خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    صد عدوان المعتدين عن شريعة رب العالمين (1) (س4) "كتاب طبع بالأسواق بتوفيق من الله"

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية صد عدوان المعتدين عن شريعة رب العالمين (1) (س4) "كتاب طبع بالأسواق بتوفيق من الله"

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 29.10.08 12:16


    س 4 : هل يمكن فعلاً رؤية النبي e أثناء اليقظة ، وما حقيقة هذا الأمر ؟
    الجواب :
    قلت: سئل الشيخ محمد بن عبد الله القناص عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم ما نصه:
    كثير من أهل البدع يحتجون على بدعتهم بأنهم رأوا النبي eفي المنام وأقرهم على ذلك، فما هي ضوابط رؤية النبي e ؟
    الجواب:((حديث:pمن رآني في المنامi .فقد أخرجه الإمام البخاري ح(110)، والإمام مسلم (2266) من حديث أبي هريرة t قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: pمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي i. للعلماء في تفسير هذا الحديث أقوال أُجملها فيما يلي:
    أن المراد بهذا الحديث أن من رأي النبي e في منامه على صورته المعروفة وأوصافه الجسمانية التي دلت عليها الأحاديث فكأنه رآه في اليقظة، وكان محمد بن سيرين -رحمه الله تعالى-: إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي e قال: صف لي الذي رأيته فان وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره" ذكره البخاري في الصحيح معلقاً وسنده صحيح.
    وأخرج الحاكم (8186) من طريق عاصم بن كليب: حدثني أبي، قال: قلت لابن عباس t: pرأيت النبي e في المنام، قال: صفه لي، قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به. قال: قد رأيتهi. وسنده جيد.
    وقال القاضي عياض: "يحتمل أن يكون معنى الحديث: إذا رآه على الصفة التي كان عليها في حياته لا على صفة مضادة لحاله، فإن رؤى على غيرها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة، فإن من الرؤيا ما يخرج على وجهه، ومنها ما يحتاج إلى تأويل".
    وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بهذا الحديث أن كل من رأي النبي e في المنام فإنه يراه حقيقة، سواء كانت رؤيته على حقيقته المعروفة أو غيرها، قال الإمام القرطبي - رحمه الله -: "الصحيح في تأويل هذا الحديث أن مقصودة أن رؤيته في كل حالة ليست باطلة ولا أضغاثا بل هي حق في نفسها، ولو رؤى على غير صورته فتصور تلك الصورة ليس من الشيطان بل هو من قبل الله".
    وذهب بعض العلماء إلى أن هذا الحديث خاص بأهل عصره e ممن آمن به قبل أن يراه، قال الإمام المازري - رحمه الله-: إن كان المحفوظ: "فسيراني في اليقظة" احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن يهاجر إليه، فإنه إذا رآه في المنام جعل ذلك علامة على أنه يراه بعد ذلك في اليقظة وأوحى الله بذلك إليه e ".
    وذهب بعض العلماء إلى أن هذا الحديث خاص بالصحابة الذين رأوا النبي e وعرفوا صفته، فمن رأى النبي e منهم في منامه بعد وفاته فإنه رآه حقاً؛ لأنهم رأوا النبي e وعرفوه، ويشعر بهذا قوله: "من رآني" قال ابن جزي المالكي: تنبيه: قال e: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي".
    وقال العلماء: لا تصح رؤيا النبي e قطعاً إلا لصحابي رآه حافظ صفته حتى يكون المثال الذي رآه في المنام مطابقاً لخلقته e " [ينظر القوانين الفقهية لابن جزي (ص 379)].
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية صد عدوان المعتدين عن شريعة رب العالمين (1) (س4) "كتاب طبع بالأسواق بتوفيق من الله"

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 29.10.08 12:28

    وقال الإمام القرافي:((قال العلماء: إنما تصح رؤية النبي e لأحد رجلين.
    أحدهما: صحابي رآه فعلم صفته فانطبع في نفسه مثاله فإذا رآه جزم بأنه رأى مثاله المعصوم من الشيطان، فينتفي عنه اللبس والشك في رؤيته عليه السلام.
    وثانيهما: رجل تكرر عليه سماع صفاته المنقولة في الكتاب حتى انطبعت في نفسه صفته عليه السلام، ومثاله المعصوم كما حصل ذلك لمن رآه فإذا رآه جزم برؤية مثاله عليه السلام كما يجزم به من رآه فينتفي عنه اللبس والشك في رؤيته عليه السلام، وأما غير هذين فلا يحصل له الجزم، بل يجوز أن يكون رآه عليه السلام بمثاله، ويحتمل أن يكون من تخييل الشيطان، ولا يفيد قول المرئي لمن يراه أنا رسول الله، ولا قول من يحضر معه هذا رسول الله؛ لأن الشيطان يكذب لنفسه ويكذب لغيره ..." هذا والله أعلم)). أهـ(1)
    وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه : ما معنى قوله e : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ؟
    الجواب:-

    معنى الحديث على هذه الرواية:أن من رأى النبي e في المنام على صورته التي كان عليها في الدنيا فسيرى تأويل رؤياه ووقوع ما أشارت إليه من الخبر في دنياه؛ لأن رؤياه على صورته حق؛ لما دل عليه قوله آخر الحديث: فإن الشيطان لا يتمثل بي انظر تفسير هذا الحديث في [فتح الباري] لابن حجر -رحمه الله- في كتاب التعبير، وليس المراد أنه يرى ذات الرسول e بيقظته، وقد روى الإمام البخاري الحديث في كتاب التعبير، عن أنس t قال: قال النبي e بلفظ: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي... الحديث ، ومعناه: من رأى النبي eعلى صورته التي كان عليها في الدنيا فرؤياه حق، فإن الشيطان لا يتمثل بصورته، وروى مسلم في صححه هذا الحديث بلفظ: من رآني في المنام فسيراني، أو فكأنما رآني على الشك، ولم يذكر كلمة اليقظة، ومعناه: صدق الرؤيا وأن تأويلها سيتحقق(1).
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم]2)
    ***
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) نقلاً عن فتاوى "أخذ الحكم الشرعي من المنامات" أجاب عنها (د. محمد بن عبد الله القناص عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم ).
    (1) قلت:(وأما تلقي الأحكام الشرعية من المنامات والرؤى إنما هو عملُ من لا خلاق لهم في الآخرة من المبتدعة، كالصوفية وأشباههم الذين يترسمون الطريق ويتعبدون الله بإيحاءات المنامات والرؤى فضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل.
    ولذا فمهما كانت الرؤيا صالحةً، ومهما كان صاحبها صالحاً، فهذا كله لا يرفعها إلى مقامات التشريع تستصدر منها الأحكام.
    وقد حكى الإمام النووي رحمه الله في: " شرح صحيح مسلم" (1/115)عن القاضي عياض في الاحتجاج بما يراه النائم في منامه قولَه: "إنه لا يبطل بسببه -أي المنام- سنة ثبتت، ولا يثبت به سنة لم تثبت, وهذا بإجماع العلماء".
    ثم قال الإمام النووي رحمه الله: "وكذا قال غيره من أصحابنا وغيرهم. فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع " )) أهـ.
    وقال رحمه الله في: "المجموع" (6/292): ((لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان, ولم ير الناس الهلال, فرأى إنسان النبي ]e[ في المنام، فقال له: الليلة أول رمضان لم يصح الصوم بهذا المنام، لا لصاحب المنام ولا لغيره " )) أهـ.
    ولواضع هذا المصنف بحث في الرؤى وأحكامها وبيان ضوابطها ومحاذيرها وقد تم بحمد الله نشره بمجلة التوحيد التي تصدر عن جماعة أنصار السنة بمصر عدد ( شوال، وذو القعدة، وذو الحجة) لسنة 1427 هـ فليراجع.
    (2) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال الثالث من الفتوى رقم (5428) (2/76).

      الوقت/التاريخ الآن هو 28.04.24 15:24