خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الأخلاق و الخلاف / للشيخ أحمد السبيعي - وفقه الله تعالى .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الأخلاق و الخلاف / للشيخ أحمد السبيعي - وفقه الله تعالى . Empty الأخلاق و الخلاف / للشيخ أحمد السبيعي - وفقه الله تعالى .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.01.09 7:40

    الأخلاق و الخلاف

    للشيخ

    أحمد السبيعي
    وفقه الله

    فاصل


    جريدة القبس - التاريخ 02/02/2000 )


    صدق الله ـ تبارك وتعالى ـ إذ يقول: 'ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والارض'

    وهذه الآية تصدق تماما على الذين يدعون للكف عن الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن شريعته، وفضح اهل البدع، والغيرة على الكتاب والسنة، وترك بيان أحكام الله وحال المخالفين لهاِِ

    كل ذلك يدعون للكف عنه تذرعا بالاخلاق الحميدة.


    وما هي الأخلاق الحميدة التي تؤدي وتدفع لخيانة الله ورسوله وخيانة أمانة العلم؟
    ولم لم يرفع هؤلاء شعار الاخلاق ويطبقونه على أنفسهم وأحزابهم وعلى مذاهبهم وعلى الناس من قبل؟

    وهل من الاخلاق الحسنة السكوت عن منكرات الأحزاب التي أضرّت بالدين والمسلمين؟


    إن المفهوم الضيق الذي يفهمه هؤلاء للاخلاق منحصر في بعض السلوكيات الحسنة من عفة اللسان ونزاهته، والحفاظ على حرمة المسلم وعرضه، والابتسامة في وجهه الى غيرذلك

    وكل هذا لا منافاة بينه وبين بيان الحق ونقد الباطل

    فعرض المسلم موفور، ونقده في خطئه لا ينافي عفة اللسان ولا حسن الخلق،

    ولو قيل إن عكس الدعوى صحيح لكان صحيحا

    بمعنى إن الذي ينصح للمسلم، ويبين له خطأه، حتى يتوب منه ويرجع هو القائم بحقه في الدين، المتمثل لحسن الخلق معه

    أما هذا الذي يخون المسلم ويتملقه ويتبسم في وجهه، وهو يعلم أنه واقع فيما يسخط الله، فهو الكاذب في دعواه حسن الخلق، وإن تحلى ببعض المظاهر السلوكية ذات التأثير على النفوس.


    وهناك مفهوم أشمل للاخلاق، وهو الدين كما قال الله تعالى : "وإنك لعلى خلق عظيم'

    قال ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ : وإنك لعلى دين عظيم وهو الإسلام

    وكذلك قال مجاهد وغيره

    فهل نفرط في الدين واصوله من أجل بعض واجباته واخلاقياته؟


    ها نحن أمام إرث عظيم في العلم خلفه لنا ألوف العلماء، نجد فيه أهل العلم يتناقشون ويتحاورون فيما يسوغ فيه الخلاف من مسائل الفقه غير النصية، ويرد بعضهم على استدلال بعض

    ونجد مئات الردود من أهل السنة على أهل البدع وفضحهم والتحذير من باطلهم والتشهير بهم، ولم نجد عالما واحدا ـ والعلماء ورثة الانبياء ـ يزعم ان المناصحة او المناقشة او الرد على البدع له صلة بموضوعالاخلاق

    والعلماء أحسن الناس أخلاقا وافقههم فيها، فكيف غاب عن أمة محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كلها صلة باب الأخلاق بباب الرد على أهل البدع حتى يأتينا هؤلاء المجتهدون السياسيون الجدد ـ إذا انبرى ناصح لبيان بعض اخطائهم ـ بنفثة من نفثات تفقهاتهم الجديدة، التي لا تستند الى علم ولا الى مراقبة الرب ـ عز وجل ـ ليزيدوا الأمة مرضا على أمراضها، وبدعا على بدع أهل البدع

    فالنصح والنقد وتعرية البدع باب لا صلة له عند أهل العلم بباب الأخلاق لا من قريب ولا من بعيد.

    أويظن بأئمة الاسلام والسنة كابن المبارك والشعبي والثوري ومالك والشافعي والدارمي والبخاري وأحمد وابن تيمية ـ رحمهم الله تعالى ـ وغيرهم سوء الخلق لأنهم ردوا على أهل البدع بدعهم، ونصحوا للامة؟

    فو الله الذي لا اله إلا هوِِ لولا الله ـ وما قدره ـ ثم هؤلاء الجهابذة وجهادهم ـ وهم من قدر الله ـ لجرت سنة الله في الناس من قبل على الاسلام فحرفه أهل البدع بأهوائهم، كما صنع أهل الكتاب من قبلناِ فلله

    الحمد والشكر وله المنة والفضل.

    ولنر فوق العلماء إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لما قال للذين افتوا بغير علم : 'قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا اذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال'"

    فهل كان ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ خارجا بقوله عن محاسن أخلاقه؟!


    ما أحوجنا لحسن الاخلاق، وحاجتنا للعقيدة الصحيحة وفهم الاسلام فهما صحيحا، وترك الأحزاب لمخالفتها للكتاب والسنة أعظم شرعا من حاجتنا لتحسين الاخلاق وفق الفهم الجزئي الذي يقتصر في أخذه من الأخلاق ـ ان أخذ ـ على صورشكلية باهتة يحسنها الباعة ومسوقو البضائع.


    إن كبرى مشاكلنا اليوم هي في المسائل الدينية العقائدية، وليست مشكلتنا كما يردد ويتردد اخلاقية.

    إن الأخلاق الإسلامية الرفيعة منبعها القلب ويغذيها الاعتقاد الذي يملأ صدر صاحبه ويحمله على ركوب الاسنة والاعتصام بالسنة نصحا للاسلام والمسلمين، وتعظيما لحق الرب ودينه

    فهذا اللون من الاخلاق لا يشعر بأهميته الا الموفقون، حسنوا الاخلاق على التحقيق، لا بالشكل والتزويقِ

    نسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ ان يجعلنا واخواننا منهم

    روى الامام احمد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:

    'ما ضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بيده خادما له قط، ولا ضرب امرأة، ولا ضرب بيده شيئا إلا أن يجاهد في سبيل الله

    ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثما، فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الاثم

    ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله فيكون هو ينتقم لله ـ عز وجل "
    فصلوات الله وسلامه عليه كيف جمع بين مقامي الجهاد والانتقام لله، ومقام حسن الخلق على أكمل وجه

    وأين الذين يجعلون أحد البابين معارضا للآخر ومانعا منه من هديه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ؟!!


    ( هذا .. وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )

    جريدة القبس
    التاريخ 02/02/2000


    والنقل
    الأخلاق و الخلاف / للشيخ أحمد السبيعي - وفقه الله تعالى . 2e_juice_03

    لطفـــــــاً .. من هنـــــــــــــــــا


    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.04.24 17:29