خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حديث إن كان لله خليفة في الأرض فضرب على ظهرك

    avatar
    أبومحمد الرضوانى
    أعانه الله تعالى على ذكره وشكره وحسن عبادته
    أعانه الله تعالى على ذكره وشكره وحسن عبادته


    ذكر عدد الرسائل : 36
    العمر : 58
    البلد : مصر
    العمل : طالب علم
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 09/12/2008

    الملفات الصوتية حديث إن كان لله خليفة في الأرض فضرب على ظهرك

    مُساهمة من طرف أبومحمد الرضوانى 22.10.09 23:04

    حديث إن كان لله خليفة في الأرض فضرب على ظهرك


    ولمسلم قال:إن كان لله خليفة في الأرض، فضرب على ظهرك وأخذ مالك فأطعه، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة، قال قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره، قال قلت: ثم ماذا؟ قال: هي قيام الساعة.


    الحديث هذا قال فيه من حقق هذا الكتاب: إنه ليس في مسلم، بل هو في أبي داود، وهوكذلك عن حذيفة، لأن السياق كلها أحاديث، كلها راجعة للأول، كل هذه الأحاديث في الفتن هذه الثلاثة والأربعة المتوالية كلها لحذيفة-رضي الله عنه- إن كان في الأرض خليفة يعني إن كان في الأرض خليفة ووالٍ يقوم بأمور المسلمين بتدبير شئونهم،إن كان لله في الأرض خليفة فضرب على ظهرك وأخذ مالك فأطعه هذابمعنى الحديث المتقدم، هذا هو هو.

    فَضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَأَطِعْهُ ليس المقصود أطعه في أخذ المال،هذا لست فيه بالخيار ليس المقصود أطعه في أخذه لمالك أو ضربك، لأن هذا سيكون بالقسروالقوة، لكن المقصود فأطعه في سائر الأمور بالمعروف فأطعه ولا تنزع يدك من طاعته،فهذا الحديث مما يؤكد الحديث المتقدم.

    وهذا الحكم وكما تقدم أن هذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة، أعني السمع والطاعة للأئمة أبرارا كانوا أو فجارا وإن كان منهم ما كان من فسق في أنفسهم أوظلم، وكل هذا لا يوجب المنازعة ولا يوجب رفض البيعة ولا يوجب نزع اليد من الطاعة،بل يجب السمع والطاعة بالمعروف، وإن كان منهم أيضا تجاوز بالظلم بأخذ مال أو ضرب،فذلك على أنفسهم ويحاسبون عليه يوم القيامة، كما في الحديث الآخر: أدوا الحق الذي لهم وسلوا الله الذي لكم وَسَلُوا اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ فالله- سبحانه وتعالى- لا بد أن ينصف المظلوم من الظالم، من والٍ وإمام أو غيره، لكن الشأن أن هذا الظلم لا يبيح الخروج والمنازعة.

    ومثل هذه الأحاديث في السمع والطاعة، والصبر على جور الأئمة، هذه لا يؤمن بهاالخوارج ولا المعتزلة الذين يرون أن الخروج على الأئمة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه لا يؤمنون بها، لأنها تخالف أصولهم كما هي حالهم في النصوص التي تخالف أصولهم، فكل من له مذهب وتبناه وتأصل عنده فإنه يقف من النصوص المتعارضة لهذاالمذهب، إما الرد إن أمكن، وإما التأويل، وإما التفويض هذا شأن أهل البدع وأهل الأهواء، وما لا يستطيعون دفعه ورده يضيقون به ويلتمسون له ضروب التحريف الذيي سمونه تأويلا.

    وهكذا مثلا في هذا العصر الذين يتبنون أو يهوون الخروج على الولاة، يجدون في صدورهم من هذه الأحاديث حرجا، فإما أن يكذبوا بها، وإما أن يتأولوها كما هو شأن أشباههم فيجب على المسلم أن يحكم شرع الله، وإن خالف هواه ويجب أن يكون راضيا بحكمالله فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وإنما يؤتى الإنسان من ضعف إيمانه بالله ورسوله وبحكمةالله في تشريعه وهذا كله لا يمنع -وجوب السمع والطاعة وتحريم الخروج ووجوب النصيحة- كل هذا ما يمنع من المناصحة وإنكار المنكر بالطرق التي توصل إلى المطلوب ويرجى نفعها ويؤمن ضررها.

    قال في هذا الحديث الذي أمامكم قال " وَإِلَّا " هذا راجع لقوله: إن كان لله خليفة في الأرض قوله وألا تعود للأول إِنْ لم يكن في الأرض خليفة وَإِلَّا فَمُتْ ولو أن تعَض بِجِذْلِ شَجَرَةٍ إِنْ لم يكن في الأرض خليفة هذا يشبه ما تقدم فاعتزل تلك الفرق ولو أن تعض بأصل شَجَرَةٍ، فمت متمسكا بالحق ثابتا بالحق معتزلا لأهل الباطل، وفرق الباطل من أهل البدع ومن أهل النزاعات ولو أن تعض على أصل شجرة وإلا فمت، ولو أن تعض على أصل شجرة، تلزمها وتقيم تحتها حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك كما تقدم.

    يقول قلت ثم ماذا قال: " فالدجال " يعني بعد ذلك يأتي في آخر الزمان الدجال وخروج الدجال هو من أمارات الساعة الكبرى، يخرج الدجال في آخر الزمان قبل نزول المسيح ابن مريم-عليه الصلاة والسلام- مسيح الهدى، فإذا نزل مسيح الهدى عيسى ابن مريم فإنه يقتل مسيح الضلالة الذي هو الدجال، والمسيح الدجال الأحاديث فيه متواترةومستفيضة، -سبحان الله- ومن عظيم الأمر مما يدل على عظم خطره أن الله شرع على لسان نبيه-صلى الله عليه وسلم- أن نستعيذ بالله من شره في كل صلاة، إذ هو من الأمورالأربع، كما في الحديث الصحيح: إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال في كل صلاة يقول المسلم، ومن فتنة المسيح الدجال فتنة عظيمة.أو الدجال فشر غائب منتظر
    ففتنته أعظم فتنة، وذلك أنه يظهر بخوارق باهرة محيرة، من أعظمها أنه يعمد إلىإنسان فيشقه نصفين، ثم يقول له قم فيقوم، لكن من لطف الله بعباده ومن نصح النبي-صلىالله عليه وسلم- لأمته أنه نعت لهم الدجال ووصفه لهم كأنهم يرونه رؤية عين، ذكر أنه أعور وأنه مكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مسلم يقرأ أو لم يكن يقرأ.

    ومن حديثه هنا أن الدجال يخرج ومعه نهر ونار، الله أعلم بكيفية ذلك، لكن يجبالإيمان بكل ما أخبر به الله ورسوله من أمور الغيب، مما يكون قبل يوم القيامة أوبعد يوم القيامة، معه نهر ونار فمن استجاب له وقع، ألقاه في نهره ومن لم يستجب له ألقاه في ناره، قال في الحديث: فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره لأنه لم يؤمن به ولم يتبعه فالدجال يجعله ويلقيه في ناره، فيجب أجره على الله ويغفر الله له ذنوبه بصبره، ومن استجاب له وألقاه في نهره وجب الوزر وجب وزره حق عليه الإثم وحط أجره، حبط عمله.

    وجاء في بعض أحاديث الدجال أن الواقع النار والنهر أو واقع ناره وجنته يعني وقعهما وباطنهما وحقيقتهما بخلاف ظاهرهما، يعني فناره جنة وجنته نار، لكن الظاهر أن من لا يستجيب له يلقى في ناره، هذا من لا بصيرة له ولا إيمان يغتر فيتبعه ويستجيبله طمعا في أن يفوز بتلك المنفعة بأن يلقى في ناره أو في جنته، وأما من مَنَّ الله عليه بالإيمان والبصيرة فإنه لا يبالي ولهذا في الحديث الصحيح أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال يدعوه ليؤمن به فيأبى عليه فيقتله يشقه نصفين ثم يقول له قم، فيقوم فيقول أتؤمن بي لأنه يدعي الربوبية فيقول أنت المسيح الدجال ما ازددت فيك إلابصيرة، يعني حين قتله ثم حيا بإذن الله هذا زاد المؤمن بصيرة عرف.

    فالرسول-صلى الله عليه وسلم- نعت الدجال وذكر أحواله يعني أمورا كثيرة تتعلق به فينبغي الرجوع إلى كتب السنة في هذا وقراء تها لمعرفة أحوال هذه الفتنة العظمى فمن أدركها كان على بصيرة ومن لم يدركها كان حظه من ذلك الإيمان بالله والعمل بشرع الله.

    قال في آخر الحديث ثم ماذا؟ قال: " الساعة " بعد نزول المسيح وخروج الدجال وخروج هذه الأمارات بعدها تقوم القيامة،

      الوقت/التاريخ الآن هو 09.05.24 8:49