أحدث الصور
الرئيسية
من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.02.10 8:44رأيـــــــــــــــــــــــــــت النــــــــــــــــــــــــــــور
مهما نفر العبد وابتعد , ومهما شطت به الديار واغترب , ومهما ازورَّت به الأيام , وعصفت به الأوهام , فإن جذورة النور في قلبه يحيها بصيص الأيمان العميق بالله تعالى , الأيمان الذي ارتضعه مع لبن الحياة في طفولته , فارتوت به جميع شريين قلبه ودمه .
ففي القلب شوق لله تعالى , وفي النفس تطلُّع لربها وخالقها , وفي البعد جفاء وفي القرب صفاء ومهما غاب العبد فمآله لسيدة راجع مُختار في رجعته .
أرأيت لأم حنون تصرخ في وجه طفلها بل ربما قد تضربه فيهرب منها فتغلق الباب في وجه فيبكي عند عتبة الدار مناديا امه مستعطفا إياها , فحين يجن الليل بظلامه وتتحرك الوحوش بأنيابها ويقترب الشر في فكرها ومخيلتها , لا يهدأ للأم قرار ولا يسكن لها حال أن ترى فلذة كبدها قد يتعرض لسوء أومكروه فتتوجه إليه راضية غير كارهه ناسية او متناسية ما كان من إسائته وزلله فالحب الذي في قلبها له اضعاف مضاعفة لما قد يحدث منه في حين غفلة او بعد او نكران .
ويالله ما عظم حلمه ورحمته حين يرى من يتجبر او يتعالى او يصر على السوء والمعصية لسنين طويلة وأيام كثيرة ثم يقرِّ له بزلله ويعترف له بخطئه فيغفر له كل ذلك لمجرد استغفاره وتوبته وعزمة ألا يعود وندمه على فعلته , فلا يحتاج ان يعترف لأحد بجرمه , ولا يحتاج ان يقام له مآتم لتوبته بل كما ستره في المعصية يستره في التوبة والرجعة إلية . فيالله ما احلمه واعظمة .
فيا ايه المذنب اعلم انه مهما بلغت اسائتك وعظمت زلتك فإن الله تواب رحيم يقبل التوبه ويعفوا عن الزلل ويغفر الخطأ ويتوب على العاصي , فلا تفر بنفسك بل إلى الله ارجع واعلم ان الله رحيم جواد كريم يناديك فيقول تعالى " قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا .."
والحياة الضنك والحياة المضلمه والتيه والتخبط والحيرة هي حياة بدايتها المعصية والتقصير ونهايتها الكفر والعناد ورحم الله الأمام ابن القيم حين قال " المعصية بريد الكفر بالله "
فكم القلوب مشتاقة لربها وكم العيون متحرقه لبعدها وكم النفوس متهيئة لتنال رضا ربها وز ألا فعودا لربكم اليها النافرون وارتشفوا من زالل الحب رشفه ايه العاشقون لتعرفوا انك في غربة عنه أي غربة , وبعاد لا يجلوها إلا قربه .
منقول من موقع إلحادي
؟
