زهل من زعم ان أم حرام احدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أو من النسب وكل من أثبت لها خؤولة تقتضي محرمية لان امهاته من النسب واللاتي عنه
صلى الله عليه وسلم معلومات ليس فيهن أحد من الانصار التبة سوى أم عبد المطلب وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، فلا تجتمع أم حرام وسلمى الا من عامر بن غنم جدهما الاعلى
قال الحافظ : وهو احتمال قوى لكنه لا يدفع الاشكال من أصله لبقاء الملامسة في تفلية الرأس ، وكذلك النوم في الحجر
قال : وأحسن الاجوبة عند الخصوصية ، فلا يردها كونها لا تثبت الا بدليل ، لان الدليل على ذلك واضح .
وقال الحافظ الدمياطي : وهم في ام حرام من جعلها من خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أو النسب
وأثبت لها خؤولة توجب محرمية لان امهاته صلى الله عليه وسلم اللاتي ولدته وأصهاره اللاتي أرضعنه كلهن من مضر وربيعة مرعى ولد اسماعيل وجرهم وقضاعة وخزاعة ، ومن بني عامر النجار ومن الازد ليس فيهن من بني قبيلة الاوس والخزرج سوى ام عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن عدي بن النجار وحرام وسليم وام حرام وام سليم وأم عبد الله ، وكلهم أسلم وبايع النبي صلى الله عليه وسلم أولاد ملحان
واسم ملحان : مالك بن خلال بن زيد بن حرام وجندب بن عامر بن غنم بن عديى بن النجار ، فلا يجتمع ملحان وسلمى الا في عامر بن غنم
وهذه خؤولة بعيدة لا تثبت محرمية ، ولا تمنع صالحا
لكن العرب تستعملها كثيرا توسعا كقوله صلى الله عليه وسلم في سعد بن أبي وقاص ابن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة ( هذا خالي ، فليرني امرؤ خاله )
وآمنه بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة من كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب .
وكقول عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - فقلت : خالي يعني العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأم عمرو بنت هاشم بن المغيرة بنت عم العاص كما ورد انه صلى الله عليه وسلم دخل على بعض أزواجه بالمدينة فرأى امرأة حسنة فقال : من هذه ؟
فقالت : احدى خالاتك يا رسول الله
فقال : ان خالاتي في هذه الارض لغرائب من هذه ؟
فقالت : هذه خالدة بنت الاسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة
فقال : ( سبحان الذي يخرج الحي من الميت )
كان أبوها الاسود من المستهزئين ، مات كافرا ، وهي بنت خاله ، ونحوه هذا كثير
إذا كانت أم الرجل من غير قبيلة أبيه كانت قبيلة أمه أخواله على وجه الاستعارة والمجاز
وذكر كلاما ثم قال : فقد ثبت بمجموع ما ذكرنا من الخصائص لام حرام وأم سليم ( رضي الله عنه )
وهذا الحكم خاص بهما
والله أعلم .
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه
المصدر السابق