خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    يا طالبَ العلم , كُنْ و لا تَكن

    avatar
    أبوعبيدة الأثري الفلسطيني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 84
    العمر : 49
    البلد : فلسطين
    العمل : موظف حكومي
    شكر : 3
    تاريخ التسجيل : 02/07/2008

    الملفات الصوتية يا طالبَ العلم , كُنْ و لا تَكن

    مُساهمة من طرف أبوعبيدة الأثري الفلسطيني 16.06.10 18:40







    بسم الله الرحمن الرحيم







    يا طالبَ العلم ,
    كُنْ و لا تَكن







    الحمد
    لله ربِّ العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين
    .



    مِنْ
    محاسن الإسلام أنَّه جاء لينتقلَ بالبشر مِن الرذيلة إلى حياة كريمة مشرقة
    بالفضائل , و الآداب ,و الأخلاق الحميدة , و هذا يُعتبر مِنْ أصول الحياة التي
    يدعو إليها الإسلام , و يحترم ذويها .



    و أحقُّ الناس بهذه الفضائل و المحاسن هم
    العلماء و طلابهم , و ذلك لمكانتهم و دورهم في إنقاذ البشرية مِن الجهل و الظُّلم
    و الجور , و هذا لا يتحقق إلا بالتطبيق العملي لتعاليم الإسلام , علماً , و عقيدةً , و منهجاً , و عملاً , و
    أخلاقاً , و آداباً , و سلوكاً .



    و
    حتى تثمر هذه التعاليم الإسلامية في المجتمعات , لابدَّ مِن القدوة الحسنة , التي
    لها الأثرُ الطيب في جلب المحبة الخالصة بين الناس , عن طريق التربية الخُلُقِيَّة
    و إصلاح النفوس مِن أمراض القلوب, بذلك يتغلَّب الخير على الشر , و الفضيلة على الرذيلة
    , فحينئذٍ نلمس السماحة و الوفاء و المروءة و التعاون و الكرم و السخاء و حسن
    الجوار ,و احترام الكبار و العطف على الصغار , و كل هذا من مهام ووظيفة الدعاة إلى
    الله , وفق منهج الأنبياء و الرسل .



    *
    فيا طالبَ العلم كُن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر,تكن مِن عباد الله المتقين, و لا تكن
    مفتاحاً للشر,مغلاقاً للخير,حتى لا تكون أشر الناس.



    *
    كن مخلصاً في دعوتك , و لا تكن مِن أصحاب الرّياء و السُّمعة , و لا تنتظر ثناء
    الناس ,و حَمدهم,لقوله – صلى الله عليه و سلم - :" إنّما الأعمال بالنيات ,وإنّما
    لكلِّ امرئٍ ما نوى ...." الحديث



    (متفق عليه )



    *
    كن على بينة في دعوتك و لا تكن جاهلاً بما تدعو إليه , و إيّاك أنْ تدعو على جهالة
    , و إيّاك أنْ تتكلم فيما لا تعلم , لقوله تعالى :



    "
    قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ
    اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"



    (108 سورة يوسف)



    و
    قال تعالى :" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ
    صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"



    (33سورة فصلت)



    فالجاهل
    يهدم و لا يبني و يفسد و لا يصلح .



    *
    كن حليماً , حكيماً , رفيقاً في دعوتك , صبوراً على أذى الناس , لقوله تعالى
    :" وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا
    وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ" (24 سورة السجدة)



    و
    قال تعالى :" ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
    الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ
    بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (125سورة النحل)



    و
    قال تعالى في قصة موسى و هارون مع فرعون :" فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا
    لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"



    (44سورة طـه)



    و
    لقوله – صلى الله عليه و سلم - :" اللهم مَنْ وُلِيَّ مِن أمر أمتي شيئاً
    فرفق بهم , فأرفق به , و مَن وُلِيَّ مِن أمر أمتي شيئاً , فشقَّ عليهم , فأشقُقُ
    عليه " (
    رواه مسلم )



    و
    لا تكن عنيفاً مؤذياً , ضاراً, منفِّراً, متنطِّعاً , متشدداً , متعجلاً , مندفعاً
    , لقوله – صلى الله عليه و سلم- :" و إنَّ منكم منفِّرين "



    ( متفق عليه )



    و
    قوله – صلى الله عليه و سلم _ :" يَسِّروا و لا تُعسِّروا , و بشِّروا و لا تُنفِّروا
    "



    ( متفق عليه )



    *
    كن عاملاً بعلمك , قدوة صالحة لغيرك , أميناً ,صدوقاً , لقوله تعالى :" {يَا
    أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا
    عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" (2 – 3 سورة الصف
    )



    و
    قال تعالى :" وَمَنْ أَحْسَنُ
    قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
    الْمُسْلِمِينَ"



    (33سورة فصلت)



    و لا تكن مِمَّن ينسى نفسه عن العمل بما
    يعلم , لقوله تعالى :" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ
    أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ" (44 سورة
    البقرة)



    *
    كن مؤدياً للأمانات , عادلاً في حكمك بين الناس , لقوله تعالى :" إِنَّ
    اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا
    حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا
    يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا "



    (58سورة النساء)



    و لا تكن خائناً,ظالماً , خاذلاً للناس,لقوله–
    صلى الله عليه وسلم-:"المسلم أخو المسلم ,لا يخونه , و لا يكذبه,و لا يخذله,
    ...." الحديث (رواه الترمذي و هو صحيح )



    *
    كن رؤوفاً رحيماً بالناس , لقوله تعالى :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ
    لِنتَ لَهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ "



    (159 سورة آل عمران)



    ولا
    تكن فظاً غليظ القلب , لقوله تعالى :" وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
    لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ"



    (159 سورة آل عمران)



    و
    لقوله – صلى الله عليه و سلم - :" مَنْ لا يَرحم لا يُرحم "



    ( متفق عليه )







    فإذا
    ظهر مِن المدعو العناد و الظلم , و ما يستدعي الغلظة و الشدة , فلا مانع مِن ذلك ,
    لقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
    وَالْمُنَافِقِينَ واغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"




    (9 سورة التحريم)



    و
    لقوله تعالى :" وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ
    أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ
    إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ
    مُسْلِمُونَ"
    (46 سورة العنكبوت)



    *
    كن على الجادة متبعاً للكتاب و السنة , لقوله تعالى :" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي
    أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ
    اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108سورة
    يوسف)



    و
    لا تكن متبعاً للهوى , منتصراً للنفس , مُمَيِّعاً , تَتَخَطَّفُك الأهواء وتُصاب
    بداء الكَلَبْ .



    *
    كن طالباً للعلم , ملازماً للعلماء و المشايخ , لقوله –صلى الله عليه و سلم -
    :" طلب العلم فريضة على كل مسلم "



    ( رواه الطبراني في الصغير و الحديث
    صحيح )



    و
    لا تكن جاهلاً متعالماً , متخبِّطاً , لقوله تعالى :" قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
    الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا
    الْأَلْبَابِ"



    (9 سورة الزمر)



    قال
    ابن حزم – رحمه الله - :" لا آفة على العلوم و أهلها أضر مِن الدخلاء فيها ,
    و هم مِن غير أهلها , فإنَّهم يجهلون و يظنون أنَّهم يعلمون , و يفسدون و يقدِّرون
    أنَّهم يصلحون "



    ( التعالم ص 7 )



    *
    كن باراً بوالديك و مشايخك , لقوله
    تعالى:" {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا "



    (15سورة الأحقاف)



    و
    لقوله – صلى الله عليه و سلم - :" فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة
    البدر على سائر الكواكب ..." الحديث



    (رواه أبو داود و هو صحيح )



    قال
    الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله - :" فليكن شيخك على إجلال منك و إكرام و
    تقدير و تلطُّف , فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه , و التحدث إليه و حسن السؤال و الاستماع "



    ( حلية طالب العلم ص 35 )



    و
    لا تكن عاقاً قاطعاً للرحم , لقوله تعالى :" وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ
    اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
    وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ
    الدَّارِ"



    (25سورة الرعد)



    و
    لقوله – صلى الله عليه و سلم - :" لا يدخل الجنة قاطع " , قال سفيان في
    روايته – يعني قاطع رحم "



    ( متفق عليه )



    قال
    الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله - :" فلابدَّ مِن التَّأصيل و التأسيس لكل فن
    تطلبه , بضبط أصله , و مختصره على شيخ مُتقِن , لا بالتحصيل الذاتي وحده , و أخذ
    الطلب بالتدرُّج "



    ( حلية طالب العلم ص 25 )



    *
    كن متواضعاً مع خلق الله , و تكريمهم و مخاطبتهم بلين القول مع حسن بيان , لقوله –
    صلى الله عليه و سلم - :" و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " ( رواه مسلم )



    و
    لا تكن جباراً متكبراً , متحدياً , لقوله – صلى الله عليه و سلم - :" أشدُّ
    الناس عذاباً يوم القيامة , أشدُّ الناس عذاباً للناس "



    ( رواه الحاكم و الحديث صحيح الإسناد )



    *
    كن مِمَّن يدعون إلى الأُخُّوة والمودة والائتلاف بين أهل السنة والجماعة,لقوله
    تعالى:" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ "



    (103 سورة آل عمران)



    و لقوله تعالى :" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
    إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
    تُرْحَمُونَ"



    (10سورة الحجرات)



    و
    قوله – صلى الله عليه و سلم - :" وكونوا عباد الله إخواناً "



    ( رواه مسلم )



    و
    لا تكن ممن يثيرون الفتن و البغضاء و
    الفرقة و التنافر بين المسلمين , لقوله تعالى :" وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ
    تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ
    شَدِيدُ الْعِقَابِ"
    (25 سورة الأنفال)



    *
    كن ممن يعرفون الفضل لأهل الفضل , و الشكر لأهل الشكر لقوله – صلى الله عليه و سلم
    - :" مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله "



    ( رواه الترمذي و الحديث صحيح )



    و
    لا تَكن مِمن نُزِعتْ الرحمة مِن قلوبهم و لا يعرفون الفضل لأهل الفضل , لقوله –
    صلى الله عليه و سلم - :" ليس مِنا مَن لم يُجلَّ كبيرنا , و يرحم صغيرنا , و
    يعرف لعالمنا حقه "



    ( رواه الإمام أحمد و الحديث حسن )



    ندعو
    الله أنْ نكون مِن أصحاب كُنْ , كما ندعوه أنْ يَصرف عنَّا أصحاب لا تكن .







    و
    آخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين



    كتبه




    سمير
    المبحوح





      الوقت/التاريخ الآن هو 27.04.24 7:20