التحذير
من البدع وعواقبها الوخيمة
أو (موضوع البدع، وبيان حقيقتها، وأثر البدع في حياة المسلم)
للشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
علق عليها فضيلة الشيخ:
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
@
بسم الله الرحمن الرحيم
من البدع وعواقبها الوخيمة
أو (موضوع البدع، وبيان حقيقتها، وأثر البدع في حياة المسلم)
للشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
علق عليها فضيلة الشيخ:
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
@
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، نشهد أنه بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد.
ونشهد أنه لا خير إلا دلّ الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه، فصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. قاله المصطفى صَلَّى الله عليه وسلم.
إنّ هذا الموضوع وهو:
موضوع البدع، وبيان حقيقتها، وأثر البدع في حياة المسلمين
إنه لموضوع غاية في الأهمية؛ ذلك لأن كل انحراف في الدين إنما كان سببه إحداث بدعة لم يكن عليها الأمر الأول في حياة النبي عليه الصلاة والسلام:
· في أمور الاعتقاد.
· وفي الأمور العملية الشركية.
· وفي وسائل الشرك.
· وفي أنواع البدع العملية التي ظن أصحابها أنها تقربهم إلى الله جل جلاله.
ولا شك أن كل مسلم شهد أنْ لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله رغِب بإسلامه أن يسلم في الدنيا وأن يسلم في الآخرة؛ لأن لقاء الله والحساب وما يكون هنالك في الدار الأخرى أمر عظيم عظيم، فالمسلم يهرب من كل ما يشينه في ذلك ليوم أو يخِّف موازينه.
ولهذا كان من الواجب على كل مسلم أن يسعى في تعلم تحقيق معنى شهادة أن لا إله إلا الله والشهادة بأنّ محمدا رسول الله؛ لأن كل سعادة ستحوزها إذا حققت هاتين الشهادتين.
وتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله بالتوحيد بأنواعه توحيد الإلهية بالمطابقة وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات بما تضمنته تلك الكلمة العظيمة.
وأما تحقيق شهادة أن محمدا رسول فهو في أنحاء وفي جهات:
ومنه أن لا تكون عبادة ولا تقربا إلى الله جل وعلا إلا عن طريق المصطفى صَلَّى الله عليه وسلم، فالعبادة إنما هي التي شرعها المصطفى عليه الصلاة والسلام والتي سلكها وأمر بها أو دل عليها أصحابه وأمته عليه الصلاة والسلام، وهو عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رؤوف رحيم.
وقد أمره الله جل وعلا بإبلاغ الدين وبألاَّ يكتم شيئا من الدين فبلّغ الدين وبلّغ الرسالة وجاهد في ذلك، فكان مما بلَّغ أشياء مفصّلة في أمور العبادات، ومما بلّغ النهي عن أشياء مجملة نهى عنها مما لا يجوز إحداثه أو التقرب إلى الله جل وعلا به، وتلكم هي البدع.
فكان عليه الصلاة والسلام آمرا بأشياء مفصلة من أمور الخير كثيرة تكفي من أراد أن يتقرب إلى الله جل جلاله بها.
ونهى بإجمال عن كل غير تلك العبادات، فنهى عن البدع ونهى عن أن يُتقرب إلى الله جل جلاله بغير ما سنّه المصطفى صَلَّى الله عليه وسلم.
ولهذا قال العلماء: معنى شهادة أن محمدا رسول الله أن يُطاع فيما أمر، وأن يُصدق فيما أخبر، وأن يُجتنب ما عنه نهى وزجر، وأنْ لا يُعبد الله إلا بما شرعه رسوله صَلَّى الله عليه وسلم.
فكل عبادة يُتعبد بها الله جل جلاله لم يكن عليها أمر المصطفى صَلَّى الله عليه وسلم فهي باطلة وسالكها قد انقدح في سلوكه قد انقدح في أمره وعبادته تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، قد قُدِح في ذلك ونقص بمقدار تلك البدعة وربما كانت بدعة كفرية فخرج من أصل الدين والعبادة والعياذ بالله.
لهذا الأصل قال العلماء: إن أعظم آية في هذا الأمر وهي آية سورة المائدة هذه الآية لو تأملها أهل الإسلام لكفتهم عن أن يكونوا على غير السنة، قال جل وعلا ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾[المائدة:3]، قال يهودي لعمر رضي الله عنه: آية أو أنزل علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم الذي أنزلت فيه عيدا. قال: وما هي؟ قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). قال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والساعة التي نزلت فيها، والمكان الذي نزلت فيه. لأنها نزلت يوم الجمعة، نزلت يوم عرفة وهذا اليوم هو يوم عيد للمسلمين.
فهذه الآية فيها بيان أنّ الله جل وعلا أكمل لنا الدين قال (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) يعني أن الدين وهو ما يتدين به المرء ليقربه إلى الله جل وعلا قد كَمُل، فإذا كان كاملا فهل ثَم وسيلة لإدخال شيء فيه حتى يتقرب به إلى الله جل جلاله؟ إن هذا مناقض لمعنى هذه الآية، ولهذا قال الشاطبي وغيره من أهل العلم قالوا: إنَّ أهل البدع ليس عندهم لهذه الآية معنى وهي قوله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)؛ لأن معنى الإكمال أنه ليس فيه مجال لآن يدخل فيه شيء يقرب إلى الله جل جلاله.
وإذا كان كذلك فكل شيء أُحدث بعد الرسول عليه الصلاة والسلام بعد زمنه فإنه بدعة ضلالة يدَّعي صاحبها أن الدين ناقص وأنه يريد إكماله؛ لأنه لم يأتِه ما جاءت به الشريعة.
لهذا قال الإمام مالك فيما رواه عنه ابن الماجشون قال: قال مالك رحمه الله تعالى: من زعم أن في الدين بدعة حسنة فقد زعم أن محمدا عليه الصلاة والسلام خان الرسالة، والله جل جلاله يقول ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾[المائدة:3].
لهذا كان كل محدِث لبدعة مدَّع بأن الدين لم يكمل إن بلسان حاله أو بلسان مقاله وهو أعظم والعياذ بالله.
لهذا وجب عليك أن تتعرف إلى البدع:
· من جهة معناها.
· ومن جهة أسبابها.
· ومن جهة القواعد التي بها تعرف البدعة وتعرف السنة.
· ومن جهة الضوابط في هذه المسألة .
· وتتعلم الشبهات التي أثارها أهل البدع، وما أكثرهم لا كثرهم الله جل جلاله، تتعلم تلك الشبهات والرد عليها؛ لأنه قد يأتي من يحسن البدع عندك بأنواع من التحسينات أو يلقي شبهة، فإذا كشفت الشبهة بتعلم وتعليم كنت في حيازة وحراسة من أهل البدع؛ أتباع الهوى.
· وكذلك تعرف أنواعا مما أحدثه الناس من أنواع البدع حتى إذا مرّ عليك شيء منها أو سمعت بأحد يعمل بشيء منها كنت منها على بغض وحذر وكذلك أنكرتها لعلم لك بها.
عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 08.07.08 8:37 عدل 1 مرات