خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:01

    هذه هي الصوفية

    لفضيلة الشيخ
    عبدالرحمن الوكيل

    قام بصف الكتاب ونشره
    أبو عمر الدوسري

    ***

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة الكتاب


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين.

    "أما بعد" فما زلت أذكر، وأنا طالب في معهد طنطا الديني، ذلك الشيخ الشيبة يقسم لن – وعيناه مخضلتان بالدموع ونبرات صوته أصداء عميقة بعيدة الغور من الشجو الولهان، والحنين الهائم، والحرمان الجريح _ يقسم لنا أن في ضريح عبد العال المجاور لضريح البدوي شعرة من رأس الرسول!، وأنها معين حير، وفيض بركة ويمن، ومطاف آمال، ومهوى رجاء!! وأذكر أنني حين سمعت حديثه، يؤكده بقسم غليظ، شعرت بقلبي، وكأنما يود أن ينشق عنه الصدر؛ ليهفو في صبابته الملهوفة إلى معبد الشعرة يقبلها، ويكنها في مهجته، بل شعرت كأنما حملت الملائكة إلى بشرى الخلود!!.

    وما زلت أذكر أيضاً أنني سألت الشيخ؛ ليطمئن قلبي على هذا الأمل ألحلو الساحر الفتنة، عما جعلهم يوقنون بسبة هذه الشعرة إلى رأس النبي الأعظم؟ فأجاب – تولاه الله بما قدّم - : لقد وضعناها في زجاجة، وأقمنا حولها ذكر وإنشاد، فإذا بالشعرة تذكر مع الذاكرين على دفيف الدفوف، وحنات النايات، والنغم المطرب المرقص من الأناشيد!!.

    وأذكر أنني آمنت بهذه الأسطورة كأنما هي من الله برهان ساطع!! وأذكر أن الشيخ تداركنا – حتى يحكم القيد – بحجة أخرى، فزعم أنهم وضعو الشعرة تحت الشمس، فلم يجدوا لها ظلاً!! وكان هذا الوثني الجديد حجة عندي تدحض كل ريبة!!.

    وأذكر – ويارب غفرانك – أن خرافة الشيخ هذه غمرتني بنشوة سكرى

    خلت فيها أنني أرى الجنة، أو أنني صحابي يتلو عليه الرسول وحي الله!!.

    فكنت أهفو إلى هيكل الشعرة خاشع الطرف، رياب القلب بالولاء، أصلي لها بنجاوى الحب الحب العابد، وألثم خشب هيكلها وحجره في شغف تأثر الأشواق عربيد التهلف، وأنهنه بالأرواح العطرية – التي أخال أنها تناسمني منها – دموعي المسكوبة لوعة عشق، وظمأ غرام!!.

    وتعال معي أذكرك بأنني كنت أطوف حول صنم البدوي، حتى إذا مثلت أمام الكوة الصغيرة في وثنه النحاسي بالبراق، أنفذت منها يديّ – في رعشة التقديس – حتى ألمس ستر القبر، ثم أخرجها رويداً رويداً في حرص وحذر بالغين، وقد ضممت قبضتيهما على ...؟ على ماذا؟ كنت أوقن حينذاك أنني أضمهما على بركات سماوية تفيض من روح الله على القبر (يزعم الصوفية أن فوق كل ضريح ولي نافذة مفتوحة في السماء، يفيض الله منها بركاته على الطائفين حول الضريح!) ثم أبسط يدي في جيبي، ثم أمسح بها وجهي، رجاء أن أكون ميسر الرزق، داني قطوف النجاح، مشرق الوجه بنور الله!! وتعال – ولا تسأم من ذكرياتي، فإنها عبرة ضحية، وعظة مأساة – أذكر بذلك الدوي ترجف منه الأرض، وترتعد جدر المعهد حين كانت توزع أسئلة اختبار آخر العام الدراسي، أتدري ماذا كان يحدث؟.

    تهب هذه الآلاف المضطربة من الطلبة رافعة أكفها في ضراعة ناعقة بما لا يسمع، ولا يبصر، حتى ليبح صوتها، وتتمزق حناجرها إذ تنقع ضارعة: يا سيد!! وياويل السمع من طول "ياء النداء"!!. لقد كانت تطول، وتطول، حتى ليخيل غليك أنها دخان مارد يحترق، فيلمس دخانه قبة النجم، ولعلهم كانوا يفعلون ذلك؛ لتصل أصداء ضراعتهم إلى حيث جثمت على الأرض في غيابة القبر جيفة من دعوة!!

    ولعلك تسألني : ماذا كان يفعل بك شيوخكم؟ كانوا يرفعون في سكرة الحب وذلك الخشية أيديهم المعروقة، يمسحون بها وجوههم، أو يمشطون لحاهم، ومن بين الشفاه الذوابل تنساب هذه الهمهمة :"رضي الله عنك!!" ثم يلتفتون إلينا، وعلى وجوههم ألق الرضى ناصحين في تأييد وإعجاب: "كفاية ما خلاص سمعكم السيد!!"

    وتعال – وناشدتك الله إلا ما أصغيت غير مال ولا كاره – أذكرك بذلك الشيخ الأكبر الذي كان يشرك الدهماء في يوم "الكنسة" وكان يمزق عمامة صنم البدوي مزقاً مزقاً، ثم يهديها إلى مريديه بركة – في زعمه – من روح الله التي يغرق صيبها ذيالك الوثن!!.

    لقد كان للشيخ الأكبر شيخ هو تاجر خيط في المدينة، وقد أعطاه العهد، وألبسه "خرقة التصوف"، وكان التاجر على أمية وجهالة، بيد أنه كان خبيراً بزندقة الصوفية، مؤمنا بها، يبثها، ويهوى بالهالكين في حمأتها!!.

    ولقد كنا نرى الشيخ الأكبر يخفض من رأسه عبودية للتاجر الصوفي!! ثم يلثم يديه في خشية ورهبة وإجلال!! وكنا نهتف إعجاباً بصنيع الشيخ؟ إذ نراه دلائل قوية على إيمان عميق، وتواضع كريم!!.

    كذلك كنا نحرص كل الحرص على أن ننتشي بمشهد الشيخ، وهو يطوف حول ضريح البدوي، يتملس نحاسه وستره، حى إذا بلغ فمه موضعاً منه، راح يشويه بسعير القبل من شفتيه الناريتين!! ونحرص كل الحرص على أن نوفض من منازلنا سراعاً إلى "مولد: البدوي؛ لنشهد سرادق الشيخ الأكبر المضروب على أيد طويل عريض من الأرض من السرادق الفخم الضخم مهرولين صوب النصب الكبير، أو ما يسميه الدراويش "العمود الصاري" (هو عمود طويل من الخشب مفرط في الإرتفاع مثبت في قاعدة من الأسمنت) نقترف هذا لعلنا نصيب بركة من القطب الغوث الذي قيل لنا : إنه لا يحرص على شئ كما يحرص على شهود الليلة الخاتمة "للمولد" هو والأقطاب الآخرون والأوتاد والأبدال والأنجاب!! ولعلنا نبصر واحداً منهم فيما تجسد فيه من صور (كان قد حدثني نقيب صوفي من قريتي عن القطب وأنه رآه. قال:"كنا بمولد البدوي مرة دون الصاري فسمعت من بعيد – فحيح مزمار، فرأيت شيخي يهرول إلى باب السرادق، ثم يكسر من قامته، حتى لتكاد تمس رأسه بالأرض، ويرفع يديه في رعب شديد يحي يهما رجلاً أشعث أغير منهتك السوأة، وبيده عكاز طويل، يدب به على الأرض، وقد تقدمه رجل مثله ينفخ في "مزمار" ثم تنهد الرجل وهو يستعيد ذكرياته، ثم قال:"وهكذا رأيت القطب، فقد سألت شيخي عن الرجل الأول: أليس هو القطب؟ وصاحب المزمار حاجبه؟! فأجاب : بلى، ولكن اكتم السر!!".

    ثم تعال معي إلى الجامع الأحمدي الكبير، أو هيكل الطاغوت الأكبر؛ لترى هذه الحشود التي يمور، ويموج بها الجامع من نساء ورجال وأطفال، وفدوا إلى الصنم من كل فج عميق، وقد اشعلوا مواقدهم، يطهون الطعام، أو يصنعون "الشاي، والقرفة" أمام كل منهم "شوال" خبزة ووعاء "دقته" وقد حبا على الأرض الأطفال يبولون، أو يتبرزون!!.

    وهنا، وهناك حانات ذكر يرقص فيها "الدراويش" وتتخلع "الدرويشات"

    * * *


    ويزور بي شيخ أهلي – وأنا صغير- القاهرة، فيجوب بي الصحراء، ويجتاز الأودية، ويسلك المفاوز، ويتعثر في الجلاميد نشداناً لضريح ابن الفارض سعياً على القدم!! وهناك حيال الوثن الفارضي، يغني مرافقي قصيدة ابن الفارض:

    "نسخت بحبي آية العشق من قبلي" فتذرف عيناه وعيناه الدموع، ويحترق قلبي وقلبه شجناً على هذا العاشق المحروم، عصف به الغرام، وأضناه الحرمان!! كل هذا كان !! ثم ماذا؟!

    ثم هداني الله سواء سبيله، وسلكت بي رعايته مسلك التوحيد والإيمان، فماذا حدث بعد؟! تطلعت نفسي إلى الماضي الوثني – وهي نهب حسرة حزينة المأساة، وخميل وأفراح معطرة – تطلع الناجي من السعير ما زالت في أتونه المتأجج ضحايا تعسة منكودة جنت عليه الصوفية ما جنت عليّ، وتطلعت إلى الريف الحزين، يستعبده شيوخ الطرق، ويغصبون أيتامه ما يوصوص فيهم من رمق خاب الشعاع، وأرامله ما هن في حاجة ملهوفة إليه ليسددن خلة، أو يستر عورة، ومساكنيه حتى الذبالة المحتضرة من حشاشتهم.

    تطلعت إلى الريف الوديع تجعل منه الصوفية فساد عقيدة، وضلالة فكر، وذلة ومهانة في الأخلاق، وردغة بدع وجهالة وخرافة وأساطير، وعبودية خانعة لهوى الأحبار، وسدانة يعكف فيها السدنة على بغي طواعيتهم، يبشرون بسماحة بره. وأريحية رحمته!!.

    وتطلعت إلى المدينة يعبث في أرجائها الصوفية، فتحيل أهلها – حتى الكثير من المثقفين منهم – عبيد قبور، وعباد جيف، وأحلاس منكر وزور، وموالي أذلاء لكل طاغية!!.

    تطلعت إلى هؤلاء وأولئك، وذكرت ما كابدته، فصرخت موجعاً من هول الفاجعة أحاول إنقاذ الضحايا التعسة. المغذة السري وراء الذئاب الضواري من الصوفية!!.

    وأكتب ما أكتب، ضارعاً إلى الله وحده أن يمد بالمعونة – فمنه وحده يستمد – وأن يتبين لتلك الضحايا المسكينة أنها تتجرع الغسلين تحسبه رحيقاً، وتطعم الوزين تظنه فاكهة الخلد، وتدين بوثنية – هي شر ما ابتدع الشيطان لأوليائه من وثنيات، وتخالها توحيداً مطيباً بروح الله !!.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:04

    هذا الكتاب


    لهذا الكتاب الذي نصدره بهذه المقدمة قصة. فمن أعوام خلت شكا سماحة شيخ الصوفية إخوناً لي من أنصار السنة، بدعوى أنهم ينالون من كرامة الصوفية، فكان أن رجوت وكيل النائب العام أن أقف وحدي موقف المتهم، فلم يجد المحقق ما يأخذنا به، وقد قدمنا له الأدلة الدامغة من كتب الصوفية على ما دمغناهم به، وعلى صفحات "مجلة الهدى النبوي" نشرت – بعد التحقيق معي – خطاباً مفتوحاً إلى سماحة الشيخ، فيه ما فيه من حق يصعق باطلاًن وتوحيد يقضي على وثنية؛ ليعمل الشيخ ومن خلفه، أنهم مهما كادوا لنا، وأمكروا بنا، فإننا لن نسكت عن أساطيرهم، ولأحنقه، فيضرب بكل سهم في جعبته، فتكون فرصة أهتبلها، لكشف خفايا الصوفية أما كل جهة يشكو إليها مني، وألح إخواننا أنصار السنة هنا وفي السودان العزيز وغيره في طبع الخطاب، فطبعت منه آلاف النسخ، فكان أن صودر في السودان بأمر الحاكم العام السابق

    ولما أن نفدت نسخه طبعه إخواننا في سوريا الشقيقة ( طبع هناك تحت إشراف الأخ الكريم الأستاذ"محمد نسيب الرفاعي" عن جماعة الصراط المستقيم بحلب عام 1952م وقد جاء في مقدمته الرائعة التي قدم له بها الأخ الكريم ما يأتي : "إن بوادر خاتمة أولياء الشيطان قد لاحت ، وبشائر انتصار الحق على الباطل قد دقت، وإن هذه البوادر والبشائر لاحت جميعها من هذا الكتاب – صوفيات – هذا الكتاب الذي ساوم المبطلون الضالون صاحب المطبعة التي طبع فيها على إعطائه أجرة الطبع، وقيم الورق مقابل تسليم الكتاب لهم لحرقوه.. هوناً أيها القوم، ما يغنيكم أحراق كتاب الصوفيات؟ أليس مأخوذاُ عن كتبكم ورسائلكم؟ إن كل تهمة موجهة إليكم فيه إنما هي منقولة باحلرف الواحد من مجلدات نتحداكم أن تقولوا إنها ليست لسادتكم وكبرائكم")

    وقد ترجم للأندونيسية.

    وألح إخواننا في طبعه مرة أخرى، فعدت إلى الكتاب أكتبه من جديد وأزيده كثيرا من النصوص،وموضوعات جديدة لم تكن في طبعته الأولى، حتى أربى الكتاب على ضعفي حجمه الأول

    فليس افتئاتاً على التاريخ أن أسميه "هذه هي الصوفية" بدلاً من اسمه الأول "صوفيات" (رد عليه كاتب في السودان سماه "الجياد الصافنات في الرد على صوفيات" ورد عليه في سوريا بكتاب سماه "نسف الصوفيات" فكان ردهما أبلغ دليل على أن الصوفية وثنية عفنة، وحجة على أنهم في ضلال ما دمغناهم به.)

    وسيرى القراء كما عودتهم، أنني لم أرم الصوفية بغير ما به تدين، وأننا لم نعتد بقول أحد في الصوفية، وإنما اعتددنا بنقل نصوص كثيرة من كتب الصوفية بينة الدلالة على معتقدهم، مقارنين بينها وبين بعض آيات القرآن الكريم، وأحاديث خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، هذا لكيلا يفتري صوفي أننا نرميهم بغير ما يفترون على الله.

    كنا نستطيع أن نصنع صنيع بعض نقدة الصوفية قديماً وحديثاً، فنأتي بفتاوى أئمة المسلمين في شأن الصوفية، أو ننقل ما نقلوه عن الصوفية من نصوص، بيد أني رأيت أن يكون للعدل والحق والتحقق الرعاية الأولى، فنقلب دين الصوفية من كتبهم التي يؤمنون بها ذاكراً اسم الكتاب، وتاريخ ومكان طبعه، ورقم الصفحة التي عنها نقلب؛ لأرمي الظن والريب باليقين الواضح؛ ولأبعد كل شبهة تتوهم أننا نفتات عليهم، أو نبهتهم؛ وليكون كل قارئ مفتياً لنفسه بالحق، وحكما بين الحق وباطلهم.

    وقد يعيب علينا بعض من سحرتهم طقوس الصوفية، وشاعريتها الكهنوتية العنف في المحاجة، لكننا لهؤلاء نقول: رويدكم!! فإنما نسمي الأشياء بأسمائها، ونصفها بصفاتها، فلا نقول عن الزقوم: إنه تفاح الجنة، ولا عن الغسلين:

    إنه رحيق الفردوس، ولا عن الشرك: إنه توحيد، بل لا نحب أن نداهن النفاق فنزعم أن شرك الصوفية خطأ، فحسب، كما ينافق بعض الشيوخ الذين مردوا على النفاق، ومرنوا على المخادعة والمداجاة؛ ليحسبوا مع الكافرين، ومع المؤمنين!! وعجب مغرب في العجب، أن نغضب، بل نرتجف من الحنق إذا دعينا نحن بغير أسمائنا، ونحقر من ينتسب إلى غير أهله، ثم لا نغضب من نعب الباطل بأنه حق!!

    وعجب ذاهل الدهشة أن نرمي بالعمى والجهالة من يسم الليل: بأنه نهار مشمس، أو من يقول عن المر: أنه حلو، أو من يقول عن الثلاثة: إنها واحد!! أو من ينسب إلى مذهب رأي مذهب آخر، أو من يخطئ في حقيقة تاريخية، أو جغرافية، أو مادة قانونية، ثم لا نرمي بهما – بالعمى والجهالة – من ينعت الصوفية بأنها إسلام صحيح، ومن يقول عن الطائفين حول القبور، اللائذين بأحجارها الصم: إنهم مسلمون!! ثم يمكر؛ ليحسب مع المسلمين، فيقول عن أولئك: ولكنهم مخطئون!!

    عجب أن نكفر من ينسب إلى محمد صلى الله عليه وسلم حديثاً موضوعاً، والقائلين بأن الله ثالث ثلاثة، ثم نحكم بالإيمان الحق لمن ينسبون إلى النبي أنه الصوفي الأول، وأنه الموحي بدين الصوفين!! من يقولون: أن الله عين كل شئ وأنه مليون ملايين!! نحكم بإيمان هؤلاء، لا لشئ سوى أن لهم أسماء تشاكل أسماء المسلمين!!.

    إن الحق والدفاع عنه يحتمان علينا أن نسمي كل شئ باسمه، ونصفه بصفاته، وإلا افترينا عليه، وجعلنا للباطل السورة والصولة، وداجينا في الإيمان. أما هذه النعومة والطراوة والرخاوة المخنثة في الذياد عن الحق، والجهر بكلمة الحق، أما ذلك فنشر أنواع الجبانة الذليلة، والخداع والرياء والعجز المهين!!

    قولوا عنا ما شئتم، فإن للحق صولة تجتاح كل صولة أخرى، ولن ينال منها أن ترموا بعض جنده بالعنف في البيان والمحاجة. وعجيب أن نرمي بالعنف، أو ينتقد علينا هذا في الدفاع عن أعظم مقدسات الدين والفضيلة، والله يقول (9:73 يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين، واغلظ عليهم، ومأواهم جهنم وبئس المصير).

    قولوا ما شئتم، فليس بنافع ما تتقولون به في الذياد عن الصوفية أو الإبقاء على رمقها الشاحب المحتضر!!

    بل ستبقى رغم تتقولون به تلك الحقائق الصاعقة العاصفة المدمرة تدك هياكل الصوفية.

    ستبقى شاهد عدل وحق ساطع البرهان على أن الصوفية عدو الإسلام الألد الخصام، بيد أن هذا العدو، يسحرك بغزل التقبيل، ويسكرك بخمرة العناق، حتى إذا أغمضت عينيك النشوة الحالمة، أنفذ إلى صميم قلبك خنجره المسموم.

    وما نشتري بما نكتب رضاء الناس، وإنما نبتغي به رضاء الله، فلله ما بذلت من جهد، وأضرع إليه سبحانه أن يدخره لي جهداً في سبيله، وألا يضيعه بذنب منا نقترفه، وهو مولانا ونعم النصير.

    عبدالرحمن عبد الوهاب الويكل
    القاهرة
    11 من ربيع الأخر سنة 1375
    26 من نوفمبر سنة 1955
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:09

    الفصل الأول

    مقدمة

    معذور


    شكوت إلى النيابة يا سماحة الشيخ (المقصود سماحة شيخ الطرق الصوفية فإليه يوجه الخطاب) لتنتصف لك من إنسان يدعوك إلى الحق، وإلى الإيمان به.

    ولا تثريب عليك!! فهتك القناع السحري عن الصوفية حرمان لكهنتها من السحب يجبى باسم الأوثان. ولم لا؟!

    وسيراها الناس ثمت أمشاجاً من اليهودية الباغية، والمجوسية الماجنة، والوثنية المستغرقة في الجحود!1 سيرون الصوفية الغزلية الفتون حمأة من الشرك الخاتل تمض على شفتيه بسمات الغانية المتبرجة؛ لتفتك، وتقتل!!.

    أرأيت إلى من شكوته، كيف يفتر لك العذر، ويبتسم إشفاقاً عليك من ثورتك العارمة؟! وما تنقم من هذا المسلم سوى أنه يبصرك بجنابه هذه الجماعة التي قال فيها (36:60 ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان، إنه لكم عدو مبين؟!) يبصرك بجنايتها الظالمة على الدين الحق وقيمه الروحية على الفكر الملهم، والأخلاق التي تستوحي السماء النور والسمو والهداية. على المثل العليا للجماعة الإسلامية.

    أملنا في الشيخ


    ولقد كنا نأمل – والشيخ من كبار علماء الأزهر – أن يقود هذه الجماعة الضالة الحيرى إلى هدي الله، وأن يحول بينهم، وبين تدمير ما للجماعة الإسلامية من مقومات، وما لدينا من قيم

    وما زال الأمل يغريني طيفة الشاعر أنك يا سماحة الشيخ ستفعل ذلك لمالك في ماضيك من سوابق خير، وأوقن أنك لو فعلت، لكنت ليث بطولة فادية، تهتف بها الأحقاب في إعجاب، وترتل الثناء عليها مزامير القرون!!.

    ضحية


    هذا رجاء شاب مسلم أغوى صباه الغرير سحر الصوفية، فجرعته زعافها يحسبه خمرة الجنة تدهق كئوسها الملائكة، وغسلينها يخاله رحيقاً ترويه به الحور النواعم، ثم أشرقت على روحه المظلم أشعة الهدى من كتاب الله، فنظر، فماذا رأى؟.

    رأى ماضيه الصوفي شيطان كفر مارد يغتال إيمان، وشرك يعصف بالرمق الشاحب من توحيده، فياحرة قلباه!!

    كان الفتى اليتيم الروح بأمل أن يمشي على الماء، وأن يحلق بجناحيه فوق قبة النجوم، وأن يتخذ بالروح الإلهي الأعظم، وأن يهتك – كالشهاب الثاقب – حجب "السوية والغيرية" (اصطلاحان صوفيان مأخوذان من كلمتي "سوي وغير" والصوفي الحق في دين الصوفية من يوقن أنه لا "سوى ولا غير" أي يرى الكل عيناً واحدة!!) ليشهد حقيقة الوحدة الكبرى، وحدة الوجود، ويسعد بها، وقد تحققت في ذاته!! كان يأمل ذلك كله، فبكل هذه الأساطير المجوسية وعدته الصوفية. ولكن !! وآه مما بعده امن أدمع وجراح!!.

    أملت أن أمشي على الماء، فكانت الحمم المدمدمات من سقر!! أملت أن أحلق بجناحي فوق الأفق، فإذا هي مأساة المشرك التي قصها الله في كتابه (22:31 ومن يشرك بالله، فكأنما خر من السماء، فتخطفه الطير، أو تهوي به الريح في مكان سحيق).

    فمن ذروة القمة الحالمة الخيال هويت – يدكني الصخر الأصم الناتئ- إلى غور سحيق سحيق!!.

    وهنالك على الصخور الحدباء بقيت منى أشلاء متأثرة، تروى لك عبرتي الحزينة المفجوعة!!.

    وها في القلب الدامي جراح نازفة تنوح بين يديك بمأساتي الدامية!!.

    أملت الاتحاد بالروح الإلهي، فلم أجد غير الشيطان ينفث في دمي فتونه، ويتلظى في غرائزي غياً يتعشق كل ساجية!!

    أملت شهود الوحدة الكبرى!!

    وآه من هذه الأسطورة الناعسة الفتنة، المكحولة الآثام!!

    فقد وعدتني الصوفية أن هذه الأسطورة ستجعل مني إلهاً ثائر الرغبات، عاصف الشهوات، يجمع به هواه إلى امتهان ألوهيته في سيبل هذه الرغاب التي تشهاها الحرمان من شاعر ظامئ الجسد.

    آه يا يوم التلاقي *** ليتني كـــنت ألهاً
    لأبحــث الناس *** للناس خدوداً وشفاهاً


    وعدتني بالربوبية تتجلى في بصورة بشرية، فأصرف الوجود بقدري القاهر، وقضائي الذي لا مرد له، وأسخر السماء والأرض، والعواصف والجن، والملائك والحور، أسخرهم لصبوات شبابي، ونزوات هواي!!.

    ألم يبح كاهن الصوفية التلمساني في دينه الأم والأخت، ويرمي من يحرمهما على الابن والأخ بأنه محجوب؟! (ص 177 ج1 مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية).

    ألم يؤكد طاغوت الصوفية الأكبر "ابن عربي" (هو محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي مات سنة 638هـ) أن الرب الأعظم غانية هلوك تحترق الشفاه على ثغرها قبلاً دنسة ملتهبة!! وأن هذا الرب لا يبلغ كمال تجليه الأعظم إلا حين يتجسد في صورة أنثى تجتاح أنوثتها خطيئة كل عربيد في غيابة الليل!! قد يتجلي هذا الرب في صورة ملك أو رجل، بيد أن تجليه في صورة ماجنة تعول بالشهوة ، وتصرخ بالرغبة، وتتقتل بالمفاتن، وتغازل بالإثم – تجليه في تلك الصورة أحلى وأجمل، وأتم وأكمل!!.

    إذ يتجلى في الرجل بصورة فاعل، أما في المرأة فيتجلى في صورة فاعل، وصورة منفعل، وصورة فاعل منفعل معاً في مجلي واحد(سيأتيك نصه بلفظه) !!.

    تثليث آخر!! غير أن وراءه شهوة متمردة تنزو به!! عذراك إن جمحت بي رغبتي في الذياد عن الحق إلى ذكر خطايا صوفية، يدمي منها حتى الخزي، وتثير الحياء في صفاقة وجه البغي!! عذرك فإنما نجاهد لتدمير الطاغوت الأكبر، وشيخ الصوفية يشكو منا إلى النيابة، لأننا نكشف لهم ما افتراه الشيطان من أديان وثنية، فتن بها الآبقين من الخلف، وسماهم لهم صوفية!!.

    فمضى الكهان يبشرون بها على أنها توحيد يشع منه وحده الحق، وإيمان سماوي الروح، عذري الحب، فكان خطرها الناجم الداهم، هو القاصمة، بل كانت أشد خطراً على المسملين من المجوسية، فهذه مستعلنة النبي لها من قلنسوتها آية. أما الصوفية، فبسمات حلوة خلوب، ونجاوي ناعمة شف رقتها عشق محروم، ونغمات عذاب آسرة، وعائم منتفخة كالبطون المتخمة من الحرام، ولحىً بيض مرسلة على قلوب سود، يعيث فيها مشط موسوس، ومسبحات بألوان الطيف مسحورة الهينمة، لا تمل من الترتيل، موشاة الذوائب، منعمة الأنامل، تصطفق حباتها في رعونة ثائرة!!.

    واجب الشيخ


    كان واجب الشيخ – وقد ذكرته بهدى الله – دعوة أتباعه إلى الإسلام، يؤمنون بالكتاب والسنة، ويكفرون بالصوفية، وتراثها الوثني، فإن لم يرض اتباعه بالله وحده رباً، وبكتابه – فحسب – إماماً، وبرسوله الحق وحدة أسوة وقدوة، كان حقاً على الشيخ أن يفر إلى الله مخبتاً مؤمناً، وأن يترك – رضى النفس – هذا المنصب وأصنامه، ترجمهما لعنة الله!1.

    لماذا أكتب للشيخ؟


    في خيالي الكليل شفق خاب من حسن الظن بالشيخ، وأطيافه شاحبة الصور تخيل على أن الشيخ على جهالة بدين الصوفية، وبما تطفح به كتبها من وثنية، ومن أعماق نفسي الحانية ينبعث دعاء ثائر الإلحاح في بر وإشفاق، يدعوني إلى أن أنشر بين يدي الشيخ، وصوب فكره وعينيه كتاب الصوفية ليرى فيه صور أربابها – وتعالى جد ربنا الحق -ورسولها– وبرأ الله خاتم النبيين من بهتانها -وأوليائها– وحاشا أولياء الرحمن أن تمسهم صوفية .

    فلعل الشيخ حين يرى هذه الصور التي تفجع النفس والضمير والخلق الكريم والفكر البصير، يهب بها على الجاهلية الصوفية ثورة حق قوى لطمه باطل، وعزم مشبوب أحنقه ظلم خاتل.

    ونهاك يروى التاريخ عنه للآباد الواعية قصة البطولة الفادية، وتزخر القلوب المؤمنة بمشاعر الإعجاب به آية حب عميق، ودليل أخوة في الله أتراك تفعل يا سماحة الشيخ؟!

    وإلا فسنظل – بعون الله – نلهب بسياط الحق ظهور الآبقين، وندك بمعاوله – غير هيابة ولا واهنة – معابد الأصنام، حتى تخر على سدنتها وعبيدها، ولن يحول بيننا – بتوفيق الله – وبين التذكير بماهدي الله إليه، وفرض علينا الجلاد المستلئم دونه، عواصف شر تثيرها علينا أحقاد الصوفية المستعرة، فما لقلب المؤمن أن يرهب في الحق إلا من فظره، ولا أن يرغب إلا في رضاه (9: 129 فإن تولوا، فقل حسبى الله، لا إله إلا هو. عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم)
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:14

    دين الصوفية


    للصوفية مدد من كل نحلة ودين إلا دين الإسلام، الله إلا حين نظن أن للباطل اللئيم مدداً من الحق الكريم، وأن للكفر الدنس روحاً من الإيمان الطهور.

    والصوفية نفسها تبرأ إلا من دين طواغيتها مؤمنة بأنه هو الحق الخالص. يقول التلمساني – وهو من كهان الصوفية- "القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا(ص 145 جـ 1 مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية)"

    وابن عربي يزعم أن رسول الله أعطاه كتاب فصوص الحكم – وهو دين زندقته – وقال له: "اخرج به إلى الناس ينتفعون به – ويقول : فحققت الأمنية كما حده لي رسول الله بلا زيادة ولا نقصان"

    ثم يقول (ص 4فصوص الحكم بشرح بالي ط 1309هـ) :
    فمن الله، فاسمعوا *** إلى الله فارجعوا


    على حين يذكر الحق وتاريخ الصادق أن الصوفية تنتسب على كل نحلة مارقة، وتنتهب منها أخبث ما تدين به، ثم تفتريه لنفسها، مؤمنة به، وتحمل على الإيمان به كل فراشة تطيف يحجميه

    وإلا فهل من الإسلام أسطورة وحدة الوجود، وخرافة وحدة الأديان؟!

    فتلك تزعم أن الله سبحانه عين خلقه، عينهم في الذات والصفات والأسماء والأفعال، تزعم أن واهب الحياة، وخالق الوجود غين الصخر الأصم، والرمة العفنة!!

    ووحدة الأديان تزعم أن كفر الكافر، وخطيئة الفاجر عين إيمان المؤمن، وصالحة الناسك، تزعم أن دين الخليل هو دين أبيه آزر، وأن إيمان موسى عين كفر فرعون، وأن وثنية أبي جهل عين توحيد محمد، فكل رب الدين ورسوله!!

    كل تغين للذات الإلهية، غير أنها سميت في تعين بمحمد، وفى أخر بأبي جهل، وهي هي في مظهريها، أو اسميها!!

    تزعم أن دين إبليس وإيمانه عين دين أمين الوحي، وروح إيمانه، بل زادت الخطيئة فجوراً، فزعمت أن إبليس أعظم معرفة بآداب الحضرة الإلهية من أمين الوحي، وأسمى مقاماً!!

    أفمن دين الإسلام هذه الخطايا الكافرة؟!

    افتراء على دين الله


    ولكن ما بالي أسرف في الحجاج؛ لأثبت ما ليس في حاجة إلى دليل يثبته، بل ما الصوفية – نفسها – تقر مؤمنة به؟!

    سلوها لم انتبذت من المسلمين مكاناً قصياً تسمي فيه المدنسين برجسها صوفيين، ولا مسلمين، والاسمان متقابلان تقابل الظلام الجائر، والضوء الباهر؟

    سلوها لم تمقت ما سمي به الله من يعبدونه على بصيرة، وتجنح إلى اسم ماله من دلالة إلا على كفر أو مذلة؟

    سلوها من هم كهان دينها، وأحبار طقوسها؟ سلوها لم تورث أحقاد طواغيتها على الكتاب والسنة؟

    سلوها لم تفتن الأغرار عن دين الحق ؛ فتزعم لهم أن الإسلام شريعة وحقيقة، تعني بالشريعة ما أوحاه الله إلى رسوله، وبالأحرى وساوس الأبالسة النافثين لبدع الصوفية.

    سلوها، وسلوها؟ ولكن لا تكدوا أنفسكم، فهذا ابن عجيبة الفاطمي الهوى، الصوفي الدين يلهمكم جواب ما عنه تسألون، فإليكم ما افتراه: "وأما واضع هذا العلم "يعني التصوف"

    فهو النبي صلى الله عليه وسلم علمه الله بالوحي والإلهام، فنزل جبريل أولاً بالشريعة فلما تقررت، نزل ثانياً بالحقيقة، فخص بها بعضاً دون بعض، وأول من تكلم فيه، وأظهره سيدنا علي كرم الله وجهه

    وأخذه عنه الحسن البصري(ص 5 إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة جـ 1 ط 1913م. وفي قوله ذاك دليل الصلة الوثيقة بين الصوفية وبين الشيعة التي تؤله أئمتها)"

    وإنها لفرية جائرة الإفك على رسول الله، وبهت له بجريمة ملعونة، جريمة كتمان العلم، واي علم؟ إنه علم الحقيقة في دين الصوفية!! أفيكتم الرسول الحق وعلمه ودلائله

    وقد توعد كاتم العلم بعقاب شديد من الله "من كتم علماً يعلمه الله إياه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار(أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم وصححة من طريق أبي هريرة وقال الترمذي: حسن صحيح.)"

    ثم وراء هذا البهتان اتهام صريح لأبي بكر وعمر وعثمان، ومعهم خيار الصحابة من السابقين، بأنهم كانوا أنضاء ضلالة وجهالة بما يعرج بالروح على محبة الله،

    وراءه محاولة حقود مصممة على تجريد الجماعة الإسلامية من خيرا سلفها وخيار خلفها من صفة الإيمان الحق. وحسب الصوفية أن تبوء هي وحدها بما تبهت به الصديقين والشهداء.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:16

    وسيلة المعرفة عند الصوفية


    ويدين الصوفية ببهتان آخر يدمعها بالمروق عن الإسلام، ذلك هو اعتقادها أن الذوق الفري (يعني به الذوق الخاص بكل إنسان)- لا الشرع

    ولا العقل – هو وحده وسيلة المعرفة ومصدرها. معرفة الله وصفاته، وما يجب له

    (لم نقل: وما يستحيل عليه. لأن الصوفية تؤمن بأنه سبحانه يجب له كل شئ، لأنه عين كل شئ، فلا يستحيل عليه نقص ولا عجز)

    فهو – أي الذوق – الذي يقوم حقائق الأشياء، ويحكم عليها بالخيرية أو الشرية، بالحسن أو القبح، بأنها حق أو باطل، فلا جرم أن تدين الصوفية بعدد عديد من أرباب وآلهة

    ولا عجب أن ترى النحلة منها تعبد وثناً بغير ما تعبده به أخرى، أو تخنع لصنم يكفر به سواها من النحل الصوفية، ولا عجب من ذلك كله

    ما دامت تجعل "الذوق" الفردي حاكماً وقيماً على المسميات وأسمائها، فيضع للشئ معناه مرة، ثم ينسخه بنقيضه مرة أخرى.

    هذه الحدة في توتر التناقض صبغة الصوفية دائماً في منطقها المخبول

    ولقد ضربت الصوفيين أهواء أحبارهم بالحيرة والفرقة

    فحالوا طرائق قدداً، تؤله كل طريقة منها ما ارتضاه كاهنها صنماً له، وتعبده بما يفتريه هواه من خرافات!!

    على حين يجمعهم على الوحدة هوى واحد، وغاية واحدة، هي القضاء على الإسلام والجماعة الإسلامية.

    وما إخالك يا سماحة الشيخ تمتري فيما ذكرته لك، فأنت به خبير، وإلا ففيم هذه الشيع المتطاحنة

    (يقول رويم البغداد: "لا يزال الصوفية بخير ما تنافروا، فإن اصطلحوا، هلكو" ص 181 طبقات الصوفية للسملي، فليتنافر المسلمون، ولتطاحنوا فهذا دين الصوفية.)

    وفيم هذه المشيخات المتنابذة، كلما دخلت واحدة منها عليك لعنت أختها، بل فيم هذه الحرب التي يثيرونها عليك في مكر دنئ ورياء ماكر

    إذ جلست على عرشهم دون أن تكون لك قدم ثابتة في التصوف، ودون أن تنصب شيخ طريقة من قبل؟!!

    قلها صريحة الجرأة يا سماحة الشيخ، يهب الله لك هداه، ومقام الصديقين، وإنه للخير الذي تنشده نفس كل مؤمن.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:19

    الفصل الثاني

    آلهة الصوفية


    يفتري الصوفية – فمالهم من سجية غير ذلك – أنهم الذين يعرفون الله معرفة لا يمس يقينها ريب، ولا يشوب جلال الحق فيها شبهة، ويصمون المسلمين بعمى البصيرة

    (يقول نيكلسون "والصوفية لا يفتئون يعلنون أنهم أمة الله المختارة" ص 117 الصوفية في الإسلام ترجمة نور الدين شريبة.)

    وعمه العقل، وخطل الفكر، وجمود العاطفة، وفساد الذوق، وخمود جذوة الحياة في الشعور، والإغراق العميق السحيق في المادية الصماء، والجمود الأحمق على عبادة التاريخ، وما زالت تلك دعواهم. فما الرب الذي يعبدونه وإذا شئت إحكام الدقة، فسلهم: ما الرب الذي اختلقوه، ثم عبدوه؟

    ناشدتك الله – إن مسك فيما أقول وهم ريبة، أو فتنك منهم عن الحق غزل ابتسامة، أو ترنيمة عاشقة بتسبيحة أو دعاء، ناشدتك الله إلا ما قرأت شيئاً من كتبهم، لتعرف رب الصوفية الأعظم.

    اقرأ من الفتوحات، أو الفصوص، أو ترجمان الأشواق، أو عنقاء مغرب، أو مواقع النجوم، وكلها لابن عربي.

    اقرأ من الإنسان الكامل للجيلي، اقرأ من تائية ابن الفارض وشرحها للنابلسي أو القاشاني

    اقرأ من الطبقات والجواهر والكبريت الأحمر لشعراني، اقرأ من الإبريز للدباغ

    اقرأ من كتاب الجواهر، والرماح وهما للتيجانية، وروض القلوب المستطاب لحسن رضوان

    بل اقرأ حتى مجموع الأوراد الذي يتعبدون به الآن ودلائل الخيرات، "وأحزاب" الكهنة منهم في العشايا والأسحار.

    إن الصوفية تنعت ابن عربي بأنه "الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر" وتخر له ساجدة، والجيلي بأنه "العارف الرباني والمعدن الصمداني" وابن الفارض بأنه "سلطان العاشقين" والشعراني بأنه "الهيكل الصمداني والقطب الرباني"

    فماذا أدعوك إذن إلى تلاوة كتب تنقم منها الصوفية دلائل الحق، وإشراق الهدى، بل إلى كتب تقدسها الصوفية على اختلاف نوازعهم، وتباين أهوائهم، ويجلونها – ولا أعدون الصدق إذا قلت يعبدونها – ويرونها الأفق الأسمى لنور التوحيد، والمنبع السلسال لفيوض الربانية!!

    فإن قرأت شيئاًَ من تلك الكتب، فتدبر بعده آية واحدة من كتاب الله، واقذف بنور الحق الإلهي على دياجير الباطل الصوفي، وثمت يروعك، ويستفز الغضاب الثوائر من لعناتك أن تجد الصوفية تدين برب يتجسد في أحقر الصور، وتتعين

    "هويته وإنيته (الهوية عندهم هي الحقيقة الباطنة للذات الإلهية، والإنية هي حقيقتها الظاهرة في مجاليها المتنوعة)"

    في أنتن الجيف، وتتمثل حقيقته الوجودية صور أوهام في الذهن الكليل، وظنون حيرى في الفكر الضليل، وتهاويل أسطورية في الخيال. ألم تؤله الصوفية في دين كاهنها التلمساني رمة كلب تقزز من صديدها الدود(مر التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق، فقال له رفيق له – وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود - : أهذا أيضاً هو ذات الله؟ مشيراً إلى جثة الكلب. فقال التلمساني: نعم. الجميع ذاته، فما من شئ خارج عنها، انظر 145 مجموعة الرسائل الكبري لابن تيمية.)؟.

    ومعذرة يا سماحةالشيخ، فوالذي هدى المسلمين إلى دينه الحق، وأوجب الجهاد دونه، ما قلت إلا الحق للحق، وما رميت إلا بالحق، وإن شئت فمرحباً بموعد نلتقي فيه للمحاجة، فاختر ما شئت من أمكنة، وإن يكن قبة البدوي!!

    وهاك من النصوص ما يكشف لك في جلاء عن معتقدات الصوفية، وسأختار من النصوص مالا يمكر به التأويل، من كتب تتخذها الصوفية شرعة لها ومنهاجاً في الدين، وتجعل أوثان من افتروها مطافات تستروح عندها – كما تزعم – نسائم الجنة، وعبير الخلود، وروح الله، وتضرع إلى جلاميدها الصم أن تهب للروح السكينة، وللقلب اليقين المطمئن، وأن تمد الوجود بالحياة الفياضة بالخير واليمن والبركة، وأن تكشف لعبادها حقيقة الربوبية والإلهية ليعرجوا إلى الاتحاد بها، وترجو ما ينخر في عظامها من سوس، وينهش لحومها من دود، أن يصرف كهان الصوفية في أقدار الله، وأن يجعل لهم السلطان على قضائه، وأن يحقل بهم فوق الذرى السامقات من أقداس الربانية!!
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:23

    إله ابن الفارض


    (ابن الفارض هو عمر بن أبي الحسين علي بن المرشد بن علي شرف الدين الحموي الأصل المصري المولد، توفي سنة 632هـ، ولم نتحدث عمن سبقه من الصوفية كالحلاج أو البسطامي مثلاً، لأننى اخترت أن أنقل عمن يجمع الصوفية جميعاً سلفاً وخلفاً على تقديسهم، أما الحلاج وغيره فيطعن فيه رياء ونفاقاً بعض الصوفية فتركته، حتى لا يكون لهم رياء معذرة)

    يؤمن هذا الصوفي ببدعة الاتحاد، أو الوحدة سمها بما شئت. بصيرورة العبد رباً، والمخلوق خلاقاً، والعدم الذاتي الصرف وجوداً واجباً، وإذا شئت الحق في صريح من القول، فقل: هو مؤمن ببدعة الوحدة، تلك الأسطورة التي يؤمن كهنتها بأن الرب الصوفي تعين بذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله في صور مادية، أو ذهنية، فكان حيواناً وجماداً وإنساً وجناً وأصناماً وأوثاناً. وكان وهما وظناً وخيالاً، وكانت صفاته وأسماؤه وأفعاله، عين ما لتلك الأشياء من صفات وأسماء وأفعال؛ لأنها هي هو في ماهيته ووجوده المطلق أو المقيد، وكل ما يقترفه البغاة من خطايا، وما تنهش الضاريات من لحوم، أو تعرق من عظام، فهو فعل الرب الصوفي، وخطيئته وجرمه!!

    وإخالك الآن تود لو تسوى بي الأرض، أو تدهمني – على غرة صاعقة، إذ يجري على لسان الحق ذكر ابن الفارض منعوتاً بالزندقة وتعجب أن يكون سلطان العشق الصوفي زنديقاً!!

    وما علي – برحمة الله – مما تود، ولن يمنعني عجبك في ذهوله من أن أحكم على ابن الفارض بما ارتضاه هو ديناً له وتدبر ما سأنقل لك عنه من تائيته، فلعل يزول عجبك، وينفثئ غضبك.

    جلت في تجليها الوجود لناظري *** ففي كل مرئي رآها برؤية


    يزعم أن الذات الإليهة هتكت عنه حجب الغيرية، وجلت له الحق المغيب، فرأي حقيقة الله متعينة بذاتها في كل مظاهر الوجود، رأي هذا الكون المادي بكل ما يدب عليه، أو يغتال الحياة والأعراض في غياهب ليله الساجي، ومغاوره المظلمة، رآه هو عين الله وماهيته، ورأى وجوده عين وجوده، فما تم من شئ عند ابن الفارض إلا وهو الله، بل ما للرب – رب ابن الفارض- وجود سوي وجود تلك الصور المادية، أو الذهنية المنطبعة عن شئ متحقق، أو متوهم، أو متخيل.

    أما وقد نعق بهذا البهتان، فليفتر لنفسه ما يترتب على الإيمان به؛ لهذا راح يزعم أنه بذاته اتحد بذات ربه، فكانت الثنائية في الاسم، وكانت الوحدة في الحقيقة والوجود، وأنه في جلوة تلك الوحدة يشهد في ذاته وصفاته وأفعاله ذات الله وصفاته وأفعاله، وعن هذا يعبر.

    وأشهدت غيبي، إذ بدت، فوجدتني *** هنالك إياها بجلوة خلوتي


    شهد "هوية" الوجود الإلهي، أو باطنه، "إنية" وجوده هو، أو ظاهره، فلم يجد للرب وجوداً سوى وجوه ولا لذاته كياناً متقوماً غير كيانه، فهتف في جذل البشرى: أنا الله!!

    بيد أنه خشي أن يتوهم أحد أن هذا الشهود وهم طارئ، أو حال عارض أو صورة من حلم أسبل لها فكره وعينه، خشي هذا، فقال:

    ففي الصحو بعد المحر لم أك لغيرها *** وذاتي بذاتي، إذ تحلت ، تجلت


    والصحو في دين الصوفية هو رجوع العارف إلى الإحساس بعد سكرته بوارد قوى، وفيه يشهد العارف المغايرة بين الذات الإلهية ومظاهرها أو صفاتها، يشهد أن الكون ليس هو الذات الإلهية، وإنما هو تجليات أسمائها وصفاته، ومجال لأفعالها. أما المحو في دينها فهو امحاء الكثرة والغيرية، والخلقية المتنوعة المتعددة. وفناء السوية، وتجلى الوحدة المطلقة، فيرى الصوفي الخلق عين الحق، والمربوب عين الرب.

    فثمت إذن فرق عند الصوفية بين الصحو والمحو، ولكن ابن الفارض أبي أن يؤمن بهذا الفرق المبتدع، فهتك الستر، ومزق القناع؛ ليكشف لك في قول صريح عن حقيقة معتقد الصوفية، ومضى مسرعاً يلهث؛ ليدرك فكرك قبل أن يؤمن بذلك الفرق بين الصحو وبين المحو!!

    وليؤكد لك أن دين الصوفية قائم من أول مرة على الإيمان بأن الله سبحانه هو عين خلقهّ!!

    على نفي كل مغايرة – مطلقة، أو مقيدة، إضافية، أو نسبية – بين الخالق والخلق، سواء في ذلك حال الصوفي في الصحو، وحاله في المحو، وهكذا صرح ابن الفارض في جرأة شرود بما يرمز عنه سواه من منافقي الصوفية، حين يفجؤهم برهان الحق، ولذا يقول.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:27

    إلى كم أواخي الستر، هاقد هتكته *** وحل أواخي الحجب في عقد بيعتي


    يعني أنه عاهد الحق حين بايعه على أن يهتك كل ستر، و يحل كل أنشوطة، حتى يرى كل ذي بصر أن الله يتمثل دائماً في صور الخلق، وتتعين ذاته بذواتهم!!

    وتدبر هذه الصراحة الصارخة الجرأة في قول ابن الفارض: "وذاتي بذاتي، إذ تحلت تجلت" تدبر تجد الزنديق، يأبى أن يثبت لربه ذاتاً، ويتعالى أن يجعل وجوده هو فيض وجود ربه، فلم يقل :"وذاتي بذاته" أو "ذاته بذاتي" وإنما قال: ليحكم بالعدم الصوفي على رب الوجود الحق، وخالقه: "وذاتي بذاتي" فليس ثمت إلا ذاته هو في الحالينّّ ألا تحس الجحود طاغي البغي؟!

    ما ثم عند ابن الفارض من رب، ولا مربوب. إلا وهو ابن الفارض إنه الخلاق. وإنه هو الوجود، وواهب الوجود، وما الرب الأكبر إلا أثر من آثار قدرته، أو جزئي تأئه حيران من كليه!! هذا دين ابن الفارض. فبماذا تحكم عليه؟!

    فوصفين إذ لم تدع باثنين وصفها *** وهيئتها – إذ واحد نحن- هيئتي


    يزعم أن كل ما وسف به الله نفسه، فالموصوف به على الحقيقة هو ابن الفارض؛ لأنه الوجود الإلهي الحق، في أزليته، وأبديته، وديمومته، وسرمديته.

    فإن دعيت كنت المجيب، وإن أكن *** منادى أجابت من دعاني، ولبت


    إن دعي الله أجب ابن الفارض؛ لأنه عينه، وإن دعي ابن الفارض لبى الله، لأنه اسمه ومسماه! ولكن أتلمح الكبر جائر العتو من ابن الفارض على خالقه؟ إذ يزعم أنه إن دعي الرب، فما يفعل ابن الفارض شيئاً سوى أن يجيب، أما إذا دعي ابن الفارض، فما يكفي الرب أن يجيب، وإنما يهرول ملهوفاً إلى التلبية!!.

    ما كفاه زعمه أنه الله، فأكد أن الرب الأكبر ما هو إلا صورة شاحبة منه، وظل حيران له!!.

    فقد رفعت (يصح أن يكون معناه أن الخطاب رفع بينه وبين غيره، لعدم وجود غير، ويصح أن يكون معناه أن"الفتحة" من تاء الخطاب في مثل "خلقت" بفتح التاء تحولت إلى ضمة وهي علامة رقع، فصارت "خلقت" بضم التاء لا فتحها أي صارت تاء المخاطب بفتح الطاء عين تاء المتكلم) تاء المخاطب بيننا وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي.

    الخطاب يستلزم الاثنينية، إذ لا بد له من طرفين متقابلين مخاطب ومخاطب، ولهذا يكفر ابن الفارض بما يؤكده الخطاب في آيات الله، أو في دعاء الداعي من دلالة على المغايرة بين المتخاطبين!! وينفي صدور خطاب أو دعاء منه إلى "غير ما" فما ثم "غير" حتى يخاطبه، أو يدعوه!!.

    فإذا ما صدر منه خطاب، أو دعاء إلى الله، فلا تحسبن أنه يخاطب غيره؛ إذا الخطاب صادر منه إليه، والدعاء متوجه به من نفسه إلى نفسه.

    لقد كان يقول من قبل أن يكشف عنه الغطاء: أنت أنت، فما تجلت له الحقيقة صار يقول: "أنا أنا" فما "أنت" تلك إلا "أنا" ذاتاً ووجوداً!!.

    ويرى ابن الفارض أن إثبات الربوبية الخلاقة وحدها لنفقسه شئ دون مقامه الأكبر، فيفتري أن له الربوبية بوحدانيتها وصفاتها وأسمائها وأفعالها، بملكها وملكوتها، برحمانيتها وجبروتها، بقدرتها، القهارة، وعلمها المحيط الشامل، بما أبدعت من خلق، ومنحت من حياة.

    ولا فلك إلا ومن نور باطني *** به ملك يهدى الهدى بمشيئتي

    ( يقول تعالى لبنيه الأعظم (28:56 إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء) فجعل ابن الفارض نفسه أعظم من محمد، وقريناً مساوياً لله!!)
    ولا قطر إلا حل من فيض ظاهري *** به قطرة عنها السحائب سحت
    ولولاي لم يوجد وجود ولم يكن *** شهود، ولم تعهد عهود بذمـة
    فلا حي إلا من حياتي حياته *** وطوع مرادى كل نفس مريدة


    (أيقول هذه مسلم؟ إنها لله وحده، فنسبها ابن الفارض على نفسه!!)
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:28

    فبماذا يحكم المؤمن على زنديق يفتر أن ملكوت كل شئ بيده، وأن الوجود كله قطرة فيض من جوده ووجوده، وأن الإرادة البشرية كلها طوع هواه.

    وكل الجهات الست نحوي توجهت *** بما تم من نسك وحج وعمرة
    لها صلواتي بالمقام، أقيمها *** وأشهد فيها أنها لي صلت


    هذه الصلوات يقيمها النساك في قدس المحاريب، وهذه الضراعات يتبتل بها القديسون، وهذه الدعوات يتهجد بها العباد تحت سجوات الليل، وهذه المناسك ينسكها الحجاج والمعتمرون. إنها لا ترفع في الحقيقة إلى الله، وإنما تتوجه بها القلوب إلى ابن الفارض رجاء رحمته، وابتعاء رضاه!.

    وهؤلاء المصلون يولون وجوههم شطر المسجد الحرام. إنهم يولونها شطر هيكل ابن الفارض. وهذه النذور يحفد بها الملهوفون، إنها قرابين العبودية منهم، ويبتغون بها وجه ابن الفارض!

    والله جل شأنه يقول: (2:115 ولله المشرق والمغرب، فأينما تولوا فثم وجه الله) غير أن ابن الفارض يرفع في وجه الحق باطله، فيفتري أنه ما ثم إلا وجهه هو، وأن الكون كله ما يولي بجهاته الست وجهه إلا إليه!.

    وذلك الرب الصوفي الهيمان في ملكوت ابن الفارض! ايعيش عاطلاً بلا عمل؟ أيخالف عن أمر ابن الفارض؟ كلا فقد أرغمه ابن الفارض على أن يرتسم خاشع الذل في المعابد يصلي لابن الفارض، ويرجو رحمته.

    أرأيت إلى سلطان العاشقين: كيف يفتري في شعره الوثني كل هذه الخطايا المجوسية؟!

    ويهفو ابن الفارض لاهث الأنفاث؛ ليفتري لك مرة أخرى. أنه هو الله. كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع (الجمع عند الصوفية هو "شهود الحق "أي الله" بلا خلق)في كل سجدة.

    ولكن لـ(كلانا) هذه دلالتها الحتمية على وجود اثنين أو تحقق وجودين يغاير أحدهما الآخر. لهذا كر ابن الفارض يعدو في لهفة مجنونة؛ ليستدرك على "كلانا" بما ينسخ ما توهمه، فقال:

    وما كان لي صلي سواي، ولم تكن *** صلاتي لغير في أدا كل سجدة
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:31

    عبادة الأنوية


    ولست أدري لم يغرم الصوفية دائماً بنعوت المرأة يحملونها على ربهم، فيزعمون أن ربهم يتجلى – غزلي الجمال – في صورة أنثى عاشقة ملهوفة تتقتل بفتون أنوثتها الهيم لحيوان يراودها عن نفسها.

    إن هذا الإلحاح الجسدي في عبادة الأنوثة يدفعنا إلى محاولة اكتناه ما يعتلج به من شعور يتلظى بالنزوات الملتهبات والشهوات العرابيد؛ لتدرك علة ذلك التمجس الصوفي الذي يؤله نار الجسد.

    أترى حين استبد بالصوفية عشق الأنثى، ولوعهم بالحرمان، أراقوا الغزل في هوى المعشوقة، فلم تند أنوثتها منهم غليلاً، ولم تبح لحمها للناب الملهوف، أتراهم حين احترقوا تلهفاً حتى إلى ظلى أنثي مبذولة، فلم ينالوا، صور لهم ما يؤج في غرائزهم من سعير أن الأنيى ليست – إذن – إلا ربا تعالت كبرياؤه وتسماى عرشه؟

    أم تراهم – والأنوثة تعاطيهم صهباء إثمها – أبوا إلا أن يترعوا الدن كله، فراحوا يمدونها في الغي، فزعموا لها أن الحقيقة الإلهية ليست إلا أنثى مشتهاة مشتهاة، وأن حقائق الوجود كله أنوثة تشرب الشهوات خمر جسدها المعتق؟! يمثل ابن عربي الطائقة الأولى، وستأتيك أنباؤه

    أما ابن الفارض ( يصور لنا أحد أتباع ابن الفارض لوناً من ألوان مجون سلطان العاشقين فيقول: "دفع إلى دارهم، وقال: اشتر لنا بها شيئاً للأكل، فاشتريت ومشينا إلى الساحل، فنزلنا في مركب، حتى طلع البهسنا، فطرق باباً، فنزل شخص فقال: بسم الله، وطلع الشيخ، فطلعت معه، وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف و والشبابات، وهم يغنون له، فرقص الشيخ على أن انتهى، وفرغ ونزلنا، وسافرنا حتى جئنا إلى مصر، فبقي في نفسي شئ، فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب، فقال له: يا سيدي فلانة ماتت – وذكر واحدة من أولئك الجواري – فقال: اطلوا الدلال، وقال: اشتر لي جارية تغني بدلها، ثم أمسك أذني، فقال: لا تنكر على الفقراء !!" ص 319 جـ 4 لسان الميزان لابن حجر العسقلاني طبع الهند 1230هـ. هذا هو ابن الفارض القديس يرقص ويغني والنسوة يرقصن معه ويضربن له الدفوف!! ومع هذا يرحم على تابع أن ينتقده!! وهكذا كل الشيوخ )

    فاسمع إليه يقول:

    ففي النشأة الأولى تراءت لآدم *** بمظهر حواء قبل حكم البنوة
    وتظهر للعشاق في كل مظهر *** من اللبس في أشكال حسن بديعة


    ففي مرة "لبنى" وأخرى "بثينة" وآونة تدعى"بعزة" عزت يزعم أن ربه ظهر لآدم في صورة حواء، و"لقيس" في صورة "لبنى" و "لجميل" في صورة "بثينة" و "لكثير" في صورة "عزة". فما حواء البشر إلا الحقيقة الإلهية، وما أولئك العشاق سكرت على شفاههن خطايا القبل المحرمة، وتهاوت بهن اللهفة الجسدية الثائرة تحت شهوات العشاق، ما أولئك جميعاً سوى رب الصوفية تجسد في صور غوان تطيش بهداهن نزوة ولهى، أو نشوة سكرى، أو رغبة تتلظى في عين عاشق!!.

    ويسرف ابن الفارض في توكيد أنوثة ربه، وتجليه أبدا في صورت جسد امرأة يزل بها موعد الليل، فيقول:

    ولسن سواها، لا، ولا كن غيرها *** وما إن لها في حسنها من شريكة


    خشي ابن الفارض أن يتوهم أحد في ربه أنه يغاير حقيقته، أو تتباين صفاته، وهو يتجلى مرة بعد مرة في صورة غانية، أو أن يظن أن هؤلاء الغانيات "لبنى، بثينة، عزة" تغير حقائقهن حقيقة ربه في شئ ما، خشي ابن الفارض ذلك، فاستدرك على الأوهام بما يحيلها يقيناً ثابتاً في أنوثة ربه، فقال: " ولسن سواها، لا، ولا كن غيرها" وهكذا صدق فيهم قول الله (117:4 إن يدعون من دونه إلا إناثاً، وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً) ماذا يحدث للشباب المسلم، ومنه لو أنه آمن بهذه الصوفية؟!

    فليفهم كل عاشق يطويه الليل على خاطئة أنه حين يقترف الخطيئة مع أنثاه، وتعربد في جسدها الرخص أنيابه وأظفاره، ليفهم كل عاشق أن أنثاه هذه التي يعرق أنوثتها ليست إلا رب الصوفية الأعظم!!.

    وليصحح مؤرخو الأدب تاريخ، فابن الفرض يؤكد أن أولئك العشاق "قيس، جميل، كثير" وكل شعراء العشق لم يريقوا خمور الغزل إلا للذات الإلهية متجسدة في صور عشيقاتهن القواتل!!.

    أوعيت إذن علة إطلاق الصوفية على أربابهم أسماء نسوة (أنصت إلى المنشدين اليوم في حلق الرقص الصوفي أو الذكر كما يزعمون تجدهم يرقصون الذاكرين على مناجاة "ليلى وسعاد" وغيرهما!!) جلهن عواطل من الفضيلة، عوار عن الشرف؟!

    وعلة عبادتهم لأجساد تلظى فيها الشيطان، وعربد بخطاياه؟ّ ذلك لأن كهان الصوفية أوحوا إليهم أن أربابهم تتجلى دائماً في صور إناث تجردن لخطايا العشق، وآثام الليل في حان الغرام!!.

    ومعذرة إلى من يقرءون للهدى عما أثرته في نفسوهم من غثيان بذكر هذا القئ القذر من الكفر الصوفي، وعما يحسونه بنقل تلك الأبيات من حرج تختنق فيه العاطفة، ويتقلى الضمير.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:34

    لمن كان سجود الملائكة ؟!!!


    ولا يمل ابن الفارض من تكرار إفكه الوثني يزعم فيه أنه هو الله، فيضيف إليه أنه عين رسل الله أيضاً، وعين آدم الأب الأول للبشرية، وعين الملائكة الذين سجدوا لآدم.

    وفي شهدت الساجدين لمظهري *** فحققت أني كنت آدم سجدتي


    (يعني به آدم عليه السلام، فهو في دينه تجسد للذات الإلهية التي هي ابن الفارض)، وإليك شرح القاشاني – وهو كاهن صوفي – لهذا البيت: "أي عاينت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري، فعلمت حقيقةً أني كنت في سجدتي آدم تلك السجدة، وأن الملائكة يسجدون لي – والملائكة صفة من صفاتي -

    (فسر الملائكة بأنها صفات، لتقي القول بالغيرية والتعدد، ولكيلا يعترض عليه بمثل هذا: ما دمت تتحدث عن ساجدين وعن مسجود له فقد قلت بذوات كثيرة، وأغيار عديدة.. لا يعترض عليه بمثل لأنه يزعم أن الملائكة ليست ذوات. وإنما هي صفات للذات الإلهية والصفات عنده عين الذات، فلا تعدد، ولا غيرية!!)

    فالساجد صفة مني تسجد لذاتي (ص 89 جـ 2 كشف الوجوه الغر على هامش شرح الديوان طبع 131هـ)

    أرأيت إلى شرح القاشاني؟ لقد نقلته لك بلفظه مثلا لما يشرح به الصوفية أساطير دينهم؛ لتؤمن أنى لم أمل مع الهوى فيما شرحت لك به أبيات ابن الفارض

    وأظنني ما بلغت مبلغ القاشاني في الشرح، فهو صوفي يدين بالتائية. وحسبنا هذا من سلطان عشاق الصوفية!!.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:36

    إله ابن عربي


    أما هذا الطاغوت الأكبر، فقد افترى للصوفية رباً عجيباً يجمع بين النقيضين المتوترين في ذاته، وبين الضدين الحقيقيين في صفاته، فهو الوجود الحق، وهو العدم الصرف، هو الخلاق، وهو المخلوق، هو عين كل كائن، وصفاته عين صفات كل موجود وكل معدوم، هو الحق الكريم والباطل اللئيم، هو الفكرة العبقرية، والخرافة الحمقاء، هو الخاطرة الملهمة، والوهم الذاهل، والخيال الحيران، والمستحيل الذي لا يتصور فيه العقل أبداً أن يخطر حتى مرة واحدة في بال الإمكان، والممكن الذي يرى فيه الفكر أجلى معاني الإمكان، والذي لا يتوهم فيه العقل وهم استحالة.

    هو المؤمن، وهو الكافر،

    هو الموحد الخالص التوحيد، وهو المشرك الأصم الوثنية.

    هو الجماد الغليظ، وهو الحيوان ذو المشاعر المرهفة، والحساسية المتوقدة

    هو الملاك الساجد تحت العرش

    وهو الشيطان الذي يصطرخ في سقر

    هو القديس الناسك يذوب قلبه في دموع التسابيح

    وهو العربيد يضج الماخور من بغى خطاياه

    هو الراهبة التي تحيا على النور يغمر الوجود بمباهجه

    وهو الظلام موار الكهوف بالفزع والرهبة

    تلك هي بعض ذاتيات رب ابن عربي، وبعض خصائص الإله الصوفي!!.

    ولهذا يؤمن الطاغوت بأن اليهود عباد العجل ناجون، بل يؤمن بأنهم كانوا على علم بحقيقة الألوهية، لم ينعم موسى ولا هرون بلمحة من تجلياته، ولا ببارقة من انكشاف الأسرار الإلهية المغيبة لن!!

    لأنهم ما قصروا العبادة على فكرة مجردة خاوية كموسى، وإنما عبدوا الرب متجلياً في صورة عجل، فأدركوا من حقيقة الأمر ما لم يدركه هرون، وهو أن الذات الإلهية لا تعبد إلا حين تتجلى في صور خلقية!!.

    ويؤمن ابن عربي بقدسية عبدة الأصنام، ويمجد صدق إيمانهم وإخلاص توحيدهم، يؤمن بالصابئة عباداً يوحدون الله، ويخلصون له الدين، يؤمن بسمو إيمان الذين عبدوا ثلاثة آلهة غير أنه يعيب عليهم قصورهم عن إدراك الحقيقة كاملة؛ إذ عبدوا الله في ثلاثة أقانيم، على حين كان الواجب أن يعبدوه في كل شئ، فليس الرب عنده هو تلك الأقانيم فحسب

    وإنما هو عين ما يرى أو يحس، فأصحاب الثالوث عنده مخطئون؛ لأنهم عبدوا بعض مظاهر الرب، أو بعض تعيناته وكان واجباً أن يعبدوه في الكل؛ لأنه هو ذلك الكل فيما ظهر منه، وفيما بطن!! (اقرأ الفص "العيسري" و "المحمدي" من فصوص الحكم لبن عربي).
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:37

    ربوبية كل شئ


    واسمع إليه يؤكد لك أن كل شئ هو الله سبحانه : " سبحان من أظهر الأشياء، وهو عينها (ص 604 جـ2 الفتوحات المكية لابن عربي.)" "إن العارف من يرى الحق (الله)

    في كل شئ، بل يراه عين كل شئ (ص 374 فصوص بشرح بالي، ص 382 بشرح قاشاني ص 192 جـ1 بتحقيق الدكتور عفيفي.)"

    وكلمة "شئ" في دين الطاغوت تطلق حتى على الصور الذهنية والوهمية وعلى العدميات، فوق إطلاقها على كل موجود له كيانه المادي المستقل المتقوم بذاتياته وخصائصه. فانب عربي كما ترى أصرح الدعاة إلى وحدة الوجود، بل هو كاهنها الأكبر!!.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:38

    الرب إنسان كبير


    واسمع إليه يحكم على ربه بأنه يجب أن يوصف بما يوصف به الخلق، حتى بما فيهم من نقص وعجز وحمق وجهالة، ويحد بما يحد به كل كائن على حدة: "فما يحد شئ إلا وهو حد الحق (والحد هو أتم أنواع التعريف، فإذا عرفت الصنم مثلا بحد ما، فهذا التعريف صادق على الرب الصوفي، لأنه هو ذلك الصنم نفسه) فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات فهو الشاهد من الشاهد، والمشهود من المشهود، فالعالم صورته، وهو روح العالم المدبر له، فهو الإنسان الكبير(ص 111 فصوص الحكم ط الحلبي) ".
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:40

    الرب هو صور العالم


    واسمع إليه يؤكد لك أن ربه هو كل ما ترى من صور العالم: "هي ظاهر الحق؛ إذ هو الظاهر، وهو باطنها؛ إذ هو الباطن، وهو الأول؛ إذ كان، ولا هي، وهو الآخر؛ إذ كان عينها عند ظهورها (ص 112 فصوص ط الحلبي)

    وتدبر تعريف ابنعربي لربه بقوله: "هو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره، وما ثم من يراه غيره (يعني أنك إذا رأيت إنساناً، أو حجراً، فقد رأيت الرب الصوفي، بل الرائي والمرئي هما عين ذلك الرب)

    وما ثم من يبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه، باطن عنه، وهو المسمى أبا سعيد الخراز(هو أحمد بن عيسى ممن تكلم في الفناء الصوفي نوفي سنة 279)

    وغير ذلك من أسماء المرئيات(ص 77 جـ 1 فصوص ط الحلبي)

    والعارف الحق بالله عند ابن عربي هو من يرى "سريان الحق (الله) في الصور الطبيعية والعنصرية، وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق فيها (ص 181 المصدر السابق).
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:41

    صفات الرب صفات الخلق


    ويحكم ابن عربي على ربه، ويصفه بالعجز الذليل، والنقص المشين، والسفه والحماقة، وبأنه مناط مذمة وتحقير مهانة. فيقول : "ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات، وأخبر بذلك عن نفسه، وبصفات النقص، وبصفات الذم؟! ألا ترى المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلى آخرها – وكلها حق له – كما هي صفات المحدثات حق للحق (ص 80 فصوص راجع ما كتبته في "دعوة الحق" ص 30 وما بعدها.).

    لقد خشي ابن عربي أن يتوهم فيه إنسان أنه يطلق صفات الخلق على الله سبحانه إطلاقاً مجازياً، أو يطلق صفات الله على خلقه كذلك. خشي هذا، فمحا توهم المجاز عن الأولى بقوله : "كما هي صفات المحدثات حق للحق"

    فلا تتوهم مجازاً ما فيما يحكم به ابن عربي على ربه، أو فيما يصفه به من ذم ونقص وعجز. ومحاه عن الأخرى بقوله:"وكلها – أي صفات الله من ربوبية وإلهية وخالقية ورازقية، وسواها مما هو من صفات الله وحد – حق له"، أي للمخلوق، فالخلق يوصف بصفات الله على الحقيقة لا على المجاز!! ذاك دين ابن عربي.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:42

    رب الصوفية وجود وعدم


    ورب الصوفية في دين ابن عربي يستغرق كل نسبة عدمية، أو وجودية "فالعي لنفسه، هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً، وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة (ص 79 فصوص) "

    يكون مناط الذم من الشرع والعقل والعرف؟ لقد نعت ابن عربي ربه بكل مذمة، فلماذا لا يذمه الشرع والعقل والعرف؟!
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:44

    كل شئ رب للصوفية


    لقد كفرت الصابئة؛ لأنهم عبدوا الكواكب، وكفرت اليهود؛ لأنهم عبدوا العجل، وكفرت النصارى؛ لأنهم عبدوا ثلاثة أقاني، وكفرت الجاهلية؛ لأنهم عبدوا أصناماً أقاموها لمن مات من أوليائهم، لتكون مقصد الرجاء، ومطاف الآمال، كما كان أصحابها، وهم ناعمون بالحياة. فماذا تقول في الصوفية، أو بماذا تحكم عليها، وهي تدعو إلى عبادة كل شئ؟!

    ألا يقول الجيلي :"إن الحق تعالى من حيث ذاته، يقتضي ألا يظهر في شئ، إلا ويعبد ذلك الشئ، وقد ظهر في ذرات الوجود (ص 83 جـ 2 الإنسان الكامل للجيلي)

    ويزيد ابن عربي الفرية جلاء بقوله : "و العارف المكمل من رأى كل معبود مجلي للحق يعبد فيه، ولذلك سموه كلهم إلهاً، مع اسمه الخاص بحجر، أو شجر، أو حيوان، أو إنسان، أو كوكب، أو ملك" (ص 195 جـ 1 فصوص، وقد عدد في هذا النص آلهة الذين كفروا من قبل، فعبدوا الحجر والشجر والحيوان والإنسان والكوكب والملك، يعني الصابئة واليهود والنصاري والذين أشركوا. وصوب عبادتهم، إذ كل ما عبدوه في دينه ليس غلا رباً تجلى في صورة ذلك المعبود).

    فهل تراني جنحت إلى غلو ما حين قلت لك: إن الصوفية استمدت من كل كفر، ودانت بكل ما دان به الكافرون من قبل، فكانت هي وحدها تاريخ الوثنية كلها، وحمأتها منذ ابتدعها إبليس ليضل الكافرين؟!.

    ألا ترى ابن عربي حفي القلب والشعور والعاطفة بعبادة الحجر والشجر "آلهة الجاهلية" وبعبادة الحيوان "آلهة الفرعونية واليهودية" وبعبادة الإنسان "إله النصرانية والشيعة" وبعبادة الكوكب والملك "أي آلهة الصابئة"؟!.

    فالصوفية هي كل ذلك الكفر، ثم تحته وفوقه، وعن شماله ويمينه ومن خلفه ومن قدامه كفرها الخاص بها!! وفيما ذكر ابن عربي ما يثبت اليقين في قلبك بما أقول.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:49

    التجسد في النساء


    وكما عبد ابن الفارض جسد الأنثى، عبده كذلك ابن عربي، بيد أن الأول عبد المرأة مستباحة العفة له، وعبدها الآخر مستعصية الشرف عن أهوائه.

    وإليك نصاً واحداً من فصوصه يكشف لك عن مدى إيغال ابن عربي في عبادة الأنثى "ولما أحب الرجل المرأة، طلب الوصلة ( يقصد بها ما يحدث بين الذكر والأنثى )

    أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح (يقصد به ماله من معنى في أذهان العامة بدليل ما ذكره بعده. لا يريد الزواج بل شيئاً آخراً)

    ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أمر بالاغتسال منه – فعمت الطهارة، كما عم الفناء فيها – عند حصول الشهوة، فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بيغره، فطهره بالغسل (يزعم أن الله لم يأمر بالغسل إلا ليتطهر العبد مما توهمه من أنه كان مع امرأة، على حين كان هو مع الربة الصوفية جسداً وخطيئة!!)؛ ليرجع بالنظر إليه فيمن فنى فيه، إذ لا يكون إلا ذلك، فإذا شاهد الحق الرجل الحق( الحق في دين الصوفية هو الذات الإلهية في وجودها المطلق!!)

    في المرأة، كان شهوداً في منفعل، وإذا شاهده في نفسه – من حيث ظهور المرأة عنه – شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه، كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة، فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل؛ لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة؛ فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء؛ لكمال شهود الحق فيهن

    (يزعم ابن عربي أن علة حب الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء هي اعتقاده أنهن الله في أجمل صور تعيناته وتجلياته، ورغبته في الالتذاذ الجسدي المتنوع بربه!!)

    إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد أبداً، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله، وأعظم الوصلة النكاح (ص 217 فصوص جـ 1 ط الحلبي، ص 437 استامبول بشرح القاشاني، ص 420 بشرح بالى ط 1309هـ).

    وتستطيع أن تلخص، وتستخلص من هذا النص وحده دين ابن عربي كله. إنه يعتقد أن رب الصوفية يتجلي أعظم تجل له في صورة أنثى يهصر جسدها المستسلم حيوان ثائر الجسد. يعتقد أن العاشقين ينتهبان خطايا الليل، هما رب الصوفية!! ويحلف على العشاق عربدت بهم خمرة الأجساد من دنان الإثم أن يدينوا بأنهم كانوا مع الرب الصوفي ليلاً وخطيئة وغريزة ولذة!!

    فما استغرقوا في اللذة بأنثى، بل بالرب المتجسد الخطايا في أنوثة عصفت بها الرذيلة!!

    ثم ينحدر ابن عربي في سرعة مجنونة إلى أعمق الأغوار السحيقة من المادية، فيؤكد لنا : أن الرب الصوفي شئ مادي، وأنه لا يرى أبداً كاهنا الأكبر هذه الفرية الكبرى فيقول : "لا يشاهد الحق (الله) مجرداً عن المواد أبداً" ويقول: "وهو من حيث الوجود عين الموجودات، فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها، وليست إلا هو(ص 76 جـ 1 فصوص لابن عربي ط الحلبي)":

    وما ينبغي – احتراماً لعقلك يا سماحة الشيخ – أن أدلك على أساطير الزندقة في تلك النصوص الصوفية، فإنها تكاد تنشب مخالبها في العين لتراها!!

    أترى تخزك الندامة على أنك شكوتنا، فنكأت لك الجراح، أم تراها تخزك لما ظلمت به من يود لك الخير، ويدعوك إليه، ولأنك في مكانك هذا تحمل أوزار الصوفية كلها على ظهرك؟!
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 9:53

    التجسد المسيحي، والتجسد الصوفي


    وتلوذ بي عاطفة من إشفاق تحملني على ألا أزيد جرحك انتكاساً بذكر نصوص أخر، غير أنني أود تذكير الشيخ بأن المسيحية حين سلبتها الصوفية رشدها وهداها، وقداسة الروحانية فيها، فرغبت بها عن التوحيد الخالص إلى الشرك؛ بعبادة ثلاثة آلهة!!

    إن المسيحية حين استعبدتها غواية الصوفية أبت أن تخبط وراءها في كل مهلكة، فلم تؤمن بتجسد الذات الإلهية في كل شئ وإنما اختارب جسداً طيباً طاهراً، شرف الله صاحبه بالرسالة، وآمنت بأنه التجسد الأعظم لله!!

    ومع هذا لم تنل من الله إلا لعنة الأبد، وغضب الأبد، وسعير جهنم يصلونها، وبئس المصير.

    أما شيخكم الأكبر، فقد هوى به الكفر، أو هوى هو بالكفر، إلى أبعد أعماق الهاوية الساحقة الماحقة، وانحدر به إلى كل منحدر، فآمن بتجسد ربه في أجساد تقيحت من الدنس، آمن بتجسد ربه في الجيف، وفي الأوثان، وعدل السامري، وفرعون موسى، ثم هفت به غلمته الآثمة، فكشفت عن دخيلة نفسه الآبقة تعبد رباً تتلظى غرائزه، وتتسعر شهواته، وتشتهي مفاتنه حين يتجسد في أنثى طاحت بها نزواتها لقي تحت رغبة كل عابر يراود خطيئة!!.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 10:09

    لماذا عبد ابن عربي المرأة؟


    إن كبريتكم الأحمر هذا أحب امرأة ذات مرة، هي ابنة الشيخ مكين الدين. وأين؟ في مكة!!.

    وهفا العاشق المدله يتلمس جسد المرأة، وسبيل أنيابه إليها، راح يتوسل إليها أن تتجرد له، وأن تبيح قدس عرضها لخطيئته، فأبت العذراء، يتلهب حياؤها كرامة أن يلغ في شرفها ذئب!!.

    لقد أرادته للقلب الطاهر، وأرادها هو للجسد الثائر، أرادته للطهر والمعبد وأرادها هو للدنس والماخور، فتمنعت الفتاة عن نابه الطحون، فنظم فيها ديوانه "ترجمان الأشواق" قرباناً من شهواته إلى جسدها الفواح العطر والفتنة، لعلها تنحدر معه إلى الهاوية، فتهب له من جسدها مضغة

    أو من دمها رشفة، فذادته الفتاة عن حرم مخدعها الوردي، ولجت في إبائها النبيل الكريم، وأبت غلا أن تكون عذراء متألقة العرض، روحانية العاطفة، ممنعة العفة والشرف، ترى، هل أراب اليأس منها عشق ابن عربي؟

    كلا، فقد استغرق نفسه، ووجوده، وملآ عليه دنياه فتنة ولهفة وقلقاً عاصفاً، فلم يعره اليأس، ولا مس لهبه خمود، فعاد إلى ديوانه يشرحه بدين الصوفية، يؤكد لهذه الجميلة النافرة الأبية أنها هي الرب متجسداً في صورة أنثى جميلة، وأنه ما أحبها

    إلا لأنها أجمل تعينا الحقيقة الإلهية، وأنه – إذ يتشهاها – فإنما يتشهى فيها أنوثة ربه، وجسده الفائر!!

    فأتب المرأة إلا أن تكون أنثى شريفة، لا رباً صوفياً يحتسي الآثام!!

    ومضى ابن عربي وراء الأسطورة موغلا في التيه الموحش، والدغل الرهيب، مضى وراءها يمجدها، ويهتف بها حتى صارت الأسطورة حقيقة صوفية صريحة

    منحها ابن عربي وجوداً حياً صريحاً، وأمدها مثله الأحبار الزنادقة معه ومن بعده وهكذا تغزل الصوفية في "ليلى وبثينة وسعاد"!!

    وتسائلهم، فيزمون الشفاه تهكما من حماقة جهلك!!

    ويرمقونك بالنظر الشزر، وكأنما يقولون لك: مسكين!!

    ما زال يجهل أن ربنا أنثى جميلة!!

    ضليل!!

    لم يهتد إلى أن الغانية اللعوب الهلوك هي الأفق الأعظم لتجليات الربوبية والإلهية، وإلى أن جسدها المنهوم الجائع إلى الآثام جسد ربنا الأعظم!!

    وأنها هي هو جسداً فاتنا، ورذيلة سوداء!!
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 10:17

    فقر الإله الصوفي إلى الخلق


    الله سبحانه يقول: (35:15 يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد) غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق. فقير إليهم في وجوده فقير إليهم في علمه، فقير غليهم في بقائه، فقير إليهم في طعامه وشرابه، فقير إليهم في كل شئ يهب له الظهور بعد الخلفاء، والوجود بعد العدم، ويحول بينه، وبين الفناء.

    يقول ابن عربي: "فوجودنا وجوده، ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا، وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه" ويقول : "فأنت غذاؤه بالأحكام (أي أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله، فلولاك ما سمى ولا وصف، ولا حكم عليه بحكم لأنك عينه وذاته) وهو غذاؤك بالوجود، فتعين عليه ما تعين عليك، والأمر منه إليك، ومنك إليه، غير أنك تسمي : مكلفاً، وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك، وبما أنت عليه – ولا يسمي مكلفاً.

    فيحمدني، وأحمده ويعبدني وأعبده
    (ص 83جـ 1 فصوص ط الحلبي)


    ذلك هو رب الصوفية الذي افتراه لها ابن عربي، وبه يدين أقطابها، وله يسجدون!!
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 10:22

    إله الجيلي


    (هو عبد الكريم بن إبراهيم الجيلاني أو الجيلي توفي نحو 830هـ)

    وهذا الكاهن الوثني الأكبر يدين بدين صنميه ابن الفارض وابن عربي، غير أن اللون الفاضح الصارخ في زندقته هو اعتقاده أن الله ما هو إلا إنسان كامل (يقول الكمشخانلي "الإنسان الكامل المتحقق بحقيقة البرزخية الكبرى عين الله وعين العالم" ص 111 جامع الأصول في الأولياء)، وأن الإنسان الكامل ما هو إلا الرب الأكبر الجامع بين الحق والخلق في وحدة، ولقد سبقه بهذا الإلحاد ابن عربي، ولكن الجيلي كان حفياً به أكثر، مديراً حول محوره زندقته، ولقد رأي الجيلي ألا يمن بهذه المرتبة على أحد قبله، فمضى يؤكد القول أن إنسانيته هي أفق الربوبية والألوهية الأسمى.

    ادعاء الجيلي الربوبية العظمى

    "لي الملك في الدارين، لم أر فيهما *** سواي، فأرجو فضله، أو فأخشاه
    وقد حزت أنواع الكمال، وإنني *** جمال جلال الكل، ما أنا إلا هو"


    هذا قول الجيلي. والله يقول : (3: 189 ولله ملك السموات والأرض والله على كل شئ قدير) ولكن الجيلي يفتري أن له وحده ملك الدنيا والآخرة وأنه ليس للوجود رب سواه، ولا ليوم الدين ملك غيره، وأنه الغني بذاته، فلا تنفح قلبه رغبة في نعمة من أحد؛ لأنه الوهاب للنعم. ولا تلفح نفسه وهبة من سلطان؛ لأنه ملك الكل ومالكهم!! ولم يكتف الجيلي بهذا، بل مضى يعدد أنواع الخلق، وصور الوجود المادي والحسي والروحي والمعنوي؛ ليزعم بعدها أنه هو عينها ذاتاً ووجوداً، فلا يتوهم واهم أن شيئاًَ ما في الوجود يغاير الجيلي، أو يخرج عن حقيقة ذاته، فقال:

    "فمهما ترى من معدن نباته *** وحيوانه مع إنسه وسجاياه
    ومهما ترى من أبحر وقفاره *** ومن سجر، أو شاهق طال أعلاه
    ومهما ترى من صورة معنوية *** ومن مشهد للعين طاب محياه
    ومهما ترى من هيئة ملكية *** ومن منظر إبليس قد كان معناه
    ومهما ترى من شهوةر بشرية *** لطبع، وإيثار لحق تعاطاه
    ومهما ترى من عرشه ومحيطه *** وكرسيه، أو رفرف عز نجلاه
    فإني ذاك الكل، والكل مشهدي *** أنا المتجلي في حقيقته، لا هو
    وإني رب للأنام وسيد جميع *** الورى إسم، وذاتي مسماه
    (ص 32 وما بعدها جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي ط 1293هـ)


    أرأيت إلى الجيلي بأية وثنية ينعق؟ وبأية مجوسية يدين؟ أرأيت إليه في قوله: "أنا المتجلي في حقيقته لا هو؟" يا للجيلي!! يحكم على الوجود الحق بالعدم الصرف!!

    أرأيت إليه في زعمه أنه "رب للأنام وسيد"؟!

    أرأيت إليه – وقد جنت شهوة الزندقة فيه – يفتري أن الشهوات أحدى مقومات الوجود الإلهي، وأنها في دنسها عين وجوده؟! وأن إبليس في غيه وتمرده هو عين الرب الأعظم؟! وأن كل اسم في الوجود هو اسم الله سبحانه، لأنه عين كل مسمى. وأن كل صفعة لكائن ما، هي لله صفة، لأنه غين الموصوف بها؟ فعلام يدل كل هذا، أو أثارة واحدة منه؟

    أسأل الله يا سماحة الشيخ أن يشرق في قلبك شعاع من هدى الله، لتبصر على نوره هذا الكيد الدنئ للإسلام، تؤجج أحقاده الصوفية، وتؤرث أضغانه في خبث خاتل، ودهاء يفتنك بالبسمات العذاب، يترقب الفرصة للطعنة النجلاء.

    وإن تعجب، فعجب تقديس الصوفية للجيلي، وتبرئة ساحته مما يحكم به الحق والعدل عليه!! إنها محاولة الرياء الجبان انهتك ستره، فيلوذ بالبراءة حتى من نفسه، لتسنح له الفرصة مرة أخرى، فيجهز على الضحية.

    إن تلك الزندقة الجيلية يتوارثها صوفي عن صوفي، فحق عليهم قول الله (53: 51 أتواصوا به؟! بل عم قوم طاغون).

    كيف يجعله الصوفية قطباً عرجت روحه إلى الحق تستلهمه الوحي، وهو القائل؟!:

    "لي الملك والملكوت نسجي وصنعتي *** لي الغيب. والجبروت مني منشأه"
    (ص 23 جـ1 الإنسان الكامل)
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 10:24

    رب الصوفية نقيضان وضدان


    دانت الصوفية كما رأيت برب هو عني كل شئ، وعين كل ما يطيف بالذهن من صور، ومن الأشياء ضدان، ومن الصور نقيضان، ورغم هذا لم يحجم الصوفية عن وصف ربهم بأنه يجمع في ذاته بين الشئ وضده، وبين الصفة ونقيضها .

    يقول الجيلي: "أعلم أن الله تعالى لما خلق النفس المحمدية من ذاته – وذات الحق جامعة للضدين – خلق الملائكة العالمين من حيث صفات الجمال والنور والهدى من نفس محمد، وخلق إبليس وأتباعه من حيث صفات الجلال والظلمة من نفس محمد (ص 41 جـ 2 المصدر السابق. وتأمل زعمه أن إبليس خلق من نفس محمد!! لقد رمانا الصوفية بالكفر، لأنا دعوناهم إلى الصلاة على رسول الله بما شرعه الله. فماذا يقولون في الجيلي؟)

    ويقول : "اعلم الوجود والعدم متقابلان وفلك الألوهية محيط بهما؛ لأن الألوهية تجمع الضدين من القديم والحديث، والحق والخلق والوجود والعدم، فيظهر فيها الواجب مستحيلاً بعد ظهوره واجباً ويظهر فيها المستحيل واجباً بعد ظهوره فيها مستحيلاً، ويظهر الحق فيها بصورة الخلق (الحق والخلق وجهان أو وصفان للذات الإلهية فالأول باعتبار باطنها، والآخر باعتبار ظاهرها) ويظهر الخلق بصورة الحق (ص 27جـ1 المصدر السابق) "الألوهية في نفسها تقتضي شمول النقيضين وجمع الضدين (ص69جـ1نفس المصدر)"

    "تجمعت الأضداد في واحد البها وفيه تلاشت فهو عنهن ساطع(ص33جـ1المصدر السابق)"

    هذا رب عجيب لم يبتدعه غير خيال الصوفية المخبول. رب موجود معدوم واجب مستحيل، قديم حديث، وينعم بالحياة، ويهلكه الموت، فهو حي ميت في آن معاً!! هذا هو رب الصوفية الذي اخلقه الجيلي، وبه تدين الصوفية وإياه يعبدون!!
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 11.09.08 10:30

    إله الغزالي


    (هو محمد بن محمد بن أحمد الطوسي أبو حامد الغزالي مات سنة 505هـ) ولعلم ما يقلق دهشتك، ويثير ثائرتك أن يقرن بأولئك هذا الذي افترى له الصوفية أضخم لقب في التاريخ، وهو "حجة الإسلام" ليفتكون بهذا اللقب الخادع بما بقي من ومضات النور الشاحبة في قلوب المسلمين. فاسمع إلى كاهن الصوفية – لا حجة الإسلام – يتحدث عن التوحيد ومراتبه "للتوحيد أربع مراتب ...

    والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه، كما صدق به عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام!! (تدبر وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد!!).

    والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة، ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار(في هذه المرتبة يقرر وحدة الفاعل، بدليل ما سيقرره بعد، وهو أنه لا يشاهد إلا فاعلاً واحداً، فيلزمه نسبة فعل المجرم إلى ذلك الفاعل الواحد).

    والرابعة : ألا يرى في الوجود إلا واحداً (قرر فيما سبق وحدة الفاعل ولكنه لم ينف وجود غيره، أما في هذه، فيقرر وحدة الموجود أي وحدة الوجود، يقرر أن الذوات على كثرتها هي في الحقيقة ذات واحدة) وهي مشاهدة الصديقين، وتسميه

    الصوفية: الفناء في التوحيد، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً، فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه؛ لكونه مستغرقاً بالتوحيد، كان فانياً عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه والخلق"

    ثم يحدثنا الغزالي عن مقامات الموحدين في كل مرتبة، فيصف صاحب المرتبة الرابعة من التوحيد بقوله: "والرابع موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكل من حيث إنه كثير، بل من حيث إنه واحد، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد. فإن قلت. كيف يتصور ألا يشاهد إلا واحداً، يكون الكثير واحداً؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات (يكل المعرفة بأسمى مراتب التوحيد إلى علوم المكاشفات، فما تلك العلوم؟

    إنها قطعاً شئ آخر غي الكتاب والسنة، إنها أساطير الصوفية التي استمدوها من "أذواقهم ومواجيدهم" ثم سجلوها في كتبهم، فكأن القرآن وسنة الرسول ليس فيهما ما يصل بالقلب إلى قدس الحق من التوحيد الخالص، فتدبر تجد الغزالي يهدف إلى صرف المسلمين عن هدي ربهم إلى خرافات الصوفية وضلالاتهم)

    وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب (اقرأ بعد هذا قول الله تعالى "ما فرطنا في الكتب من شئ" وأهم شئ هو توحيد الله في ربوبيته وإلهيته، ولكن الغزالي يزعم أن حقيقة التوحيد الحق لا يجوز أن تسطر في كتاب، وهذا معناه أنها ليست في كتاب الله، وأنه لا يعرفها أحد إلا الصوفية أرباب الكشف!!)

    فقد قال العارفون: إفشاء سر الربوبية كفر ( هذا معناه أنه هو وأمثاله من الصوفية يعرفون أسرار الربوبية، غير أنهم يضنون بها على الكتب، وأن المسلمين جميعاً لا يعرفون حقيقة التوحيد!! ومعناه مرة أخرى: أن كتاب الله ليس فيه الحق من التوحيد )

    ثم يضرب لنا مثلاً عن شهوة الوحدة في الكثرة بقوله : "كما أن الإنسان كثير إن التفت إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد .. فكذلك كل مافي الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة فهو باعتبار من الاعتبارات واحد، وباعتبار أخر سواه كثير ومثاله الإنسان، وإن كان لا يطابق الغرض، ولكنه ينبه في الجملة على كيفية مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحداً، ويستبين بهذا الكلام ترك الإنكار والجحود لمقام لم تبلغه، وتؤمن إيمان تصديق ( بهذا الهراء يستدل الغزالي على الوحدة بين الخلق والخالق، ويحتم علينا الإيمان به!! كنا نحب أن يأتينا بآية من كتاب الله، أو أثارة من فكر صحيح وبرهان عقلي. بيد أنه لجأ إلى الخيال السقيم يشبه الوحدة بين الله وعباده بالوحدة بين الإنسان وأعضائه!! )

    وإلى هذا أشار الحسين بن منصور الحلاج (صلب سنة 309هـ لثبوت زندقته) حيث رأى الخواص يدور في الأسفار فقال: فيماذا أنت؟ فقال : أدور في الأسفار؛ لأصحح حالتي في التوكل، فقال الحسين: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك، فأين الفناء في التوحيد؟! فكأن الخواص (هو إبراهيم بن إسماعيل أبو اسحق الخواص مات 291هـ) كان في تصحيح المقام الثالث، فطالبه بالمقام الرابع (كل النصوص التي ذكرتها من كتاب الإحياء للغزالي جـ4 من ص 212 وما بعدها ط دار الكتب العربية.

    وعجيب أن يمجد الغزالي الحلاج، وهو يعلم أنه قائل هذه الأبيات:

    سبحان من أظهر ناسوته *** سر سنا لاهوته الثاقب
    ثم بدا في خلقه ظاهراً *** في صورة الآكل والشارب
    حتى لقد عاينه خلقة *** كلحظة الحاجب بالحاجب

    * * *

    مزجت روحك في روحي كما *** تمزج الخمرة بالماء الزلال
    فإذا مسك شئ مني *** فإذا أنت أنا في كل حال


    الطواسين للحلاج ص 130، 142. عجيب أن يمجد العزالي صوفياً يزعم أن الله آكل شارب، يحب الحياة ويخاف الموت، ويمحقه العدم ويقتله الحزن، وتزل به الشهوات، لنه عين خلقه!! أمل يجد الغزالي من المؤمنين من يتمثل به في بلوغ أمسى مراتب التوحيد؟ أمل يعطفه توحيد أبي بكر وعمر، فينصرف عنهما إلى تمجيد زندقة الحلاج؟!)

    أرأيت على من صنمته الصوفية باللقب الفخم الضخم؛ لتفتن به المسلمين عن هدي الله؟! أرأيت إلى الغزالي يدين بوحدة الوجود، أو الشهود؟! سمها بما شئت، فعند الكفر تلتقي الأسطورتان، لا تقل : إن وحدة الوجود أنشودة من البداية، ووحدة الشهود أغرودة عند النهاية، فكلتاهما بدعة صوفية بيد أنها غايرت بين الاسمين، وخالفت بين اللونين، ولكن البصر البصير لا يخدعه اسم الشهد سمي به السم الناقع!!

    كلتاهما زعاف الرقطاء، غير أن واحدة منهما في كأس من زجاج، والأخرى في كأس من ذهب!!

    ولقد فضح العزالي سره حين تمثل في إعجاب بتوحيد الحلاج. وهذا وحده كاف في إدانة الغزالي بالحلاجية، ولقد علمت ما هي!!

      الوقت/التاريخ الآن هو 09.05.24 22:36