أخطار الجامعة الأمريكية في البلاد الإسلامية
ملف متنوع يبين حقيقة نشأة الجامعة الأمريكية
وأهدافها في بلاد الإسلام
إعداد
سليمان الخراشي
1423هـ
خــبر عــــاجل !
أول جامعة أمريكية في المملكة:
يعتزم مستثمر سعودي إنشاء جامعة أمريكية في مدينة جدة بتكلفة تصل إلى 600 مليون ريال في عام 2005 المقبل، وكشف عبد الله عايش القرشي رئيس مجلس إدارة البزوغ العالمية لتعليم اللغات للجاليات الفرانكوفونية إن الجامعة المزمع إقامتها بعدة كليات تم التوقيع على اتفاقية بخصوصها للتعاون مع فرع الجامعة الأمريكية في بيروت. وقال لـ(المدينة) إن الاتفاقية تتضمن أن يقوم فرع الجامعة الأمريكية في بيروت بإجراء دراسات الجدوى الاقتصادية والتعليمية ووضع اللمسات النهائية لهذه الجامعة الجديدة التي سيكون مقرها في مدينة جدة، مشيراً إلى أن فريق العمل الخاص بهذه الدراسات من المتوقع أن يصل إلى جدة قريباً للبدء في الدراسات الأولية للمشروع. ولم يكشف القرشي عن أسلوب تمويل هذا المشروع سواء من خلال دخول شركاء ومستثمرين سعوديين أو أجانب لكنه أكد على أنه سيتم اختيار التخصصات النادرة والتي يتطلبها سوق العمل في المملكة العربية السعودية لتدريسها منذ المراحل الأولى؛ خاصة وأن الدراسات سوف تستند إلى احتياجات سوق العمل السعودي ومدى احتياجاته للتخصصات النادرة والدقيقة. وأوضح إن الهيئة التدريسية والأكاديميين سيتم الاستعانة بهم من خلال الخبرات التي تتمتع بها الجامعة الأمريكية في بيروت([1])، وأشار في الوقت نفسه إلى أن الدراسة ستبدأ في الجامعة الجديدة بعدد محدود من الكليات والأقسام، ويتوقع بدء الدراسة الفعلية في منتصف سبتمبر عام 2005م بطاقة استيعابية تقارب 500 طالب وطالبة، وتبلغ رسول التسجيل ما بين (3-5) آلاف دولار في العام الدراسي، إضافة إلى رسوم الخدمات الأخرى التي تقدم وفق الأسعار المعروفة. الجدير بالذكر أن هناك مؤشرات تؤكد أن قرابة خمسة آلاف طالب سعودي اتجهوا للدراسة في خارج المملكة في الوقت الذي تتفق التوجهات عامة للدولة في فتح المجال أمام الاستثمار في مجال التعليم بشكل عام والتعليم الجامعي بشكل خاص.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، وآله وصحبه .
لقد نشأت فكرة إعداد هذه المادة عن الجامعة الأمريكية في ديار المسلمين بعد لقاء مع أحد الشباب في بعض دول الخليج ممن ارتضت أن تمكن لهذه الجامعة من فتح فرع لها على أراضيها؛ حيث كان هذا الشاب الفاضل يحدثني عن خطورة هذا الأمر على أبناء البلد ممن سيدرس في هذه الجامعة اغترارًا بقدراتها التنظيمية الدنيوية ومهاراتها التعليمية، متغافلاً أو متجاهلاً عن ما قد تزرعه في فكره من شبهات وأفكار منحرفة من خلال مناهجها الموجهة لهدف محدد يخدم مصالح من أنشاؤها.
عندها فكرت بجمع مادة متنوعة عن هذه الجامعة(نشأتها-غاياتها)كي تكون وثيقة إدانة لها،وسبباً نافعاً بإذن الله في التحذير منها،ولفت أنظار شباب الإسلام إلى خطورتها([2])،وأنها مجرد وسيلة من وسائل الغزو التغريبـي لهذه الأمة.
ولقد تبين لي من خلال تأمل ما كتب عن هذه الجامعة أن لها أهدافاً ثلاثة تروم إلى تحقيقها من خلال انتشارها في بلاد المسلمين:
الهدف الأول: تنصير أبناء المسلمين! من خلال تلقينهم مبادئ الديانة النصرانية التي جعلوها كمادة إلزامية لراغبي الدراسة فيها([3])!
الهدف الثاني: تشكيك أبناء المسلمين في دينهم، من خلال إدخال الشبه عليهم، وزرع بذور الزيغ والإلحاد بينهم. وكذا نشر الانحراف الخلقي من باب أولى([4]).
الهدف الثالث: تكوين طليعة أو نخبة من أبناء المسلمين (لا سيما من يسمون أبناء الذوات!) في كل بلد تدخله هذه الجامعة ليكونوا قادة المستقبل وأصحاب القرار فيه فيما بعد، والتمكين لهم من ذلك بعد حقنهم بالفكر العلماني وقطع صلتهم بدينهم.
أما الهدف الأول: ففي ظني أنهم قد فشلوا في تحقيقه فشلاً ذريعًا –ولله الحمد-، وهذا أمر أصبح يعرفه كثير من المسلمين.
وأما الهدف الثاني: فقد تحقق لهم فيه نسبة لا يستهان بها –كما سيأتي- حيث تخرج من جامعتهم ثلة منحرفة من أبناء المسلمين كانت أشد حرباً على الإسلام وأهله من عُبّاد الصليب.
وأما الهدف الثالث: فهو –في ظني- أخطرها وأنكاها، وهو –والله أعلم- ما سيركزون عليه جداً في الفترة القادمة؛ لأنهم من خلال صنعهم لهذه الطليعة العلمانية من قادة المستقبل والمتنفذين في مجتمعات المسلمين يضمنون –لأزمان طويلة- تبعية هذه المجتمعات لهم، وخضوعها لأفكارهم، ثم قيادتها وسوقها كيفما شاؤا من خلال طليعة المنافقين.
فهذه الجامعة الخبيثة بفروعها ستكون معامل متنقلة لتفريخ رويبضات المستقبل في بلاد الإسلام ممن سيجثمون على صدره ويتولون نيابة عن أسيادهم محاربة أهله والتضييق عليهم .
وصدق الله تعالى إذ يقول (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) .
وتأمل –رعاك الله كما سيأتي- إهمال هذه الجامعة للعلوم الدنيوية([5]) النافعة من طب وهندسة وكيمياء وفيزياء وغيرها، وتركيزها على علوم التربية والنفس والاجتماع وغيرها من العلوم التي يسهل من خلالها غزو العقول المسلمة وتدميرها لتعلم وتتيقن أن نفع بلاد المسلمين لا يأتي في قائمتها، كما يظن المغفلون. وإنما الأهداف ما ذكرت لك مما استخلصه المتابعون لأنشطتها منذ نشأتها إلى اليوم.
فبلاد الإسلام –لا سيما بلادنا- ليست بحاجة إلى مثل هذه الجامعة –ولله الحمد- لأنها لن تفيدنا لا دينياً ولا دنيويًا، ونحن في غنية عنها –إن احتجنا التوسع في التعليم الجامعي الأهلي- بجامعات تنشأ من بيئتنا وتنهج النهج الإسلامي (السلفي) في مناهجها، وتستفيد من العلوم الدنيوية النافعة التي هي مشتركة بين جميع الأمم، والموفق من وفقه الله.
وتنبه بعد هذا إلى أنه ليس لي من جهد في هذه المواد المعروضة بين يديك مع هوامشها([6]) سوى تنظيمها وجمعها في مكان واحد .
أخيراً: أتمنى ممن لديه أي معلومات عن هذه الجامعة أو ما كتب فيها أن يبعث به إليّ –مشكورًا- لأتمكن من إضافته إلى هذه المواد.
أسأل الله أن ينفع بما جمعت، وأن يكون سببًا في تبصير أبناء المسلمين لما يُكاد لهم، وأن يوفق ولاة أمرهم للتصدي لهذا الغزو الجديد، وأن يعلموا أنه لا عز لهم ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بتحكيم شرع الله، والبعد عن ما يخالفه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
محتويات البحث :
أولاً: مقال بعنوان: "الجامعة الأمريكية ببيروت مركز لنشاط المخابرات والسفارة الأمريكية.."، نشر في مجلة المجتمع الكويتية، العدد (200).
ثانياً: مقال بعنوان: "لماذا الجامعة الأمريكية الآن" نشر في مجلة المجتمع الكويتية .
ثالثاً: مقال بعنوان: "الدور التغريـبـي للجامعة الأمريكية في بيروت" نشر في مجلة المجتمع الكويتية، العدد (917).
رابعاً: جزء من كتاب: "التبشير والاستعمار في البلاد العربية" للدكتور مصطفى الخالدي والدكتور عمر فروخ، ص 96-110.
خامساً: جزء من بحث بعنوان: "الغزو الثقافي أهم قضايا التعليم المعاصر" للدكتور إبراهيم سليمان عيسى، مقدم إلى مؤتمر تطوير مناهج التربية الدينية الإسلامية في التعليم العام بالوطن العربي، ص 47-49.
سادساً: جزء من كتاب: "الجذور التاريخية لإرسالية التنصير الأجنبية في مصر" للدكتور خالد نعيم، ص 85-92.
سابعاً: بحث بعنوان: "الجامعة الأمريكية والتبعية الثقافية" للدكتور كمال نجيب، نشر في مجلة التربية المعاصرة، العدد: 49، ص 155-190.
ثامناً: مقال بعنوان: "كيف تحارب الجامعة الأمريكية الإسلام في مصر؟" للدكتورة ليلى بيومي، نشر في مجلة المختار الإسلامي، العدد: 62، ص 78-89.
تاسعاً: عرض موجز لكتاب "اختراق العقل المصري" للدكتور رفعت سيد أحمد، نشر في مجلة العلوم الاجتماعية، الكويت، المجلد 16، العدد1، 1988.
عاشراً: عرض مطول لكتاب: "أهداف الجامعة الأمريكية بالقاهرة، 1920-1980" للدكتورة سهير البيلي، نشر في مجلة البيان، العدد (180).
أولاً: مقال بعنوان: "الجامعة الأمريكية ببيروت مركز لنشاط المخابرات والسفارة الأمريكية"، نشر في مجلة المجتمع الكويتية، العدد (200).
:"تباكت الصحف ذات الميول الغربية قبل شهر على أن الجامعة الأمريكية مهددة بالإفلاس، وتحرك خريجوها -ومعروف من هم خريجوها- يتدارسون مستقبل "مركز تدريبهم ومصدر توجيههم"!!، ويهيئون الأسباب التي تجعل الجامعة ماضية في أداء رسالتها التي نذرت نفسها لها منذ مائة عام.
وجاء إضراب طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت مؤخراً ليحدثنا عن لون هذه الرسالة ؟!
عقدت لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر الوطني لدعم طلاب الجامعة الأميركية مؤتمراً صحفياً في دار نقابة الصحافة في بيروت، وقالت اللجنة في بيان تلاه المحامي عزت حرب:
"إن المعركة في الجامعة تجاوزت كونها معركة بين الطلاب من ناحية والسلطة من ناحية أخرى… لتصبح معركة وطنية بين الوجود الأميركي الاستعماري المسيطر على مختلف مستويات الحياة والسياسية وبين الرافضين لهذا الوجود، وأضاف إن السلطات اللبنانية التي استنفرت جميع أجهزتها العسكرية والإعلامية والإدارية لإجهاض تحركنا المشروع ضد إدارة المخابرات الأميركية وتعفي نفسها عن ملاحقة أجهزة المخابرات.
وقال إن الوثائق التي نضعها بين أيديكم هي واحدة من جملة وثائق تدين بالملموس الدور الذي تلعبه الجامعة الأميركية بالتجسس على طلابنا وحركته الوطنية بالتعاون مع السفارة الأميركية، كما تفضح موقف الجامعة الأميركية من محاربة الطلبة الوطنيين ومنع دخولهم إلى الجامعة مع كونهم من ذوي الأكاديمية الممتازة فتضعهم أمام واحد من خيارين: إما جرهم إلى التبعية الأميركية وإما إجبارهم على الهجرة.
وأشار حرب في حديثه إلى أن بعض القضاة أوضحوا للذين كانوا يراجعونهم طلباً لإخلاء سبيل الطلاب بأن هناك تعليمات عليا تقضي بعدم قبول طلبات إخلاء سبيل الطلاب.
وقد جرى في المؤتمر الصحفي نشر نص وثيقتين تبرزان بوضوح دور الجامعة الأميركية وعلاقاتها بالسفارة الأميركية والاستخبارات المركزية الأمريكية"
ماذا كنتم تنتظرون من الجامعة الأمريكية ؟
بعد أن كاد يدرككم الغرق تقولون هذا الكلام! بعد خراب البصرة كما يقولون! بعد مائة عام من تخريب الجامعة في بلاد المسلمين .. إن في لسانكم لكنة من أعجميها، وفي أفكاركم لوثة من تضليلها، وفي مظاهركم هزيمة من تقليد أساتذتها ومبشريها!!
الجامعة الأمريكية ماذا تنتظرون منها؟؟ هل تنتظرون أن تعيد لكم حضارة الإسلام وأمجاد السلف الصالح؟! ماذا تنتظرون منها وأنتم تعرفون جيداً أن الغرب لا يعرف الإنسانية والرحمة والعطف على الغير.. الغرب مادي في كل شيء لا يتحرك إلا لمصلحته وأهوائه.. ويأبى أن يعاملنا إلا كما يعامل السيد عبده.
ماذا تنتظرون من الجامعة الأمريكية والله يقول لكم :
(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء).
لماذا تأسست الجامعة الأميركية في بيروت ؟
تأسست الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1865م، وهذا التوقيت الزمني له صلة بالإجهاز على الدولة العثمانية –التي أطلقوا عليها لقب الرجل المريض- وكان اسمها "الكلية السورية الإنجيلية" وكان هناك تنافس بينها وبين الجامعة اليسوعية ولكنهما تعاونا معاً بناء على دعوة من جسب الذي قال: يجب ألا يكون ثمة نعوت مثل: أميركي، إنكليزي، ألماني… فليكن اسمنا "نصاري".
ومعظم أساتذة الجامعة الأميركية قسس مثل: دانيال بلس، فيليب حتي، ستيفن بزوز، بيارد ضودج.
وأما مناهجها فكانت مادة الإنكليزي عبارة عن نصوص منقولة من التوراة. وقرر مؤتمر القدس سنة 1935م أن يستغل كل درس في سبيل تأويل مسيحي لفروع العلوم كالتاريخ وعلم النبات…
واتفق في عام 1909م أن احتج الطلبة المسلمون على إجبارهم على الدخول إلى الكنيسة؛ فاجتمعت عمدة الجامعة وأصدرت منشوراً طويلاً جداً، جاء في مادته الرابعة ما يلي:
"إن هذه كلية مسيحية أسست بأموال شعب مسيحي: هم اشتروا الأرض وهم أقاموا الأبنية، وهم انشأوا المستشفى وجهزوه، ولا يمكن للمؤسسة أن تستمر إذا لم يسندها هؤلاء. وكل هذا قد فعله هؤلاء ليوجدوا تعليماً يكون الإنجيل من مواده، فتعرض منافع الدين المسيحي على كل تلميذ … وهكذا نجد أنفسنا ملزمين بأن نعرض الحقيقة المسيحية على كل تلميذ… وإن كل طالب يدخل إلى مؤسستنا يجب أن يعرف مسبقاً ماذا يطلب منه".
وأدى ذلك إلى إضراب قام به الطلاب كإضراب اليوم، وغالباً ما تكون أعمالنا –نحن المسلمين- ردود فعل… ثم نتناسى الحقائق ونمضي لما يراد لنا لنستيقظ بعد ستين سنة على زوبعة جديدة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهكذا فالجامعة الأميركية تبشيرية منذ قيامها واضحة في ذلك.
ارتباط الجامعة بالسياسية الأميركية الاستعمارية:
"الدكتور جون بادو" كان مدرباً في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم مدير الجامعة الأمريكية بالقاهرة ثم سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة… هذا التدرج يرينا أن عمل جون كسفير سياسي لا يزيد أهمية عن عمله كمدرس ثم كمدير للجامعة الأمريكية.
وبالأصل قامت الجامعة الأنجيلية (الأمريكية) بدعم من القنصلية الأمريكية في الدولة العثمانية وكلما كانت الدولة العثمانية تهم بإغلاقها تضطر للتراجع عن هذا القرار تحت ضغط من سياسة الولايات المتحدة الأميركية. بل إن الدولة العثمانية عام 1888م أغلقت مدارس المبشرين الأمريكيين ولكن المستر "بسنغر" قنصل أمريكا في بيروت والمستر اسكار ستراوس تدخلا في الأمر حتى سمح الوالي علي رضا باشا بأن تعود تلك المدارس إلى فتح أبوابها.
وما زالت الجامعة الأمريكية ماضية في مخططها الاستعماري؛ فلقد تبنت حلف بغداد ومشروع النقطة الرابعة وأعمال لجنة الإغاثة، ومن قبل نشر الكاتب "لدفيك برنهارد" سنة 1905م مقالاً عنوانه "أمريكه في الشرق" صور فيه الكلية السورية الإنجيلية على أنها محاولة مدروسة لتمهيد الطريق أمام المصالح الأمريكية.
موقفها من قضية فلسطين :
كان هو نفسه موقف الولايات المتحدة الأمريكية وقد قال "أوسكار ستراوس" وزير الولايات المتحدة المفوض في تركية والذي كان مشرفاً على الكلية السورية الإنجيلية وسائر المدارس الأمريكية:
"أنا أمريكي في الدرجة الأولى، ثم أنا يهودي".
ولقد ساء الدكتور القس "بيارد ضودج" رئيس الجامعة الأمريكية ما بين (1922م-1928م) أن يكون الدكتور مصطفى الخالدي أستاذًا في الجامعة ورئيساً لجمعية الشبان المسلمين في بيروت صاحب نشاط من أجل القضية الفلسطينية وصارحه بذلك، مما جعل الدكتور الخالدي يعتزل التدريس في الجامعة.
وبسط الدكتور ضودج رأيه في قضية فلسطين عام 1908م فقال: "إن قيام حكومة اتحادية في فلسطين تحت إشراف هيئة الأم يسلب العرب سيطرتهم المطلقة على فلسطين، كما يضع حداً لإدعاء اليهود بهجرة غير مقيدة، إلا أن الفريقين يربحان بذلك ربحاً ثابتاً: إن اليهود يحتفظون بموطن قومي واسع جداً يستطيعون به لتفوقهم الغني الحديث أن يتولوا –بالخطى الاقتصادية السليمة- زعامة الشرق الأوسط كله. أما العرب فإنهم سيجنون ربحاً من ذلك التقدم التجاري والصناعي الذي يأتي من هذا السبيل" !
الدعوة إلى اللغة العامية :
أدركت الجامعة الأمريكية أن قوة المسلمين بتمسكهم بلغة القرآن الكريم "الفصحى".. فنشطوا في الدعوة إلى العامية، وأن يحل الحرف اللاتيني مكان العربي.. وهم يقصدون من وراء ذلك أن تتعدد اللهجات. لكن هذه الدعوة فشلت، فأعادت الجامعة الأمريكية الفكرة تحت شعار "تبسيط اللغة" وألف الدكتور أنيس فريحة (أحد أساتذة الجامعة الأمريكية في بيروت) كتاباً أسماه "تبسيط قواعد اللغة العربية وتبويبها على أساس منطقي جديد".
وتلقف هذه الدعوة الأخيرة عدد من المتفرنجين كان من بينهم طه حسين، ونصارى لبنان… وتجلت هذه الدعوة في مؤتمر "أزمة التخلف الحضاري" التي عقدت أخيراً في الكويت فما كان أحد من المنتسبين إليها يستطيع أن يتكلم الفصحى بطلاقة، وهذا نتيجة طبيعية للثقافة التي تلقوها، فهكذا علمتهم الجامعة الأمريكية وأمثالها من جامعات التضليل والإفساد.
وعندما فشلت الجامعة الأمريكية في كثير من مخططاتها تبنى بعض القائمين عليها "الدعوة العلمانية" في أوساط المسلمين وهدفهم من ذلك إبعاد المسلمين عن حقيقة دينهم، والزج بهم في مهاوي الضياع والقلق.
الجامعة الأمريكية استمرار للغزو الصليبي الاستعماري :
جميع مدارس التبشير على طول امتداد العالم الإسلامي، أوكار للاستعمار الغربي البغيض، واستغلال للدين المسيحي من أجل غايات عدوانية أثيمة. وما عجزت الحروب الصليبية عن تنفيذه بالقوة والاحتلال، نفذه أحفادهم تحت شعار الرحمة والإنسانية والعلم…
قال غاردنر:
"لقد خاب الصليبيون في انتزاع القدس من أيدي المسلمين ليقيموا دولة مسيحية في قلب العالم الإسلامي.. والحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ هذه المدينة بقدر ما كانت لتدمير الإسلام".
ويقول ليفونيان :
"خابت دول أوروبة في الحروب الصليبية الأولى من طريق السيف فأرادت أن تثير على المسلمين حرباً صليبية جديدة من طريق التبشير، فاستخدمت لذلك الكنائس والمدارس والمستشفيات، وفرقت المبشرين في العالم. وهكذا تبنت الدول حركة التبشير لمآربها السياسية ومطامعها الاقتصادية".
وهكذا: فالجامعة الأمريكية استعمارية في نشأتها، تبشيرية في أهدافها، والاستعمار والتبشير صنوان لا ينفصل أحدهما عن الآخر. وهي بعد ذلك عدوة لآمال العرب المسلمين، تآمرت علينا في كل قضايانا ابتداء بهدم الخلافة الإسلامية وانتهاء بقضية فلسطين. وأكد لنا إضراب طلاب الجامعة الأمريكية الأخير جميع الحقائق التي تحدث عنها كثير من طلاب الجامعة الأمريكية السابقين أمثال الدكتور عمر فروخ والدكتور مصطفى الخالدي.
وجامعة هذه هي حقيقتها فإنا نحذر من بقائها وأمثالها من أوكار التبشير ونناشد بما هو آت:
1-إن القائمين عليها كاذبون عندما يدعون أنها ستعلن إفلاسها، وننصح أن لا يتقدم أحد لمساعدتها رسمياً كان أو غير رسمي.. ولسوف نتابع فضح هذه الأوكار الاستعمارية الرهيبة وفضح من يتعامل معها كائناً من كان.
2-نؤيد مطالب الطلاب.. ونناشد زعماء المسلمين بضرورة إغلاق المدارس التبشيرية، ونأسف أن طلاب الجامعة الأمريكية لم يصدر عنهم بيان يعتزون فيه بإسلامهم العظيم الذي تقف الجامعة العميلة لحربه.
3-نطالب المسؤولين في بلادنا –الكويت- سحب الطلاب الكويتيين من هذه المدرسة لما أثبتنا من عمالتها، ولئن ما فيها من فوضى وإضرابات شلت إمكانية الفائدة العلمية منها وصار مستقبل طلبتها معلقاً في الهواء.
4-نناشد زعماء العالم الإسلامي، وأهل الخير، والمنظمات الإسلامية أن يتداعوا لتأسيس جامعات إسلامية متكاملة، فالعلم ليس ملكاً لأحد.. وإنه لشعور بالنقص أن الدور العلمي لا تؤديه الجامعة إلا إذا كانت أمريكية أو يسوعية". انتهى .
([1]) ستأتيك حقيقة هذه الخبرات! وفاقد الشيء لا يعطيه. (س) .
([2]) ثم عزمت الأمر على نشرها بعد أن نُشر خبرٌ يقول بأن هذه الجامعة الموبوءة قد قررت فتح فرع لها في بلاد التوحيد: المملكة العربية السعودية !! –إنا لله وإنا إليه راجعون-.
([3]) ثم ألغوا ذلك –كما سيأتي-؛ لأنه كان سبباً في انصراف كثير من أبناء المسلمين عنها. فأصبح هذا الأمر فيما بعد يتم في الخفاء .
([4]) وسيأتي خلال البحث –إن شاء الله- نماذج لأفكار ومقالات بعض المسلمين ممن تخرجوا في الجامعة تنبئك عن مدى حقدهم على شرائع الإسلام!، حيث فاقوا في هذا –أخزاهم الله- أساتذتهم النصارى.
([5]) أما العلوم الشرعية فهذه الجامعة ليست مؤهلة للخوض فيها أصلاً. إلا أن تكون علوم التوراة والإنجيل!
([6]) وما قد أضيفه من هوامش فإني أتبعه بحرف (س) .
ملف متنوع يبين حقيقة نشأة الجامعة الأمريكية
وأهدافها في بلاد الإسلام
إعداد
سليمان الخراشي
1423هـ
خــبر عــــاجل !
أول جامعة أمريكية في المملكة:
يعتزم مستثمر سعودي إنشاء جامعة أمريكية في مدينة جدة بتكلفة تصل إلى 600 مليون ريال في عام 2005 المقبل، وكشف عبد الله عايش القرشي رئيس مجلس إدارة البزوغ العالمية لتعليم اللغات للجاليات الفرانكوفونية إن الجامعة المزمع إقامتها بعدة كليات تم التوقيع على اتفاقية بخصوصها للتعاون مع فرع الجامعة الأمريكية في بيروت. وقال لـ(المدينة) إن الاتفاقية تتضمن أن يقوم فرع الجامعة الأمريكية في بيروت بإجراء دراسات الجدوى الاقتصادية والتعليمية ووضع اللمسات النهائية لهذه الجامعة الجديدة التي سيكون مقرها في مدينة جدة، مشيراً إلى أن فريق العمل الخاص بهذه الدراسات من المتوقع أن يصل إلى جدة قريباً للبدء في الدراسات الأولية للمشروع. ولم يكشف القرشي عن أسلوب تمويل هذا المشروع سواء من خلال دخول شركاء ومستثمرين سعوديين أو أجانب لكنه أكد على أنه سيتم اختيار التخصصات النادرة والتي يتطلبها سوق العمل في المملكة العربية السعودية لتدريسها منذ المراحل الأولى؛ خاصة وأن الدراسات سوف تستند إلى احتياجات سوق العمل السعودي ومدى احتياجاته للتخصصات النادرة والدقيقة. وأوضح إن الهيئة التدريسية والأكاديميين سيتم الاستعانة بهم من خلال الخبرات التي تتمتع بها الجامعة الأمريكية في بيروت([1])، وأشار في الوقت نفسه إلى أن الدراسة ستبدأ في الجامعة الجديدة بعدد محدود من الكليات والأقسام، ويتوقع بدء الدراسة الفعلية في منتصف سبتمبر عام 2005م بطاقة استيعابية تقارب 500 طالب وطالبة، وتبلغ رسول التسجيل ما بين (3-5) آلاف دولار في العام الدراسي، إضافة إلى رسوم الخدمات الأخرى التي تقدم وفق الأسعار المعروفة. الجدير بالذكر أن هناك مؤشرات تؤكد أن قرابة خمسة آلاف طالب سعودي اتجهوا للدراسة في خارج المملكة في الوقت الذي تتفق التوجهات عامة للدولة في فتح المجال أمام الاستثمار في مجال التعليم بشكل عام والتعليم الجامعي بشكل خاص.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، وآله وصحبه .
لقد نشأت فكرة إعداد هذه المادة عن الجامعة الأمريكية في ديار المسلمين بعد لقاء مع أحد الشباب في بعض دول الخليج ممن ارتضت أن تمكن لهذه الجامعة من فتح فرع لها على أراضيها؛ حيث كان هذا الشاب الفاضل يحدثني عن خطورة هذا الأمر على أبناء البلد ممن سيدرس في هذه الجامعة اغترارًا بقدراتها التنظيمية الدنيوية ومهاراتها التعليمية، متغافلاً أو متجاهلاً عن ما قد تزرعه في فكره من شبهات وأفكار منحرفة من خلال مناهجها الموجهة لهدف محدد يخدم مصالح من أنشاؤها.
عندها فكرت بجمع مادة متنوعة عن هذه الجامعة(نشأتها-غاياتها)كي تكون وثيقة إدانة لها،وسبباً نافعاً بإذن الله في التحذير منها،ولفت أنظار شباب الإسلام إلى خطورتها([2])،وأنها مجرد وسيلة من وسائل الغزو التغريبـي لهذه الأمة.
ولقد تبين لي من خلال تأمل ما كتب عن هذه الجامعة أن لها أهدافاً ثلاثة تروم إلى تحقيقها من خلال انتشارها في بلاد المسلمين:
الهدف الأول: تنصير أبناء المسلمين! من خلال تلقينهم مبادئ الديانة النصرانية التي جعلوها كمادة إلزامية لراغبي الدراسة فيها([3])!
الهدف الثاني: تشكيك أبناء المسلمين في دينهم، من خلال إدخال الشبه عليهم، وزرع بذور الزيغ والإلحاد بينهم. وكذا نشر الانحراف الخلقي من باب أولى([4]).
الهدف الثالث: تكوين طليعة أو نخبة من أبناء المسلمين (لا سيما من يسمون أبناء الذوات!) في كل بلد تدخله هذه الجامعة ليكونوا قادة المستقبل وأصحاب القرار فيه فيما بعد، والتمكين لهم من ذلك بعد حقنهم بالفكر العلماني وقطع صلتهم بدينهم.
أما الهدف الأول: ففي ظني أنهم قد فشلوا في تحقيقه فشلاً ذريعًا –ولله الحمد-، وهذا أمر أصبح يعرفه كثير من المسلمين.
وأما الهدف الثاني: فقد تحقق لهم فيه نسبة لا يستهان بها –كما سيأتي- حيث تخرج من جامعتهم ثلة منحرفة من أبناء المسلمين كانت أشد حرباً على الإسلام وأهله من عُبّاد الصليب.
وأما الهدف الثالث: فهو –في ظني- أخطرها وأنكاها، وهو –والله أعلم- ما سيركزون عليه جداً في الفترة القادمة؛ لأنهم من خلال صنعهم لهذه الطليعة العلمانية من قادة المستقبل والمتنفذين في مجتمعات المسلمين يضمنون –لأزمان طويلة- تبعية هذه المجتمعات لهم، وخضوعها لأفكارهم، ثم قيادتها وسوقها كيفما شاؤا من خلال طليعة المنافقين.
فهذه الجامعة الخبيثة بفروعها ستكون معامل متنقلة لتفريخ رويبضات المستقبل في بلاد الإسلام ممن سيجثمون على صدره ويتولون نيابة عن أسيادهم محاربة أهله والتضييق عليهم .
وصدق الله تعالى إذ يقول (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) .
وتأمل –رعاك الله كما سيأتي- إهمال هذه الجامعة للعلوم الدنيوية([5]) النافعة من طب وهندسة وكيمياء وفيزياء وغيرها، وتركيزها على علوم التربية والنفس والاجتماع وغيرها من العلوم التي يسهل من خلالها غزو العقول المسلمة وتدميرها لتعلم وتتيقن أن نفع بلاد المسلمين لا يأتي في قائمتها، كما يظن المغفلون. وإنما الأهداف ما ذكرت لك مما استخلصه المتابعون لأنشطتها منذ نشأتها إلى اليوم.
فبلاد الإسلام –لا سيما بلادنا- ليست بحاجة إلى مثل هذه الجامعة –ولله الحمد- لأنها لن تفيدنا لا دينياً ولا دنيويًا، ونحن في غنية عنها –إن احتجنا التوسع في التعليم الجامعي الأهلي- بجامعات تنشأ من بيئتنا وتنهج النهج الإسلامي (السلفي) في مناهجها، وتستفيد من العلوم الدنيوية النافعة التي هي مشتركة بين جميع الأمم، والموفق من وفقه الله.
وتنبه بعد هذا إلى أنه ليس لي من جهد في هذه المواد المعروضة بين يديك مع هوامشها([6]) سوى تنظيمها وجمعها في مكان واحد .
أخيراً: أتمنى ممن لديه أي معلومات عن هذه الجامعة أو ما كتب فيها أن يبعث به إليّ –مشكورًا- لأتمكن من إضافته إلى هذه المواد.
أسأل الله أن ينفع بما جمعت، وأن يكون سببًا في تبصير أبناء المسلمين لما يُكاد لهم، وأن يوفق ولاة أمرهم للتصدي لهذا الغزو الجديد، وأن يعلموا أنه لا عز لهم ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بتحكيم شرع الله، والبعد عن ما يخالفه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
محتويات البحث :
أولاً: مقال بعنوان: "الجامعة الأمريكية ببيروت مركز لنشاط المخابرات والسفارة الأمريكية.."، نشر في مجلة المجتمع الكويتية، العدد (200).
ثانياً: مقال بعنوان: "لماذا الجامعة الأمريكية الآن" نشر في مجلة المجتمع الكويتية .
ثالثاً: مقال بعنوان: "الدور التغريـبـي للجامعة الأمريكية في بيروت" نشر في مجلة المجتمع الكويتية، العدد (917).
رابعاً: جزء من كتاب: "التبشير والاستعمار في البلاد العربية" للدكتور مصطفى الخالدي والدكتور عمر فروخ، ص 96-110.
خامساً: جزء من بحث بعنوان: "الغزو الثقافي أهم قضايا التعليم المعاصر" للدكتور إبراهيم سليمان عيسى، مقدم إلى مؤتمر تطوير مناهج التربية الدينية الإسلامية في التعليم العام بالوطن العربي، ص 47-49.
سادساً: جزء من كتاب: "الجذور التاريخية لإرسالية التنصير الأجنبية في مصر" للدكتور خالد نعيم، ص 85-92.
سابعاً: بحث بعنوان: "الجامعة الأمريكية والتبعية الثقافية" للدكتور كمال نجيب، نشر في مجلة التربية المعاصرة، العدد: 49، ص 155-190.
ثامناً: مقال بعنوان: "كيف تحارب الجامعة الأمريكية الإسلام في مصر؟" للدكتورة ليلى بيومي، نشر في مجلة المختار الإسلامي، العدد: 62، ص 78-89.
تاسعاً: عرض موجز لكتاب "اختراق العقل المصري" للدكتور رفعت سيد أحمد، نشر في مجلة العلوم الاجتماعية، الكويت، المجلد 16، العدد1، 1988.
عاشراً: عرض مطول لكتاب: "أهداف الجامعة الأمريكية بالقاهرة، 1920-1980" للدكتورة سهير البيلي، نشر في مجلة البيان، العدد (180).
أولاً: مقال بعنوان: "الجامعة الأمريكية ببيروت مركز لنشاط المخابرات والسفارة الأمريكية"، نشر في مجلة المجتمع الكويتية، العدد (200).
:"تباكت الصحف ذات الميول الغربية قبل شهر على أن الجامعة الأمريكية مهددة بالإفلاس، وتحرك خريجوها -ومعروف من هم خريجوها- يتدارسون مستقبل "مركز تدريبهم ومصدر توجيههم"!!، ويهيئون الأسباب التي تجعل الجامعة ماضية في أداء رسالتها التي نذرت نفسها لها منذ مائة عام.
وجاء إضراب طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت مؤخراً ليحدثنا عن لون هذه الرسالة ؟!
عقدت لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر الوطني لدعم طلاب الجامعة الأميركية مؤتمراً صحفياً في دار نقابة الصحافة في بيروت، وقالت اللجنة في بيان تلاه المحامي عزت حرب:
"إن المعركة في الجامعة تجاوزت كونها معركة بين الطلاب من ناحية والسلطة من ناحية أخرى… لتصبح معركة وطنية بين الوجود الأميركي الاستعماري المسيطر على مختلف مستويات الحياة والسياسية وبين الرافضين لهذا الوجود، وأضاف إن السلطات اللبنانية التي استنفرت جميع أجهزتها العسكرية والإعلامية والإدارية لإجهاض تحركنا المشروع ضد إدارة المخابرات الأميركية وتعفي نفسها عن ملاحقة أجهزة المخابرات.
وقال إن الوثائق التي نضعها بين أيديكم هي واحدة من جملة وثائق تدين بالملموس الدور الذي تلعبه الجامعة الأميركية بالتجسس على طلابنا وحركته الوطنية بالتعاون مع السفارة الأميركية، كما تفضح موقف الجامعة الأميركية من محاربة الطلبة الوطنيين ومنع دخولهم إلى الجامعة مع كونهم من ذوي الأكاديمية الممتازة فتضعهم أمام واحد من خيارين: إما جرهم إلى التبعية الأميركية وإما إجبارهم على الهجرة.
وأشار حرب في حديثه إلى أن بعض القضاة أوضحوا للذين كانوا يراجعونهم طلباً لإخلاء سبيل الطلاب بأن هناك تعليمات عليا تقضي بعدم قبول طلبات إخلاء سبيل الطلاب.
وقد جرى في المؤتمر الصحفي نشر نص وثيقتين تبرزان بوضوح دور الجامعة الأميركية وعلاقاتها بالسفارة الأميركية والاستخبارات المركزية الأمريكية"
ماذا كنتم تنتظرون من الجامعة الأمريكية ؟
بعد أن كاد يدرككم الغرق تقولون هذا الكلام! بعد خراب البصرة كما يقولون! بعد مائة عام من تخريب الجامعة في بلاد المسلمين .. إن في لسانكم لكنة من أعجميها، وفي أفكاركم لوثة من تضليلها، وفي مظاهركم هزيمة من تقليد أساتذتها ومبشريها!!
الجامعة الأمريكية ماذا تنتظرون منها؟؟ هل تنتظرون أن تعيد لكم حضارة الإسلام وأمجاد السلف الصالح؟! ماذا تنتظرون منها وأنتم تعرفون جيداً أن الغرب لا يعرف الإنسانية والرحمة والعطف على الغير.. الغرب مادي في كل شيء لا يتحرك إلا لمصلحته وأهوائه.. ويأبى أن يعاملنا إلا كما يعامل السيد عبده.
ماذا تنتظرون من الجامعة الأمريكية والله يقول لكم :
(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء).
لماذا تأسست الجامعة الأميركية في بيروت ؟
تأسست الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1865م، وهذا التوقيت الزمني له صلة بالإجهاز على الدولة العثمانية –التي أطلقوا عليها لقب الرجل المريض- وكان اسمها "الكلية السورية الإنجيلية" وكان هناك تنافس بينها وبين الجامعة اليسوعية ولكنهما تعاونا معاً بناء على دعوة من جسب الذي قال: يجب ألا يكون ثمة نعوت مثل: أميركي، إنكليزي، ألماني… فليكن اسمنا "نصاري".
ومعظم أساتذة الجامعة الأميركية قسس مثل: دانيال بلس، فيليب حتي، ستيفن بزوز، بيارد ضودج.
وأما مناهجها فكانت مادة الإنكليزي عبارة عن نصوص منقولة من التوراة. وقرر مؤتمر القدس سنة 1935م أن يستغل كل درس في سبيل تأويل مسيحي لفروع العلوم كالتاريخ وعلم النبات…
واتفق في عام 1909م أن احتج الطلبة المسلمون على إجبارهم على الدخول إلى الكنيسة؛ فاجتمعت عمدة الجامعة وأصدرت منشوراً طويلاً جداً، جاء في مادته الرابعة ما يلي:
"إن هذه كلية مسيحية أسست بأموال شعب مسيحي: هم اشتروا الأرض وهم أقاموا الأبنية، وهم انشأوا المستشفى وجهزوه، ولا يمكن للمؤسسة أن تستمر إذا لم يسندها هؤلاء. وكل هذا قد فعله هؤلاء ليوجدوا تعليماً يكون الإنجيل من مواده، فتعرض منافع الدين المسيحي على كل تلميذ … وهكذا نجد أنفسنا ملزمين بأن نعرض الحقيقة المسيحية على كل تلميذ… وإن كل طالب يدخل إلى مؤسستنا يجب أن يعرف مسبقاً ماذا يطلب منه".
وأدى ذلك إلى إضراب قام به الطلاب كإضراب اليوم، وغالباً ما تكون أعمالنا –نحن المسلمين- ردود فعل… ثم نتناسى الحقائق ونمضي لما يراد لنا لنستيقظ بعد ستين سنة على زوبعة جديدة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهكذا فالجامعة الأميركية تبشيرية منذ قيامها واضحة في ذلك.
ارتباط الجامعة بالسياسية الأميركية الاستعمارية:
"الدكتور جون بادو" كان مدرباً في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم مدير الجامعة الأمريكية بالقاهرة ثم سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة… هذا التدرج يرينا أن عمل جون كسفير سياسي لا يزيد أهمية عن عمله كمدرس ثم كمدير للجامعة الأمريكية.
وبالأصل قامت الجامعة الأنجيلية (الأمريكية) بدعم من القنصلية الأمريكية في الدولة العثمانية وكلما كانت الدولة العثمانية تهم بإغلاقها تضطر للتراجع عن هذا القرار تحت ضغط من سياسة الولايات المتحدة الأميركية. بل إن الدولة العثمانية عام 1888م أغلقت مدارس المبشرين الأمريكيين ولكن المستر "بسنغر" قنصل أمريكا في بيروت والمستر اسكار ستراوس تدخلا في الأمر حتى سمح الوالي علي رضا باشا بأن تعود تلك المدارس إلى فتح أبوابها.
وما زالت الجامعة الأمريكية ماضية في مخططها الاستعماري؛ فلقد تبنت حلف بغداد ومشروع النقطة الرابعة وأعمال لجنة الإغاثة، ومن قبل نشر الكاتب "لدفيك برنهارد" سنة 1905م مقالاً عنوانه "أمريكه في الشرق" صور فيه الكلية السورية الإنجيلية على أنها محاولة مدروسة لتمهيد الطريق أمام المصالح الأمريكية.
موقفها من قضية فلسطين :
كان هو نفسه موقف الولايات المتحدة الأمريكية وقد قال "أوسكار ستراوس" وزير الولايات المتحدة المفوض في تركية والذي كان مشرفاً على الكلية السورية الإنجيلية وسائر المدارس الأمريكية:
"أنا أمريكي في الدرجة الأولى، ثم أنا يهودي".
ولقد ساء الدكتور القس "بيارد ضودج" رئيس الجامعة الأمريكية ما بين (1922م-1928م) أن يكون الدكتور مصطفى الخالدي أستاذًا في الجامعة ورئيساً لجمعية الشبان المسلمين في بيروت صاحب نشاط من أجل القضية الفلسطينية وصارحه بذلك، مما جعل الدكتور الخالدي يعتزل التدريس في الجامعة.
وبسط الدكتور ضودج رأيه في قضية فلسطين عام 1908م فقال: "إن قيام حكومة اتحادية في فلسطين تحت إشراف هيئة الأم يسلب العرب سيطرتهم المطلقة على فلسطين، كما يضع حداً لإدعاء اليهود بهجرة غير مقيدة، إلا أن الفريقين يربحان بذلك ربحاً ثابتاً: إن اليهود يحتفظون بموطن قومي واسع جداً يستطيعون به لتفوقهم الغني الحديث أن يتولوا –بالخطى الاقتصادية السليمة- زعامة الشرق الأوسط كله. أما العرب فإنهم سيجنون ربحاً من ذلك التقدم التجاري والصناعي الذي يأتي من هذا السبيل" !
الدعوة إلى اللغة العامية :
أدركت الجامعة الأمريكية أن قوة المسلمين بتمسكهم بلغة القرآن الكريم "الفصحى".. فنشطوا في الدعوة إلى العامية، وأن يحل الحرف اللاتيني مكان العربي.. وهم يقصدون من وراء ذلك أن تتعدد اللهجات. لكن هذه الدعوة فشلت، فأعادت الجامعة الأمريكية الفكرة تحت شعار "تبسيط اللغة" وألف الدكتور أنيس فريحة (أحد أساتذة الجامعة الأمريكية في بيروت) كتاباً أسماه "تبسيط قواعد اللغة العربية وتبويبها على أساس منطقي جديد".
وتلقف هذه الدعوة الأخيرة عدد من المتفرنجين كان من بينهم طه حسين، ونصارى لبنان… وتجلت هذه الدعوة في مؤتمر "أزمة التخلف الحضاري" التي عقدت أخيراً في الكويت فما كان أحد من المنتسبين إليها يستطيع أن يتكلم الفصحى بطلاقة، وهذا نتيجة طبيعية للثقافة التي تلقوها، فهكذا علمتهم الجامعة الأمريكية وأمثالها من جامعات التضليل والإفساد.
وعندما فشلت الجامعة الأمريكية في كثير من مخططاتها تبنى بعض القائمين عليها "الدعوة العلمانية" في أوساط المسلمين وهدفهم من ذلك إبعاد المسلمين عن حقيقة دينهم، والزج بهم في مهاوي الضياع والقلق.
الجامعة الأمريكية استمرار للغزو الصليبي الاستعماري :
جميع مدارس التبشير على طول امتداد العالم الإسلامي، أوكار للاستعمار الغربي البغيض، واستغلال للدين المسيحي من أجل غايات عدوانية أثيمة. وما عجزت الحروب الصليبية عن تنفيذه بالقوة والاحتلال، نفذه أحفادهم تحت شعار الرحمة والإنسانية والعلم…
قال غاردنر:
"لقد خاب الصليبيون في انتزاع القدس من أيدي المسلمين ليقيموا دولة مسيحية في قلب العالم الإسلامي.. والحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ هذه المدينة بقدر ما كانت لتدمير الإسلام".
ويقول ليفونيان :
"خابت دول أوروبة في الحروب الصليبية الأولى من طريق السيف فأرادت أن تثير على المسلمين حرباً صليبية جديدة من طريق التبشير، فاستخدمت لذلك الكنائس والمدارس والمستشفيات، وفرقت المبشرين في العالم. وهكذا تبنت الدول حركة التبشير لمآربها السياسية ومطامعها الاقتصادية".
وهكذا: فالجامعة الأمريكية استعمارية في نشأتها، تبشيرية في أهدافها، والاستعمار والتبشير صنوان لا ينفصل أحدهما عن الآخر. وهي بعد ذلك عدوة لآمال العرب المسلمين، تآمرت علينا في كل قضايانا ابتداء بهدم الخلافة الإسلامية وانتهاء بقضية فلسطين. وأكد لنا إضراب طلاب الجامعة الأمريكية الأخير جميع الحقائق التي تحدث عنها كثير من طلاب الجامعة الأمريكية السابقين أمثال الدكتور عمر فروخ والدكتور مصطفى الخالدي.
وجامعة هذه هي حقيقتها فإنا نحذر من بقائها وأمثالها من أوكار التبشير ونناشد بما هو آت:
1-إن القائمين عليها كاذبون عندما يدعون أنها ستعلن إفلاسها، وننصح أن لا يتقدم أحد لمساعدتها رسمياً كان أو غير رسمي.. ولسوف نتابع فضح هذه الأوكار الاستعمارية الرهيبة وفضح من يتعامل معها كائناً من كان.
2-نؤيد مطالب الطلاب.. ونناشد زعماء المسلمين بضرورة إغلاق المدارس التبشيرية، ونأسف أن طلاب الجامعة الأمريكية لم يصدر عنهم بيان يعتزون فيه بإسلامهم العظيم الذي تقف الجامعة العميلة لحربه.
3-نطالب المسؤولين في بلادنا –الكويت- سحب الطلاب الكويتيين من هذه المدرسة لما أثبتنا من عمالتها، ولئن ما فيها من فوضى وإضرابات شلت إمكانية الفائدة العلمية منها وصار مستقبل طلبتها معلقاً في الهواء.
4-نناشد زعماء العالم الإسلامي، وأهل الخير، والمنظمات الإسلامية أن يتداعوا لتأسيس جامعات إسلامية متكاملة، فالعلم ليس ملكاً لأحد.. وإنه لشعور بالنقص أن الدور العلمي لا تؤديه الجامعة إلا إذا كانت أمريكية أو يسوعية". انتهى .
([1]) ستأتيك حقيقة هذه الخبرات! وفاقد الشيء لا يعطيه. (س) .
([2]) ثم عزمت الأمر على نشرها بعد أن نُشر خبرٌ يقول بأن هذه الجامعة الموبوءة قد قررت فتح فرع لها في بلاد التوحيد: المملكة العربية السعودية !! –إنا لله وإنا إليه راجعون-.
([3]) ثم ألغوا ذلك –كما سيأتي-؛ لأنه كان سبباً في انصراف كثير من أبناء المسلمين عنها. فأصبح هذا الأمر فيما بعد يتم في الخفاء .
([4]) وسيأتي خلال البحث –إن شاء الله- نماذج لأفكار ومقالات بعض المسلمين ممن تخرجوا في الجامعة تنبئك عن مدى حقدهم على شرائع الإسلام!، حيث فاقوا في هذا –أخزاهم الله- أساتذتهم النصارى.
([5]) أما العلوم الشرعية فهذه الجامعة ليست مؤهلة للخوض فيها أصلاً. إلا أن تكون علوم التوراة والإنجيل!
([6]) وما قد أضيفه من هوامش فإني أتبعه بحرف (س) .