خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان Empty "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 11:01


    ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! ...
    بل
    نارًا وسيفًا وانقسامًا

    "يسوع"!

    فهل تُنْكِرُ هذا يا بنديكت؟!

    حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان يكشف عن:
    1-
    انتشار النصرانية بحدِّ السيف!!
    2-
    وتاريخ إنجيلهم الذي حَرَّفوه في الوحشية والعنف!!

    مقارنة بـ
    الإسلام دين السلام الدَّاعِي للسلام!!




    بسم الله الرحمن الرحيم


    يقول الناسُ في أمثالهم المشهورة: ((كلُّ إناءٍ ينضح بما فيه)).

    ويُصَدِّقُ هذا المثل علماء الاجتماع حين يتحدثون عن ارتباط الإنسان من حيثُ النشأة والتكوين بمحيطاته التي ينشأ بينها، ولهذا يقول علماء الاجتماع والسلوك في قواعدهم: ((الإنسانُ صورةٌ مِن بيئته))، فهو يتأثَّرُ بالبيئة التي نشأ فيها، ويحاكيها بحلوها ومرّها، وترتكز صورتها وتنطبع في داخله منذ اليوم الأول الذي يحل بالبيئة المحيطة به عند ولادته.

    فالإنسان ليس معزولا عن بيئة محيطة، ولا هو بالكائن المبتوت الصلة بما يحيط به، ولكنه كما يقول علماء الاجتماع: ((مَدَنِيٌّ بطبعه))، يحب معاشرة بني جنسه، بدْأةً، وكلما نضج وتقدّم به العمر فإنه يُخَصّص دائرته أكثر فأكثر فلا يقف عند حدود الميل لجميع أبناء جنسه الإنساني ولكنه يبدأ في الميل والانجذاب إلى المشاركين له في الأفكار والسلوكيات.

    وهكذا يظل الإنسان دائمًا منذ بدأ وإلى أن يرحل عن الدنيا في مراحل متتالية ومتوالية لا يترك واحدة حتى يبدأ في أخرى من مراحل تأثُّره في أفكاره وطموحاته وأطروحاته وسلوكياته بالبيئة المحيطة به.

    والماء دائمًا ما يأخذ شكل الإناء ولا يخالفه!!

    تذكرتُ هذا حين سمعتُ كلام ((بنديكت السادس عشر: بابا الفاتيكان)) عن الإسلام العظيم، ووصم هذا البنديكت للإسلام بوصمة العنف والانتشار بالسيف، ويعني بذلك أن يوصل رسالةً للدنيا يقول لها فيها: لقد انتشر الإسلام بوحشية تقوم على السيف والقوة والبطش لا بسلامٍ ومحبةٍ ووئامٍ ..... إلى آخره.

    وعلى الرُّغم من قساوة ((الكذبة البنديكتية)) لمخالفتها للحقيقة مخالفة فجّةً لا حياء فيها ولا مروءة، إلا أنها لم تقع عندي بذلك الوقع الشديد الذي وقعتْ به عندي غيري ممَّن لا يتوقعون ما يمكن أن ينطق به البنديكت قبل أن يقوله أو يُفَكِّر به.

    ولستُ ممَّن يرجُم بالغيب أو يدّعيه، ولا أنا مِمَّن يأتي السحرة والكهان أو يعتمد عليهم كما يفعل ذلك بعض ساسة أوروبا وأمريكا حتى ساعتنا.

    ومن حقِّ القارئ أن يسألني: كيف توقّعتَ أن يصدر هذا القول من بنديكت أو يعتقده أمثاله؟

    نعم من حقِّك أيها القارئ أن تسأل سؤالك هذا.

    ومن واجبي أن أجيبك، لكني أستأذنك في اختصار الجواب الآن ولربما نلتقي يومًا ما بجوابٍ أطول وأشمل.

    وجواب ذلك باختصار يكمن في دراسة أبعاد البيئة التي يحيا فيها البنديكت، لنصل إلى ما يمكن أن يصدر منه أو يعتقده؛ إِذْ من المستحيل أن ينسلخ البنديكت أو غيره من البشر عن البيئة التي تحيط بهم، فكرًا وسلوكًا، كما أنه من المستحيل لماء البحر أن يتلوَّن بلونِ الإناء، وهو بعدُ لا يزال خارج الإناء!!

    وقد سبق وأشرتُ إلى أثر البيئة في الإنسان كيف هو.

    ويحدثنا الخبير بالنفس، العليم بأسرارها، خالقها ومالكها رب العزة تبارك وتعالى عن هذه القضية فيقول عز وجل: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً} [الإسراء: 84].

    فيلفتُ الله عز وجل في القرآن الكريم أنظارنا إلى أنَّ كل إنسانٍ إنما يعمل على شاكِلَتِه؛ أي يعمل على ما يناسب أخلاقه وفكره وسلوكه، وما هو عليه.
    فالمتوقع منه هنا يكون بناء على دراسة هذه الشاكلة التي هو عليها.

    فالمؤمن الصادق الأمين لا نتوقع منه سوى الإيمان والصدق والأمانة، كما أنه لا يتوقع مِن الفاجر إلا أفعال الفجور والإسفاف والرذيلة والدناءة.

    فكل إنسانٍ يُتوقَّع منه ما يدلّ عليه فكره وسلوكه.

    ولهذا كان العرب القدماء أشد الناس فطنةً لهذه القضية العلمية الاجتماعية الأصيلة في علوم الاجتماع، والتي تأخر غيرهم كثيرًا في اكتشافها وشرحها وبيانها، فأشار العرب إلى ذلك في كلامهم وتقريراتهم وأشعارهم فكان من ذلك مثلا قولهم:

    عن المرء لا تَسَلْ وسَلْ عن قرينه ......... إِنَّ القرينَ بالمُقَارَنِ يهتدِي

    فالصاحب يأخذُ من صاحبه ويتأثر بأخلاقه، ولهذا قال العرب أيضًا: ((الطبعُ لِصّ)): أي أنه يسرق من طباع الآخرين.

    فالمرء يتأثر بمحيطه ولا يُتَوَقَّع منه أن يعمل على خلاف شاكلته، أو صورته التي تبرز لنا من خلال محيط المرء وبيئته، فكرًا وسلوكًا.

    ومِن هنا لم يكن كلام البنديكت أكذوبة غير متوقَّعة بالنسبة لي، لأني أدرك جيدًا ما يمكن أن يصدرَ عن البنديكت؟

    نعم؛ أدرك جيدًا ومن خلال ما سبق وأشرتُ إلى بعضه أنه لن يكون إلا صورةً مِن محيطٍ يعيش هو فيه، بل ويترَأَّس كيانه وباباويته.

    ولن يكون البنديكت بعد ذلك أو يفعل إلا ما تركّز في ضلوعه وأركانه من خلال بيئته ومحيطه.

    فماذا يقول محيط بيندكيت؟

    هل يأمر بالسلام ويدعو إليه؟ أم يأمر بالوحشية والدموية ويحث عليها؟ بل ويعاقب من لم يقم بها؟

    نعم أيها القارئ.

    إن من يترأَّس باباوية عقيدة يقول كتابها فيما ينسبونه لنبيهم: ((ما جئتُ لأُلْقِي سلامًا)) إذن لماذا جئتَ؟

    وهنا يأتي الجواب الواضح والصريح: ((بل نارًا)) و((سيفًا)) و((انقسامًا))!!

    نارًا

    سيفًا

    انقسامًا

    هل بعد النار والسيف والتقسيم الذي ينطوي على التشتيت والتشريد من عنف؟!

    فهل بعد النار والسيف مِن عنفٍ يمكن أن يكون؟!

    لقد بلغ كتاب البنديكت الغاية في العنف والبطش ونشر العقيدة بالسيف والنار والتشريد والتقتيل كما نرى.

    ومَن يعتقد هذا ويترأَّس باباويته لا نتوقع منه أبدًا إلا أن ينضح بما هو فيه، فيرمي الإسلام بما يحمله البنديكتب بين جنباته من أدواء وأمراض كالوحشية والنار والسيف؛ لأنه لا يعرف غيرها.

    وفاقدُ البصر لا يرى سوى السواد، كما أنَّ صاحب الفَم المُرِّ المريض لا يشعر بحلاوة طعمٍ مهما أكل!!

    بل وينسب البنديكت وأهل مِلَّتِه ذلك لنبي الله عز وجل عيسى عليه السلام الذي برَّأه القرآن الكريم المقدس المحفوظ بحِفْظِ الله عز وجل له فقال تبارك وتعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِياًّ . وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ . وَبَراًّ بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِياًّ . وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وَلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَياًّ . ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ . مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [سورة مريم عليها وعلى ابنها السلام: 30 - 35].

    فالإسلام ينفي عن عيسى عليه السلام صفة التجبُّر بكل ما تدل عليه من تكبّر وبطش وما سوى ذلك.

    كما يثبت له القرآن الكريم البركةَ أينما حلَّ، والبِرَّ بأمِّه عليهما السلام، وفي وصفه بالبِرِّ لأمِّه عليه السلام إشارة إلى أخلاقه الفاضلة عليه وعلى أُمِّه السلام.

    لكن البنديكت وكتابه يخالفون هذا ويثبتون لنبي الله عز وجل عيسى عليه السلام ما هو بريء منه، وما لا ينبغي أن يكون، حين يزعم البنديكت وكتابه أن عيسى عليه السلام كان جبارًا وحشيًا دمويًا لم يأتِ للأرض للسلام وإنما ((نارًا)) و((سيفًا)) و((انقسامًا))!

    فأيُّ الصورتين أفضل يا عقلاء العالم؟

    وأي الصورتين أجمل؟

    سؤال سيظل يلاحقنا وأنتم معنا خلال مشوارنا هذا معكم ليجيب بنفسه عن نفسه.

    تمامًا كما يلاحقنا السؤال الآخر:
    أي الأمرين أفضل: البنديكت الذي يزعم كتابه النار والسيف والانقسام ويأمر بهم ويحث عليهم؟

    أم الإسلام الذي يبدأ بالسلام وينتهي بالسلام؟

    سؤالٌ آخر سيظل يلاحقنا وأنتم معنا خلال مشوارنا هذا معكم ليجيب بنفسه عن نفسه.


    فتابعونا فإِنَّا لا زلنا معكم.....



    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 12.10.08 11:38 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان Empty رد: "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 11:07

    ولنستمع أولا إلى شهادةٍ مِن كاهنٍ نصرانيٍّ، عاش أحداث استيلاء نصارى إسبانيا على القارة الأمريكية التي كان يسكنها ((الهنود الحمر))، وكتب شهادته التي رآها بنفسه في كتاب ((المسيحية والسيف: وثائق إبادة هنود القارة الأمريكية على أيدي المسيحين الإسبان، رواية شاهد عيان. تأليف: المطران: برتولومي دي لاس كازاس. ترجمته للعربية: سميرة عزمي الزين)).

    وفي هذا الكتاب يضع المطران أو الكاهن النصراني شهادته، ويرسلها لملك إسبانيا يستعطفه ويسترحمه أن ينقذ القارة الأمريكية الجديدة من الدمار والخراب الذي حلَّ بها على أيدي نصارى إسبانيا، ويقول في رسالته إلى المجلس الإسباني 1531م: ((لقد قال السيد المسيح: (ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب)، فلماذا يا سادتي ترسلون الذئاب الجائعة المتوحشة التي تذبح وتهلك النعاج؟)).

    وهذا الكلام مِن كاهنٍ ومطرانٍ نصرانيٍّ يؤكِّد لنا أن العبارات الهادئة أمثال ((المحبة)) و((الإخاء)) وغيرها من عبارات ((التخدير النصراني للضحية المراد طهي جسدها في النار أو تمزيق أطرافه بطريقة وحشية))، كل هذه العبارات الزائفة إنما يرددها من يرددها من النصارى لأجل ((الاستهلاك الإعلامي)) أو ((التخدير لضحيتهم)) لا أكثر!.

    ولنستمع لبعض ما يرويه المطران النصراني ((لاس كازاس)) في شهادته التي شاهدها، والتي يرى فيها أن نصارى إسبانيا قتلوا مليار إنسانٍ في القارة الأمريكية في نحو أربعين سنة فقط، وهذا يعني أن عدد القتلى في السنة الواحدة فقط كان يبلغ الملايين من الناس آنذاك، ولهذا يعترف ((المطران: لاس كازاس)) أكثر من مرة بعجزه عن بيان الحقيقة الفظيعة بكاملها، لأنه يعجز عن وصفها كلها، فهي شيءٌ فظيع ووحشيٌ يفوق الوصف، بل لم تأتِ به الكوارث الطبيعية الهائلة كما يرى ((لاس كازاس)).

    وإذا كان ((المطران: لاس كازاس)) يعجز عن وصف ما جرى على يد النصارى في القارة الأمريكية، فإنه هو وغيره ونحن وجميع البشر يعجزون عن وصف ما جرى على يد النصارى في ((محاكم التفتيش الإسبانية)) التي طاردت المسلمين في إسبانيا إبان سقوط الأندلس، وارتكبت هذه المحاكم ما لا يمكن لعقلٍ أن يتصوره، حتى بلغت بها وحشيتها وفظاعتها إلى حرق مجموعات هائلة من المسلمين أحياءً في ميادين عامة، يتلذذ هؤلاء النصارى بمنظر الأجساد وهي تحترق، ويشبعون رغبتهم الوحشية التي تسكن بين ضلوعهم على الإنسان الذي كرَّمَه الله عز وجل، ولكن أَنَّى لهم أن يعترفوا للإنسان بكرامة، وهم يتلذذون بمنظره حين يُشْوى أمامهم، ويحترق جسده رويدًا رويدًا، حتى يصير الجسد الحي النابض بعد لحظات وبفعل النار وأمام أعينهم الناظرة ونفوسهم المتلذذة يصير الجسد فحمًا أسودًا أو رمادًا وأثرًا بعد عينٍ وإنسانٍ كان ماثلاً للعيان!!.

    ولنرجع إلى ((المطران: لاس كازاس)) ليصف لنا الرهبان النصارى وأفعالهم في القارة الأمريكية الجديدة وفي سكانها من ((الهنود الحمر)) بقوله: ((كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس. كانت هذه سياسة الاجتياح المسيحي: أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها.. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة))
    [المسيحية والسيف ص 9].

    تمامًا كما دكُّوا أفغانستان بالقنابل العنقودية وغير العنقودية، حتى هدموا بلدًا بأكمله، وكذلك الحال حينما ظهرت عداوتهم لكل ما هو إنساني، حين قصفوا بطائرتهم الكليات والمكتبات في عراق العزة والكرامة والمجد والتاريخ، فحرقوا دور المخطوطات، كما حرقوا الإنسان!!.

    تماما كما يفعل إخوانهم وأصدقاؤهم اليهود في مجازر لبنان وفلسطين وصبرا وشاتيلا وقانا الأولى وقانا الثانية.

    تاريخٌ مفعمٌ بالدماء التي سالت على أيدي النصرانية.

    تاريخٌ مفعمٌ بالأشلاء التي تطايرت على أيدي النصرانية.

    ثم هو تاريخٌ مفعم بسرقة الأطفال مِن هنا وهناك وترحيلهم للكنيسة النصرانية لتعميدهم وتنصيرهم خطفًا وإكراهًا.
    فهل بعد التنصير بالخطف والإكراه مِن مجالٍ لحرية الدين أو الاختيار.
    تمامًا كما حصل مع أطفال البوسنة حين كانت المجازر النصرانية الصربية تتكرر مشاهدها كل يوم بل كل لحظةٍ من لحظات الحياة هناك إبان الحرب التي شابت لها الولدان، ثم تم ترحيل أطفال المسلمين هناك بأعدادٍ مهولة إلى الكنائس النصرانية لتنصيرهم إجبارًا لا اختيارًا!.

    وأخبارٌ يعلمها القاصي والداني، وحربٌ لم يمرّ عليها سوى لحظاتٍ فلسنا بحاجةٍ إلى تذكير القارئ بما لا يزال يراه ماثلاً أمام ناظريه، يقلقه على مصير الإنسانية في ظل هذه الهمجية النصرانية أو اليهودية على السواء!.

    إنه مصيرٌ معتِمٌ.

    لكنه معلومٌ للضحية التي تنتظر دورها في أفران النصرانية ليتلذذ بشويها الرهبان والجنود الوحشيون بفظاعةٍ يعجز عن وصفها أدباء العالم وكُتَّابه.

    ولا يلزم بحالٍ مِن الأحوال أن تكون الضحية من المسلمين فقط؛ بل هي من جميع بني الإنسان، الذي يسكن هذه الأرض، والتي لا تعرف ((نصرانية بولس)) التي لا تمت للسيد المسيح عليه السلام بصلةٍ، وهي هي التي يؤمن بها البابوات بعد تعديلها وتحريفها مئات المرات لتناسب أغراضًا وأهواءًا لأجيالٍ متكررةٍ مختلفةٍ بمشاربها وتلوُّناتها.

    نعم لا يلزم أن تكون الضحية من المسلمين فقط، نقول هذا للإنصاف والحيادية والعدل الذي يأمرنا به الإسلام، ولا يُجِيْز الإسلام لنا الظلم بحالٍ من الأحوال، حتى وإِنْ كنَّا نتكلم عن خصومنا.

    فلا زالت النصرانية تقتُل أولادها على مدار التاريخ الغابر، وسَلْ ((بنديكت السادس عشر)) بابا الفاتيكان الذي يتكلم الآن عن السيف: سلْه أيها القارئ: كم عَالِمًا نصرانيًا شنقتهم الكنيسة أو أزهقت أرواحهم بطريقةٍ وحشيةٍ وفظيعةٍ على مدار التاريخ الأسود للنصرانية البوليسية أو البابويَّة؟!

    وحتى لا يتوَهَّمَنَّ متوهِّمٌ أو يقولنَّ قائلٌ: إن الخطأ في مجرد التطبيق النصراني في واقعهم، وأنها مجرَّد تصرفاتٍ شخصية لا صلة لها بدينٍ أو عقيدةٍ.

    فإني أقطع الطريق على مثل هذا الواهم الحالم السارح بخياله في دنيا الفراغ الدعائي الفجّ الذي تطلّ به علينا النصرانية من آنٍ لآخر، عبر مستهلكات دعائية فارغة لا معنى لها في واقعهم يرددها البابوات في احتفالاتهم بصوتٍ هادئٍ على أصوات موسيقى ناعمة!!.

    كلا؛ إنها عقيدة ما كتبوه بأيديهم أو ما يوزع بينهم في كتبهم.

    ويكفينا هنا أن نذكر هذه النصوص الإنجيلية التي تحث على اتخاذ السيف وإحراق المدن كلها، بلا هوادة، بل يذكر يسوع فيما ذكروه عنه في كتبهم أنه ما جاء ليلقي سلامًا على الأرض!!

    ما جاء ليلقي سلامًا على الأرض!

    هكذا هو مدوَّنٌ في كتبهم.

    لكنه جاء بالسيف.

    لكنه جاء بالنار.

    لكنه جاء بالحرق والدماء والتخريب للمدن والتقتيل والتشريد لكل ما هو إنساني.

    هكذا تقول كتبهم، وهكذا يعتقدون في أصل مِلَّتِهم، وعلى هذا يتصرّفون في أفعالهم.

    ***

    نعود إلى أصل عقيدة النصارى التي يتصرّفون على أساسها الآن، والتي لا تعرف سوى سفك الدماء والبطش والسيف المصلت على رقبة الإنسان مهما كان وفي أيِّ أرضٍ كان.

    ولنأخذ هذه النصوص المهمة:
    ففي ((رؤيا يوحنا اللاهوتي)) سنجد هذا النص المطول:
    ((5: 11 ثُمَّ نَظَرْتُ، فَسَمِعْتُ تَرْتِيلَ الْمَلاَيِينِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَهِيَ تُحِيطُ بِالْعَرْشِ وَبِالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ وَالشُّيُوخِ، 12وَهُمْ يَهْتِفُونَ بِصَوْتٍ عَالٍ: «مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَنَالَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالإِجْلالَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ».
    13ثُمَّ سَمِعْتُ كُلَّ خَلِيقَةٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَعَلَى الْبَحْرِ، هَاتِفَةً مَعَ كُلِّ مَا فِيهَا: «الْبَرَكَةُ وَالإِجْلالُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَةُ لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ، إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ». 14فَرَدَّتِ الْكَائِنَاتُ الْحَيَّةُ الأَرْبَعَةُ: «آمِين!» وَجَثَا الشُّيُوخُ سَاجِدِينَ.
    الحمل يفُك الختوم السبعة
    6
    وَرَأَيْتُ الْحَمَلَ وَهُوَ يَفُكُّ أَوَّلَ الْخُتُومِ السَّبْعَةِ، وَسَمِعْتُ وَاحِداً مِنَ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ الأَرْبَعَةِ يُنَادِي بِصَوْتٍ كَالرَّعْدِ: «تَعَالَ!» 2فَنَظَرْتُ وَإِذَا أَمَامِي حِصَانٌ أَبْيَضُ، يَحْمِلُ رَاكِبُهُ قَوْساً، وَعَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ، وَقَدْ خَرَجَ مُنْتَصِراً وَلِكَيْ يَنْتَصِرَ.
    3ثُمَّ فَكَّ الْحَمَلُ الْخَتْمَ الثَّانِي، فَسَمِعْتُ الْكَائِنَ الثَّانِي يُنَادِي: «تَعَالَ!» 4فَخَرَجَ حِصَانٌ أَحْمَرُ، أُعْطِيَ رَاكِبُهُ سَيْفاً عَظِيماً، وَمُنِحَ سُلْطَةَ نَزْعِ السَّلاَمِ مِنَ الأَرْضِ وَجَعْلِ النَّاسِ يَقْتُلُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.
    5وَعِنْدَمَا فَكَّ الْحَمَلُ الْخَتْمَ الثَّالِثَ سَمِعْتُ الْكَائِنَ الثَّالِثَ يُنَادِي: «تَعَالَ!» فَرَأَيْتُ حِصَاناً أَسْوَدَ، يَحْمِلُ رَاكِبُهُ مِيزَاناً بِيَدِهِ. 6وَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنْ بَيْنِ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ الأَرْبَعَةِ يَقُولُ: «كَيْلَةُ قَمْحٍ بِدِينَارٍ، وَثَلاَثُ كَيْلاَتِ شَعِيرٍ بِدِينَارٍ. أَمَّا الزَّيْتُ وَالْخَمْرُ فَلاَ تَمَسَّهُمَا».
    7ثُمَّ فَكَّ الْحَمَلُ الْخَتْمَ الرَّابِعَ فَسَمِعْتُ الْكَائِنَ الرَّابِعَ يُنَادِي: «تَعَالَ!» 8فَرَأَيْتُ حِصَاناً لَوْنُهُ أَخْضَرُ «بَاهِتُ اللَّوْنِ»، اسْمُ رَاكِبِهِ «الْمَوْتُ» يَتْبَعُهُ حِصَانٌ آخَرُ اسْمُ رَاكِبِهِ «الْهَاوِيَةُ»، وَأُعْطِيَا سُلْطَةَ إِبَادَةِ رُبْعِ الأَرْضِ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ الضَّارِيَةِ!
    9ثُمَّ فَكَّ الْحَمَلُ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، فَرَأَيْتُ مَذْبَحاً تَحْتَهُ أَرْوَاحُ الَّذِينَ سُفِكَتْ دِمَاؤُهُمْ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي أَدَّوْهَا، 10وَهُمْ يَصْرُخُونَ لِلرَّبِّ بِأَعْلَى صَوْتِهِمْ: «حَتَّى مَتَى، أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، تُؤَخِّرُ مُعَاقَبَةَ أَهْلِ الأَرْضِ عَلَى مَا فَعَلُوهُ بِنَا؟ مَتَى تَنْتَقِمُ مِنْهُمْ لِدِمَائِنَا؟» 11فَأُعْطِيَ كُلٌّ مِنْهُمْ ثَوْباً أَبْيَضَ، وَقِيلَ لَهُمْ أَنْ يَصْبِرُوا قَلِيلاً إِلَى أَنْ يَكْمُلَ عَدَدُ شُرَكَائِهِمِ الْعَبِيدِ وَإِخْوَتِهِمِ الَّذِينَ سَيُقْتَلُونَ مِثْلَهُمْ.
    12ثُمَّ نَظَرْتُ، فَرَأَيْتُ الْحَمَلَ يَفُكُّ الْخَتْمَ السَّادِسَ، وَإِذَا الأَرْضُ قَدْ زُلْزِلَتْ زِلْزَالاً عَظِيماً، وَالشَّمْسُ اسْوَدَّتْ فَصَارَتْ كَخِرْقَةٍ مِنْ شَعْرٍ، وَصَارَ الْقَمَرُ أَحْمَرَ كَالدَّمِ، 13وَسَقَطَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ كَمَا تَطْرَحُ شَجَرَةُ التِّينِ ثِمَارَهَا الْفَجَّةَ، إِذَا هَزَّتْهَا رِيحٌ عَاصِفَةٌ. 14وَطُوِيَتِ السَّمَاءُ كَمَا تُطْوَى لِفَافَةٌ مِنْ وَرَقٍ، فَتَزَحْزَحَتِ الْجِبَالُ وَالْجُزُرُ كُلُّهَا مِنْ مَوَاضِعِهَا. 15وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَالْعُظَمَاءُ وَالْقُوَّادُ وَالأَغْنِيَا ءُ وَالأَقْوِيَاءُ وَالْعَبِيدُ وَالأَحْرَارُ كُلُّهُمُ اخْتَبَأُوا فِي الْمَغَاوِرِ وَصُخُورِ الْجِبَالِ، 16وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ: اُسْقُطِي عَلَيْنَا، وَأَخْفِينَا مِنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَمِنْ غَضَبِ الْحَمَلِ!» 17فَإِنَّ يَوْمَ الْغَضَبِ الْعَظِيمَ قَدْ جَاءَهُمْ، وَمَنْ يَقْوَى عَلَى الْوُقُوفِ أَمَامَهُ؟
    حِمَاية عَبِيْدِ الله
    7
    وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ، يَحْبِسُونَ رِيَاحَ الأَرْضِ الأَرْبَعَ، فَلاَ تَهُبُّ رِيحٌ عَلَى بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ شَجَرٍ. 2ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ قَادِماً مِنَ الشَّرْقِ يَحْمِلُ خَتْمَ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَالٍ الْمَلاَئِكَةَ الأَرْبَعَةَ الَّذِينَ عُهِدَ إِلَيْهِمْ أَنْ يُنْزِلُوا الضَّرَرَ بِالْبَرِّ وَالْبَحْرِ: 3«انْتَظِرُوا! لاَ تَضُرُّوا الْبَرَّ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الشَّجَرَ، إِلَى أَنْ نَضَعَ خَتْمَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِ عَبِيدِهِ». 4وَسَمِعْتُ أَنَّ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ، مِئَةُ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: 5مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا خُتِمَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ جَادَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ 6وَمِنْ سِبْطِ أَشِيرَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ مَنَسَّى اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً 7وَمِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ لاَوِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ 8وَمِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ يُوسُفَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ بَنْيَامِينَ خُتِمَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً)). انتهى النص.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان Empty رد: "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 11:09

    وهكذا تقوم كتبهم وعقيدتهم على السيف والدماء والبطش والعنصرية المقيتة والوحشية الفظيعة والإبادة الجماعية، وحبس الهواء عن أهل الأرض ونزع السلام منها وزرع الحروب والفتن والثورات بين الناس حتى يقتل بعضهم بعضًا.

    هذه هي عقيدتهم وكتبهم ونفسيتهم ووحشيتهم وفظاعتهم كما رأى القارئ في النص السابق.

    وبعنصريةٍ مقيتة يرون في أحلامهم هلاك جميع من في الأرض إلا هم.

    إنه لا يمكن بحالٍ مِن الأحوال لعاقلٍ يقرأ النصَّ السابق، ويرى كلامَ الحَمَلِ (الذي هو يسوع في نظرِهم كما يتضح ذلك من قولهم: ((مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَنَالَ الْقُدْرَةَ))، لا يمكن لعاقلٍ بحالٍ من الأحوال أن يقرأ النص السابق، ويرى العبارات السابقة في النص والتي تقول:

    ((...مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَنَالَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ.....
    فَنَظَرْتُ وَإِذَا أَمَامِي حِصَانٌ أَبْيَضُ، يَحْمِلُ رَاكِبُهُ قَوْساً....
    4فَخَرَجَ حِصَانٌ أَحْمَرُ، أُعْطِيَ رَاكِبُهُ سَيْفاً عَظِيماً، وَمُنِحَ سُلْطَةَ نَزْعِ السَّلاَمِ مِنَ الأَرْضِ وَجَعْلِ النَّاسِ يَقْتُلُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً......
    8فَرَأَيْتُ حِصَاناً لَوْنُهُ أَخْضَرُ «بَاهِتُ اللَّوْنِ»، اسْمُ رَاكِبِهِ «الْمَوْتُ» يَتْبَعُهُ حِصَانٌ آخَرُ اسْمُ رَاكِبِهِ «الْهَاوِيَةُ»، وَأُعْطِيَا سُلْطَةَ إِبَادَةِ رُبْعِ الأَرْضِ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ الضَّارِيَةِ!....
    12ثُمَّ نَظَرْتُ، فَرَأَيْتُ الْحَمَلَ يَفُكُّ الْخَتْمَ السَّادِسَ، وَإِذَا الأَرْضُ قَدْ زُلْزِلَتْ زِلْزَالاً عَظِيماً، وَالشَّمْسُ اسْوَدَّتْ فَصَارَتْ كَخِرْقَةٍ مِنْ شَعْرٍ، وَصَارَ الْقَمَرُ أَحْمَرَ كَالدَّمِ، 13وَسَقَطَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ كَمَا تَطْرَحُ شَجَرَةُ التِّينِ ثِمَارَهَا الْفَجَّةَ، إِذَا هَزَّتْهَا رِيحٌ عَاصِفَةٌ. 14وَطُوِيَتِ السَّمَاءُ كَمَا تُطْوَى لِفَافَةٌ مِنْ وَرَقٍ، فَتَزَحْزَحَتِ الْجِبَالُ وَالْجُزُرُ كُلُّهَا مِنْ مَوَاضِعِهَا. 15وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَالْعُظَمَاءُ وَالْقُوَّادُ وَالأَغْنِيَاءُ وَالأَقْوِيَاءُ وَالْعَبِيدُ وَالأَحْرَارُ كُلُّهُمُ اخْتَبَأُوا فِي الْمَغَاوِرِ وَصُخُورِ الْجِبَالِ، 16وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ: اُسْقُطِي عَلَيْنَا، وَأَخْفِينَا مِنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَمِنْ غَضَبِ الْحَمَلِ!» 17فَإِنَّ يَوْمَ الْغَضَبِ الْعَظِيمَ قَدْ جَاءَهُمْ، وَمَنْ يَقْوَى عَلَى الْوُقُوفِ أَمَامَهُ؟ ....
    وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ، يَحْبِسُونَ رِيَاحَ الأَرْضِ الأَرْبَعَ، فَلاَ تَهُبُّ رِيحٌ عَلَى بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ شَجَرٍ. 2ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ قَادِماً مِنَ الشَّرْقِ يَحْمِلُ خَتْمَ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَالٍ الْمَلاَئِكَةَ الأَرْبَعَةَ الَّذِينَ عُهِدَ إِلَيْهِمْ أَنْ يُنْزِلُوا الضَّرَرَ بِالْبَرِّ وَالْبَحْرِ: 3«انْتَظِرُوا! لاَ تَضُرُّوا الْبَرَّ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الشَّجَرَ، إِلَى أَنْ نَضَعَ خَتْمَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِ عَبِيدِهِ». 4وَسَمِعْتُ أَنَّ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ، مِئَةُ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: 5مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا خُتِمَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ جَادَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ 6وَمِنْ سِبْطِ أَشِيرَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ مَنَسَّى اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً 7وَمِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ لاَوِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ 8وَمِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ يُوسُفَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ بَنْيَامِينَ خُتِمَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً)).


    فهل يشكّ عاقلٌ بعد قراءة النصّ السابق بعباراته السابقة إلا أَنَّ الحرب العالمية الأولى والثانية قد قامتا معًا وبدأت حملةٌ نازيَّةٌ وبربريةٌ همجيَّةٌ وفاشية مجرمةٌ على جميع بني الإنسان، حتى إن الهواء نفسه ليُحْبَس عن الأرض، ولا يسعد بالنجاة من بين سكان جميع الأرض الذين يبادونَ في النص السابق ويسحقون سحقًا بالسيف والخوف والجوع ووحوش الأرض الضارية، لا أحد يمكنه الهرب من جميع بني الإنسان، ولا نجاة لأحدٍ كما يقول النص السابق إلا (144) ألفًا هم كما يقول النص: ((4وَسَمِعْتُ أَنَّ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ، مِئَةُ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ)).

    هم فقط (144) ألفًا من بني الإنسان، ومع ذلك فهم كما يقول النص النصراني: ((مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ)).

    لا أحد غير هؤلاء (144) ألفًا سينجو من الإبادة.

    وليسأل جميع النصارى أنفسهم: أين باقي النصارى؟!! إذا لم ينجُ سوى (144) ألفًا من بين سكان العالم؟!

    أين يا بنديكت باقي النصارى؟!

    وحتى لا أدع القارئ في حيرةٍ أقول: أما باقي النصارى خاصة العلماء منهم الذين أَنكروا على البابوات فقد قتلتهم الكنيسة وطاردتهم في شتى بقاع الأرض، حتى أنه كانت لهم سجونٌ يعرفها التاريخ بأبشع ما يمكن له أن يعرف.

    ومَن لم تقتلهم الكنيسة فلا حق لهم في الحياة حسب النصّ السابق أيضًا.

    لأنه لا نجاة إلا لهذا العدد المذكور وفقط (144) ألفًا.

    أما باقي شعوب الأرض فقد أسعدها النص وشرّفها بالإبادة الجماعية، وحبس الهواء عنها، وتسليمها للسيف والجوع والخوف ووحوش الأرض الضارية!!

    صورةٌ فظيعةٌ ووحشيةٌ يرسمها النصارى في كتابهم للسيد المسيح عليه السلام.
    صورةٌ وحشيةٌ يرسمونها للسيد المسيح عليه السلام الذي كَرَّمَه الإسلام غاية التكريم، وجعلَه القرآن الكريم مباركًا وبارًّا.
    كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِياًّ . وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ . وَبَراًّ بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِياًّ . وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وَلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَياًّ . ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ . مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [مريم:30 - 35].

    صورةٌ مضيئةٌ ومشرقةٌ تبعثُ على الأمل في الحياة لبني الإنسان، يرسمها القرآن الكريم لنبي الله عيسى عليه وعلى أمه الطاهرة العفيفة الصلاة والسلام.

    فالإسلام العظيم يرسم لعيسى عليه السلام صورةٌ أجمل وأبهى مِن تلك التي رسمها له بابوات النصارى، حتى جعلوه أشبه بمجرمي الحرب الذين يرتكبون إباداتٍ جماعية.
    في حين جعله القرآن الكريم: بارًّا ومباركًا.

    فأيُّ عقلٍ في تشويه صورة نبيٍّ لله عز وجل الذي يزعم النصارى الإيمان به؟!

    وحين تقف أيها القارئ على هذا النص السابق ليوحنا بوحشيته وفظاعته وإباداته الجماعية وتدميره لبني الإنسان، وحبس الهواء عنهم، بل وتدميره للأرض وما فيها عدا (144) ألفًا فقط من جميع بني الإنسان.

    حين تقف على النصِّ السابق بعقلك الناضج، وترى فيه تلك الصورة الدموية والوحشية القائمة على السيف، ولا شيء سوى السيف والإبادة الجماعية:

    حينئذٍ لك أن ترجع معي إلى النبي محمد الأمين الرحيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي كان مِن قواعد دينه الإسلام العظيم: أن نؤمِن بجميع الرسل ونحبهم.

    بل لا يصح إسلامُ مسلمٍ بغير إيمانٍ بجميع الرسل وحبهم وتوقيرهم صلوات الله عليهم جميعًا.

    ليسأل القارئ نفسه: أي الفريقين أحق بالاتِّباع: الذين يهلكون ويدمِّرن جميع ما في الأرض ولا يعرفون سوى الدمار والهلاك وسفك الدماء حتى في أحلامهم كما يفعل النصارى؟
    أم الذين يصلون على موسى وعيسى عليهما وعلى سائر الأنبياء السلام؟

    تشتمون محمدًا ونحب موسى!

    وتسبون محمدًا ونحب عيسى!

    فقارنوا بيننا وبينكم واحكموا إن كنتم تعقلون.

    ليقارن القارئ بين الصورتين وليحكم بنفسه.

    ***

    نعود إلى أصل عقيدة النصارى في نشر دينهم بالسيف والدماء.

    ونقتبس هذا النص:
    من ((إنجيل لوقا)) على لسان يسوع يقول لأصحابه:
    ((35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ صُرَّةِ مَالٍ وَلاَ كِيسِ زَادٍ وَلاَ حِذَاءٍ، هَلِ احْتَجْتُمْ إِلَى شَيْءٍ؟» فَقَالُوا: «لاَ!» 36فَقَالَ لَهُمْ: أَمَّا الآنَ، فَمَنْ عِنْدَهُ صُرَّةُ مَالٍ، فَلْيَأْخُذْهَا؛ وَكَذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ حَقِيبَةُ زَادٍ. وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ، فَلْيَبِعْ رِدَاءَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً)).

    وفي ((إنجيل متى)) على لسان يسوع نجده يقول:
    ((34لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. 36وَهَكَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ)).


    وهكذا يحدد النصارى عقيدتهم في كتابهم بوضوح حين يتناولون فيه على لسان يسوع قوله السابق هنا والذي نرى فيه بوضوح قوله:
    ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ))!
    ((مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً))!


    أكرر لك أيها القارئ النص السابق من ((إنجيل متى)) لعلك لم تصدق صراحتَه حين يقول لك ولجميع الدنيا على لسان يسوع:
    ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ))!
    ((مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً))!


    هكذا تقول التعاليم والعقائد الوحشية الدموية المتعطشة لسفك دماء الإنسان وشوي جسده بالنار.

    هكذا تقول عقائد من ينشرون دينهم بالسيف والدم.

    هكذا تقول عقائد من يُقَدِّمون الدين في مقابل الموت!

    فإما أن تقبل الشعوب الصليب والإنجيل مع الطعام أو تُحْرم من الطعام لتموتَ في فرنٍ جماعيٍّ أو بقنبلةٍ عنقودية أو غيرها مما يعشق النصارى التلذذ به في حروبهم مع بني الإنسان.

    لكنا وقبل أن نستمر معك أيها القارئ نعود بك إلى حيثُ الأمن الذي خطَفَهُ منك البابوات، حتى أنك صرتَ تخشى على مصير بني الإنسان في جميع الدنيا.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان Empty رد: "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 11:10

    نعود بك لنطمئنك حيثُ الاطمئنان والرحمة التي ينطق بها الله عز وجل في قرآنه الكريم واصفًا أعظم إنسانٍ عرفته البشرية محمد بن عبد الله صَلَّى اللهُ عليه وعلى إخوته من الأنبياء موسى وعيسى وغيرهم من أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام.

    يصدُع بها القرآنُ مدويًّا حيثُ يقول الله عز وجل واصفًا نبيه محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء: 107].

    ويقول الله عز وجل لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضًا: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

    نم قريرَ العين أيها القارئ فلا زالتْ هناك رحماتٌ متتابعاتٌ في الإسلام.

    نم قريرَ العين أيها الإنسان ولا تخشَ على مصير الإنسانية جمعاء فهناك من يرحم وما أَرْسَلَه الله عز وجل إلا رحمةً، وما ترك أتباعًا إلا رحماء.

    وصفهم الله عز وجل بقوله: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [سورة الفتح: 29].


    ويقول لهم نبيُّنا محمدُ بن عبد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ)) [صحيح البخاري 5997، وصحيح مسلم 2318].

    بل تعدَّى الأمرُ أكثر من هذا بكثير، فوقفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أعظم إنسانٍ، وقف بغير عنصريةٍ ولا وحشية.

    وقف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ليقتل.

    وقف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ليقول: ما جئتُ لألقيَ سلامًا كما قال إنجيل متى على لسان يسوع.

    وقف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ليأمر بسفك الدماء وشوي الأجساد الحية.

    إنما قف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأمر آخر خَلَّدَهُ التاريخ.

    إنما وقف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليكرِّم النفس الإنسانية.

    إنما وقف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليرفع مِن قيمة الإنسان.

    وقف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجنازة يهوديٍّ!!

    أليستْ نفسًا؟!!

    تلك أنشودتي التي أتغنَّى بها إن ضاعت من الناس الأناشيد.

    وتلك أقصوصتي التي أقصُّها إن كانت قصصكم كلها كذبٌ.

    أليستْ نفسًا؟!!

    إنه الرؤوف الرحيم الهيِّن اللين.

    أعظمُ إنسانٍ.

    إنه محمد بن عبد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَا.
    فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ؟ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ؟!
    فَقَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ؟ فَقَالَ: ((أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟)) [صحيح البخاري 1313، وصحيح مُسْلِم961].

    ((أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟))

    ((أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟))

    أليست نفسًا يا مَن قتلتم مليار هندي في أمريكا الجديدة في أربعين سنة؟!
    بناءً على عقيدتكم التي تقول في إنجيل متى:
    ((لا تظنوا أني جئتُ لألقي سلامًا على الأرض))!

    ((ما جئتُ لألقي سلامًا بل سيفًا))!

    ***

    وقد ظهرتْ آثارُ هذا السيف في طريقة العلاج للآثام حتى بلغ الأمر إلى القول بأنَّ إحراق مدينة بأكملها أفضل مِن أن يترك فيها عادة رديئة!!

    هكذا يكون العلاج في نظر الإنجيل النصراني الموجود بأيدي النصارى الآن.
    حرق المدن بأكملها أفضل مِن أن يُتْرَك فيها عادة رديئة!
    ونحن بطبيعة الحال لا نقلِّل أبدًا مِن العادات الرديئة وضرورة محاربتها لأننا أهل طهارةٍ ونظافةٍ في جوهرنا ومظهرنا.

    هكذا علَّمَنا الإسلام أن نتنظَّف خمس مراتٍ في اليوم عبر الوضوء الواجب للصلاة، وليس نافلةً أو تطوُّعًا، لكنه واجبٌ مِن واجبات ديننا الإسلامي.

    فرضٌ علينا أن نتنظَّفَ خمسَ مراتٍ بغسل أعضائنا ووجوهنا وأرجلنا، بل وبالمضمضمة والاستنشاق الذي يخرج معه رواسب ما تجمع في الشعيرات الدموية الأنفية عبر الشهيق والزَّفِير.

    كما أنه قد أمرنا إسلامُنا باتِّخاذ الزينة عند كلِّ مسجدٍ يعني النظافة والطهارة.
    يقول الله عز وجل في القرآن الكريم: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31].

    ولم يكتفِ الإسلام بالنظافة الخارجية والظاهرية للمسلم، بل أمَرَهُ دائمًا وأبدًا بتطهير داخله وجوهره مِن أدران الشرك بالله عز وجل، بل ومِن أدران الغلّ والحقد والحسد على الآخرين أو الكيد لهم، أو الطمع في أرزاقهم.
    فكلُّ هذا وغيره من الآفات قد نهانا الإسلام عنها أشدَّ النَّهْي.

    بل وصلت مثالية وطهارة ونظافة الإسلام إلى حَدِّ استبشاع سوء الظن بالغير أو التجسُّسِ عليه أو الكلام اغتيابه (الكلام في حقِّه في غير وجوده) بما يكرهه الغائب.
    ولنتدبَّر قول الله عز وجل في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 12].

    علاجٌ حكيمٌ، وتطهيرٌ راقٍ للإنسان مِن أوساخ الدنيا وشوائبها التي تلحق بقلبه وقالبه.
    لا نلمح فيه أيَّ تهورٍ أوْ إبادةٍ جماعية، أو زعم أن إهلاك مدينة بأكملها أفضل مِن أنْ يُتْرَك فيها عادة رديئة!.

    نعالج العادة الرديئة بعلاجٍ حكيمٍ وهاديءٍ، أفضلُ مائة مرةٍ مِن الإبادة الجماعية الدالة على العجز عن العلاج.

    فإِنَّه مِن البديهيات لدى جميع العقلاء أنَّه لا استئصال إلا بعد العجز، ولهذا لا يستأصل الأطباء عضوًا مِن أعضاء الإنسان عند مرضه إلا بعد العجز عن علاجه.

    لكننا إذا رجعنا إلى كتب البابوات وأناجيلهم التي نسبوها لنبي الله عيسى عليه وعلى أمه الطاهرة المطهرة الصلاة والسلام: فسنجد الصورة مخالفة لنداء العقل.

    إنها صورة حب الاستئصال وإحراق المدن، وأن هذا أفضل من ترك عادة رديئة.

    فلماذا تركتموها بلا علاج؟ وأين علاجكم العاقل والهادئ؟

    لن تجد جوابًا هناك إذْ نداء العلاج يخالف شهوة الاستئصال القائم على السيف، والقائل كما سبق:
    ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ)) ((مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً)) [كما سبق نقلا عن إنجيل متى].

    فلا مجال للسلام عندهم.

    ولا مجال للكلام عن علاجات.
    ولهذا حاربوا العلماء والحكماء من النصارى على مَرِّ التاريخ.
    لأنه لا مجال لسوى السيف.
    ولا قول يعلو فوق صوت السيف النصراني المصلت على رقاب الإنسان الذي لا يعرف السيف له علاجًا سوى الفتك به وإزهاق روحه.

    لا مجال لديهم للكلام عن إعادة إعمارٍ بعد الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي انتُهِكَت، وعلى المتضرر بعد ذلك أن يعيد إعمار ما يجب على النصارى بحكم كتبهم التي لا تسمح لصوتٍ يعلو على صوتِ السيف، ولا مجال لديها لسلامٍ أو مفاوضاتٍ سوى ما وردَ في ((إنجيل متى)) على لسان يسوع حيث يقول النص الذي كررناه مرارًا:
    ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ)) ((مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً))


    وننظر في هذا النص مِن أوائل الفصل ((الرابع والثلاثين)) من ((إنجيل: برنا)) والذي يقول:
    ((قال يسوع أيضا : الحق أقول لكم أن إحراق مدينة لأفضل من أن يترك فيها عادة رديئة ، لأن لأجل مثل هذا يغضب الله على رؤساء وملوك الأرض الذين أعطاهم الله سيفا ليفنوا الآثام)).

    ولن نتساءل هنا عن ذنب الأبرياء الذين لم يرتكبوا الآثام حتى يؤخذوا بجريمة مرتكبي الآثام، ولنترك السؤال للقارئ يسأله لنفسه.

    إنها مجرَّد عادة رديئة وليست عادات ولا اجتماع مطبق من أهل القرية على عملٍ بعينه كما اجتمع قوم لوطٍ على فعل المنكرات وترك الحلال الذي أباحه الله عز وجل لهم، فكان عقابهم عادلا ومنطقيًّا حين أخذهم جميعًا بذنبهم المتفشِّي فيهم.

    لكن عاقلاً مِن الناس لن يأمر بحرق قريةٍ بأكملها لمجرد عادة رديئة؛ إلا أنْ يكون البطش والتدمير والفتك متأصِّلٌ فيه، تتعطش روحه لدماء الأبرياء.

    تمامًا كما يقتل الجنود النصارى في جميع حروبهم أطفالاً لا حيلة لهم، بل ربما بقروا بطون أمهاتٍ واستخرجوا أجِنَّةً لا تعلم عن الدنيا شيئًا ثم فتكوا بهذه الأجنةِ أيضًا.

    ولا زالت الأخبار تجري كل يومٍ صباحًا ومساءً وفي كل حينٍ بمثل هذه الجرائم الوحشية والفظيعة للجنود النصرانيين في شتى أماكنهم التي يجتاحونها ظلمًا وعدوانًا.

    وسنترك للقارئ أن يسأل نفسَه: عن ذنب ملايين العراقيين وهدم بلدٍ بأكمله؟!

    نترك للقارئ أن يسأل نفسَه عن ذنب ملايين الفلسطينين؟ والأفغانيين والبوسنويين؟

    كما نترك له أن يسأل نفسَه عن ذنب الفيتناميين؟

    ولا أنسَ أن أُذَكِّره: ما ذنبُ أطفال ونساء تلك المدن اليابانية التي هدموها بقنبلتين نوويتين لا زالت آثارهما تظهر في الأجيال الجديدة حتى الآن؟!

    ذنوبٌ كثيرةٌ على القارئ أن يسألها لنفسه في ظلِّ النص السابق: ما ذنبُ الأبرياء حتى يؤخذوا بجرائم غيرهم.

    وحين لا يجد القارئ جوابًا عليه أن يرجع للقرآن الكريم ليجد فيه هذه الآية الكريمة التي يقول الله عز وجل فيها: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [سورة الأنعام: 164}.

    وهنا على القارئ أن يتدبَّر ويختار.

    كما للقارئ الآن أن يقارن بنفسه بين من يبيد مدنًا بأكملها بجرائم بعضها بناءً على عقيدةٍ مكتوبةٍ في كتابه!!
    وبين الرحمة المهداة لكل البشر، والتي تنهى عن قتل النساء والصبيان وقطع الأشجار في الحروب، لأن الرحمة لا يمكن أن تنقلب عذابًا، والبلسم العذب لا يصبح لهبًا وشُهُبًا!

    يُرْسِي النبيُّ محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعدة الرَّحْمةِ والإنصاف والعدل، وسمُوّ الأخلاق، وشرف وكرامة الإنسان، فيرسل لخالدِ بن الوليد رضي الله عنه أحد قادة المسلمين العظام، ليقول له الرؤوف الرحيم محمد بن عبد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    ((قُلْ لِخَالِدٍ لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا عَسِيفًا)) [((سنن أبي داود)) (2669)، وصححه الألباني في ((إرواء الغليل)) (1210)]. والعسيفُ: الأجير.

    ((قُلْ لِخَالِدٍ لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا عَسِيفًا)).

    ((قُلْ لِخَالِدٍ لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا عَسِيفًا)).

    وقال أيضًا: ((لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً)) [سنن ابن ماجة (2842)، وصححه الألباني في ((إرواء الغليل)) (1210)].

    ((لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً)).

    فليتدبَّر هذا الذين لا يعرفون نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم؟
    وليعرفوا الآن من يكون الرحيم الرؤوف صلى الله عليه وسلم؟

    ***

    ولا زلنا معكم على الطريق فتابعونا ......
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان Empty رد: "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 11:28

    ومع أننا سنتوقف لاحقًا إن شاء الله عز وجل عند جرائم السيف النصراني ضد بني الإنسان.

    إلا أننا نضع للقراء الآن جريمةً من تلك الجرائم النازية الفظيعة، ارتكبها السيف الصليبي النصراني في إحدى بقاع الأرض وضد الإنسان في بغداد التاريخ والعراقة.

    سنكتفي في هذه الجريمة وهذا اللقاء الآن بمجرد حكاية الخبر كما هو نقلا عن موقع ((مفكرة الإسلام)) للأخبار حيثُ يقول الخبر:

    =========

    الأمريكان يجوبون بجثة 'مصطفى' شوارع بغداد فتموت أمه مقهورة

    عام :العالم العربي والإسلامي :الأحد 24 شعبان 1427هـ – 17سبتمبر 2006م آخر تحديث 4:20 م بتوقيت مكة

    مفكرة الإسلام [خاص]:
    ارتكبت قوات الاحتلال الأمريكية جريمة جديدة في مسلسل جرائمها بحق العزل العراقيين, وقتلت شقيقين ومثلت بأحدهما وسط منطقة العامرية غرب العاصمة العراقية بغداد؛ فتوفيت أمهما مقهورة على ولديها.

    وأفاد مراسل 'مفكرة الإسلام' في العامرية أن قوات الاحتلال قامت ظهر اليوم بدهم منزل في شارع المنظمة ـ قرب معرض البيت العراقي السابق ـ وقامت بقتل الشاب 'مصطفى' [17 عامًا] وشقيقه زيد [16 عامًا] داخل المنزل.


    وقال شهود عيان من أهل المنطقة: إن الجنود قاموا بوضع أحد الشقيقين ـ وهو الشهيد مصطفى ـ على غطاء محرك السيارة 'الهمفي' الأمامي والدماء تسيل من رأسه, وجابت به شوارع العامرية في تصرف وحشي واستفزاز غير مسبوق.


    وأضاف الشهود أن والدة الشهيدين أصيبت بجلطة دماغية جراء صدمة قتل ولديها الوحيدين أمام عينيها؛ ما أدى إلى وفاتها في الحال.

    http://www.islammemo.cc/news/one_new...&IDnews=125875


    المفكرة تنقل بالتفاصيل صلب الأمريكان لـ'مصطفى' في شوارع بغداد

    عام :العالم العربي والإسلامي :الثلاثاء 26 شعبان 1427هـ – 19سبتمبر 2006م آخر تحديث 5:45م بتوقيت مكة

    مفكرة الإسلام [خـاص]:


    شيعت جموع غفيرة من أهالي حي العامرية السني يوم أمس الاثنين الشابين مصطفى وزياد ووالدتهما في جنازة مهيبة إلى مقبرة الشهداء، بعد أن قتلهما جيش الاحتلال الأمريكي بدمٍ بارد.

    مراسل مفكرة الإسلام زار منزل العائلة المنكوبة التي لم يتبقَ منها سوى رب العائلة 'طالب محمد' [44 عامًا] الذي ما انفك يذكر الله تعالى ويبكي في صمت فلا ترى منه إلا الدموع المنهمرة من عينيه على لحيته دون أن ينطق أو يتكلم بشيء؛ الأمر الذي جعل جيرانه وإخوته يخشون عليه من مصير كمصير زوجته أو أن يصيبه الجنون من هول الصدمة.


    كان 'أبو مصطفى' يرد على سلام المعزين من أقربائه وأهل حارته بالبكاء الحار .. يستقبلهم بالبكاء ويودعهم بالبكاء دون أن يتكلم بشيء .. لم يذق طعم النوم ولم يأكل أو يشرب منذ يوم الأحد .. وكان في حالة يرثى لها.


    يقول مراسل المفكرة:

    'تجولنا في المنزل فوجدنا آثار دماء مصطفى وآثار إطلاق نار على الحائط تبين أن إحدى الطلقات اخترقت رأس مصطفى وارتطمت بالجدار .. كما وجدنا آثار دماء على سيارة الرجل وتبين أن زياد -رحمه الله- حاول الاستتار من نيران الاحتلال دون جدوى خلف تلك السيارة'.


    ويقول أحد شهود العيان لمراسل المفكرة: إن دورية أمريكية كانت تجوب المنطقة ومؤلفة من 4 عربات همفي وفيها مجندات وجنود أمريكيون ومترجمة عربية، وكانوا في حالة سكر شديدة حيث أخذوا يلقون بزجاجات الخمر الفارغة على منازل الأهالي.


    ويضيف:
    'اقتحموا منزل الشابين [مصطفى وزياد] وكانوا يضعون بعض الأشرطة الفسفورية على جانبي السيارة لتجميلها .. دخلوا إلى الشابين مصطفى [17 عامًا] وزياد [16 عامًا] الذين حلف أبوهما ألا يخرجا من المنزل منذ أسبوعين بسبب امتحانات الدور الثاني وطلب منهما النجاح حتى يسمح لهما بالخروج وأمر أمهما أن تتابعهما عند خروجه هو للعمل وإبلاغه إن هم لم يستذكروا دروسهم، بحسب جيران العائلة المقربين.


    ويكمل شاهد العيان حديثه بقوله: سمعت أصوات إطلاق نار وصراخ مصطفى وزياد وصراخ أمهما واستغاثتها .. بعدها أخرج جنود الاحتلال مصطفى وهو ميت وكانوا يجرونه من قدميه ورأسه ينزف دمًا على الأرض ووضعوه على غطاء عربة الهمفي وجابوا به شوارع العامرية ثم ألقوا به في أحد الشوارع لنجده في اليوم الثاني قد تم نقله إلى مستشفى اليرموك وقد أكلت حرارة غطاء المحرك جزءًا من رأسه.


    ويضيف شاهد العيان:
    'ومع أن الناس هاجمت الدورية بالحجارة أطفالا ورجالاً ونساءً إلا أنهم خرجوا مسرعين من شارعنا إلى الطريق العام وعلمت فيما بعد أنهم استمروا باستعراض قوتهم مدة نصف ساعة ومصطفى مشدود على عربة الهمفي'.

    أما زياد، والحديث ما زال لشاهد العيان، فقد تبين أنه أصيب بثلاث رصاصات واحدة بالكتف واثنين في الرأس وبقي رحمة الله خلف السيارة ممددًا وهو مضرج في دمائه.

    وعن والدة الشهيدين، يقول شاهد العيان: بعد أن سرق جنود الاحتلال جثة ابنها خرجت أم مصطفى [42 عامًا] إلى الشارع حافية تصرخ بصوت عالٍ وتستنجد بالناس وتصيح: 'أتخسون يا أهل الغيرة وليدي' ولم تنفك عن ترديد هذه الاستغاثة إلى أن توارت الهمفي عن الأنظار فسقطت وسط الشارع.

    وهرعت النسوة إليها لستر ما تكشف من قدميها؛ فوجدنها قد فارقت الحياة رحمها الله.

    وكان تقرير الطب الشرعي قد أكد أن سبب الوفاة جلطة دماغية حادة .

    في مطبخ البيت حيث دخلنا أول مرة وجدنا مقلاة على المنضدة وعليها بيضة واحدة مسلوقة كانت لمصطفى حيث كان يشتهي رحمة الله أن يأكل في وقت العصر من كل يوم.

    ويقول صاحب الدكان المجاور لهم: جاءت أم مصطفى واشترت ثلاث بيضات حيث إن وضعهم المادي لا يسمح بشراء طبقة بيض كاملة.

    http://www.islammemo.cc/news/one_new...&IDnews=126116
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان Empty رد: "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 11:32

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

    جزاكم الله خيرا.

    انتشار المسيحية بحد السيف للشيخ وسام عبد الله

    الجزء الأول من سلسلة الرد على البابا بنديكت - التاريخ الأسود للكنيسة الكاثوليكية للشيخ وسام عبد الله

    بل انتصر الإسلام على السيف للشيخ محمد سعيد رسلان
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان Empty رد: "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 11:34

    وجاء دور البابا
    جرائم كرسي البابوية بحق الأمة الإسلامية

    شريف عبد العزيز


    نعم لقد عاد منصب البابوية ليمارس دوره التاريخي والريادي في قيادة الحرب الأبدية والمفتوحة ضد الأمة الإسلامية, هذا الدور الذي خفت صوته وإن بقي أثره مع قيام الثورة الصناعية في أوروبا ودخولها في طور العلمانية والماسونية المعادية, والتي تعادي الدين ممثلاً في الكنيسة, وذلك بعد الانحرافات الهائلة التي وقعت من قادة الكنيسة ورموزها, عاد كرسي البابوية لدوره القديم في توجيه وتدشين الحملات الصليبية من جديد على العالم الإسلامي, عاد البابا ليمنح صكوك الغفران وتذاكر دخول الجنة لمن يستجيب للنداء المقدس! ويذهب لشرب دماء المسلمين وخيراتهم, ولقد كنا أول من نبه على خطورة هذا البابا المحارب في المقال المعنون بـ'بعد اختيار بابا من ألمانيا هل ينتظر المسلمون حربًا صليبية جديدة؟!', وذلك عند إعلان اختيار بينيدكت السادس عشر رأسًا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية, وأن هذا البابا يضطرم بروح صليبية خالصة وعنيفة ضد الإسلام والمسلمين ستدفعه لا محالة للتحضير لحرب صليبية على العالم الإسلامي ربما تكون الأكبر والأعنف في تاريخ المسلمين وربما تكون أولى الملاحم المذكورة في السنن.

    ونحن في هذا المقام لسنا بصدد تفنيد الأباطيل والأكاذيب التي حشا بها البابا محاضرته المشهورة عن الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم, فهي شبهات ممجوجة وترهات سبق لكثير من العلماء الأفذاذ أن ردوا عليها وأفحموا عباد الصليب وغيرهم فيها, ولكننا سنرد على هذا الدعي الكذاب شبهته التي حاول أن يعتذر بها عن إساءته المتعمدة للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم, وذلك عندما قال: إن كلامي فهم بالخطأ, وإنني أريد من هذه المحاضرة أن أؤكد مفهوم نبذ العنف ضد الآخرين باسم الدين, وهو بذلك يريد أن يشوّه مفهوم الجهاد عند المسلمين ودوره البارز في نشر الإسلام وهداية البشر, ووصمه بالوحشية والتعصب, وردنا على هذه الفرية لا يكون بذكر منزلة الجهاد وقدره في الإسلام وأهدافه ودوافعه, فهي أمور قد قتلت بحثًا وتصنيفًا, وإنما يكون كشف زيف هذه الدعوى من الدعي بييندكت بكشف الدور التاريخي والبارز لكرسي البابوية في شن الحملات الصليبية ضد العالم الإسلامي من ألف سنة وحتى الآن.

    أصل الحروب الصليبية:
    ترجع فكرة الحروب ذات الطابع الديني الخالص لكرسي البابوية التي أضفت على الصراع الخالد بين المسلمين والنصارى صفة الصليبية المتعصبة, وخلال هذا الصراع الطويل برز العديد من الباباوات الذين كان لهم دور بارز في تأجيج المشاعر العدائية ضد الإسلام والمسلمين تمثلت في حملات صليبية عالمية على الأمة المحمدية منهم ما يلي:

    البابا حنا العاشر:
    يعتبر البابا حنا العاشر [914-928] أول من نادى بطرد المسلمين من الحوض الغربي للبحر المتوسط؛ بدءًا بجنوب إيطاليا وجزر البحر المتوسط وجنوب غربي فرنسا ثم إسبانيا, وهي الفترة التي كانت دولة الإسلام في الأندلس وقتها في أوج قوتها ومجدها تحت قيادة عبد الرحمن الناصر أول من تلقب بأمير المؤمنين في الأندلس, وكان البحارة المسلمون وقتها أيضًا مسيطرين على حوض البحر المتوسط وفتحوا الكثير من الجزر وهددوا روما نفسها بغارات قوية كادت واحدة منها أن تفتح روما وذلك سنة 324 هجرية, وكانت البابوية وقتها في حالة صراع مرير ضد الإمبراطور أوتو الكبير عطلت دعوات حنا العاشر وخططه نحو شن حرب صليبية ضد المسلمين.

    البابا إسكندر الثاني:
    يعتبر إسكندر الثاني [1061-1073] أول من استخدم فكرة صكوك الغفران كورقة لتحميس الأوروبيين على حرب المسلمين, وذلك عندما دعاهم سنة 1063م-455هـ لنجدة إخوانهم الإسبان في الأندلس من نير المسلمين, مع العلم أن المسلمين كانوا وقتها في أضعف حالاتهم تحت حكم ملوك الطوائف, وقد أسفرت هذه الدعوة عن واحدة من أشد المجازر البشرية روعة عندما شن نصارى أوروبا حربا صليبية بقيادة قائد فرسان البابوية على مدينة بربشتر في شرق الأندلس سنة 1064م-456هـ راح ضحيتها أربعون ألف مسلم ومسلمة غير آلاف الأسارى من البنات والصبيان.

    البابا جريجوري السابع:
    يعتبر البابا جريجوري السابع هو أكبر وأهم من تولى منصب البابوية في التاريخ الكنسي كله, وهو مؤسس فكرة الحملات الصليبية الشهيرة على العالم الإسلامي بالشام ومصر, وقد تولى البابوية خلفا لإسكندر الثاني سنة 1073م-466هـ, وهو بالمناسبة ألماني الأصل, وكانت ولايته للبابوية نقطة تحول فاصلة في حياة البابوية, إذ أصبح البابا من عهده هو سيد العالم النصراني وسيد أوروبا المطلق وصاحب السلطة الأكبر والأهم على نصارى العالم القديم, وقد أثبت ذلك في صراعه ضد الإمبراطور هنري الرابع الذي اضطر للتوجه إلي قلعة كانوسا حيث مقر إقامة البابا جريجوري السابع طلبًا لمغفرة البابا وصفحه بعد أن ثار عليه شعبه وقواده, وإمعانًا في إظهار السيادة والقوة تركه جريجوري ثلاثة أيام حافيًا عاري الرأس على الجليد حتى يرضي عنه, هذا البابا أول من أشعل الحملات الصليبية على الأمة الإسلامية, ولكن العمر لم يطل ليشهد انطلاق هذه الحملات حيث هلك سنة 1088م وترك ذلك لتلميذه النجيب أوربان الثاني.

    البابا أوربان الثاني:
    وقد أخذ على عاتقه إدخال الحملات الصليبية موضع التنفيذ, وقد قام بجولة أوروبية واسعة لحشد الرأي العام واستثارة الهمم الصليبية من أجل ذلك, ثم دعا لمؤتمر مصيري في كليرمونت بفرنسا في 27 نوفمبر سنة 1095م, وفيه أطلق صيحته الشهيرة [إنها إرادة الرب], وأمر كل مسيحي ومسيحية بالخروج لنجدة القبر المقدس من أيدي الكفرة [يعني المسلمين] ثم أفاض في حديث مليء بالكذب والأباطيل عن الاضطهادات التي يتعرض لها النصارى والحجيج ببلاد المسلمين, فأدى ذلك لاشتعال روح حماسية عارمة بأوروبا نحو حرب المسلمين والخروج إلى بلادهم, وقد أرسل أوربان أحد الرهبان المتعصبين واسمه بطرس الناسك, وكان ذا موهبة خطابية فائقة, فطاف أوروبا بأسرها يدعو النصارى لمحاربة المسلمين, ونتيجة لخطب ومواعظ بطرس الناسك الحماسية والمليئة بالمؤثرات من بكاء وعويل وأكاذيب خرج مئات الآلاف من نصارى أوروبا استجابة لنداء البابا ورغبة في المغفرة ودخول الجنة بزعمهم, وذلك بلا نظام ولا ترتيب ولا قيادة, وهي الحملة المعروفة باسم حملة الرعاع والتي أبادها السلاجقة، ومؤرخو أوروبا يغفلون ذكر هذه الحملة ولا يعدونها من ضمن الحملات الصليبية، ثم تلت هذه الحملة الفاشلة حملة الأمراء وكان معظمهم من فرنسا وقدرت بمليون مقاتل صليبي وذلك سنة 1099 م _ 490 هـ, وهي الحملة التي تنجح في إقامة أربع إمارات صليبية بالشام وذلك بطرابلس وأنطاكية وبيت المقدس والرها, وذلك بعد سفك دم قرابة المليون مسلم ومسلمة، والجدير بالذكر أن أوربان الثاني قد هلك قبل أن يفرح بنجاحات الحملة بأرض الشام.

    البابا أوجينيوس الثالث:
    وكان يعتلي كرسي البابوية سنة 1144 م ـ 539 هـ عندما استطاع الأمير المجاهد عماد الدين زنكي أن يفتح الرها، فأصدر أوجينيوس الثالث مرسوماً داعياً أوروبا لحملة صليبية جديدة على بلاد الإسلام للثأر للدين الحق بزعمه! وقد أطلق على هذا المرسوم عنوان [قدر الأسلاف], وبالفعل استجاب لويس السابع وكويزاد الثالث ملكا فرنس وألمانيا لنداء البابا وشنا الحملة الصليبية الثانية والتي تحطمت على أبواب دمشق سنة 543 هـ ـ 1148م.

    البابا باسكوال الثاني:
    وهو الذي أنشأ جماعة فرسان المستشفى, والمعروفة في المراجع العربية بالإسبتارية, وذلك سنة 1113 م ـ 509 هـ وكانت في البداية رعاية مرضى حجاج بيت المقدس وخدمتهم ثم تحولت لجماعة حربية شديدة البأس والتعصب تحت قيادة الراهب الإيطالي جيرار الملقب بحامي فقراء المسيح.

    البابا كالكتس الثاني:
    وهو الذي أنشأ جماعة فرسان معبد سليمان أو الداوية كما هو معروف في المراجع العربية, وكانت مهمتهما حماية طريق الحجاج، وهذه الجماعة من أشد الجماعات الصليبية تعصباً وحقداً على المسلمين وحماسة في قتالهم، وهذه الجماعة وسابقتها عملت على تنمية الروح الصليبية الخالصة ونشر فكرة التطوع ونذر النفس لمحاربة المسلمين، وكانت تقوم على فكرة المزج بين الرهبنة والجندية, ومعظم فرسانها من الرهبان والقساوسة, وكان المسلمون إذا ظفروا بأي أسير من هاتين الجماعتين قتلوه فوراً لكثرة جرائمهم ووحشيتهم ضد المسلمين، وكانت هاتان الجماعتان تحت الإشراف المباشر لبابا روما, ولهما من الامتيازات والإقطاعات ما يكفيهم عن العمل والتفرغ لقتال المسلمين.

    البابا جريجوري الثامن:
    بعد أن حقق المسلمون بقيادة صلاح الدين انتصارهم العالمي وحرروا بيت المقدس سنة 583 هـ ـ 1187م، خرّ ميتاً من هول الصدمة البابا أوربان الثالث، وخلفه البابا جريجوري الثامن وكان شيخاً كبيراً, ولكنه سعى بكل جهده لشن حملة صليبية ثالثة على العالم الإسلامي, فأرسل خطاباً عاماً لنصارى أوروبا ووعدهم فيه بالمغفرة الكاملة لجميع خطاياهم، وفرض عليهم صياماً في كل يوم جمعة على مدى خمس سنوات قادمة، وفرض عليهم ضريبة تقدر بـ10% من دخولهم عرفت باسم ضريبة صلاح الدين, والامتناع عن أكل اللحوم في أيام السبت والأربعاء من كل أسبوع، وقد أدى هذا الخطاب لحماسة جارفة عمت أنحاء أوروبا أسفرت عن الحملة الصليبية الثالثة والمعروفة باسم حملة الملوك.

    البابا أنوسنت الثالث:
    تولي البابا أنوسنت الثالث كرسي البابوية سنة 1198م ـ 595 هـ وكان صغيراً نوعاً ما مقارنة لمن سبقوه من الباباوات، وهذا البابا أحدث تغيرات خطيرة وجذرية بمكانة كرسي البابوية أشبه ما يكون بجريجوري السابع، حيث كان يرى أن البابا يجب أن يكون صاحب سلطة روحية وزمانية أو نوعاً من القسيس الملك، ورفض أن يكون دور البابا منحصراً في مجرد الدعوة للحملات الصليبية ومنح صكوك الغفران، بل يجب أن يكون الأمر كله تحت سيطرة البابوية، لذلك كان أنوسنت الثالث أكثر الباباوات محاربة للمسلمين وشناً للحملات الصليبية ضدهم، وهو أول من حول دفة الهجوم من الشام إلى مصر مركز الثقل في العالم الإسلامي وقتها، وبالفعل أثمرت جهود أنوسنت الثالث لشن الحملة الصليبية الرابعة وذلك سنة 600هـ ـ 1204م والتي تعتبر أفشل الحملات الصليبية؛ حيث توجهت للقسطنطينية عاصمة بيزنطة بدلاً من بلاد الإسلام، وذلك بسبب العداء المذهبي بين البيزنطيين الأرثوذكس والفرنجة الكاثوليك.
    ورغم هذا الفشل الذريع لأنوسنت الثالث في الحملة الرابعة إلا أنه عاد وأرسل حملة أخرى سنة 1216 م ـ 612هـ, وقد اختار هذه السنة تحديداً بناءً على تفسيره المحرف لبعض نصوص الكتاب المحرف عندهم، حيث كان يفسر ما ورد في سفر الرؤيا من أن عدد سنوات عمر الوحش هو 666 والوحش في تفسيره هو الإسلام، وإذا كان ظهور الإسلام بحسابه سنة 622 ميلادية و666 تكون السنة التي توقع فيها نهاية الإسلام سنة 1288م؛ لذلك كان أنوسنت على يقين بأن حملته ستقرب المسلمين والإسلام من هذه النهاية, ولكنه سرعان ما هلك سنة 1216م قبل أن تتم الاستعدادات لهذه الحملة, وكان هلاكه بشرى كبيرة للمسلمين فإنه من أهم وأخطر الشخصيات التي تولت كرسي البابوية, وكان النصارى في أوروبا يقولون عنه: [إنه أدنى من الله وأعلى من البشر، قاضي القضاة الذي لا يقاضيه أحد].

    هونريوس الثالث:
    وهو الذي خلف البابا أنوسنت الثالث وسار على نهجه واستكمل الدور الذي بدأه في شن الحملة الصليبية الخامسة على المسلمين, وتأكيدًا لسياسة أنوسنت الثالث أرسل هونريوس مبعوثًا من طرفه هو الكاردينال البرتغالي 'بلاجيوس' لقيادة الحملة, ليس فقط روحيًا وإنما أيضًا عسكريًا وميدانيًا, وكان بلاجيوس هذا تلميذًا نجيبًا لأنوسنت الثالث يؤمن بكل مبادئه, ويفيض كراهية وكرهًا على المسلمين, شديد الإيمان بفكرة الحروب الصليبية, ولكنه كان لا يصلح بالمرة للقيادة العسكرية, فهو ضيق الأفق, عديم الخبرة, مستبد, مغرم بنفسه, شديد العناد, وهي خصال كلها كانت متوافرة في أستاذه أنوسنت, وأيضًا هي الخصال التي ستؤدي لفشل الحملة التي قادها على دمياط سنة 1221م-618هـ.

    جريجوري التاسع:
    وهذا البابا يعتبر تجسيدًا حقيقيًا وواضحًا عن النفسية البابوية المليئة بالحقد والكراهية للإسلام والمسلمين, ذلك أن أكبر ملوك أوروبا وقتها وهو الإمبراطور 'فريدريك الثانى' قد تلكّأ في الخروج لقتال المسلمين بسبب عدم اقتناعه بفكرة الحروب الصليبية بالكلية, ما حدا بالبابا أن يصدر مرسومًا بالحرمان الكنسي والطرد من الرحمة بحقه وذلك سنة 1227م-624هـ, وأجبره على الخروج في حملة صليبية على بلاد الإسلام, وهي الحملة السادسة, ولقد استطاع فريدريك أن يستولي على بيت المقدس عن طريق التفاوض مع ملك مصر الذليل الجبان 'محمد الكامل الأيوبي', وذلك من غير ضربة سيف واحدة, فما كان من جريجوري التاسع إلا أن أصدر قرارًا ثانيًا بحرمان فريدريك من الجنة! وأطلق عليه لقب الزنديق الأكبر, وقال كلمته الشهيرة والتي تعبر بصدق عن النفسية الحاقدة على الدين وأهله: إن الملوك الصليبيين يذهبون لسفك دماء المسلمين, وليس للتفاوض معهم. وبعدها شنت البابوية حربًا لا هوادة فيها ضد أسرة فريدريك كلها وأبادتها بالكلية, ودبرت عدة محاولات لاغتيال فريدريك ولكنها باءت بالفشل, وذلك كله لأن فريدريك رفض الانصياع لأوامر البابا في قتال المسلمين.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان Empty رد: "ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! .. بل .. نارًا وسيفًا وانقسامًا " "يسوع" حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 11:35

    أنوسنت الرابع:
    وهو أول بابا في تاريخ البابوية يفكر في تشكيل حلف نصراني – وثني ضد العالم الإسلامي, وذلك عندما أرسل إلى خان المغول يعرض عليه مشروعًا شريرًا لمحاربة العالم الإسلامي والجهتين الشرقية والشمالية من أجل إبادة المسلمين بالكلية, وقد أوفد البابا الشرير من أجل استمالة المغول المئات من الأوربيات الزانيات من أجل إغواء المغول كخليلات وعشيقات, وكان لهذا السلاح مفعول السحر خاصة أيام الطاغية هولاكو, ولكن هذه المحاولات ورغم كثرتها وتأثيرها الجزئي إلا أنها فشلت في النهاية بسبب إصرار الخان على خضوع البابا والأوروبيين له ودفع الجزية السنوية له.
    ولما فشلت مساعي أنوسنت الرابع اتجه نحو إعلان حرب صليبية جديدة على العالم الإسلامي كانت الأكبر والأفضل تنظيمًا وتسليحًا وقيادة؛ إذ ندب لقيادة الحملة ملك فرنسا 'لويس التاسع' وخلع عليه لقب قديس, وكان لويس التاسع شديد الإيمان بفكرة الحروب الصليبية ووجوب محاربة المسلمين, وذلك سنة 1249 م ـ 647 هـ، ولكن هذه الحملة كان مصيرها الفشل الذريع كسابقتها.

    بعد ذلك عمت روح من الفتور في أرجاء أوروبا وفقدت البابوية حماستها المتقدة, وانشغل الباباوات خلال هذه الفترة بمشاكلهم الداخلية مع قادة الدول الأوروبية والصراع ضد أسرة الهوهنشتاوفن الألمانية والحركات الإلحادية في جنوب فرنسا، باستثناء المحاولات التي قام بها البابا كليمنت الرابع وخليفته نيكولاس الرابع من أجل تشكيل حلف بين المغول والصليبيين للتصدي لدولة المماليك القوية الآخذة في النمو والتمدد نحو الشام وحدود العراق, وذلك سنة 1267م ـ 1274م.

    وظل الأمر هكذا حتى ظهرت الدولة العثمانية في منطقة الأناضول, وذلك في أوائل القرن الثامن الهجري وأواسط القرن الرابع عشر الميلادي.

    البابا كليمانس السادس:
    وهو أول الباباوات دعوة لتكوين حلف صليبي مقدس! ضد الدولة العثمانية الناشئة في آسيا الصغرى أو الأناضول, وذلك سنة 1344م ـ 744 هـ, وكانت الاستجابة في بدايتها ضعيفة ومحدودة، ولكنها مع الوقت أخذت في التوسع والازدياد، خاصة مع الحماسة الدينية المتأججة في قلوب ملوك قبرص التي أصبحت من أخطر البؤر الصليبية على الإسلام والمسلمين في هذه الفترة.

    البابا أوربان الخامس:
    ويعتبر أوربان الخامس أول الباباوات الداعين لحرب صليبية ضد العثمانيين ولكن بجنود من النصارى الأرثوذكس, وذلك سنة 1364 هـ ـ 765 هـ، وذلك أن إمبراطور بيزنطة وقتها قد تحول للمذهب الكاثوليكي من أجل إغراء البابا والدول الأوروبية الكاثوليكية بمساعدته ضد قوة العثمانيين المتنامية, وذلك أيام السلطان مراد الأول، وقد استجاب لدعوة أوربان الخامس كل من لويس ملك المجر وبولندا وأمراء البوسنة والصرب ورومانيا وشكلوا حلفاً صليبياً مقدساً، ولكن هذا الحلف مني بهزيمة ساحقة عند نهر مارتيزا بالقرب من أدرنة، وهذه الهزيمة الكبيرة جعلت أوربان يجن جنونه ويكلف ملك قبرص الصليبي واسمه [بطرس الأول] بغزو ميناء الإسكندرية وإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية فيها، وكان بطرس شديد الصليبية والإيمان بوجوب قتال المسلمين, فاستجاب على الفور لدعوة البابا وقاد حملة صليبية نزلت بالإسكندرية سنة 1365م ـ 767 هـ, وارتكبت هذه الحملة مجزرة بشرية مروعة راح ضحيتها عشرات الآلاف من أهل الإسكندرية, ثم غادرها بطرس مسرعاً قبل أن يقوم المسلمون بنجدة المدينة, وكما قال المؤرخون [دخل الإسكندرية لصاً وخرج منها لصاً].

    البابا بونيفاس التاسع:
    وهو البابا الذي كان معاصراً للفتوحات العظيمة التي قام بها السلطان مراد الأول ثم خليفته بايزيد الصاعقة الذي حقق انتصارات باهرة على الجبهة الأوروبية جعلته يسيطر على معظم أجراء البلقان ويحكم حصاره على القسطنطينية، ما دعا بالبابا يونيفاس التاسع إلى أن يعلن حلفًا صليبيًا فيه كل الأوروبيين الكاثوليك والأرثوذكس, وكان الأكبر في القرن الرابع عشر والأضخم في تاريخ الصراع بين الصليبيين والعثمانيين, وذلك سنة 800هـ ـ 1396م, ولأول مرة يقاتل الكاثوليك جنباً إلى جنب مع الأرثوذكس ضد المسلمين، ولقد انتصر بايزيد على هذا الحلف الصليبي الضخم في معركة نيكوبوليس انتصاراً رائعاً وقال بايزيد مقولته الشهيرة: [سأفتح إيطاليا وسأطعم حصاني هذا الشعير في مذبح القديس بطرس بروما], وهي المقولة التي أدخلت الرعب والفزع في قلوب نصارى أوروبا عموماً وكرسي البابوية خصوصًا.

    البابا أوجين الرابع:
    وهذا البابا ترجمة عملية للغدر والخيانة ونقض العهود، وذلك أن الدولة العثمانية كانت قد وقّعت معاهدة سلام لمدة 10 سنوات مع الدول الأوروبية, وذلك سنة 1442م ـ846 هـ, ولم يكن أوجين الرابع راضيًا عن هذه المعاهدة, فأرسل من طرفه الكاردينال الإيطالي الشرير 'سيزاريني' فطاف على ملوك أوروبا وحرّضهم على نقض المعاهدة مع العثمانيين وأحلهم من وزر ذلك, واصطحب معه صكوك غفران موقعة من البابا أوجين الرابع لكل من يشترك في هذه الحملة, فاستجاب لندائه كل ملوك أوروبا وعلى رأسهم 'لاديساس' ملك المجر، وكانت أخبار اعتزال مراد الثاني الحكم لابنه محمد الثاني، ثم تفرغه للعبادة قد وصلت لأوجين الرابع, فقرر استغلال الفرصة للهجوم على العالم الإسلامي, وذلك سنة 1448م ـ 852 هـ، ولكن مؤامراته الشريرة تحطمت تحت سيوف العثمانيين الذين أنزلوا هزيمة ساحقة على التحالف الصليبي، وقتل 'لاديساس' في المعركة ومعه الكاردنيال الشرير 'سيزارينى'.

    البابا نيقولا الخامس:
    وهو البابا الذي كان من قدره أن يكون على كرسي البابوية سنة 1453م ـ 857 هـ, وهي سنة فتح القسطنطينية على يد العثمانيين بقيادة محمد الفاتح، فحاول نيقولا الخامس توحيد الصف النصراني المتشرذم ودعا إلى مؤتمر دولي في روما لشن حرب صليبية جديدة على المسلمين لاسترجاع القسطنطينية, ولكنه فشل في ذلك, فأصيب بالهم والحزن وقتله الكمد سنة 1455م، وحاول خليفته بيوس الثاني تأجيج المشاعر الصليبية بكل ما أوتي من مقدرة خطابية وحنكة سياسية, ولكنه فشل بسبب الخلافات الداخلية بين الدول الأوروبية, والعجيب والمضحك في نفس الوقت أن بيوس الثاني قد أرسل بخطاب للسلطان محمد الفاتح يدعوه فيها إلى دخول النصرانية ودعمها, ووعده بأنه سيكفر عنه خطاياه إن هو أعتنق النصرانية مخلصاً!

    البابا جويلس الثاني:
    وهو الذي شكل حلفًا صليبيًا ضد العثمانيين أيام السلطان بايزيد الثاني مستغلاً حالة الصراع على الحكم بين بايزيد الثاني وأخيه الأمير 'جم', فكلف البولنديين بالهجوم على مولدافيا التابعة للعثمانيين، وشجع الرومانيين على الثورة على العثمانيين في غرب البلاد, وضم لهذا الحلف فرنسا والمجر وإيطاليا.

    البابا إسكندر السادس:
    وهو البابا الذي اشترى الأمير 'جم' من فرسان القديس يوحنا, وكان أسيراً عندهم في جزيرة رودوس, وساوم عليه أخاه السلطان بايزيد الثاني من أجل وقف المساعدات عن مسلمي الأندلس, ووقف تهديدات العثمانيين لسواحل اليونان، ولكن بايزيد رفض هذه المساومة الرخيصة، فما كان من إسكندر السادس إلا أن قتل الأمير 'جم', ثم دعا إلى حلف صليبي جديد ضد العثمانيين اشتركت فيه فرنسا وإسبانيا, وذلك سنة 1499 م ـ 905 هـ، فرد بايزيد بكل قوة على هذه الجريمة الصليبية بنصر بحري كبير على البنادقة في خليج لبياتو.

    البابا بيوس الخامس:
    خلال فترة حكم السلطان سليم الأول وولده سليمان القانوني بلغت الدولة العثمانية أوج قوتها واتساعها, وذلك من سنة 918هـ ـ 1512م حتى سنة 974هـ ـ 1566م، وكانت أوروبا وقتها تعيش حالة من الفوضى والصراع السياسي والديني وانقسامات كبيرة فـ'فرنسوا الأول' ملك فرنسا ينافس الإمبراطور شارلكان على كرسي الحكم للإمبراطورية الرومانية المقدسة! وكان الراهب الألماني مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي ينافس بابا الكاثوليك ليو العاشر، وهذه الصراعات المتأججة مع قوة العثمانيين المتنامية عطلت الحروب الصليبية عند كرسي البابوية.
    وفي نفس السنة التي مات فيها سليمان القانوني تولى فيها كرسي البابوية رجل في غاية الخطورة وهو بيوس الخامس الذي وضع مشروعاً بابوياً لجمع شمل الدول الأوروبية المتنافسة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت قيادة البابوية, كما كان الحال أيام أنوسنت الثالث، واستطاع بيوس الخامس أن يقنع ملك فرنسا شارل الخامس بنقض عهوده مع العثمانيين، وازدادت وتيرة الإعداد لحرب صليبية جديدة بعد نجاح العثمانيين في فتح جزيرة قبرص سنة 979هـ ـ 1571م، وبالفعل نجحت الحملة الصليبية البابوية التي كان يقودها الأمير 'دون خوان', وهو أخ غير شرعي لملك إسبانيا فيليب الثاني، وهو أيضاً الذي قضى على ثورة المسلمين في غرناطة قبل ذلك بثلاث سنوات، نجح في هزيمة الأساطيل العثمانية في معركة ليبانتو سنة 979هـ ـ 1571م، وكانت أول هزيمة بحرية ينالها العثمانيون منذ أكثر من 100 سنة، ما جعل الأوروبيون يهللون لهذا النصر الكبير, وقام بيوس الخامس بعمل قداس خاص بالمناسبة افترى فيه على الله عز وجل الكذب وقال: [إن الإنجيل قد عنى دون خوان نفسه حيث بشّر بمجيء رجل من الله يدعي حنا].
    وبعدها حاول بيوس الخامس الاتصال بأعداء العثمانيين مثل شاه الصفويين طهماسب وملك الحبشة وإمام اليمن، وسرت روح صليبية خالصة في العالم الأوروبي وفورة حماسية شديدة ضد العالم الإسلامي.

    جريجوري العاشر:
    بعد انتصار ليبانتو سنة 979هـ ـ 1571م لم يحقق الصليبيون انتصارات كبرى على العثمانيين زعماء العالم الإسلامي، وسرت روح من الفتور في الجانبين وانشغل كلاهما بمشاكله الداخلية وصراعاته الإقليمية، وظل الأمر على هذا المنوال حتى تولي كرسي البابوية 'جريجوري العاشر' وعلى ما يبدو أن أي بابا يتلقب بهذا اللقب عادة يكون ذا طموحات صليبية خطيرة ضد العالم الإسلامي، فمنذ أن تولي جريجوري العاشر المنصب أخذ في الدعوة إلى تشكيل حلف مقدس ضد العثمانيين, مستغلاً حالة الفوضى داخل الدولة العثمانية نتيجة تولي السلطان محمد الرابع السلطنة وكان ابن سبع سنوات، وقد قرر جريجوري الاستفادة من قوة روسيا القيصرية الصاعدة فضمها للحلف على الرغم من أن الروس أرثوذكس، وكذلك ضم في حلفه النمسا رغم عصيان ملوكها الدائم لأوامر البابوية, ولكن وجود أسرة كوبريلي في منصب الصدارة العظمى داخل الدولة العثمانية عطل مشروع جريجوري العاشر حتى جاء خلفه حنا الخامس عشر, والذي استغل فشل الجيوش العثمانية في فتح فيينا عاصمة النمسا سنة 1094هـ ـ 1681م في تأجيج مشاعر العداء الصليبي ضد العالم الإسلامي, وكان هذا التاريخ هو تاريخ تحول كفة الصراع لصالح الصليبيين، وأيضاً تاريخ خفوت صوت البابوية وبروز نجم روسيا القيصرية التي ستدخل في حرب صليبية طويلة وشرسة نيابة عن العالم الصليبي ضد الدولة العثمانية زعيمة العالم الإسلامي.

    وفي هذه الفترة ظهرت الثورة الصناعية وما صاحبها من محافل ماسونية وأفكار علمانية تحارب الدين ممثلاً في الكنيسة وحصلت حالة من الفصام النكد بين الدين والحياة في أوروبا، وأصبح دور البابا منحصراً في الجوانب الروحية، بل تعرض منصب البابوية نفسه للإلغاء أيام حكم موسوليني في إيطاليا
    ولكن الحقيقة الثابتة والتي لا يستطيع أحد أن يجادل فيها أو يحاول أن يخفيها أن أثر البابا ظل باقياً في كل الحروب والصراعات التي نشبت بعد ذلك بين العالم الإسلامي وأعدائه الغربيين
    فلقد كان الطابع الصليبي والحقد الديني بارزاً في كل هذه الحروب والصراعات، وعشرات السنيين التي جثم خلالها الغرب على العالم الإسلامي في صورة احتلال كانت الصليبية والعداوة الدينية طافحة في كافة أعمال وتحركات الغرب، والمجازر الوحشية والمروعة التي قام بها الاحتلال الفرنسي في الجزائر والمغرب ودول غرب إفريقيا
    ومثيلتها التي قام بها الاحتلال الروسي في القوقاز ووسط آسيا، وغير ذلك كثير يعتبر خير دليل على الحقد الصليبي الطافح في هذه الحروب, والذي يرجع الفضل الأول في إبرازه وتأجيجه ثم تثبيته لكرسي البابوية.

    ثم في الوقت الحاضر ماذا يسمي المشئوم بينيدكت السادس عشر حرب البوسنة والمجازر المروعة التي قام بها الصرب الكفرة بحق مسلمي البوسنة, حيث ذبحوا قرابة النصف مليون مسلم, وما قام به الروس الكفرة في حروب الشيشان بحق مسلمي القوقاز، وما يسمى حروب أمريكا على أفغانستان ثم العراق وما يسمي حرب لبنان ونيجيريا وساحل العاج وإندونيسيا الداخلية, حيث وثب النصارى في هذه البلاد على مسلميها وارتكبوا سلسلة من المجازر المروعة والتي يندى جبين البشرية لمثلها.

    فهل يعقل أو يصح بعد ذلك أن يتكلم عن الحرية ونبذ العنف باسم الدين من يجلس على كرسي غارق في الدماء, ويد أسلافه ملطخة بدماء المسلمين عبر سنوات الصراع الأبدي بين الكفر والإيمان.

    وعلى ما يبدو أن دور كرسي البابوية قد عاد ليطل برأسه من جديد ليتبوأ مكانه الريادي في قيادة العالم النصراني في حربه المستمرة ضد العالم الإسلامي, وما يدرينا لعل هذا البابا المحارب سيكون شرارة البدء لسلسلة الملاحم الكبرى التي ستقع في آخر الزمان بين الروم والمسلمين. الله أعلم!!

    منقول عن مفكرة الإسلام:
    http://www.islammemo.cc/historydb/on...asp?IDnews=533



    المصدر عاليه

      الوقت/التاريخ الآن هو 17.05.24 6:08