كاتب مغربي
يعد التحرش الجنسي من أهم الظواهر الإجتماعية الخطيرة التي ظهرت في مجتمعاتنا الحديثة مع التطور العلمي والثقافي والتكنولوجي والإعلامي، وتفسخ الأخلاق والقيم بعد ابتعاد الإنسان عن العقائد والديانات السماوية، وانفتاح الأنا على الغير انفتاحا قائما على الغواية والإفتتان والتحرش والإفساد خاصة مع تطور الأنظمة الرأسمالية والليبرالية المعاصرة التي استهدفت وماتزال تستهدف تحويل العالم بشساعته الممتدة إلى قرية صغيرة منصهرة إقتصاديا وإاجتماعيا وثقافيا وإعلاميا مع نشر ثقافتها التغريبية وقيمها المادية الإباحية التي تسعى إلى تحطيم أخلاق شباب العالم ولاسيما الشباب العربي المسلم.
كما عمل النظام الإشتراكي على محاربة الدين الذي اعتبرته أفيون الشعوب، واستهانت بالقيم الدينية والروحية ورجحت القيم المادية الكمية التبادلية على حساب القيم الإستعمالية والقيم الدينية والأخلاقية. زد على ذلك أن إقبال المرأة على سوق العمل منذ إندلاع الحرب العالمية الأولى، واحتكاكها بعالم الشغل وعالم الرجال، أدى ذلك إلى تنامي ظاهرة التحرش الجنسي ليتخذ أشكالا مختلفة في المجتمع الغربي، دون أن ننسى تفاقم الإباحية في المجتمعات المادية وانتشار ظاهرة الإشباع الحضاري التي ترتب عنها تفسخ الأخلاق وظهور ما يسمى بالشذوذ الأخلاقي والجنسي.
إذاً، ماهو التحرش الجنسي لغة واصطلاحا؟ وما أسبابه ؟ وما تجلياته في مجتمعاتنا المعاصرة سواء أكانت غربية أم شرقية؟ وماهي الحلول وسبل العلاج والوقاية للحد من هذه الظاهرة الموبوءة وهذه الآفة الاجتماعية الخطيرة خاصة في عالمنا العربي والإسلامي؟
1/ مفهوم التحرش الجنسي:
من المعروف أن التحرش أو الحرش أو التحريش كلها مشتقة من الفعل الثلاثي حرش وهو: " إغراؤك الإنسان والأسد ليقع بقرنه. وحرش بينهم: أفسد وأغرى بعضهم ببعض. والحرش:أن تهيج الضب في جحره. والاحتراش: الجمع والكسب والخداع. وحرش البعير بالعصا:حك في غاربه ليمشي. والحارش: بثور تخرج في ألسنة الناس والإبل، وحرش المرأة حرشا: جامعها. واحترش القوم: حشدوا. وقيل: كل شيء خشن أحرش وحرش؛ والحريش:نوع من الحيات أرقط. والحرشاء: خردل البر. والحرشاء: ضرب من النبات. وحريش: قبيلة من بني عامر، وقد سمت حريشا ومحرشا وحراشا."
ومن هنا، فالتحرش هو إستغواء الآخر وتهييجه وإثارة عواطفه ومشاعره وغرائزه الجنسية والعاطفية، ودفعه لممارسة فعل مذموم ومكروه ومحرم، وقد يكون هذا الفعل سلوكا جنسيا أو زنى أو جماعا منبوذا أو إفسادا يمس المرأة أو الطفل أو الحيوان. ويعني هذا أن التحرش مبني على الغواية والفتنة وإثارة الآخر واستمالته عاطفيا ووجدانيا وانفعاليا وغريزيا وحركيا، وتهييجه جسديا وجنسيا عبر آليات تواصلية لفظية وغير لفظية للإيقاع به حيلة وخداعا واستهواء وانتشاء ولذة.
هذا، وقد يؤدي التحرش المبني على الإغراء والغواية وإظهار المفاتن إلى الفساد والخراب وإماتة القلوب وهد البيوت وقتل النفوس والاستهتار بشرائع الله وأوامره ونواهيه. كما أن التحرش ممارسة هو إخراج الآخر من حالته الساكنة الهادئة وتهييجه خداعا ونفاقا وتسويفا واحتيالا، وإثارته افتتانا ومتعة وغواية من أجل الاستحواذ عليه وممارسة الأفعال المشينة ضده.
ويعني هذا أن التحرش الجنسي إاستفزاز الآخر وتهييجه شبقيا من أجل جذبه لممارسة سلوك جنسي عن طريق التلميح البصري أو الاستغواء الإشاري أو استغلال كل آليات التواصل غير اللفظي الإباحي لدغدغة عواطف المخاطب وجره لاقتراف فعل جنسي ذميم إما بشكل تطوعي وإما تحت الضغط والتهديد الذي يكون بدوره ماديا أو معنويا أو رمزيا. وقد يتجاوز التحرش الجنسي ماهو بصري وسيميائي إلى ماهو شفوي عن طريق استعمال التنكيت الإباحي واستخدام القاموس البورنوغرافي واللغة الوردية وتشغيل الملفوظات الجنسية وإظهار الصور الخليعة التي تهيج الغرائز أو التلذذ بمتعة الهاتف وغوايته أو توظيف الشات الإلكتروني للحصول على اللذة ومتعة الصورة.
ومن المعروف أن التحرش الجنسي يبدأ بالتأمل واستطالة النظرة والغمز بالعيون ولمس اليد و الشعر وأطراف الجسد، والانتقال إلى الابتسامة والتغزل المادي والإباحي، وضرب الموعد وتحديد اللقاء، وارتكاب ما هو ممقوت دينيا وأخلاقيا كالزنى والشذوذ والاغتصاب والجنس.
وقد يتم هذا التحرش الجنسي في فضاءات مكانية متنوعة وفي أزمنة مختلفة: في البيت والشارع والساحة العمومية ووسائل النقل والمؤسسات الرسمية والخاصة، في الليل أو النهار، في الغداة أو الرواح. ويرتكب هذا التحرش الجنسي ضد الحيوانات والأطفال والقاصرات والمرأة والشباب والرجال والشواذ والعجزة.
ومن ثم، يبتدئ التحرش الجنسي من لحظة المضايقات البسيطة مرورا بلحظات الإنتهاكات الجادة وصولا بلحظات الإفساد والممارسة الجنسية. وبالتالي، فالتحرش الجنسي هو إيذاء الآخر والاستئساد عليه جسديا ونفسيا واجتماعيا، كما أنه سلوك عنصري غير شرعي يمارسه الأقوياء ضد الضعفاء، والذكور ضد الإناث، والرؤساء ضد المرؤوسين،والكبار ضد الأطفال أو القاصرات، والبشر ضد الحيوانات.
2/ أسباب التحرش الجنسي:
من الأسباب والدواعي التي ساهمت في ظهور التحرش الجنسي التطور العلمي والتكنولوجي والإعلامي والثقافي الذي واكب القرن العشرين في جميع النواحي والمجالات والأصعدة، وقد أدى هذا التطور إلى تحقيق الإشباع المادي الذي بدوره أفرز ممارسة سلوكيات شاذة كزواج المثليين، والاستهتار بالقيم الأخلاقية، وممارسة الأفعال الجنسية بدون رقيب ولا حسيب.
وقد ساهمت الفلسفة الوجودية مع جان پول سارتر التي واكبت ويلات الحرب العالمية الثانية في زرع فلسفة الشك والإباحية حيث كان سارتر يقول:" افعل ماتشاء، حيث تشاء، ومتى تشاء"، أي يدعو سارتر إلى حرية الفعل، وحرية المكان، وحرية الزمان.
وقد أدخل سارتر القبلة لأول مرة إلى المسرح الغربي، كما استعمل القاموس القدحي والإباحي في أعماله الدرامية من أجل تأكيد أهمية الوجود الإنساني والدفاع عن حرية الكائن البشري، وذهب إلى أن وجود الله يضر الإنسان أكثر مما ينفعه كما ذهب إلى ذلك ڤولتير.
وقد ساعد سارتر على ظهور شباب الهيبيز الذين كانوا يتحرشون ببعضهم البعض مثليا أو جنسيا بشكل احتكاكي مفروض أو بشكل تلقائي تطوعي داخل الكهوف ومغارات سان جيرمان بپاريس.
وعندما ظهرت الاشتراكية في روسيا وانتشرت في المعسكر الشرقي، ازدادت الإباحية والتحرش الجنسي،وتعاظم الفكر المادي على حساب ماهو ديني وروحاني مع تصورات إنگلز وماركس وهيگل وفيورباخ، وأضحى الاختلاط بين الجنسين علامة مميزة للمجتمع الاشتراكي والمجتمع المدني المتحضر.
ومع إندلاع الحرب العالمية الأولى ومقتل الكثير من الرجال في الحرب، خرجت المرأة من بيتها لتحل محل الرجل في المعامل والمؤسسات الإنتاجية، وكانت هذه المناسبة بمثابة فرصة ذهبية لاتعوض بالنسبة لها، إذ استطاعت المرأة الغربية أن تفرض وجودها في الواقع الرجولي، وأن تمارس احتجاجها من أجل ممارسة حقها الشرعي في التصويت والانتخاب والترشيح، والترقي في المناصب العليا في جميع المجالات والتخصصات. وفعلا، تمكنت المرأة من منافسة قرينها الجنسي ومقابلها الذكوري، وأن تشاركه جنبا إلى جنب في المعامل والمصانع والأوراش الإنتاجية.
وقد ساهم كل هذا في انتشار التحرش الجنسي بين الطرفين داخل البيوت والمعامل ووسائل النقل والمؤسسات والمقاولات الخاصة. ومن الأسباب الأخرى التي ساعدت على التحرش الجنسي ظاهرة الشذوذ الجنسي والكبت السيكولوجي إلى جانب الوحدة والعزلة والإحساس بالنقص والدونية، فالإنسان الذي يعاني من الاضطراب النفسي، ويميل إلى السادية والمازوشية والپارانويا، ويعيش داخل عزلة حادة وغربة ذاتية ومكانية، ويعاني من النقص العضوي كالقبح والذمامة، يكون مستعدا أيما استعداد لممارسة التحرش الجنسي مع الحيوانات، والأطفال، والعجزة، والقاصرات، والمرأة، أو مع جنسه المثيل من الذكور.
وقد ساهم انتشار الإباحية في عالمنا المعاصر من خلال اختلاط الذكور بالإناث، وتراجع الوازع الديني والأخلاقي، وانتشار القنوات التلفزية والفضائيات و الڤيديو والأشرطة السينمائية، في نشر الأفلام الجنسية والأشرطة التي تهيج الغرائز الشبقية،وتساعد على التحرش الجنسي الشعوري واللاشعوري لدى الإنسان المستلب لينغمس في لقطات خليعة حتى مع أرحامه وأقربائه وفلذات أكباده، فكم من أب اغتصب بنته أو مارس الشذوذ مع ابنه! وكم من أخ تحرش بزوجة أخيه، أو تحرش بأخته التي تنام بجواره في غرفة واحدة دون أن يفصل الوالدان بينهما في الصغر!
3/ مظاهر التحرش الجنسي:
يمارس التحرش الجنسي كما هو معروف لدى الجميع داخل البيوت وفي الشوارع ووسائل النقل والساحات العمومية وفي رياض الأطفال والمدارس والجامعات والمصانع والمقاولات الخاصة ومؤسسات الدولة والهيئات العالمية كهيئة الأمم المتحدة والمكاتب والفروع التابعة لها.
هذا، وقد يمارس التحرش الجنسي من قبل الرؤساء ضد مرؤوسيه كما هو حال بيل كلينتون مع موظفة البيت الأبيض الحسناء الجميلة مونيكا،وما صدرعن موشيه كاتساف رئيس الكيان الصهيوني من تحرش جنسي مع موظفاته داخل مؤسسة الرئاسة، دون أن ننسى ما يصدر عن أصحاب المصانع والمقاولات من أفعال مشينة ماجنة ضد العاملات والسكرتيرات،حيث يتحرش هؤلاء بهن جنسيا تحت فعل الضغط المادي والمعنوي، فيكون الضغط هنا عن طريق التهديد والفضح وتوقيف الترقية وإيقاف المستخدمة من الشغل وتسريحها مع العمال وتدبير مكائد كثيرة لها قصد الإيقاع بها جنسيا.
ويكون هذا التحرش الشبقي الشهواني سببا في تعاسة المرأة العاملة عضويا ونفسيا واجتماعيا وأخلاقيا ودينيا. فثمة أمثلة كثيرة لموظفات متزوجات يتحرش بهن رؤساؤهن، حيث ينتهكون مسافة التواصل(45 سنتمترا)، فيحتكون بهن لمسا وتقبيلا وجماعا، وهناك من يضايق المرأة داخل الحافلة أو المصنع أو الجامعة، فيتحرش بها تهييجا وتغزلا و كلاما وسلوكا وممارسة عن طريق ممارسة العنف والاغتصاب والإرهاب ضدها. ولكن أخطر تحرش جنسي هو الذي يطال الأطفال الصغار من قبل مقربيهم أو من قبل الغرباء والأجانب، فيتعرضون للاعتداءات الجنسية والقرص الشهواني، والاستمتاع باللمسات الغريزية والقبل الشاذة كما يقع ذلك في الكثير من رياض الأطفال والمؤسسات التربوية.
ومن جهة أخرى، تتعرض التلميذات والطالبات للتحرش الجنسي من زملائهن في الفصل أو من قبل أساتذتهن و خصوصا أثناء فترة الامتحانات. بل الأخطر من ذلك، أننا نجد مجموعة من النساء يمارسن التحرش الجنسي بالأطفال والشباب، فنسمع الخبر العجيب في الصحف بأن ثلاث نساء من دولة خليجية - لاداعي لذكر اسم هذه الدولة- يغتصبن شابا وسيما فيمارسن ضده التحرش الجنسي بطريقة مستهجنة،وما أوردته بعض الصحف عما ارتكبه اليهودي وزوجته ضد شاب إفريقي قاصر عمره 16 سنة، إذ فرضا عليه أن يمارس الجنس معهما من أجل تصوير أفلام بونوغرافية مقابل عقد شغل. زد على ذلك أن هذا التحرش ليس قاصرا على البشر فحسب، بل يتعدى ذلك إلى ممارسته مع بعض الحيوانات كما يتبين ذلك في بعض المجتمعات العربية.
4/ نتائـــج التحرش الجنسي:
من المعلوم أن للتحرش الجنسي نتائج وخيمة، إذ يؤثر سلبا على الضحية المنتهكة وخاصة الأطفال الصغار والنساء المتزوجات. ومن هذه النتائج نذكر الآثار العضوية والبيولوجية، فالمتحرش يه جنسيا يتعرض لعدة آلام عضوية كهتك عرض البنت وفض بكارتها والتسبب في نزيف دموي داخل مؤخرة الطفل الصغير أو تمزيق الجهاز التناسلي لدى القاصرة. وكل هذه الآثار العضوية تؤثر سلبيا على الشخصية المنتهكة فتولد فيها أمراضا نفسية وعقدا سيكولوجية من الصعب الخروج منها . كما تصاب المرأة بالتوتر النفسي وتعيش تمزقا نفسيا واضطرابا داخليا خاصة إذا كانت متزوجة، كما تعيش اللامبالاة والقلق وتنطوي على نفسها، فيتحول التحرش الجنسي عندها إلى تأنيب الضمير و خيانة زوجية. كما يترتب عن التحرش الجنسي نتائج اجتماعية وأخلاقية، فتنقطع الضحية عن العمل أو الدراسة أو تهرب من المجتمع، فتعرض نفسها لعقاب سادي،بل قد يؤدي بها الأمر إلى الانتحار والموت. ونلاحظ كذلك أن المصاب بفعل التحرش الجنسي يتابع أسريا و اجتماعيا وأخلاقيا، وينظر إليه نظرة شزراء و من منظور احتقار وازدراء ولاسيما إذا كانت الضحية هي الأنثى وقد هتك عرضها وفضت بكارتها ودنس ميسم شرفها.
وقد تؤدي حالات التحرش الجنسي إلى الاغتصاب والتلذذ بالشذوذ وممارسة الزنى تحت ضغط التهديد المادي والمعنوي، ودفع الضحية إلى الدعارة وتخريب الأسرة وتشتيت الأفراد، إذا كانت الضحية المتحرش بها هي امرأة متزوجة أو مطلقة.
5/ العـــلاج والوقاية:
وبناء على ماسلف ذكره، نقترح مجموعة من الحلول وأساليب العلاج والوقاية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة والآفة المشينة التي تسمى بظاهرة التحرش الجنسي، وتمتاز هذه الحلول بكونها حلولا عامة أو حلولا خاصة يجب الأخذ بها ممارسة وواقعا لتفادي سلبيات التحرش الجنسي.
وأولى هذه الحلول تطبيق الشريعة الربانية في المجتمعات العربية والإسلامية، والالتزام بالتقوى قولا وسلوكا، والاهتداء بسنة نبينا(صلعم)، وتطبيق سياسة الفصل بين الذكور والإناث في مدارسنا وجامعاتنا وبيوتنا ومضاجعنا، والفصل بينهم في وسائل النقل مع ضرورة غض البصر من قبل الطرفين، والتشديد على ضرورة التزيي بالحجاب واللباس الساتر ولبس النقاب إن أمكن ذلك، فقد رأينا اليوم الكثير من الشابات والفتيات والنساء يثرن الفتنة والغواية بملابسهن الفاضحة وموضاتهن الغاوية التي تهيج الغرائز وتستفز الشباب الذكور، كما هو الحال في الكثير من الدول العربية كالمغرب ولبنان وتونس والجزائر وسوريا ومصر.
ونرى أنه من الواجب اليوم أن يسمح للرجال بالعمل والشغل، مع تخصيص ميزانية للمرأة وتعويض مادي يؤمن حياتها الزوجية لكي تلزم بيتها لتربية أولادها وتكوين الأجيال الصالحة، ولا تخرج المرأة إلى عملها إلا في حالات الضرورة لمزاولة أعمال تتلاءم مع طبيعة الأنثى كطبيبة متخصصة في الأمراض النسائية وقابلة ومدرسة للبنات والطالبات، مع بناء الدولة لأسواق خاصة بالنساء كما هو حال سوق النساء في مدينة الحسيمة بالمغرب.
أضف إلى ذلك، لابد من حماية الطفل ورعايته ومراقبته من قبل والديه، وألا يترك منفردا وحيدا في الأماكن المهجورة، أو ينقل في سيارة النقل المدرسي مع أشخاص غرباء وأجانب. ولابد من التشديد قانونيا وجزائيا في تجريم فعل التحرش الجنسي وتتبع الجناة جنائيا. و لابد من زيارة الطبيب لمداواة الضحية عضويا وجسديا كمراقبة بكارة الأنثى ومؤخرة الطفل، واستشارة الطبيب النفساني لإيجاد حلول علاجية نفسية لتفادي الصدمات الممكنة التي قد تؤثر سلبا على الضحية، وإيجاد حلول اجتماعية لدفع الضحية للتأقلم من جديد مع الواقع، أو تهجيرها إلى حي آخر أو مدينة أخرى أو بلد آخر، والتصدي للقنوات الفضائية التي تهيج الغرائز الجنسية وتدفع المتفرجين إلى التحرش الجنسي. وينبغي للدولة الراعية أيضا أن تفرض الزواج على المطلقين والشواذ والموظفين العزاب لحماية المجتمع من سلوكياتهم المثيرة. ولكن في الحقيقة، يبقى الرادع الأخلاقي والديني من السبل الكفيلة للحد من ظاهرة التحرش الجنسي.
خاتمـــة
:
ونصل، في الأخير، إلى أن ظاهرة التحرش الجنسي هي ظاهرة قديمة ارتبطت بالشذوذ والإشباع الحضاري، وتطور الدول ماديا وتقنيا، وتحقيقها للترف والمجد المبالغ فيه.
وقد أخبرنا القرآن بانتشار الظاهرة اللواطية قديما بين قوم لوط عليه السلام، لكن هذا التحرش الجنسي قد ازداد في المجتمعات المادية التي لاتؤمن بالدين والتصوف والرادع الروحاني والأخلاقي كما هو حال المجتمعات الغربية المنحلة عقائديا والمتفسخة قيميا والتي كثر فيها التحرش الجنسي كما في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول الغربية والمجتمع الاشتراكي وأمريكا اللاتينية وأفريقيا السوداء.
بيد أن هذه الظاهرة الخطيرة لم تقتصر فقط على الشعوب الغربية التي طغت عليها الفلسفة المادية ذات البعد الإباحي، بل وجدناها تتفشى في المجتمعات العربية الإسلامية بسبب انحرافنا عن شريعة الله وسنة الرسول
منقول
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article11942