خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    إبطال توحيد الحاكمية من بضعة عشر وجها.للشيخ عبد الله العبيلان

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية إبطال توحيد الحاكمية من بضعة عشر وجها.للشيخ عبد الله العبيلان

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 28.06.08 18:34

    قال الشيخ حفظه الله
    :" من ذلك فهم كثير من المعاصرين وخصوصا الفكريين إلى معنى التوحيد فهما
    سقيما،فتجدهم مثلا يقولون التوحيد هو وحده الحاكمية،مامعنى توحيد الحاكمية
    ؟
    يعني معناها تنفيذ أحكام الله في الأرض كالقصاص في الحدود ،تطبيق الشريعة
    الإسلامية، ويسمون الشرك بالشرك السياسي، ويقولون شرك الأموات وشرك
    الأحياء، شرك الأموات هو عبادة القبور،وشرك الأحياء عندهم هو شرك السياسة،
    وربما قالوا شرك القبور وشرك القصور،وربما قالوا الشرك البدائي والشرك
    الحضاري,ولا شك أن هذا تحريف لمعنى التوحيد ومعنى الشرك والجواب عليه من
    بضعة عشر وجها:
    -الوجه الأول:أن منهاج الدعوة ثابت لا يتغير فالدعوة إلى الله
    عبادة،والعبادة لا بد فيها من الإلتزام بشرع الله وسنة رسوله صلى الله
    عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده على الرغم من اختلاف
    العصور وتعاقب الأمم.

    -ثانيا:قد قص الله علينا في كتابه قصص بعض رسله من نوح إلى محمد على
    اختلاف المكان والزمان وحضارة الأقوام الذين أرسلوا إليهم وطول الفترة بين
    الرسل ومدة لبث الرسول في قومه،فلم يتغير أساس الرسالة ونقطة البداية في
    الدعوة أبدا ولو مرة واحدة.

    -ثالثا " إن جميع الرسالات وجميع الرسل بدأوا دعوتهم بإفراد الله بالعبادة
    ونفيها عما سواها وهو معنى ومقصد لا إله إلا الله ،قال تعالى"{وما أرسلنا
    من رسول من قبلك إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}،وأخبر سبحانه
    وتعالى على وجه التفصيل أن نوحا ولوطا وصالحا وشعيبا كل منهم قال
    لقومه:{اعبدوا الله مالكم من إله غيره}نوفهم المشركون أن مقصد الرسالة هو
    توحيد العبودية،{وقالت عاد أنذر ماكان يعبد ءاباؤنا}،وقال كفار مكة{أجعل
    الآلهة إلها واحدا}،وبين سبحانه وتعالى أن التوحيد شرع الله لهذه الأمة
    وهو ماوصى به نوحا ومحمدا وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم
    أجمعيننقال تعالى:{شرع لكم من الدين ماوصى به نوحاوالذي أوحينا إليك
    وماوصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوافيه}،وفي
    وحدة الدعوة للأمة بالتوحيد قال تعالى:{قولوا ءامنا بالله وما أنزل إلينا
    وماأنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى
    وماأوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}

    -رابعا:إن دعوة الأنبياء اتفقت في التوحيد واختلفت في الشرائع قال النبي
    صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما: "نحن معاشر الأنبياء
    أبناء علات وديننا واحد. " فيجوز في شريعة ما لايجوز في أخرى ،فلا يجوز
    حينئذ تفسير التوحيد بالحاكمية.

    -خامسا: إذا كان الله تبارك وتعالى خالق العباد العليم بأحوالهم ،الخبير
    بما يصلح لهم في كل حال قد اختار هذا المنهاج لجميع رسله ولجميع من أرسل
    إليهم فليس لبشر أن يغير منهج الله باختياره لنفسه أو لغيره طريقا للهداية
    غير هذا الطريق وهذا المنهج.

    - سادسا: ليس أن نسوغ الخروج عن سبيل الله وسبيل رسله وطريق صحابة النبي
    صلى الله عليه وسلم في الدعوة بأن الظروف قد تغيرت وبأن الناس قد ملوا
    التكرار أو أن الحكمة تقتضي تغيير مسار الدعوة لمواجهة قضايا العصر،أوأن
    دعوتنا موجهة للمسلمين ولا وجود للشرك بينهم مثل هذا الجدل مع حسن النية
    بقصد المجادل وأن هذا مبلغه من العلم،فهو مشاقة لله ولرسوله وللمؤمنين
    واتباع لغير سبيل الله والمؤمنين في الدعوة إلى الله ،فتغير الظروف بين
    نوح ومحمد ومن بعث بينهما لم يغير نهج رسالاتهم في أصولها.

    - سابعا: إن شبهة تغيير منهج الدعوة لمواجهة قضايا العصر بينة البطلان
    ،فأن أهم القضايا في هذا العصر وفي كل عصر ماخلق الله الجن والإنس لأجله
    من العبادة الخالصة والإستعداد بذلك للمستقبل الوحيد الذي لا شك فيه الموت
    وسؤال القبر والجزاء والبعث والحساب.

    - ثامنا: لا يليق بمن يوظف نفسه في الدعوة إلى الله أن يظن أن المسلمين
    الصالحين في غير حاجة للحث على توحيد العبودية والتحذير من الشرك،فقد
    انتهت حياة النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما بدأت به بعثته،روى الشيخان
    عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة
    جعل يلقي على وجهه طرف خميصة له فإذا اغتم كشف عن وجهه ،وهو يقول: "لعنة
    الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. "كانت هذه آخر
    وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لمن ؟لأهل بيته وخلفائه وصحبه وهم قدوة
    المسلمين إلى يوم القيامة.

    - تاسعا : لا يليق بمن يوظف نفسه في الدعوة إلى الله أن يبلغ به الجهل
    بمعنى التوحيد الذي بدأت به كل دعوة وكل رسالة على بصيرة لتقريره والدعوة
    إليه أن يكون جاهلا بمعنى الشرك الذي بدأت بإنكاره والتحذير منه كل رسل
    الله،أفلا يميز مظاهر المخالفة بأهم أنواع التوحيد واستفحال أهم مظاهر
    الشرك بين مسلمي هذا العصر وأن يكون انشغاله بمنهجه المبتدع بينه وبين
    العلم إلى ما سيمتد إليه ذلك من سوء.

    -عاشرا: لا يجوز للمسلم أن يعتبر استمرار وجود الشرك بين المسلمين بحسن
    النية أوالتقرب إلى الله أوالجهل ،فقد وصف الله المشركين الأوائل بمثل هذه
    الأوصاف فقال تعالى:{إنهم اتخذوا الشياطين من دون الله ويحسبون أنهم
    مهتدون}، وقال تعالى:{الذين ضل سعيهم في الحياة الدنياوهم يحسبون أنهم
    يحسنون صنعا}، وقال تعالى:{والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا
    ليقربونا إلى الله زلفى}.

    - حادي عاشر:إذن لا مناص من الإعتراف بتسلل وتغلغل الشرك إلى حياة المسلم
    المعاصر وعبادته،وأن أكثر مسلمي هذا العصر بين مقر له أو ساكت عن التحذير
    منه ،ومن بين هؤلاء أكثر الوعاظ والخطباء والمفكرين الإسلاميين ،وهم بين
    جاهل بحقيقة الأمر وخائف على سمعته ومكانة حزبه بين المبتدعة ،لأن
    الإبتداع دين الأغلبية في العصور المتأخرةنوهكذا عادت الوثنية إلى بلاد
    المسلمين باسم عبادة الله والتقرب إليه وحبه وحب الأنبياء والصالحين
    وليغمر الشيطان استساغة المسلم لذلك لم تسمى أوثانا ولا أصناما وإنما سميت
    الأنصاب أضرحة ومقامات ومشاهد ومزارات يحصل عندها من التقديس ما لايحصل
    عند بيت من بيوت الله الخالصة من الشرك، وإن من المسلمين في بلاد الإسلام
    من يذبح للجن في البيوت المنكوبة اتقاءا لشرهم وعلى درج البيت الجديد
    ومقدمة السيارة الجديدة لدرء المصائب ،ويضع حذاءا وقطعة من عجين على الباب
    ليلة الزواج وصورة كف وعين على مؤخرة السيارة لدفع الحسد والبلوى،ويذبح
    بلا تسمية ليعيش الجنين ،ويأتي العراف يسأله ويصدقه،وبعد هذا ومثله
    كثير،فهل يمنحنا انتماؤنا للإسلام حصانة من لقب الشرك وعاقبته،وإذا تلبسنا
    به في قلوبنا ومخازننا وبيوتنا نوهل نملك الإيمان بالتحلي والتمني.

    -الثاني عشر: إذا نظرت إلى دعوة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
    للنصارى وقد كانوا كلهم أوأكثرهم تحت دولة الروم صاحبة القوانين التي
    مازالت مصدرا من مصادر تشريعات العالم الحديث،فقد كان أكثر نقاش القرآن
    معهم في عقيدتهم في عيسى أوفي الإ نقياد لفتاوى الأحبار والرهبان بلا
    دليل،وما تكلم معهم في البداية عن شرك الدولة السياسي وقد كان شعارهم "دع
    ما لله لله وما لقيصر لقيصر" وهو بعينه الفصل بين الدين والسياسة،وأما
    سيرة علماء السلف فحدث ولا حرج عن مواقفهم من المخالفين في الأسمماء
    والصفات وفي غيرها من العقائد، فمن الذي قال: إن تجميع الجماهير بلا عقيدة
    عمل إسلامي،والله ماله مصدر إلا من الأحزاب العلمانية ومن يقول غير ذلك
    فعليه بالدليل وإلا فليتق الله في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
    يجتالهم عن دينهم ولا يصدهم عن سبيل الله وسبيل صحابته الكرام من أجل تصور
    سياسي بشري.

    -ثالث عشر: إن من أهم رسوخ هذا الفساد في العالم الإسلامي منذ قرون الجهل
    بالمعنى والمقصد الأساسي لكلمة التوحيد وقاعدة الدين الحق "لا إله إلا
    الله" فغالب عوام المسلمين يظنون أنها تعني أولا وآخرا الإيمان بوحدانية
    الله في الخلق والرزق والإحياء والإماتة والنفع والضر وباختصار توحيد
    الربوبية،ولو كان هذا صحيحا لما ردها المشركون من قريش لما قالوا:{أجعل
    الآلهة إلها واحدا}و والله يشهد لهم بأنهم يشهدون له بالربوبية.

    -الرابع عشر: وهكذا غالبية المثقفين المسلمين يظنون أنها تعني أول ماتعني
    الإيمان بوحدانية الله في الحاكمية ولو كان الأمر كذلك لما ردها مشركو
    قريش ولكان هذا أهون عليهم من عرض المال والملك على النبي صلى الله عليه
    وسلم في مقابل تنازله عن "لا إله إلا الله" ولا نازعهم ولا نازعوه في ملك
    أومال ،ولكن من تدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واستقرأ
    سيرته لا يبقى له مجال للشك "بأن لا إله إلا الله" تعني فوق كل أمر إفراد
    الله باعبادة ونفيها عمن سواه ،وأن أباجهل وغيره من مشركي قريش عقلوا هذا
    المعنى فردوا كلمة التوحيد لأنها تهدم ماوجدوا عليه آباءهم من جمع بين
    الخالق والمخلوق في الإلهية،إن قضية الحاكمية بمناها الشمولي يجب أن تشمل
    كل الأمور الدينية والدنيوية والدعوة إلى دين الله عزوجل عمل تعبدي يجب أن
    تتوافر فيه الشروط التي لا تقبل العبادة إلا بها وهي شرطان:
    الإخلاص والصواب ،فإذا كان العمل مقصودا به وجه الله سبحانه وتعالى ولم
    يكن على طريقة الأنبياء والرسل فهو باطل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"
    من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"،وإن كان العمل مطابقا لطريقة الرسول
    ولم يكن خالصا لوجه الله فهو أيضا باطل،فنحن نريد حكم الشرع في هذا
    الموضوع وفي غيره ونحن أولى من غيرنا بالتحاكم إلى الشرع ،فلا يصح أن ندعو
    الناس إلى التحاكم إلى الشريعة ثم نتحاكم إلى التصورات الفكرية والسياسية
    وإلا كان عملنا باطلا مهما كان إخلاصنا، وقد حرفت هذه الشبهة مسير وطريق
    كثير من الدعوات المعاصرة الموجودة في هذا الوقت.

    نقلا عن شريط "سبيل المؤمنين /منقول من معرفة السنن والاثار

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 11:00