خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين بقلم أخينا الشيخ العلامة علي الحلبي

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين بقلم أخينا الشيخ العلامة علي الحلبي Empty النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين بقلم أخينا الشيخ العلامة علي الحلبي

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 21.10.08 8:08


    النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين

    بقلم أخينا الشيخ العلامة
    علي الحلبي

    [نســخة معدّلــــــــة]
    الحمدُ لله حقَّ حمدِه، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّه وعبدِه، وعلى آلِه وصحبِه ووَفْدِه.
    أمَّا بعدُ:
    فإنِّي لا أقْدِرُ على إخفاءِ مشاعر سُروري -أو أُأَخِّرَ إظهارَها!- حُبُوراً بما أراهُ في (منتديات البيضاء) -المُباركة- مِن كتاباتِ كثيرٍ مِن الإِخْوَةِ والأخَوات إضْجاجاً مِن كثيرٍ ممَّا يجري في ساحة الدَّعْوَة السَّلَفِيَّة: مِن تفَرُّق، وتبديع، وإسقاط، وتنافُر، وشدٍّ، وجَذْب!!
    فجزى اللهُ هذه (المنتدياتِ) خيراً، وكذا أخانا الفاضلَ المحدِّثَ المُقْرِئَ( 1) الدُّكْتُورَ الشيخَ أبا البراء عليَّ بنَ رضا بنِ عبد الله -حفظهُ اللهُ ونَفَعَ به- المشرفَ العامَّ على هذه
    (المنتدياتِ)- على هذه الجهود المباركة، والحِرْص الدَّؤوب الحاثَّيْنِ على إغلاق الأبواب دونَ هذا المُصابِ الجَلَل، وإظهار دعوتنا السَّلَفِيَّة بأبْهَى الحُلَل -بلا خَلَل-.
    وعليه؛ فإنَّنِي أعتقِدُ -للخُروجِ مِن هذه المآزِق-: أنَّنا لو الْتَزَمْنا القواعدَ الشرعية -التي وَرَدَتْنا في الكتاب والسُّنَّة، ومنهج سَلَف الأُمَّة-، واتَّبَعْنا الأصولَ العلميَّة -التي وَصَلَتْنَا مِن طريق العُلماء والأئمَّة -علماً وحِلْماً، قولاً وفعلاً- مع الإخلاصِ لله، وصِدقِ النَّفْسِ-: لانْقَشَعَتْ عنَّا غُيومُ الفُرقة، وزالت مِنَّا ذُيولُ المِحنة، ولَرَجَعْنا كما أرادَنا ربُّنا -سبحانه-: {رُحَمَاءُ بينَهُمْ}، وكما رَضِيَ لنا نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمن للمؤمن كالبُنيان: يشُدُّ بعضُه بعضاً»( 2)؛ ليكونَ ذلك -كُلُّهُ- «طريقاً للسَّلامةِ في الحالِ، والصلاحِ في المَآل»( 3).
    ولكنْ -وللأسف-؛ فإنَّ كثيراً مِن هذه المعاني العظيمةِ التي أرشدَ إليها هذانِ النَّصَّان الشَّرْعِيَّان -وما يُشبِهُهُما- غائبةٌ عنَّا، نائيةٌ مِنَّا!... ولا مُفَرِّجَ؛ إلَّا اللهُ -تعالى-...
    وأعظمُ ما ينبغي تأصيلُهُ -اليومَ-، وتقعيدُهُ-، ضَبْطاً لعُقول الشباب وفُهومِهم -وجمعِ كلمتِهم فيما هم فيه مُختلِفون-؛ أمورٌ:
    أوَّلاً : تأصيلُ وتفصيلُ علومِ ومعارفِ الجرح والتعديل(4 )، وإِدراك مكانته الشرعية، وضبط أهمِّ مسائلِه، وبخاصَّة نفيَ التفريق الحادثِ بين نقد الرُّواة، والكلام في أهل البِدع. ... وأنَّ ذلك -كُلَّهُ-، يحتاجُ إلى تفسيرٍ مُبَرْهَنٍ جليل، وبيانٍ (مُقْنِعٍ) وتدليل، ونقضٍ للقالِ والقيل!!
    ثانياً: تفعيلُ دَوْرِ (النصيحة)؛ لعظيمِ أَثَرِها في جمع الكلمة، ولمِّ الشَّمْل؛ «فإنَّ أعظمَ ما عُبِدَ اللهُ به: نصيحةُ خلقِه؛ وبذلك بَعَثَ اللهُ الأنبياء والمرسَلين»(5 ).
    ثالثاً: تأصيلُ أُسُس الترجيح بين المصالح والمفاسد -وهو مِن أدَقِّ المعارفِ وأعمقِها-؛ فإنَّ «الشريعةَ جاءتْ بتحصيل المصالحِ وتكميلِها، وتعطيلِ المفاسد وتقليلها»( 6)، «بحَسَب الإمكان»(7 ).
    ولا يتمُّ ذلك -على الحقِّ والحقيقة- إلَّا أن «يعلمَ الإنسانُ خيرَ الخيرَيْن، وشرَّ الشَّرَّيْن»( 8) -وهذا هو الفِقهُ-.
    رابعاً: لُزومُ الرِّفْق واللِّين في الدعوةِ، وبخاصَّة بين دُعاة السُّنَّة، وحَمَلَةِ عقيدة السَّلَف الصالح، ونَبْذُ اتِّخاذ العُنف منهجاً وطريقاً؛ إذ «التشديد يُحْسِنهُ كُلُّ أحد»( 9)؛ بعكس الرِّفْق والِّلين؛ الذي يحتاجُ إلى مُجاهدةِ النَّفْسِ، ومُقاومة الهوى -وما أشَدَّهُما!-...
    خامساً: رفضُ (التقليد)، وبيان أنَّهُ مصادمٌ لدين الله -تعالى-؛ إلَّا لضرورة. «وإنَّما دَخَلَتِ الداخِلةُ على الناسِ مِن قِبَلِ (التقليد)؛ لأنَّهُم إذا تكلَّم العالمُ عند مَن لا يُنْعِمُ النَّظَرَ بشيءٍ: كَتَـبَهُ، وجَعَلَهُ ديناً يَرُدُّ به مَن خالفَهُ!! دونَ أن يعرفَ الوجهَ فيه؛ فيقعُ الخلَلُ!!» (10 )...
    سادساً: منعُ الشباب والأَغْرار مِن وُلوجِ الفتن، والدُّخُولِ في الخِلافات (العميقة=الدقيقة)، والتي تُزلزِلُهم عن الهُدى، وتحرِفُهُم إلى الهَوى. وهذه الأُصولُ -كُلُّها- إنَّما نذكُرُها، ونُرَكِّزُ عليها انطِلاقاً مِن باب النَّصيحة الهادفة، والكلمةِ الطيِّبة -دون تربُّصٍ، أو تصيُّد، أو ترصُّدِ-... عسى أن يكونَ لها أثرُها الحَسَنُ المباركُ -بين إخوانِنا ومشايخِنا- في «استئصال شَأْفَةِ الفُرقة وأسبابِها»(11 ).
    ممَّا جَعَلَ «الأعداءَ فَرِحِين(11)»؛ لظنِّهم المشؤوم: أنَّ «الدَّعْوَةَ السَّلَفِيَّةَ توقَّفَتْ وضُربت»(11)! ولَئِنْ حصَل شيٌ مِن ذلك -الآنَ!- وهو حاصلٌ بلا رَيْبٍ!- فوا أسَفِي الشَّديد-: فهو تطبيقٌ واقِعِيٌّ لقولِ الله -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}. {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيد}...
    ولكنَّ الأمرَ -بإذنِ الله-؛ كما قال -سُبحانَه تعالى- وهو العليُّ الكبير-: { وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }...
    فالأملُ معقودٌ بالله ذي الجلالِ -سبحانه- أنْ يكونَ ذلك الوَهَنُ -كُلُّهُ أو جُلُّهُ- نَبْوَةَ سيف، أو كَبْوَةَ جواد!! لتعودَ الدعوةُ -ودُعاتُها- على جادَّةِ الإنصاف، وطريقِ السَّلامة، وبابِ الأُلفةِ؛ مِن غير إفراطٍ ولا تفريط، ولا غُلُوٍّ ولا تقصير...
    ولنْ يتمَّ ذلك -لا في قليلٍ ولا في كثير- إلا بتطبيق- أوامرِ الله -تعالى- وأحكامه؛ التي فيها سعادتُنا في المعاش والمعاد-: {... وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} {... وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.
    والإطارُ الكبيرُ لهذا كُلِّه هو (النصيحةُ)؛ والتي هي -أساساً-: «عنايةُ القلب للمنصوح له -مَن كان-»( 12). ولنْ يكونَ ذلك على وجهِ اليقين -تحقيقاً لِـحُكْمِ الدِّين- إلَّا بـ«أن يُحِبَّ لهم ما يُحِبُّ لنفسِه، و يكرهَ لهم ما يكرَهُ لنفسِه، ويُشْفِق عليهم، ويرحمَ صغيرَهم، ويُوَقِّرَ كبيرَهم، ويحزنَ لحُزْنِهم، ويفرحَ لفرحِهم... ويحبُّ صلاحَهم، وأُلْفَتَهُم، ودوامَ النِّعَمِ عليهم، ونصْرَهم على عَدُوِّهم، ودفْعَ كُلِّ أذىً ومكروهٍ عنهم»( 13).
    ولكنْ -بكُلِّ أسىً وأسفٍ-: أين الناصحون الصادقون؟! وأينَ مَن يقبلُ النصيحةَ -ممَّن يتَّقون-؟!
    قيل للإمام عبد الله بن المبارك -المتوفَّى سنة (181هـ) -رحمهُ اللهُ-: هل بقي مَن ينصحُ؟!
    فقال: «وهل تعرفُ مَن يقبلُ؟!»( 14)... ...
    هذا في زمانِه -قبل قرون وقُرونٍ!-؛ فكيف في زمانِنا هذا؟!!
    وما أجملَ وصيَّةَ الإمام سفيان الثوري -المتوفَّى سنة (161هـ) -رحمهُ اللهُ- ليوسُفَ بنِ أَسْباط- لعلَّ ذوي النَّصَفَةِ (!) يُدركونها-؛ قال: «إذا بَلَغَكَ عن رجُلٍ بالمشرقِ -صاحب سُنَّة-، وآخَر بالمغرب؛ فابعث إليهما بالسَّلام، وادْعُ لهما... ما أقلَّ أهلَ السُّنَّة والجماعة!»( 15).
    فكيف الشأنُ -بالله عليكم- بمَن لا يُقيم وزناً لهذه الحقائق؟! ليكونَ جُلُّ همِّه -بعدُ- التطبيقَ الحِزْبِيَّ الظالمَ الجَائرَ لقاعدةٍ يَسُوقُها -ويُسَوِّقُها!- بالباطل-، ناسِبَها بسُوءِ فِعْلِه وصَنِيعِه -زُوراً وبُهتاناً- إلى منهج السُّنَّةِ، وطريقِ أهلِ السُّنَّةِ-فيهم وعليهم! -قائلاً- غالباً بلسان الحالِ، وأحياناً بلسان المقال!!-: «مَن لم يكن معنا؛ فهو ضِدّنا؛ ولا بُدَّ مِن إسقاطِه»( 16)!! ...
    وما ذلك كذلك إلا لأنَّهم -غفر الله لهم- يَبْنُونَ سائرَ مواقِفِهم على ردود الأفعال! والإلزامات! والاحتمالات! والظُّنون! والتخرُّصات!! -هداهُم اللهُ-...
    فَأَشْبَهَ حَالُـهُمْ حالَ أولئك القومِ(!) الذين ذكرهم -مُحَذِّراً- بَعْضُ أَفَاضِلِ أَهْلِ عِلْمِ عَصْرِنا -أَعَانَهُ الله-؛ بِقَوْلِهِ: «إنَّ مِن حماقتِهم:
    أنَّهُم يسمعونَ كلامَ أهل العلمِ -على غير وجهه-!
    ويفهمون غيرَ ما سمعوه -من غلَطِهِ-!
    ويكتُبون غيرَ ما فهموه -مغلوطاً-!
    ويقرؤون غيرَ ما كتبوه -ممسوخاً-! ...
    فيُمْسَخُ كلامُ أهلِ العلمِ -مِن طريقهم- أربعَ مرَّات كاملات»!!!
    فأين هم -أُولاء- هداهُم المَوْلَى -سُبحانه- في مواقِفهم مِن إخوانِهم مِن أهل السُّنَّة -إذا زَلُّوا، أو أخطأوا- ممَّا رواهُ البيهقيُّ في «شُعَب الإيمان» (8336)، وهَنَّادٌ في «الزُّهْد» (1225)، وأبو نُعَيْم في «حِلية الأولياء» (2/285) عن أبي قِلابة؛ قال:
    «إذا بَلَغَكَ عن أخيك شيءٌ تكرهُهُ؛ فالتمِس له العُذْرَ جَهْدَك؛ فإنْ لم تجدْ له عُذْراً؛ فقُل في نفسِك: لعلَّ لأخِي عُذراً لا أعلمُهُ!»!؟!
    مَعَ لُزُومِ الاستعلامِ، وبذل النصيحة، والحِرْص، والقول الطيِّب، والتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصَّبْر...
    سامِحْ صديقَك إنْ زَلَّتْ به القدَمُ *** فـليس يَسْلَمُ إنسانٌ مِـن الـزَّلَلِ ...
    لا أنْ تقفَ لهُ بالمِرصاد؛ تنتظرُ منهُ الهفوةَ، وتتصيَّدُ له الزَّلَّة!!
    وإلَّا؛ فلْيَكُن الأمرُ -مَعَهُ- على وَفْقِ ما قيل: وعاشِرْ بمعروفٍ وسامِحْ مَن اعتدى وفارِقْ ولكنْ (بالَّــتي هـي أحسنُ) لا: (بالتي هي أخشنُ!)؛ إسقاطاً، وتبديعاً، وتضليلاً، وتنفيراً...
    فواجبُ المسلم -الحقّ- على إخوانِه المسلمين -بالحقِّ-: «إعانتُهم على ما حُمِّلُوا القيامَ به، وتنبيهُهم عند الغفلة، وسدُّ خَلَّتِهم عند الهفوة، وجمعُ الكلمةِ عليهم، وَرَدُّ القُلوب النافرةِ إليهم...»( 17).
    «فإنَّ الهفوة والزَّلَل.. لا يخلو منه أحدٌ»( 18).
    لذا؛ فمِن أجملِ (القول): ما نُقِلَ عن فضيلة الشيخ ربيع بن هادي -وفَّقَهُ اللهُ-: «لا تُقَلِّدُونِي، ورُدُّوا عَلَيَّ خَطَئي، وانْصَحُونِي».
    دفعاً لتحرير العقول، وصَفْعاً للمُتَعَصِّبِ الجَهول؛ فجزاهُ اللهُ خيراً، وزادَهُ فضلاً وبِرًّا. ... ذلكُم أنَّ مِن الناسِ -اليومَ- مَن يُخالِفُ قولَهم فعلُهُم؛ وذلك على حَدِّ ما قيل: يقولـونَ أقـوالاً ولا يُثْبِتُونَـها وإنْ قيلَ هاتُوا حَقِّقُوا لمْ يُحَقِّقُوا!! فاللهُ المُستعانُ...
    ويُشبه هذا -تأصيلاً سَلَفِيًّا مُباركاً-: ما رواهُ الإمامُ ابنُ أبي يَعلى في «طبقات الحنابلة» (2/392): «سألَ رجلٌ أحمدَ بن حَنْبَلٍ، فقال: أَكْتُبُ كُتُبَ الرَّأْي؟ قال: لا تفعلْ، عليك بالآثار والحديث، فقال له السائلُ: إنَّ عبد الله بن المبارك قد كتبها؟ فقال له أحمد: ابنُ المُبارك لم ينزِلْ مِن السَّماء، إنَّما أُمِرْنَا أن نأخُذَ العِلْمَ مِن فوق».
    وما أجملَ ما كتبه العلَّامةُ الشيخُ سُليمان بن سَحْمَان -رحمهُ الله- في «الدُّرَر السَّنِيَّة في الأجوبة النجدية» (8/490) -لبعض إخوانِه- تصحيحاً لِـمَا أَخْطَأ به في بعضِ ما كَتَبَهُ-: «وتذكَّرْ: أنِّي إنْ رأيتُ في كلامِك عثرةً، أو هفوةً؛ فـ«المؤمنُ مرآة أخيه»( 19).


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 21.10.08 8:24 عدل 4 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين بقلم أخينا الشيخ العلامة علي الحلبي Empty رد: النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين بقلم أخينا الشيخ العلامة علي الحلبي

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 21.10.08 8:08


    فاعلمْ - وفَّقك اللهُ لِـمَا يُحبُّه ويَرضاه - : أنَّهُ وقع في كلامِك الذي كتبتَ ... بعضُ الهفوةِ والعثرةِ -غفلةً منك-. ولمْ يَكُنْ ذلك الخطأُ منك على بالٍ، ولمْ تقصِدْ ذلك المعنى على عَمْدٍ واعتقادٍ، ولكنْ لمْ تُحْسِنِ التعبيرَ...».

    فأينَ هذا الصنفُ أينَ؟!!

    فكيف الشأنُ -والحالةُ هذه- فيمَن خالفَ ذلك كُلَّهُ -قافِزاً فوقَ التواريخ، مُتجاوِزاً الأعراف!- مُتَغافِلاً -أو غافِلاً!- عن قولِ الله -تعالى-: { وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ } ؟؟!!

    ومثلُهُ: قولُ نبيِّه الأمين -صلى الله عليه وسلم-: «حُسْنُ العهد من الإيمان»(20 )..

    وقد قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة في «مجموع الفتاوى» (10/385): «ولا يَسُوغُ الذمُّ والعقوبةُ بالشُّبُهاتِ، ولا يَسُوغُ جعلُ الشيءِ حقًّا أو باطلاً -أو صواباً أو خطأً- بالشُّبهاتِ». ...

    فكيف بتقويلِه ما لمْ يقُلْهُ، ولا تَلَفَّظَ به ولا فاه؟! والتثبيتِ عليه بما نفاه، وإلزامِه بما لم يُلزمْهُ به خالقُهُ ومولاه؟!

    وأُكَرِّرُ -ثَمَّةَ- ما قالَهُ والدُنا وأستاذُنا( 21) العلَّامَةُ الإمامُ الشيخُ محمد ناصر الدين الألبانيُّ -رحمهُ اللهُ-تعالى- مُشتكِياً حالَ بعضِ أهلِ زمانِه!-:
    (... إنَّنِي في بعضِ الأحيانِ قد يبدُرُ مِنِّي -أثناءَ حديثِي-: عباراتٌ في أشخاص، أو كلماتٌ في أعيانٍ -أو هيئات-؛ ما قلتُها إلا غَيْرَةً على الدِّين، واهتماماً بأحكامِه؛ لا تحريضاً على أحد، ولا إثارةً لأحقادٍ( 22).

    وليس هذا غريباً مِن أمثالِنا -نحنُ الخَلَف والمحاطين بظُلماتٍ مِن الفِتنِ-، فقد صدَرَ نحوُها -أو مِثلُها-، أو ما هو أقسى منها- مِن الرسولِ -صلى الله عليه وسلم-، أو بعض الصحابةِ، مثل قول أحدِهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-: ما شاء اللهُ وشئتَ يا رسولَ الله! فقال له -صلى الله عليه وسلم-: «أجَعَلْتَنِي لله نِدًّا؟!»(23 )

    وقوله -صلى الله عليه وسلم- لذلك الخطيب الذي قال: مَن يُطِعِ اللهَ ورسولَهُ فقد رَشَدَ، ومَن يَعْصِهِما فقد غَوَى! فقال له -صلى الله عليه وسلم-: «بئسَ خطيبُ القومِ أنتَ»(24 )... ...

    فمثلُ هذه الكلمات لا يجوزُ أنْ يُبنى عليها اتهامٌ لقائليها.

    ولكنَّا قد ابتُلينا في العصر الحاضرِ بأُناسٍ يتتبَّعون العثراتِ والمتشابهاتِ، ويُعْرِضُون عن المحكمات الواضحات -المؤكِّدات لما قُلنا-؛ بقصد إيقاع الفتنة بين الإخوة المؤمنين، أو بينهم وبين بعضِ أولياء الأُمور!

    ولذلك؛ فقد رأينا أن نُعَدِّلَ بعضَ الكلماتِ التي تبيَّن لنا -بعد دراسةٍ-... أنَّها مِن ذاك القَبيل، وأنَّ الأَوْلى عدمُ النُّطْقِ( 25) بها.

    ثم لْيَمُتِ المُفْسِدونَ في الأرضِ غيظاً؛ أولئك الذين قال اللهُ في حقِّ أمثالهم: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.

    وقالَ نبيُّنا -عليه السلام-: «يا معشرَ مَن آمَنَ بلسانِه ولم يدخُل الإيمانُ قلبَه! لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبِعُوا عوراتِهم؛ فإنَّه مَن تتبَّعَ عورةَ أخيهِ المسلم تتبَّعَ اللهُ عورتَه، ومَن تتبَّعَ اللهُ عورتَه، فضحَه اللهُ ولو في جوفِ بيتِه»( 26)...)(27 ).
    صديقيَ مِرآةٌ أُميطُ بهـا الأذى *** وعَضْبُ حُسامٍ إِن مُنِعْتُ حُقوقي
    وإنْ ضاق أمري أو ألمَّتْ مُلِمَّةٌ *** لَـجأتُ إلـيـه دون كُـلِّ شقــيقي



    فأين -اليومَ- هذه المعاني السامية الرائعة؟!


    إنَّها «الأخلاق الضائعة»( 28)!! ...


    و(قد) لا يخلو مِن فُقدان هذه (الأخلاق)، وضياعِه: (كبيرٌ) أو صغير، جليلٌ أو حقير... فَوَاغَوْثَاه... ولا حول ولا قُوَّة إلا بالله...

    {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب}.

    وإنِّي لأختِمُ هذه (المقدمةَ) -الوجيزةَ- بما ذَكَرَهُ فضيلةُ الشيخ ربيع بن هادي -وفَّقَهُ الله- في بعض «أجوبتِه» تحذيراً مِن (الإرهاب الفِكري)؛ المتعلِّق بـ: «كتاب يقولُ كلمةَ الحقِّ، ويَصْدَعُ بالحقّ: فتُثارُ حولَهُ الضجَّة، والتحذير، والترهيب، والإرهاب الفكري؛

    فنعوذُ بالله!! هذا يدلُّ على أنَّ الأُمَّةَ -إلا مَن سلَّمَ اللهُ- انحدَرَتْ إلى حضيض الحضيض؛ معناه: أنَّها لا تُريد الحقّ! معناهُ أنها تعبُدُ(29 ) الأشخاص -فقط-! ما هُم أصحابَ مبادئ، ولا أصحابَ مناهج سليمة؛ أسلموا عقولَهم للشيطان».

    فالأساسُ -بين عُقلاءِ النَّاس-: الحُجَّةُ بالحُجَّةِ، والدليلُ بالدليل، والبُرهان بالبُرهان... أمَّا التهارُشُ، والتَّناوُشُ: فيقدِرُ عليه كُلُّ أحدٍ!!

    فإذا كان ذلك في إِطار أهل السُّنَّة -والعاملين بها، والداعين إليها-؛ فأَوْلَى وأَوْلَى:

    قال سماحةُ أستاذِنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهُ اللهُ- في «مجموع فتاواه ومقالاتِه» (27/19):
    «فالواجبُ على الداعي إلى اللـهِ: أن يُرغِّبَ الناسَ في العِلم -في حضورِ دعوة علماء أهل السُّنَّةِ-، ويدعوهم إلى القَبولِ منهم. ويحْذَرَ التَّنْفِيرَ مِن أهل العِلم المعروفين بالعقيدةِ الصحيحة، والدعوة إلى الله -عز وجل-. وكُلُّ واحدٍ له أخطاءٌ، ما أحدٌ يَسْلَمُ...

    فالواجبُ: أنْ يُنَبَّهَ على أخطائِه بالأُسلوبِ الحَسَنِ، ولكنْ: لا يُنَفَّر منه-وهو مِن أهل السُّنَّة-، بل يُوَجَّهُ إلى الخيرِ، ويُعلَّمُ الخير، ويُنصح بالرِّفْقِ في دعوتِه إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-، ويُنَبَّهُ على خطئِه، ويُدعى الناسُ إلى أن يَطْلُبُوا منهُ العلمَ، ويتفقَّهوا -ما دام مِن أهل السُّنَّة والجماعة-.

    فالخطأُ لا يوجبُ التنفيرَ منه، ولكنْ: يُنَبَّهُ على الخطأ الذي وقع منه. فكلُّ إنسانٍ له أخطاءٌ، ولكنَّ الاعتبار بما غلب عليه، وبما عُرِفَ عنهُ من العقيدةِ الطيِّبَةِ...

    فالواجبُ -على عُلماءِ السُّنَّةِ-: التعاونُ على البِرِّ والتَّقوى، والتَّناسي عمَّا قد يَقَعُ مِن زَلَّةٍ وهَفْوَةٍ. مَن ذا الذي يَسْلَم؟!

    المُهِمُّ أنْ تكونَ الدعوةُ سَلَفِيَّةً على طريق الصَّحابةِ -رضيَ اللهُ عنهُم وأرضاهُم-، واتِّباعِهِم بإحسانٍ... فالدَّاعِي إلى الله، والعالمُ المُوجِّهُ للخيرِ إذا أخطأ: فله أجرُ الاجتهاد، وإذا أصاب: له أجرانِ( 30) -ما دام على الطريقةِ السَّلَفِيَّةِ -طريقةِ أهلِ السُّنَّةِ- ما دام مُوحِّداً قاصداً الخيرَ-...

    وأُوصيكم بالتَّعاون...، والرِّفْقِ بالدَّعْوَةِ، وحُسنِ الظَّنِّ بإخوانِكم أهلِ السُّنَّةِ، وعَدَمِ نشْرِ ما يُشَوِّهُ سُمْعَتَهُمْ مِن أغلاطِ( 31).

    بل عالِجُوها بالطُّرُقِ القَيِّمَة -بالمحادثةِ بينِكم، بالاتصال الهاتفيّ، بالزِّيارة، بالمُكاتبةِ الطَّيِّبَةِ-... حتى تزولَ الوحشةُ، وحتى يتَّضِحَ الحقُّ، وحتى يزولَ الخطأُ، والهدفُ هو طاعةُ الله ورسولِه...». ... لا الانتصارُ، والغَلَبَةُ، والظَّفَرُ!!

    فيا أيُّها المسلمون الصادقون، ويا أيُّها السَّلَفِيُّونَ الواثقون: «احذروا سماسرةَ الأعداءِ؛ الذين يُلْقُونَ بين المسلمين بُذورَ العداوةِ والشِّقاقِ»( 32). ...

    فلو خُلِّيَ أيُّ خلافٍ -بين العُلماءِ -وبَيْنَ مَن دونهم مِن الرَّعاع!-: لَسَهُلَ الأمرُ، وهانَ الخَطْبُ، وخَنَسَتِ الفِتَنُ... ولكنْ؛ «نعوذُ بالله مِن الهوى والفَظاظة»(33 ).

    قلتُ:
    وما أجملَ -آخِراً- ما قالهُ الإمامُ ابنُ قتَيْبَة في كتابِه «إصلاح الغَلَط..» (ص49):
    «.. وقد كُنَّا -زماناً- نعتذرُ مِن الجهلِ! فقد صرنا -الآنَ- نحتاجُ إلى الاعتذار من العِلم!! وكُنَّا نُؤَمِّلُ شُكْرَ النَّاسِ بالتَّنْبِيهِ والدِّلالَةِ؛ فصِرْنا نرضَى بالسَّلامةِ! وليس هذا بعجيبٍ مع انقلابِ الأحوال، ولا يُنْكَرُ مع تغيُّرِ الزَّمان...».

    «فالمؤمنُ إذا امتُحِن: صَبَرَ واتَّعَظَ واستغفر، ولم يتشاغل بذمِّ مَن انْتَقَمَ مِنْهُ(34 )-؛ فاللهُ حَكَمٌ مُقْسِطٌ( 35).

    ثُمَّ: يحمدُ اللهَ على سلامةِ دينِه..» (36 ).

    ... «اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ؛ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِـمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْـحَقِّ بِإِذْنِكَ؛ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»(37 ).

    فلعلَّ هذه المقالةَ تكونُ فاتحةً لِبابِ هُدى، ونافيةً لُبَابَ رَدَى... {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيز}. ...
    وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين( 38)..



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الحاشية :

    (1 ) وقَلَّ مَن يجمعُ -اليومَ- بين علوم القرآن، وعُلوم الحديث -كما هيَّأَ اللهُ لأخينا الأستاذِ الفاضلِ- بارك اللهُ له-، ولا يزالُ مُكِبًّا على ذلك -وفَّقَهُ اللهُ-. فأسألُ اللهَ -تعالى- أنْ يرزقَنِي وإيَّاهُ الإخلاصَ والسُّنَّة، وحُسْنَ الخِتام -والجنَّة-...

    (2 ) رواهُ البخاريُّ (467)، ومسلم (2585) عن أبي موسى الأشعريّ.

    (3 ) «فتح الباري» (5/352) -للحافظ ابن حجر-.

    ( 4) وليس هو مجالاً مفسوحاً، أو باباً مفتوحاً لكل مَن هَبَّ ودَرَجَ!! بل هو لخاصَّةِ أهلِ العلمِ... وما أجملَ ما قالَ العلَّامَةُ الثِّقَةُ أبو سِنان الأسَدي: «إذا كان طالبُ العلمِ -قبل أن يتعلَّم مسألةً في الدِّين!- يتعلَّمُ الوقيعةَ في الناس؛ متى يُفلحُ؟!»! كما في «رياض النُّفوس» (1/388)، و«ترتيب المدارك» (2/14-15).

    (5 ) «مجموع الفتاوى» (28/615) لشيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمهُ الله-.

    (6 ) «المصدر السابق» (1/265).

    (7 ) «المصدر السابق» (8/94).

    ( 8) «المصدر السابق» (10/562).

    (9 ) «الاستذكار» (8/275) -لابن عبد البَرّ-، و«صفة الفتوى» (ص32) -لابن حمدان-.

    ( 10) «التمهيد» (12/126) للحافظ ابن عبد البَرّ.

    ( 11) «الحَثُّ على المودَّة والائتلاف، والتحذير مِن الفُرقة والاختلاف» (ص47) لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي -حفظهُ اللهُ-.

    ( 12) «تعظيم قَدْر الصَّلاة» (2/691) للحافظ محمد بن نصر المروزي -رحمه الله-.

    (13 ) «المصدر السابق» (2/694).

    (14 ) «تاريخ بغداد» (7/191).

    (15 ) «شرح أُصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة» (50) للَّالَكائي، و«حِلْيَة الأولياء» (7/34).

    ( 16) كما نعاه عليهم (!) الأخ الشيخ سُلطان العيد في رسالتِه «نصيحة الإخوان» (ص1) -جزاهُ اللهُ خيراً-. قلتُ: فأهلُ الأحزابِ يجعلونَ هذه (القاعدةَ) عامَّةً في كُلِّ مَن خالَفَهُم -ولو كان أعْظَمَ داعٍ إلى السُّنَّةِ!!-! بينما أهلُ السُّنَّةِ -وهُم أرحمُ الخلقِ بالخَلْقِ، وأعرفُهم بالحقّ -يجعلونَها فيمَن ظَهَرَتْ بدعتُهُ، وانكَشَفَتْ حقيقتَه؛ مُعادِياً السُّنَّةَ وهَدْيَها، ومُنابِذاً عُلماءَها وأهلَها... ولا يجعلونَ ذلك -بحالٍ- في (سلفيٍّ) اختارَ قولاً -ما- في مسألةٍ -ما- مِن مسائل (الاجتهاد) المُعْتَبَرة عند أهل العِلْم -دون مسائل (الإجماع) المُقَرَّرَة عِندهم-. وهذا ممَّا (لا يجوزُ) أنْ يختلفَ فيه اثنان... وعلى هذا التأصيل والتفصيل: (يجب) أنْ يُحملَ -لُزوماً- ما نُقِلَ عن بعضِ (آحادِ) السَّلَفِ -إنْ صحَّ- ممَّا يُشْبِهُ هذا المعنى... فمِن المُسْتَنْكَرِ -جِدًّا- في المنهج السَّلَفِيّ -أن «يَسْتَخْدِمَ» مثلَ هذه الآثار «بعضُ النَّاسِ في جعلِ غيرِه [مِن أهلِ السُّنَّة] تَبَعاً له، ومُقَلِّداً لأقوالِه»! ... فهذا -هكذا- ليس مِن (الولاء والبراء) في شيءٍ؛ بل هو «مِن الغُلُوّ المذموم، والتعصُّب المَقيت»!! ولا أُطِيل...

    ( 17) «فتح الباري» (1/138) لابن حَجَر. وأصلُ الكلام للكَلاباذي في «بحر الفوائد» (رقم:67).

    (18 ) «تثبيت الإمامة» (رقم:159) لأبي نُعَيْم.

    ( 19) «السلسلة الصحيحة» (926).

    (20 ) «السلسلة الصحيحة» (216).

    ( 21) وبعضُ (الشَّبَبَةِ!) يتجاوزونَ العقلَ، والزَّمنَ، والشواهدَ والشُّهُودَ؛ (مُشَكِّكِين!) بالباطِلِ المَكْشُوفِ -تسديداً لحِسابات خاسِرة!- في تَلْمَذَتِنَا لشيخِنا، ومشيخَتِه لنا -رحمهُ اللهُ-! ولا أَرَى مَن صَدَرَ مِنهُ هذا النفيُ الجائرُ -(صغيراً) كان أو (كبيراً) -مِن بابِ حُسْنِ الظَّنِّ به- إلَّا مُتراجِعاً عن نفيِه -إذا راقَبَ ربَّه، وسَكَنَ غَضَبُه، وَهَدَأَتْ نَفْسُهُ-. واللهُ الهادي..

    ( 22) وقال شيخُنا -رحمهُ اللهُ- في بعضِ «مجالسِه»: «... نحنُ الذين نظُنُّ أنَّنا نَتَّئِدُ في إصدار الأحكام: قد يصدُرُ مِنَّا شيءٌ! وما فَكَّرْنا أنَّهُ سيَفهمُ الناسُ مِنَّا غيرَ ما نُريدُ!! فكُلُّ إنسانٍ مُعَرَّضٌ للسَّهْوِ في التعبيرِ عمَّا يستقرُّ في قلبِه، وفي داخِلِ نفسِه».

    ( 23) «السلسلة الصحيحة» (139).

    ( 24) رواهُ مسلم (870) عن عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ.

    ( 25) ومَن يسلمُ مِن هذا -بل ممَّا هو أكثرُ منه-؟!

    ( 26) «غاية المرام» (420) -لشيخِنا الإمام-.

    (27 ) مُقدِّمة «مجموع فتاويه» (1/5-تحت الطَّبْع) -بإملائِه-. وقد وفَّقَنِي اللهُ -سبحانَهُ- أنْ أكُونَ أوَّلَ مَن نَقَلَ هذه الكلمةَ عن شيخِنا -رحمهُ اللهُ- مِن (إملائِه)- في مقدِّمَةِ «فتاواه» -في رسالتي «إنها سلفيَّة العقيدة والمنهج» -قبل عشر سنوات-. مع أنَّ كتابَ «الفتاوى» لم يُطبعْ -إلى هذه الساعة-!! ونَقَلَها عنِّي غيري دون أيِّ إشارةٍ!! واللهُ المُستعانُ...

    (28 ) وفي رسالتي «يا دُعاة السَّلَفِيَّة.. مشكلتُنا أخلاقيَّة» بيانٌ أوسعُ...

    (29 ) لا ينبغي أنْ يذهبَ غُلُوُّ البعضِ وطَيْشُهُ إلى المُؤاخذةِ بهذا التعبير! ثمَّ أن يَبْنِيَ عليه (!) حُكْمَ التكفير! ... فهذا إسقاطٌ خطير... والأصلُ الكبير: حملُ الكلامِ (بين أهلِ السُّنَّةِ) -بغير تَخْسير!-؛ على حُسْنِ الظَّنِّ -بحُسنِ التقدير-.

    (30 ) كما في «صحيح البخاريّ» (97)، و«صحيح مسلم» (154) عن أبي هريرة.

    (31 ) أين هذه التوجيهات العزيزات ممَّا نُعايشُهُ -ونُعانيه- من انفِلات! وبلايا وطامَّات؟!

    ( 32) «الرياض الناضرة» (ص57) للعلامة السعدي -رحمهُ الله-.

    (33 ) «سير أعلام النُّبَلاء» (14/40) -للإمامِ الحافظِ شمسِ الدِّينِ الذَّهَبِيِّ -رحمهُ اللهُ-.

    ( 34) فهذه أخلاقُ السَّلَف، وسُلوكِيَّاتُ السَّلَف؛ الذين هُم قُدْوَتُنا، ورمزُ دعوتِنا -رحمهُمُ اللهُ-تعالى-: ... وها هُوَ الإمامُ المُبَجَّلُ أحمدُ بنُ حنبل -رحمهُ اللهُ-كما في «السِّيَر» (11/317)- يَسْأَلُ بعضَ تلاميذِهِ: مِن أينَ أقْبَلْتُمْ؟ قالوا: مِن مجلس أبي كُرَيْب، فقال: اكتُبُوا عنه؛ فإنَّهُ شيخٌ صالحٌ، فقالوا: إنَّهُ يطعَنُ عليك!! قال: فأيُّ شيءٍ حيلتي؟! شيخٌ صالحٌ قد بُلِـيَ بي»!!! قلتُ: فلم يَجْعَلْ -رحمهُ اللهُ- الطَّعْنَ به طعناً في الدِّين! أو سبباً لإسقاطِ الطَّاعِن به (!) مِن قائمة الصادقين! أو إِخراجِه مِن إطارِ السَّلَفِيِّين! أو تبديعِهِ وتضليلِه -بالجزم واليقين!-!! .. تلك هي الروحُ الإسلاميَّةُ الحقَّةُ الصادقةُ.. هَضْمٌ للنَّفْسِ، وتقديمٌ للمصلحةِ -ولو خالفت الهوى-! ... فأين الهُدى؟!

    (35 ) وثَبَتَ نحوُ هذا المعنى عن مُعاذ بن جَبَل: رواهُ أبو داود (4611)، وعبد الرزاق (20750)، والبيهقي في «شُعَب الإيمان» (8994)، وأبو نُعَيْم في «الحلية» (1/233) بسندٍ صحيح.

    (36 ) «سير أعلام النبلاء» (1/81) -للإمامِ الذَّهَبِيِّ -رحمهُ اللهُ-.

    ( 37) رواهُ مسلم (770) عن عائشة -رضي اللهُ عنها-.

    (38) جَزَى اللهُ -تعالى- كُلَّ خيرٍ- كُلَّ أخٍ في الله نَصَرَنِي في هذا (المقال) -سواءٌ لي أو عَلَيَّ- فحقيقةُ النُّصْرَةِ: النُّصْحُ بالحقِّ وإلى الحقِّ-. وقد استفدتُ مِن الجميعِ -شَكَرَ اللهُ لهم-؛ وبخاصَّةٍ الأخَ الشيخَ أُسامة عطايا، والأخَ الشيخَ علي رِضا -وغيرَهما ممَّن لا أعْرِف- ولا يضرُّهم أنِّي لا أعرفُهم

    فاللهُ -في عالي سماه-يعلمُهم، ويأْجُرُهُم. والمؤمنُ قويٌّ بأخيه. من هنا يتم تحميل النسخة
    والنقل
    النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين بقلم أخينا الشيخ العلامة علي الحلبي 1

    عاصم محمود
    عاصم محمود
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 55
    العمر : 43
    البلد : سلطنة عمان
    العمل : موظف
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 11/04/2009

    النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين بقلم أخينا الشيخ العلامة علي الحلبي Empty رد: النصح الأمين لجمع كلمة السلفيين بقلم أخينا الشيخ العلامة علي الحلبي

    مُساهمة من طرف عاصم محمود 25.04.09 9:04

    الحمد لله وصلاة والسلام على رسول الله .
    فان وصايا شيخنا الشيخ علي الحلبي في هذه الرسلة وصايا نافعة وجلية
    نسال الله ان يسدد الشيخ ويجعله منارة الحق

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.04.24 23:23