قال الله تعالى في كتابه:{ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله
ورسوله …}الآية .
و أشهد الله تعالى أنه رحمه الله قد أدى كثيراً مما عليه من خدمة الدين ،
ونشر لسنة سيد المرسلين . و لقد صادف كثيراً من الأذى و كثيراً من الكيد
والمكر فلم ينثن ولم يفزع حتى لقي الله . وكان آخر كلامه شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمداً رسول الله}.
3/ الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله:
وكتب فضيلة شيخنا العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر المدرس بالمسجد النبوي ، حفظه الله تعالى :
{عرفت الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم
مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في
المرحلة الجامعية .
عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه ، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب
السلف ، والتحذير من البدع وذلك في دروسه ومحاضراته وكتاباته غفر الله له
ورحمه وأجزل له المثوبة} .
4/ الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً :
{الشيخ محمد أمان كما عرفته : إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا
المتنوعة كثيرون ولكن قليل منهم من يستفيد من علمه ويستفاد منه ، والشيخ
محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخروا علمهم
وجهدهم في نفع المسلمين وتوجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال
تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في
الأقطار الإسلامية الخارجية وتجواله في المملكة لإلقاء الدروس والمحاضرات
في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد وينشر العقيدة الصحيحة ويوجه شباب
الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذرهم من المبادئ الهدامة والدعوات المضللة
. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة وأشرطته العديدة
التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير ونفع كثير .
وما زال مواصلاً عمله في الخير حتى توفاه الله . وقد ترك من بعده علماً
ينتفع به متمثلاً في تلاميذه وفي كتبه ، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له
وجزاه عما علم وعمل خير الجزاء . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
و صحبه}.
مما سبق من كلام أهل العلم والفضل عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله
تعالى تظهر مكانته العلمية وجهوده وجهاده في الدعوة إلى الله تعالى منذ ما
يقرب من أربعين عاماً ، وصلته الوثيقة بالعلماء ، واهتمامه رحمه الله
وعنايته بتقرير وبيان العقيدة السلفية والرد على المبتدعة المتنكبين صراط
السلف الصالح ودحض شبههم الغوية، حتى يكاد يرحمه الله تعالى لا يعرف إلا
بالعقيدة وذلك لعنايته بها . هذا وكانت له مشاركة في علم التفسير والفقه
مع المعرفة التامة باللغة العربية.
أخي الكريم أوجهه لك بعض الأسئلة لعلك تستطيع الإجابة عليها:
هل نحن أدعياء السلفية، أم من طعن في علماء التوحيد؟
هل نحن أدعياء السلفية، أم من ألقى المحاضرات التهيجية ونشر معايب الحكام؟
هل نحن أدعياء السلفية، أم من استغل المنابر في سب الحكام وشتمهم؟
هل نحن أدعياء السلفية، أم من قال عن العلماء أنهم لا يفقهون الواقع، وأنهم علماء حيض ونفاس، وأنهم علماء سلاطين؟
هل نحن أدعياء السلفية، أم من انقلب على عقبيه بعد خروجه من السجن، فقد كان يحارب الرافضة والعلمانية، والآن معهم بقصد نصرة الدين؟
اكتفي بهذا القدر أخي الكريم ولا أريد الإطالة عليك ... وأسأل الله أن
يرينا وإياكم الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا
اجتنابه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
أخوك المحب لك
أبو حميد عبد الله بن حميد الفلاسي/منقول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
هذه رسالة أوجهها إلى كل من طعن في السلفية وسماها بالجامية !!
رسالة أوجهها إلى كل من طعن في الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله !!
رسالة أوجهها إلى كل من أعرض عن أقوال العلماء في الشيخ رحمه الله !!
رسالة أوجهها إلى كل من عاب على السلفيين ردهم على أهل البدع !!
رسالة أوجهها إلى من لم يعرف حقيقة دعوة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله !!
يا من تزعمت ذم الشيخ محمد أمان الجامي : تقليداً ، أو تعصباً ، أو على
أحسن حال اتباعاً لمن يظن صلاحه : أريد منك لحظة حوار نطلب الحق فيها
وإياك ، لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، بعيداً عن المهاترات التي يعمي
غبارها الأبصار عن رؤية نور الحق .
أخي الكريم قبل أن تشرع في قراءة هذه الرسالة، أرجو منك أن تدعوا الله
مخلصاً : أن يريك الحق حقاً ويرزقك إتباعه، وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك
اجتنابه.
أرجو منك أخي الكريم أن تتأمل هذه الكلمات بتجرد، وأن تبعد عنك العواطف، وأراء الرجال.
أقول بعد هذه المقدمة وبالله التوفيق:
أولاً: اعلم وفقنا الله وإياك أنه لابد علينا : أن نخلص الدعاء إلى الله
ليرينا الحق من الباطل ومن الرجوع إلى العلماء في المسائل العظيمة، لمعرفة
الحق من الباطل ، لكي نتبع الحق ونجتنب الباطل.
ثانياً: أن الواجب على الناقد أن يتقي الله عز وجلّ في كل ما يقول ويكتب ،
والله تعالى يقول : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد
كل أولئك كان عنه مسئولا } .
ثالثاً: الجامي محمد أمان – رحمه الله - له كتب وأشرطة ، ودرس في الجامعة
الإسلامية منذ ما يقارب أربعين سنة ، فهلاّ أسندت أخي الكريم من شنيع
مقاله ولو مرّة واحدة !!!
واذكروا عباد الله ، أن الله تعالى يقول لكم في مثل هذا : { والذين يؤذون
المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا } .
وقال : { ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبينا } .
وغداً ، غداً يوم القيامة في محكمة العدل ، والله لتقف أنت وهو بين يدي
الحكم العدل وينشر بينكم كتاب لا يغادر صغيرة قبل الكبيرة إلاّ أحصاها ،
والميزان منصوب بينكم ، والجنة والنار تلوح أمام نواظركم ، فجهّز يا أخي
الكريم لذلك المقام مقالاً و : { وقد خاب من افترى } ، و { قد خاب من حمل
ظلما } .
رابعاً: أدعياء السلفية وأهل السنة والجماعة والإخوان والتبليغ والجهاد
!!! ، كثير جداً في هذا الزمان ، ولكن المحق هو من وافق السلف قلباً
وقالباً ، وأحبهم وشرف بالانتساب لهم، وهم أهل الحديث ، والطائفة المنصورة
، والفرقة الناجية ، وأهل الأثر ، لا ينتسبون إلى أي حزب من تلك الأحزاب
التي أسسها مؤسس غير النبي صلى الله عليه وسلم .
خامساً: فعلى هذا يجب على كلّ منصف أن لا ينجرّ خلف الأسماء ولينظر في
حقائق الرجال بأعمالها وأقوالها ، فما أسر عبد سريرة إلاّ أخرجها الله
تعالى على تقاسيم وجهه وفلتات لسانه .
ولا يجوز أن يوصف من هبّ ودبّ بأنه صاحب سنةّ حتى يظهر منه ما يثبت ذلك -
والأصل في الناس السلامة – ولكن لما ظهرت الفرق والجماعات وجب أن يمتحن
الناس في دين الله وينظر في دينهم .
سادساً: جرت عادة أهل البدع تسمية أهل السنة بنقيض ما يعتقدون !!! ، وأنت
يا أخي الكريم جريت على خطاهم ، وعقيدة الشيخ محمد أمان الجامي تنقض كل ما
ينسب إليه من الأكاذيب والتهاويل التي طالما تناقلها أقوام وهم لا يعقلون
، وكأن الله غفل عن حروف وكلمات سرت من أفواههم ولا حافظ ولا رقيب عليها
؟! .
سابعاً: إن مما عرف عن الشيخ – محمد أمان الجامي رحمه الله – من خلال
تدريسه في المسجد النبوي ، والجامعة الإسلامية ، هو موقفه الصلب ضد أكبر
المنكرات من الشركيات والبدع المضلّة وسائر المنكرات من تحكيم غير شرع
الله ، والدعوة إلى تحرير المرأة ، وله من نقد الأديان المنحرفة و الفرق
الضالة ، اليد الطولى ومن قرأ ما سجّله الشيخ – رحمه الله تعالى – في
مجموع رسائله من بحوث ، يجد فيها موقفه الثابت من هذه المسائل .
وإليك أخي الكريم من كلام من يزعم البعض أنه ( المؤسس ) لهذه الفرقة (
الجامية !! ) ، ما يوضح وقوفه ضد سائر المنكرات فإن كان له أتباع فهم على
معتقده : فيقول في ردّه على الشطي الكويتي : ( إن السلفيين حريصون على
تصحيح مفاهيم كثيرة للعوام ، وأشباه العوام ، في باب العقيدة والعبادة
وغيرهما ، و يدخرون وسعاً في ذلك ، نصحاً منهم لعباد الله ، والنصح واجب
لأن من عرف الله حق المعرفة وسلمت عقيدته من التعلّق بغير الله ، وآمن
بأسمائه الحسنى وصفاته العليا دون إلحاد أو تحريف فحقق العبودية لله تعالى
، سهل عليه القيام بالواجبات والفرائض الأخرى في الإسلام ، لأنه وضع حجر
الأساس لسيره إلى الله ومن لا فلا ) من مجموع مؤلفات الشيخ ( صحيفة :
360-361 )
تاسعاً: الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله - ، وأهل السنة قبله ، وبعده
، عندما ينتسبون إلى السلف ، يتعصب أرباب الحزبية ، ويظنون أن هذا على
شاكلة أحزابهم ، وحزب يقابل أحزابهم من تأصيل وتقعيد المؤسسين لهذا الحزب
، وما علموا أن أهل السنة وأتباع السلف الصالح ليس لهم إمام يقتدون به
إلاّ محمد صلى الله عليه وسلم ، وليست لهم أصول يمشون عليها إلاّ أصول أهل
السنة التي استنبطوها من الأدلة الشرعية لمقاصد شرعية ، لا كأصول الفرق
الضالة الأخرى التي لا تنبني على أدلة شرعية ، وإن استندوا لأدلة شرعية
فمقاصدهم غير شرعية !! .
ولهم الشرف بأن إمامتهم ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما شرف
غيرهم باتباع أصول البنا ( العشرين ) ، وأصول الكاندهلوي ( الستة ) ،
ونحوها !!! .
ودعوى أن هذا لتغرير العامة !! ، وأن هذه طريقة أهل البدع والأهواء !! ،
هم أولى بها لا أهل السنة السلفيين ، فهم الذين يتعلّقون ببعض مقالات
الأئمة التي فيها نصرة لبعض مقالاتهم ، ويعرضون عن سائر مقالاتهم الأخرى
التي تنقض أصولهم ، وتبطل مقاصدهم الدسيسة ، كما قال الله تعالى عن أرباب
الضلالة من اليهود والنصارى والمشركين : {وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه
مذعنين} .
فأخذهم ما يروق لمذهبهم من متشابه كلام أهل العلم وطرحهم ما لا يروق
لمذهبهم من كلام أئمة الدين ، من محض الهوى الذي سبق إليه الكفار من قبلهم
.
ولهذا تجد أنهم يتعلّقون بكلام بعض الأئمة لجلالاتهم عند الناس كشيخ
الإسلام بن تيمية ، ومحمد بن عبدالوهاب ، وابن باز ، والألباني ، وابن
عثيمين – عليهم رحمة الله عز وجلّ – ويعرضون عن الكثير من مقالاتهم .
فهؤلاء العلماء كلهم ينتمون إلى أهل السنة ، والسلفية ، ويناصرونها ، فلماذا لم يستنوا بهم، إن كانوا هم أتباعهم حقاً .
وهؤلاء العلماء من دعاة رفض التحزب ، وتعدد الفرق ، والتعلّق بتقليد
الرجال ، ويحثون على تجريد الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم وحده .
فلماذا هم يؤيدون تعدد الجماعات ، ويقرون لكل طائفة صنيعها مع ما فيها من الباطل ؟!
وهؤلاء العلماء هم الذين يدعون إلى لزوم جماعة المسلمين عامة ، ونبذ
التفرق والتحزب والأهواء ، ولزوم إمام المسلمين والسمع له والطاعة .
فلماذا هم يدعون إلى الفرقة ، ويحثون الناس على إتّباع إمام معيّن ،
ويلزمونه أحياناً بالبيعة !! ، ويوغرون قلوب العامة ضد الحكام ، ويسعون
إلى تخريب الأمم ، وإثارة التناحر بالسب إلى القتل في المجتمعات !! ،
ويضيعون الطريقة المثلى لإقامة دولة الإسلام وإصلاح الشعوب ، فما دين الله
بآتٍ براياتهم وشعاراتهم ومظاهراتهم ومنشوراتهم ، وإنكارهم العلني على
السلاطين الذي أعقبهم كل ذلٍ وبلية .
وهؤلاء هم الذي أفنوا أعمارهم في نصرة التوحيد ، وتقرير السنة ، وتعليمها
للناس ، والحرص على كتب أهل السنة المتقدمين وتقريرها ، فلماذا هم يعتنون
العناية الفائقة بالكتب : ( الحركية !! ) و : ( الروحية !! ) ، ككتب سيد
قطب ، ومحمد قطب ، وأحمد الراشد ، وفتحي يكن ، والصاوي ، والغزالي ،
والقرضاوي ، وغيرهم من أئمة الضلال ، حتى إنهم يفرضون على أتباعهم إدمان
النظر في هذه الكتب لمقاصد هم يريدونها !! .
وهؤلاء العلماء ، من أشهر الناس تحذيراً من أهل البدع وهتك أستارهم ، فابن
تيمية – رحمه الله تعالى – جبهة متحركة نشطة ضد كل صاحب بدعة ومذهب باطل ،
كاليهود والنصارى والعقلانيين والرافضة والجهمية و الأشاعرة والمتصوفة
وطوائف عدّة .
فلماذ لم يهتموا هم بذلك ويستنوا بابن تيمية ، أم يخافون أن تظهر الفضيحة أمام العموم بعقائد قاداتهم !! .
عاشراً: ولي عدة ملاحظات على نسبة الجامية للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله:
انتساب ( هذه الفرقة بزعمك ) إلى الشيخ العلاّمة محمد أمان الجامي - رحمه
الله تعالى -، وهذا من أبطل الباطل ، فإن الشيخ محمد أمان الجامي - عليه
رحمة الله - فردٌ من أفرادها، وعالم من علمائها ، ولم يجئ بما ينفرد به عن
غيره من الأئمة الأجلاّء كالشيخ عبدالعزيز بن باز والألباني والوادعي -
عليهم رحمة الله تعالى - ، وهم في الطريقة والمنهج سواء ، ومن أثبت خلاف
ذلك فعليه بالدليل المثبت لهذا الاختلاف ، ودونه ودون ذلك تقبيل المرفقين
!! .
فلماذا تخصص النسبة إليه ، من دون هؤلاء ، وهم في العقيدة والطريقة سواء ، أليس التفريق بين المتفقات من محض الافتراء والهراء ؟! .
ولا أجد سبباً لتصنيفك للشيخ محمد أمان الجامي بهذا التصنيف الجديد إلاّ لأنه تكلم في قاداتكم ، كسفر الحوالي ومن على شاكلته .
وهذه أحوال أهل الضلالة مع المتقدمين والمتأخرين من أهل السنة ، فقالوا عن
أتباع شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله – : ( أنتم تيميون !! ) ، فما ضرّ
أهل السنة.
ثم لمّا جاء شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – بدعوة
التوحيد ، أراد خصوم دعوته كابن جرجيس وعلوي الحداد وغيرهم فصله عن شيخ
الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى - ، ونقلوا من كلام ابن تيمية ما يوهم
بأنه يوافقهم ، وأن الشيخ محمد يخالفه فيه !! ، وقالوا عنه بأنه مؤسس
لطريقة جديدة ، وسموا أتباعه بـ ( الوهابية !! ) .
والشيخ محمد لم يخالف شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة واحدة من مسائل
الاعتقاد ، وغالب مسائل الفروع ، بل يصرّح دائما بفضله عليه ، وأنه نشأ
وتتلمذ على كتبه ، فلماذا يقال عنهم بأنهم ( وهابية !! ) ولم يقولوا : (
تيمية !! ) ، وهكذا : لماذا لم يقولوا عن الشيخ محمد أمان الجامي بأنه : (
وهابي !! ) أو ( تيمي !! ) ، فهو من أكثر أهل العلم عناية بكتب أولئك
الأئمة وتأثراً بما فيها !! .
وهكذا هي عادتهم مع المتأخرين ، ففي اليمن عندما تكلم الوادعي في عبد
المجيد الزنداني والريمي وغيرهم ، جعلوه وطلابه أدعياء للسلفية ، ونسبوهم
إليه وأعلنوا عليه النكير ، وقالوا عن طريقته بأنها : ( سلفية جديدة !! )
، وقالوا : ( أنتم وادعيّون !! ) .
وفي الشام عندما تكلّم الشيخ الألباني في حسن السقاف وقادات فرقة الإخوان
هناك ، ذمّوه ، وجعلوه دعياً للسلفية !! ، ونسبوا طلابه إليه !! ، وقالوا
: ( هذه سلفية جديدة ) وقالوا عنهم : ( أنتم ألبانيّون !! ) .
وهكذا لم يسلم من الطعن في الخفاء والتلميح بذلك شيخنا الإمام عبدالعزيز
بن باز - رحمه الله تعالى - ولولا ما جعل له من المهابة والإجلال في قلوب
العامة قبل الخاصة لصرخوا بذلك في كلّ محفل أمام كلّ أحد .
فغمزوا فيه عندما أفتى بجواز الاستعانة بالأمريكان في حرب الخليج !! .
وغمزوا فيه عندما أفتى بجواز الصلح مع اليهود !! .
وغمزوا فيه عندما أمر بإيقاف ( دعاة صحوتهم ) قبل سنوات !! .
وغير ذلك من المغامز التي يتكلمون بها في ( نواديهم !! ) و ( مراكزهم !! )
و (ومخيماتهم!!) ، وقالوا عنه وعن علماء الحديث والفقه : ( علماء حيض
ونفاس ) وقالوا : ( لا يفقهون الواقع ) ، وأنهم : ( لا يعدون مرجعية علمية
صحيحة للناس !! ) .
فما هو سبب تخصيص الشيخ محمد أمان الجامي بهذه النسبة إذن ؟!! .
تعال معي أخي الكريم لنأخذ نظره لمؤلفات ودروس الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله:
بعض مؤلفاته - رحمه الله تعالى - :
1- كتاب { الصفات الإلهية في الكتاب و السنة النبوية في ضوء الإثبات و
التنزيه } . وهو من أنفع كتبه رحمه الله ، و هو من مطبوعات المجلس العلمي
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، الطبعة الأولى سنة 1408هـ.
2- كتاب { أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام } ط2 ،المكتب الإسلامي سنة
1399 هـ . و يحتوي هذا الكتاب عدة محاضرات و ندوات في مواضيع في تقرير
العقيدة السلفية أو عرض للدعوة في أفريقيا ، أو ذكر لمشاكل الدعوة و
الدعاة في العصر الحديث مع وضع الحلول المناسبة لتلك المشاكل ، أو رد على
الصوفية .
3- كتاب {مجموع رسائل الجامي في العقيدة و السنة } الناشر دار ابن رجب ط1 ،9- سنة 1414هـ .
4- رسالة بعنوان { المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية } و هي في الأصل
محاضرة ألقاها في السودان سنة 1383هـ و رد فيها على الملحد محمود محمد طه
،11- و هي من مطبوعات رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
5- رسالة بعنوان { حقيقة الديموقراطية و أنها ليست من الإسلام } ن دار ابن
رجب ط1 سنة 1413هـ و قد طبعت قبل سنة 1413هـ بعنوان { للجزيرة العربية
خصوصية فلا تنبت الديموقراطية }. و هي في الأصل محاضرة ألقاها سنة 1412هـ
.
6- رسالة بعنوان { حقيقة الشورى في الإسلام } ن دار ابن رجب ط1 سنة 1413هـ .
7- رسالة بعنوان { العقيدة الإسلامية و تاريخها } ن دار ابن رجب ط1 سنة 1414هـ .
بعض دروسه رحمه الله تعالى:
1- شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.
2- الواسطية.
3- الفتوى الحموية الكبرى.
4- التدمرية.
5- الإيمان.
6- ثلاثة الأصول.
7- فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد.
8- قرة عيون الموحدين.
9- الأصول الستة.
10- الواجبات المتحتمات.
11- القواعد المثلى.
12- تجريد التوحيد للمقريزي.
13- رده على أهل البدع كالأشاعرة والصوفية والشيعة الروافض.
فماذا قدموا لنا دعاة الصحوة، فأين شروحاتهم؟ فأين نصرتهم للعقيدة ؟ فأين
نشرهم للسنة ومحاربتهم للبدعة ؟ فأين دفاعهم عن علماء السنة والتوحيد ؟
لماذا يا أخي الكريم يذم دعاة الصحوة وكتاب المنتديات، الشيخ محمد أمان
الجامي رحمه الله، وينتقصون من قدره ويشوهون صورته، في حين علماء السنة
والتوحيد يثنون عليه.
تعال معي أخي الكريم ولنقرأ ما قاله العلماء عن الشيخ محمد الجامي رحمه الله:
1/ الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
ففي كتاب سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الإمام عبد العزيز بن
باز رحمه الله رقم (64/في 9/1418هـ قال عن الشيخ محمد أمان :
{معروف لدي بالعلم والفضل وحسن العقيدة ، والنشاط في الدعوة إلى الله
سبحانه والتحذير من البدع والخرافات غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وأصلح
ذريته وجمعنا وإياكم وإياه في دار كرامته إنه سميع قريب}.
2/ الشيخ عمر فلاته رحمه الله:
و كتب فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاته المدرس بالمسجد النبوي و مدير شعبة
دار الحديث رحمه الله في كتابه المؤرخ في 8/2/1417هـ فمما جاء فيه :
{ وبالجملة فلقد كان رحمه الله صادق اللهجة عظيم الانتماء لمذهب أهل السنة
، قوي الإرادة داعياً إلى الله بقوله وعمله ولسانه ، عف اللسان قوي البيان
سريع الغضب عند انتهاك حرمات الله ، تتحدث عنه مجالسه في المسجد النبوي
الشريف التي أداها وقام بها تآليفه التي نشرها ورحلاته التي قام بها ،
ولقد رافقته في السفر فكان نعم الصديق ورافق هو فضيلة الشيخ العلامة محمد
الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان وغيره – فكان له أيضاً نعم
الرفيق – والسفر هو الذي يظهر الرجال على حقيقتهم .
لا يجامل و لا ينافق ولا يماري ولا يجادل ، إن كان معه الدليل صدع به ،
وإن ظهر له خلاف ما هو عليه قال به ورجع إليه و هذا هو دأب المؤمنين كما
قال الله تعالى في كتابه:{ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله
ورسوله …}الآية .
و أشهد الله تعالى أنه رحمه الله قد أدى كثيراً مما عليه من خدمة الدين ،
ونشر لسنة سيد المرسلين . و لقد صادف كثيراً من الأذى و كثيراً من الكيد
والمكر فلم ينثن ولم يفزع حتى لقي الله . وكان آخر كلامه شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمداً رسول الله}.
3/ الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله:
وكتب فضيلة شيخنا العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر المدرس بالمسجد النبوي ، حفظه الله تعالى :
{عرفت الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم
مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في
المرحلة الجامعية .
عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه ، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب
السلف ، والتحذير من البدع وذلك في دروسه ومحاضراته وكتاباته غفر الله له
ورحمه وأجزل له المثوبة} .
4/ الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً :
{الشيخ محمد أمان كما عرفته : إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا
المتنوعة كثيرون ولكن قليل منهم من يستفيد من علمه ويستفاد منه ، والشيخ
محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخروا علمهم
وجهدهم في نفع المسلمين وتوجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال
تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في
الأقطار الإسلامية الخارجية وتجواله في المملكة لإلقاء الدروس والمحاضرات
في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد وينشر العقيدة الصحيحة ويوجه شباب
الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذرهم من المبادئ الهدامة والدعوات المضللة
. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة وأشرطته العديدة
التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير ونفع كثير .
وما زال مواصلاً عمله في الخير حتى توفاه الله . وقد ترك من بعده علماً
ينتفع به متمثلاً في تلاميذه وفي كتبه ، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له
وجزاه عما علم وعمل خير الجزاء . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
و صحبه}.
مما سبق من كلام أهل العلم والفضل عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله
تعالى تظهر مكانته العلمية وجهوده وجهاده في الدعوة إلى الله تعالى منذ ما
يقرب من أربعين عاماً ، وصلته الوثيقة بالعلماء ، واهتمامه رحمه الله
وعنايته بتقرير وبيان العقيدة السلفية والرد على المبتدعة المتنكبين صراط
السلف الصالح ودحض شبههم الغوية، حتى يكاد يرحمه الله تعالى لا يعرف إلا
بالعقيدة وذلك لعنايته بها . هذا وكانت له مشاركة في علم التفسير والفقه
مع المعرفة التامة باللغة العربية.
أخي الكريم أوجهه لك بعض الأسئلة لعلك تستطيع الإجابة عليها:
هل نحن أدعياء السلفية، أم من طعن في علماء التوحيد؟
هل نحن أدعياء السلفية، أم من ألقى المحاضرات التهيجية ونشر معايب الحكام؟
هل نحن أدعياء السلفية، أم من استغل المنابر في سب الحكام وشتمهم؟
هل نحن أدعياء السلفية، أم من قال عن العلماء أنهم لا يفقهون الواقع، وأنهم علماء حيض ونفاس، وأنهم علماء سلاطين؟
هل نحن أدعياء السلفية، أم من انقلب على عقبيه بعد خروجه من السجن، فقد كان يحارب الرافضة والعلمانية، والآن معهم بقصد نصرة الدين؟
اكتفي بهذا القدر أخي الكريم ولا أريد الإطالة عليك ... وأسأل الله أن
يرينا وإياكم الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا
اجتنابه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
أخوك المحب لك
أبو حميد عبد الله بن حميد الفلاسي/منقول