من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 02.06.09 21:48
بسم الله الرحمن الرحيم
( هضم فالح الحربي لحقِّ إمام الدعوة السلفية محمد بن عبد الوهَّاب - رحمه الله -)
- قال فالح الحرب في شريط ( هم الخوارج المارقة ) الشريط الثاني :
( بداية الوجه أ) : ( ملك آل سعود وإمارة آل سعود قبل الشيخ محمد بن
عبدالوهاب وهو ما أعطى شيئاً ، كل ماهنالك محمد بن عبدالوهاب ليس سلطاناً ، وإنما هو داعية لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم ، فأيده هذا السلطان فنصره الله وقوّاه ، وهو ما أعطى شيئاً أبداً بل هذا هو السلطان الذي أعطى ، وهو الذي رفع راية التوحيد وهو الذي حماها وهو الذي نصرها وهو الذي ينصرها وهو الذي حصل له الخير ولهذه الأمة بذلك . هذه حقائق يجب أن نعرفها ، ولايجوز والله أن تُحجب عنا حتى لايلبس علينا هؤلاء الناس ) .
التعليق :
1- ليس الإمام محمد بن عبدالوهاب بهذه المنزلة لا عند آل سعود ولا عند
غيرهم ، فهو إمام مُقدَّم عظيم المنزلة يعظمه آل سعود ويعظمه جنود الإسلام والتوحيد .
قال الإمام حسين بن غنام متحدثاً عن واقع الإمام محمد بن عبدالوهاب
وأخلاقه العالية في كتابه " تاريخ نجد " (1) : ( ولم يعامل أحداً بالإساءة
بعد أن غلب وظهر ... ولكنه لم ينتصر لنفسه بعد الغلبة والظهور حين جاؤوا
وافدين إليه منقادين قسراً أو طوعاً إليه بل أخذته الرحمة بهم فأعرض عما
أتوه بحقه وكأن لم يصدر عليه منهم شيء وأبدى لهم البشاشة والملاطفة ومنحهم
بره ومعروفه وإكرامه .... وقد بقي الشيخ بيده الحَلُّ والعقد والأخذ
والإعطاء والتقديم والتأخير ولايركب جيش ولايصدر من محمد بن سعود ولا من
ابنه عبدالعزيز إلا عن قوله ورأيه ، فلما فتح الله الرياض واتسعت ناحية
الإسلام وانقاد كل صعب من باد وحاضر جعل الشيخ الأمر بيد عبدالعزيز بن
محمد بن سعود وفوَّض أمور المسلمين وبيت المال إليه وانسلخ منها ولزم
العبادة وتعليم العلم ، ولكن عبدالعزيز لم يكن يقطع أمراً دونه ولاينفذه إلا بإذنه ) اهـ.
وقال الشيخ حسين في نفس الكتاب ( ص 88 ) :( وكان يكاتب الأمراء والرؤساء والعلماء ) اهـ.
وهذا واقع هذا الإمام يعفو ويصفح من عند نفسه وبيده الحلُّ والعقد وتقسيم
الأموال والأخذ والعطاء في هذه الدولة المباركة التي ما قامت ولا كان لها
ثبات إلا بدعوته المباركة وبتلاميذه الموحدين المخلصين وعلى رأسهم آل سعود
.
وانظر متى فوَّض أمور المسلمين وبيت المال ,إنه بعد ذهاب الشدائد واتساع
نطاق الدولة ليتفرغ لنشر العلم وتربية الرجال التي تستمر عليها دولة التوحيد .
فهل يجوز أن يقال أنه ما أعطى شيئاً ؟! وهذا واقعه ونفوذه ونفوذ أمره
وتسييره لشئون الدولة من الجهاد والدعوة وغيرهما وبيده الحل والعقد .
والله إنَّ خصومه لا ينظرون إليه بهذا المنظار الأعمى بل يوجهون إليه سهام
الطعن لأنه محور الدعوة والدولة ، وإنَّ آل سعود ليستاؤون من وضعه في هذه
المنزلة ( وهو ما أعطى شيئاً أبداً )! ولا يرضى ذلك علماء التوحيد والسنة
الذين يعرفون منزلته وآثاره العظيمة المباركة .
2- قولك : ( ليس هو سلطان وإنما هو داعية إلى منهج النبي صلى الله عليه
وسلم ,فأيَّده هذا السلطان ، فنصره الله به وقوَّاه ، وهو ما أعطى شيئاً
أبداً نعم هو داعية إلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأيده الله ونصره بآل سعود ) .
وقولك :( ما أعطى شيئاً أبداً ) (!) : كذب بل كان له سلطان وأمر ونهي ،كما
تقدم وما كان مجرداً من السلطان ، بل آل سعود يقدمونه على أنفسهم في الحل
والعقد اعترافاً منهم بمكانته ومنزلته ،ولا ينظرون إليه مجرد فقيه أو مجرد
داعية - شكر الله لهم - بل يرون له الفضل عليهم ولاينظرون إليه بمنظار
فالح الذي يهضم حق أكابر علماء السنَّة والإسلام واضعاً نفسه فوق منزلته
بمئات المراحل(!) , بل هو العاجز الذي لم يعط للدعوة السلفية شيئاً وإنما هو عليها وعلى أهلها بمشاكله وفتنته .
كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب نصيحة إلى أناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،ولكنهم تشددوا وأغلظوا في طريقة إنكارهم المنكر .
فكتب الإمام محمد بن عبدالوهاب إليهم نصيحة ،عظيمة تدل على رسوخه في العلم
علمه وعلى حكمته ، ومراعاته للمصالح وقال خلال هذه النصيحة :
( وأيضاً يذكر العلماء أن إنكار المنكر إذا صار يحصل بسببه افتراق لم يجز
إنكاره ،ثم قال : والجامع لهذا كلِّه أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره
أن ينصح برفق خُفية ، ما يُشرف عليه أحد فإن وافق ، وإلا استلحق عليه
رجلاً يقبل منه بخفية ، فإن لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهراً - إلا إن كان
على أمير- ,ونصحه ،ولاوافق ،واستلحق عليه ولاوافق فيرفع الأمر إلينا خُفية ) اهـ .
وفي هذا ما يُبطل دعوى فالح ويُبيِّن منـزلة هذا الإمام حيث يأمر الناصحين
أن يرفعوا إليه قضايا أمراء المناطق فهل هذا الرجل مجرد داعية أو أنَّ له سلطاناً وشوكةً ؟!
............
حواشي :
1 ـ ( ص98/90) بتحقيق الدكتور ناصر الأسد .
2 ـ انظر نصيحة مهمة في ثلاث قضايا كتبها أصحاب الفضيلة العلماء :(سعد بن
عتيق ، محمد بن إبراهيم ، عمر بن سليم ، محمد بن عبد اللطيف ،عبدالله
العنقري ) - اعتنى بنشرها عبدالسلام بن برجس آل عبد الكريم / ص33) .
منقول من سحاب السلفية