خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    صد عدوان المعتدين عن شريعة رب العالمين (1) (س6)

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية صد عدوان المعتدين عن شريعة رب العالمين (1) (س6)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 04.11.08 13:28

    س 6 : هل تجوز الصلاة في القبور ؟
    قلت : والإجابة على هذا السؤال من عدة وجوه :
    الأول : حكم البناء على القبور :
    البناء على القبور محرم وقد نهى عنه النبي e (1) لما فيه من تعظيم أهل القبور وكونه وسيلة وذريعة إلى أن تعبد هذه القبور وتتخذ آلهة مع الله كما هو الشأن في كثير من الأبنية التي بنيت على القبور فأصبح الناس يشركون بأصحاب هذه القبور، ويدعونها مع الله تعالى ودعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم لكشف الكربات شرك أكبر وردة عن الإسلام(2). والله المستعان(3).
    الثاني: حكم دفن الموتى في المساجد :
    الدفن في المساجد نهى عنه النبي e ونهى عن اتخاذ المساجد على القبور ولعن من اتخذ ذلك وهو في سياق الموت يحذر أمته ويذكر(4) e أن هذا من فعل
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) قلت: لما في الصحيحين من حديث : عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَما ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا لِلنَّبِيِّ e فَقَالَ: pإِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِi. متفق عليه : أخرجه الإمام البخاري ح (427)، والإمام مسلم بَاب النَّهْيِ عَنْ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ وَاتِّخَاذِ الصُّوَرِ فِيهَا وَالنَّهْيِ عَنْ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ ح (528).
    ولما في الصحيحين من حديث: عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ]e[ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ لَوْلَا ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَوْ خُشِيَ أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًاi . متفق عليه: أخرجه الإمام البخاري ح (1390)، والإمام مسلم ح (531) وفي رواية الإمام أحمد "تَقُولُ عَائِشَةُ يُحَذِّرُهُمْ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا" (المسند) ح (22931).
    (2) قلت: وهذا إطلاق دون تعيين حيث أن هذه الأفعال من الشرك الأكبر المخرج من الملة كما لا يخفى عليك.
    (3) مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله ج 2 رقم (293).
    (4) وذلك للأدلة سالفة الذكر.
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: صد عدوان المعتدين عن شريعة رب العالمين (1) (س6)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 04.11.08 13:32

    اليهود والنصارى ، ولأن هذا وسيلة إلى الشرك بالله عز وجل لأن إقامة المساجد على القبور ودفن الموتى فيها وسيلة إلى الشرك بالله عز وجل في أصحاب هذه القبور فيعتقد الناس أن أصحاب هذه القبور المدفونين في المساجد ينفعون أو يضرون أو أن لهم خاصية تستوجب أن يتقرب إليهم بالطاعات من دون الله سبحانه وتعالى فيجب على المسلمين أن يحذروا من هذه الظاهرة الخطيرة وأن تكون المساجد خالية من القبور مؤسسة على التوحيد والعقيدة الصحيحة قال الله تعالى: } وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً {. [الجن آية: 18]. فيجب أن تكون المساجد لله سبحانه وتعالى خالية من مظاهر الشرك(1) تؤدى فيها عبادة الله وحده لا شريك له هذا هو واجب المسلمين(2). والله الموفق(3).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) قلت: قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" (1/42): وَلَوْ قَصَدَ الصَّلَاةَ عِنْدَ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْصِدَ دُعَاءَهُمْ وَالدُّعَاءَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ أَنْ يَتَّخِذَ قُبُورَهُمْ مَسَاجِدَ لَكَانَ ذَلِكَ مُحَرَّمًا مَنْهِيًّا عَنْهُ وَلَكَانَ صَاحِبُهُ مُتَعَرِّضًا لِغَضَبِ اللَّهِ وَلَعْنَتِهِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ e {اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ} وَقَالَ {قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ} يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا وَقَالَ {إنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ}. فَإِذَا كَانَ هَذَا مُحَرَّمًا وَهُوَ سَبَبٌ لِسَخَطِ الرَّبِّ وَلَعْنَتِهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يَقْصِدُ دُعَاءَ الْمَيِّتِ وَالدُّعَاءَ عِنْدَهُ وَبِهِ وَاعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ إجَابَةِ الدَّعَوَاتِ وَنَيْلِ الطَّلَبَاتِ وَقَضَاءِ الْحَاجَاتِ؟ وَهَذَا كَانَ أَوَّلَ أَسْبَابِ الشِّرْكِ فِي قَوْمِ نُوحٍ وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فِي النَّاسِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ ثُمَّ ظَهَرَ الشِّرْكُ بِسَبَبِ تَعْظِيمِ قُبُورِ صَالِحِيهِمْ. وَقَدْ اسْتَفَاضَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَفِي كُتُبِ التَّفْسِيرِ وَقِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ فِي قَوْله تَعَالَى {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا قَوْمًا صَالِحِينَ فِي قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا مَاتُوا عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ ثُمَّ صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ فَعَبَدُوهُمْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ثُمَّ صَارَتْ هَذِهِ الْأَوْثَانُ فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ. أهـ.
    (2) قال شيخي الحبيب أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد -حفظه الله ورفع قدره-: (والمقصود هنا: القادرين منهم على مراعاة الضوابط الشرعية والآداب المرعية)
    (3) مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله ج 2 / رقم (294).
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: صد عدوان المعتدين عن شريعة رب العالمين (1) (س6)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 04.11.08 13:45

    الثالث: حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر:
    إذا كان هذا المسجد مبنياً على القبر فإن الصلاة فيه محرمة ويجب هدمه4) لأن النبي ]e[، لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد تحذيراً مما صنعوا.
    وأما إذا كان المسجد سابقاً على القبر فإنه يجب إخراج القبر من المسجد ويدفن فيما يدفن فيه المسلمون ، ولا حرج علينا في هذه الحال إذا نبشنا هذا القبر(5) لأنه دفن في مكان لا يحل أن يدفن فيه فإن المساجد لا يحل دفن الموتى فيها.(6)
    الرابع: المراد بقول النبيe :"لا تجعلوا بيوتكم قبوراً":
    اختلف في المعنى المراد بقول النبي، e: "لا تجعلوا بيوتكم قبوراً" (7)على قولين:
    القول الأول: أن المعنى لا تدفنوا فيها موتاكم وهذا ظاهر اللفظ ، ولكنه أورد على ذلك دفن النبي e في بيته. وأجيب بأنه من خصائصه.
    القول الثاني: أن المعنى لا تجعلوا البيوت مثل المقابر لا تصلون فيها؛ لأنه من المتقرر عندهم أن المقابر لا يصلى فيها، ويؤيده ما جاء في بعض الطرق "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تجعلوها قبوراً"(8
    وكلا المعنيين صحيح فإن الدفن في البيوت وسيلة إلى الشرك، ولأن العادة المتبعة من عهد النبي e إلى يومنا أن الدفن مع المسلمين، ولأنه يضيق على الورثة وربما يستوحشون منه، وقد يحدث عنده من الأفعال المحرمة ما يتنافى مع مقصود الشارع وهو تذكير الآخرة. وفي هذا الحديث دليل على أن المقابر ليست محلاً للصلاة؛ لأن اتخاذ المقابر مكاناً للصلاة سبب للشرك.
    والحديث يدل أيضاً على أن الأفضل أن المرء يجعل من صلاته في بيته، وذلك جميع النوافل لقوله e: "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" (9)إلا ما ورد في الشرع أن يفعل في المسجد مثل صلاة الكسوف، وقيام الليل في رمضان، حتى ولو كانت في مكة أو المدينة فإن صلاة النافلة في بيتك أفضل لعموم الحديث، ولأن النبي e ، قال ذلك وهو في المدينة(10).
    خامساً: كيف نجيب عباد القبور الذين يحتجون بدفن النبي]e[في المسجد النبوي:
    الجواب عن ذلك من وجوه:
    الوجه الأول :أن المسجد لم يبن على القبر بل بني في حياة النبي e.
    الوجه الثاني : أن النبي e لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد؛ بل دفن e في بيته.
    الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول e ومنها بيت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مع المسجد ليس باتفاق الصحابة بل بعد أن انقرض أكثرهم، وذلك في عام أربعة وتسعين هجرية تقريباً، فليس مما أجازه الصحابة؛ بل إن بعضهم خالف في ذلك وممن خالف أيضاً سعيد بن المسيب .... "(11).
    ــــــــــــــــــ
    (4) قلت: هذا على ولاة الأمر.
    (5) قال شيخي الحبيب أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد -حفظه الله ورفع قدره-: (ولا شك أن النبش ممنوع لحرمة الموتى غير أنه لما كانت مصلحة تحقيق التوحيد ونبذ الشرك وطرحه، تربوا على ذلك، كانت: فانتبه).
    (6) مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله ج 2 / رقم (295).
    (7) صحيح: صححه العلامة الألباني رحمه الله انظر حديث رقم: (7226) في: "صحيح الجامع".
    (8) صحيح: صححه العلامة الألباني رحمه الله انظر حديث رقم: (154) في: "صحيح الجامع" .
    (9) صحيح: صححه العلامة الألباني رحمه الله انظر حديث رقم: (1117) في: "صحيح الجامع".
    (10) مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله ج 2 رقم (296).
    (11) مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله ج 2 رقم (291).

      الوقت/التاريخ الآن هو 28.04.24 1:54