خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( السعود في نصح بن أبي السعود )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( السعود في نصح بن أبي السعود )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.01.09 8:48

    ( يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ )
    فاصل
    إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .

    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [ آل عمران : 102 ] .
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ . [ النساء : 1 ] .
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ . [ الأحزاب : 70 - 71 ] .

    إن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي ؛ هدي محمد - صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .


    أما بعد :

    فهذه بعض رؤوس أقلام لبعض مقالات ، جمعتها لحاجة الوقت، وهى تعرض بعضا من الاستشكالات و الهنات ، ثم تردفها بما يقابلها من ايجابات وإيضاحات

    الله تعالى أسال أن تكون خالصة لوجه الله رب الأرض والسموات ، وان ينفع بها كاتبها وقارئها فى الدنيا وبعد الممات

    وأن يجزى كاتبها ومن استفاد منهم اعظم الحسنات والدرجات :

    فاصل

    المقال الأول :
    الفتن الدائرة وموقف الأمة منها :

    قال الله سبحانه وتعالى :

    " لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ "
    (التوبة :47- 48 )

    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى
    – رحمه الله تعالى - فى " تيسير الكريم الرحمن " (2/281) :

    { وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ }
    أي:
    ولسعوا في الفتنة والشر بينكم، وفرقوا جماعتكم المجتمعين .

    { يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ }
    أي:
    هم حريصون على فتنتكم وإلقاء العداوة بينكم.

    { وَفِيكُمْ }
    أناس ضعفاء العقول

    { سَمَّاعُونَ لَهُمْ }
    أي:
    مستجيبون لدعوتهم يغترون بهم، فإذا كانوا هم حريصين على خذلانكم، وإلقاء الشر بينكم، وتثبيطكم عن أعدائكم، وفيكم من يقبل منهم ويستنصحهم.

    { وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }
    فيعلم عباده كيف يحذرونهم، ويبين لهم من المفاسد الناشئة من مخالطتهم.

    ثم ذكر أنه قد سبق لهم سوابق في الشر فقال – تعالى - :

    { لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ }
    أي:
    حين هاجرتم إلى المدينة، بذلوا الجهد.

    { وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ }
    أي:
    أداروا الأفكار، وأعملوا الحيل في إبطال دعوتكم وخذلان دينكم، ولم يقصروا في ذلك.

    { حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }
    فبطل كيدهم واضمحل باطلهم، فحقيق بمثل هؤلاء أن يحذر اللّه عباده المؤمنين منهم، وأن لا يبالي المؤمنين، بتخلفهم عنهم" إهـ .

    لقد اجتمع أهل الأهواء مع الأعداء على نشر الفتن والقلاقل فى بلاد الإسلام والسنة - وبلدنا مصر المحروسة على وجه الخصوص - ، من خلال طرق ملتوية كثيرة ، لزعزعة الأمن ، وخلخلة الثوابت ، وتعبئة الجماهير ، ونشر البدع والمناكير ، و تأليب الشعوب على حكامها ، وتهييج الدهماء وشحنهم بشعارات كاذبة ذات هالة عصماء فى ظاهرها ، جوفاء فى لبها ، فاسدة فى فروعها ، عرجاء فى سيرها ومنهجها .

    فأقول لهم :

    نحن لإخواننا وولى امرنا ناصحون **** وبالسنة والكتاب مستمسكون
    و حول علمائنا وولى امرنا ملتفون ****وإنا لكم ولأشياعكم لغائظون
    وستبقى مصر -إن شاء الله تعالى - **** وأهلها سنيون سالمون آمنون .

    إن من يدعو الى إثارة الفتن وتهييج العباد وإفساد البلاد المسلمة ما هم إلا إحدى طائفتين لا ثالث لهم :

    الأولى :
    هم أصحاب الحماسيات والعواطف غير المنضبطة بلجام الشرع تثور ثم تخور !!!
    لا يراعون اعتبار قواعد المصالح والمفاسد ، التى ينضبط بها أمن الأمة ، وأمانها ، وإيمانها .

    و َيؤُزُّهُمْ رؤوس هوى وضلال ، مرضى القلوب عميان الأبصار ، مخالفون للسنة معادون لأهلها ، وان البسوا فتنتهم لباس الشرع ، وادعى خطيبهم انه للمسلمين ناصح أمين ، ونسى وجهل هذا الجهول إن هذه الدعوى مكشوفة مفضوحة وهى دعوى الشيطان الرجيم ، وان الشرع والدين – الذى يتاجرون به – أمر بإخماد الفتن ، ووأد أسبابها فى مهدها ، ولعن من أيقظها من نومها .

    ومنهم دعاة فرقة وتحزب ومناهج حركية منحرفة من شيعية وصوفية وخارجية قضبية واخوانية وتبليغية واشعرية وعقلية اعتزالية وليبرالية وقومية وشيوعية .... ومن سار فى طريقهم وانخدع بشعارهم .

    ورحم الله الإمام ابن حزم الاندلسى عندما قال
    فى كتابه " الفصل بين الملل والنحل " (5/98) :

    " فاعلموا - رحمكم الله – إن جميع فرق الضلالة لم يجر الله – تعالى - - قط – على أيديهم خيرا ، ولا فتح من بلاد الكفر قرية ، ولا رفع للإسلام راية.
    وما زالوا يسعون فى قلب نظام المسلمين ، وبفرقون كلمة المؤمنين ، ويسلون السيف على أهل الدين ، ويسعون فى الأرض مفسدين " .

    نقلا عن إعلام سفهاء الأحلام بان مقارعة الحكام ليست سبيل الرجوع الى الإسلام – للشيخ محمد ناصر الدين الالبانى – ضبط وتعليق الشيخ على بن حسن عبد الحميد – دار المنهاج – ط1- 1426ه-2005م-ص21

    الثانية :

    أعداء الإسلام الذين يهتبلون كل فرصة لضرب الإسلام والمسلمين ، يغرسون الحقد والغل بين الحكام والمحكومين ، ويريدون هلاك العباد والبلاد ، ويؤججون الفتن فى الصدور والدور مما يفسد ذات البين ، ويفتح باب الغوغائية والفتن التى تفسد الدين ، وتهلك الحرث والنسل .

    قال الله تعالى :
    " مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
    (البقرة : 105 )

    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى
    – رحمه الله تعالى - فى " تيسير الكريم الرحمن " (1/78:77) :

    "أخبر عن عداوة اليهود والمشركين للمؤمنين, أنهم ما يودون { أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ } أي: لا قليلا ولا كثيرا { مِنْ رَبِّكُمْ } حسدا منهم, وبغضا لكم أن يختصكم بفضله فإنه { ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } ومن فضله عليكم, إنزال الكتاب على رسولكم, ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة, ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون, فله الحمد والمنة ".

    وقال عز وجل :
    " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
    (البقرة : 109 )

    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى
    – رحمه الله تعالى - فى " تيسير الكريم الرحمن " (1/80:79) :

    " ثم أخبر عن حسد كثير من أهل الكتاب, وأنهم بلغت بهم الحال, أنهم ودوا { لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا } وسعوا في ذلك, وأعملوا المكايد, وكيدهم راجع عليهم [كما] قال تعالى: { وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
    وهذا من حسدهم الصادر من عند أنفسهم. فأمرهم الله بمقابلة من أساء إليهم غاية الإساءة بالعفو عنهم والصفح حتى يأتي الله بأمره " .

    وقال سبحانه وتعالى :
    " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (البقرة : 120 )

    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى
    – رحمه الله تعالى - فى " تيسير الكريم الرحمن " (1/87:86) :

    " يخبر تعالى رسوله, أنه لا يرضى منه اليهود ولا النصارى, إلا بإتباعه دينهم, لأنهم دعاة إلى الدين الذي هم عليه, ويزعمون أنه الهدى، فقل لهم: { إِنَّ هُدَى اللَّهِ } الذي أرسلت به { هُوَ الْهُدَى }
    وأما ما أنتم عليه, فهو الهوى بدليل قوله { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }
    فهذا فيه النهي العظيم, عن إتباع أهواء اليهود والنصارى, والتشبه بهم فيما يختص به دينهم، والخطاب وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أمته داخلة في ذلك، لأن الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطب، كما أن العبرة بعموم اللفظ, لا بخصوص السبب" .

    وقال جلا فى علاه :
    " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
    (القصص : 4 )

    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى
    – رحمه الله تعالى - فى " تيسير الكريم الرحمن " (4/4) :

    " { وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا } أي: طوائف متفرقة، يتصرف فيهم بشهوته، وينفذ فيهم ما أراد من قهره، وسطوته " .



    والجواب و العلاج :

    فقد اخبرنا العليم الخبير به و بموقفنا منهم فقال تعالى :

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ
    (آل عمران : 118 )

    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى
    – رحمه الله تعالى - فى " تيسير الكريم الرحمن " (1/290) :

    " { لا يألونكم خبالا } أي: لا يقصرون في حصول الضرر عليكم والمشقة وعمل الأسباب التي فيها ضرركم ومساعدة الأعداء عليكم قال الله للمؤمنين
    { قد بينا لكم الآيات } أي: التي فيها مصالحكم الدينية والدنيوية
    { لعلكم تعقلون } فتعرفونها وتفرقون بين الصديق والعدو، فليس كل أحد يجعل بطانة، وإنما العاقل من إذا ابتلي بمخالطة العدو أن تكون مخالطة في ظاهره ولا يطلعه من باطنه على شيء ولو تملق له وأقسم أنه من أوليائه " .

    وقال العزيز الحكيم :
    " إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
    (آل عمران : 120 )

    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى
    – رحمه الله تعالى - فى " تيسير الكريم الرحمن " (1/291) :

    " لما بين تعالى شدة عدواتهم ، وشرح ما هم عليه من الصفات الخبيثة ، أمر عباده المؤمنين بالصبر ، ولزوم التقوى .
    وإنهم إذا قاموا بذلك ، فلن يضرهم كيد أعدائهم شيئا ، فان الله محيط بهم وبأعمالهم وبمكائدهم ، التى يكيدونكم فيها .
    وقد وعدكم عند القيام بالتقوى ، أنهم لا يضرونكم شيئا ، فلا تشكوا فى حصول ذلك " .
    اى إذا أتيتم بالأسباب التي وعد الله عليها النصر - وهي الصبر والتقوى- لم يضركم مكرهم، بل يجعل الله مكرهم في نحورهم لأنه محيط بهم علمه وقدرته فلا منفذ لهم عن ذلك ولا يخفى عليهم منهم شيء .

    وقد جمعت هذه الآية التالية الطائفتين معا، كما فى قوله تعالى :

    قال الله تعالى :
    " لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ . لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ "
    (التوبة :47- 48 )
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( السعود في نصح بن أبي السعود )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.01.09 8:51

    أخواني فى الله :


    فى هذه الفتن والأزمات ينشط الشيطان وأعوانه بالتلبيس والمخادعة ، وزعزعة المفاهيم ، وخلخلة الثوابت والمسلمات وبث القلائل والبليات .

    فالحذر .. الحذر

    من الفتن ، وعدم الاستشراف لها ، واعتزال ومجانبة أهلها ، مع ديمومة الافتقار الى الله تعالى وسؤاله تعالى النجاة من كل الفتن .

    الله .. الله

    فى الاعتصام بكتاب الله تعالى ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والتزام منهج السلف الصالح النقي دون دخن أو غبن .

    الله .. الله

    فى لزوم جماعة المسلمين وإمامهم ، والحذر الحذر من التفرق عن الجماعة ، والخروج عن معروف أمر إمامهم .

    الله .. الله

    فى الالتفاف حول علماء السنة والتوحيد ، والحذر الحذر من التفرق عليهم ومنازعتهم ، والصدور عن أرائهم .

    قال الله تعالى :

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً "

    (النساء : 59 )

    وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ:

    كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - فِى سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِى جَشَرِهِ
    إِذْ نَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاَةَ جَامِعَةً.

    فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ :

    « إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ

    وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِى أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا

    وَتَجِىءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا

    وَتَجِىءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِى ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ

    وَتَجِىءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ.

    فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
    و
    َلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ

    وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ ».
    رواه الإمام مسلم

    وعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
    " إن الله يرضى لكم ثلاثاً ، ويسخط لكم ثلاثا.
    يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ، ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم
    ويسخط لكم ثلاث : قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال]
    .رواه مسلم .

    إن الإسلام دين توحيد واجتماع دعا إلى ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

    وأدرك ذلك بعمق صحابته الكرام عليهم الرحمة والرضوان ، ومن تابعهم بإحسان من أئمة الإصلاح والهدي والنصح للأمة .

    قال الله تعالى
    ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءاً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً)
    ]آل عمران:103[

    و قال تعالى
    (و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
    ]الأنعام:153[

    و قال تعالى
    (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون)
    ]الأعراف:3[

    و أمر الله في آيات كثيرة بطاعته و طاعة رسوله و إتباع كتابه و اتخاذ رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة لتأتلف على ذلك القلوب و النفوس و المشاعر. بعد رجاء الله و اليوم الآخر و الظفر بما عند الله من النعيم المقيم .

    و أمر بإتباع سبيل المؤمنين و هو إجماعهم و اجتماعهم على الحق و توعد من يحيد عن ذلك .
    فقال جل شأنه
    (و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيراً)
    ]النساء :115[

    وأتت سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم مؤكدة هذا الأمر العظيم . فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالاعتصام بالكتاب والسنة ونهي عن التفرق .

    ومن ذلك :

    قوله صلى الله عليه و سلم :
    ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبدٌ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ،و إياكم و محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) ]
    أبو داود في السنة حديث (4607)،و أحمد (4/126)،و الترمذي في العلم حديث (2676)

    و قوله صلى الله عليه و سلم :
    (إن الله يرضى لكم ثلاثا و يسخط لكم ثلاث يرضى لكم أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا ،و أن تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا، و أن تناصحوا من ولاه الله أمركم،و يكره لكم قيل و قال و كثرة السؤال)
    ]مسلم الأقضية حديث(1715)،و أحمد (2/367)،و مالك في الموطأ 2/990[

    و ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
    (خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطاً ثم قال :هذا سبيل الله ،ثم خط خطوطاً عن يمينه و عن شماله و قال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه و قرأ (( وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله))
    ]أخرجه أحمد في المسند حديث(4142)، و الحاكم في المستدرك (2/318)،و الآية من سورة الأنعام رقم 153[

    " النصيحة هى العمل الدعوى المشترك للعلامة ربيع بن هادى المدخلى حفظه الله تعالى "

    قال الحافظ ابن منده
    – رحمه الله تعالى - فى كتابه " الايمان " (1/424) :

    " وأما النصيحة لائمة المسلمين : فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم واجتماع الأمة عليهم وكراهية افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم فى طاعة الله والبغض لمن أراد الخروج عليهم " .

    وقال الإمام الخطابي
    – رحمه الله تعالى - كما فى " شرح صحيح مسلم " للإمام النووى – رحمه الله تعالى – (2/38) :

    " ومن النصيحة لهم : الصلاة خلفهم ، والجهاد معهم ، وأداء الصدقات إليهم ، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة ، وان يغروا بالثناء الكاذب عليهم ، وان يدعى لهم بالصلاح " .

    وقال الحافظ ابن حجر
    فى الفتح ( 1/138) :

    " والنصيحة لائمة المسلمين : أعانتهم على ما حملوا القيام به ، وتنبيههم عند الغفلة ، وسد خلتهم عند الهفوة ، وجمع الكلمة عليهم ، ورد القلوب النافرة إليهم " .

    وقال الإمام السفارينى
    فى " غذاء الالباب " (1/47) :

    " والنصيحة لائمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه ،
    وتذكيرهم ونهيهم فى رفق ولطف ، ومجانبة الوثوب عليهم ، والدعاء لهم بالتوفيق " .

    وقال الإمام الصنعانى
    فى " سبل السلام " (2/695) :

    " والنصيحة لائمة المسلمين : إعانتهم على الحق وطاعتهم فيه ، وأمرهم به وتذكيرهم لحوائج العباد ونصحهم فى الرفق والعدل " .

    وقال الإمام الخطابي :
    " ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم والجهاد معهم ، وتعدد أسباب الخير فى كل من هذه الأقسام لا تنحصر "

    " دعوة جادة الى العالم الاسلامى " تأليف العلامة ربيع بن هادى المدخلى
    وتعليق الشيخ خالد بن محمد عثمان – دار التوحيد والسنة – ط1-1426ه-2006م-ص41-42
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( السعود في نصح بن أبي السعود )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.01.09 8:53

    المقال الثاني :
    موقف مصر القديم و الصريح من فلسطين الشقيق الجريح :

    فاصل

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ، أقول :


    إن أمة الإسلام عبر تاريخها المجيد مرت بفتن وأمور عظام ، وتسلط عدوها على أرضها وخيراته فى أزمنة عديدة ، لكن ذلك كله لم يكن ليزعزع الثوابت والمسلمات ، ولم يكن مدعاة لشق العصا والخروج على أصحاب الولايات ، ولا قامت بسببه المظاهرات وهتفت بشعارات جاهلية ورفعت به الرايات ، ولا تباكى المصلحون على الأطلال والممتلكات ، ولا جعلت المنابر للعويل ونياحة الأموات .

    فالإسلام هو الإسلام دين الحق الذى ارتضاه الله تعالى ، يدعو الى التوحيد والألفة والاجتماع ، وينهى عن الشرك والفرقة والغش والخداع .

    دين عظيم ينهى عن جميع صور الفساد و الإفساد في الأرض , ويدعو الى عمارة الأرض و إصلاحها , فأعظم به من دين , و ما أعظمها من شريعة غراء من لدن حكيم عليم , فهى عدل كلها و مصالح كلها , فكل مسألة خرجت عن العدل إلي الجور , وعن المصلحة الى المفسدة , ومن الحكمة الى العبث فليست من الإسلام و إن أدخلت فيها بالتأويل , فالشريعة التي بعث بها الله رسوله صلى الله عليه و سلم هى عمود العالم , وقطب الفلاح و السعادة فى الدنيا و الآخرة .

    والكفر هو هو الكفر : يأمر بالإلحاد والشرك والفرقة ، و محاداة الله ورسوله وعداء المؤمنين ، و بالفساد والصد عن سبيل المؤمنين ، وينهى عن التوحيد وإتباع المرسلين واجتماع ذات البين .


    قال الله تعالى :
    " يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
    (التوبة : 32 ).


    لقد شهدت الأيام السابقة حربا معلنة علي بلدنا الحبيب مصر – حفظها الله تعالى من كل مكروه - من جانب بعض الفضائيات بل والدول التى تريد إحداث حالة من الفوضي في مصر مثلما أوجدوها في بلادهم وغيرها ‏!‏


    بل وصل الحمق بأحد أبواقهم وخطيب حزبهم أن تحدث إلي قواتنا المسلحة – شرفها الله تعالى - مطالبا إياها بالتمرد على ولى أمرها وفتح الحدود مع جيرانها ‏.‏

    وللأسف كل الأسف وجد هذا النباح بعض الأذان الصاغية ، و اشربها أرباب القلوب الخاوية الفاسدة ، ورددته تلك العقول اللاهية الغافلة الجاهلة التى تندفع بمجرد الحماس والعاطفة ، وجميعهم لا يأمر بمعروف ولا ينكر منكرا إلا بما اشرب من هواه لا بالرجوع الى النصوص الشرعية وتحكيمهم الشريعة الإسلامية التى طالما كثيرا منهم يرفعون عقيرتهم بها ، لكنهم لا يعملون بها .

    ونسيت تلك الفصائل الشاردة أن المسلمين تتربص بهم كثير من الدوائر وتقعد لهم كل مرصد , وتريد أن تجعل بلاد الإسلام و خصوصا مصر المحروسة – حفظها الله تعالى من كل سوء – غير مستقرة ولا آمنة , و تريد ضرب اقتصاد البلاد وضياع أمن العباد , وذلك إما مباشرة عن طريق عملائهم وغزوهم من خارج البلاد ، أو عن طريق المنحرفين و المأجورين و أصحاب المصالح الدنيوية من داخل البلاد – وهو الأنكى - ممن يبثون روح الفرقة داخل المجتمع المصري ، و يؤلبون الشعوب على حكامهم , ويحثون على المظاهرات و الانقلابات , أولئك هم أصحاب الادعاءات الكاذبة و المناهج الفاسدة، وفى مقدمتهم رؤوس الحزب المنكوس المسمى بالإخوان المسلمين !

    فينبغي على كل مسلم حريص على دينه , حريص على نفسه , حريص على وطنه وعرضه ، أن يقف لهذه الأصوات الشاذة و المناهج الكاسدة بالمرصاد , وأن يصد هذه الأفكار المنحرفة بكل أشكالها ومختلف صورها ، والتي يغتر بها بعض المسلمين الجاهلين بتعاليم شرع الله رب العالمين .


    ولا يكون ذلك إلا بالتفقه في دين الله تعالى وتعلم العلوم الشرعية , وأشرفها بل و أسها و أساسها علم التوحيد امتثالا لقول النبي صلي الله عليه وسلم " طلب العلم فريضة على كل مسلم " واهتداءا بهديه صلى الله عليه وسلم وقوله لإمام الدعاة – بعد النبى عليه السلام - معاذ بن جبل – رضى الله تعالى عنه – " وليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله " الحديث , مع الاسترشاد بكلام أهل العلم الربانيين لضبط فهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضى الله تعالى عنهم .


    نقلا عن
    " براءة الإسلام من التطرف والأجرام وانه دين الرحمة والإحسان العام "
    مقال للمقيد عفا الله عنه إبان تفجيرات طابا .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( السعود في نصح بن أبي السعود )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.01.09 8:56

    موقف مصر القديم و الصريح من فلسطين الشقيق الجريح

    فاصل


    فاصل

    تأويلاً لقوله تعالى :
    " وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً"
    سورة "النساء" الآية(83)

    وقوله تعالى :
    " فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"
    سورة "النحل" الآية(43)

    أقول :

    " إن هؤلاء الذين يطلون علينا من بعض الفضائيات العربية ويتحاملون علي مصر بدعوي مسئوليتها عن عدم فتح معبر رفح إما أنهم جهلاء وإما أنهم عملاء لأن الكل يعرف أن الغمز واللمز ضد مصر لا يستند إلي أي أساس خصوصا وأن الجهد السياسي العربي الوحيد المطروح علي ساحة الصراع بقوة وفاعلية هو الجهد المصري صوب كل دوائر الفعل والتأثير عربيا وإقليميا ودوليا‏!‏

    إن هؤلاء المزايدين يريدون العودة إلي ترف إصدار قرارات الحرب وشرح تكتيكات المعارك علي الهواء مباشرة لا لشئ إلا لكي يكتسبوا بعض التصفيق الرنان والهتاف الأجوف ثم تكون الكارثة أو النكبة أو النكسة بعد ذلك‏.‏

    إنني في الحقيقة أعجب لما يقوله هؤلاء المزايدون عندما يتجاهلون أن ما يصدر عنهم يصب في خانة تشتيت الانتباه وتفتيت الصفوف وتهيئة الأجواء لإسرائيل لكي تنفذ خطتها من أجل ترسيخ الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة‏...‏ وهو الأمر الذي دعا الرئيس مبارك إلي دق أجراس الإنذار في كلمته أمس حول هذا الفخ الإسرائيلي الخبيث‏!‏ "

    نقلا عن مقال " بالله عليكم كفي مزايدة علي أنفسكم وعلينا‏!‏ " لمرسي عطا الله – رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأهرام المسائي – بجريدة الأهرام المسائي عدد(6457) يوم الأربعاء الموافق ‏3 من المحرم 1430 هـ 31 ديسمبر 2008م "

    و" بعيدا عن المتاجرة بدم الفلسطينيين تبذل مصر وقائدها حسني مبارك جهودا دولية وإقليمية واسعة للخروج بالشعب الفلسطيني من المحرقة اليومية التي ترتكبها إسرائيل من خلال حربها البشعة علي العزل في قطاع غزة‏.‏

    والحق أن السياسة الحكيمة التي ينتهجها الرئيس حسني مبارك ذات شقين رئيسيين ألا وهما‏:‏ الحفاظ علي امن مصر وسلامتها من ناحية والسعي الدءوب بلا كلل لتحقيق الآمال المشروعة للشعب الفلسطيني من ناحية أخري‏.‏

    وقد كانت كلمة الرئيس بمناسبة حلول العامين الهجري والميلادي بحق واضحة وقوية في رفضها للعدوان الإسرائيلي علي غزة وكذلك ضد المزايدات الخادعة والكاذبة علي مصر ودورها‏. "

    " نقلا عن افتتاحية جريدة الأهرام المسائي عدد 6460 الموافق السبت 6 من المحرم 1430هـ - 3 يناير 2009م "


    " وليت الجميع يعي جيدا ما جاء في هذه الكلمة من قضايا مهمة ويعمل علي تحقيقها خاصة تأكيد الرئيس مبارك وبشكل قاطع رفضه وإدانته للاعتداءات الإسرائيلية علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مطالبا بان تتوقف هذه الاعتداءات علي الفور‏.‏


    وكم كان الرئيس مبارك صريحا وواضحا عندما وجه حديثه لقادة إسرائيل قائلا‏:‏



    إنكم تتحملون مسئولية عدوانكم الوحشي في حق الفلسطينيين أيا كان ما تتذرعون به من مبررات‏..‏

    ونقول لهم أن أيديكم الملطخة بالدماء تؤجج مشاعر غضب عارم وتبدد الأمل في السلام‏..‏

    نقول لكل من يسعى لتحقيق مكاسب سياسية علي حساب شعب فلسطين‏..‏ أن الدم الفلسطيني ليس رخيصا أو مستباحا‏..‏

    نقول بصوت قوي واضح إن مصر تترفع عن الصغائر ولن تسمح لأحد بمحاولة تحقيق مصالحه وبسط نفوذه علي حسابها بالمزايدة والمتاجرة بدماء الفلسطينيين‏..‏
    ونقول للجميع أن مواقفنا الداعمة للقضية الفلسطينية لا تقبل التشكيك أو المهاترات‏.‏

    لقد دعا الرئيس مبارك الفلسطينيين الي توحيد صفوفهم ونبذ خلافاتهم‏.‏ تلك بعض الثوابت المهمة التي تضمنتها كلمة الرئيس مبارك والتي تحدد موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية وفي مقدمتها أن مصر لن ولم تتخل عن القضية الفلسطنيية وأن مصر ضحت ومازالت تضحي من أجل القضية الفلسطينية ليس من منطلق أنها قضية أشقاء ولكن من منطلق امن مصر القومي‏.‏"


    " نقلا عن افتتاحية جريدة الأهرام المسائي عدد 6458 الموافق الخميس 4 من المحرم 1430هـ - 1 يناير 2009م "

    " وجاءت هذه الكلمات لتؤكد بعد الرؤية المصرية وإدراكها التام لأن المجازر الوحشية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بكل تجبر وجبروت لن توقفها الأصوات المتشنجة التي تصم أذاننا عبر الفضائيات العربية وإنما تحتاج إلي صوت عاقل وتحرك منظم يؤدي في أسرع وقت ممكن إلي فرض أجواء التهدئة علي غزة من جديد وإيقاف نزيف الدم من أبناء الشعب الفلسطيني‏.‏

    ورغم الأجواء الضبابية والشد والجذب الاستراتيجي الدائر في المنطقة بشكل يجعل من الصعب تحديد من يعمل لصالح من ؟‏..‏


    تبقي مصر ثابتة في مواقفها ومسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني‏.‏

    وما زال معبر رفح المصري هو الشريان الرئيسي الذي تتدفق عبره الحياة لشعب غزة من خلال المساعدات ويكفي أن نذكر أن يوم أمس وحده شهد دخول‏10‏ شاحنات مصرية محملة بالغذاء والدواء فيما تبذل وزارة الصحة أقصي جهد ممكن من أجل توفير المساعدات الطبية وعلاج المصابين في المستشفيات المصرية‏,‏ حيث يوجد حتي الآن أكثر من‏80‏ مصابا وجريحا يتلقون العلاج في‏7‏ مستشفيات بالقاهرة والعريش والإسماعيلية والسويس ومازال ميناء رفح البري علي أهبة الاستعداد لاستقبال جرحي ومصابي العمليات الإسرائيلية الوحشية‏.‏

    وبالتوازي مع ذلك لم تتوقف الجهود المصرية دوليا وعربيا وإقليميا من أجل التوصل إلي قرار ملزم بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية أولا قبل الشروع في تحرك جديد نحو رأب الصدع ووحدة الصف بين الفصائل الفلسطينية بما يمكنهم من بناء أرضية تفاوضية تستند إلي وحدة الهدف والمصير وتسعي لمستقبل أكثر أمنا وسلاما ووحدة من خلال السلطة الفلسطينية الشرعية التي تحظي بالاعتراف الدولي بعيدا عن أي تشرذم أو انقسامات‏.‏

    وهكذا يبقي الموقف المصري اكبر من أي مزايدة وأقوي من كل محاولات تأويله حسب الهوي والرؤي الضيقة غير المسئولة‏.‏"

    " نقلا عن افتتاحية جريدة الأهرام المسائي عدد 6459 الموافق الجمعة 5 من المحرم 1430هـ - 2 يناير 2009م "

    " وللأسف الشديد فإن بعض الذين استمرأوا في الأيام الأخيرة لعبة التصايح بالاتهامات الباطلة ضد مصر تعاموا ـ عن عمد ـ وتجاهلوا ـ عن قصد ـ دور مصر التاريخي في العمل علي حماية الوحدة الوطنية الفلسطينية ودعم استقلالية القرار الفلسطيني بعيدا عن محاولات الوصاية والتدخل التي هي أس البلاء لأن هذه المحاولات هي التي تفتح في الشارع السياسي الفلسطيني أبواب ونوافذ المزايدات والشعارات وتمهد الأرضية لممارسات المراهقة الفكرية والطفولة السياسية‏.‏

    إن مصر التي يزايدون عليها ـ بالباطل ـ هي التي ادخرت وقتها وجهدها للحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني بهدف الوصول بالكفاح الفلسطيني إلي درجة النضوج والقدرة علي التعامل مع معطيات الواقع السياسي الدولي الراهن دون المساس بالثوابت الفلسطينية‏.‏

    لقد كان هدف مصر ولايزال ـ برغم تعقيدات الوضع الدولي واختلاط أوراقه عربيا وإقليميا ـ هو مساعدة الفلسطينيين علي استعادة الحد الأدني من وحدة الصف ووحدة الهدف وبما يمكنهم من بناء موقف تفاوضي قوي ومتين‏.‏

    وفيما يبدو فإن الذي يثير حنق البعض ضد مصر ـ من أمثال الرفيق أحمد جبريل ـ ويدفع بهم نحو التصايح ضدها أنها لاتزال متمسكة بوجهة نظرها في رفض كل محاولات فرض الوصاية علي القرار الفلسطيني حيث إن مصر تري ـ ورؤيتها صائبة ـ أن أقصي ما يمكن أن يقدمه أي طرف عربي أو إقليمي أو دولي للقضية الفلسطينية لاينبغي بأي حال من الأحوال أن يتجاوز حدود المساندة والدعم والتأييد بالمشورة والخبرة والخبراء لأن القضية هي قضية الفلسطينيين وهم أدري بمصالحهم وأحرص علي استرداد حقوقهم من أي طرف آخر‏!‏

    وليت المتضررين من إصرار مصر علي حماية القرار الفلسطيني من الوصاية يعودون إلي رشدهم ويدركون أن هذا ليس وقت التراشق ولا هو زمن الأوهام والأساطير الكاذبة‏!‏ "


    نقلا عن مقال " ليس هذا وقت التراشق‏" لمرسي عطا الله – رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأهرام المسائي – بجريدة الأهرام المسائي عدد(6458) يوم الخميس الموافق ‏4 من المحرم 1430 هـ 1 يناير 2009م "

    أن " أزمتنا في العالم العربي أننا قوم عاطفيون تفرض المشاعر والأحاسيس نفسها علينا بكل قوة عند الملمات والكوارث حتي أصبح الآخرون يبنون حساباتهم عند التعامل معنا علي أننا أسري لعواطف ومشاعر اللحظات الصعبة والحرجة التي تؤدي لتغييب أدوات الحساب الدقيق‏!‏

    ‏ أن الشجاعة الحقيقية ليست مواقف عنترية تجلب التصفيق وإنما في الفهم الصحيح لحقيقة المعادلات والموازين الإقليمية والدولية واتخاذ المواقف التي تضمن النجاح في بلوغ الأهداف المرجوة علي ضوء القدرات والإمكانيات المتاحة‏.‏"

    نقلا عن مقال لمرسي عطا الله – رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأهرام المسائي – بجريدة الأهرام المسائي عدد(6459) يوم الجمعة الموافق ‏5 من المحرم 1430 هـ 2 يناير 2009م "

    " وأقول صراحة‏:‏ إن مصر عندما كانت تلح علي قادة حماس أن يقبلوا بتمديد اتفاق التهدئة كانت تنطلق في إلحاحها من أرضية القراءة الصحيحة للنيات العدوانية المبيتة من جانب إسرائيل والتي تمثلت في عشرات الانتهاكات طوال أشهر التهدئة ولكنها كانت انتهاكات يمكن الرد عليها في ذات الحجم والاطار بدلا من الاندفاع إلي رفض تجديد التهدئة وتوفير الذريعة التي كانت تنتظرها إسرائيل وتسابق الزمن لإتمام مخططها قبل أن ترحل إدارة بوش عن البيت الأبيض في العشرين من يناير الجاري‏.‏


    أن الشجاعة الحقيقية ليست مواقف عنترية تجلب التصفيق وإنما في الفهم الصحيح لحقيقة المعادلات والموازين الاقليمية والدولية واتخاذ المواقف التي تضمن النجاح في بلوغ الأهداف المرجوة علي ضوء القدرات والامكانيات المتاحة‏.‏

    لعلي أكون أكثر وضوحا وأقول إن ما تملكه إسرائيل في ترسانتها العسكرية لايسمح لأحد بالشك في قدرتها علي أن تكسب المعارك في أرض الميدان ولكن يمكن للمقاومة بحسن ادارة الصراع أن تكسب الحرب إذا تجنبت الوقوع في الفخاخ المنصوبة لها‏.‏

    ولأن التاريخ هو خير معلم فإن كل القادة العظام الذين نجحوا في تجنيب شعوبهم مخاطر السقوط في الفخاخ والكمائن كانوا من تلك النوعية التي تملك القدرة علي عدم الخضوع للمشاعر والعواطف عند تقدير المواقف المصيرية والتمتع بالقدرة علي التعامل مع الزمن بكل أدوات الحساب الدقيق دون استعجال لشئ لايستحق الاستعجال ودون التباطؤ في شئ يتحتم التعجيل به‏.‏"

    نقلا عن مقال لمرسي عطا الله – رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير جريدة الأهرام المسائي – بجريدة الأهرام المسائي عدد(6459) يوم الجمعة الموافق ‏5 من المحرم 1430 هـ 2 يناير 2009م "

    فهذا قبس من أقوال المحللين السياسي المشهورين ، لا يحتاج الكلام الى كثير تعليق أو توضيح حيث انه فصيح صريح ، يوضح لنا بجلاء ما تراه أعيننا ، ويسرد علينا ما وعته أذاننا ، ويؤكد للجميع موقف مصر من قضايا الأمة عامة والقضية الفلسطينية خاصة ، على جميع المستويات والطبقات


    علم ذلك من علم وجهل ذلك من جهل .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( السعود في نصح بن أبي السعود )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.01.09 9:00

    موقف مصر القديم و الصريح من فلسطين الشقيق الجريح

    فاصل



    وهاكم بعضا من المواقف الحاسمة التى قامت بها القيادة المصرية وحكومتها ابان العدوان الاسرائيلى الغاشم على فلسطين الشقيق يوم بيوم مع التوثيق :

    29 من ذي الحجة 1429هـ- 27/12/2008م

    وفي رد فعل مصري سريع علي العدوان الإسرائيلي‏,‏ أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا‏,‏ أدانت فيه الاعتداءات الإسرائيلية علي قطاع غزة‏,‏ وحملت إسرائيل ـ باعتبارها قوة الاحتلال ـ مسئولية ما أسفرت عنه تلك الاعتداءات من شهداء ومصابين‏.‏

    كما أصدر الرئيس حسني مبارك تعليماته بشكل عاجل بفتح معبر رفح البري‏,‏ واستقبال كل ضحايا العدوان الإسرائيلي من المصابين‏,‏ وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بالمستشفيات المصرية‏.‏

    وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية‏:‏ إن الوزير أحمد أبوالغيط استدعي السفير الإسرائيلي في القاهرة‏,‏ للإعراب عن رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي‏,‏ والمطالبة بوقفه فورا‏,‏ مشيرا إلي أنه تم تكليف سفير مصر لدي إسرائيل بنقل الرسالة نفسها إلي الخارجية الإسرائيلية‏.‏

    وأضاف المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن وزير الخارجية وجه رسائل عاجلة إلي سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن من أجل وقف هذا العدوان بشكل فوري‏,‏ واضطلاع الأمم المتحدة وأعضاء الرباعية الدولية‏,‏ وكذلك وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بمسئولياتها مطالبا بقيام المجلس بتحمل مسئولياته في وقف هذه الأعمال العسكرية‏.‏
    نقلا عن " جريدة الأهرام عدد (44582 ) الأحد 30 من ذى الحجة 1429 هـ 28 ديسمبر 2008 "

    فاصل




    30 من ذى الحجة 1429هـ- 28/12/2008م

    طالبت مصر بوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة‏,‏ والتوصل إلي وقف إطلاق نار شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين‏,‏ ووقف آلة القتل الإسرائيلية التي تفتك بالفلسطينيين‏,‏ والعودة إلي التهدئة‏,‏ وفتح المعابر بين غزة وإسرائيل‏.‏

    وقال السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية ـ عقب قمة عاجلة بين الرئيس حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس ـ إن مصر تتحرك علي أكثر من مستوي لتحقيق هذه المطالب‏,‏ حيث استدعت السفير الإسرائيلي بالقاهرة للمرة الثانية وأبلغته اعتراض القاهرة علي استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية‏,‏ وتم تكليف السفير المصري لدي تل أبيب بالاتصال بجميع الدوائر الإسرائيلية لمنع غزو القطاع من جديد‏.‏

    وقد تمكنت مصر من إدخال‏17‏ شاحنة تحمل مساعدات مصرية إلي قطاع غزة عبر ميناء رفح البري ومن المنتظر دخول‏10‏ شاحنات أخري وعدد من سيارات الإسعاف خلال الساعات المقبلة‏.‏

    نقلا عن " جريدة الأهرام عدد (44583 ) الاثنين 31 من ذى الحجة 1429 هـ 29 ديسمبر 2008 "

    فاصل




    1 من محرم 1429 هـ - 29/12/2008م

    تلقي الرئيس مبارك اتصالات هاتفية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين‏,‏ وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان‏,‏ وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة‏,‏ تناولت جهود مصر لاحتواء العدوان الإسرائيلي‏.

    أن وزير الخارجية وجه رسائل عاجلة إلي سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن من أجل وقف هذا العدوان بشكل فوري‏,‏ واضطلاع الأمم المتحدة وأعضاء الرباعية الدولية‏,‏ وكذلك وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بمسئولياتها مطالبا بقيام المجلس بتحمل مسئولياته في وقف هذه الأعمال العسكرية‏.‏
    فاصل


    2 من محرم 1429 هـ - 30/12/2008م

    ألقي الرئيس حسني مبارك كلمة بمناسبة العامين الجديدين الهجري والميلادي جاء فيها‏:‏


    الاخوة المواطنون‏..‏

    أتحدث إليكم في بداية عام هجري وميلادي جديد ‏..‏أتوجه إليكم جميعا بتهنئتي وتمنياتي ‏..‏

    نستقبله وإخوتنا في غزة يتعرضون لعدوان إسرائيلي غاشم يمنحه المتاجرون بالدم الفلسطيني الحجج والذرائع ويتحمل آلامه ومعاناته أبناء فلسطين‏.‏

    نستقبله مدركين ما تواجهه الساحة الفلسطينية من تشرذم وانقسامات وما تشهده المنطقة العربية من مزايدات ومحاور ومحاولات للعب الأدوار وبسط النفوذ‏.‏

    نقول لإسرائيل

    إن إعتداءاتها مرفوضة ومدانة‏,‏ ولا بد أن تتوقف علي الفور‏..

    ‏نقول لقادتها

    إنكم تتحملون مسئولية عدوانكم الوحشي في حق الفلسطينيين أيا كان ما تتذرعون به من مبررات‏..‏

    نقول للإخوة الفلسطينيين


    وحدوا صفوفكم وانبذوا خلافاتكم‏..‏ نقول لهم‏..‏

    لقد حذرناكم مرارا من أن رفض التهدئة سيدفع إسرائيل للعدوان علي غزة‏..‏

    وأكدنا لكم أن إعاقة الجهد المصري لتمديد التهدئة هي دعوة مفتوحة لإسرائيل لهذا العدوان‏.‏

    نقول لكل من يسعى لتحقيق مكاسب سياسية علي حساب شعب فلسطين‏..

    إن الدم الفلسطيني ليس رخيصا أو مستباحا‏..‏

    نقول بصوت قوي واضح

    إن مصر تترفع عن الصغائر ولن تسمح لأحد بمحاولة تحقيق مصالحه وبسط نفوذه علي حسابها بالمزايدة عليها والمتاجرة بدماء الفلسطينيين‏..‏

    ونقول للجميع

    إن مواقفنا الداعمة للقضية الفلسطينية لا تقبل التشكيك والمهاترات‏.‏

    لقد بذلت مصر جهودا مضنية علي مدي الستة أشهر الماضية لتثبيت التهدئة في غزة وسعت‏-‏ دون كلل‏-‏ لتمديدها ولتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني‏..‏

    كما تتابعت قوافل المساعدات المصرية بالغذاء والدواء لأهالي القطاع وتواصلت إمدادات الكهرباء إليهم‏.‏

    كان موقفنا واضحا منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي بعيدا عن الخطب والشعارات‏..‏

    ونمضي في تحرك يسعى لوقف العدوان فورا دون قيد أو شرط‏ ..‏
    يضع إسرائيل أمام مسئوليتها القانونية والسياسية كقوة احتلال ويقف إلي جانب الفلسطينيين في محنتهم‏.‏

    لقد قامت مصر منذ بدء الإعتداءات الإسرائيلية بدفع المزيد من مساعدات الإغاثة إلي غزة وسنواصل ذلك‏..

    ‏كما أنني أصدرت التعليمات بفتح معبر رفح أمام الجرحي ضحايا العدوان الإسرائيلي واستقبالهم بمستشفيات سيناء والإسماعيلية والقاهرة
    وإحاطتهم بأقصي قدر من الرعاية‏.‏

    تأتي هذه الرؤية في سياق رؤية مصرية أشمل للقضية الفلسطينية‏..‏

    رؤية ترفض مخطط إسرائيل للفصل بين الضفة والقطاع والتنصل من مسئوليتها عن غزة وتحميل مصر بتبعاتها‏..‏

    كما أن الوضع القائم في غزة منذ صيف العام الماضي يشهد انقساما فلسطينيا بين السلطة الوطنية وحماس‏..‏
    يفتح الباب أمام إسرائيل للمضي في مخططها لفصل الضفة والقطاع‏..

    ‏ونحن في مصر لن نسهم في تكريس هذا الإنقسام

    وهذا الانفصال بفتح معبر رفح في غياب السلطة ومراقبي الاتحاد الاوروبي وبالمخالفة لاتفاق عام‏2005..‏

    وبرغم ذلك فقد بادرت مصر ـ ولاتزال ـ بفتح المعبر أمام الحالات الانسانية كما بذلت ـ ولاتزال ـ جهودا متواصلة مع إسرائيل لفتح باقي المعابر الستة من وإلي القطاع‏.‏

    وأقول بكل الصدق والاقتناع أن الحق في مقاومة الاحتلال حق ثابت ومشروع‏,‏

    ولكن المقاومة تبقي مسئولة أمام شعوبها تحكم لها أو عليها بقدر ما تحققه من مكاسب لقضاياها أو تجلبه من خراب ودمار وإهدار لأرواح الشهداء‏.‏

    ستواصل مصر وقوفها إلي جانب الشعب الفلسطيني بصدق وتجرد‏..‏

    تعلي مصالحه فوق مصالح الفصائل‏..‏ تعي أن قضيته هي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وتبذل أقصي الجهد لإنهاء معاناته وتحقيق تطلعاته المشروعة‏.‏

    نستقبل العام الجديد موقنين بالله واثقين بأنفسنا مقتنعين أننا علي الطريق الصحيح مدركين ما نواجهه من صعاب وتحديات
    لا نفرط في التزامنا تجاه شعب فلسطين وقضيته‏..‏

    نقول لقادة إسرائيل

    أوقفوا عدوانكم علي هذا الشعب كفاكم استخفافا بمقدراته وأرواح أبنائه‏..‏


    إن الاحتلال مصيره إلي زوال والقضية الفلسطينية أبدا لن تموت‏.‏


    نقلا عن " جريدة الأهرام عدد (44585 )الأربعاء 3 من محرم 1430 هـ 31 ديسمبر 2008 "


    فاصل



    3من محرم 1429 هـ - 31/12/2008م

    نوه الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسي بكلمة الرئيس حسني مبارك التي قال فيها إن مقاومة الاحتلال حق ثابت ومشروع‏,‏ لكن تبقي هذه المقاومة مسئولة أمام شعوبها بقدر ما تحققه من مكاسب أو خسائر لقضاياها‏.‏


    وأضاف موسي قائلا‏:‏ إن الحكمة مطلوبة‏,‏ والانتحار الفردي أو الجماعي جريمة‏.‏


    نقلا عن " جريدة الأهرام عدد (64585 )الأربعاء 4 من محرم 1430 هـ 1 ينايرر 2009 "

    وقال :


    «إن عملنا يجب أن ينصب فى الوقت الراهن على الوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى»


    وطلب انعقاداً فورياً لمجلس الأمن


    وأضاف: «إن ضياع الدور العربى وتناثره، وانقسام الصف الفلسطينى وتبعثره، جميعها عوامل أدت إلى سياسة إسرائيلية اجترأت على العرب، هذه السياسة تقوم على الاستخفاف والاستغفال، وتعمل وفق المثل الشعبى القائل: (اللى تعرف ديته اقتله)


    ويبدو أن إسرائيل عرفت دية العرب، ومن ثم راحت تمضى فيهم وفى أراضيهم احتلالاً، ثم قتلاً وتدميراً»


    داعياً القادة العرب إلى الامتناع عن «صب الزيت على النار».


    وتابع:


    «إن الخلافات العربية وتصاعد اتهامات الخيانة لها دور كبير فى تسميم الجو العربى، وتسببت فى خلافات، وربما نزاعات لا نزال نعانى من آثارها، مطالباً العرب بـ(الكف) عن تبادل الاتهامات بالخيانة».


    نقلا عن " جريدة المصرى اليوم " عدد 1663 - الخميس ١ يناير ٢٠٠٩ "


    وأكد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أن هناك حربا معلنة علي مصر من جانب بعض الفضائيات والدول والأفراد‏,


    وقال أبوالغيط‏:‏ إن ذلك يمثل إعلانا بالحرب علي الشعب المصري‏,‏


    مؤكدا أن الشعب المصري سوف يتصدي لهذه الحرب‏.‏


    وشن أبوالغيط هجوما عنيفا تعقيبا علي تصريحات حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في لبنان‏


    ‏ وقال‏:‏


    إن أحدهم ممن تحدثوا بالأمس طالب شعب مصر بالنزول إلي الشارع وإحداث حالة من الفوضي في مصر مثلما أوجدوا هذه الفوضي في بلادهم‏!

    ‏ كما تحدث إلي القوات المسلحة المصرية مطالبا إياها بالتمرد‏.‏

    وأضاف أبوالغيط أن هذا الشخص لا يعي من أمره شيئا‏


    وأن القوات المسلحة المصرية هي قوات شريفة وأن مهمتها الدفاع عن مصر‏


    ‏ وإن كان لا يعي ذلك فإنني أقول له هيهات‏,


    وأضاف‏:‏ ـ موجها حديثه إلي نصرالله ـ


    أنت ترغب في الفوضي في هذا الإقليم خدمة لمصالح ليست في مصلحة أهل الإقليم‏.‏


    وأشار أبوالغيط إلي أن مصر كانت تشهد الانزلاق الخطير‏,‏ وقد حذرنا منه‏,‏ وأعتقد أن قدراتنا كمصر وتركيا معا يمكن أن تفعل الكثير‏.‏

    نقلا عن " جريدة الأهرام عدد (44584 ) الثلاثاء 2 من محرم1430 هـ 30 ديسمبر 2008 "



    وسخر أبو الغيط وزيرالخارجية من حديث نصر الله عن القوات المسلحة المصرية‏,‏


    قائلا‏:‏


    هل تعرف ما هي القوات المسلحة المصرية؟‏

    هل هي‏15‏ صاروخا من طراز كاتيوشا؟ أو‏80‏ مدفع ار بي جي؟

    القوات المسلحة المصرية أكبر من اي احد يتحدث عنها‏.‏


    وتساءل أبو الغيط قائلا


    منذ متي كانت القوات المسلحة المصرية تستمع لاي شخص خارج قيادتها الشرعية ودولتها والحكم فيها‏.‏


    نقلا عن " جريدة الأهرام عدد (44585 ) الأربعاء 3 من محرم1430 هـ 31 ديسمبر 2008 "
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( السعود في نصح بن أبي السعود )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.01.09 9:11

    أخواني فى الله

    " اتقوا الله في أنفسكم واحذروا دعاة الباطل ، فها هم بعض شبابنا لما أصغوا إليهم أوردوهم المهالك ، فالنجاء النجاء ..

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، إلا واحدة فقط جعلنا الله منها
    وهؤلاء هم أهل السنة السلفيون ، المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار .


    فاحذروا دعاة الحزبية والفتنة ، الذين يصرفون الشباب عن العلم والعلماء إلى طريقة الحرورية السفهاء : باسم الفكر الإسلامي والدعوة والجهاد وإنكار المنكر .
    فإلى متى إلى متى يا أخي ؟؟

    إن الله جل وعلا ، باعثك ، وسائلك عن شبابك وعمرك فيم أفنيته ، وإن من خير ما تأتي به يوم القيامة التمسك بالسنة في زمن كثرت فيه الأهواء والفتن وعظمت فيه غربة المنهج السلفي .

    قال رسول الله عليه وسلم : "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء " والغرباء حقاً : هم أهل السنة ، الذين يصلحون إ ذا فسد الناس ويصلحون ما أفسد الناس من السنة .

    فلا تغتر بهذه الدعوات المضللة ، ولو كثر أتباعها ، والزم أهل السنة وعلمائهم ، وتفقه في منهج السلف واعرف طرق الحزبيين الضلال حتى لا تقع في حفرهم وتهلك كما هلك أولئك .

    الحلم الحلم يا شباب الإسلام ، والعقل العقل ، عليكم بالعلم فإن الله يرفع به العبد وينجيه به من الفتن ، فخذوا العلم ممن عرف بسلامة المعتقد وصحة المنهج والبعد عن طرق المفتونين , وخذوا بقول العبد الصالح محمد بن سيرين : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم .


    نقلا عن " الإرهاب بين التدمير و التبرير " للشيخ سلطان العيد- دار الإمام احمد –ط1-1426-2005ه-ص29-30


    واختم هذا المقال بهذه الكلمة الذهبية لمحدث وفقيه هذا العصر الإمام محمد ناصر الدين الالبانى


    وهو يجيب فيها على السؤال السائد الآن على كثير من السنة الناس ، شخص فيها رحمه الله تعالى الداء ، ووصف له الدواء ، وكشف فيها عن مكر الأعداء وجهل وضلال كثير من الفرق والأحزاب ، حرى بكل مسلم أن يعقل هذه الكلمة ويفقهها وينشرها .


    رحم الله تعالى الإمام المجدد ، ورحم الله تعالى علماء السنة وسلفنا الصالح .
    رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ

    سئل الإمام الالبانى – رحمه الله تعالى :


    " نعلم – شيخنا – فى هذه الأيام – كم يحارب الإسلام فى جميع أنحاء الأرض ! ولم نر اهتماما من الحكومات


    فماذا علينا – نحن – فى هذا الأمر ؟


    وهل نأثم بجلوسنا لعدم القيام بعمل أي شيء ؟!



    فكان مما أجاب به الشيخ رحمه الله تعالى :

    " فالذى أريد أن اذكر به – كما قلت أنفا – هو أن عادة جماهير المسلمين – اليوم – أن يصبوا اللوم – كل اللوم – على حكامهم .

    وبسب ما ران على عامة المسلمين قاطبة من ذل وهوان - وهم – مع الأسف !- لا ينتصرون لدينهم ، ولا ينتصرون للمسلمين المذلين بين الكفار من اليهود والنصارى – وغيرهم - !!


    هكذا العرف القائم – اليوم - ، بين المسلمين ، صب اللوم – كل اللوم – على الحكام ، ومع ذلك كأن المحكومين لا يشملهم هذا اللوم الذى يوجهونه للحاكمين !!!


    "إعلام سفهاء الأحلام بان مقارعة الحكام ليست سبيل الرجوع الى الإسلام – للشيخ محمد ناصر الدين الالبانى – ضبط وتعليق الشيخ على بن حسن عبد الحميد – دار المنهاج – ط1- 1426ه-2005م- ص23، 36-37 .


    وقال أيضا :

    " فإذا أردنا صلاح أوضاعنا : فلا يكون ذلك بان نعلن الحرب الشعواء على حكامنا ، وان ننسى أنفسنا ، ونحن من تمام مشكلة الوضع القائم – اليوم – فى العالم الاسلامى !


    لذلك ، نحن ننصح المسلمين أن يعودوا الى دينهم ، وان يطبقوا ما عرفوه من دينهم " يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ " (الروم : 4-5 )

    كل المشاكل القائمة – اليوم – والتى يتحمس لها بعض الشباب ، ويقولون : ما العمل ؟!


    سواء قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التى حلت بالعالم الاسلامى ، والعالم العربى ، وهى احتلال اليهود لفلسطين ! ... الى أخر البلاد المعروفة – اليوم !!

    هذه المشاكل – كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة ، وإنما تعالج بالعلم والعمل : " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
    (التوبة : 105 )

    " وقل اعملوا " الآن نقف عند هذه النقطة :


    العمل بالإسلام فى الساحة الإسلامية – اليوم – له صور كثيرة – وكثيرة جدا – فى جماعات ، وأحزاب متعددة !


    والحقيقة ، أن هذه الأحزاب : من مشكلة العالم الاسلامى التى تكبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم !!

    بعضهم يرى أن المشكلة احتلال اليهود لفلسطين ! وان المشكلة – ما ذكرناه أنفا - : محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها !

    ونحن نقول : المشكلة – اليوم – اكبر ، وهى تفرق المسلمين ، المسلمون – أنفسهم – متفرقون شيعا وأحزابا !! خلاف قول الله – تبارك وتعالى -: " وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ "(الروم :31- 32 ) .

    الآن : الجماعات الإسلامية المعاصرة مختلفون فى طريقة معالجة المشكلة التى يشكو منها كل الجماعات الإسلامية ، وهى مشكلة الذل الذى الذى ران عليهم ، وكيف السبيل للخلاص منه ؟!


    هناك طرق :

    الطريقة الأولى – والمثلي- ، التى لا ثانى لها ، وهى التى ندعو المسلمين إليها – دائما وأبدا – وهى فهم الإسلام فهما صحيحا – وتطبيقه - ، وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى ... تلك هى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ."


    نقلا عن "إعلام سفهاء الأحلام بان مقارعة الحكام ليست سبيل الرجوع الى الإسلام – للشيخ محمد ناصر الدين الالبانى – ضبط وتعليق الشيخ على بن حسن عبد الحميد – دار المنهاج – ط1- 1426ه-2005م-ص53:51



    وقال ايضا رحمه الله تعالى :

    " ليست مشكلة المسلمين فى فلسطين – فقط - !

    يا إخواننا – الآن – مع الأسف الشديد – من جملة الانحرافات التى تصيب المسلمين – اليوم - : إنهم يخالفون علمهم عملا !!


    حينما نتكلم عن الإسلام ، وعن الوطن الاسلامى ، يقولون :

    كل البلاد الإسلامية هى وطن لكل مسلم ، لا فرق بين عربي واعجمى ! ليس هناك فرق – مثلا – بين حجازي ، اردنى ، مصري ، ...... الخ ...


    لكن هذه الفروق – عمليا – موجودة ، ليس – فقط – سياسيا !


    هذا غير مستغرب – أبدا - ، ولكن موجودة حتى عند الإسلاميين أنفسهم !


    مثلا :

    تجد بعض الدعاة الإسلاميين يهتمون بفلسطين ، ثم لا يهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين – فى البلاد الأخرى .


    مثلا :

    حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان ، وبين السوفيت وأذنابهم من الشيوعيين : كانت هناك حزب – أو أحزاب إسلامية – لا يهتمون بهذه الحرب القائمة بين المسلمين الأفغان والشيوعيين ، لماذا ؟!


    لان هؤلاء ليسوا سوريين – مثلا – أو مصريين – أو ما شابه ذلك - ..


    إذن ، المشكلة ليست محصورة – الآن – فى فلسطين – فقط - ، بل تعدت الى بلاد إسلامية كثيرة !


    فكيف تعالج المشكلة العامة ؟!


    بالقوتين المعنوية والمادية .


    بماذا نبدأ ؟!

    نبدأ ؟! – قبل كل شيء – بالأهم فالمهم ، وبخاصة إذا كان الأهم ميسورا – وهو السلاح المعنوي - : وهو فهم الإسلام فهما صحيحا ، وتطبيقه تطبيق صحيحا .
    ثم السلاح المادي – إذا كان ميسورا - .

    نقلا عن "إعلام سفهاء الأحلام بان مقارعة الحكام ليست سبيل الرجوع الى الإسلام "– للشيخ محمد ناصر الدين الالبانى – ضبط وتعليق الشيخ على بن حسن عبد الحميد – دار المنهاج – ط1- 1426ه-2005م-ص63:61.



    وقال أيضا رحمه الله تعالى :

    " فإذن – يا إخواننا - : ليس الأمر كما نتصوره : عبارة عن حماسات وحرارات الشباب ، وثورات كرغوة الصابون : ( تثور ثم تخور !!!) – فى أرضها - ، ثم لا ترى لها أثرا إطلاقا .

    أخيرا أقول :

    " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة : 105 )

    لكن ، اكرر :

    أن العمل لا ينفع ألا إذا كان مقرونا بالعلم النافع ، والعلم النافع إنما هو : قال الله ، وقال رسوله ، وقال الصحابة ، كما قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - :


    العلم قال الله قال رسوله ***** قال الصحابة ليس بالتمويه

    ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأى فقيه

    كلا ولا جحد الصفات ونفيها **** حذرا من التعطيل والتشبيه


    مصيبة العالم الاسلامى – اليوم – أخطر من مصيبة احتلال اليهود لفلسطين !

    مصيبة العلم الاسلامى – اليوم – إنهم ضلوا سواء السبيل ...

    إنهم ما عرفوا الإسلام – الذى به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة - .

    وإذا عاش المسلمون – فى بعض الظروف – أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين ، وقتلوا وصلبوا - ، ثم ماتوا : فلا شك أنهم ماتوا سعدا ، ولو عاشوا فى الدنيا أذلاء مضطهدين !

    أما من عاش منهم عزيزا فى الدنيا – وهو بعيد عن فهم الإسلام ، كما أراد الله عز وجل ورسوله - : فهذا سيموت شقيا – وان عاش سعيدا فى الظاهر - !

    إذن – بارك الله فيكم – العلاج : " فَفِرُّوا إِلَى اللَّه " (الذاريات : 50 )


    افهموا ما قال الله ، وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    واعملوا بما قال الله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .


    وبهذا أنهى الجواب على ذاك السؤال

    نقلا عن "إعلام سفهاء الأحلام بان مقارعة الحكام ليست سبيل الرجوع الى الإسلام" – للشيخ محمد ناصر الدين الالبانى – ضبط وتعليق الشيخ على بن حسن عبد الحميد – دار المنهاج – ط1- 1426ه-2005م-ص67:64


    اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام ، يا من لا اله غيرك ولا رب سواك ، يا رحمن يا رحيم .

    اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

    اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسني و صفاتك العليا , أن تجنب الآمة الإسلامية الفتن ما ظهر منها وما بطن .

    اللهم اجعل هذا البلد أمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين .

    اللهم وفق حاكم هذه البلاد الي ما تحبه سبحانك و ترضاه و ارزقه على الدوام البطانة الصالحة آلتي تعينه على الرشاد والخير للبلاد والعباد .

    اللهم اهدنا فيمن هديت ، وتولنا فيمن توليت ، واصرف عنا شر ما قضيت ، انه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت .

    اللهم اجعل عاقبتنا الى الخير .

    اللهم خذ بنواصي هذه الأمة الى الحق واجمعها عليه .

    اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا ، وبارك اللهم لنا فى صالح أعمالنا ، وأصلح لنا ذريتنا ، وتب علينا انك أنت التواب الرحيم .

    اللهم وفق هذه الأمة حكاما ومحكومين الى تطبيق شرعك وشكر نعمتك وحسن عبادتك .

    اللهم يا شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا اله ألا أنت ، يا واحد يا قهار ، يا عزيز يا جبار

    اللهم أذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين .

    اللهم من أرادنا وعلمائنا وولاة امرنا بسوء اللهم رد كيده فى نحره ، واجعل تدبيره تدميره .

    اللهم انتقم لإخواننا المؤمنين المظلومين ، اللهم اشف صدورهم ، اللهم أعظم أجورهم واغفر لموتاهم، واخلف لهم خيراً ، اللهم واكتب لموتاهم أجر الشهداء ، واخلفهم في عقبهم ، وأصلح ذريتهم من بعدهم .

    اللهم انج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم احفظ عليهم دينهم ، وأمنهم بعد خوفهم وهلعهم .

    اللهم مكن جنود الإسلام ممن يسعى بالإفساد في الأرض .

    اللهم افضحه واخذله وخذ بحق المظلومين منه يا ذا الجلال والإكرام.

    اللهم امين... اللهم امين ... اللهم امين

    وصل اللهم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

    وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    فاصل
    أبو خديجة عصام الدين أبو السعود

    في : 5/1/1430هـ - 2/1/2009م

    فاصل

      الوقت/التاريخ الآن هو 06.05.24 18:26