خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:25

    التحــــرش الجنسي

    بقلم الدكتور جميل حمداوي
    كاتب مغربي




    يعد التحرش الجنسي من أهم الظواهر الإجتماعية الخطيرة التي ظهرت في مجتمعاتنا الحديثة مع التطور العلمي والثقافي والتكنولوجي والإعلامي، وتفسخ الأخلاق والقيم بعد ابتعاد الإنسان عن العقائد والديانات السماوية، وانفتاح الأنا على الغير انفتاحا قائما على الغواية والإفتتان والتحرش والإفساد خاصة مع تطور الأنظمة الرأسمالية والليبرالية المعاصرة التي استهدفت وماتزال تستهدف تحويل العالم بشساعته الممتدة إلى قرية صغيرة منصهرة إقتصاديا وإاجتماعيا وثقافيا وإعلاميا مع نشر ثقافتها التغريبية وقيمها المادية الإباحية التي تسعى إلى تحطيم أخلاق شباب العالم ولاسيما الشباب العربي المسلم.

    كما عمل النظام الإشتراكي على محاربة الدين الذي اعتبرته أفيون الشعوب، واستهانت بالقيم الدينية والروحية ورجحت القيم المادية الكمية التبادلية على حساب القيم الإستعمالية والقيم الدينية والأخلاقية. زد على ذلك أن إقبال المرأة على سوق العمل منذ إندلاع الحرب العالمية الأولى، واحتكاكها بعالم الشغل وعالم الرجال، أدى ذلك إلى تنامي ظاهرة التحرش الجنسي ليتخذ أشكالا مختلفة في المجتمع الغربي، دون أن ننسى تفاقم الإباحية في المجتمعات المادية وانتشار ظاهرة الإشباع الحضاري التي ترتب عنها تفسخ الأخلاق وظهور ما يسمى بالشذوذ الأخلاقي والجنسي.

    إذاً، ماهو التحرش الجنسي لغة واصطلاحا؟ وما أسبابه ؟ وما تجلياته في مجتمعاتنا المعاصرة سواء أكانت غربية أم شرقية؟ وماهي الحلول وسبل العلاج والوقاية للحد من هذه الظاهرة الموبوءة وهذه الآفة الاجتماعية الخطيرة خاصة في عالمنا العربي والإسلامي؟
    1/ مفهوم التحرش الجنسي:



    من المعروف أن التحرش أو الحرش أو التحريش كلها مشتقة من الفعل الثلاثي حرش وهو: " إغراؤك الإنسان والأسد ليقع بقرنه. وحرش بينهم: أفسد وأغرى بعضهم ببعض. والحرش:أن تهيج الضب في جحره. والاحتراش: الجمع والكسب والخداع. وحرش البعير بالعصا:حك في غاربه ليمشي. والحارش: بثور تخرج في ألسنة الناس والإبل، وحرش المرأة حرشا: جامعها. واحترش القوم: حشدوا. وقيل: كل شيء خشن أحرش وحرش؛ والحريش:نوع من الحيات أرقط. والحرشاء: خردل البر. والحرشاء: ضرب من النبات. وحريش: قبيلة من بني عامر، وقد سمت حريشا ومحرشا وحراشا."

    ومن هنا، فالتحرش هو إستغواء الآخر وتهييجه وإثارة عواطفه ومشاعره وغرائزه الجنسية والعاطفية، ودفعه لممارسة فعل مذموم ومكروه ومحرم، وقد يكون هذا الفعل سلوكا جنسيا أو زنى أو جماعا منبوذا أو إفسادا يمس المرأة أو الطفل أو الحيوان. ويعني هذا أن التحرش مبني على الغواية والفتنة وإثارة الآخر واستمالته عاطفيا ووجدانيا وانفعاليا وغريزيا وحركيا، وتهييجه جسديا وجنسيا عبر آليات تواصلية لفظية وغير لفظية للإيقاع به حيلة وخداعا واستهواء وانتشاء ولذة.

    هذا، وقد يؤدي التحرش المبني على الإغراء والغواية وإظهار المفاتن إلى الفساد والخراب وإماتة القلوب وهد البيوت وقتل النفوس والاستهتار بشرائع الله وأوامره ونواهيه. كما أن التحرش ممارسة هو إخراج الآخر من حالته الساكنة الهادئة وتهييجه خداعا ونفاقا وتسويفا واحتيالا، وإثارته افتتانا ومتعة وغواية من أجل الاستحواذ عليه وممارسة الأفعال المشينة ضده.

    ويعني هذا أن التحرش الجنسي إاستفزاز الآخر وتهييجه شبقيا من أجل جذبه لممارسة سلوك جنسي عن طريق التلميح البصري أو الاستغواء الإشاري أو استغلال كل آليات التواصل غير اللفظي الإباحي لدغدغة عواطف المخاطب وجره لاقتراف فعل جنسي ذميم إما بشكل تطوعي وإما تحت الضغط والتهديد الذي يكون بدوره ماديا أو معنويا أو رمزيا. وقد يتجاوز التحرش الجنسي ماهو بصري وسيميائي إلى ماهو شفوي عن طريق استعمال التنكيت الإباحي واستخدام القاموس البورنوغرافي واللغة الوردية وتشغيل الملفوظات الجنسية وإظهار الصور الخليعة التي تهيج الغرائز أو التلذذ بمتعة الهاتف وغوايته أو توظيف الشات الإلكتروني للحصول على اللذة ومتعة الصورة.

    ومن المعروف أن التحرش الجنسي يبدأ بالتأمل واستطالة النظرة والغمز بالعيون ولمس اليد و الشعر وأطراف الجسد، والانتقال إلى الابتسامة والتغزل المادي والإباحي، وضرب الموعد وتحديد اللقاء، وارتكاب ما هو ممقوت دينيا وأخلاقيا كالزنى والشذوذ والاغتصاب والجنس.

    وقد يتم هذا التحرش الجنسي في فضاءات مكانية متنوعة وفي أزمنة مختلفة: في البيت والشارع والساحة العمومية ووسائل النقل والمؤسسات الرسمية والخاصة، في الليل أو النهار، في الغداة أو الرواح. ويرتكب هذا التحرش الجنسي ضد الحيوانات والأطفال والقاصرات والمرأة والشباب والرجال والشواذ والعجزة.

    ومن ثم، يبتدئ التحرش الجنسي من لحظة المضايقات البسيطة مرورا بلحظات الإنتهاكات الجادة وصولا بلحظات الإفساد والممارسة الجنسية. وبالتالي، فالتحرش الجنسي هو إيذاء الآخر والاستئساد عليه جسديا ونفسيا واجتماعيا، كما أنه سلوك عنصري غير شرعي يمارسه الأقوياء ضد الضعفاء، والذكور ضد الإناث، والرؤساء ضد المرؤوسين،والكبار ضد الأطفال أو القاصرات، والبشر ضد الحيوانات.
    2/ أسباب التحرش الجنسي:



    من الأسباب والدواعي التي ساهمت في ظهور التحرش الجنسي التطور العلمي والتكنولوجي والإعلامي والثقافي الذي واكب القرن العشرين في جميع النواحي والمجالات والأصعدة، وقد أدى هذا التطور إلى تحقيق الإشباع المادي الذي بدوره أفرز ممارسة سلوكيات شاذة كزواج المثليين، والاستهتار بالقيم الأخلاقية، وممارسة الأفعال الجنسية بدون رقيب ولا حسيب.

    وقد ساهمت الفلسفة الوجودية مع جان پول سارتر التي واكبت ويلات الحرب العالمية الثانية في زرع فلسفة الشك والإباحية حيث كان سارتر يقول:" افعل ماتشاء، حيث تشاء، ومتى تشاء"، أي يدعو سارتر إلى حرية الفعل، وحرية المكان، وحرية الزمان.

    وقد أدخل سارتر القبلة لأول مرة إلى المسرح الغربي، كما استعمل القاموس القدحي والإباحي في أعماله الدرامية من أجل تأكيد أهمية الوجود الإنساني والدفاع عن حرية الكائن البشري، وذهب إلى أن وجود الله يضر الإنسان أكثر مما ينفعه كما ذهب إلى ذلك ڤولتير.

    وقد ساعد سارتر على ظهور شباب الهيبيز الذين كانوا يتحرشون ببعضهم البعض مثليا أو جنسيا بشكل احتكاكي مفروض أو بشكل تلقائي تطوعي داخل الكهوف ومغارات سان جيرمان بپاريس.

    وعندما ظهرت الاشتراكية في روسيا وانتشرت في المعسكر الشرقي، ازدادت الإباحية والتحرش الجنسي،وتعاظم الفكر المادي على حساب ماهو ديني وروحاني مع تصورات إنگلز وماركس وهيگل وفيورباخ، وأضحى الاختلاط بين الجنسين علامة مميزة للمجتمع الاشتراكي والمجتمع المدني المتحضر.

    ومع إندلاع الحرب العالمية الأولى ومقتل الكثير من الرجال في الحرب، خرجت المرأة من بيتها لتحل محل الرجل في المعامل والمؤسسات الإنتاجية، وكانت هذه المناسبة بمثابة فرصة ذهبية لاتعوض بالنسبة لها، إذ استطاعت المرأة الغربية أن تفرض وجودها في الواقع الرجولي، وأن تمارس احتجاجها من أجل ممارسة حقها الشرعي في التصويت والانتخاب والترشيح، والترقي في المناصب العليا في جميع المجالات والتخصصات. وفعلا، تمكنت المرأة من منافسة قرينها الجنسي ومقابلها الذكوري، وأن تشاركه جنبا إلى جنب في المعامل والمصانع والأوراش الإنتاجية.

    وقد ساهم كل هذا في انتشار التحرش الجنسي بين الطرفين داخل البيوت والمعامل ووسائل النقل والمؤسسات والمقاولات الخاصة. ومن الأسباب الأخرى التي ساعدت على التحرش الجنسي ظاهرة الشذوذ الجنسي والكبت السيكولوجي إلى جانب الوحدة والعزلة والإحساس بالنقص والدونية، فالإنسان الذي يعاني من الاضطراب النفسي، ويميل إلى السادية والمازوشية والپارانويا، ويعيش داخل عزلة حادة وغربة ذاتية ومكانية، ويعاني من النقص العضوي كالقبح والذمامة، يكون مستعدا أيما استعداد لممارسة التحرش الجنسي مع الحيوانات، والأطفال، والعجزة، والقاصرات، والمرأة، أو مع جنسه المثيل من الذكور.

    وقد ساهم انتشار الإباحية في عالمنا المعاصر من خلال اختلاط الذكور بالإناث، وتراجع الوازع الديني والأخلاقي، وانتشار القنوات التلفزية والفضائيات و الڤيديو والأشرطة السينمائية، في نشر الأفلام الجنسية والأشرطة التي تهيج الغرائز الشبقية،وتساعد على التحرش الجنسي الشعوري واللاشعوري لدى الإنسان المستلب لينغمس في لقطات خليعة حتى مع أرحامه وأقربائه وفلذات أكباده، فكم من أب اغتصب بنته أو مارس الشذوذ مع ابنه! وكم من أخ تحرش بزوجة أخيه، أو تحرش بأخته التي تنام بجواره في غرفة واحدة دون أن يفصل الوالدان بينهما في الصغر!
    3/ مظاهر التحرش الجنسي:



    يمارس التحرش الجنسي كما هو معروف لدى الجميع داخل البيوت وفي الشوارع ووسائل النقل والساحات العمومية وفي رياض الأطفال والمدارس والجامعات والمصانع والمقاولات الخاصة ومؤسسات الدولة والهيئات العالمية كهيئة الأمم المتحدة والمكاتب والفروع التابعة لها.

    هذا، وقد يمارس التحرش الجنسي من قبل الرؤساء ضد مرؤوسيه كما هو حال بيل كلينتون مع موظفة البيت الأبيض الحسناء الجميلة مونيكا،وما صدرعن موشيه كاتساف رئيس الكيان الصهيوني من تحرش جنسي مع موظفاته داخل مؤسسة الرئاسة، دون أن ننسى ما يصدر عن أصحاب المصانع والمقاولات من أفعال مشينة ماجنة ضد العاملات والسكرتيرات،حيث يتحرش هؤلاء بهن جنسيا تحت فعل الضغط المادي والمعنوي، فيكون الضغط هنا عن طريق التهديد والفضح وتوقيف الترقية وإيقاف المستخدمة من الشغل وتسريحها مع العمال وتدبير مكائد كثيرة لها قصد الإيقاع بها جنسيا.

    ويكون هذا التحرش الشبقي الشهواني سببا في تعاسة المرأة العاملة عضويا ونفسيا واجتماعيا وأخلاقيا ودينيا. فثمة أمثلة كثيرة لموظفات متزوجات يتحرش بهن رؤساؤهن، حيث ينتهكون مسافة التواصل(45 سنتمترا)، فيحتكون بهن لمسا وتقبيلا وجماعا، وهناك من يضايق المرأة داخل الحافلة أو المصنع أو الجامعة، فيتحرش بها تهييجا وتغزلا و كلاما وسلوكا وممارسة عن طريق ممارسة العنف والاغتصاب والإرهاب ضدها. ولكن أخطر تحرش جنسي هو الذي يطال الأطفال الصغار من قبل مقربيهم أو من قبل الغرباء والأجانب، فيتعرضون للاعتداءات الجنسية والقرص الشهواني، والاستمتاع باللمسات الغريزية والقبل الشاذة كما يقع ذلك في الكثير من رياض الأطفال والمؤسسات التربوية.

    ومن جهة أخرى، تتعرض التلميذات والطالبات للتحرش الجنسي من زملائهن في الفصل أو من قبل أساتذتهن و خصوصا أثناء فترة الامتحانات. بل الأخطر من ذلك، أننا نجد مجموعة من النساء يمارسن التحرش الجنسي بالأطفال والشباب، فنسمع الخبر العجيب في الصحف بأن ثلاث نساء من دولة خليجية - لاداعي لذكر اسم هذه الدولة- يغتصبن شابا وسيما فيمارسن ضده التحرش الجنسي بطريقة مستهجنة،وما أوردته بعض الصحف عما ارتكبه اليهودي وزوجته ضد شاب إفريقي قاصر عمره 16 سنة، إذ فرضا عليه أن يمارس الجنس معهما من أجل تصوير أفلام بونوغرافية مقابل عقد شغل. زد على ذلك أن هذا التحرش ليس قاصرا على البشر فحسب، بل يتعدى ذلك إلى ممارسته مع بعض الحيوانات كما يتبين ذلك في بعض المجتمعات العربية.
    4/ نتائـــج التحرش الجنسي:



    من المعلوم أن للتحرش الجنسي نتائج وخيمة، إذ يؤثر سلبا على الضحية المنتهكة وخاصة الأطفال الصغار والنساء المتزوجات. ومن هذه النتائج نذكر الآثار العضوية والبيولوجية، فالمتحرش يه جنسيا يتعرض لعدة آلام عضوية كهتك عرض البنت وفض بكارتها والتسبب في نزيف دموي داخل مؤخرة الطفل الصغير أو تمزيق الجهاز التناسلي لدى القاصرة. وكل هذه الآثار العضوية تؤثر سلبيا على الشخصية المنتهكة فتولد فيها أمراضا نفسية وعقدا سيكولوجية من الصعب الخروج منها . كما تصاب المرأة بالتوتر النفسي وتعيش تمزقا نفسيا واضطرابا داخليا خاصة إذا كانت متزوجة، كما تعيش اللامبالاة والقلق وتنطوي على نفسها، فيتحول التحرش الجنسي عندها إلى تأنيب الضمير و خيانة زوجية. كما يترتب عن التحرش الجنسي نتائج اجتماعية وأخلاقية، فتنقطع الضحية عن العمل أو الدراسة أو تهرب من المجتمع، فتعرض نفسها لعقاب سادي،بل قد يؤدي بها الأمر إلى الانتحار والموت. ونلاحظ كذلك أن المصاب بفعل التحرش الجنسي يتابع أسريا و اجتماعيا وأخلاقيا، وينظر إليه نظرة شزراء و من منظور احتقار وازدراء ولاسيما إذا كانت الضحية هي الأنثى وقد هتك عرضها وفضت بكارتها ودنس ميسم شرفها.

    وقد تؤدي حالات التحرش الجنسي إلى الاغتصاب والتلذذ بالشذوذ وممارسة الزنى تحت ضغط التهديد المادي والمعنوي، ودفع الضحية إلى الدعارة وتخريب الأسرة وتشتيت الأفراد، إذا كانت الضحية المتحرش بها هي امرأة متزوجة أو مطلقة.
    5/ العـــلاج والوقاية:



    وبناء على ماسلف ذكره، نقترح مجموعة من الحلول وأساليب العلاج والوقاية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة والآفة المشينة التي تسمى بظاهرة التحرش الجنسي، وتمتاز هذه الحلول بكونها حلولا عامة أو حلولا خاصة يجب الأخذ بها ممارسة وواقعا لتفادي سلبيات التحرش الجنسي.

    وأولى هذه الحلول تطبيق الشريعة الربانية في المجتمعات العربية والإسلامية، والالتزام بالتقوى قولا وسلوكا، والاهتداء بسنة نبينا(صلعم)، وتطبيق سياسة الفصل بين الذكور والإناث في مدارسنا وجامعاتنا وبيوتنا ومضاجعنا، والفصل بينهم في وسائل النقل مع ضرورة غض البصر من قبل الطرفين، والتشديد على ضرورة التزيي بالحجاب واللباس الساتر ولبس النقاب إن أمكن ذلك، فقد رأينا اليوم الكثير من الشابات والفتيات والنساء يثرن الفتنة والغواية بملابسهن الفاضحة وموضاتهن الغاوية التي تهيج الغرائز وتستفز الشباب الذكور، كما هو الحال في الكثير من الدول العربية كالمغرب ولبنان وتونس والجزائر وسوريا ومصر.

    ونرى أنه من الواجب اليوم أن يسمح للرجال بالعمل والشغل، مع تخصيص ميزانية للمرأة وتعويض مادي يؤمن حياتها الزوجية لكي تلزم بيتها لتربية أولادها وتكوين الأجيال الصالحة، ولا تخرج المرأة إلى عملها إلا في حالات الضرورة لمزاولة أعمال تتلاءم مع طبيعة الأنثى كطبيبة متخصصة في الأمراض النسائية وقابلة ومدرسة للبنات والطالبات، مع بناء الدولة لأسواق خاصة بالنساء كما هو حال سوق النساء في مدينة الحسيمة بالمغرب.

    أضف إلى ذلك، لابد من حماية الطفل ورعايته ومراقبته من قبل والديه، وألا يترك منفردا وحيدا في الأماكن المهجورة، أو ينقل في سيارة النقل المدرسي مع أشخاص غرباء وأجانب. ولابد من التشديد قانونيا وجزائيا في تجريم فعل التحرش الجنسي وتتبع الجناة جنائيا. و لابد من زيارة الطبيب لمداواة الضحية عضويا وجسديا كمراقبة بكارة الأنثى ومؤخرة الطفل، واستشارة الطبيب النفساني لإيجاد حلول علاجية نفسية لتفادي الصدمات الممكنة التي قد تؤثر سلبا على الضحية، وإيجاد حلول اجتماعية لدفع الضحية للتأقلم من جديد مع الواقع، أو تهجيرها إلى حي آخر أو مدينة أخرى أو بلد آخر، والتصدي للقنوات الفضائية التي تهيج الغرائز الجنسية وتدفع المتفرجين إلى التحرش الجنسي. وينبغي للدولة الراعية أيضا أن تفرض الزواج على المطلقين والشواذ والموظفين العزاب لحماية المجتمع من سلوكياتهم المثيرة. ولكن في الحقيقة، يبقى الرادع الأخلاقي والديني من السبل الكفيلة للحد من ظاهرة التحرش الجنسي.
    خاتمـــة



    :

    ونصل، في الأخير، إلى أن ظاهرة التحرش الجنسي هي ظاهرة قديمة ارتبطت بالشذوذ والإشباع الحضاري، وتطور الدول ماديا وتقنيا، وتحقيقها للترف والمجد المبالغ فيه.

    وقد أخبرنا القرآن بانتشار الظاهرة اللواطية قديما بين قوم لوط عليه السلام، لكن هذا التحرش الجنسي قد ازداد في المجتمعات المادية التي لاتؤمن بالدين والتصوف والرادع الروحاني والأخلاقي كما هو حال المجتمعات الغربية المنحلة عقائديا والمتفسخة قيميا والتي كثر فيها التحرش الجنسي كما في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول الغربية والمجتمع الاشتراكي وأمريكا اللاتينية وأفريقيا السوداء.

    بيد أن هذه الظاهرة الخطيرة لم تقتصر فقط على الشعوب الغربية التي طغت عليها الفلسفة المادية ذات البعد الإباحي، بل وجدناها تتفشى في المجتمعات العربية الإسلامية بسبب انحرافنا عن شريعة الله وسنة الرسول

    منقول

    http://www.diwanalarab.com/spip.php?article11942
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:28

    السؤال الأول : كيف نحمي أبنائنا من التحرش الجنسي ؟الجواب :
    1
    ـ توعية الأبناء منذ الصغر وبشكل صريح بعيد عن الابتذال والتطرف في الصراحة.
    2
    ـ أن تكون التوعية حسب عمر الطفل وتكون مبسطة جدا مع الصغار وبتوضيح اكثر مع الكبار 3 ـ عدم السماح للأطفال أن يناموا بفراش واحد .
    4
    ـ ينبغي مراقبتهم عند اللعب خاصة عندما يختلون بأنفسهم . وقد يعملون أشياء تعتمد على التقليد للكبار وببراءة .
    5
    ـ لا يسمح للأطفال اللعب مع الكبار والمراهقين لئلا يحدث المحذور عن طريق الاستغلال والاعتداء والانحراف وهذه هي الطامة الكبرى .
    6
    ـ ينبغي على الوالدين الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية فيما بينهما وأن يسيطرا على كل مجال يتيح التلصص لأبنائهما أو سماع صوتهما لان حب الاستطلاع لدى الأبناء بهذا الخصوص شديدا جدا .
    7
    ـ تجنب التحدث أو التشويق أو الإثارة الجنسية مهما كان نوعها .
    8
    ـ بعض الأمهات تلاعب طفلها بمداعبته لإغضاء جنسه وهو صغير كي تثير لديه الضحك وغرضها الدعابة ولا تدري أن هذه المداعبة ستجلب له المشاكل .

    السؤال الثاني : كيف نشجعهم في حالة تعرضوا لذلك أن يخبرونا بحيث نستطيع فعل شيء...أو على الأقل منع أي تحرشات جديدة قدر الإمكان؟الجواب :
    على الأبوين أن يحيطوا الطفل بالحنان والحب وزرع الثقة بينهم
    2
    ـ الابتعاد عن زرع الخوف في نفوس الأطفال بحيث لا يستطيع الطفل أن يكون صريحا مع والديه نتيجة لذلك الخوف
    3
    ـ أن تكون ألام قريبة لبنتها كي تساعدها على حل مشاكلها وليس هناك فتاة بدون مشاكل وقد تكون بين تلك المشاكل مشكلة التحرش الجنسي بكل أنواعه من الكلام إلى الفعل عندها تستطيع ألام أن تقدم النصائح لابنتها . وأن يكون الأب قريب لابنه كي يفصح له ما يجول بخاطره .
    4
    ـ قص أو تزويد الأبناء بقصص وحوادث تتحدث عن العفة والشرف كي يتعلموا منها العبرالسؤال الثالث :ما هي آثار التحرشات الجنسية على نفسية الطفل؟الجواب :
    للتحرشات الجنسية عواقب كثيرة منها ما يأتي :
    1
    ـ قد يتلذذ الطفل بهذا الموقف ويستمر على ذلك ويؤدي به إلى الانحراف إذا أهمل ولم لم يتلقى النصح والحذر من ذلك .
    2
    ـ يشعر بالخوف من الطرفين الإفصاح لوالديه أو للكبار خوفا من العقاب أو التندر عليه أو الاستهزاء به …الخ ومن الجانب الثاني يخاف من المعتدي عليه لأنه يهدده بالقتل أو بشيء آخر إن أفشى ذلك لأحد .
    3
    ـ يشعر بالإهانة من جراء ذلك التحرش وكم من حالات نواجهها في العيادة بأن الضحية يبكي أشد البكاء ويسأل ماذا أعمل وهذا يدل على المرارة التي يشعر بها .
    4
    ـ قد يكون الضحية عدواني انتقامي وقد يعتدي على الآخرين مثلما اعتدي عليه وتكون الحلقة مفرغة في هذا الموقف .
    5
    ـ قد يكون انطوائي منعزل يكره الآخرين ولا يرغب في العلاقات الاجتماعية
    6
    ـ منهم من يصاب بإضرابات نفسية مختلفة كالنكوص أو الكآبة وأحيانا الانتحار أو الوسواس القهري …الخ .
    7
    ـ تكون ثقته بنفسه وبالأخرى ضعيفة جدا .
    8
    ـ قد يصاب بأمراض جسمية وحتى عقلية .
    9
    ـ يصاب بالخجل ويكون من الصعب عليه التعامل معهم
    10
    ـ يصاب بالشذوذ الجنسي كاللواط للرجل أو السحاق للمرأة
    11
    ـ يعزف عن الزواج خوفا منه وإن اجبر على الزواج لا يسعد بذلك الزواج.
    12
    ـ يخجل من الإفصاح عما يعاني من أمراض في الجهاز التناسلي والتهابات مختلفة .
    13
    ـ يعاني من تأنيب الضمير الشديد
    14
    ـ تسيطر عليه أحلام اليقظة .


    السؤال الرابع : ما هو السبيل المناسب للتعامل مع طفل تعرض لتحرش جنسي وكيف يمكن إعادة إحياء نفسيته المحطمة؟الجواب :
    يتم التعامل مع الضحية بالشكل التالي :
    1
    ـ عرضه على الطبيب الجسمي والنفسي
    2
    ـ على الأبوين تخفيف وقع المشكلة عليه وتهدئته .
    3
    ـ منعه من الاتصال بمن اعتدى عليه وإن لم يكن معروفا منعه من الاتصال بالجماعة التي كان معها واختيار أصدقاء مستقيمين له .
    4
    ـ توعيته بمخاطر تكرار العمل هذا كي نحميه من الانحراف .
    5
    ـ تجنب النظر إليه على انه مجرم وإنما هو ضحية يحتاج إلى مساعدة .
    6
    ـ مساعدته على إعادة ثقته بنفسه وتقويتها .
    7
    ـ المصارحة بين القادمين على الزواج بهذا الشأن لأجل التخلص من عذاب الضمير .
    8
    ـ معاقبة المجرم الذي سبب ذلك كي يرتاح من اعتدي عليه أما اذا بقي المجرم طليقا بدون حساب يكون أثره شديدا على الضحية .
    9
    ـ إتاحة الفرصة له أن يتكلم بحرية وباطمئنان .
    10
    ـ تشجيه على نسيان ذلك .
    11
    ـ على الآهل إحاطته بالرعاية والحب والحنان .
    12
    ـ تجنب تعيره بذلك وانه جبان أو أنه عار على الآخرين وغيرها من الكلمات النابية التي تحطمه اكثر فأكثر .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:28


    • قد يكون التحرش الجنسي بسبب الرغبة في اثبات الذات .

      *
      قد يكون التحرش الجنسي نوع من انواع الهروب من مشكلة حقيقيا .

      *
      قد يكون التحرش الجنسي بغرض لفت الانتباه .

      *
      قد يكون التحرش الجنسي بسبب الفراغ العاطفي والجنسي خاصة .

      *
      قد يكون التحرش الجنسي رغبة في انتقام ما .

      *
      قد يكون التحرش الجنسي متعة نفسية لدى البعض .

      *
      قد يكون التحرش الجنسي نوع من الرفض للواقع .

      *
      قد يكون التحرش الجنسي بديلا وعوضا عن امر ما .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:30

    مروا أولادكم بالصلاة لسبع و اضربوهم عليها لعشر, و فرقوا بينهم في المضاجع ". هذا توجيه تربوي من المربي العظيم, الذي لا ينطق عن الهوى, عليه أفضل الصلوات و التسليم . لا حياء في الدين . و المواضيع التي تؤثر على الفرد , في أي مرحلة من مراحل حياته يجب طرحها للنقاش , بكل هدوء , و دون استحياء . و من أهم تلك الموضوعات : انتهاك جسد الطفل , من قبل الذين يكبرونه سنا ً . و لا يدرك الكثيرون , من الآباء و الأمهات , الرواسب السلبية التي تنمو مع الطفل الذي يتعرض الى التحرش و الإعتداء الجنسي . و مما يؤسف له بشدة , أن معظم الإعتداءات يرتكبها الأهل و الأقربون . فتيات كثيرات فشلن في حياتهن الزوجية نتيجة ما ترسب في العقل الباطني من تجارب سلبية . كرهن الحياة العاطفية . و أصبح الزوج في نظرهن وحشاً مخيفاً يذكّرهن بالمعتدي على طفولتهن . في عددنا هذا ننشر دراسة ممتازة , للأستاذة , الصحافية السعودية , ناهد سعيد باشطح . و قد حاولنا تلطيفها , و تخفيف عبارات الضحايا مراعاة لمشاعر القارئات و القراء.

    **
    مدخل:

    ورد في اتفاقية الأمم المتحدة حول حقوق الطفل ضمن المادة 19:(( تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والادارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والاهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، واساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الاساءة الجنسية، وهو في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني عليه ، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته)).
    وقد أكدت احد الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الأطفال كما ذكرت جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الضحايا الذين يعانون من الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم . وقد تبين أن هناك 77% من هؤلاء المعتدين (آباء) للأطفال الضحايا، و11% من أقاربهم .
    وان أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفين للضحية تربطهم بالطفل علاقة قربى أو معرفة.
    ونشر في كتاب (الطفل العربي والمستقبل) للدكتور عماد زكي أن "مائة مليون طفل عربي يشكلون 45% من مجموع العرب وأعلى نسب الأطفال في العالم
    وتقول الإحصاءات أن أطفالنا هؤلاء يشكلون أعلى نسبة من نسب الأطفال مقارنة بأي شعب آخر" ومع ذلك فنحن نعاني من افتقاد بعض الأسر للوعي بحماية الطفل داخلها قبل أن تحميه من الخطر في الخارج .
    من هنا، من النقطة التي تؤكد أن تعنيف الطفل ظاهرة عالمية وانه يكثر داخل الأسرة وان مصدر ألامان بالنسبة إلى الطفل هو سبب إيذائه رأيت أن ندخل إلى أعماق هذه المنطقة الشائكة ...نتطرق إلى مفهوم القضية نظريا ثم ندخل إلى أعماق الأسر المهترئة والتي يؤذى فيها الطفل وتحديدا لا يحترم جسد ه نتيجة إهمال الأسرة أو دون قصد .
    إننا حين نفتح ملفا بهذه الدرجة من الحساسية فنحن نستنهض الوعي لدى الأسر المهملة عن جهل أو انحراف في الفطرة ونحيي الأسر التي استطاعت أن تتبع أساليب التنشئة الإسلامية لحماية الأطفال خارجها وداخلها بوعي ومسئولية تجاه الاطفال الذين هم امانة في اعناقنا .

    *
    تعريف الاستغلال الجنسي لجسد الطفل :

    "
    هو اتصال جنسي بين طفل لبالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة والسيطرة عليه " ( لوجسي، 1991؛ ميكلوبتس؛ لفشيتس، 1995). هذا الاستغلال يعرف على انه دخول بالغين وأولاد غير ناضجين وغير واعين لطبيعة العلاقة الخاصة جدا وماهيتها ، كما أنهم لا يستطيعون إعطاء موافقتهم لتلك العلاقة والهدف هو إشباع المتطلبات والرغبات لدى المعتدي ، وإذا ما حدث داخل إطار العائلة من خلال أشخاص محرمين على الطفل فيعتبر خرق ونقد للتابو المجتمعي حول وظائف العائلة ويسمى سفاح القربى أو ( قتل الروح ) حسب المفاهيم النفسية وذلك لأن المعتدي يفترض عادة أن يكون حامي للطفل ، ويعرف سفاح القربى حسب القانون على انه " ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد العائلة" ( لوجسي،1991 )
    ويقصد بهذا النوع من الاستغلال :-
    -
    كشف الأعضاء التناسلية.
    -
    إزالة الملابس والثياب عن الطفل.
    -
    ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة .
    -
    التلصص على طفل.
    -
    تعريضه لصور فاضحة ، أو أفلام.
    -
    أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة .
    -
    اغتصاب. ( مكلوبتس؛ لفشيتس، 1995)

    **
    كيفية الانتهاك :
    المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل و له علاقة ثقة و قرب للضحية و قد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحيةويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب، و هو استخدام الرشوة، و الملاطفة، تقديم الهدايا...الخأو الترهيب أو التهديد: و هو التخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء. و ذلك عن طريق: الضرب، التهديد بالتوقف عن حب الطفل أو عدم أخذ الطفل إلى أماكن يحبها، التخلي عن الطفل بأنه السبب لأنه هو يريد ذلك.
    هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع و عدم الكشف عنه.
    ونادرا ما يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها الأمر الذي يثير شكوكا حول ذلك

    **
    لماذا تستغل البراءة ؟:
    يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد يبرر حدوث العنف نحو الطفل، وإنما هي عدة عوامل متشابكة تتفاعل في سياق اجتماعي وثقافي محدد . ويمكن إجمال هذه الأسباب ضمن تصنفين للأستاذة لميس ناصر :
    أ- العوامل الديمغرافية وهي:
    ((
    العوامل الاجتماعية /العوامل السياسية / العوامل النفسية/ العوامل الاقتصادية /العوامل القانونية وأهمها "عدم كفاية القوانين التي تحكم الاعتداءات الجنسية على المرأة والطفل"/
    قصور التعامل لدى الجهات الأمنية مع مشكلات العنف /عدم وضوح بعض المفاهيم قانونياً "الإساءة الجنسية … وغيرها"/وسائل الإعلام التي تكرس مظاهر العنف في البرامج التلفزيونية ، والكومبيوتر ، والألعاب الإلكترونية مما يؤدي إلى انتشار حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة فالجرعات الإعلامية الزائدة من العنف تبطل الحساسية ، تجاهه .
    ب- عوامل الخطورة :
    وتتضح في الآتي :
    *
    عوامل الخطورة المرتبطة بالمسيء :
    ويكون المسيء في الغالب شخصاً قد أسيء إليه جسدياً ، عاطفياً ، أو جنسياً ، او يكون قد عاني من الإهمال وهو طفل .
    *
    عوامل الخطورة المرتبطة بالمساء إليه / إليها :
    بعض صفات الأطفال الجسدية والعاطفية قد تقلل من حصانتهم للإساءة، اعتماداً على تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة لدى الوالدين
    (
    الإعاقة ، المرض المزمن ، الانعزالي الخ .. )
    *
    عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة :
    بعض العائلات لها صفات محدده تزيد من احتمالية الإساءة فيها (النزاعات الزوجية، الضغوطات المالية والوظيفية ، الانعزال ) .
    *
    عوامل الخطورة المرتبطة بالمحيط :
    تنتشر الإساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها ، وما يعتبر في مجتمع ما إساءة ليس كذلك في مجتمع آخر . ( مفهوم العقاب الجسدي ، القيم )
    ولابد أن نذكر أن وجود عوامل الخطورة المذكورة آنفاً لا يعني بالضرورة أن تؤدي إلى العنف والإساءة ، وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها مع بعضها البعض

    **
    الآثار الجسدية و السلوكية و النفسية لانتهاك جسد الطفل:-
    أورد هنا بعض مما استطعت تجميعه عبر مواقع الانترنت من معلومات حول بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر الأسرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة او ازمة ايا كان نوعها :
    -
    أ-الدلائل الجسدية (تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية).
    صعوبة في المشي أو الجلوس. أمراض و أوجاع في الأعضاء التناسلية.
    إفرازات أو نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى البول. أوجاع بالرأس أو الحوض.
    -
    ب- الدلائل السلوكية
    الانطواء و الانعزال. الانشغال الدائم بأحلام اليقظة و عدم النوم و كثرة الكوابيس و الأحلام المزعجة. تدني المستوى الأكاديمي، و عدم المشاركة في النشاطات المدرسية و الرياضية. التسرب أو الهروب من المدرسة.
    تورط الطفل في مسالك انحرافية ضد أبناء صفه. عدم الثقة بالنفس و الآخرين و العدوانية. تشويه الأعضاء التناسلية و تعذيب النفس. الرعب و القلق الدائم.
    وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية، استفزازية للآخرين.
    ج- الدلائل النفسية :
    تذكر د. نادية عوض أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو الطفل؛ بحيث ينجذب الطفل شيئًا فشيئًا إلى الشذوذ الجنسي - كما يقول العلماء- من ضمنها تعرض الطفل لاعتداء جنسي.
    ففي بحث للعالم الأمريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996 ظهر أن 49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة!..

    نقلا عن : العدد 63 من مجلة لها الصادرة عن دار الحياة في 5/12/2001م



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:31

    رأي الإسلام وحكمته في الوعي الجنسي :

    لقد تميز الإسلام بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور حياته الخاصة .. إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علم الصحابة والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط كل ما يتعلق بالأمور الخاصة جدا لأن الجنس جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول-ص- بين الخطاب الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول -ص-((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع)).
    وقد أشار الأخصائي النفسي بديع القشاعلة في مقال له بعنوان "نظريات في علم النفس والحديث الشريف" إلى حكمة التربية في هذا الحديث بقوله :
    ((
    يحدد محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فترات زمنية للتعامل مع الطفل.... أما الجزء الأخير من الحديث وهو "فرقوا بينهم في المضاجع" فنابعٌ من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة والتي تعد نقطة تحول من الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي والذي يبدأ مع مرحلة البلوغ، حيث نجد أن الأطفال حينما يصلون إلى سن العاشرة يكثر لديهم حب الاستطلاع عن النواحي الجنسية والفسيولوجية كما وأن الانتباه في هذه المرحلة يزداد وتزداد دقته الأمر الذي يساعده على إدراك الاختلاف بين الأشياء وإدراك الشبه أيضاً بينها. نتيجة لهذا فإنه يستطيع أن يقدم تفسيراً بسيطاً للأمور، وهذه صورة راقية من التفكير لم نكن نلحظها في المراحل السابقة من النمو.
    إن هذه الفترة هي فترة ميل إلى الأمور الجنسية والتعرف عليها والعبث بها وهذا جعله الله تعالى ليكون تمهيداً لمرحلة البلوغ والتي يمكن أن تحدث فيها عملية الزواج.)،
    ويقول د. حامد زهران أستاذ الصحة النفسية بان علينا كمربين أن نعرف أن الأطفال يصلهم معلومات من زملائهم في المدرسة والشارع.. وقد يقرأون كتبا بها أفكار مشوهة، وقد يطلعون في عصرنا الحالي علي مصادر سيئة في الإنترنت، وهناك ايضا القنوات الفضائية ،علينا أن نعلم أطفالنا آداب السلوك الجنسي. إن أقرب العلوم للتربية الجنسية هي التربية الدينية، لأن الدين يعترف تماما بالغريزة الجنسية وينظم السلوك الجنسي تماما من الناحية الدينية قبل أي شيء آخر، ولهذا فالمفروض أن نهتم بتعليم أحكام الدين.. وحدود الله فيما يتعلق بالسلوك الجنسي والحلال والحرام فيه.. ومن هنا سنجد أن الإطار الذي نتحدث عنه سوف يؤدي إلي نتائج أفضل من إهماله..
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:32

    إن الجنس وقضاياه في العالم العربي منطقة شائكة لا يشجع الاباء ابنائهم على معرفة ماهيتها وهذا لا يقيهم شوك الجهل بل على العكس ان جهل الطفل باحترام جسده وبثنا له الرعب من منعه من التحدث في امور الجنس يعرضه لمخاطر كثيرة اخطرها سكوته في حال انتهاك حرمة جسده
    تقول الأستاذة منى يونس :
    (
    لا بد من رفع الالتباس لدى الأكثرية من أولياء الأمور بين "الإعلام الجنسي" الذي هو إكساب الفتى/ البنت معلومات معينة عن موضوع الجنس، و"التربية الجنسية" التي هي أشمل ؛ إذ إنها تشمل الإطار القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الطفل من هذا الموضوع في المستقبل).
    ان أهم ما لأجله لابد أن نؤسس ثقافة جنسية مستندة على القيم الإسلامية لأطفالناالحاجات الجنسية للطفولة الوسطى(6-9) والتي يذكر د. زيدان عبد الباقي أنها مرحلة كمون جنسي (latency period) ومع نهايتها وبداية الطفولة المتأخرة (9-12) ينفق الطفل كثيرا من وقته في استطلاع الجسم ووظائفه ومعرفة الفروق بين الجنسين وقد يميل بعض الأطفال إلى القيام ببعض التجارب الجنسية واللعب الجنسي مع بعضهم البعض ولكن الخطر أن قلة من كبار السن " الشاذين جنسيا " قد يستغلون الأطفال في إشباع دوافعهم الجنسية الأمر الذي يحدث في الطفل جرحين جسدي ونفسي من هنا كان تحذيرنا ومطالبتنا بالحفاظ على الأبناء الصغار
    ذلك أن الأطفال في هذه السن لا يدركون خطورة النواحي الجنسية حيث لا تزال الطاقة الجنسية كامنة لديهم واهتمامهم موجه إلى نفس الجنس
    إن الرغبة في اللعب الجنسي تزداد وقد تتحول إلى عادة سرية أو لمجرد تقليد لطفل أو لصبي يمارس تلك العادة أمام الآخرين
    قد يحدث التجريب الجنسي فلا يمارس بالمعنى المعروف ولكنه مجرد عرض الأطفال لأعضائهم التناسلية
    وترتيبا على ذلك يحتاج الطفل من أبويه أن ينظرا إلى النواحي الجنسية نظرة موضوعية أي عادية باعتبار الجنس جزء من الحياة الاجتماعية وليس في مناقشته خطيئة أو إثم .)
    ***
    نموذج للتجربة العلاجية العربية:
    الحقيقة ان دول العالم العربي تهتم بقضايا الطفولة ولكن فيما يتعلق تحديدا بانتهاك حرمة جسد الطفل داخل الاسرة "موضوعنا" فان الجهود حثيثة فضلا عن ان بعض الدول لا تعترف بوجوده كظاهرة تستحق العلاج على انني وعبر بحث متواصل وجدت ان تجربة الاردن جديرة بالطرح كتجربة واعية وفاعلة
    ففي عمان انشات وزارة الداخلية الأردنية ادارة حماية الاسرة وأوكلت إليها مسئولية مواجهة جرائم الاعتداء في العاصمة عمان كخطوة أولي قابلة للتعميم‏، قوبلت بالمعارضة الشديدة من البعض ثم اثبتت نجاحها من خلال النتائج التي حققتها
    في عام‏1998‏ وهو العام الذي أنشئت فيه الإدارة وصلت إليهم‏295‏ حالة تحرش جنسي ضد الأطفال‏.‏ مثلت حالات زنا المحارم نسبة غير متواضعة منها‏.‏ وفي العام التالي‏,‏ وبعد أن اتسع نشاط الإدارة واتسعت معرفة الناس بها‏,‏ عالجت الإدارة‏ ،أما في عام‏2000‏ فقد عملت الإدارة علي معالجة‏631‏ حالة جاءت إليها بإرادة الاطراف وفي عمان ايضا في العام ذاته افتتح "دار الأمان" وهو اول مركز متخصص في الوطن العربي في مجال حماية الاطفال من مختلف صور الانتهاكات.
    وهو متخصص اساسا في اعادة التاهيل ومعاملة ضحايا الانتهاكات.. الاطفال واسرهم. و يستقبل المركز كل انتهاكات الاطفال سواء كانت جنسية او بدنية او بسبب الاهمال. "
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:35

    ونحن نحاول تلمس أبعاد " انتهاك حرمة جسد الاطفال " ، لا ندعي أنا نفتح جرح مكلوم او ان ما نتحدث عنه ظاهرة ملموسة بقدر ما ان نقص الوعي لدى بعض الاسر يعرض الطفل للاساءة ،من بدايات الحديث في الصحف كانت مقالات نشرت للدكتورة " هناء المطلق" في عام 1998م في جريدة الجزيرة قوبلت المقالات بردود فعل ملفتة للنظر لعل أهمها مجموعة كبرى من رسائل الضحايا المعتدى عليهم نشر بعضها على صفحات الجريدة وبقى الاخر رسائل كثيرة لدى الدكتورة أطلعتني عليها مع التحفظ والسرية التامة للأسماء والتفاصيل الموحية للحالة .
    تسائلت د. هناء في مقالها "القمقم" المنشور عام 1998م في جريدة الجزيرةماذا نفعل للطفل بعد ان يتعرض الى تحرش جنسي من قبل الكبار؟وشرحت في المقالة الية التعامل مع الطفل الذي نشك في تعرضه للايذاء واوصت الامهات بان يتركن المجال للطفل ليعبر بالكلام او الرسم كما نبهت الى علاقة الاحلام بالتجارب الدفينة واهمية تحليلهاوفي مقال تلاه اشارت د. هناء في عمودها الصحفي في جريدة الجزيرة الى الرسائل التي وردت اليها والتي نشرت في الجريدة تطالبها بالحديث اكثر عن التحرش الجنسي داخل الاسرة واوردت حالة فتاة اسمتها شيخة اعتدى عليها اخوها عندما ذهبت والدتها الى مكة للعمرة وعندما عادت والدتها لم تخبرها بل لم تخبر احداً على الاطلاق,
    لكنها توقفت عن الأكل والشرب وصارت تصيبها انهيارات عصبية تنقل على اثرها الى المستشفى,,
    وذكرت د. هناء في مقالها انها ذهبت الى زميلتها في الجامعة د. حنان عطاالله لتفاجأ بانها صادفت ما أدهشها بطريقة اخرى, فلقد قامت بتفريغ نتائج بحث لها حول مشاكل الطالبات النفسية فوجدت ما يدق جرس الانذار في اثار التحرش فيهن,...)
    **
    مع د.هناء المطلق:
    هذا مافجر بدايات التحدث عن انتهاك جسد الطفل في صحفنا المحلية وهذا ما دعاني ان الملم اوراقي واتجه الى الدكتورة هناء المطلق المعالجة النفسية وعضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الملك سعود بالرياض ومعي فرضيات عدة اود التحقق من صحتهما بعد مقابلتي للنساء اللواتي عانين داخل الاسرة لعدم الاهتمام بكيان الطفل وحرمة جسده.
    الفرضية الاولى(ان الكارثة تكمن في التحرش البسيط - والذي قد لا يدركه الطفل الصغير - وليس عملية الاعتداء الكاملة على الجسد رغم خطورة اثارها)
    الفرضية الثانية(نحن كاباء نظلم اطفالنا بتصور مرحلة الطفولة ببعض احداثها عابرة فلا نسمح له بالتعبير ظنا منا انه سينسى مستقبلا مشكلاته ونثق بالاخرين فنقصر في حمايته)
    وسؤال اهم وهو انتهاك حرمة جسد الطفل مسئولية من ؟
    بدى رأسي مثل جدار أصم والدكتورة هناء تطرق عبر حديثها مسمار تلو الآخر سألتها ....

    **
    من المسئول عن قتل الطفولة ؟
    قالت : إن الاعتداء الجنسي على الأطفال مسئولية الجاني الذي يقترف جريمة مثل هذه ، مسئولية الأسرة بلا شك في إهمالهم للطفل قبل الحادث بإفهامه لمعنى المحافظة على خصوصية جسده وملابسه الداخلية وعدم الثقة في من حوله من المراهقين وإن كانوا محارم ثم تبدأ مسئولية أكبر يهملها الأهل تتضح في وعدم السماح للطفل بالتعبير عن مشكلته بنهره او تكبيته او تجاهل شكواه حينها تكبر مسئولية الطفل عما حدث ، ويقع في صراع ما بين تهديدات الجاني أو إغراء ته وما بين شعوره بالذنب كمثال (كان لدي طفل عمره ( 15 ) عاماً مشكلته أن إبن عمه يعتدي عليه ويغريه باصطحابه إلى المطعم وكان الطفل يوافق على الاعتداء رغبة منه في الحفاظ على الهدية " المطعم " فلم يكن والده يهتم باصطحابه إلى المطعم أو التنزه معه وقد مرض الطفل حيث تمزق بين قوتين تجذبه قوة رفض الاعتداء وقوة المحافظة على متعة المطعم وقد استمر اعتداء إبن عمه له سنة متواصلة ، عاش فيها مشاعر الخوف الشديد ، الشعور بالذنب ، عدم الثقة في خطواته المستقبلية ... هذه المشاعر السلبية للأسف عممت على حياته بشكل كامل حينها خضع للانسحاب)

    **
    التحرش الجنسي ينعكس على مستقبل الطفل الصغير حين يكبر فيغدو رجل أو امرأة كيف يكون تأثير التجربة المّرة عليه ؟
    الطفل المجني عليه إذا غدا رجلا فإنه يتوحد مع الجاني ويمارس الاعتداء على الأطفال كما أن الميل إلى الشذوذ الجنسي يوجد في حياته سواء كان ذلك الميل معلن أو غير معلن والغضب الشديد يكبت في داخله ويتحول إلى نقمة على الموقف السابق وعلى الحياة بأكملها .. ويصبح الرجل خجولا ، قلقا ، يخاف التحدي ، ويعاني من الشذوذ والعجز الجنسي ، قد تظهر هذه الأعراض عليه بشكل مباشر " القلق الاجتماعي " ويمكن أن يحدث العكس فيصبح شخصية عدوانية متحفزة ولكن الحقيقة أنه خواء من الداخل .
    أما المرأة فإن أكثر ما ينعكس على حياتها من جراء ذلك خوفها من الرجل عموما ، الرهبة دون أسباب واضحة ، الخوف من المستقبل .. هي تشابه الرجل الضحية فيما ينعكس عليها من آثار ولكنها بالذات تخاف العلاقة العاطفية الخاصة في الزواج ، تخاف من أي لمس للأماكن الحساسة من جسدها فذلك يحرك مخاوفها القديمة الراكدة . والمرأة قد يتولد لديها شذوذ جنسي وربما أحيانا بشكل غير مباشروالمرأة عموما في مثل هذه الحالة تكره الرجل وأي علاقة معه ، وهذا يفسح لها المجال للميل إلى جنسها حيث تشعر بالأمان في ظل خوفها ورفضها للرجل ، وكثيرا من العلاقات في الزواج تدمرت بسبب تحرش جنسي على المرأة حين كانت طفلة حتى وإن كان مجرد لمس جارح لملابسها فالموقف برمته يحدث شرخا في داخلها .

    **
    احيانا لا تهتم الاسرة بأن يشاهد الطفل أفلاما بها مناظر فاضحة أو أن يرى والديه في وضع خاص في غرفة النوم مثلا او تترك الاطفال بصحبة اعمامهم او اخوالهم المراهقين دون رقابة كيف لك أن تصفي لنا أهمية ما نهمل ؟
    يمكن أن يحدث آثار سلبية لطفلة صغيرة خافت من نظرة فاضحة أو فاحصة أتتها من رجل في الشارع مثلا أو في المنزل أو مثلما قلت طفل يشاهد أبويه في حجرة النوم في وضع خاص لا يفهمه ..
    القضية أن أجهزة الطفل الإدراكية ما تزال قاصرة عن فهم هذه الصور فجهازه المعرفي لم ينضج بعد بالدرجة الكافية لفهم وتفسير ما يرى .
    نحن فيما نهمل نغرقه بمعلومة لا يفهمها وهو بقصوره الإدراكي والمعرفي يضعها في مكان خاطئ فيشعر بالذنب ، وهذا ما يفسر أن تفعل الطفلة بأخيها الأصغر ما شاهدته من سلوك " جنسي "يمارسه الكبار أمامها سواء في الواقع أو على شاشات الفضائيات .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:36

    ** ربما اعتقد البعض ان ما قدمته من حالات التقيت بها تعرضت لتحرش بسيط انني ابالغ في اثاره على الحالة حين نقلت مستقبل الحالات وعذاباتهم ؟
    ان التحرش البسيط يحدث اثرا قويا دعيني افسر لك ما يحدث ،الطفل في ذلك الموقف الذي يكون فيه مستسلم للمعتدى عليه دون ارادته يشعر بالعجز والخوف ولسان حاله يقول انا عاجز
    الذي يحدث بعد ذلك ان الطفل يعمم هذه الصورة او التجربة لاحقا على مواقف الحياة ..تفعل ذلك الفتاة عندما تعمم الصورة على الرجال فيما بعد ،بالاضافة الى الشعور بالذنب والخوف من الاكتشاف وهذا هو الجانب الخطر الذي يكشف لنا اهمالنا التوعية بالثقافة الجنسية .. ربما كان الطفل يمارس بعض السلوكيات الاستكشافية لجسده ولكن شعوره بالذنب هو الذي يضره
    ساعطيك مثالا لو افترضنا ان هناك طفلين احدهما يمارس التصرفات الجنسية والاخر يسرق ،نجد ان شعور الاول بالذنب يفوق شعور الثاني .
    طبعا يختلف الاطفال عمريا في ادراكهم لذلك لا نستطيع ان نحدد للاطفال سن معين للتوعية بالامور الجنسية ولكن الام تعرف مدى ادراك طفلها وهنا يتوجب عليها ان توعيه تجاه جسده اولا باحترامه وعدم السماح لاي كان بالتحرش به
    احدى حالاتي اثناء علاجي لها اكتشفت ان ضعفها بدا بعد سن السادسة وقبل ذلك كانت شخصية قوية ومتفاعلة وحينما دخلت العقل الباطن وجدت انها عانت من تحرش جنسي حينما كانت في السادسة من عمرها
    الشعور بالذنب في ذلك الوقت هو الذي اضعفها وبرمجها لتتصرف طوال حياتها وفق البرمجة الخاطئة لكنها تخلصت عبر العلاج من ذلك .
    وقد ذكرت في احد مقالاتي ترديدي باني اؤكد على ان اقل تحرش بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته - واقولها من منطلقات علمية علاجية, الا ان معظم الناس لا يدرون عما يحدث لاطفالهم ليس بالضرورة لاهمال منهم بل لان الطفل ربما لا يصارح احداً بما حدث، فقد يخاف او يشعر بالذنب,, فهو لا يعرف بانه بريء وانه ضحية ولا يدري ما هو حجم دوره وما ذنبه في الموضوع,بل وحتى الكبار يصمتون حين يعرفون, وكثيراً ما اسمع عن امهات سكتن عما حدث لاطفالهن حفاظاً على علاقتهن بالجاني فهو من الاقارب وهي لا تريد (الشوشره) او تخاف ان لا يصدقها الآخرون,

    **
    ماذا عن الطفل هل يتذكر الاعتداء أو الصور الغير مفهومة والمختزنة لديه ؟
    بعض الأطفال يتذكر الموقف إذا كان واضح وبعضهم لا يتذكره بوضوح . فالطفل عادة وهذا يرجع إلى بناؤه السيكولوجي يسعى إلى تجنب الألم ، فأي تجربة مؤلمة يزيحها الطفل ويسقطها في اللاشعور . تبقى هناك حية نابضة تبرمج إدراكه وتبرمج استجاباته للحياة دون أن يعرف ، وعادة قد يتذكر الطفل صور محددة من الموقف مثل أن شخصا ما وضع يده على أماكن حساسة من جسده وبعض الأطفال لا يتذكر التفاصيل لأنه رمى بها في العقل الباطن .
    لكننا في جلسات العلاج النفسي نستطيع التعرف على التفاصيل بعد جلسة العلاج الثانية تتفجر الرؤى المخزونة فتتذكر الحالة مالم تكن تتذكره .
    كان هناك لدي حالة ( امرأة عمرها 35 عاما ) أتتني لأنها تعاني من رفض للعلاقة العاطفية الخاصة رغم اعترافها بأن زوجها رجل يستحق مشاركة الحياة الكريمة .. سألتها هل تعرضت لتحرش جنسي أو اعتداء ما فأجابت : هو موقف عادي إذ لم يحدث شيء فقد حاول عامل في بناية مقابل لبيتنا القديم أن يعتدي علي لكنني هربت ولم يلمسني .
    وفي جلسات التنويم المغناطيسي الطبي كانت الحالة تعيد أمامي الموقف فلاحظت أنها تخرج من الباب الخلفي للبيت وثيابها مقطعة ، ولما ركزت على فهم " الباب الثاني " بكت الحالة وتشنجت ثم تفجرت عليها الذكريات الموجعة لما حدث فعلا وهو ما حاول اللاشعور إخفاؤه عنها لسنوات وتذكرت أن العامل سحبها بعنف وقطع ملابسها وحاول أن يعتدي عليها لولا أنها هربت بالفعل من الباب الثانيلقد تلمست الحقيقة من خلال حلم أتى للحالة ، لقطت أحداثه فلفت نظري ، مثلما ذكرت لك بعض الناس يتذكرون بشكل ضعيف ولكن تظل الشخصية تمارس حياتها بضعف واستعداد للمرض النفسي .

    **
    وفق ما بحثت عن معلومات وجدت بعض السلوكيات الخطأ التي نمارسها كأسرة تجاه الطفل المعتدى عليه وفي اعتقادنا أنها لصالحه مثل تحاشينا تذكيره للموقف أرجو أن تلقي الضوء على هذه السلوكيات الخاطئة ؟
    نعم للأسف فإن الأسرة إذا لمست تغير في سلوك الطفل وانعزال أو حزن فإنها تحاول إرضائه بالهدايا وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه بل وإيهامه أحيانا بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات مثل " أنت ما شاء الله عليك بطل وشجاع ولا فيك إلا العافية " وإذا ذكر الطفل مثلا عبارات مثل " أنا ما أحب ولد عمي ، أو حدد فلان بعينه " توبخه الأسرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص محدد في وقت يتزامن مع تغير سلوكه إلى الانعزال؟
    ، أحيانا يرفض الطفل الذهاب إلى مكان الحدث مثلا وتخطئالأسرة حينما ترغمه إلى الذهاب والكارثة أن الطفل أحيانا يحكي وتحاول الأسرة أن تمنعه بتهدئته ومنعه من الذهاب لمكان الحدث دون أن تمنحه الإحساس بالأمان أو تخفف من شعوره بالذنب ...
    إن نصيحتي أوجهها بالفعل لكل مسئول عن طفل ,, إلى كل أم وكل أب .. إلى الأسرة بألا نهمل رعاية الطفل النفسية .
    علينا أن نستمع إلى شكوى الطفل ومراقبة بداية تغير سلوكه والتفتيش عن السبب من خلال استرجاع الأماكن التي يذهب إليها بمفرده ، وعلى الأسرة أن تمنح الطفل الأمان حتى يعبر عن غضبه وحزنه فتحكي له بعض حكايا المجرمين الذين يعتدون على الأطفال وتخبره أنه كطفل لا يعتبر مسئولا , أحيانا يغضب الطفل ولا يستجيب لمحاولات الأم لحثه على التعبير ولكن محاولاتنا التي تشبه انتزاع الشوكة من حلقه سوف تريحه مستقبلا ..
    ايضا علينا الا نثق بالاخر مهما كان فالجاني ليس بالضرورة مريض نفسي .

    **
    ممن خلال بعض الاحصاءات الغربية والعربية فان الاعتداء الاكبر على الطفل يتم داخل الاسرة اود ان اسالك عن الفارق في الآثار بين تحرش الأقرباء والغرباء ؟
    تحرش المحارم أكثر تحطيما للإنسان من تحرش الغرباء وهو الذي يؤدي إلى سقوط قيم الإنسان يشعر الطفل أن أكثر شخص ينتظر منه الحماية والأمان هو الذي يعتدي عليه ..
    قالت لي أحد حالاتي " فتاة عمرها 25 عاما " أتذكر أن أخي كان يمنعني أن أقف عند باب الشارع كان عمري حينها 7 سنوات ، ثم يعتدي علي ! لم أكن لأفهم ما الذي يحدث ؟
    من هنا أستطيع التعليق على خطورة تحرش الأقارب .
    فالحياة هنا تسقط في اللامعنى ، وبالنسبة للفتاة تصبح فيما بعد مستهترة جدا فهي تخاف الرجال جدا ، لكن تبعا لأحاسيسها الجنسية المطفئة تلجأ إلى العلاقات المتعددة مع الرجال وهذا نوع من التكوين الضدي .. سلوكها موجه بصورة مباشرة أو معممة لا يتكون لديها رادع ، فالشعور الديني والأخلاقي يكاد يكون معدوم ولا يوجد لديها فهم للحياة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:37

    ا- توصيات للأهالي و المربين:

    ذكرت احدى الدراسات توصيات هامة لاحتواء الطفل الذي يعاني وهي :
    1-
    التصرف بحذر و الحفاظ على هدوء الأعصاب و عدم إلقاء التهديدات للطفل، فالطفل بحاجة إلى الأمان و الهدوء و الدعم.
    2-
    عدم استسلام الاهل لتانيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه.
    3-
    عدم إلقاء المسؤلية على الطفل
    4-
    استعمال لغة الطفل و عدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات.
    5-
    ا لحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان فإذا لم يستطيع الاهل العمل مع إبنهم الضحية عليهم ان يطلبوا منه اشراك أحد من الخارج..مرشده مثلا.
    6-
    تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث).
    7-
    تعليم الطفل كيفية التوجه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم المساعدة
    ب- مسئوليتنا تجاه القضية :
    في قضية بحجم مسئوليتنا تجاه الطفولة حولنا نحتاج خطة وقائية وعلاجية للموضوع لعلني اوجزها في النقاط التالية:
    1-
    ايجاد الوعي الاسري بالتربية الجنسية ومساعدة المؤسسات التعليمية الاجتماعية وتبنيها لهذا الجانب منذ سنوات الطفل الاولى في الروضة على ان تكون الاسس مستمدة من الاسلام
    2-
    على الاعلام مسئولة كبرى في توعية افراد المجتمع وعدم تداول الجانب المثير في الموضوع بل التركيز على توعية الاسر واستنهاض المسئولين بعلاج المشكلة
    3-
    توفير القوانين التي تحمي الأخصائيين العاملين في مجال الإرشاد مع حالات ضحايا الاعتداء
    4-
    وجوب تكاتف المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية وتطوير مهارات العاملين فيها لتقديم التوجيه والارشاد المناسب للطفل الضحية واسرته
    5-
    ضرورة تحمل الجهات المسئولة كالشرطة والهيئات الرسمية والوزارات المسئولة عن الطفولة والشئون الاجتماعية مسئولية هذه القضية في السعي لاتخاذ القرارات وسن القوانين المناسبة للحد من تعنيف الطفل داخل وخارج اسرتهما سبق كان ملخص بحث قامت بإعداده الدكتوره : ناهد باشطح ،
    ونشر في العدد 63 من مجلة لها الصادرة عن دار الحياة في 5/12/2001م
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:48

    التتحرش الجنسي للطفل داخل الأسرة
    للكاتبة ناهد باشطح


    التحرش الجنسي بالطفل داخل الأسرة لماذا وكيف؟
    مدخل:
    ورد في اتفاقية الأمم المتحدة حول حقوق الطفل ضمن المادة 19:(( تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والادارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والاهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، واساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الاساءة الجنسية، وهو في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني عليه ، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته
    )).

    وقد أكدت احد الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الأطفال كما ذكرت جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الضحايا الذين يعانون من الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم . وقد تبين أن هناك 77% من هؤلاء المعتدين (آباء) للأطفال الضحايا، و11% من أقاربهم .

    وان أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفين للضحية تربطهم بالطفل علاقة قربى أو معرفة.

    ونشر في كتاب (الطفل العربي والمستقبل) للدكتور عماد زكي أن "مائة مليون طفل عربي يشكلون 45% من مجموع العرب وأعلى نسب الأطفال في العالم

    وتقول الإحصاءات أن أطفالنا هؤلاء يشكلون أعلى نسبة من نسب الأطفال مقارنة بأي شعب آخر" ومع ذلك فنحن نعاني من افتقاد بعض الأسر للوعي بحماية الطفل داخلها قبل أن تحميه من الخطر في الخارج .

    من هنا، من النقطة التي تؤكد أن تعنيف الطفل ظاهرة عالمية وانه يكثر داخل الأسرة وان مصدر ألامان بالنسبة إلى الطفل هو سبب إيذائه رأيت أن ندخل إلى أعماق هذه المنطقة الشائكة ...نتطرق إلى مفهوم القضية نظريا ثم ندخل إلى أعماق الأسر المهترئة والتي يؤذى فيها الطفل وتحديدا لا يحترم جسد ه نتيجة إهمال الأسرة أو دون قصد .

    إننا حين نفتح ملفا بهذه الدرجة من الحساسية فنحن نستنهض الوعي لدى الأسر المهملة عن جهل أو انحراف في الفطرة ونحيي الأسر التي استطاعت أن تتبع أساليب التنشئة الإسلامية لحماية الأطفال خارجها وداخلها بوعي ومسئولية تجاه الاطفال الذين هم امانة في اعناقنا .

    تعريف الاستغلال الجنسي لجسد الطفل :

    "
    هو اتصال جنسي بين طفل لبالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة والسيطرة عليه " ( لوجسي، 1991؛ ميكلوبتس؛ لفشيتس، 1995). هذا الاستغلال يعرف على انه دخول بالغين وأولاد غير ناضجين وغير واعين لطبيعة العلاقة الخاصة جدا وماهيتها ، كما أنهم لا يستطيعون إعطاء موافقتهم لتلك العلاقة والهدف هو إشباع المتطلبات والرغبات لدى المعتدي ، وإذا ما حدث داخل إطار العائلة من خلال أشخاص محرمين على الطفل فيعتبر خرق ونقد للتابو المجتمعي حول وظائف العائلة ويسمى سفاح القربى أو ( قتل الروح ) حسب المفاهيم النفسية وذلك لأن المعتدي يفترض عادة أن يكون حامي للطفل ، ويعرف سفاح القربى حسب القانون على انه " ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد العائلة" ( لوجسي،1991 )

    ويقصد بهذا النوع من الاستغلال :-

    -
    كشف الأعضاء التناسلية
    .

    -
    إزالة الملابس والثياب عن الطفل.

    -
    ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة .

    -
    التلصص على طفل.

    -
    تعريضه لصور فاضحة ، أو أفلام.

    -
    أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة .

    -
    اغتصاب. ( مكلوبتس؛ لفشيتس، 1995)

    كيفية الانتهاك :
    المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل و له علاقة ثقة و قرب للضحية و قد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحية.

    ويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب، و هو استخدام الرشوة، و الملاطفة، تقديم الهدايا...الخأو الترهيب أو التهديد: و هو التخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء. و ذلك عن طريق: الضرب، التهديد بالتوقف عن حب الطفل أو عدم أخذ الطفل إلى أماكن يحبها، التخلي عن الطفل بأنه السبب لأنه هو يريد ذلك.

    هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع و عدم الكشف عنه.

    ونادرا ما يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها الأمر الذي يثير شكوكا حول ذلك.


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:48

    لماذا تستغل البراءة ؟:

    يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد يبرر حدوث العنف نحو الطفل، وإنما هي عدة عوامل متشابكة تتفاعل في سياق اجتماعي وثقافي محدد . ويمكن إجمال هذه الأسباب ضمن تصنفين للأستاذة لميس ناصر :

    أ- العوامل الديمغرافية وهي:

    ((
    العوامل الاجتماعية /العوامل السياسية / العوامل النفسية/ العوامل الاقتصادية /العوامل القانونية وأهمها "عدم كفاية القوانين التي تحكم الاعتداءات الجنسية على المرأة والطفل"/ . قصور التعامل لدى الجهات الأمنية مع مشكلات العنف /عدم وضوح بعض المفاهيم قانونياً "الإساءة الجنسية … وغيرها"/وسائل الإعلام التي تكرس مظاهر العنف في البرامج التلفزيونية ، والكومبيوتر ، والألعاب الإلكترونية مما يؤدي إلى انتشار حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة فالجرعات الإعلامية الزائدة من العنف تبطل الحساسية ، تجاهه .

    ب- عوامل الخطورة :

    وتتضح في الآتي :

    *
    عوامل الخطورة المرتبطة بالمسيء :

    ويكون المسيء في الغالب شخصاً قد أسيء إليه جسدياً ، عاطفياً ، أو جنسياً ، او يكون قد عاني من الإهمال وهو طفل .

    *
    عوامل الخطورة المرتبطة بالمساء إليه / إليها :

    بعض صفات الأطفال الجسدية والعاطفية قد تقلل من حصانتهم للإساءة، اعتماداً على تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة لدى الوالدين ( الإعاقة ، المرض المزمن ، الانعزالي الخ .. )

    *
    عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة :

    بعض العائلات لها صفات محدده تزيد من احتمالية الإساءة فيها (النزاعات الزوجية، الضغوطات المالية والوظيفية ، الانعزال ) .

    *عوامل الخطورة المرتبطة بالمحيط :

    تنتشر الإساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها ، وما يعتبر في مجتمع ما إساءة ليس كذلك في مجتمع آخر . ( مفهوم العقاب الجسدي ، القيم )

    ولابد أن نذكر أن وجود عوامل الخطورة المذكورة آنفاً لا يعني بالضرورة أن تؤدي إلى العنف والإساءة ، وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها مع بعضها البعض.

    **الآثار الجسدية و السلوكية و النفسية لانتهاك جسد الطفل:-
    أورد هنا بعض مما استطعت تجميعه عبر مواقع الانترنت من معلومات حول بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر الأسرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة او ازمة ايا كان نوعها :

    -أ-الدلائل الجسدية (تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية).

    صعوبة في المشي أو الجلوس. أمراض و أوجاع في الأعضاء التناسلية.

    إفرازات أو نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى البول. أوجاع بالرأس أو الحوض.

    -ب- الدلائل السلوكية

    الانطواء و الانعزال. الانشغال الدائم بأحلام اليقظة و عدم النوم و كثرة الكوابيس و الأحلام المزعجة. تدني المستوى الأكاديمي، و عدم المشاركة في النشاطات المدرسية و الرياضية. التسرب أو الهروب من المدرسة.

    تورط الطفل في مسالك انحرافية ضد أبناء صفه. عدم الثقة بالنفس و الآخرين و العدوانية. تشويه الأعضاء التناسلية و تعذيب النفس. الرعب و القلق الدائم.

    وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية، استفزازية للآخرين.

    ج- الدلائل النفسية :

    تذكر د. نادية عوض أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو الطفل؛ بحيث ينجذب الطفل شيئًا فشيئًا إلى الشذوذ الجنسي - كما يقول العلماء- من ضمنها تعرض الطفل لاعتداء جنسي.

    ففي بحث للعالم الأمريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996 ظهر أن 49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة!..

    **اهتمام دولي واحصاءات علمية :

    بدأ الاهتمام بالطفل في مطلع العشرينات من القرن الماضي ، بظهور أول إعلان لحقوق الطفل في العام 1923 .

    وقد التزم قادة الدول الذين حضروا مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل عـام 1990 والـذي تمت المـوافقة خلاله على " اتفاقية حقوق الطفل " ،
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:49

    على الاسترشاد بمبدأ " الأطفال أولا " الذي ينص على ايلاء احتياجات الأطفال الأساسية الأولوية العليا عند تخصيص الموارد، في السراء والضراء ، وعلى جميع المستويات الوطنية والدولية وكذلك على مستوى الأسرة نفسها .

    وبالرغم من أن مجلس جامعة الدول العربية قد اتخذ على مستوى القمة التي عقدت في عمان مارس2001م قراراً بتبني " الإطار العربي لحقوق الطفل " وهناك استعدادات لمؤتمر طفولي هام كان من المقرر انعقاده في سبتمبر 2001م لكنه تأجل الا انه ما زال الطفل في اسرته غير محمي من وجود العنف الموجه ضده والعنفىانواع منها الجنسي.

    وفي كتاب حقوق الطفل اورد المؤلف غسان خليل الاسهامات الدولية لمنع استغلال الطفل جسديا ومن ضمنها المؤتمر الذي استضافته السويد ونظمته منظمة الامم المتحدة و" اكبات" و" مجموعة المنظمات غير الحكومية من اجل اتفاقية حقوق الطفل ".

    وانتج المؤتمر اعلان هام يقضي باهمية التحرك لوضع حد للاستغال والاساءة الجنسية التي يتعرض لها الاطفال على ان يشمل التحرك المستوى المحلي الوطني والاقليمي والدولي .

    بالرغم من كل التحركات الدولية للاهتمام بحقوق الطفل الا ان 29 دولة فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملات توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة استغلال الأطفال جنسياً.

    هذا بالنسبة لحماية الطفل من الخطر الخارجي فماذا عن الخطر داخل الاسرة !!

    ان البحث عن الدمار داخل الاسرة صعب اذ لا نستطيع ان نحدد بدقة عدد الاطفال الذين تعرضوا في العالم العربي الى تحرش جنسي داخل اسرهم لتكتم الاطراف المعنية فقط نورد هنا بعض الامثلة لدول عربية اعلنت عن الاحصاءات :

    في الأردن :

    تبين سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالاردن ان عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة ، شملت 174 حالة إساءة جنسية على الأطفال كانت مصنفة حسب ما يلي :

    ( 48
    حالة إساءة جنسية ، كان المعتدي فيها من داخل العائلة ، و79 حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها معروف للضحية - قريب او جار او غيره، و47 حالة كان الاعتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب ) .

    في لبنان :

    أظهرت دراسة صادرة عن جريدة لوريان لوجور ان المغتصب رجل في جميع الحالات ، ويبلغ من العمر 7-13عام ، وان الضحية شملت 18 فتاه و10 صبيان تترواح أعمارهم بين سنة ونصف - 17 سنة .

    واشار المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الأحداث الى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم ، على يد اقرباء لهم أو معتدين قاصرين . ( د . برنار جرباقة ، 2000 )

    في مصر:

    تشير أول دراسة عن حوادث الأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبدالرحمن الطنباري أستاذ الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس الى ان ‏ حوادث الاعتداء الجنسي علي الأطفال تمثل ‏18%‏ من اجمالي الحوادث المختلفة للطفل.


    وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح ان النسبة هي
    35%
    له صلة قرابة بالطفل و 65% ليست له صلة بالطفل‏.‏في سراييفو:

    ذكر عبد الباقي خليفة ان هناك دراسة اعدت مؤخرا في كرواتيا، اثبتت ان واحدة من كل اربع فتيات تعرضت للاغتصاب على يد اقربائها.

    وان كل واحد من ستة شباب يتعرض للاغتصاب. وان %90 من الاناث والذكور يمارسون الجنس دون سن الثامنة عشرة ثلثهم مع الاقارب و40% مع الجنس الواحد. ويقول الاطباء الذين يعالجون حالات دون سن العاشرة، ان بعض الاطفال لا يمكن ان يعودوا للحياة الطبيعية، وانه حصل لبعضهم لوثات عقلية بسبب الاغتصاب وبعضهم في حالات نفسية يصعب شفاؤها.

    رأي الإسلام وحكمته في الوعي الجنسي :
    لقد تميز الإسلام بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور حياته الخاصة .. إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علم الصحابة والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط كل ما يتعلق بالأمور الخاصة جدا لأن الجنس جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول-ص- بين الخطاب الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول -ص-((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع)).


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:50

    على الاسترشاد بمبدأ " الأطفال أولا " الذي ينص على ايلاء احتياجات الأطفال الأساسية الأولوية العليا عند تخصيص الموارد، في السراء والضراء ، وعلى جميع المستويات الوطنية والدولية وكذلك على مستوى الأسرة نفسها .

    وبالرغم من أن مجلس جامعة الدول العربية قد اتخذ على مستوى القمة التي عقدت في عمان مارس2001م قراراً بتبني " الإطار العربي لحقوق الطفل " وهناك استعدادات لمؤتمر طفولي هام كان من المقرر انعقاده في سبتمبر 2001م لكنه تأجل الا انه ما زال الطفل في اسرته غير محمي من وجود العنف الموجه ضده والعنفىانواع منها الجنسي.

    وفي كتاب حقوق الطفل اورد المؤلف غسان خليل الاسهامات الدولية لمنع استغلال الطفل جسديا ومن ضمنها المؤتمر الذي استضافته السويد ونظمته منظمة الامم المتحدة و" اكبات" و" مجموعة المنظمات غير الحكومية من اجل اتفاقية حقوق الطفل ".

    وانتج المؤتمر اعلان هام يقضي باهمية التحرك لوضع حد للاستغال والاساءة الجنسية التي يتعرض لها الاطفال على ان يشمل التحرك المستوى المحلي الوطني والاقليمي والدولي .

    بالرغم من كل التحركات الدولية للاهتمام بحقوق الطفل الا ان 29 دولة فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملات توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة استغلال الأطفال جنسياً.

    هذا بالنسبة لحماية الطفل من الخطر الخارجي فماذا عن الخطر داخل الاسرة !!

    ان البحث عن الدمار داخل الاسرة صعب اذ لا نستطيع ان نحدد بدقة عدد الاطفال الذين تعرضوا في العالم العربي الى تحرش جنسي داخل اسرهم لتكتم الاطراف المعنية فقط نورد هنا بعض الامثلة لدول عربية اعلنت عن الاحصاءات :

    في الأردن :

    تبين سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالاردن ان عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة ، شملت 174 حالة إساءة جنسية على الأطفال كانت مصنفة حسب ما يلي :

    ( 48
    حالة إساءة جنسية ، كان المعتدي فيها من داخل العائلة ، و79 حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها معروف للضحية - قريب او جار او غيره، و47 حالة كان الاعتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب ) .

    في لبنان :

    أظهرت دراسة صادرة عن جريدة لوريان لوجور ان المغتصب رجل في جميع الحالات ، ويبلغ من العمر 7-13عام ، وان الضحية شملت 18 فتاه و10 صبيان تترواح أعمارهم بين سنة ونصف - 17 سنة .

    واشار المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الأحداث الى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم ، على يد اقرباء لهم أو معتدين قاصرين . ( د . برنار جرباقة ، 2000 )

    في مصر:

    تشير أول دراسة عن حوادث الأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبدالرحمن الطنباري أستاذ الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس الى ان ‏ حوادث الاعتداء الجنسي علي الأطفال تمثل ‏18%‏ من اجمالي الحوادث المختلفة للطفل.


    وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح ان النسبة هي
    35%
    له صلة قرابة بالطفل و 65% ليست له صلة بالطفل‏.‏في سراييفو:

    ذكر عبد الباقي خليفة ان هناك دراسة اعدت مؤخرا في كرواتيا، اثبتت ان واحدة من كل اربع فتيات تعرضت للاغتصاب على يد اقربائها.

    وان كل واحد من ستة شباب يتعرض للاغتصاب. وان %90 من الاناث والذكور يمارسون الجنس دون سن الثامنة عشرة ثلثهم مع الاقارب و40% مع الجنس الواحد. ويقول الاطباء الذين يعالجون حالات دون سن العاشرة، ان بعض الاطفال لا يمكن ان يعودوا للحياة الطبيعية، وانه حصل لبعضهم لوثات عقلية بسبب الاغتصاب وبعضهم في حالات نفسية يصعب شفاؤها.

    رأي الإسلام وحكمته في الوعي الجنسي :
    لقد تميز الإسلام بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور حياته الخاصة .. إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علم الصحابة والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط كل ما يتعلق بالأمور الخاصة جدا لأن الجنس جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول-ص- بين الخطاب الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول -ص-((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع)).


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:50

    وقد أشار الأخصائي النفسي بديع القشاعلة في مقال له بعنوان "نظريات في علم النفس والحديث الشريف" إلى حكمة التربية في هذا الحديث بقوله :

    ((
    يحدد محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فترات زمنية للتعامل مع الطفل.... أما الجزء الأخير من الحديث وهو "فرقوا بينهم في المضاجع" فنابعٌ من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة والتي تعد نقطة تحول من الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي والذي يبدأ مع مرحلة البلوغ، حيث نجد أن الأطفال حينما يصلون إلى سن العاشرة يكثر لديهم حب الاستطلاع عن النواحي الجنسية والفسيولوجية كما وأن الانتباه في هذه المرحلة يزداد وتزداد دقته الأمر الذي يساعده على إدراك الاختلاف بين الأشياء وإدراك الشبه أيضاً بينها. نتيجة لهذا فإنه يستطيع أن يقدم تفسيراً بسيطاً للأمور، وهذه صورة راقية من التفكير لم نكن نلحظها في المراحل السابقة من النمو.

    إن هذه الفترة هي فترة ميل إلى الأمور الجنسية والتعرف عليها والعبث بها وهذا جعله الله تعالى ليكون تمهيداً لمرحلة البلوغ والتي يمكن أن تحدث فيها عملية الزواج.)،
    ويقول د. حامد زهران أستاذ الصحة النفسية بان علينا كمربين أن نعرف أن الأطفال يصلهم معلومات من زملائهم في المدرسة والشارع.. وقد يقرأون كتبا بها أفكار مشوهة، وقد يطلعون في عصرنا الحالي علي مصادر سيئة في الإنترنت، وهناك ايضا القنوات الفضائية .


    علينا أن نعلم أطفالنا آداب السلوك الجنسي. إن أقرب العلوم للتربية الجنسية هي التربية الدينية، لأن الدين يعترف تماما بالغريزة الجنسية وينظم السلوك الجنسي تماما من الناحية الدينية قبل أي شيء آخر، ولهذا فالمفروض أن نهتم بتعليم أحكام الدين.. وحدود الله فيما يتعلق بالسلوك الجنسي والحلال والحرام فيه.. ومن هنا سنجد أن الإطار الذي نتحدث عنه سوف يؤدي إلي نتائج أفضل من إهماله..

    **الوعي بأهمية الثقافة الجنسية :

    إن الجنس وقضاياه في العالم العربي منطقة شائكة لا يشجع الاباء ابنائهم على معرفة ماهيتها وهذا لا يقيهم شوك الجهل بل على العكس ان جهل الطفل باحترام جسده وبثنا له الرعب من منعه من التحدث في امور الجنس يعرضه لمخاطر كثيرة اخطرها سكوته في حال انتهاك حرمة جسده.

    تقول الأستاذة منى يونس :

    (
    لا بد من رفع الالتباس لدى الأكثرية من أولياء الأمور بين "الإعلام الجنسي" الذي هو إكساب الفتى/ البنت معلومات معينة عن موضوع الجنس، و"التربية الجنسية" التي هي أشمل ؛ إذ إنها تشمل الإطار القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الطفل من هذا الموضوع في المستقبل).

    ان أهم ما لأجله لابد أن نؤسس ثقافة جنسية مستندة على القيم الإسلامية لأطفالناالحاجات الجنسية للطفولة الوسطى(6-9) والتي يذكر د. زيدان عبد الباقي أنها مرحلة كمون جنسي (latency period) ومع نهايتها وبداية الطفولة المتأخرة (9-12) ينفق الطفل كثيرا من وقته في استطلاع الجسم ووظائفه ومعرفة الفروق بين الجنسين وقد يميل بعض الأطفال إلى القيام ببعض التجارب الجنسية واللعب الجنسي مع بعضهم البعض ولكن الخطر أن قلة من كبار السن " الشاذين جنسيا " قد يستغلون الأطفال في إشباع دوافعهم الجنسية الأمر الذي يحدث في الطفل جرحين جسدي ونفسي من هنا كان تحذيرنا ومطالبتنا بالحفاظ على الأبناء الصغار ذلك أن الأطفال في هذه السن لا يدركون خطورة النواحي الجنسية حيث لا تزال الطاقة الجنسية كامنة لديهم واهتمامهم موجه إلى نفس الجنس.


    إن الرغبة في اللعب الجنسي تزداد وقد تتحول إلى عادة سرية أو لمجرد تقليد لطفل أو لصبي يمارس تلك العادة أمام الآخرين قد يحدث التجريب الجنسي فلا يمارس بالمعنى المعروف ولكنه مجرد عرض الأطفال لأعضائهم التناسلية وترتيبا على ذلك يحتاج الطفل من أبويه أن ينظرا إلى النواحي الجنسية نظرة موضوعية أي عادية باعتبار الجنس جزء من الحياة الاجتماعية وليس في مناقشته خطيئة أو إثم .)

    نموذج للتجربة العلاجية العربية:


    الحقيقة ان دول العالم العربي تهتم بقضايا الطفولة ولكن فيما يتعلق تحديدا بانتهاك حرمة جسد الطفل داخل الاسرة "موضوعنا" فان الجهود حثيثة فضلا عن ان بعض الدول لا تعترف بوجوده كظاهرة تستحق العلاج على انني وعبر بحث متواصل وجدت ان تجربة الاردن جديرة بالطرح كتجربة واعية وفاعلة .


    ففي عمان انشأت وزارة الداخلية الأردنية ادارة حماية الاسرة وأوكلت إليها مسئولية مواجهة جرائم الاعتداء في العاصمة عمان كخطوة أولي قابلة للتعميم‏، قوبلت بالمعارضة الشديدة من البعض ثم اثبتت نجاحها من خلال النتائج التي حققتها في عام‏1998‏ وهو العام الذي أنشئت فيه الإدارة وصلت إليهم‏295‏ حالة تحرش جنسي ضد الأطفال‏.‏ مثلت حالات زنا المحارم نسبة غير متواضعة منها‏.‏ وفي العام التالي‏,‏ وبعد أن اتسع نشاط الإدارة واتسعت معرفة الناس بها‏,‏ عالجت الإدارة‏ ،أما في عام‏2000‏ فقد عملت الإدارة علي معالجة‏631‏ حالة جاءت إليها بإرادة الاطراف وفي عمان ايضا في العام ذاته افتتح "دار الأمان" وهو اول مركز متخصص في الوطن العربي في مجال حماية الاطفال من مختلف صور الانتهاكات.



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:51

    وهو متخصص اساسا في اعادة التأهيل ومعاملة ضحايا الانتهاكات.. الاطفال واسرهم. و يستقبل المركز كل انتهاكات الاطفال سواء كانت جنسية او بدنية او بسبب الاهمال. "



    **العنف تجاه الطفل في السعودية :



    لم يسبق ان طرح موضوع ايذاء حرمة جسد الطفل من داخل الاسرة للنقاش ..اعتاد البعض ان يتحدث عن الاساءة الى الطفل او ايذائه بالضرب او الاهمال ثم تدرج المشكلة الاخطر وهي الاعتداء الجنسي سواء من داخل الاسرة او خارجها ضمن الحديث.


    وقد ورد في الاونة الاخيرة اهتمام مكثف بالطفل السعودي بشكل عام صاحب انضمام المملكة الى احد معاهدات الخاصة بحقوق الطفل خاصة وان بيانات التركيب العمري للسكان السعوديين تشير إلى أن نسبة الأطفال في السعودية ممن يبلغ عمرهم 14 عاماً أو أقل تصل إلى 49.23 في المائة من إجمالي عدد السكان السعوديين حسب آخر تعداد ولكن المشكلة تكمن في سرية حالات ايذاء حرمة الجسد داخل الاسرة حيث لا يتحدث الطفل او تتكتم الاسرة خوفا من المعتدى القريب او من الفضيحة وفي كل الحالات يدفع الطفل الثمن.


    اننا ونحن نتحدث عن هذه الحالات نؤكد وجودها في المجتمعات الانسانية بشكل عام الغربية منها والعربية .لكننا نثق ان المجتمعات الاسلامية هي الاقدر على احداث التوازن في النفس البشرية من خلال الارتكاز على القيم الاسلامية ومعالجة الافراد الشواذ المتسببين فيها .


    **
    واقع الحال من وجهة نظر المسئولين :


    صرح مصدر مسئول بقسم الخدمة الاجتماعية بوزارة العمل والشئون الاجتماعية الى جريدة الشرق الاوسط أن تصريحات وزير العمل لدى انضمام السعودية إلى إحدى المعاهدات الخاصة بحقوق الأطفال لم تكن إيجابية إذ نفى وجود حالات إيذاء للاطفال في السعودية وأكد أن كل ما لدينا هو بعض الأطفال في الشوارع وحاول أن يضع مسألة إيذاء الأطفال على أنها عمل الأطفال ولكن هذه قضية استغلال وهي مختلفة عن الإساءة وعلى ذات الصعيد طالب هذا المسؤول في مجال الخدمة الاجتماعية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برعاية من تعرضوا للإيذاء وإيداعهم في مؤسسات الدولة التي ترعى الأيتام لأن الطفل المعتدى عليه يعود بعد مغادرته المستشفى وعلاجه إلى أسرته التي قامت بإيذائه ليؤذوه بشكل أكبر وذلك لأنهم يعتبرون الأطفال من ممتلكاتهم.


    من جهة اخرى اكد عوض الردادي وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لـجريدة "الشرق الأوسط" انه يوجد قوة إلزامية لسحب الطفل الذي تعرض للايذاء من أهله وذلك عن طريق الحاكم الإداري "الامارة".



    وأكد أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تتدخل لدى تعرض الطفل للخطر وتودعه في احدى دور الرعاية الاجتماعية حتى يتم إيجاد أقارب يقومون برعايته. وبشأن المطالبات والإقتراحات التي وجهتها العديد من الجهات لإنشاء لجنة وطنية لحقوق الأطفال أكد الردادي أن الحالات الموجودة لم تصل إلى مرحلة الظاهرة وما زالت مجرد حالات فردية ولكن هل ما يصلنا هو كل شيء وإذا كان الأمر يستحق فنحن أول من يؤيد.


    هذا ما كان من امر المسئولين في وزارة العمل والشئون الاجتماعية اذ تضاربت الاراء بين تهوين الوزير لمشكلة ايذاء الطفل بشكل عام داخل الاسرة ونفي وكيل الوزارة لاعتبارها ظاهرة وبين تاكيد مسئول في الوزارة لم يصرح باسمه ولم يحدد طبيعة الايذاء حول وجود حالات تستحق ايجاد حلول للاطفال الضحايا .

    **
    اراء المختصين في المستشفيات والباحثين :


    أ- في المستشفيات :


    يوجد تحرك ايجابي في عدد من مستشفيات الرياض لحماية الطفل من االاعتداء بشكل عام اذ تشكلت لجنة حقوق الطفل عام 1494م في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض تراسها الدكتورة هدى قطان


    وصرحت د.هدى للصحف السعودية بعدم وجود قانون يحمي المهنيين المعنيين بهذا الأمر أو الأطفال على حد سواء واشارت إلى دور المستشار القانوني في اللجنة الذي منح الأعضاء الحق في فصل الطفل عن أهله لمدة أسبوع في حال ثبوت الإساءة وذلك حسب السياسة الداخلية للإجراءات المتبعة في المستشفى وذلك بعد أن توصل إلى طريقة تتمثل بجعل الطبيب يقوم بمحاولة استبقاء الطفل للملاحظة داخل المستشفى بالاتفاق مع رئيس القسم والإدارة ومحاولة أبقائه داخل المستشفى لأطول فترة ممكنة في حال وجود خطورة على حياته، ولكن لو أصر الأب على أخذ طفله لا نستطيع منعه فالموضوع حساس وخاصة في حالة إنكار الأهل وفي حال رفض الأهل لمقترحاتنا نخطر الامارة. وأوضحت أنه رغم وجود التشريع في الدين والقرآن إلا أنه غير مكتوب أو مقنن.


    وانه ما زالت نسبة الاعتداءات على الطفل غير معروفة في المملكة
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:52

    و بالنسبة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ، فقد استقبلوا حوالي من 32 إلى 35 حالة تبين أنها تعرضت للإيذاء ، وهذا لا يعني أن تلك النسبة تعكس حجم المشكلة، لأن هناك مستشفيات ومراكز صحية استقبلت حالات مماثلة .


    ايضا توجد تحركات ايجابية في مستشفى المللك فهد الحرس الوطني اذ تراس فريق ادارة الازمات الاستاذة سميحة الحيدر مديرة الخدمة الاجتماعية وعلاقات المرضى والتثقيف الصحي وقد قدم الفريق إحصائية للحالات التي يتم استقبالها بيد انها كما اشارت الحيدر للصحف المحلية لا تعتبر إحصائية عامة للمشكلة على مستوى المملكة.


    ففي عام 1994م ، تم تسجيل 33 حالة إيذاء ما بين ضرب زوجات وانتحار وإيذاء أطفال .بينما انخفض العدد في عام 2000 إلى 17 حالة .


    وتوضح الاستاذة سميحة بانه لا يعني تراجع هذه الأعداد أن المشكلة انتهت أو انخفضت حدته ولكن ذلك يرجع إلى خوف الأسرة من المساءلة أو التعرض للتحري من قبل المسؤولين المعنيين سواء في المستشفى أو الشرطة أو الإمارة.


    وقد اشارت الحيدر الى انه منذ بدء الدراسة لتكوين فريق إدارة الأزمات كانت هناك (25-30) حالة ، وهي الآن أكثر من 300 حالة تعرضت فيها النساء للإيذاء ، وهذا يعني تزايد النسبة .


    وقد لوحظ وجود حالات متعددة تتعرض للإيذاء ( ضرب وكي ، وحرق ، واعتداء جنسي ) مما يتطلب إيجاد حلول سريعة للتعامل معها .


    وترى سميحة حيدر أن هناك حاجة ماسة لإصدار تشريعات وقوانين لحماية ومساعدة هذه الفئات المستضعفة ، وإيجاد أماكن إيواء لهم.


    ب- احدث دراسة سعودية حول ايذاء الاطفال:


    اوضحت دراسة استطلاعية حديثة بمدينة الرياض أعدتها الدكتورة منيرة بنت عبد الرحمن آل سعود بعنوان "إيذاء الأطفال.. أسبابه وخصائص المتعرضين له".


    ان المستشفيات تقوم بتبليغ الشرطة عن حالات الاساءة الى الطفل اذ ان الأهل يحضرون الاطفال على أنهم مصابون بحادث أو أي مبرر آخر فيكتشف الفريق الطبي أن الطفل تعرض للإيذاء ويبدا بالتحري ومتابعة الحالة للوصول إلى الحقيقة.


    وتؤكد د. منيرة أن الأطفال لا يتعرضون للإيذاء فقط من الأم أو الأب ، بل من الخدم والمربيات أو الأقارب أو الجيران.


    وتبين نتائج الدراسة أن أكثر أنواع إيذاء الأطفال التي تعامل معها الممارسون هي حالات الإيذاء البدني بنـسبة تصل إلى 91.5% ويليها حالات الأطفال المتعرضين للإهمال بنسبة 87.3% ثم حالات الإيذاء النفسي، ويليها الإيذاء الجنسي، ثم من يتعرضون لأكثر من نوع من الأذى من هذه الحالات التي تعامل معها الممارسون في المستشفيات.



    **مع القضية وجها لوجه :



    *
    حول الواقع ونتائج الدراسة السابقة :نشرت جريدة الشرق الاوسط ان( طفلة في الثالثة عشرة من عمرها حضرت إلى المستشفى في حالة نزيف ليتبين بعد الكشف عليها أنها تعرضت للإجهاض رغم أنها غير متزوجة وبالعودة لإفادة المدرسة لوحظ أن الطفلة كانت منتظمة ومؤدبة وغير مشاغبة، ولم تظهر عليها أي بوادر حمل إلا أنه في أحد الأيام أصيبت بمغص في إحدى الحصص وبالعودة للمدرسات تبين أن الطفلة قضت وقتاً طويلا في الحمام وخرجت بملابس ملوثة بالدم فظنوا أنه ناتج عن الدورة الشهرية ولكن عمالا في الشركة التي تتولى أعمال نظافة المدرسة وجدوا طفلاً مولوداً بعد سبعة أشهر من الحمل متوفى وملقى بالحمام في نفس اليوم، وبعد التحقيقات تبين أن المعتدي هو ابن عم الأم (45 سنة) وكان بدأ بممارسة الإعتداء على الطفلة منذ كان عمرها تسع سنوات وكان يهدد الطفلة ويخوفها ويحضر أثناء غياب الوالدين عن المنزل فيقفل على اخوتها الصغار في إحدى الغرف ثم يعتدي عليها.


    وسجن المعتدي وجلد 30 جلدة وسلمت الطفلة لدار الرعاية إثر الحكم عليها بالبقاء في دار رعاية الفتيات لمدة سنة، ثم التغريب لمدة سنة، ثم الجلد، إضافة إلى حرمانها من التعليم عقاباً لها وعادت الطفلة لأسرتها وعمرها 15 سنة).


    اورد الحادثة لاتوقف عند عقاب الطفلة واتسائل كيف يتم عقاب الضحية ؟ولماذا لم تشمل العقوبة الاسرة التي لم تحمي الطفلة ؟
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:52

    ولماذا لا نتحرك لايجاد دار ايواء لحماية الاطفال من اسرهم المهترئة اجتماعيا ؟


    اما عن الدراسة الاستطلاعية السابقة للدكتورة منيرة بنت عبد الرحمن فقد اثارت في راسي اسئلة عدة خاصة تلك الجزئية التي تقول ان الاعتداء الجنسي كان في ذيل قائمة الاعتداء على الطفل بالاضافة الى عدم ذكر نسبة الاعتداء الجنسي على الطفل مما يشير الى قلة الاحصاءات في هذه الجزئية وصعوبة حصر حالات الضحايا وقد اشارت الباحثة الى ذلك في دراستها ،بيد اني لا زلت اذكر مقالا عن التحرش الجنسي للدكتورة هناء المطلق عام 1998م وما احدثه من ضجة انذاك ومطالبة القراء بان يفتح ملف موضوع التحرش الجنسي.


    قررت ان اقابل الضحايا فالدراسات الموجودة على قلتها ترصد اراء المختصين والعاملين مع الاطفال ولكن ماذا عن الضحايا؟ ماذا عن الذين كبروا ومعهم صور منذ الطفولة تعذبهم ... لم يكن قرارا سهلا فالمستشفيات ترفض الحديث مع الاطفال الا باذن اسرهم وهي بلا شك تتحفظ عن الحديث عن الطفل كونها طرف في المشكلة فضلا عن الحديث الى الصحافة !!


    لكنني بحثت طويلا واستطعت ان اجد مدخلا في عالم النساء الكئيبات ...


    ففي موقع " امان" والذي هو من اكثر المواقع تقديم للخدمات المعلوماتية بالنسبة لموضوع العنف وجدت ان لورين وايز (أستاذة في معهد الصحة في بوسطن ) درست حال 237 امرأة امريكية تتفاوت أعمارهن بين 63 و54 عاماً، فلاحظت أن 632 منهن مصابات بالإكتئاب، وأنهن عانين من العنف خلال طفولتهن أو خلال سنوات المراهقة، وأكدت وايز أن العنف الذي تعانيه النساء جسدي أو جنسي.


    من هذه المعلومة انطلقت الى عالم النساء الكئيبات وافترضت ان لهذه الكآبة رواسب في الماضي واحداث عنف وهناك التقيت بعدد منهن .



    **
    حالات واقعية :


    **
    في مسبح المنزل :


    (
    اريج ) ( جامعية تعمل في حقل التدريس) :-

    ((
    أحيانا أشك في حصول الحادثة وأقول لنفسي ربما أنا أتخيل ، فعقلي لا يصدق أن " خالي " هو سبب تعاستي لكنني الآن وفي هذا العمر (26) عاماً أعرف أن الآثار النفسية التي أعاني منها تؤكد حدوث ذلك .. فعندي موقف عدائي تجاه الرجل دون مبرر، زوجي يحبني ولكنني أعاني من البرود وأشعر حين يقترب مني كأنه يحاول اغتصابي أيضا أتأثر كثيرا حينما أسمع بحكايات ايذاء للاطفال ).


    *
    قلت لها : اسمحي لي بتفاصيل الحدث التي تؤكد بساطة الحدث ربما في حينه وفظاعة آثاره بعد ذلك ؟


    أجابت :


    ((
    كان عمري 7 سنوات ولدينا في بيت جدي مسبح ، ذلك اليوم دعاني خالي وعمره آنذاك ( 13 ) عاما للسباحة معه كنت أخاف السباحة لكنه طمأنني بأنه سيحملني على ظهره واشترط أن أحمله أيضا على ظهري ، فرحت لأنني كنت أريد أن أسبح في أمان حملني على ظهره ، كنت سعيدة ثم جاء دوري لأحمله لم يكن ثقيلا فبنيته كانت ضئيلة ، حملته على ظهري وبدأت أدور فيه لكنني شعرت أن ثمة شيء يلامسني من الخلف واكتشفت أنه نزع ملابسه الداخلية ، غضبت وخرجت من المسبح وعدت إلى منزلنا دون أن أبيت في بيت جدي كما اعتدت كل أسبوع ..


    سألتها : عندما عدت إلى منزلك ألم تستغرب أمك مثلا عودتك المفاجئة وبكائك ؟
    (
    لا . عدت سريعا واستسلمت للنوم وكأنني نسيت الحادثة حيث استيقظت في الصباح بشكل اعتيادي لكنني بعد ذلك بدأت أشعر بعنادي وتمردي على كثير من الأوامر في الأسرة وازداد انطوائي ورغبتي في العزلة ..).


    سالتها: إذن متى عاد الألم النفسي والغضب ؟


    (
    في أول ليلة في زواجي لاحظ زوجي ولاحظت أنا خوفي من العلاقة العاطفية الخاصة وكذلك برودي رغم أن زوجي من أقربائي, ولكنه كأي رجل شرقي لم يساعدني لأتخلص من مخاوفي بل ذهب بي إلى طبيبة نساء لتسهل له الطريق التقليدي للعلاقة االخاصة , لكن حياتنا لم تكن تستمر بسبب برودي وعنادي وحساسيتي المفرطة تجاه كل شيء ....).


    والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا اقدم الخال مصدر الامان على التحرش بابنة اخته ؟ وهل كان يدرك وهو مراهق نتائج سلوكه ؟من المسئول هنا ؟
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:53

    معاناة الطفلة الجميلة :


    **((
    منى/35 عاما )) ((جامعية موظفة في احد القطاعات الاهلية ))


    (
    لقد كنت طفلة جميلة جدا وهذا سبب تعاستي..


    البداية كانت من صديق ابن عمي ، كانت أعمارنا متقاربة عمري 6 سنوات وعمر ابن عمي وصديقه 13 عاما ، كنت ألعب معهما لكنهما تهامسا ذلك اليوم وطلب ابن عمي أن أجلس في مكان مرتفع قليلا في الشارع ربما كان حجرا كبيرا جلست عليه ولم أشعر إلا وصديق ابن عمي ينزع عني ملابسي الداخلية وينتهك حرمة جسدي للدرجة التي صرخت متألمة وخاف ابن عمي ووضع يده على فمي وهددني إن أخبرت أبي أن يقول أنني السبب ,, بعد ذلك حصلت حادثة أخرى ليست مشابهة مع ابن خالتي فاستجمعت قواي وشكوت إلى إحدى عماتي الحادثة إلا أنها نهرتني واتهمتني أنني افتري عليه ...)


    هل تألمت لرد فعل عمتك ؟


    (
    نعم أشعرتني بتأنيب الضمير وكأنني السبب فيما يحدث لي) .


    وكيف سارت الأمور بعد ذلك ؟


    (
    أنهيت دراستي الجامعية والتحقت بالوظيفة وتقدمت كثيرا في حياتي العملية وتقدم لخطبتي رجل مناسب فتزوجته وهنا بدأت المشكلة حيث رفضت تماما الاقتراب منه منذ أول ليلة من الزواج ...


    بكيت كثيرا وتذكرت كل الحوادث القديمة التي ربما أسست في داخلي كرها للرجل وكالعادة ذهب بي زوجي إلى طبيبة نساء لتسهل عليه الطريق إلى العلاقة الخاصة لكنها أي الطبيبة لم تفلح في أن تجعلني أتفاعل مع زوجي أبدا وبعد عام من العذاب عدت إلى بيت أهلي مطلقة ..)


    كيف تفكرين في المستقبل العائلي الآن ؟


    قالت :(أريد أن أنتقم من كل الرجال ...


    أنا الآن أبني علاقات عاطفية مع الرجال أمارس الخداع معهم ..وفي الليل ابكي كثيرا لما افعله ويؤنبني ضميري ).


    والسؤال هنا كم من امرأة تسلك طريق الخيانة اذا كانت متزوجة والانحراف عن معايير المجتمع بتعدد العلاقات مع الرجال دون ان تدرك ان اصل خيط البكرة حادثة قديمة في الطفولة ؟


    ولماذا لا نكسر الحواجز بيننا وبين اطفالنا ونحدثهم بما يتناسب مع ادراكهم عن كيفية احترام الجسد وحمايته ؟


    **
    الطفلة التي توهمت انها امرأة :


    * (
    حصة/22 عاما )( طالبة في الجامعة )


    كان عمري 8 سنوات وكانت البداية أن لدينا " " عزيمة" كبيرة في منزل جدي ، كنت ألعب في فناء المنزل " الحوش " مع الأطفال ,,


    ناداني " عمي " كان عمره ( 13 ) عاما كنت مشغولة أريد أن أكمل اللعب مع أصدقائي قال لي : تعالي دقائق فقط وكان يسكن في غرفة خارجية في (الحوش)
    دخلت الغرفة بدأ يتحسس بعض مناطق خاصة من جسدي ، لم أكن أفهم ما يفعل لكنه قال لي لا تخبري أحدا .. حدث ذلك 3 أو 4 مرات وكنت لا أفهم شيئا لكني أستجيب له ليتركني أكمل لعبي مع الأطفال المجتمعين في المنزل.


    *
    متى بدأ عذابك وخوفك ؟


    في نهاية المرحلة المتوسطة وعمري ( 14) عاما بدأت أذكر كل الممارسات من عمي وأبكي كثيرا ،، كنت أشعر أنني شاذة عن كل البنات وكأنني عارية خاصة حينما أقابل عمي الذي سافر بعد الحادثة ليكمل دراسته ... أمضيت سنوات طويلة أتعذب لأنني أحسب أنه أفقدني مستقبلي وكنت أرفض أي عريس يتقدم لخطبتي .


    *
    لماذا لا تصارحين أمك بما حدث وتذهبين إلى الطبيب للتأكد من سلامتك؟


    أخاف كثيرا فلو علم أبي لربما قتل عمي وأمي امرأة ضعيفة ، لكنني مؤخرا حكيت لأمي ما حدث وبالفعل ذهبت معي إلى الطبيبة التي أكدت سلامتي .


    *
    هل تعتقدين أن هذا التأكيد لسلامتك قد حل المشكلة ؟


    لا ، ما زلت خائفة من الزواج.إن بداخلي غضب شديد على عمي الذي جعلني أتعذب أكثر من (11) عاما لقد جعلني أشك في كل الرجال ولذلك حينما أنجب بنتا سألازمها طيلة الوقت!!


    والسؤال هل كانت الطفلة التي اشترت اللعب بسلوكيات لم تفهمها ذلك الوقت مذنبة ؟


    وكيف نعي الخطر والضحية اذا كبرت تخاف على بناتها دون ان تعي اهمية توعيتهن بالقضية ؟



    **
    في القمقم مع د.هناء المطلق :



    **
    القضية في الصحف المحلية :


    ونحن نحاول تلمس أبعاد " انتهاك حرمة جسد الاطفال " ، لا ندعي أنا نفتح جرح مكلوم او ان ما نتحدث عنه ظاهرة ملموسة بقدر ما ان نقص الوعي لدى بعض الاسر يعرض الطفل للاساءة ،من بدايات الحديث في الصحف كانت مقالات نشرت للدكتورة " هناء المطلق" في عام 1998م في جريدة الجزيرة قوبلت المقالات بردود فعل ملفتة للنظر لعل أهمها مجموعة كبرى من رسائل الضحايا المعتدى عليهم نشر بعضها على صفحات الجريدة وبقى الاخر رسائل كثيرة لدى الدكتورة أطلعتني
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:54

    عليها مع التحفظ والسرية التامة للأسماء والتفاصيل الموحية للحالة .


    تسائلت د. هناء في مقالها "القمقم" المنشور عام 1998م في جريدة الجزيرةماذا نفعل للطفل بعد ان يتعرض الى تحرش جنسي من قبل الكبار؟وشرحت في المقالة الية التعامل مع الطفل الذي نشك في تعرضه للايذاء واوصت الامهات بان يتركن المجال للطفل ليعبر بالكلام او الرسم كما نبهت الى علاقة الاحلام بالتجارب الدفينة واهمية تحليلها .


    وفي مقال تلاه اشارت د. هناء في عمودها الصحفي في جريدة الجزيرة الى الرسائل التي وردت اليها والتي نشرت في الجريدة تطالبها بالحديث اكثر عن التحرش الجنسي داخل الاسرة واوردت حالة فتاة اسمتها شيخة اعتدى عليها اخوها عندما ذهبت والدتها الى مكة للعمرة وعندما عادت والدتها لم تخبرها بل لم تخبر احداً على الاطلاق, لكنها توقفت عن الأكل والشرب وصارت تصيبها انهيارات عصبية تنقل على اثرها الى المستشفى,,


    وذكرت د. هناء في مقالها انها ذهبت الى زميلتها في الجامعة د. حنان عطاالله لتفاجأ بانها صادفت ما أدهشها بطريقة اخرى, فلقد قامت بتفريغ نتائج بحث لها حول مشاكل الطالبات النفسية فوجدت ما يدق جرس الانذار في اثار التحرش فيهن,...)


    **
    مع د.هناء المطلق:


    هذا ما فجر بدايات التحدث عن انتهاك جسد الطفل في صحفنا المحلية وهذا ما دعاني ان الملم اوراقي واتجه الى الدكتورة هناء المطلق المعالجة النفسية وعضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الملك سعود بالرياض ومعي فرضيات عدة اود التحقق من صحتهما بعد مقابلتي للنساء اللواتي عانين داخل الاسرة لعدم الاهتمام بكيان الطفل وحرمة جسده.


    الفرضية الاولى(ان الكارثة تكمن في التحرش البسيط - والذي قد لا يدركه الطفل الصغير - وليس عملية الاعتداء الكاملة على الجسد رغم خطورة اثارها).


    الفرضية الثانية(نحن كاباء نظلم اطفالنا بتصور مرحلة الطفولة ببعض احداثها عابرة فلا نسمح له بالتعبير ظنا منا انه سينسى مستقبلا مشكلاته ونثق بالاخرين فنقصر في حمايته).


    وسؤال اهم وهو انتهاك حرمة جسد الطفل مسئولية من ؟
    بدى رأسي مثل جدار أصم والدكتورة هناء تطرق عبر حديثها مسمار تلو الآخر سألتها ....


    **من المسئول عن قتل الطفولة ؟


    قالت : إن الاعتداء الجنسي على الأطفال مسئولية الجاني الذي يقترف جريمة مثل هذه ، مسئولية الأسرة بلا شك في إهمالهم للطفل قبل الحادث بإفهامه لمعنى المحافظة على خصوصية جسده وملابسه الداخلية وعدم الثقة في من حوله من المراهقين وإن كانوا محارم ثم تبدأ مسئولية أكبر يهملها الأهل تتضح في وعدم السماح للطفل بالتعبير عن مشكلته بنهره او تكبيته او تجاهل شكواه حينها تكبر مسئولية الطفل عما حدث ، ويقع في صراع ما بين تهديدات الجاني أو إغراء ته وما بين شعوره بالذنب كمثال (كان لدي طفل عمره ( 15 ) عاماً مشكلته أن إبن عمه يعتدي عليه ويغريه باصطحابه إلى المطعم وكان الطفل يوافق على الاعتداء رغبة منه في الحفاظ على الهدية " المطعم " فلم يكن والده يهتم باصطحابه إلى المطعم أو التنزه معه وقد مرض الطفل حيث تمزق بين قوتين تجذبه قوة رفض الاعتداء وقوة المحافظة على متعة المطعم وقد استمر اعتداء إبن عمه له سنة متواصلة ، عاش فيها مشاعر الخوف الشديد ، الشعور بالذنب ، عدم الثقة في خطواته المستقبلية ... هذه المشاعر السلبية للأسف عممت على حياته بشكل كامل حينها خضع للانسحاب).


    **
    التحرش الجنسي ينعكس على مستقبل الطفل الصغير حين يكبر فيغدو رجل أو امرأة كيف يكون تأثير التجربة المّرة عليه ؟


    الطفل المجني عليه إذا غدا رجلا فإنه يتوحد مع الجاني ويمارس الاعتداء على الأطفال كما أن الميل إلى الشذوذ الجنسي يوجد في حياته سواء كان ذلك الميل معلن أو غير معلن والغضب الشديد يكبت في داخله ويتحول إلى نقمة على الموقف السابق وعلى الحياة بأكملها .. ويصبح الرجل خجولا ، قلقا ، يخاف التحدي ، ويعاني من الشذوذ والعجز الجنسي ، قد تظهر هذه الأعراض عليه بشكل مباشر " القلق الاجتماعي " ويمكن أن يحدث العكس فيصبح شخصية عدوانية متحفزة ولكن الحقيقة أنه خواء من الداخل .


    أما المرأة فإن أكثر ما ينعكس على حياتها من جراء ذلك خوفها من الرجل عموما ، الرهبة دون أسباب واضحة ، الخوف من المستقبل .. هي تشابه الرجل الضحية فيما ينعكس عليها من آثار ولكنها بالذات تخاف العلاقة العاطفية الخاصة في الزواج ، تخاف من أي لمس للأماكن الحساسة من جسدها فذلك يحرك مخاوفها القديمة الراكدة . والمرأة قد
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:54

    يتولد لديها شذوذ جنسي وربما أحيانا بشكل غير مباشر
    والمرأة عموما في مثل هذه الحالة تكره الرجل وأي علاقة معه ، وهذا يفسح لها المجال للميل إلى جنسها حيث تشعر بالأمان في ظل خوفها ورفضها للرجل ، وكثيرا من العلاقات في الزواج تدمرت بسبب تحرش جنسي على المرأة حين كانت طفلة حتى وإن كان مجرد لمس جارح لملابسها فالموقف برمته يحدث شرخا في داخلها .


    **
    احيانا لا تهتم الاسرة بأن يشاهد الطفل أفلاما بها مناظر فاضحة أو أن يرى والديه في وضع خاص في غرفة النوم مثلا او تترك الاطفال بصحبة اعمامهم او اخوالهم المراهقين دون رقابة كيف لك أن تصفي لنا أهمية ما نهمل ؟


    يمكن أن يحدث آثار سلبية لطفلة صغيرة خافت من نظرة فاضحة أو فاحصة أتتها من رجل في الشارع مثلا أو في المنزل أو مثلما قلت طفل يشاهد أبويه في حجرة النوم في وضع خاص لا يفهمه .. [/size]القضية أن أجهزة الطفل الإدراكية ما تزال قاصرة عن فهم هذه الصور فجهازه المعرفي لم ينضج بعد بالدرجة الكافية لفهم وتفسير ما يرى .


    نحن فيما نهمل نغرقه بمعلومة لا يفهمها وهو بقصوره الإدراكي والمعرفي يضعها في مكان خاطئ فيشعر بالذنب ، وهذا ما يفسر أن تفعل الطفلة بأخيها الأصغر ما شاهدته من سلوك " جنسي "يمارسه الكبار أمامها سواء في الواقع أو على شاشات الفضائيات .


    **
    ربما اعتقد البعض ان ما قدمته من حالات التقيت بها تعرضت لتحرش بسيط انني ابالغ في اثاره على الحالة حين نقلت مستقبل الحالات وعذاباتهم ؟


    ان التحرش البسيط يحدث اثرا قويا دعيني افسر لك ما يحدث ،الطفل في ذلك الموقف الذي يكون فيه مستسلم للمعتدى عليه دون ارادته يشعر بالعجز والخوف ولسان حاله يقول انا عاجز.


    الذي يحدث بعد ذلك ان الطفل يعمم هذه الصورة او التجربة لاحقا على مواقف الحياة ..تفعل ذلك الفتاة عندما تعمم الصورة على الرجال فيما بعد ،بالاضافة الى الشعور بالذنب والخوف من الاكتشاف وهذا هو الجانب الخطر الذي يكشف لنا اهمالنا التوعية بالثقافة الجنسية .. ربما كان الطفل يمارس بعض السلوكيات الاستكشافية لجسده ولكن شعوره بالذنب هو الذي يضره.


    ساعطيك مثالا لو افترضنا ان هناك طفلين احدهما يمارس التصرفات الجنسية والاخر يسرق ،نجد ان شعور الاول بالذنب يفوق شعور الثاني .


    طبعا يختلف الاطفال عمريا في ادراكهم لذلك لا نستطيع ان نحدد للاطفال سن معين للتوعية بالامور الجنسية ولكن الام تعرف مدى ادراك طفلها وهنا يتوجب عليها ان توعيه تجاه جسده اولا باحترامه وعدم السماح لاي كان بالتحرش به.


    احدى حالاتي اثناء علاجي لها اكتشفت ان ضعفها بدا بعد سن السادسة وقبل ذلك كانت شخصية قوية ومتفاعلة وحينما دخلت العقل الباطن وجدت انها عانت من تحرش جنسي حينما كانت في السادسة من عمرها الشعور بالذنب في ذلك الوقت هو الذي اضعفها وبرمجها لتتصرف طوال حياتها وفق البرمجة الخاطئة لكنها تخلصت عبر العلاج من ذلك .


    وقد ذكرت في احد مقالاتي ترديدي باني اؤكد على ان اقل تحرش بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته - واقولها من منطلقات علمية علاجية, الا ان معظم الناس لا يدرون عما يحدث لاطفالهم ليس بالضرورة لاهمال منهم بل لان الطفل ربما لا يصارح احداً بما حدث، فقد يخاف او يشعر بالذنب,, فهو لا يعرف بانه بريء وانه ضحية ولا يدري ما هو حجم دوره وما ذنبه في الموضوع,بل وحتى الكبار يصمتون حين يعرفون, وكثيراً ما اسمع عن امهات سكتن عما حدث لاطفالهن حفاظاً على علاقتهن بالجاني فهو من الاقارب وهي لا تريد (الشوشره) او تخاف ان لا يصدقها الآخرون.


    **
    ماذا عن الطفل هل يتذكر الاعتداء أو الصور الغير مفهومة والمختزنة لديه ؟


    بعض الأطفال يتذكر الموقف إذا كان واضح وبعضهم لا يتذكره بوضوح . فالطفل عادة وهذا يرجع إلى بناؤه السيكولوجي يسعى إلى تجنب الألم ، فأي تجربة مؤلمة يزيحها الطفل ويسقطها في اللاشعور . تبقى هناك حية نابضة تبرمج إدراكه وتبرمج استجاباته للحياة دون أن يعرف ، وعادة قد يتذكر الطفل صور محددة من الموقف مثل أن شخصا ما وضع يده على أماكن حساسة من جسده وبعض الأطفال لا يتذكر التفاصيل لأنه رمى بها في العقل الباطن .


    لكننا في جلسات العلاج النفسي نستطيع التعرف على التفاصيل بعد جلسة العلاج الثانية تتفجر الرؤى المخزونة فتتذكر الحالة مالم تكن تتذكره .



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:55

    كان هناك لدي حالة ( امرأة عمرها 35 عاما ) أتتني لأنها تعاني من رفض للعلاقة العاطفية الخاصة رغم اعترافها بأن زوجها رجل يستحق مشاركة الحياة الكريمة .. سألتها هل تعرضت لتحرش جنسي أو اعتداء ما فأجابت : هو موقف عادي إذ لم يحدث شيء فقد حاول عامل في بناية مقابل لبيتنا القديم أن يعتدي علي لكنني هربت ولم يلمسني .


    وفي جلسات التنويم المغناطيسي الطبي كانت الحالة تعيد أمامي الموقف فلاحظت أنها تخرج من الباب الخلفي للبيت وثيابها مقطعة ، ولما ركزت على فهم " الباب الثاني " بكت الحالة وتشنجت ثم تفجرت عليها الذكريات الموجعة لما حدث فعلا وهو ما حاول اللاشعور إخفاؤه عنها لسنوات وتذكرت أن العامل سحبها بعنف وقطع ملابسها وحاول أن يعتدي عليها لولا أنها هربت بالفعل من الباب الثانيلقد تلمست الحقيقة من خلال حلم أتى للحالة ، لقطت أحداثه فلفت نظري ، مثلما ذكرت لك بعض الناس يتذكرون بشكل ضعيف ولكن تظل الشخصية تمارس حياتها بضعف واستعداد للمرض النفسي .


    **
    وفق ما بحثت عن معلومات وجدت بعض السلوكيات الخطأ التي نمارسها كأسرة تجاه الطفل المعتدى عليه وفي اعتقادنا أنها لصالحه مثل تحاشينا تذكيره للموقف أرجو أن تلقي الضوء على هذه السلوكيات الخاطئة ؟


    نعم للأسف فإن الأسرة إذا لمست تغير في سلوك الطفل وانعزال أو حزن فإنها تحاول إرضائه بالهدايا وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه بل وإيهامه أحيانا بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات مثل " أنت ما شاء الله عليك بطل وشجاع ولا فيك إلا العافية " وإذا ذكر الطفل مثلا عبارات مثل " أنا ما أحب ولد عمي ، أو حدد فلان بعينه " توبخه الأسرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص محدد في وقت يتزامن مع تغير سلوكه إلى الانعزال؟


    ، أحيانا يرفض الطفل الذهاب إلىمكان الحدث مثلا وتخطئ الأسرة حينما ترغمه إلى الذهاب والكارثة أن الطفل أحيانا يحكي وتحاول الأسرة أن تمنعه بتهدئته ومنعه من الذهاب لمكان الحدث دون أن تمنحه الإحساس بالأمان أو تخفف من شعوره بالذنب ...


    إن نصيحتي أوجهها بالفعل لكل مسئول عن طفل ,, إلى كل أم وكل أب .. إلى الأسرة بألا نهمل رعاية الطفل النفسية .


    علينا أن نستمع إلى شكوى الطفل ومراقبة بداية تغير سلوكه والتفتيش عن السبب من خلال استرجاع الأماكن التي يذهب إليها بمفرده ، وعلى الأسرة أن تمنح الطفل الأمان حتى يعبر عن غضبه وحزنه فتحكي له بعض حكايا المجرمين الذين يعتدون على الأطفال وتخبره أنه كطفل لا يعتبر مسئولا , أحيانا يغضب الطفل ولا يستجيب لمحاولات الأم لحثه على التعبير ولكن محاولاتنا التي تشبه انتزاع الشوكة من حلقه سوف تريحه مستقبلا ..


    ايضا علينا الا نثق بالاخر مهما كان فالجاني ليس بالضرورة مريض نفسي .



    **
    ممن خلال بعض الاحصاءات الغربية والعربية فان الاعتداء الاكبر على الطفل يتم داخل الاسرة اود ان اسالك عن الفارق في الآثار بين تحرش الأقرباء والغرباء ؟


    تحرش المحارم أكثر تحطيما للإنسان من تحرش الغرباء وهو الذي يؤدي إلى سقوط قيم الإنسان يشعر الطفل أن أكثر شخص ينتظر منه الحماية والأمان هو الذي يعتدي عليه ..


    قالت لي أحد حالاتي " فتاة عمرها 25 عاما " أتذكر أن أخي كان يمنعني أن أقف عند باب الشارع كان عمري حينها 7 سنوات ، ثم يعتدي علي ! لم أكن لأفهم ما الذي يحدث ؟


    من هنا أستطيع التعليق على خطورة تحرش الأقارب .


    فالحياة هنا تسقط في اللامعنى ، وبالنسبة للفتاة تصبح فيما بعد مستهترة جدا فهي تخاف الرجال جدا ، لكن تبعا لأحاسيسها الجنسية المطفئة تلجأ إلى العلاقات المتعددة مع الرجال وهذا نوع من التكوين الضدي .. سلوكها موجه بصورة مباشرة أو معممة لا يتكون لديها رادع ، فالشعور الديني والأخلاقي يكاد يكون معدوم ولا يوجد لديها فهم للحياة ...



    **
    كيفية التعامل مع الاعتداءات الجنسية :


    *ا- توصيات للأهالي و المربين:


    ذكرت احدى الدراسات توصيات هامة لاحتواء الطفل الذي يعاني وهي :


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:56

    1- التصرف بحذر و الحفاظ على هدوء الأعصاب و عدم إلقاء التهديدات للطفل، فالطفل بحاجة إلى الأمان و الهدوء و الدعم.


    2-
    عدم استسلام الاهل لتانيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه.


    3-
    عدم إلقاء المسؤلية على الطفل.


    4-
    استعمال لغة الطفل و عدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات.


    5-
    الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان فإذا لم يستطيع الاهل العمل مع إبنهم الضحية عليهم ان يطلبوا منه اشراك أحد من الخارج..مرشده مثلا.


    6-
    تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث).


    7-
    تعليم الطفل كيفية التوجه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم المساعدة.


    ب- مسئوليتنا تجاه القضية :


    في قضية بحجم مسئوليتنا تجاه الطفولة حولنا نحتاج خطة وقائية وعلاجية للموضوع لعلني اوجزها في النقاط التالية:


    1-
    ايجاد الوعي الاسري بالتربية الجنسية ومساعدة المؤسسات التعليمية الاجتماعية وتبنيها لهذا الجانب منذ سنوات الطفل الاولى في الروضة على ان تكون الاسس مستمدة من الاسلام.


    2-
    على الاعلام مسئولة كبرى في توعية افراد المجتمع وعدم تداول الجانب المثير في الموضوع بل التركيز على توعية الاسر واستنهاض المسئولين بعلاج المشكلة.


    3-
    توفير القوانين التي تحمي الأخصائيين العاملين في مجال الإرشاد مع حالات ضحايا الاعتداء.


    4-
    وجوب تكاتف المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية وتطوير مهارات العاملين فيها لتقديم التوجيه والارشاد المناسب للطفل الضحية واسرته.


    5-
    ضرورة تحمل الجهات المسئولة كالشرطة والهيئات الرسمية والوزارات المسئولة عن الطفولة والشئون الاجتماعية مسئولية هذه القضية في السعي لاتخاذ القرارات وسن القوانين المناسبة للحد من تعنيف الطفل داخل وخارج اسرته.[/size]

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:58

    برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي
    (اللواط والسحاق) في المجتمعات العربية والإسلاميةنشرته الوردة الجميلة وننقله هنا لتعم الفائدةالغريزة الجنسيةطاقة موجودة في كل الناس لتؤدى وظيفة هامة وهى التكاثر وعمران الأرض ، ولكي يحدث هذا أحاطها الله بأحاسيس سارة ولذيذة كي تدفع الناس لتحقيق هذه الأهداف ويتحملوا مسؤوليات بناء الأسرة وتربية الأبناء ، ولكن نتيجة لبعض الظروف التربوية في فترة الطفولة تتجه هذه الطاقة الجنسية اتجاهات مخالفة للمألوف ، وهذه الاتجاهات اعتبرت شاذة ( في نظر الأديان والأعراف السليمة والعقلاء من البشر ) لأنها لا تساهم في عمران الحياة فضلا عن أنها تقويض لمسار الحياة النفسية والاجتماعية والخلقية . وما من مجتمع تفشت فيه هذه الحالات حتى أصبحت ظاهرة إلا وأصابه الانهيار ( والمثال الأشهر هو قوم لوط ) وذلك لأن هذا السلوك يسير ضد تيار الحياة الطبيعية.

    ولكن للأسف الشديد فان المجتمعات الغربية حين تحررت من أواصر الدين ( لظروف خاصة بها ) تحررت بالتالي من الكثير من الأخلاق المتصلة به، وفضلت الاستسلام لنداءات الغريزة على أي وضع وفى أي اتجاه، واعتبارها نشاطا بيولوجيا لا يخضع للأخلاق، وأعطوا أنفسهم الحرية في ممارسته بأي شكل يريدون، وقد ظنوا أنهم بذلك قد وجدوا الحل للصراعات والمشكلات الجنسية، ولكن الواقع العملي أثبت أن الأمر عكس ذلك، وهم يعانون الآن من رعب الإيدز ومن تفكك الأسر ومن أشياء أخرى كثيرة وما خفي كان أعظم، لأن الله الذي خلق الإنسان ونظم له حياته وحدد له مسارات طاقاته الغريزية يعلم ما يصلحه ويرشده إليه.

    بناءا على هذا فنحن نتفق على أننا لن نتبنى الموقف الغربي الداعي إلى انفلات الغريزة في أي اتجاه بلا ضابط، ولن يخرج الشواذ في شوارعنا في جماعات تفخر وتباهى بشذوذها، ولكن مع هذا يبقى عندنا مشكلة عدد من الناس ابتلوا بانحراف مسار الغريزة في اتجاهات شاذة ( وهذه ظاهرة موجودة في كل المجتمعات بنسب متفاوتة )، وهؤلاء على نوعين:

    1 -
    نوع يرضى بذلك الشذوذ ويمارسه ( وربما يستمتع به ) ( Ego syntonic ) وهذا لا نراه في المجال العلاجي ولكن نسمع عن مشكلاته الأخلاقية أو القانونية .

    2 -
    ونوع لا يرضى بهذا الشذوذ ويتعذب به ولا يمارسه ويسعى للخلاص منه ولكنه لا يستطيع ( Ego dystonic ) وهذا النوع الأخير هو الذي نراه في المجال العلاجي
    وينقسم أمامه المعالجون إلى قسمين :
    1 -
    قسم يستشعر صعوبة التغيير وصعوبة التحول وفى داخله رغبة الاستسهال والاستسلام للأمر الواقع ( كما حدث في الغرب ) خاصة وأنهم لا يجدون في التراث العلمي ( الغربي في مجمله ) وسائل وتقنيات وتجارب علاجية تؤنسهم في مشوارهم الصعب مع مرضاهم الأصعب، وهؤلاء يعلنون أن الشذوذ ليس له علاج .
    2 -
    قسم يرى الأمر من كل جوانبه الطبية والاجتماعية والدينية، ويرى في هذا الشذوذ ابتلاءا يتعامل معه المريض والمعالج بصبر حتى ينقشع ، وهم يحتسبون الجهد والعناء عند الله ويرجون العون والمثوبة منه ويعتبرون ذلك رسالة يتقربون بها إلى الله ولا ييأسون مهما كانت نسبة نجاحهم قليلة بناءا على قاعدة : " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " وقاعدة : " لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم "، وهذه هي الروح التي نتمناها أن تسود في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، كما نتمنى أن يطور المعالجون النفسيون وسائلهم العلاجية لحل هذه المشكلات حيث لا توجد لها حلول في المراجع الأجنبية أو توجد لها حلول لا تتفق مع شرائعنا وأخلاقنا فكل ما يهمهم هو إزالة الشعور بالذنب لدى الشخص المتورط في هذا السلوك وعلاجه من خجله أو اكتئابه ومساعدته على المجاهرة بسلوكه على أنه شيء طبيعي لا يستدعى أي مشاعر سلبية .

    هدف العلاج :
    وهدف العلاج هنا هو تحويل مسار الغريزة من اتجاهها الشاذ ( غير المثمر ) إلى اتجاه طبيعي ( أو أقرب إلى الطبيعي ) . ولا يدعى أحد أن هذا التحويل أمر سهل يحدث في وقت قصير ، و إنما هو بالضرورة أمر يحتاج إلى وقت وجهد ومجاهدة وصبر ومثابرة من المريض والمعالج ، ولابد أن يوقن الاثنان أنه لا بديل عن هذا الطريق

    (
    فليس من المقبول ولا من الممكن الاستسلام للشذوذ ) ، وان يعلما أنهما بناءا على هذا التصور الإيماني يؤجران على أي جهد يبذلانه ، ويتلقيان العون من الله في هذا الطريق ، ويتذكران طول الوقت قول الله تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " . هذا عن الجانب الإيماني فهل يا ترى هناك جوانب عملية تطبيقية تدعم السير في هذا الاتجاه ؟نعم.. ففي خلال الممارسة العملية حدث نجاح مع عدد غير قليل من حالات الشذوذ خاصة أولئك الذين واصلوا طريق العلاج وتحملوا مشقاته، ليس هذا فقط بل إن الواقع الحياتي يؤكد توقف أعداد كبيرة من الشواذ عن هذا السلوك في مراحل معينة من العمر حيث يحدث نضج في الشخصية يسمح بالتحكم في رغبات النفس وتوجيهها حتى بدون تدخل علاجي بالمعنى الطبي المعروف .
    الوسائل والتقنيات العلاجيةأما عن الوسائل العلاجية المتاحة حاليا ( والتي تحتاج لتطوير وابتكار في المستقبل ) فهي ترتكز على أساسيات العلاج المعرفي السلوكي من منظور ديني، وهى كالتالي:

    1-
    الإطار المعرفي :
    ويتلخص في تكوين منظومة معرفية يقينية بأن هذا السلوك شاذ ( أو هذه المشاعر والميول شاذة ) من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية ، وأنها ضد المسار الطبيعي للحياة النظيفة والسليمة ، وأن هذا السلوك يمكن تغييره ببذل الجهد على الطريق الصحيح . ومن المفضل أن يعرف المريض والمعالج النصوص الدينية المتصلة بهذا الموضوع حيث ستشكل هذه النصوص دفعة قوية لجهود هما معا فحين يعلم المريض والطبيب أن إتيان الفعل الشاذ يعتبر في الحكم الديني كبيرة من الكبائر، وفى الأعراف الاجتماعية والأخلاقية عمل مشين فانهما يتحفزان لمقاومته بكل الوسائل المتاحة. ويحتاج الاثنان أن يتخلصا من الأفكار السلبية التي تقول بأن الشذوذ نشاط بيولوجى طبيعي لا يدخل تحت الأحكام الأخلاقية وليس له علاج حيث أثبتت الأدلة العقلية و النقلية والتجارب الحياتية غير ذلك.

    2 -
    العلاج السلوكي: ويتمثل في النقاط التالية: •
    .
    التعرف على عوامل الإثارة: حيث يتعاون المريض والمعالج على إحصاء عوامل الإثارة الجنسية الشاذة لدى المريض حتى يمكن التعامل معها من خلال النقاط التالية .

    التفادي: بمعنى أن يحاول الشخص تفادى عوامل الإثارة الشاذة كلما أمكنه ذلك

    العلاج التنفيري: لقد حدثت ارتباطات شرطية بين بعض المثيرات الشاذة وبين الشعور باللذة، وهذه الارتباطات تعززت وتدعمت بالتكرار وهذا يفسر قوتها وثباتها مع الزمن. وفى رحلة العلاج نعكس هذه العملية بحيث نربط بين المثيرات الشاذة وبين أحاسيس منفرة مثل الإحساس بالألم أو الرغبة في القيء أو غيرها ، وبتكرار هذه الارتباطات تفقد المثيرات الشاذة تأثيرها ، وهذا يتم من خلال بعض العقاقير أو التنبيه الكهربي بواسطة معالج متخصص . ولنضرب مثالا لها : نطلب من المريض أن يتذكر المشاعر الشاذة التي تمر بخاطره حين يرى أو يسمع أو يشم مثيرا معينا ، وحين يخبرنا بان المشاعر قد وصلت لذروتها بداخله نقوم بعمل تنبيه كهربي على أحد الأطراف أو إعطاء حقنة محدثة للشعور بالغثيان أو القيء

    تقليل الحساسية : بالنسبة للمثيرات التي لا يمكن عمليا تفاديها نقوم بعملية تقليل الحساسية لها وذلك من خلال تعريض الشخص لها في ظروف مختلفة مصحوبة بتمارين استرخاء بحيث لا تستدعى الإشباع الشاذ ، وكمثال على ذلك نطلب من المريض استحضار المشاعر الشاذة التي تنتابه وعندما تصل إلى ذروتها نجرى له تمرين استرخاء ، وبتكرار ذلك تفقد هذه المشاعر ضغطها النفسي
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 10:59

    3 - العلاج التطهيري :
    وهو قريب من العلاج السلوكي ويتبع قوانينه ولكنه يزيد عليه في ارتباطه بجانب معرفي روحي ، وهو قائم على قاعدة " إن الحسنات يذهبن السيئات " وعلى فكرة " دع حسناتك تسابق سيئاتك " ، وباختصار نطلب من المريض حين يتورط في أي من الأفعال الشاذة أن يقوم بفعل خير مكافئ للفعل الشاذ كأن يصوم يوما أو عدة أيام ، أو يتصدق بمبلغ ، أو يؤدى بعض النوافل بشكل منتظم ......الخ ، وكلما عاود الفعل الشاذ زاد في الأعمال التطهيرية ، ويستحب في هذه الأفعال التطهيرية أن تتطلب جهدا ومشقة في تنفيذها حتى تؤدى وظيفة العلاج التنفيرى وفى ذات الوقت يشعر الشخص بقيمتها وثوابها ولذتها بعد تأديتها و الإحساس بالتطهر والنظافة وهذا يعطيها بعدا ايجابيا مدعما يتجاوز فكرة العلاج التنفيرى منفردا . وهذا النوع من العلاج قريب من نفوس الناس في مجتمعاتنا ( سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ) ففكرة التكفير عن الذنوب فكرة إيمانية وعلاجية في نفس الوقت ، وكثير من الأعمال الخيرية في الواقع تكون مدفوعة بمشاعر ذنب يتم التخفيف منها ايجابيا بهذه الوسيلة
    .

    4 -
    تغيير المسار
    :

    وهذه الخطوة يجب أن يتفهمها المريض جيدا حيث يعلم بأن الغريزة الجنسية طاقة هامة في حياته ولكن حدث أن هذه الطاقة في ظروف تربوية معينة حفرت لها مسارا شاذا وتدفقت من خلاله ولهذا لا يشعر الشخص بأي رغبة جنسية إلا من خلال هذا المسار الذي اعتاده لسنوات طويلة وتدعم من خلال تكرار مشاعر اللذة مرتبطة بهذا المسار . و لكي يتعدل اتجاه الطاقة الجنسية فان ذلك يستلزم إغلاق هذا المسار الشاذ حتى لا تتسرب منه الطاقة الجنسية وبعد فترة من إغلاق هذا المسار تتجمع الطاقة الجنسية وتبحث لها عن منصرف، وهنا يهيأ لها مسارا طبيعيا تخرج من خلاله، وسوف تحدث صعوبات وتعثرات في هذا الأمر ولكن الإصرار على إغلاق المسار الشاذ وفتح المسار الجديد سوف ينتهي بتحول هذا المسار خاصة إذا وجد تعزيزا مناسبا في اتجاهه الجديد



    (
    خطبة أو زواج ) . وربما لا يجد الشخص رغبة جنسية نحو الجنس الآخر في المراحل المبكرة للعلاج لذلك يمكن أن يكتفي بالرغبة العاطفية، وهذه الرغبة العاطفية كنا نجدها كثيرا عند المرضى بالشذوذ وربما قد جعلها الله حبل النجاة للمبتلين بهذا المرض يتعلقون به حين ينوون الخلاص، وكثير منهم أيضا تكون لديه الرغبة في العيش في جو أسرى مع زوجة وأبناء على الرغم من افتقادهم للرغبة الجنسية نحو النساء. ومن متابعة مثل هذه الحالات وجد أنهم حين تزوجوا كانوا ينجحون كأزواج رغم مخاوفهم الهائلة من الفشل حيث يحدث بعد الزواج إغلاق قهري للمنافذ الشاذة للغريزة ( بسبب الخوف من الفضيحة أو اهتزاز الصورة أمام الزوجة ) في نفس الوقت الذي تتاح فيه فرص الإشباع الطبيعية. وفى بعض الأحوال يحدث ما يسمى بالجنسية المزدوجة ( Bisexual ) حيث تكون لدى الشخص القدرة على الإشباع المثلي والغيري للغريزة
    .

    5 -
    المصاحبة
    :
    وبما أن مشوار التغيير يحتاج لوقت وجهد وصبر ، لذلك يجب أن يكون هناك معالج متفهم صبور يعرف طبيعة الاضطراب بواقعية ولديه قناعة لا تهتز بإمكانية التغيير ولديه خبرات سابقة بالتعامل مع الضعف البشرى ، ولديه معرفة كافية بقوانين النفس وقوانين الحياة وأحكام الشريعة وسنن الله في الكون . هذا المعالج بهذه المواصفات يقوم بعملية مصاحبة للمريض ( المبتلى بالمشاعر أو الميول أو الممارسات الشاذة ) تتميز بالحب والتعاطف والصبر والأمل واحتساب الوقت والجهد عند الله. هذه المصاحبة تدعم مع الوقت ذات المريض ( فيما يسمى بالأنا المساعد أو تدعيم الأنا )، وتعطى نموذجا للمريض تتشكل حوله شخصيته الجديدة في جو آمن . وبناءا على هذه المتطلبات يستحسن أن يكون المعالج من نفس جنس المريض وذلك يسمح بحل إشكاليات كثيرة في العلاقة بنفس الجنس شريطة أن يكون المعالج متمرسا وقادرا على ضبط إيقاع العلاقة دون أن يتورط هو شخصيا في تداعيات الطرح والطرح المضاد. والمعالج ( المصاحب ) ليس شرطا أن يكون طبيبا بل يمكن أن يكون أخصائيا نفسيا أو اجتماعيا أو عالم دين أو قريب أو صديق تتوافر فيه كل الشروط السابق ذكرها
    .

    6 -
    السيطرة على السلوك
    :
    نحن جميعا في حياتنا لدينا رغبات لا نستطيع إشباعها بسبب معتقداتنا أو ظروفنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها ولهذا نصبر عليها ونضبطها لحين تأتى الفرصة المناسبة لإشباعها ، وقد لا تأتى فنواصل الصبر عليها أو إيجاد إشباع بديل . والشخص ذو الميول الشاذة عليه أن يتعلم ذلك الدرس وأن يتدرب على ضبط مشاعره وميوله الشاذة وأن يبحث عن الإشباع البديل ( كباقي البشر، فكلنا مبتلون بمشاعر وميول لا يمكن إشباعها ) وهذا من علامات نضج الشخصية. وفى المراحل المبكرة من العلاج ربما نحتاج إلى السيطرة الخارجية ( بواسطة المعالج أو بالتعاون مع أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء إذا كانوا يعلمون بالمشكلة ) وذلك حتى تتكون السيطرة الداخلية، والهدف من ذلك هو منع الإشباع الشاذ حتى لا يحدث تدعيم لهذا المثار. وأثناء برنامج التدريب على السيطرة نطلب من المريض أن يكتب في ورقة المواقف التي واجهته وكيف تصرف حيالها ويقوم بعد ذلك بمناقشة ذلك مع المعالج ، وهذا ينمى في المريض ملكة مراقبة سلوكه ومحاولة التحكم فيه . وفى كل مرة ينجح فيها الشخص في التحكم يكافئ نفسه أو يكافئه المعالج حتى يتعزز سلوك التحكم والسيطرة الداخلية
    .

    7 -
    العلاج الدوائي
    :
    لا يوجد علاج دوائي خاص بهذه الحالة بعينها ، ولكن استخدمت مانعات استرداد السيروتونين ( ماس ) في بعض الحالات وأثبتت نجاحها ( وكان المبرر في استخدامها نجاحها في السيطرة على حالات إدمان الجنس حيث تقلل من الاندفاع الغريزي ) ، واستخدم معها أو بدونيها عقار الكلوميبرامين (الأنافرانيل) على قاعدة أن السلوك الشاذ يأخذ شكل الفعل القهري ولذلك تصلح معه الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري
    .

    8 -
    الدعاء
    :
    فكلما أعيتنا الأمور وأحسسنا بالعجز لجأنا إلى الله بالدعاء ، فهو قادر على كشف البلاء . والدعاء سلاح إيماني وروحي حيث يستمد الإنسان العون من الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو في نفس الوقت سلاح نفسي حيث تجرى عملية برمجة للجهاز النفسي طبقا لمحتوى الدعاء فيتشكل برنامج نفسي جسدي في اتجاه تحقيق محتوى الدعاء وذلك فيما يسمى بسيكولوجية ما تحت الوعي ( Subconscious Psychology )، إضافة إلى ما يعطيه الدعاء من أمل في الخلاص وما يعطيه من ثواب للداعي سواء أجيب دعاءه في الدنيا أم تأجل ( لحكمة يعلمها الله ) للآخرةكاتب الحروف
    .
    دكتور / محمد المهدي

    استشاري الطب النفسي.. موقع إسلام ون لاين
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.06.08 11:01

    ما هو الاعتداء الجسدي؟يشير الاعتداء أو سوء المعاملة الجسدية عامةً إلى الأذى الجسدي الذي يلحق بالطفل على يد أحد والديه أو ذويه.

    وهو لا ينجم بالضرورة عن رغبة متعمدة في إلحاق الأذى بالطفل ، بل إنه في معظم الحالات ناتج عن أساليب تربوية قاسية أو عقوبة بدنية صارمة أدّت إلى إلحاق ضرر مادي بالطفل أو كادت.

    وكثيرا ما يرافق الاعتداء الجسدي على الطفل أشكال أخرى من سوء المعاملة. ومن الأمثلة المؤسفة والشائعة على ذلك ضرب أحد الوالدين لطفله بقبضة اليد أو بأداة ما في الوقت الذي ينهال عليه بسيل من الإهانات والشتائم.

    وفي هذه الحالة، يعتبر الطفل ضحية اعتداء جسدي وعاطفي في آن واحد.

    ويشمل الاعتداء البدني على الطفل الرضوض والكسور والجروح والخدوش والقطع والعض وأية إصابة بدنية أخرى. ويعتبر اعتداءً كذلك كل عنف يمارسه أحد والدي الطفل أو ذويه إذا تسبب في أذى جسدي للطفل.

    ويشمل ذلك ضربه بأداة أو بقبضة اليد واللطم والحرق والصفع والتسميم والخنق والإغراق والرفس والخض. فكل هذه الممارسات وإن لم تسفر عن جروح أو كسور بدنية ظاهرة ولكنها تعتبر اعتداء بحد ذاتها.



    بداية الصفحةالمشكلة ومدى شيوعها:



    إن الاعتداء الجسدي مشكلة متفشية في مختلف أنحاء العالم.

    وهي ليست ظاهرة تقتصر على فئة معينة من السكان دون غيرهم.

    فالأسر على مختلف انتماءاتها العرقية وأوساطها الاجتماعية قد تنخرط في مثل هذه الممارسات الانتهاكية ضد الأطفال، كما أن الأطفال على مختلف أعمارهم وبغض النظر عن جنسهم يتعرضون لأصناف الاعتداء الجسدي.

    بيد أن بعض العوامل الاجتماعية والديموغرافية تلعب دورا في ازدياد خطر ممارسة العنف الجسدي ضد الأطفال.

    ومن تلك العوامل: الأسرة الفاقدة لأحد الوالدين وتدني مستوى المعيشة. فالأب أو الأم الذي يربي طفله وحيدا قد يشعر بالعزلة وتتزايد عليه ضغوط التربية ويفتقر إلى السند والنموذج المناسب لاتخاذ الخيارات التربوية الصحيحة البعيدة عن العنف.

    ولعل مما يفسر ميل رب الأسرة في هذه الحالة لاستخدام أساليب تربوية أكثر قسوة هو اقتران حالته بضعف دخل الأسرة وتضاعف المسؤولية.

    وبشكل عام، تبرهن الدراسات التي أجريت حول دوافع الاعتداء الجسدي، أن أية ظروف معيشية تفاقم الضغوط على الأسرة أو عائلها أو تصعب التفاعل بين الطفل ووالده قد ترفع بالتالي احتمالات تعرض طفل هذه الأسرة للعنف الجسدي.

    وتشمل هذه الظروف الأطفال ذوي المشاكل الصحية أو بطيئي النمو، الأطفال غير المرغوبين والأطفال كثيري الحركة والأطفال الذين يعاني ذووهم من ضغوط معيشية أو يتوقعون من أطفالهم إنجازات غير واقعية أو سلوك لا يتناسب مع سنهم.



    بداية الصفحة

    تحديد المشكلة والإفادة بها:



    من الأهمية بمكان التذكر بأن سوء معاملة الطفل تستبطن السرية والخصوصية وتتغذى بالتغافل والإهمال. والخطوة الأولى لمنع ومعالجة الاعتداء الجسدي على الطفل هو التعرف على وجوده.

    فالأطفال قد يفشون تعرضهم للعنف الجسدي إلى مدرسيهم أو أطبائهم أو أصدقاء العائلة أو أصدقائهم الشخصيين. وقد يأخذ الإفشاء شكلاً غير مباشر كقول الطفل "لدي صديق يضربه أبوه ويؤلمه".

    فالكثير من الأطفال يواجهون صعوبة في مناقشة المسألة بوضوح وانطلاق مع الآخرين. وقد يشعرون بالخوف لأن الكثير من المعتدين يهددون الطفل لإلزامه بالصمت وعدم مناقشة "المسائل العائلية" خارج المنزل.

    والاعتداء الجسدي هو أكثر أشكال الاعتداء أو سوء المعاملة افتضاحا لأن مؤشراته الظاهرة تدل عليه.

    والخطوة الأولى في القضاء على مشكلة الاعتداء الجسدي على الأطفال هو الاعتراف بوجودها.

    والخطوة التالية هي تعلّم كيفية التعرف على مؤشراتها وأعراضها لتحديد ما إذا كان الطفل يتعرض للإعتداء بالفعل. وهناك العديد من العوامل التي ينبغي وضعها بعين الإعتبار عند التفكير باحتمالية تعرض طفل ما لاعتداء جسدي وأول هذه العوامل: مكان وطبيعة وعمق أو مستوى الإصابة الظاهرة على الطفل وهل تطابق الوصف السبب الذي يقال انه ادى الى هذه الاصابة ام لا.

    وهل توجد علاقة بين عمر الطفل أو مرحلة نموه وبين الإصابة؟فمثلا الحروق على شكل قاعدة مكواة أو مشواة أو سيجارة من الصعب ان يكون الطفل قد ألحقها بنفسه خاصة اذا ما كانت في منطقة يصعب وصوله إليها .

    وكذلك آثار العض أو خدوش الأظافر الذي تترك آثارا طولية متوازية وغيرها من الجروح أو الخدوش التي تدّل على استخدام أداة ما.

    ومن آثار الاعتداء الأخرى التي قد تظهر على الطفل سن مفقودة أو مكسورة أو مهزوزة أو بقع صلعاء في الرأس قد تدل على شد الشعر ونزعه أو آثار خدوش أو جروح في طريقها للاندمال.



    بداية الصفحةالمشكلات السلوكية



    انطلاقا من عمر الطفل ونضجه ومرحلة نموه، يمكن أن يمثّل السلوك مؤشرا هاما على الحالة التي يمر بها وما يتعرض له.

    فيما يلي بعض المؤشرات السلوكية التي قد تدّل على تعرض الطفل لاعتداء جسدي:



    يتلافي ملامسة الكبار او انه ودود بشكل مفرط معهم (غير قادر على تمييز الحدود الاجتماعية مع الاخرين).

    يثور و ينزعج بسهولة او لديه صبر كبير غير معتاد في التحمل.

    يبدي خوفا من الآباء أو الكبار بشكل عام.

    يكره أو يخشى العودة إلى المنزل أو يبدي خنوعاً مفرطاً للسلطة (سلطة المدرس مثلا).

    يبلل فراشه ليلا.

    خجول، انطوائي وغير متفاعل او ذو حركة شديدة غير طبيعية، عدواني و فوضوي.

    لا يبدي اي مشاعر او تعابير عندما يؤذى.

    يعتقد انه سيئ ويستحق العقاب.

    يعطي تبريرات غير منطقية عن علامات وكدمات على جسده.

    يتغيب أو يتأخر عن المدرسة بشكل متواصل بدون تقديم عذر أو تبرير مقنع من والديه.

    يرتدي ملابس طويلة الأكمام في غير وقتها أو ذات عنق طويل مسدود رغم دفء الجو لإخفاء آثار الجروح أو الخدوش.

    يبدو وكأنه معتاد على إلحاق الأذى بنفسه بسبب "شقاوته" او يمشي بصورة غير طبيعية.



    من الضروري الانتباه لهذه المؤشرات وعدم تجاهلها أو اعتبارها سطحية أو عابرة، خصوصا إذا تزامن عدد منها معاً.

    وقد تختلف المؤشرات السلوكية لدى الأطفال الأكبر سناً بعض الشيء عن الأطفال الصغار.

    فهم أميل للسلوك "الهروبي" شأن الفرار من المنزل أو الانخراط في نشاطات إجرامية أو ممارسات تدمير الذات كالتدخين أو تعاطي الكحول أو المخدرات.


      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:35