خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    بطلان نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

    avatar
    أبو خديجة عصام الدين
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 84
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : دراسات عليا
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 23/06/2008

    الملفات الصوتية بطلان نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

    مُساهمة من طرف أبو خديجة عصام الدين 01.12.08 7:45

    " بطلان نسبة كتاب أحكام تمنى الموت" إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب "

    المقدمة :

    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هاديَ لـه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّداً عبده ورسوله .

    أما بعد ،،

    لا يخفى على أحد أهمية الكتاب ودوره فى إثراء العلم والمعرفة ، " ولقد أبدأ العلماء وأعادوا في بيان قيمة كتب العلم، وعظيم أثرها، وجلالة موقعها، ولهم في ذلك عبارات مشهورة نثرًا وشعرًا ."( 1 )

    "ولولا ( فضل الله تعالى علينا) بهذه الكتب لضاعت العلوم ولم توجَد، وهذا خطأٌ ممن ذمَّ الإكثار منها، ولو أُخِذَ برأيه، لتَلِفَت العلوم، ولجاذبهم الجهَّال فيها، وادَّعوا ما شاءوا!!

    فلولا شهادة الكتب لاستوت دعوى العالم والجاهل"( 3)


    " والمقصود بلا ريب الأسفار السلفية السنية، وما دار في فلكها ، وإلا فقد تعهد الله تعالى بحفظ كتابه بقوله " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (4)

    ومن متممات حفظه، حفظ السنة ونقلتها – قديماً من خلال بيانتهم- وحملتها – حديثاً ؛ تحقيقا للوعد الكريم بنجاتهم ونصرتهم .

    ومن ثم حفظ إجمالاً من العلوم ما تحيا به القلوب تعصم به العقول، ويقام عليها صلاح الصدور والدور ويُُقوّما .

    إذا علمت هذا ، فقهت ما بعده ، وهو قوله " (5):


    " ولولا ( فضل الله تعالى علينا) بالحكم المخطوطة والكتب المدونة لبطل أكثر العلم ، ولغلب سلطان النسيان سلطان الذكر ، ولما كان للناس مفزع إلى موضع استذكار ، ولو لم يتم ذلك لحرمنا أكثر النفع ....

    ولولا (فضل الله تعالى علينا) بها ما رسمت لنا الأوائل فـي كتبها ، وخلَّدت من عجيب حكمها ، ودوَّنت سيرتها حتى شاهدنا بها من غاب عنا، وفتحنا به كل منغلق، فجمعنا فـي قليلنا كثيرهم وأدركنا ما لم ندركه إلا بهم ...»إلخ. ( 6) .

    ولما علم ذلك أهل البدع والضلال ، وشاهدوا أثر ذلك فى انتشار الحق وإنارة الظلام ، حملهم الجهل تارة ، والحقد والحسد تارة أخرى أن يعملوا معاولهم الهدامة فى محاولات مستمرة فى إطفاء هذا النور ، أو التشويش عليه ، أو صد الناس عنه .

    فلما باءت محاولاتهم بالخيبة والندامة ، استعملوا وسيلة أخرى رخيصة من وسائلهم ، ألا وهى الكذب على الأئمة الثقات الذين لهم قدم صدق فى هذه الأمة ، وتلقت الأمة أقوالهم وكتبهم بالرضا والقبول .

    " ولعل من أبرز ما نيل من عرضهم في ليالينا شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمهما الله تعالى- والسبب معلوم والعلة ظاهرة.

    وكان لهم في ذا صور عديدة تنبأ عما تكن صدورهم من إحن للحق ودغل لأهله :
    فتارة : بالكذب الصراح

    وأخرى بالتدليس للتلبيس على المفاليس

    وثالثة بنزع الكلام من سياقه؛ فيجرد من معناه، ابتغاء العوج فالاعوجاج .

    ورابعة دعوى الدسّ؛ خشية البثّ، فيكون الحشّ

    وخامسة بتأويل – باطل، أو من قبيل اللعب - يصرفه عن حقيقته موافقة لأهوائهم وسادسة بالإقرار بالحق – وإن كان عزيزا- غير أنه مردوف بسوء الظن ... وهكذا دوليك

    في صور تكشف النقاب عن وهنهم وإفلاسهم بل وخبثهم .

    وتبعث في النفس طمأنينة تلو سكينة على صدق أهل الصدق، لتصفو مصدقيتهم، وتخلص رتبتهم، فتلهج الألسن بثناء عطر لهم بعد الترحم عليهم . "(7 )

    أعود فأقول :


    درج أولئك الافاكين على هذه الخسيسة – بل الخسائس - ليتخذوا ذلك حججا لهم فى الطعن فى هؤلاء الأعلام ، أو لتبرير ما هم عليه من البدع و الأوهام ، أو لتمرير معتقداتهم وبدعهم الفاسدة على الزاهدين فى العلم و العوام ، أو غير ذلك مما لا يعلمه الا الخبير العلام .

    فأخذت مطابعهم ومكتباتهم تقذف بكثير من الكتب التى يطغى غثها على سمينها ، وشرها على خيرها ، ثم ينسبون هذه الكتب إلى الأئمة الأعلام .

    وعلى قدر ما علم أولئك الافاكين من أهمية كتب العلم الشرعى، على قدر ما جهلوا أن الله سبحانه وتعالى قيد لهذه الأمة رجالا أفذاذا أذكياء ، صيارفة نجباء ، ينفون عن دين ربهم تحريف الغاليين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، فقاموا بكشف ذاك الكذب والتلفيق ، ورزقهم الله فى ذلك السداد والتوفيق .

    وصدق الله العظيم : " يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "( 8)

    وهذا واحد من الكتب المختلقة والموضوعة على إمام من أئمة هذا الدين ، وهو " كتاب أحكام تمنى الموت " المنسوب خطا إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - قام رجل وفيّ من رجالات هذه الأمة الخيرة بكشف النقاب عن حقيقته ، وبيان زيفه وكساد بضاعته ، وعاضده وأيّده غير واحد من إخوانه العلماء والمحققين ، فكان لزاما من عرض هذا التحقيق والتبيين .(9 )


    المطلب الأول :


    أقوال أهل التحقيق والتدقيق حول بطلان نسبة كتاب
    " أحكام تمنى الموت "إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - :

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أولا : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
    – المفتى العام للملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء - .

    قال حفظه الله تعالى :
    " هذا الكتاب ليس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وأنه لا يجوز نشره ، ولا يجوز للجهات المسئولة فسحه ، لما يترتب على ذلك من التلبيس على الناس والكذب على الشيخ رحمه الله ."( 10)

    ثانيا : الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر- حفظه الله تعالى .

    قال فضيلته :
    " وأمَّا كتاب أحكام تمنِّي الموت، فلا تصحُّ نسبته إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهو مشتمل على أمور مخالفة لدعوة الشيخ المبنية على نصوص الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة ".( 11 )

    وقال أيضا :
    " كتاب تمنى الموت " لا تصح نسبته لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى - ، وبعض المتصوفة لا يعجبهم من شيخ الإسلام إلا هذا الكتاب المزعوم ". ( 12)

    ثالثا : الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى -

    قال فضيلته - :
    " ومن قرأ هذا الكتاب جزم انه ليس من مؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – ولكن المغرضين أرادوا التشويش على الذين لا يعرفون منهج الشيخ وأسلوبه فى التأليف ، أو أرادوا أن يتخذوا حجة لهم فى الطعن على الشيخ ، أو لتبرير ما هم عليه من البدع ، أو غير ذلك من الأغراض – ولكنها والحمد لله حجة داحضة ، وكرة خاسرة ".( 13 )

    رابعا : الشيخ مشهور حسن آل سلمان – حفظه الله تعالى -

    قال فضيلته :
    "لم ينسب هذا الكتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – أحد من تلاميذه أو ممن ترجموا له .
    فضلا عن أسلوب مؤلفه مغاير لأسلوب الشيخ ، وأن منهج مصنفه مناقض لمنهج الشيخ :


    ففيه إثبات أشياء غيبية بأحاديث واهية وضعيفة .
    وفيه القول بمشروعية التلقين وقراءة القران على الأموات .
    وغير ذلك مما اشتهر عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب من عد هذه الأشياء من المحدثات و البدع ".


    "ولذا يجزم المنصف ببراءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من هذا الكتاب ". ( 14 )

    "وقد استدل به بعض من صنف فى البدعة موسعا إياها ، فكتب عبد الملك السعدي " البدعة فى مفهومها الاسلامى الدقيق " وخلط فيه البدع بالسنن ، ولام على أئمة العصر ، كالشيخ الالبانى ، وعبد العزيز بن باز ، والشاهد انه تعرض فيه ( ص124 ) لقراءة الفاتحة للأموات وذكر أن ذلك سنة ، وأيد كلامه بالنقل من هذا الكتاب !!
    والله المستعان ، وعليه التكلان" . ( 15)

    خامسا : الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي- حفظه الله تعالى -
    - مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية –

    قال فضيلته :
    " وقد تلقت الجامعة مجموعة من الملحوظات المتصلة بمؤلفاته رحمه الله ، ومن بينها أن رسالة : " أحكام تمنى الموت " المنشورة فى المجلد الثاني من قسم الفقه ليست من تأليف الشيخ ، لتعارضها مع مؤلفاته الأخرى ورسائله وأجوبته ، وان نسبتها إليه حدثت بطريق الخطأ .

    وقد أولت الجامعة هذه الملحوظات جل عنايتها ،بل أعطت لمؤلفات الشيخ رحمه اهتماما خاصا ، تمثل فى دراستها فى اللقاء المشار إليه ، وما صاحب ذلك من جمع ما توفر من مؤلفاته ورسائله ،...

    وقد بادرت الجامعة بإصدار هذه الدراسة ، التى تثبت عدم صحة نسبة كتاب " أحكام تمنى الموت " لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، ليكون هذا البيان الواضح ، والجواب الكافي ، لإزالة اى شك ، وليعرف الجميع أن هذا الكتاب ليس من مؤلفات الشيخ ، وان الجامعة لا تسمح لأحد بطباعته أو توزيعه ." (16 )

    سادسا : محققا كتاب : " أحكام تمنى الموت " :
    الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – حفظه الله تعالى -
    الشيخ عبد الرحمن بن محمد السدحان – حفظه الله تعالى –

    قالا :
    " فقد نسبنا كتاب " أحكام تمنى الموت " الى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، بناء على ما توهمناه من أن إحالته إلينا من قبل القائمين على استيعاب مؤلفات الشيخ ، وإعدادها للنشر ، تعنى غلبة الظن بنسبته إليه .

    وحيث قام فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان – مشكورا – ببيان عدم صحة نسبته الى الشيخ ، وأوضح ذلك إيضاحا تاما ، فإننا نؤيد ما توصل إليه ، ونعتبر ما وقع من قبيل الخطأ ، وانه لا صحة لنسبة هذا الكتاب الى الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

    ونسال الله أن يغفر لنا خطايانا ، انه هو الغفور الرحيم " .( 17)
    avatar
    أبو خديجة عصام الدين
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 84
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : دراسات عليا
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 23/06/2008

    الملفات الصوتية رد: بطلان نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

    مُساهمة من طرف أبو خديجة عصام الدين 01.12.08 7:47

    المطلب الثاني :

    الأدلة العلمية على بطلان
    نسبة كتاب " أحكام تمنى الموت " إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى :

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى – فى رسالته
    الموسومة بـ " إبطال نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب "
    رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – الطبعة الأولى -1423هـ-2002م - :

    " الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى اله وأصحابه أجمعين ..

    وبعد :

    فإن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قد قامت مشكورة بتحقيق مؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – وطباعتها ...
    ولكن لما كان عمل الإنسان مهما بذل فيه من العناية عرضة للنقص والخطأ .

    فقد وقع في هذا العمل شيء من الخطأ ، وهو نسبة كتاب " أحكام تمني الموت " إلى الشيخ وهو ليس له.

    ولعل السبب الذي أوقع في هذا الخطأ عدة أمور :

    الأمر الأول :
    الحرص التام على استيفاء مؤلفات الشيخ.

    الأمر الثاني :
    ما كتب على ظهر مصورة مخطوطة الكتاب أنه بخط محمد بن عبد الوهاب( 18 ) فأوهم ذلك أن المراد بهذا الاسم هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب نتيجة لاتفاق الاسم .

    وقد استغل هذا الخطأ غير المقصود بعض أهل الأهواء والمقاصد السيئة ، فاستلوا هذا الكتاب من مطبوعات الجامعة دون استئذانها ،مخالفين بذلك أنظمة الطباعة ، وطبعوها وقاموا بتوزيعها بقصد التشويش، وفي طليعة هؤلاء المكتبة الإمدادية في مكة المكرمة.

    ومما يدل على سوء قصدهم
    أنهم اختصوا هذا الكتاب المشبوه والمدسوس واهتموا بنشره ؛ لأنه يوافق أهواءهم ، وتركوا كتب الشيخ الصحيحة والثابتة نسبتها إليه ، لأن مضامينها لا تتناسب مع مقاصدهم السيئة ، بل ترد عليها، ولكن كذب ظنهم ، وضل سعيهم ، وخاب أملهم .

    فهذا الكتاب نقطع أنه ليس للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ونجزم بذلك لعدة أدلة :

    الدليل الأول :
    أن الذين نسبوه الى الشيخ لم يعتمدوا على اصل مصحح موثق .

    وإنما اعتمدوا على مصورة غير واضحة ، وفيها طموس وكلمات غير واضحة ، ولا شك أن قواعد التحقيق تقتضى إحضار الأصل والتثبت منه ، ولا يكتفى بالمصورة ، لا سيما وهى غير واضحة .

    الدليل الثاني :
    أن الكتابة الموجودة على غلاف المصورة لها عبارتان :

    العبارة الأولى :
    تقول : هذا الكتاب فى أحكام تمنى الموت وما يجوز وما يمنع بخط محمد بن عبد الوهاب .

    العبارة الثانية :
    تقول : ما فى هذا خط الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وفوق هذه العبارة كلمة لا تمكن معه قراءة هذه العبارة صحيحة .(19 )

    كما يلاحظ على هاتين العبارتين ما يلي :
    أولا : جهالة الكاتب لهما ، وجهالة الكاتب تبطل اعتماد ما كتب .

    ثانيا : انه يتعين أن يكون المقصود بمحمد بن عبد الوهاب المذكور فى العبارتين هو الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب إمام الدعوة السلفية(20) بل يكون غيره ، ويترجح أنه غيره بما ياتى من الأدلة .(21)

    ثالثا : تقول إحدى العبارتين : أحكام تمنى الموت وما يجوز وما يمنع .. فلو فرض أن هذا الكتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب الإمام فهذه العبارة تدل على انه لا يرى جواز كل ما جاء فيه مما يخالف الأدلة الصحيحة والاعتقاد السليم ، لو فرض انه له ، لأنه قال : وما يمنعه.

    رابعا : لو فرض أن المراد بالمسمى فى هاتين العبارتين هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإمام المشهور ، وان هذا الكتاب بخطه فعلا – فمجرد كونه بخطه لا يدل على انه من تأليفه ، بل يكون من تأليف غيره ، وقد يكون نسخه ليرد عليه ، أو يحذر مما فيه ، أو لغير ذلك من الأغراض ، فما وجد بخط العالم يكون من تأليفه ، أو يكون قد ارتضى ما فيه .

    ومما يرجح هذا أمران :

    الأمر الأول :
    انه ليس فيه للشيخ كلام ، وإنما هو مجرد سرد نصوص من أوله الى أخره .

    الأمر الثاني :
    أن بعض مضامينه وكثيرا من الأحاديث الواردة – فيه توافق ما فى كتاب السيوطى : " شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور " مما يدل على أن غالبه مستل من هذا الكتاب ، وليس هو تأليفا مستقلا .(22)

    الدليل الثالث :
    أن هذا الكتاب يشتمل على أشياء تتعارض مع ما نقل عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه ، وذلك مثل الكلام في الروح ، وتلقين الميت بعد الدفن ، والقراءة على القبور، حيث إن الشيخ وتلاميذه وأتباعه يعتبرون هذه الأشياء من البدع المحرمة .انظر : " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " ( 3 / 249 ، 279 ) .

    الدليل الرابع :
    أن الكتاب يشتمل على أحاديث غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يليق بالشيخ أن يرتضيها أو يستدل بها ، وهو المعروف بالتثبت واليقظة والمدافعة عن السنة ، والتحذير من مثل هذه الأحاديث ، والأمر بالاقتصار على ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ومن هذه الأحاديث :

    1- حديث التلقين بعد الدفن ، وقد ود كره فى هذه الرسالة صفحة (19) ، ونصه :
    " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مات أحد إخوانكم فسويتم التراب عليه، فليقم أحدكم عند رأس قبره ، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة ، فإنه يسمعه ولا يجيب ، ثم يقول: يا فلان بن فلان،فانه يستوي قاعداً، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله، ولكن لا تشعرون ، فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً ورسول الله، وأنك رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً ، فان منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول : انطلق ما نقعد عند من لقن حجته فيكون الله حجيجه دونهما ". ( 23 )
    قال رجل : فان لم يعرف أمه ؟ قال : ينسبه الى حواء ، يا فلان ابن حواء ... انتهى .

    وهذا الحديث مما ينكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه ..
    جاء فى "الدرر السنية فى الأجوبة النجدية " (3/250) ما نصه :
    ( هذا حديث لا يصح رفعه ؛ فهذا التلقين لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنكر المسلمون ذلك في زماننا، والله أعلم ) ( 24 ).

    2- ومما جاء فى الكتاب فى صفحة (75) :
    ( من دخل المقابر ثم قرأ فاتحة الكتاب ، وقل هو الله احد ، وألهاكم التكاثر ، ثم قال : أنى جعلت ثواب ما قرأت من كلامك لأهل المقابر من المؤمنين والمؤمنات – كانوا شفعاء له الى الله تعالى ) .
    وعن انس مرفوعا : " من دخل المقابر فقرا سورة يس خفف الله عنهم ، وكان له بعدد من فيها حسنات "( 25) انتهى .

    وهذا أيضا مما ينكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه ، جاء فى " الدرر السنية " (3/279،280):
    "أن القراءة عند القبور وحمل المصاحف إلى القبور، كما يفعله بعض الناس، يجلسون سبعة أيام، ويسمونها الشدة، وكذلك اجتماع الناس عند أهل الميت سبعة أيام، ويقرؤون فاتحة الكتاب، ويرفعون أيديهم بالدعاء للميت، فكل هذا من البدع والمنكرات المحدثة، التي يجب إزالتها..... ( 26 )
    والحديث المروي في قراءة سورة يس في المقبرة، لم يعز إلى شيء من كتب الحديث المعروفة، والظاهر عدم صحته "( 27).انتهى .

    3- وجاء أيضا فى الكتاب حكايات كثيرة فى أحوال الموتى والأرواح ، وأنواع العذاب فى القبور – لا تجوز كتابتها ، ولا قراءتها ، لان أحوال البرزخ من علم الغيب الذى لا يجوز الكلام فيه إلا بدليل صحيح من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا من أصول العقيدة عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وعند غيره من أهل السنة .

    قال الشيخ محمد رحمه الله تعالى فى بيان عقيدته لما سئل عنها :
    ( واعتقد الإيمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، فأؤمن بفتنة القبر ونعيمه ) انتهى من " الدرر السنية " (1/29) .فهو لا يؤمن بما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .

    4- ومن هذه الحكايات ما جاء فى صفحة (47-51) فى تكلم الأموات بعد موتهم ، وذلك ما ينزه الشيخ محمد عن كتابته ، فضلا عن الاستدلال به ، لان الشيخ إمام جليل لا يجمع ما هب ودب دون تمحيص ودراية ، ومن قرأ كتبه ورسائله عرف أن هذا الكتاب يتعارض مع منهجه ، وانه لا يليق به ، لأنه شديد التمسك بالكتاب والسنة وما عليه الأئمة ، بعيد كل البعد عن اقتناص الروايات الضعيفة والحكايات الهزيلة من أمثال ما يشتمل عليه هذا الكتاب .

    يقول رحمه الله فى بيان منهجه فى معرض إجابته لبعض من سأله عما هو عليه وما يدعو الناس إليه :

    ( أما : ما نحن عليه من الدين ؟ فعلى دين الإسلام الذي قال الله فيه : " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )( 28 ) .
    وأما : ما دعونا الناس إليه ؟ فندعوهم إلى التوحيد الذي قال الله فيه خطاباً لنبيه صلى الله عليه وسلم ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) ( 19)

    وقوله تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) ( 29 ).

    وأما : ما نهينا الناس عنه ؟ فنهيناهم عن الشرك، الذي قال الله فيه : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ) ( 30)

    إلى أن قال : (وأما ما ذكرتم : من حقيقة الاجتهاد ، فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة ، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة : أبى حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل، رحمهم الله تعالى ....)... إلى أن قال رحمه الله : (وما جئنا بشيء يخالف النقل، ولا ينكره العقل )
    انظر " الدرر السنية "(1/62-64).

    وقال أيضا : ( وأخبرك أنى – ولله الحمد – متبع، لست بمبتدع ؛ عقيدتي، وديني الذي أدين الله به هو : مذهب أهل السنة والجماعة، الذي عليه أئمة المسلمين، مثل الأئمة الأربعة، وأتباعهم، إلى يوم القيامة .( 31) " الدرر السنية "(1/54).

    هذا منهجه رحمه الله .فإذا عرضت هذا الكتاب عليه وجدته لا يتناسب معه ، لما يشتمل عليه من روايات واهية ، وحكايات غريبة ، وبدع مخالفة للسنة ، من أمثال ، تلقين الميت بعد دفنه ، والقراءة على المقابر ، وغير ذلك .

    ومن قرأ هذا هذا الكتاب جزم انه ليس من مؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – ولكن المغرضين أرادوا التشويش على الذين لا يعرفون منهج الشيخ وأسلوبه فى التأليف ، أو أرادوا أن يتخذوا حجة لهم فى الطعن على الشيخ ، أو لتبرير ما هم عليه من البدع ، أو غير ذلك من الأغراض – ولكنها والحمد لله حجة داحضة ، وكرة خاسرة .

    الدليل الخامس :
    على بطلان نسبة هذا الكتاب الى الشيخ :

    ما فيه من الخلل والقصور فى فن التأليف ، فموضوعه يخالف عنوانه . فلا يتطابق ما جاء فيه مع العنوان إلا أحاديث يسيرة فى أول الصفحة الأولى وبقية الكتاب خارجة عن الموضوع .

    ثم هو سرد أحاديث من غير بيان لدرجتها ، ومن غير تبويب لموضوعاتها ، وفيه من الركاكة وضعف التأليف ما يدل دلالة واضحة على بطلان نسبته إلى الشيخ إذا قورن بمؤلفاته المعروفة ، والله اعلم .

    الدليل السادس :
    أن هذا الكتاب يختلف محتواه عن طريقة الشيخ فى تعليم الناس ، لأنه رحمه الله كان يرى وجوب الاهتمام بشان العقيدة ، ومعرفة ما يضادها أو يخل بها ، وكان ما يكتبه أو يختاره من الكتب يدور حول هذا الموضوع ، ويركز على ما فيه نفع الناس ، ويكره الاشتغال بالكتب التى تشوش على الناس فى أمر دينهم أو يقل نفعها لهم .(32)

    الدليل السابع :
    أن هذا الكتاب لم يرد ذكره في مؤلفات الشيخ ،فكل الذين كتبوا عن الشيخ قديما وحديثا وذكروا مؤلفاته لم يذكروا هذا الكتاب منها ، ومن أوثق هؤلاء وأقدمهم الشيخ حسين بن غنام ، وهو من تلاميذ الشيخ الذين أخذوا العلم عنه وأرخ لدعوته وسيرته في كتابه المشهور " روضة الأفكار والأفهام" وذكر مؤلفات الشيخ ورسائله ، ولم يذكر هذا الكتاب منها ، وقد عاش بعد الشيخ وأرخ لوفاته ، ورثاه لما مات، حتى لا يقال لعل كتابة ابن غنام متقدمة . وهذا الكتاب جاء بعدها .

    وكذلك الشيخ عبد الرحمن بن قاسم لم يذكر هذا الكتاب في مؤلفات الشيخ لما ترجم له في كتاب " الدرر السنية " وذكر مؤلفاته ، وقد قرأ هذا الكتاب وهذه الترجمة على أكابر علماء نجد من ذرية الشيخ وغيرهم، وهم :
    الشيخ محمد بن عبد اللطيف
    والشيخ محمد بن إبراهيم
    والشيخ سعد بن عتيق
    والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري
    وكتبوا عليه تقريظات ، ولو كان هذا الكتاب " أحكام تمني الموت " من مؤلفات الشيخ لاستدركوه عليه ، وأمروه بذكره ، فهذا دليل على أنه ليس منها .(33)

    الدليل الثامن :
    أن مجرد وضع اسم شخص على كتاب لا يدل على أنه من تأليفه ، بل قد يوضع خطأ أو دسا عليه - في حين أن الذي وضع اسم محمد بن عبد الوهاب على هذا الكتاب لم يقل : إنه من تأليفه ، وإنما قال : هذا الكتاب بخطه ، والعنوان الذي جاء على ظهر المطبوعة وهو : " أحكام تمني الموت " تأليف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إنما هو من تصرف المصححين و المشرفين على الطباعة من غير تثبت ولا برهان ، وما ذكروه ليس موجودًا على ظهر المصورة التي اعتمدوا عليها .(34)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الخاتمة :

    قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان – حفظه الله تعالى - :

    ولا أظن أنه بعد هذا البيان يبقى أدنى شك عند من يريدون الحقيقة ؛ أن هذا الكتاب ليس من تأليف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب .

    أما الذين يريدون المغالطة ويتصيدون الشبهات فلا سبيل إلى إقناعهم ؛ لأنهم لا يريدون الحق .
    ومن لا يريد الحق فلن تستطيع هدايته إليه .

    " وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا "

    ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين ... ( 35 )

    قيده
    العبد الفقير إلى عفو ربه ورضاه
    أبو خديجة عصام الدين بن أبي السعود
    - غفر الله تعالى له -
    avatar
    أبو خديجة عصام الدين
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 84
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : دراسات عليا
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 23/06/2008

    الملفات الصوتية رد: بطلان نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

    مُساهمة من طرف أبو خديجة عصام الدين 01.12.08 7:52

    ثبت المراجع
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    1- "المُشَوّقُ إِلَى القِرَاءَةِ وَطَلَبِ العِلْمِ" - علي بن محمّد العمران - دار علم الفوائد –ط1-1420هـ – ص 35 .

    2- كلام مدرج ليس من كلام الامام بن حزم - رحمه الله تعالى – وجب إدراجه فى سياق الكلام حفاظاً على جناب التوحيد .

    3- "رسائل ابن حزم" - رسالة مراتب العلوم- المجلد الرابع – ص 77 نقلا عن "المُشَوّقُ إِلَى القِرَاءَةِ وَطَلَبِ العِلْمِ" ص36 .

    4- (سورة الحجر :9 ).

    5- " كتاب الحيوان " للجاحظ المجلد الاول - ص 38-54 باختصار شديد .

    6 - من كلام شيخنا المفضال ابى عبد الله محمد بن عبد الحميد حفظه الله تعالى .

    7- من درر شيخنا المفضال ابى عبد الله محمد بن عبد الحميد حفظه الله تعالى .

    8- (سورة الصف : 8 ) .

    9- قال شيخنا محمد بن عبد الحميد – حفظه الله تعالى- : " وفي ذا صيانة للدين، وذبّاً عن أعراض متقدميه ، وسلامة لصدور ذويه ".

    10- رسالة " إبطال نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب " لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – الطبعة الأولى -1423هـ-2002م – ص 8 .
    11- رسالة "منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التأليف" –مكتبة عبد المصور-ط1-1427هـ- ص42 .
    وهو عبارة عن محاضرة ألقيت ليلة الجمعة 21/1/1425هـفى جامع الدعوة بالرياض التابع لوقف السلام الخيري .

    12- إتحاف العباد بفوائد دروس الشيخ عبد المحسن العباد " عبد الرحمن بن محمد العميسان – دار الإمام احمد-ط1-1426هـ-2005م –ص61 .

    13- رسالة " إبطال نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب " - رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – الطبعة الأولى -1423هـ-2002م – ص 31.

    14- " كتب حذر منها العلماء" – دار الصميعى –الطبعة الأولى – 1995-المجلد الثاني – ص 330 .

    15- " كتب حذر منها العلماء" – دار الصميعى –الطبعة الأولى – 1995-المجلد الثاني – ص 331 .

    16- رسالة " إبطال نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب " - رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – الطبعة الأولى -1423هـ-2002م – ص 14.

    17- رسالة " إبطال نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب " - رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – الطبعة الأولى -1423هـ-2002م – ص 17-18 .

    18- قال الشيخ المحقق عبد السلام هارون – رحمه الله تعالى - :

    " والتاريخ يحمل في بطونه دلائل على حدوث التزييف .
    وكما يحدث التزييف في التأليف يحدث أيضاً في الخط .
    ويروي التاريخ أن بعض الحذّاق قد تمكن من تقليد الخطوط تقليداً متقناً .
    ذكر ابن الأثير أن علي بن محمد الأحدب المزوّر كان يكتب على خط كل واحد ، فلا يشك المكتوب عنه أنه خطه ."
    "تحقيق النصوص ونشرها"- عبد السلام هارون - مكتبة الخانجي ، الطبعة السابعة لعام 1998م ،ص (40).

    وقال ايضا :

    " وما قيل في تزيف العناوين يقال أيضاً في تزييف أسماء المؤلفين ، لذلك لم يكن بدّ من أن ينتبه المحقق لهذا الأمر الدقيق . "
    "تحقيق النصوص ونشرها"- عبد السلام هارون - مكتبة الخانجي ، الطبعة السابعة لعام 1998م ، ص (45) .

    19 - علق شيخنا محمد بن عبد الحميد قائلا : " إمام الدعوة السلفية ، هو رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم .

    وتوجيه كلام الشيخ – حفظه الله تعالى –
    أنه محمول على التقييد . أي : في زمانه
    والتوضيح هنا والترجيح دفعا للتجريح ورفعا للتلويح ."

    قلت :

    هكذا الحق بغية الجميع وهو مقدم على النفس والولد بل والأهل أجمعين
    وهكذا اهل السنة يصوب بعضهم بعضا ، ويكمل بعضهم بعضا ، ولا يستنكفون عن بيان الحق والسنة ، وإن قال خلافهما من قال
    كيف لا وهم قوم كانت السنة أحب إليهم من آبائهم وإخوانهم وأزواجهم وعشيرتهم :

    - سُئِل علي ابن المدينى عن أبيه فقال: اسألوا غيرى فقالوا سألناك. فأطرق ثم رفع رأسه وقال:
    هذا هو الدين أبي ضعيف .
    " كتاب المجروحين "
    - وقال أبو داود في ابنه عبد الله " ابني عبد الله كذاب .
    " ميزان الاعتدال"
    - وقال زيد بن ابى انيسة:
    اخى يحيى يكذب فلا تخبروا به احدا – وقال لا تحملن عن أخي شيئاً فإنه كذاب .
    "الجرح والتعديل "

    20- جاء فى حاشية رسالة " ابطال نسبة كتاب أحكام تمنى الموت " ص 22-23 أن :
    " هناك من العلماء فى بلاد نجد من اسمه محمد بن عبد الوهاب غير الشيخ الامام . ذكر الفاخرى فى تاريخه " الاخبار النجدية " تحقيق د.عبد الله الشبل ، ص96 ما نصه : ( وفيها – أى سنة سبع وعشرين ومائة وألف – مات محمد بن عبد الوهاب ) قال محقق الكتاب : محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب أحد العلماء ، وليس هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب امام الدعوة ، كما ورد ذكر والده فى نفس الكتاب ص 95 .................
    وهناك عالم أخر يشترك فى الاسم وفى الزمان مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب امام الدعوة ، وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن فيروز . وكانت وفاته عام 1135 هـ . انظر " علماء نجد خلال ستة قرون " للشيخ عبد الله بسام (3/894) ."

    قلت :

    وهذا الباب واسع جداً وقد يدخل هذا المبحث ضمن فن " المؤتلف والمختلف " وهو فن واسع مهم يختص –فيما يختص- ببيان الرجال الذين تتشابه اسمائهم وغالبا ما تشتبه اسمائهم على بعض الناس فينقلون الحكم على احدهما إلى الاخر وقد يكون أحدهما ضعيفا والآخر ثقة، فينقل حكم هذا إلى هذا أو يكون العكس.

    قال الشيخ المحقق عبد السلام هارون - رحمه الله تعالى - :
    "وكان من الطبيعي أن تقاوم هذه الآفة العلمية بما تقضي عليها أو يخفف من حدتها ، فلجأ العلماء إلى تأليف الكتب التي تبحث في المؤتلف والمختلف -مهمتها البحث في أسماء الرجال- فمنها ما هو في أسماء الرجال ، وقد ألف في ذلك الدارقطني المتفى سنة 385 ، وأحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 ، وابن ماكولا المتوفى سنة 487 ، وابن نقطة الحمبلي المتوفى سنة 629 ، والذهبي المتوفى سنة 748 في كتابه المشتبه .
    ومنها ما هو في أسماء الشعراء ، وقد ألف فيه الحسن بن بشر الآمدي المتوفى سنة 370 ، ومنها ما هو في أسماء القبائل ، وقد ألف فيه محمد بن حبيب المتوفى سنة 215 . وغير ذلك كثير."
    "تحقيق النصوص ونشرها"- عبد السلام هارون - مكتبة الخانجي ، الطبعة السابعة لعام 1998م ، ص (71) .

    وقد اعتنى العلماء والمحدثون ببيان هذا الفن فى جميع مؤلفاتهم فى علم المصطلح ، وبل وافردوه بالتاليف في كتب كثيرة مفيدة كما سبق .


    ومن أشهر الامثلة والأسماء المشتبهة والتي يستغلها أهل الزيغ والأهواء في تمرير باطلهم والقدح في علماء السنة :

    المثال الاول : - الإمام الحافظ المؤرخ المحدث المفسر ابن جرير الطبري والذي يشتبه اسمه مع ذاك الآخر الرافضي محمد بن جرير بن رستم الطبري، رافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي –رحمه الله تعالى- في " الميزان " (3/499) فقال :
    " رافضي له تواليف ، منها كتاب " الرواة عن أهل البيت " ،و رماه بالرفض عبد العزيز الكناني .ا.هـ.
    وترجم له أيضا في " السير " (14/282) فقال : " قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ :
    هُوَ مِنَ الرَّوَافض ، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم ، لَهُ كِتَاب : " الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت " ، وَكِتَاب : " المسترشد فِي الإِمَامَة " .ا.هـ.


    وقال الحافظ ابن حجر –رحمه الله تعالى- في " اللسان " (5/115) :
    " ونبهت عليه لئلا يغتر به ، فقد ترجمه – أي الإمام ابن جرير – أئمة النقل في عصره وبعده ، فلم يصفوه بذلك ، وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم لقبه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه ، والعلم عند الله تعالى ، قاله الخطيب " ا.هـ.

    مثال ثانى - الإمام الهمام أبو حنيفة النعمان – رحمه الله تعالى - المتوفى سنة 150هـ صاحب المذهب المعروف ، وذاك المارق قاضى الدولة العبيدية ابو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور المغربى . قال عنه الإمام الذهبي –رحمه الله تعالى- فى السير :
    " كان مالكيا فارتد الى مذهب الباطنية ، ونبذ الدين وراء ظهره والف فى المناقب والمثالب ورد على ائمة الدين وانسلخ من الاسلام فسحقا. وانتقل إلى غير رضوان الله بالقاهرة في رجب سنة ثلاث وستين وثلاث مئة ."
    " سير أعلام النبلاء"- ج12، ص427. ـ مؤسسة الرسالة-الطبعة التاسعة-1413هـ

    مثال ثالث - قال بن أبي طي : مازال الناس في حلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطة الشيعي بضم الباء وابن بطة الحنبلي بفتح الباء حتىقوم الرشيد فقال : ابن بطة الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم ،ولد سنة أربع وثلاث مائة من الهجرة النبوية 0
    قال ابن الأثير : كان فاضلاً عالماً بالحديث من فقهاء الحنابلة ، وقال الإمام المصنف الحنبلي
    قال الذهبي في "العلو" : وكان ابن بطة من كبار الأئمة توفي سنة سبع وثمانين وثلاث مائة
    انظر (مقدمة شرح الإبانة)

    مثال رابع : وهو متعلق باصل بحثنا وهو :التشابه بين محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الاباضى المتوفي سنة 190هـ على ما ذكره الزركلي وقيل: 197هـ وقيل: 205هـ بمدينة (تاهرت) بالشمال الأفريقي ، وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب السلفى - رحمه الله تعالى - المجدد لمهج السلف الصالح . ان شئت المزيد ارجع الى كتاب " تصحيح خطا تاريخى " للشيخ محمد الشويعر – حفظه الله تعالى – نقلا عن كتاب " اشراقة شمس الادلة السلفية " لشيخنا محمد بن عبد الحميد – حفظه الله تعالى - .

    21 - قال الشيخ المحقق عبد السلام هارون - رحمه الله تعالى - :
    " والتاريخ يحمل في بطونه دلائل على حدوث التزييف ."
    "تحقيق النصوص ونشرها"- عبد السلام هارون - مكتبة الخانجي ، الطبعة السابعة لعام 1998م ، ص( 40) .

    22- قال الشيخ الالبانى فى السلسلة الضعيفة " مـنـكـر - رقم الحديث 599 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الثاني - مكتبة المعارف الرياض - الطبعة الخامسة - 1412 هـ 1992 م .

    23- سئل الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد - رحمهما الله تعالى - عن التلقين بعد دفن الميت فأجاب :
    " لم يصح في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، بل ورد فيه أحاديث ضعيفة، منها حديث أبي إمامة عند الطبراني " .

    وأجاب الشيخ سعيد بن حجي – رحمه الله تعالى - : قال ابن القيم- رحمه الله تعالى - في الهدي: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت، قام على قبره هو وأصحابه، وسأل له التثبيت، وأمرهم أن يسألوا له التثبيت، ولا يلقن الميت، كما يفعله الناس اليوم; وأما الحديث الذي رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة... إلخ، فهذا حديث لا يصح رفعه.)
    " الدرر السنية " المجلد الثالث – صفحة 279،280 .

    24- قال الشيخ الالبانى فى السلسلة الضعيفة : " موضوع " - رقم الحديث 1246- " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الثالث "- مكتبة المعارف الرياض - الطبعة الثانية- 1408 هـ 1988 م.

    25- كلام ابنى الامام محمد بن عبد الوهاب : حسين وعبد الله رحمهما الله تعالى عن موضوع القراءة عند القبور وحمل المصاحف إليها - المرجع المذكور اعلاه .

    26- كلام الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين – رحمه الله تعالى - عن قراءة سورة يس في المقبرة – المرجع المذكور .

    27- [سورة آل عمران:85] .

    28- [سورة يوسف:108].

    29- [سورة الجن:18].

    30- [سورة المائدة:72].

    31- رسالة أرسلها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى إلى ابن السويدي، عالم من أهل العراق، سأله عما يقول الناس فيه .

    32- قال الشيخ المحقق عبد السلام هارون – رحمه الله تعالى - :
    " فمعرفة القدر العلمي لمؤلف مما يسعف في التحقيق بنسبة الكتاب ."
    "تحقيق النصوص ونشرها"- عبد السلام هارون - مكتبة الخانجي ، الطبعة السابعة لعام 1998م ، . ص(45) .

    33- قال الشيخ المحقق عبد السلام هارون – رحمه الله تعالى - :
    " وليس بالأمر الهيّن أن نؤمن بصحة نسبة أي كتاب كان إلى مؤلفه ، ولا سيما الكتب الخاملة التي ليست لها شهرة ، فيجب أن تعرض هذه النسبة على فهارس المكتبات والؤلفات الكتبية وكتب التراجم لنستمد منها اليقين ؛ لأن هذا الكتاب صحيح الامتثال " .
    "تحقيق النصوص ونشرها"- عبد السلام هارون - مكتبة الخانجي ، الطبعة السابعة لعام 1998م ، ص (45) .

    34- قال الشيخ المحقق عبد السلام هارون – رحمه الله تعالى - :
    " إن كل خطوة يخطوها المحقق لا بد أن تكون مصحوبة بالحذر ، فليس يكفي أن نجد عنوان الكتاب واسم مؤلفه في ظاهر النسخة لنحكم بأن المخطوط من مؤلفات صاحب الإسم المثبت ، بل لا بد من إجراء تحقيق علمي يطمئن معه الباحث إلى أن الكتاب نفسه صادق النسبة إلى مؤلفه " .
    "تحقيق النصوص ونشرها"- عبد السلام هارون - مكتبة الخانجي ، الطبعة السابعة لعام 1998م ، ص (44) .

    35- خاتمة رسالة " إبطال نسبة كتاب أحكام تمنى الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب " لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – الطبعة الأولى -1423هـ-2002م .

      الوقت/التاريخ الآن هو 11.11.24 0:06